وسأل سائل فقال: يا ناصر محمد اليماني، أليست الشمس هي التى تُجلي وتُظهر النهار؟ وهل قول الله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾} يحمل إدراكين للشمس في مكانين مختلفين؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب:
والجواب عليك بالحق: ذلك الميقات هو من بعد الظُلمة وقبل ظهور النهار ويُسمى الظلّ، والظلّ هو ميقات ما بعد الفجر وقبل ظهور ضُحى الشمس، ولذلك قال الله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} أي إذا جلّى الظُلمة ولكن تعلم أن الظُلمة تتجلى قبل ظهور النهار فيعقُب الليل الظلّ وهو بسبب اقتراب النهار من الشرق وظهور ضحاها. وميقات الظلّ يستمر من بعد الفجر وينتهي بشروق الشمس، ولو وجَّه علماء الفلك مناظيرهم نحو الشرق في هِلال الشهر الذي تُدرك فيه الشمس القمر لشهدوا هلال أول الشهر في الشرق بسبب الإدراك والشمس إلى الشرق منه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الشمس].
فأما قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾} صدق الله العظيم. فذلك الإدراك عند الشرق فتكون الشمس إلى الشرق من هلال الشهر الجديد في {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} صدق الله العظيم. فذلك هو الإدراك عند الغروب ولذلك يغرب القمر قبل غروب الشمس برغم ميلاده وكذلك تكون الشمس إلى الشرق منه وذلك لأن البيان لقول الله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} أي أدركته فتقدمته شرقاً وهو يتلوها من ناحية الغرب برغم أن القمر يجتمع بالشمس في العرجون القديم فينفصل عنها شرقاً، والإدراك هو أن يحدث العكس تماماً فيتلوها بسبب ميلاد القمر من قبل الاقتران، ولنبينه لقوم يعلمون.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدً لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?1143