الموضوع: أسئلة مروان حسين

النتائج 21 إلى 30 من 227
  1. افتراضي التجارة

    السلام عليكم اخواني اخواتي وعلى الامام ناصر محمد اليماني وعلى الانبياء والمرسلين بالحق الى يوم الدين . لدي سؤال عن مقدار الربح في التجارة هل له نسبة معينة ... ملاحظة ارجو الاجابة فأنا اطلعت على بيان الزكاة كاملا انما اريد الاجابة على هذا السؤال .

  2. افتراضي التجارة

    السلام عليكم هل الربح في التجارة له نسبة محددة وكم هي النسبة ؟

  3. افتراضي

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
    المال المكتسب في التجارة اذا بلغ النصاب تؤدى زكاته يوم اكتسابه وهذا حق الله فيه
    ولاتوجد نسبة للربح بل النسبة على المال المكتسب بشكل عام فليربح التاجر في بضاعته بأي نسبة ما دام انه يزكي المال فان الله يبارك له في بضاعته ويزيد من ربحه لانه من الشاكرين .
    وتاليا بيانات الامام عن الزكاة للتذكير ....


    كود الاقتباس:

    اقتباس المشاركة 32035 من موضوع بيان فرض الزكاة..

    - 1 -


    فــــــــرض الزكـــــــاة..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار والسابقين الأخيار لنُصرة الحق في الأولين وفي الآخرين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ويا عُلماء الإسلام وأمّتهم يا حُجاج بيت الله الحرام، إنّي أنا الإمام المهديّ المنتظَر قد اصطفاني الله عليكم فزادني بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن العظيم على كافة عُلمائكم ليجعل ذلك بُرهان الخليفة الذي اصطفاه الله للناس إماماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ} صدق الله العظيم [البقرة:274].

    وإنّما ذلك حتى يستطيع أيّ إمامٍ اصطفاه الله للمؤمنين فيزيده بسطةً في العلم حتى يستطيع أن يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في الدين، وكذلك الإمام المهديّ زاده الله بسطةً في علم البيان الحقّ للكتاب حتى يستنبط لكم الإمام المهديّ حكم الله بينكم من محكم كتابه فيحكم الإمام المهديّ بحُكم الله بينكم فيما كُنتم فيه تختلفون بآياتٍ بيّناتٍ وما يكفر بها إلا الفاسقون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُون}صدق الله العظيم [البقرة:99].

    شرطٌ علينا غير مكذوب أن نأتي لكم بحكم الله من الآيات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم يفقهه كلُّ ذو لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ، وأضربُ لكم على ذلك مثلاً في الناموس في الكتاب في شأن من يصطفي خليفة الله، فهل يحقّ لعبيده من دونه أن يصطفوا خليفة الله عليهم؟ والجواب تجدوه في حُكم الله بينكم في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}صدق الله العظيم [القصص:68].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الحجر]. فمن أَذِنَ لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه يا معشر الشيعة والسّنة؟ سُبحان الله وتعالى عمَّا تشركون!

    ويا عُلماء المُسلمين وشعوبهم على مُختلف مذاهبهم وفرقهم؛ إنّي الإمام المهديّ المنتظَر أعلن الكُفر المُطلق بالتعدّدية الحزبيّة في الدين الإسلامي الحنيف، فلا ينبغي للحقّ أن يتّبع أهواءكم فينتمي إلى إحدى شِيعكم إذاً لكنتُ من المُعذبين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:105].

    فلا ينبغي لي أن اُخالف أمر الله العلي العظيم في محكم القرآن العظيم فأتّبع أمر الشيطان الرجيم، فلا ينبغي لي أن أقول على الله ما لم أعلم مثلكم يا من تقولون على الله ما لا تعلمون وتحسبون أنّكم مُهتدون، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين فأتبع أمر الشيطان الرجيم لأنّ الشيطان يأمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون. وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْ‌ضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُ‌كُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكنّ الله ربّكم قد حرَّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون. وقال الله تعالى:
    {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاَللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:33].

    وبما أنّي أعلمُ أنّي الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم أعلنُ لكافة الأنصار السابقين الأخيار ولكافة الوافدين الباحثين عن الحقّ في طاولة الحوار بأنّي سوف أُهيّمن بسُلطان العلم في بيان رُكن الزكاة حصرياً من القرآن العظيم، وإذا لم أُهيّمن على كافة عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود بسلطان العلم الحقّ من مُحكم القرآن العظيم فلستُ المهديّ المنتظَر وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور أن يرجعوا عن اتّباع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إذا لم يجدونه هو المُهيمن بسُلطان العلم من محكم القرآن العظيم، وذلك لكي تعلموا الناموس في الكتاب عن اختيار أئِمّة الكتاب أنّ الله هو من يصطفي ويختار فيزيد من اصطفاه عليكم واصطفاه لكم إماماً بسطةً في العلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ}صدق الله العظيم [البقرة:247].

    ولذلك تجدون أنَّ الله هو الذي اختار خليفته آدم عليه الصلاة والسلام ليكون خليفة الله على الملائكة والجنّ، وكان للملائكة رأياً آخر. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة:30].

    ويقصد الله بقوله تعالى:
    {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} أي فلستُم أعلم من ربِّكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

    ثم زاد الله خليفته آدم عليه الصلاة والسلام بسطةً في العلم عليهم جميعاً، ومن ثم أراد الله أن يُقيم الحجّة على ملائكته أنّهم ليسوا بأعلم من ربهم والذي يصطفيه خليفة له سوف يزيده بسطةً في العلم على من استخلفه عليهم. وقال الله تعالى:
    {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:31].

    فأدرك الملائكة أنّهم قد تجاوزوا حدودهم فيما لا يحقّ لهم، وعلموا بما صار في نفس ربِّهم عليهم من خلال قول الله تعالى الموَّجه إلى ملائكته
    {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، ومن ثم تابوا وأنابوا وسبّحوا ربَّهم مُقِرِّين بخطئِهم {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:32].

    ومن ثم أراد الله أن يقدِّم لآدم خليفته البرهان أنَّ الله الذي اصطفاه خليفة له وقد زاده بسطةً في العلم عليهم. وقال الله تعالى:
    {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:33].

    ومن ثم جاء أمر التنفيذ بعد إقامة الحجّة عليهم. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:34].

    فتدبروا القرآن لعلكم تعقلون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].

    ومن ثم تعلمون أنّ ليس لأحدٍ الخَيار من عبيد الله في شأن اصطفاء خليفة الله من دونه. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

    ويا عُلماء أمّة الإسلام، والله لو كنتم لا تزالون على الهدى الحقّ لما ابتعثني الله الإمام المهديّ ليهديكم والناس أجمعين إلى الصراط المستقيم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد لنهديكم به إلى صراط العزيز الحميد، ويا عُلماء الإسلام وأمّتهم آن الآوان أن نُبيِّن لكم ركن الزكاة التي فرض الله عليكم فتؤدّوها إلى من استخلفه الله عليكم. وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْ‌هُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ‌ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُ‌هُمْ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل فرض الله عليكم أن تنفقوا أموالكم جميعاً في سبيل الله؟ والجواب تجدوه في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ﴿٢٤﴾ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُ‌ومِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [المعارج].

    ومن ثم سؤالٌ آخر، فكم قدر هذا الحقّ المعلوم في الكتاب؟ ومن ثمّ تجدون الجواب في قول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْ‌هُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ‌ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُ‌هُمْ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    ومن ثم تعلمون أنّ الله قد فرض عليكم العُشر من الذهب أو ما يعادله من الفضة، فمن أخرج منها العُشر حقّ الله فكأنّما أنفقها جميعاً في سبيل الله كون العُشر يكتبه الله بعشر أمثاله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:160].

    فلو أنّ لدى أحدكم مائة جرام من الذهب وحتى يعلم كم قدر العشر فيها في الحساب، فيفعل ما يلي:
    100÷10= 10 فذلك هو العُشر لمائة جرام من الذهب.

    فإذا أخرج العشرة الجرام حقّ الله منها لينفقها في سبيل الله فسوف يكتب الله له وكأنّه أنفق المائة جرام جميعاً، وذلك لأنّ العشرة جرام سوف تُكتب بعشر أمثالها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} صدق الله العظيم، وذلك هو نصيب الله المفروض في مالكم المُكتسب.

    وأما كنوز الغنيمة أو الغنائم فحق الله فيها ضعف العُشر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [الأنفال:41].

    ولكن زكاة الغنيمة التي رزقكم الله إياها غنيمةً من لدنه يختلف حقّ الله المفروض فيها عن حقِّه في الأموال المُكتسبة كونكم ستجدون أنّ الزكاة من الغنيمة هي ضعف الزكاة من الأموال المكتسبة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ} صدق الله العظيم، فإذا غنِم أحدُكم كنزاً (مائة جرام من الذهب) فحقّ الله فيها عشرون جرام. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ} صدق الله العظيم.

    وحتى تعلموا كم خُمس المائة جرام من الذهب فجزِّئوا المائة جرام إلى خمسة أخماس، أو تقوموا بما يلي:
    100÷5 = 20 جرام فذلك هو الخُمس.

    وأما حقّ الله المفروض في أموالِكم المُكتسبة فهو أقل من الخُمس، وذلك لأنّ الله فرض عليكم العُشر لله في أموالكم المُكتسبة، وحتى تعلموا كم عُشر المائة الجرام من الذهب أو ما يعادلها من الفضة فهو كما يلي:
    100÷10=10 جرام.

    فكيف تضلون عن آيات بيِّنات محكمات هُن أمّ الكتاب؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُون} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    ألم نعِدُكم أنّنا لقادرون بإذن الله على أن نُفصِّل لكم كافّة أركان الإسلام جميعاً من محكم كتاب الله القرآن العظيم فنبيّنه لكم كما كان يبيّنه لمن قبلكم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44]. حتى نعيدَكم إلى منهاج النّبوّة الأولى على كتاب الله وسنة رسوله الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتبع.

    ولا يزال لدينا الكثير والكثير في تفصيل الركن الثالث من أركان الإسلام ألا وهو رُكن الزكاة، فويلٌ للذين أعرضوا عن رُكن الزكاة فلا يتقبل الله منهم شهادتهم ولا صلاتهم ولا صومهم ولا حجّهم ومن ثم يُحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْ‌هُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ‌ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُ‌هُمْ ۖ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وليست الزكاة على المال الواحد في كُلّ مرة كما يقول على الله الذين لا يعلمون؛ أنّ زكاة المائة الجرام يتمّ إخراجها في كلّ مرة من ذات المال نفسه! إذاً فسينفد وانتهى الأمر، ولكن قال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} صدق الله العظيم، فأين المعلوم يا معشر الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ما دمتم أفتيتُم أنّه يتمّ إخراجها في كل مرةٍ من ذات المال؟ فلنفرض أنّ لدى أحدكم مائة جرام من الذهب ادّخرها لأولاده الصغار من بعد موته فأمرتموه أن يُخرِج منها حقّ الله في كلّ عام، ومن ثم يخرج لكم عشرة جراماتٍ وفي كل عامٍ عشرة جرامات فبعد مضي عشر سنواتٍ سوف تنفد ثم لا يجد في الوعاء شيئاً! أفلا تتقون؟ وإنّما حقّ الله معلومٌ فإذا تمّ استخراج حقّ العشر من ألف جرامٍ من الذهب ثم يكنزه لعياله من بعده فأصبح طاهراً مُطهّراً إلى يوم القيامة، فلم يفرض الله حقّه فيه إلا مرةً واحدة فقط فقط فقط وليس في كل مرة؛ بل حقّ الله هو في المال الجديد، فإذا كسبتم مالاً جديداً فأخرجوا حقّ الله منه ومن ثم يصبح طاهراً مطهراً، واتقوا الله ويعلمكم الله.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المُسلمين في الدين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــ




    وسنزيد المُحسنين بالبيان الحقّ من القرآن المُبين عن نصاب الزكاة المفروضة في أموالهم..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وأنصاره في الأولين والآخرين وفي الملإِ الأعلى إلى يوم الدين..

    وسنزيد المُحسنين بالبيان الحقّ من القرآن المُبين عن نصاب الزكاة المفروضة في أموالهم، وكان حقاً لله مفروضاً لمن بلغ ماله النصاب المعلوم في القرآن العظيم عُشر كُلّ عشرة جرامات من الذهب أو ما يعادله من الفضة، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ فأحكمُ بينكم بالقول الفصل وما هو بالهزل وأفصّل لكم الضعف في الكتاب بين الصدقة المفروضة وبين صدقة النافلة، وقد جعل الله الفتوى الحقّ في آيات الكتاب المُحكمات. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    وناموس الكتاب في الحساب بين العبيد والربّ المعبود في العمل الحسن وفي العمل السيء تجدون الفتوى إليكم من ربكم في مُحكم كتابه القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:160].

    والحسنة المقصود بها في هذه الآية هو العمل الحسن المفروض على المؤمنين من ربهم أمراً مفروضاً، فمن أدى المفروض عليه من ربّه فَمِنْ كرم الله أنه لا يُكتب لهُ بمثله بل يُكتب بعشر أمثاله، ومن خلال ذلك نستطيع أن نعلم فكم بالضبط مقدار النصاب للزكاة المفروضة فأجد في الكتاب أنّ نصاب الزكاة هو في كُلّ عشرة جرامات من الذهب أو ما يعادله من الفضة يتمّ استخراج العُشر من ذلك. وأمّا كيف تقسيم العُشر من ذلك فيتمّ تقسيم العشرة الجرام إلى عشرة أقسام ومن ثمّ نأخذ منها النصيب العاشر حقّ الله المفروض، ومن ثمّ يكتب لهُ الله ذلك بعشر أمثاله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} صدق الله العظيم، وكأنه أنفق العشرة الجرامات في سبيل الله جميعاً. ولذلك قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْ‌هُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿34﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ‌ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُ‌هُمْ ۖ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿35﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وتَبيّن لكم بيان هذه الآية بالحقّ أنّ نصاب الزكاة هو عند بلوغها عشر جرامات ذهباً، وبما أنّ في كُلّ عشر جرامات نصاب جرامٍ واحدٍ فعلى هذا الأساس يتمّ نصاب الزكاة حتى ولو تكون مليون جرام ففي كُل عشر جرامات جرام واحد، ويتمّ تقسيم المليون الجرام على عشرة أقسام فنأخذ النصيب العاشر، أو نقسمها عن طريق حساب الرياضيات (1000000÷10 ) = 100000 جرام يكون ذلك نصيب الله المفروض من ذلك المليون جرام.

    وبما أنّ الله لن يكتب لعبده أنّه أنفق مائة ألف جرام؛ بل أمر الملك رقيب أن يكتبُ لعبده أنهُ أنفق مليون جرام من الذهب وذلك لأنّ المائة ألف جرام سوف تكتب بعشر أمثالها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} صدق الله العظيم، ولكن الفرق لعظيم بين أضعاف الصدقة المفروضة في الكتاب والصدقة الطوعيّة من العبد طمعاً في حُبّ الله وقُربه، فإذا نظرتم إلى ضعف الجرام الفرضي تجدونه وكأنه أنفق عشر أمثاله، ولكن حين يكون هذا الجرام طوعاً قربةً إلى الله تجدون أنّ الفرق في أضعافه بين الجبريّ والطوعيّ هو ستمائة وتسعون ضعفاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:261].

    فتجدون أنّ الفرق بين الأضعاف هو ستمائة وتسعون ضعف، ولذلك تجدون في الكتاب المُقربين وأصحاب اليمين، فأمّا المُقربون فأدوا ما فرض الله عليهم ومن ثمّ تزوّدوا بعمل صدقة النافلة قربةً إلى ربِّهم وهؤلاء لا يشبعون ولا يقنعون مهما أنفقوا فيودّ أحدهم لو أنّ له جبلاً من ذهبٍ ليستمتع بإنفاقه في سبيل الله طمعاً في حُبّ الله وقربه، ولذلك أحبّهم الله وقرّبهم، ولكلٍ درجاتٌ مما عمِلوا على حسب سعي العباد من غير مُجاملةٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَرَ‌أَيْتَ الَّذِي تَوَلَّىٰ ﴿33﴾ وَأَعْطَىٰ قَلِيلًا وَأَكْدَىٰ ﴿34﴾ أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَ‌ىٰ ﴿35﴾ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ ﴿36﴾ وَإِبْرَ‌اهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ ﴿37﴾ أَلَّا تَزِرُ‌ وَازِرَ‌ةٌ وِزْرَ‌ أُخْرَ‌ىٰ ﴿38﴾ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿39﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَ‌ىٰ ﴿40﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿41﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    فلا بدّ من عمل الأعمال الصالحة وإنما يضاعفها الله الواسع العليم، فالذي ينفق ألف جرامٍ من الذهب فلن يكتب الله له نفقة ألف جرامٍ من الذهب؛ بل إن كانت صدقة الزكاة المفروضة فأمر الملك رقيب أن يكتب أن عبده تصدق بعشرة آلاف جرام من الذهب، وأمّا إذا كانت صدقة طوعيّة فيأمر الله الملك رقيب أن يكتب أن عبده تصدق بسبعمائة ألف جرام من الذهب، ألا وإن الفرق لعظيمٌ بين عشرة آلاف جرام من الذهب وبين سبعمائة ألف جرام من الذهب بينما النفقة هي الأساسية ليست إلا ألف جرام، فمن أكرم من الله أكرم الأكرمين؟

    وبالنسبة لسؤال الذي تلقّاه المهديّ المنتظر من أحد الأنصار السابقين الأخيار بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    ولي سؤال واحد إمامنا هل يجب أيضاً إخراج مال الزكاة من الراتب الشهري للموظف كل شهر؟ وما هو النصاب المحدد من الراتب المكتسب الذي تجب فيه الزكاة؟ وكيف نستطيع تحديده؟
    انتهى الاقتباس

    ومن ثمّ نردُّ بالجواب بالقول الصواب من مُحكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب أنّ النصاب لزكاة الأموال هي إذا بلغت عشر جرامات من الذهب أو ما يساوي قيمتها من الدراهم الورقيّة حسب العُملة المُتبادلة في البلاد، ولا أجد فيمن يملك تسع جرامات من الذهب زكاةً كونه لم يبلغ نصابه المعلوم في الكتاب؛ بل في كُلّ عشر جرامات نصاب، وإذا كانت تسعة عشر جرام من الذهب فلا نصاب غير نصاب العُشر للعشرة الأولى، فإذا بلغت العشرون جرام صار نصابهم اثنين جرام، وكذلك الراتب إذا كان يساوي لقيمة عشر جرامات من الذهب ففيه نصاب، وإذا كان الراتب يساوي لقيمة تسعة عشر جراماً من الذهب فلا نصاب فيها غير نصاب العشرة، فإذا بلغ الراتب قيمته قيمة عشرين جرام من الذهب فنصابه ما يعادل قيمته جرامين اثنين من الذهب، ولا أقصد ما يعادل قيمته لجرامين اثنين من الذهب بإضافة سعر المصنعية التي يأخذها أصحاب محلات الذهب عند البيع والشراء بل أقصد سعر الذهب عالميّاً، وذلك لأنّ الذي يريد شراء ذهب سوف يكون غالياً عليه بسبب فارق شغل المصنعية التي حوّلت الذهب إلى حُليّ بل أقصد سعر الذهب عالمياً.

    وكذلك نرد بالجواب لأحد الأنصار السائلين الذي يقول ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    إلى من نُخرج الزكاة (من سيجمعها)؟
    مَنْ ستُؤدى إليه الزكاة (أوجه الصرف)؟
    هل هناك نصاب محدد للزكاة أم أن الزكاة واجبة على كل مُسلم؟
    هل يجب مرور الحول على الأموال لإخراج الزكاة منها أم بمجرد اكتسابها ؟
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ نجيب على سؤاله الأول: إلى من نُخرج الزكاة؛ من سيجمعها؟ الجواب: يتمّ تسليمها إلى العاملين عليها المُكلفين بجمعها من قبل خليفة المُسلمين ولهم رواتب مُعتمدةً منها. ولذلك قال الله تعالى: {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} [التوبة:60].

    وأما تقسيمها فيتولى النبيّ أو الخليفة تقسيمها في مصارفها الحقّ، ولم يجعل الله لأغنياء المُسلمين نصيباً في صدقة الزكاة المُسلَّمة إلى النبيّ إلا أن يشاء النبيّ أن يعطيهم لحكمة ليؤلّف بها قلوب أهل الدُنيا على الدين ليحببه إلى أنفسهم، ولا ينبغي لمن لم يعطهم منها شيئاً أن يسخطوا لأنها لم تفرض بسببهم، ولذلك كان من الأغنياء المنافقين من يسخط على النبيّ كون محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يعطهم منها شيئاً. وقال الله تعالى:
    {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَ‌ضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ﴿58﴾ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَ‌ضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ وَرَ‌سُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ سَيُؤْتِينَا اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَرَ‌سُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّـهِ رَ‌اغِبُونَ ﴿59﴾ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَ‌اءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّ‌قَابِ وَالْغَارِ‌مِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِ‌يضَةً مِّنَ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿60﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وأما بالنسبة لما يسمّونه بالحول فليس ذلك يخصّ زكاة المال؛ بل المال إذا بلغ نصابه تمّ إخراج حقّ الله منه بشكلٍ مُباشرٍ أمر الله في مُحكم كتابه حتى لا يذهب نصابه بل يخرج حقّ الله منه العُشر على جَنْبٍ.

    وأما بالنسبة للحول فيُخصّ الزكاة الأُخر التي تكبُر منذ الصغر كمثل زكاة الإبل والأغنام والبقر والثمر، ولها بيانٌ آخر في قدره المقدور.

    وأما زكاة الثمار فما يتلف منها فلا يُعطى للوالي كزكاة الخضر؛ بل للمساكين الحضور. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِ‌مُنَّهَا مُصْبِحِينَ ﴿17﴾ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴿18﴾ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّ‌بِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿19﴾ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِ‌يمِ ﴿20﴾ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ﴿21﴾ أَنِ اغْدُوا عَلَىٰ حَرْ‌ثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِ‌مِينَ ﴿22﴾ فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ﴿23﴾ أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ ﴿24﴾ وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْ‌دٍ قَادِرِ‌ينَ ﴿25﴾ فَلَمَّا رَ‌أَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ﴿26﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُ‌ومُونَ ﴿27﴾ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴿28﴾ قَالُوا سُبْحَانَ رَ‌بِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿29﴾ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ﴿30﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ﴿31﴾ عَسَىٰ رَ‌بُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرً‌ا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَ‌بِّنَا رَ‌اغِبُونَ ﴿32﴾ كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَ‌ةِ أَكْبَرُ‌ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿33﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم المهديّ المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ


    اقتباس المشاركة :
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة oceanmen
    بسم اللة الرحمن الرحيم
    السلام عليكم وعلى جميع الأنصار و كل المرسلين
    لدى سؤالين
    1. هل هناك زكاة على قىمة المنزل الذى نملكة؟
    و هل اذا زادت قيمة المنزل كل عام - هل يجب ان ندفع زكاة على قدر الزيادة؟
    2.هل ىجب الذبح في العىد ام ممكن دفع تلك الزكاة بالعملة الورقىة؟
    و شكرا لك مقدما امامنا
    والسلام عليكم
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمد ُ لله ربّ العالمين..

    سلامُ الله عليكم أخي الكريم وعلينا وعلى عباد الله الصالحين، وأفتيك بالحقّ أنّي لا أجدُ في كتاب الله زكاةً على المنزل ولا أجرؤ أن أقول على الله غير الحقّ. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.

    وأما بالنسبة للذبح في عيد الاضحى المُبارك فهو سُنَّةٌ واجبةٌ في الكتاب للمُقتدرين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} صدق الله العظيم [الحج:36].

    وذلك بمناسبة العيد الأكبر سواء كانوا في الديار أو في الحجيج. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} صدق الله العظيم [الحج:28].

    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ


    اقتباس المشاركة :
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قوم يحبهم ويحبونه
    بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين:
    بمناسبة دخول شهر رمضان
    ماهى زكاة الفطر؟
    ((((زكاة رمضان )))))
    وهل يجوز دفع الزكاة للمساهمة في لشراء مثلا قناة المنبر للمهدى المنتظر؟أم مثل هذه الاشياء تكون من التبرعات فوق الفرض الجبرى وليس من أصل الفرض الجبرى للزكاة
    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أخي السائل الكريم، إنّي لا أجدُ زكاةً مفروضةً اسمها زكاة الفطر ولا زكاة رمضان في مُحكم القرآن، وإنّما كانت مجرد حيلةٍ من الحُكام وعلمائهم ليزيد دخل بيت المال ليس إلا؛ بل نستطيع أن نُفصِّل رُكن الزكاة المفروضة تفصيلاً من كتاب الله القرآن العظيم، فكيف يجعل الله زكاةً أخرى؟ بل ركن الزكاة واحدٌ في الإسلام، ونحنُ نتكلم عن الزكاة المفروضة رُكناً من أركان الإسلام وذات أهميةٍ كُبرى في الدين ودولة المُسلمين. وأما سؤالك الذي تقول فيه:
    اقتباس المشاركة :
    وهل يجوز دفع الزكاة للمساهمة في شراء مثلا قناة المنبر للمهدى المنتظر؟ أم مثل هذه الاشياء تكون من التبرعات فوق الفرض الجبرى وليس من أصل الفرض الجبرى للزكاة؟
    انتهى الاقتباس

    ومن ثمّ نردّ عليك بالحقّ إنّ الزكاة لم يجعلها الله حصرياً للفقراء والمساكين، وإنما جعل الله لهم نصيباً فيها من غير مقابلٍ، ونصيبهم هو فقط ما يكفي حاجتهم ويسدّ جوعهم، ولا نصيب للأغنياء فيها إلا بمُقابلٍ أو لحكمةٍ يراها الحاكم، ولكن العاملين عليها هو بمقابل عملهم، وكذلك كان محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ينفق على جيشه من الزكاة. وقال الله تعالى:
    {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} صدق الله العظيم [المنافقون:7].

    بل الزكاة مصرفها الأكبر هو في مصرفها السابع في سبيل الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:60].

    ويشمل قول الله تعالى:
    {وَفِي سَبِيلِ اللّهِ} مصارف كثيرة، ومنها إعداد القوة والعتاد للجيش في سبيل الله، ومنها رواتب العاملين عليها على مُختلف مجالاتهم، وتبنى عليها جميع مؤسسات الدولة الإسلاميّة، وتُضاف إلى بيت مال المُسلمين خُمس الغنيمة، وتضاف إلى بيت مال المُسلمين الجِزْية ومثل مقدارها كمثل مقدار الزكاة المفروضة بالضبط، وإنما تُسمى من المسلم زكاةً لأنّ الله سوف يزكيه بها ويطهره بها وأما غير المُسلم فتسمى جزية، وكذلك تضاف إلى بيت مال المُسلمين دخل مشاريع الدولة الإسلاميّة الاستثماريّة ويعمل العاملون عليها على تحسين اقتصاد البلاد. أم تظنّون العاملين عليها إنّما هم فقط الذين يتسلمونها؟ كلا؛ بل العاملون عليها جميع الذين لهم رواتب منها و تحمّلوا الأمانة ومسؤولية الأمّة على عاتقهم ويكون من ورائهم حاكمٌ لا يخاف في الله لومة لائم فلا يساوم في بيت المال، إن اكتشف السلب والنهب يُعاقب الذين هم ليسوا أهلاً للأمانة ويقيلهم من مناصبهم حتى ولو كان أخاه ابن أمّه وأبيه، وهكذا تعيش البلاد خالية من الفساد وينمو ويرقى اقتصاد البلاد ويتحسن معيشة العباد وينتهي الفساد برمّته ويعيش الناس بسلام آمنين، فسبب الفساد هو الفقر ولكنه ينتهي مع إقامة حدود الله في الأرض لمنع المُفسدين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام ناصر محمد اليماني على أحد المستفتيين في إخراج الزكاة بمعرفة الدافع للزكاة شخصيّاً ومباشرةً الى الفقراء دون أن يأتيها الى الإمام العادل..

    ردّ الإمام ناصر محمد اليماني على أحد المستفتيين في إخراج الزكاة بمعرفة الدافع للزكاة شخصياً ومباشرةً الى الفقراء دون أن يأتيها الى الإمام العادل، فقال: سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته يا حبيبي في الله، بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    قال الله تعالى:
    {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [البقرة:110].

    فتجد أنّ الله أمر بالصلاة والزكاة ونصح بالإنفاق المباشر، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم، وإنّما الزكاة هي غير الإنفاق المباشر للأقربين والمساكين وابن السبيل وفي الرقاب. وقال الله تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنبيّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:177].

    بل الزكاة غير الإنفاق المُباشر فليتدبر قول الله تعالى:
    {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ} صدق الله العظيم، وأكرر النصح له أن يتدبر قول الله تعالى: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ} صدق الله العظيم، فكيف أنه ذكر الإنفاق المباشر لذوي القربى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب ولكنه لم يغنِ عن دفع فريضة الزكاة؟ ولذلك قال الله تعالى: {وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ} صدق الله العظيم.

    برغم أنّ أجر الإنفاق المباشر لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب لهو أعظم أجراً عند الله من فريضة الزكاة بفارق ستمائة وتسعين ضعف، ورغم ذلك لم تغنِ عن دفع الزكاة لأنّ الزكاة في دفعها حكمةٌ بالغةٌ من الله وأمرٌ جبريٌّ على المؤمنين الذين بلغت أموالهم النصاب المذكور في محكم الكتاب كما سبق التفصيل من قبل.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ


    ولا أقصد ما يعادل جرام الذهب بسعر المصنعية التي يأخذها أصحاب محلات الذهب عند البيع والشراء؛ بل أقصد سعر الذهب عالميّاً ..

    اقتباس المشاركة : أبوبكر المغربي
    يا إمام هل تقصد بالذهب عالمياً الذهب الخام من عيار 24؟
    انتهى الاقتباس من أبوبكر المغربي

    نعم حبيبي في الله.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ




    سؤال: فهل يقبل الله عبادة الأغنياء الذين لم يؤدوا فرض الزكاة ؟


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْ‌هُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿34﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ‌ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُ‌هُمْ ۖ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿35﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    أما بالنسبة لإخراجها فيكون إذا بلغ نصاب المال الجديد الزكاة ومن ثمّ يُستخرج منه حقّ الله المفروض في يوم اكتسابه وبلوغه النصاب. ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً مما أخرج لكم الله من الحرث من الرزق فمتى أمر الله أن يستخرج حقّ الله منه؟ أليس ذلك في يوم اكتسابه وبلوغه النصاب؟ وتجدون الجواب في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:141].

    وكذلك زكاة المال يؤتيه حقّه يوم اكتسابه لبلوغه نصاب الزكاة المفروضة في الكتاب، وليس شرط دفعها فور ذلك إلى المُوكل بها؛ بل استخراجها جانباً حتى إذا تيسر له دفعها إلى الموكل بها، ولكن لا يزكى المال غير مرةٍ واحدةٍ وبعد أن يستخرج حقّ الله منه فهو حرّ سواء يكنزه أم يصرفه فقد أصبح طاهراً مُطهراً، وسوف يبارك الله له فيه فيجعله مالاً مباركاً ويخلفه خيراً مما أنفق أو يصرف عنه مصيبةً ستأكل ماله أو مصيبةً عن نفسه، ولن يقبل الله صلاة ولا صيام ولا حجّ الذين لم يؤدوا فرض الزكاة لأنّها أمرٌ إجباريّ من الله حقٌ مفروض على الأغنياء من المؤمنين ما داموا في الحياة حتى ولو كانوا على فراش الموت فلم يرفع الله عنهم صلاتهم ولا زكاتهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَياً} صدق الله العظيم [مريم:31].

    وكثيرٌ من أغنياء المؤمنين يتهاونون بأمر الزكاة، أفلا يعلمون أنّ الله لا يقبل عبادتهم حتى يؤدوا فرض الزكاة ولن ينالوا البرّ أبداً؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:92].

    فأمّا قول الله تعالى:
    {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} فهو يخصّ صدقة الزكاة الجبريّة، وأما قول الله تعالى: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} فهو يخصّ الصدقة الطوعيّة، وحين يأتي الأمر بالإنفاق فهو يقصد فرض الزكاة الجبريّة كونه لا يقبل عبادة الأغنياء حتى يؤدّونها. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:154].

    والأغنياء الذين لم يؤدّوا الزكاة فقد ألقوا بأنفسهم بأيديهم إلى التهلكة في نار جهنم ولن يقبل الله من عملهم شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:195].

    وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} صدق الله العظيم [البقرة:267].

    وقال الله تعالى:
    {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:272].

    وما أشدَّ هذا الأمر على المهديّ المنتظر كما كان شديداً على النبيّ عليه الصلاة والسلام خشية إيذاء المُنافقين والمُركسين، وكان أشدّ آيات النفقات على النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلم- هو حين جاء الأمر أنّ من خاطب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في مسألةٍ في الدين فعليه أن يقدم صدقة بين يديه إلى النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا إذا لم يجد شيئاً وهي نفقة غير الزكاة. وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّ‌سُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ‌ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿12﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].

    فعزَّ ذلك على بعض المؤمنين وهم يريدون أن يسألوا نبيَّهم عن دينهم، ومن ثمّ جاء قول الله تعالى:
    {أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ‌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿13﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].

    وإنّما في ذلك حكمةٌ من الله بالغةٌ وذلك حتى يُخفِّف على المُسلمين المُساءلة في الدين فكثير من السائلين والمُنافقين سوف يسأل ولن يلتزم بما سأل عنه، ولكنه سوف يلتزم به سواه من المُتّقين فيثقل عليهم الأمر، والله يريدُ بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وما دامت في المسألة نفقةٌ فحتماً سوف يصمت المنافقون وأحباب المال حتى لا ينفقوا من مالهم شيئاً.

    وكانت الآيات التي تحثّ المسلمين على النفقات هي من أشدِّ الآيات ثقلاً على لسان النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلم- وكاد أن يترك بعضها فلا يخبر بها المُسلمين خشية فتنتهم وأذى المنافقين الذين سيقولون فلو كان حقاً مرسلاً من الله فلمَ لا يلقي الله إليه كنزاً بدل الحاجة إلى الناس؟ وكان محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يتأذّى وكاد أن يتركها فيخفي الآيات التي تأمر بالإنفاق فلم يرد أن يخبرهم بها خشية إيذاء الذين لا يحبّون أن ينفقوا فتكون سبب فتنتهم أو السمَّاعين للمنافقين الذين سيقولون: "لولا ألقي إليه كنز من الله فلماذا يحيجه الله للناس؟". ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} صدق الله العظيم [هود:12].

    وكذلك الإمام المهديّ، أقسم بالله العظيم أنّ أشدّ البيانات ثقلاً في الكتابة على يداي هي البيانات التي يأتي فيها ذكر الإنفاق خشية إيذاء المنافقين والذين لا يحبّون أن ينفقوا من الذين يحبّون المال حُبّاً جمّاً، ولكن لا أريد أن تكون لأحدٍ حجّة عليّ بين يدي الله فيحمّلني المسؤولية بأني كتمت من البيان الحقّ فيحاجني به عند ربي. اللهم قد ذكّرتُ بالقرآن من يخاف وعيد، اللهم فاشهد، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
    وقد أراني الله جدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الرؤيا الحقّ فقال:
    [وإن من الأنصار من كان يفضل أن لا تأمرهم أن يؤدّوا فرض الزكاة حتى يُمكّنك الله في الأرض، ولكن ذلك خير لهم وأحبّ إلى الله والله يعلمُ وأنتم لا تعلمون] انتهى.

    ولم يجعل الله الرؤيا الحُجّة عليكم بل سلطان العلم من الكتاب، فكم يؤذيني ذكر آيات النفقات وكم صار الإحراج عليّ هو أشدُّ من ذي قبل، ويزعم الذين يعرفونني جهرةً أنّه صار لديّ مالٌ ويقصدونني لقضاء حوائجهم فأعطيتهم مما أفاء الله عليَّ حتى صرت أستقرض المال لكي أعطيهم، ولا أقول إلا بما أمرنا الله أن نقول:
    {
    وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ سَيُؤْتِينَا اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّـهِ رَاغِبُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:59].

    والصلاة والسلام على مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين وكافة المُرسلين وآلهم الطيبين وجميع المُسلمين لله ربّ العالمين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    أخو المسلمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله التّوّابين المُتطهِّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    قال الله تعالى:
    {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴿134﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]، وإلى البيان الحقّ للقرآن بالبرهان من محكم القرآن.

    وبالنسبة لبيان قول الله تعالى:
    {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء} فتلك نفقة الغني من يُسرٍ، رزقه الله فشكر وأقرض ربه ابتغاء مرضات الله ثم يزيده الله من فضله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} صدق الله العظيم [سبأ:39].

    وذلك لكي يزداد بالإنفاق طمعاً في حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه فيحسن إلى الله ربّه كما أحسن الله إليه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} صدق الله العظيم [القصص:77].

    ونفقة الغنّي الجبريّة كالزكاة تعدل في الكتاب كعشر أمثالها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:160].

    وأما نفقته الطوعيّة قُربة إلى الله فهي تُضاعف في الكتاب كسبعمائة ضعف. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ} صدق الله العظيم [البقرة:261]؛ فيجعله الله من عباده المُقربين.

    وأما بالنسبة لبيان قول الله تعالى:
    {وَالضَّرَّاء} صدق الله العظيم، فتلك صدقة الفقير على المسكين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} صدق الله العظيم [الحشر:9].

    ثم يحبّه الله فيجعله من أحبابه المُقربين نظراً لأنّه آثر ربَّه على نفسه فأطعم الطعام على حبِّه وهو بحاجة إليه مسكيناً أو يتيماً أو أسيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا (9)} صدق الله العظيم [الإنسان].

    ثم يجعل الله هذا الفقير من عباده المُقرّبين ويشهد الله نفسه وملائكته أنّه قد غفر لعبده فلان ما تقدم من ذنبه وما تأخر فاقتحم العقبة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴿١١﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ﴿١٢﴾ فَكُّ رَقَبَةٍ ﴿١٣﴾ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴿١٤﴾ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ﴿١٥﴾ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴿١٦﴾ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [البلد].

    ولكن نفقة الفقير الطوعيّة هي في الكتاب أكثر من سبعمائة ضعف. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم، وإنما المضاعفة فوق ذلك هي لصدقة الفقير وهو في ضرٍّ فينفق من عُسرٍ فيضاعفها أكثر من سبعمائة ضعف، وذلك لأن سبعمائة ضعف هي نفقة الغني في السرّاء فينفق من يُسرٍ وذلك لأن نفقة الفقير في الضراء من عُسر هي أكبر عند الله بفارق عظيم ولذلك يُضاعفها أكثر من سبعمائة ضعف. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم، وذلك حتى يستطيع الفقراء أن يكونوا من المُقربين.

    ولكن يوجد في الكتاب صدقةٌ هي أكبر من صدقة الفقير ألا وهي صدقة المسكين إلى البائس الذي هو أشدّ فقراً منه فلا يملك وجبة طعامٍ واحدةٍ أو ليس لديه غير كسوةٍ واحدةٍ باليّةٍ فإذا تصدق عليه المسكين فهي حقيقةً أكبرُ عند الله من صدقة الفقير وذلك حتى لا تكون حُجّةٌ للفقراء على ربّهم فيقولون: سبقنا أهل الدثور بالأجور فجعلتهم من المُقربين يا إله العالمين وأنت العدل! أليس للفقراء نصيب في ربِّهم ليُنافسوا في حُبِّه وقربه أيُّهم أقرب؟". ولذلك يضاعف الله صدقة الفقير أضعافاً مُضاعفةً عن صدقة الغني حتى لا تكون لهم حُجّة على ربِّهم بسبب فقرهم أنّهم لم يستطيعوا أن ينافسوا في حُبّ الله وقربه ليفوزوا بأقرب درجة إلى الرحمن التي لا تنبغي أن تكون إلا لعبدٍ واحدٍ، فكذلك صدقة المسكين الذي يملك وجبةً واحدةً أو قيمتها فينفقها إلى البائس الفقير الذي هو أشدّ منه فقراً أو يعطيه من قيمة طعامه.

    ثم نأتي لصدقة البائس إلى المُعتر وهو إذا سأله أحد السائلين يشكو إليه أنّه جائع ونظر إليه فعلم أنّهُ أشدّ منهُ بُؤسًا ثم أعطاه طعامه لوجه ربّه فبات وهو جائع فتلك هي من أعظم نفقات عباده المُقربين من البائسين حتى لا تكون لهم الحجّة فيقولون: "يا إله العالمين لقد أمرت عبادك أجمعين في التنافس على حُبّك وقربك إلى الدرجة العالية التي لا تنبغي أن تكون إلا لعبدٍ من عبادك، فهل ليس لعبادك البائسين أن ينافسوا عبادك في حُبّك وقُربك بسبب بُؤسهم؟". فحتى لا تكون لهم الحُجّة على ربهم أن لم يجعل منهم من المُقربين بسبب بُؤسهم وذلك لأن الإعلان إلى التنافس إلى الربّ لم يأتِ فقط للأغنياء بل جاءت الدعوة إلى كافة عباد الله المؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    فأمّا الفرض فهُم فيه سواء لأنه على النصاب والزكاة معلومةٌ وهي فرضٌ جبريٌّ في الكتاب، ولكن الفرق العظيم هو في نافلة النفقات الطوعيّة فهُنا يوجد الفرق العظيم، فأصحاب اليمين أنفقوا النفقة الجبريّة فأدوا ما فرض الله عليهم خشية من ناره ولم يزيدوا على ذلك، فأولئك نالوا رضوان الله عليهم فشكر لهم وغفر لهم ولم يكن في نفسه شيء عليهم، وأولئك هم المقتصدون في الكتاب لأنهم اقتصدوا في العمل الصالح فاكتفوا بتنفيذ ما فرض الله عليهم ولذلك سُموا بالمقتصدين ونالوا رضوان الله ولكنهم لم ينالوا حبّه وقُربه لأنّهُم لم يكونوا من السابقين بالخيرات بسبب فتنتهم بحُبّ الدُنيا فلم يؤدوا إلا ما افترضه الله عليهم فنالوا رضوانه ولم ينالوا محبته، وذلك لأن حُبّ الله وحُبّ الدُنيا لا يجتمعان في قلب عبده أبداً ومهما زادهم الله من فضله فلن تجدوهم يطمعون في حُبّ الله وقربه؛ بل يؤدّوا ما فرض الله عليهم وهي الزكاة المعلومة في الكتاب لأنها ركنٌ من أركان الإسلام.

    ولكن المُقربين يوجد بين قلوبهم وقلوب أهل اليمين اختلافاً كبيراً لأنهم يجدون المُتعة والنّعيم في التقرب إلى ربّهم بنافلة النفقات الطوعيّة في سبيل الله قٌربةً إلى ربّهم ويفرحون بالمال لكي يستمتعوا بالنفقة الطوعيّة ابتغاء رضوان الله وحُبّه والمزيد في قربه فيتنافسون على ربِّهم أيّهم أحبّ وأقرب، فأولئك هم السابقون بالخيرات في الكتاب وهم من عباد الله المُكرمين من الأنبياء والمُقربين فجميعهم مُتنافسون إلى حُبّ الله وقربه أيهم أقرب؛ أولئك عباد الرحمن وأولئك هم الوفد المُكرمون في الكتاب لم يتمّ حشرهم إلى النار ولم يتمّ حشرهم إلى الجنة. فلربّما يودّ الحسين بن عمر أو المُدّكر أو عبد الله طاهر أو أحد الأنصار السابقين الأخيار أن يُقاطع المهديّ المُنتظر فيقول: "أفلا تفتِنا يا خليفة الله المُنتظَر من مُحكم الذكر إلى أين يتمّ حشر هؤلاء المُكرمون من البشر؟". ومن ثمّ يردُّ عليهم المهديّ المُنتظر: أولئك يتمّ حشرهم من أرض المحشر إلى ذات الله الواحدُ القهار كوفدٍ مُكرمٍ، فيرفعهم إلى الحجاب على منابر من نورٍ حتى لم يكن فاصلٌ بينهم وبين وجه ربّهم إلا الحجاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً} صدق الله العظيم [مريم:85].

    أولئك الوفد المُكرمون ومنهم أتباع المهديّ المُنتظر يتمّ حشرهم على منابر من نورٍ
    {إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً} يغبطهم الأنبياء والشُهداء، وإنا لصادقون. فيخاطبهم ربّهم فيُكلمهم تكليماً فيقول لهم: "لقد عبدتم ربّكم لا خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته فما تريدون؟". فيقولون: "نُريد حُبك وقُربك ونعيم رضوان نفسك لأننا استجبنا إلى دعوة الداعي على بصيرةٍ منك فعلمنا بالبيان الحقّ للقرآن، وقال: يا أيها الذين آمنوا، اعلموا أنّ التنافس إلى الرحمن لم يكن حصرياً للأنبياء والمُرسلين فمن كان يحبّ الله فليتبع مُحمداً رسول الله والمهديّ المنتظر وكافة الأنبياء والمُرسلين فينافس عباد الله في حُبّ الله وقربه. فتدبرنا القول بعقولنا فوجدنا أنه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى الصراط المُستقيم، وقد كُنا من قبل ذلك مُشركين بسبب الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً؛ أنّ المُكرمين من عبادك هم الأنبياء والمُرسلين، وكنا نعتقد أنه لا يحق لنا أن نُنافسهم في حُبك وقربك حتى بعثت إلينا الخبير بالرحمن الإنسان الذي علمته البيان الحقّ للقرآن، فلم نجده يدعونا إلى عبادته وتعظيمه من دون الرحمن ولم يقل كونوا عباداً لي من دون الرحمن بل قال: كونوا ربانيين واعبدوا ربي وربكم الله الرحمن الرحيم وتنافسوا على حُبه وقربه ونعيم رضوان نفسه إن كنتم إياه تعبدون ولذلك خلقكم. ولم يدعُنا إلى تعظيم الأنبياء والمُرسلين بأنهم هم الوحيدون من عباد الله المُكرمون من دون الصالحين؛ بل يدعونا إلى عبادتك ربنا وحدك لا شريك لك وعلمنا إنما هم عباد لله أمثالنا من المُسلمين فعلمنا أنّ لنا الحقّ في ربنا ما لأنبيائه ورُسله. فدعانا إلى التنافس في حُبك وقربك ونعيم رضوان نفسك فاستجبنا وتنافسنا على حُبك وقربك ونعيم رضوان نفسك لأننا وجدنا أنّ برهان دعوته الحقّ في أنفسنا فوجدنا أن حُبّك وقربك ونعيم رضوان نفسك هو حقاً نعيمٌ أكبر من جنتك ونحنُ على ذلك لمن الشاهدين".
    ثم يقول لهم ربهم: "صدقتم ولذلك خلقتكم لتعبدوني فتتنافسون على حُبّي وقُربي ونعيم رضوان نفسي، فهل وجدتم أنّ حُبي وقُربي ونعيم رضوان نفسي على عبادي هو حقاً نعيمٌ أكبر من جنتي؟". فيقولون: "نعم وربنا، ونحنُ على ذلك لمن الشاهدين". ثم يقول: "صدقتم ولذلك خلقتكم وما خلقت عبادي إلا ليعبدوني فيتنافسون على حُبي وقُربي ونعيم رضوان نفسي، وإنما جعلت الجنة لمن أطاعني والنار لمن عصاني، وما خلقتكم من أجل جنتي بل خلقتُ الجنة من أجل عبادي، وخلقت عبادي من أجلي وحدي لا شريك لي من عبيدي، ليعبدوا نعيم رضوان نفسي فيتنافسوا على حُبي وقُربي ونعيم رضوان نفسي ولذلك خلقتهم".

    ويا معشر الإنس والجانّ، أقسمُ بالله الرحمن الذي أنزل القرآن إّنني أنا الإنسان الذي علَّمه الله البيان للقرآن فلو اجتمع كافة عُلماؤكم من إنسكم وجنّكم لهيمنتُ عليهم بسلطان العلم من مُحكم القرآن وإذا لم أستطِع فلستُ المهديّ المُنتظر الحقّ من ربكم. ويا معشر الجنّ والإنس ذروا المُبالغة في عباد الله المُرسلين فإنكم تعظمونهم بغير الحقّ بزعمكم أنهم الوحيدون المُكرمون من دون الصالحين حتى أشركتم بالله ما لم يُنزل به سُلطان في محكم القرآن وإنما أمرهم الله أن يكونوا من المُسلمين عباداً لله أمثالكم ولم يأمركم مُحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتعظيمه بغير الحقّ، وإنما هو من عباد الله امثالكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:72].

    فلم يأمروكم أن تعظِّموهم بغير الحقّ فتجعلوا الله حصرياً لهم من دون الصالحين؛ بل أمرهم الله أن يكونوا من المُسلمين فيكونوا ضمن المُتنافسين بين العبيد فيبتغوا إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب فهم يرجون رحمته ويخافون عذابه مِثلكم، ولو قال لكم أحدُ الأنبياء والمُرسلين:" بما أنّي عبدٌ مُكرم في الكتاب فلا ينبغي لأحدِ أتباعي أن يكون أحبّ وأقرب منّي في حُبّ الله وقُربه لأني رسول الله إليكم". فلو قال ذلك أحدٌ من جميع الأنبياء والمُرسلين أو المهديّ المنتظر خليفة الله ربّ العالمين لجعله الله من المُعذبين وألقى به في سواء الجحيم ولن يجد لهُ من دون الله ولياً ولا نصيراً وما كان للأنبياء والمُرسلين والمهديّ المُنتظر أن يقولوا للناس إننا نحنُ عبادُ الله المُكرمين فقط في الكتاب من دون الصالحين، فلا ينبغي لكم أن تُنافسونا في حُبّ الله وقربه، بل أمرنا الله أن ندعوكم لعبادة الله وحده لا شريك له وأمرنا أن نكون من المسلمين عباداً لله أمثالكُم وأمركم أن تنافسوا كافّة الأنبياء والمُرسلين والمهديّ المُنتظر في حُبّ الله وقُربه، ولم يأمرنا الله بحصر التنافُس على الأنبياء والمُرسلين والمهديّ المُنتظر بل دعوة التنافُس عامة لكافة عبيد الله، ولذلك جعل صاحب الدرجة مجهولاً برغم حسد المهديّ المنتظر الشديد وكافة الأنبياء والمُرسلين المتحاسدين في ربِّهم فكُل مِنّا يحسِد الآخر في حُبّ الله وقربه ويريد أن يكون هو أقرب عبد إلى ربّ العالمين، ونِعْمِ الحسد! فليس فيه غِلٌّ ولكننا نحب بعضنا حُباً شديداً، ولكننا لا نحبّ بعضنا أكثر من الله فنشرك! فمن فعل ذلك فقد أشرك بالله؛ بل الله هو الأشدّ حباً في قلوبنا، وإنّما نُحبُّ بعضنا من أجل حبِّ الله؛ بمعنى أنّنا نحب من يحبه الله ونبغض من يبغضه الله ولا ينبغي لأحدٍ منا أن يُفضِّل الآخر في حُبّ الله وقربه؛ بل كُلٌّ منا يُريد أن يكون هو أحبّ وأقرب إلى الرحمن.

    وإنما أدرك الحيلة المهديّ المنتظر واكتشف الوسيلة فؤتيها، ثم رفضها فأنفقها لمُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قُربةً إلى ربِّه ليكون أحبّ وأقرب عباد الله جميعاً، ولا أزال مُستمراً في التنافس إلى حُبِّ الله وقربه بكُلّ حرفٍ من دعوتي فلا أريد به أجراً منكم ولكنّي حريصٌ على هُداكم ليزيدني الله بحُبّه وقربه؛ بل أريد أن أهدي الأمم جميعاً حتى يتحقق رضوان الله على عباده، وأشهدُ الله وكفي بالله شهيداً أنّي لا أستطيع أن أستمتع بنعيم الجنة وحورها ما لم أعلم أنّ الله راضٍ في نفسه. وليس رحمة مني بالعباد! كلا وربي الله الواحد القهار فلم أتحسر عليهم كمثل جدي صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل لأنّي علمت بحسرة من هو أرحم بعباده من مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن المهديّ المنتظر ومن كافة الأنبياء والمُرسلين؛ الله أرحم الراحمين، فعلمت ما يقول في نفسه حين يهلك عباده الكافرين برُسله:
    {إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ(29)يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزءُون(30)أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ(31)وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ(32)} صدق الله العظيم [يس].

    فقلت: صدق ربي إنّهُ حقاً أرحم الراحمين ويدعو عباده ليغفر لهم ذنوبهم، فكيف يكفرون برحمة ربهم، وأعرضوا عن دعوة رُسله إلى رحمة الله وعفوه؟ وقال الله تعالى:
    {وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ(9) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].

    وكذلك المهديّ المنتظر يدعو كافة عباد الله من الجنّ والإنس بما فيهم إبليس وذُريَّته ومن كل جنسٍ من الأمم جميعاً ما يَدِبُّ منها أو يطير إلى رحمة الله التي وسعت كُلّ شيءٍ على بصيرةٍ من ربّي ولم أقل على ربّي الكذب، وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فاتَّبعوا آيات ربّكم التي أحاجُّكم بها من مُحكم كتابه يفقهها عالمكم وجاهلكم وكُلّ ذو لسانٍ عربيٍّ منكم؛ آياتٌ بيِّناتٌ مُحكمات هُنّ أمّ الكتاب؛ قرآنٌ عربيٌّ مبينٌ غير ذي عوجٍ، فهل أنتم مهتدون؟ فكيف تقولون لا يعلم تأويله إلا الله فتذروه وراء ظهوركم واتخذتموه مهجوراً من التدبّر والتفكّر في آيات الكتاب؟ وذروا مُتشابه القرآن فلم يجعل الله فيه الحُجّة عليكم بل جعل الحجّة في آيات الكتاب المحكمات البيِّنات التي يحاجُّكم بها المهديّ المنتظر.

    ويا معشر الشياطين من الجنّ والإنس، أقسمُ بالله العظيم أنّي لا أخدعكم وأنكم إذا أنبْتُم إلى ربِّكم أنّه سوف يهديكم كما هدى سَحَرَةَ فرعون فجعلهم من المُقرّبين وجعلهم من المُكرّمين وقد كانوا أولياء الشياطين الذين يعلِّمونهم السحر فتذكّروا قول الله تعالى: يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم، أجيبوا الداعي إلى عفو الله وغفرانه فلا تستكبروا عن دعوة الحقّ إلى ربكم ليغفر لكم إنّهُ هو الغفور الرحيم، أم أنّكم لا ترون إن ّهذه الآية محكمة إلى عباد الله جميعاً من الجنّ والإنس ومن كُل جنسٍ، وقال الله تعالى في محكم كتاب القرآن العظيم:
    {{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ(59)}} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويا أيها الشيطان إبليس الذي يرانا وقبيله من حيث لا نراهم من جنّة الفتنة من تحت الثرى، إنّي أعلمُ بمكانك ممّا علّمني ربّي في كتابه وأعلمُ بمكركم جميعاً، وإنّي بإذن الله لمُبطله جميعاً، وسوف يهدي الله بعبده كافة الأمم حتى لا يتّبعك إلا من يعلم أنّ الشيطان الرجيم عدو الله ثم يتّخذك وليّاً من دون الله وهو يعلمُ أنّك الباطل من دون الله، إذاً لن ينفعك مكرُك أنت وجميع جنودك من شياطين الجنّ والإنس فلن تضلّوا في الأخير إلا أنفسكم! فإني المهديّ المنتظر المُنقذ بإذن الله كافة الأمم من فتنتك بالبعث الأول، فكيف تدَّعي الربوبية وقد كشفتُ لهم أمرك من قبل وبيّنتُ لهم مكانك وجيوشك وأبطلتُ خطتَك بالبيان الحقّ للقرآن العظيم؟ فلولا بعث المهديّ المنتظر بالبيان الحقّ للقرآن العظيم من ذات القرآن لفتنتَ يا إبليس المسيح الكذاب الأحياء والأموات إلا قليلاً من المُخلصين من المؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:83].

    وذلك لأني بيَّنْت لهم أحاديثك المدسوسة في السُنَّة النبويّة عن طريق أوليائك من شياطين البشر الذين يقولون على رسوله غير الحقّ في أحاديث السنة النبويّة، وقال الله تعالى:
    {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:83]. وذلك هو المهديّ المنتظر فضل الله على المُسلمين وهم عن فضل الله مُعرضون! ولكنّ الله سوف يظهرني عليهم وعلى الناس أجمعين بآيةٍ من السماء فتجعل أعناقهم من هولها خاضعة ولخليفة الله هم ساجدون مُنقادون طائعون وهم صاغرون، وليس سجود الجبين؛ بل الطاعة سجوداً لأمر ربّهم أن يطيعوا خليفته المهديّ المنتظر الذي يحاجهم بالبيان الحقّ للذِّكر فيدعوهم إلى عبادة الله ليغفر الله لهم فيدخلهم والناس أجمعين في رحمته إلا من أبى رحمة ربه وأعرض عن داعي العفو والغفران من الرحمن لكافة الإنس والجانّ الذي يأتيهم بالبرهان للبيان الحقّ من ذات القرآن وليس مجرد تفسير من تفاسير الشيطان لعلمائهم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويحسبون أنّهم مهتدون ويحسبون أنّهم يهدون الناس إلى صراطٍ مُستقيمٍ ثم يحرِّمون عليهم أن يُنافسوا أنبياء الله ورسله فيبالغون في أنبياء الله ورسله فيعظمونهم بغير الحق! وإنما أنبياء الله ورسله عبادٌ لله مُسلمون، وأمر الله كافة أنبيائه ورسله أن يكونوا من المُسلمين فلا يحصروا التكريم لهم بين يدي الله من دون المؤمنين فيكونوا من المُعذبين. وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:79].

    فتنافسوا على حُبّ الله وقربه إن كنتم إيّاه تعبدون، فلا تعظِّموا أنبياء الله ورسله وإنّما هم عبادٌ لله من المُسلمين أمثالكم، وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:64].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله؛ عبد النعيم الأعظم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ


    الإمام ناصر محمد اليماني
    19 - 02 - 1433 هـ
    13 - 01 - 2012 مـ
    07:32 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=32000
    ــــــــــــــــــــ



    بيانٌ فيه المزيد من تحديد نصاب فرض الزكاة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع المسلمين إلى يوم الدين..

    وهذا ردّنا على السائلين بالنسبة لقدر زكاة الحليّ فهي العشر كما بيّنّاه من قبل، ويتمّ استخراجها على حسب سعر الذهب في يوم إخراج زكاة الذهب وليس حسب يوم شرائِه.

    وزكاة الأموال ليس لها ميقاتٌ معلومٌ بل يستخرج حقّ الله فيها يوم اكتسابها.

    وأمّا الميقات المعلوم هي التي يمر عليها الحَول كزكاة الإبل والبقر وما دون ذلك من الأنعام، ولا يجوز للمتزكّي أن يختار الهزيلة فيها العجفاء من الشحم بل لن ينال البرَّ حتى يُخرج أحسن ما فيها، فمن له عشرٌ من الإبل فيخرج جملاً أو ناقةً وهو العاشر، وسواء يكون جملاً أو ناقةً فأهم شيء أن يكون قد استخرج أحسن ما فيها، إلا في حالةٍ واحدةٍ أن يكون الأحسن ما فيها جمل وهو الوحيد الفحل بين الإبل، فهنا لم يجعل الله عليه حرجاً أن ينفقه، وينال البر أن ينفق غير الفحل الوحيد، ولكن بشرط أن يكون أحسن ما فيها من بعد الفحل، كون الله لا يتقبّل الصدقة الفرضيّة في الأنعام أن تنفقوا أهزلها، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿٩٢} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فأمّا شطر الآية في قول الله تعالى:
    {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} صدق الله العظيم، فيقصد الصدقة الفرضيّة من الأنعام، ونستنبط أنّ الله لا يتقبّل الهزيلة فيها، وأما شطر الآية في قول الله تعالى: {وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ}صدق الله العظيم، فهو يقصد النفقة الطوعيّة، ويفتيكم أنّه يتقبل أي شيء تنفقه طوعاً وليس شرطاً أن يكون الأحسن ما دامت صدقةً طوعيّةً فتنالوا البرَّ بأيّ شيء تنفقونه.

    كمثل أن يكون عند أحدكم عشرة بدلات من الملابس فالصدقة منها طوعيّة ولم يشترط عليك الله أن تنفق أحسن ملابسك بل ما تشاء منها، فيتقبّل الله منك صدقةً طوعيّة، فليس في الصدقة شرط أن تنفق الأحسن في الصدقة الطوعيّة، ولكنّها في الصدقة الفرضيّة فيكون الأحسن ما فيها شرطٌ، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، ولكن ليس شرطاً أن تنفقوا كلّ ما تحبون.
    وعلى سبيل المثال فلو أنّ مع أحدكم مائة من الإبل وأحسن ما فيها عشرة من الجمال والنوق، فلم يأمره الله أن يأخذ العُشر من أحسن ما في إبله؛ بل يقتسم هو وربّه فيعطي ربّه الخمس من الأحسن ويعوّض الخمسَ بما دونهن خمساً أخرى، ويحقّ له أن يشتريها من ربّه بشرط أن يكون حسب سعر سوقها كون من الإبل من تبكي إذا فارقت صاحبها إذا كان بها حنون.

    ويحقّ للمتزكّي أن يستخرج زكاة الأنعام ومن ثمّ يبيعها بسعر سوقها ويدفع ثمنها كون العاملين عليها سوف يكلفهم إطعامها مبلغاً من المال حتى يذهب بها إلى المكلفين باستلامها.

    وكذلك يحقّ لعمال بيت مال المسلمين تحويل أيّ زكاةٍ عينيّة إلى زكاةٍ نقديّة، وكذلك يحقّ للمتزكي تحويل الزكاة العينيّة إلى زكاة نقديّة حسب سعر سوقها، فهو مؤتمن على بيعها بأن يبيعها بحسب سعر سوقها ويحرص في بيعها بأحسن سعر يعطى فيه في السوق، وكأنّه سوف يبيعها لنفسه فهو المؤتمن عليها، ويدع قيمتها إلى عامل وليّ أمر المسلمين ويأخذ إيصالاً بذلك، وليس شرطاً أن يجلب العينيّات بذاتها بل المهم أنّه استخرج تماماً حقّ الله في ما أنعم الله عليكم من بهيمة الأنعام.

    وكذلك تجزي في بعض الأحيان زكاةٌ واحدةٌ على الأنعام والمال، كمثل أن يكون لأحدكم مائة من الإبل ويريد بيعها بمبلغٍ من المال، فإنّه يأخذ من قيمة الإبل التي باعها عشْرَ المبلغ ويجزي عن زكاة الإبل وزكاة المال المكتسب الذي هو ثمن بيعها وكذلك البقر وكذلك الغنم، ولا أجد في الكتاب أنّ زكاة الأنعام تؤدّى إلا مرةً واحدةً، وإذا حال الحول عليها فينظر صاحبها فإذا الإبل لا تزال التسع الأولى التي زكّى عليها من قبل في العام الماضي بالعشر فلا زكاة عليها مرةً أخرى كون حقّ الله معلوم سواء في الزكاة العينيّة أو الزكاة النقديّة، وما تمّ استخراج حقّ الله فيه فقد أصبح طاهراً مطهراً ففي كلّ عشرٍ من الأنعام العُشْر، وإذا حال على الإبل التِّسع الحَول فلم يجد صاحبها إلا أنّه زاد جملاً فعادت عشراً فلا زكاة فيها، وإن زادت إحدى عشر فلا زكاة فيها، وهكذا حتى تبلغ تسعة عشر فلا زكاة فيها، فإذا بلغت الزيادة عشراً فأصبحت عشرون وجَبَت الزكاة عليها، فيخرج حقّ الله منها العِشْر من الإبل التي لم يسبق الزكاة عليها والعَشْر الأولى صارت طاهرةً ومباركةً فلا زكاة عليها إلا مرةً واحدةً فقط، ففي كل عَشْرٍ حق الله هو العُشْرُ.

    ولا تُرفع الصلاة والزكاة عن المسلم ما دام حياً، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [مريم]، أي مدة دوامي حيّاً.

    ولا تقبل الصدقة الطوعيّة إلا بدفع صدقة الزكاة الفرضيّة وهذا بالنسبة للأغنياء برغم أنّ أجر الصدقة الطوعيّة أجرٌ أعظم عند الله من صدقة الزكاة الفرضيّة بفارق ستمائة وتسعون ضعفاً، وقد أفتاكم بضعف صدقة الزكاة الفرضيّة فإنّ حسنتها تكتب وكأنّه أنفق عشر أمثالها، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:160].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني (محمد العربي) والذي غيّر عضويته إلى (نورهم يسعى بين أيديهم) وقد سأل الإمام المهدي على الخاص في العام الذي تبيّن فيه بيان الزكاة فقال: "فهل لا يقبل الله الصدقة الطوعيّة إلا بدفع صدقة الزكاة الجبريّة؟"، ومن ثم نقول: يا حبيبي في الله إنّما ذلك الشرط يطبّق فقط على الأغنياء، فإنّ الله يؤخّر قبول الصدقة الطوعيّة حتى يدفعوا الصدقة الجبريّة، وأما الفقراء فيتقبّل الله صدقتهم الطوعيّة، وليست عليهم صدقةً جبريّةً، كون الصدقة الجبريّة هي فقط في حقّ الأغنياء على الفقراء.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول يا إمامي: "ولكنّي وكأني أرى في الكتاب أنّ الله أمر عبادة المسلمين بإنفاق جميع أموالهم في سبيل الله، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [التوبة]".

    فتقول أمَة الله: "يا إمامي فهل الله أمرنا أن ننفق كافة ما اكتسبناه من الذهب والفضة؟"، ومن ثمّ نردّ عليها ونقول: يا أمَة الله إنّما نصيب الله في أموال الأغنياء حقّ معلوم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ} صدق الله العظيم [المعارج:24].

    ومن ثم تقول أمَة الله: "فكم المعلوم؟"، ومن ثمّ يردّ عليها الإمام المهدي ونقول: إنّ المعلوم هو جرامٌ في كلّ عشرة جرامات فيصبح حقّ الله المعلوم جراماً واحداً فقط في كل عشرة جرامات، وفي المائة الجرام من الذهب أو الفضة عشرة جرامات، فبما أنّ حسنتها في الكتاب وكأنّما أنفق عشر أمثالها فيصبح وكأنّه أنفق ماله من الذهب أو الفضة جميعاً برغم أنّه لم ينفق إلا عشرة جرامات من كل مائة جرامٍ من الذهب أو الفضة، ولكنّ العَشرة بعشر أمثالها فيصبح وكأنّه أنفق ماله المكتسب من الذهب أو الفضة جميعاً.

    وكذلك فحين يأخذ منها حقّ الله الجبريّ أحسن العَشر ما دون الفحل فلا زكاة فيها من بعد ذلك وكأنّه أنفقها جميعاً كون النفقة بعشر أمثالها، ولا زكاة على تسعة عشر من الإبل أو الغنم أو البقر غير واحدة فقط حتى إذا بلغت العشرون فيستخرج اثنتين إلا أن يكون قد أدّى حق الله من العَشر الأولى فواحدة فقط.

    وخلاصة هذا البيان للمزيد من تحديد نصاب فرض الزكاة نقول :

    أنّ حقّ الله في أموالكم وأنعامكم العُشْر، وآتوه حقّه يوم اكتسابه أو حصاده، وأما التي يحول عليها الحَول فهي الإبل والبقر والضأن والماعز وهو العُشر، ولا تؤخذ إلا مرةً واحدةً ولا تزكّى في كلّ حولٍ إلا الزيادة فقط إذا بلغ النصاب، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ} صدق الله العظيم [المعارج:24].

    وأما الصدقات الطوعيّة فتفرق عن أضعاف صدقة الزكاة الجبريّة بستمائة وتسعون ضعفاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦١} صدق الله العظيم [البقرة].

    وكما قلنا أنّ صدقة الزكاة الجبريّة فأجرها وكأنّما أنفق المال المكتسب كلّه بمعنى وكأنّك أنفقت كلّ مالَك، وعلى سبيل المثال: فلو أنّ مع أحدكم مائة جرامٍ من الذهب فأخرج منها نصيب الله وهي صدقة الزكاة الجبريّة فيخرج عشرة جرامات ذهبٍ من كل مائة جرامٍ أو جراماً من كل عشرة جراماتٍ أو ما يعادل قيمته نقداً فكأنّما أنفق ذلك المال جميعاً، وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    ولكن هل معنى ذلك أنّ الله أمركم أن تُنفقوا أموالكم من الذهب والفضة جميعاً؟ والجواب سبق قبل هذا، فلم يأمركم إلا باستخراج العُشْرِ فيها، وبما أنّ الحسنة بعَشْرِ أمثالها فكأنّكم أنفقتموها في سبيل الله جميعاً، فكونوا من الشاكرين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} صدق الله العظيم [سبأ:39].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للِه ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________



    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 02 - 1433 هـ
    15 - 01 - 2012 مـ
    06:05 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=32129
    ــــــــــــــــــــ



    يا معشر المسلمين طهِّروا أموالكم بالزكاة يبارك الله لكم فيها ويطهِّر قلوبكم ..

    اقتباس المشاركة : ابو محمد
    بسم الله الرحمن الرحیم والصلاة والسلام علی جمیع الأنبیاء والمرسلین وعلی المهدي المنتظر صاحب علم الكتاب الإمام ناصر محمد الیماني
    سؤال: إذا كانت الحلي قد تم شراؤها من المال المزكی سلفاً مثلاً من راتب الزوج أو من بیع الأنعام فهل یستوجب إخراج زكاتها؟
    والسؤال الأهم : بما أن مصادر الدخل تعددت وتنوعت ومن الصعب احصائها فهل یمكن القول أن الزكاة هی عشر المدخول الشهري أو السنوي (حسب طبیعة الدخل) إذا كان الدخل قد بلغ ما یعادل سعر عشرة جرامات من الذهب الخالص عیار 24 شهریا أو مائة وعشرون جرام من الذهب سنویا؟ فللمثال كیف یتم إخراج الزكاة من لدیه مزرعة للدواجن او أحواض تربیة الأسماك أو صالون للحلاقة أو شركة لبرمجیات الحاسوب؟
    والسلام علیكم ورحمة الله وبركاته
    انتهى الاقتباس من ابو محمد


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار، وجميع أنصار الله الواحد القهار إلى اليوم الآخر، أما بعد..

    ويا أيها السائل الكريم العليم الثابت على الصراط المستقيم حبيب قلبي أبو محمد الكعبي، لقد سبقت الفتوى بالحقّ أنّ حق الله المفروض في أموال المسلمين الأغنياء حقّ معلوم، فلو أنّ إنساناً امتلك مليار دولار ومن ثمّ استخرج
    عِشْرُ المليار الدولار حق الله المعلوم فيه، فهنا قد أصبح ماله المتبقّي طاهراً مُطهّراً، ومن ثمّ اشترى من ماله الطاهر ألفاً من الإبل وألفاً من البقر وألفاً من الماعز وألفاً من الضأن وألف كيلو غرام من الذهب وألف كيلو غرام من الفضة فلم يفرض الله عليهم زكاتهم جميعاً مرةً أخرى، كون شراؤها جميعاً هو من مالٍ طاهرٍ من حقّ الله المفروض في أموال الأغنياء وهو حقّ معلومٌ في الكتاب وهو العُشر كما سبق تفصيله بالحقّ من مُحكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب، ولكن إذا دار عليها الحول فزادت الإبل وبلغت الزيادة النصاب فهُنا يجب عليه فقط أن يستخرج حقّ الله المعلوم فيه فقط من الأموال التي زادت من بعد التطهير، وأما ما سبق تطهيره من حقّ الله سواء في الإبل أو البقر أو الأغنام فلا زكاة فيهما جميعاً مرةً أخرى ما دام قد تمّ شراؤها من مال سبق تطهيره من حقّ الله فيه الجبري المفروض، فليكنز القناطير المقنطرةِ من الذهب والفضة وهو من الآمنين الذين استخرجوا حقّ الله المعلوم في أموالهم، فلا زكاة عليها مرةً أخرى ما دامت ملكه.

    وأما إذا قسّم الغني تركته بين أولاده سواء في حياته أو ورثوه من بعد مماته فمن بعد تقسيم التركة بين الورثة فليعلموا جميعاً أنّ الله لم يفرض الزكاة على والدهم فقط كون صلاة أبيهم وزكاته هي له يجدها عند ربّه وليس لأولاده منها شيء، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    فهل صلاة الوالد تجزي عن صلوات أولاده؟ فَلِمَ يفرض عليهم الصلاة؟ والجواب معلوم لديكم: كلا؛ بل كما فرض الله على الوالد الزكاة فكذلك الأولاد والورثة لم يرفع الله عنهم زكاة أموالهم التي ورثوها، فلا يتمّ رفع الزكاة عن المسلم ما دامت الحياة تسري في جسده، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} صدق الله العظيم [مريم:31].

    والزكاة كذلك كتابٌ موقوت، وميقات استخراج حقّ الله فيها يوم حصادها أو يوم اكتسابها حتى يصبح ماله طاهراً من حقّ الله المفروض فيها، ولا زكاة في أموال المسلمين غير مرة واحدة إلّا في الزيادة من بعد التطهير إذا بلغت النصاب المفروض فيه الزكاة، ولم يأمركم الله بدفع الزكاة العينيّة شرطاً سواء من الأنعام أو من الحرث كون منها ما سوف يموت جوعاً عند العاملين عليها، وكون منها ما سوف يتلف كالفاكهة قبل أن تصل إلى بيت مال المسلمين، وحتى ولو وصلت فما الفائدة؟ فسوف تتلف في المخازن قبل أن يصل الفقراء والمساكين حقُّهم منها.

    وما نُريد قوله: فمن كانت له مزرعةً من برتقالٍ أو موزٍ أو تفاحٍ أو أعنابٍ أو غير ذلك من الفواكه فإن باعها نقداً فحقّ الله في ثَمَنِها العُشْرُ، وإن لم يبعها وإنّما كان يأكل منها هو وأولاده
    فليعطي السائلين منها، وليس فيها حقّ يُرْسَلُ إلى بيت مال المُسلمين ما لم يتم بيعها بثمن مادي، فبقي عليه فقط حقّ السائلين المساكين الذين يأتون إلى مزرعته لِيُشْبع جوعهم، فليعطهم ممّا أعطاه الله ما تيسّر لكلٍّ منهم، ومن حرم حقّ المساكين السائلين من ثمار جنته حرمه الله ثمار جنته في الدنيا إن كان يُريد له من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ليرجع إلى ربّه، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ﴿١٧﴾ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴿١٨﴾ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿١٩﴾ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴿٢٠﴾ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ﴿٢١﴾ أَنِ اغْدُوا عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ ﴿٢٢﴾ فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ﴿٢٣﴾ أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ ﴿٢٤﴾ وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ ﴿٢٥﴾ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ﴿٢٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿٢٧﴾ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴿٢٨﴾ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٢٩﴾ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ﴿٣٠﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ﴿٣١﴾ عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ ﴿٣٢﴾ كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    وأما أصحاب التجارة المتعددة وهم أصحاب الدخل المتفرّق، فلا حرج عليه أن يستخرج حقّ الله منها بشكل يومي؛ بل حين الجرد وحساب الربح من الخسارة وبعد دفع رواتب العاملين عليها إن كان لديه عمال للبيع والشراء، فإذا وجد أنّها زادت له الأرباح فالزكاة في الربح الزائد على رأس المال ومن بعد خصم أجور العاملين على تجارته من الربح، فإذا بلغت الأرباح النصاب أعطى حقّ الله المفروض فيها، وإن وجد أنّه قد خسر في تجارته فليراجع حسابه مع ربّه، فهل أعطى حقّ الله في يوم اكتساب ذلك المال الذي كوّن به تجارته؟

    وأما أصحاب الدّخل المحدود كمثل أهل الرواتب الزهيدة ففي ذلك نَظِرَةٌ إلى مَيْسَرَة، فحق الله فيها ما ادّخره منها وبلغ النصاب، فأمّا إذا كان الراتب بالكاد لا يكفي معيشته هو وأولاده فلم يجعل الله عليه في راتبه نصيباً مفروضاً، وما جعل الله عليكم في الدّين من حرج، ولكن من أعطى منها ربّه وآثر الناس على نفسه ولو كان به وأولاده خصاصة فقد أعطى ربّه من عُسرٍ، فأولئك هم الذين يصل أجرهم إلى أكثر من سبعمائة ضعف، فإذا كان الغني يقتحم العقبة بفكّ رقبةٍ من الموت مقابل الديّة المُغرية لأولياء المقتول ظلماً وأجره عند الله وكأنّما أحيا الناس جميعاً، فيعلن الله من وراء الحجاب أنّ عبدي فلان قد اقتحم العقبة وغفر له ربّه ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيثبّته على الصراط المستقيم حتى يلقى الله بقلبٍ سليم.وأما الفقير فلم يحرّمه الله أن يقتحم العقبة ولكنّه سهّل سبحانه ثمن اقتحام العقبة على الفقير بوجبة طعامٍ في يومٍ ذي مسغبةٍ وشدةٍ عليه، فوجد مسكيناً يكاد يموت جوعاً، فقال: لقد بلغ بهذا الرجل الجوع أشدّ من جوعي، ومن ثُمّ يعطي الفقيرُ وجبتَه ليتيمٍ ذي مقربة أو لمسكينٍ ذي متربة وينام بجوعه، فهنا يتمّ الإعلان للملأ الأعلى بصوت الرحمن من وراء الحجاب فيشهدهم أنّه قد غفر لعبده فلان ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر واقتحم العقبة ويثبّته الله على الصراط المستقيم حتى يلقى الله بقلبٍ سليم، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴿١١﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ﴿١٢﴾ فَكُّ رَقَبَةٍ ﴿١٣﴾ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴿١٤﴾ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ﴿١٥﴾ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [البلد].

    ويا معشر المسلمين طهِّروا أموالكم يبارك الله لكم فيها ويطهّر قلوبكم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿١٠٣} صدق الله العظيم [التوبة].

    واتّقوا الله عباد الله، واعلموا أنّ النفس في ذاتِ كلٍّ منكم شيطانٌ عدوٌّ لصاحبها تأمركم بالشحّ وتعِدكم بالفقر لئن أنفقتم في سبيل الله، والله يعِدُكم مغفرةً منه وأجراً عظيماً، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦٨} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: فهل تأمر النفس صاحبها بالسوء كما يأمر به الشيطان؟ ومن ثمّ نردّ عليه بقول الله تعالى:
    {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٤٠﴾ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [النازعات].

    ومن ثُمّ يقاطعني سائل آخر فيقول: وهل النفس كذلك تأمر صاحبها بالبخل ويجب على المؤمن أن يمنع شُحَّ نفسه؟ ومن ثمّ نردّ عليه بالجواب من مُحكم الكتاب؛ قال الله تعالى:
    {وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء:128].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [الحشر:9].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي الكرامات

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . لدي سؤال للامام المهدي ناصر محمد اليماني عليه السلام،لدى اخواننا المسلمين على الطرق الصوفية يعتقدون بالكرامات وهنالك من القصص الكثير لست بوارد ذكرها الان لكن السؤال هل هي كرامات ام من سحر التخييل ؟ ارجو الاجابة وثبتنا واياكم الله على الحق بعظيم قدرته والحمد لله رب العالمين.

  5. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين..
    تم النقاش على مثل سؤالك على الرابط https://nasser-alyamani.org./showthread.php?14008

  6. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته حبيبى فى الله مروان حسين و جميع احبابى فى الله السابقين الاخيار
    بالنسبة للكرامات فإستعيذوا بالله منها فى هذه الحياة الدنيا فهى سبب فتنة كثير من البشر والتى أدت إلى الشرك بالله بسبب المبالغة فى عباد الله المكرمين
    هذه اقتباسات من بيانات امامنا الحبيب الإمام المهدى ناصر محمد اليمانى
    *******************************
    وبالنسبة للتكريم القادم لقومٍ من عبيد النعيم الأعظم فقدومه من بعد الظهور بزمنٍ، وأرجو من الله أن لا يحقِّق ذلك التكريم حتى لا يدعونكم الظالمون لأنفسهم من دون الله من بعد موتكم، بل قولوا: "ربنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظالمين". كونهم سوف يبالغون فيكم بغير الحقّ من بعد موتكم وموت إمامكم، فاستعيذوا بالله من الكرامات في هذه الحياة الدنيا، فوالله ما سبب شرك الأمم إلا المبالغة في عُبَّاد الله المكرمين من الأنبياء والمُرسلين وأئمّة الكتاب والصالحين، وبسبب المبالغة فيهم بغير الحقّ وفي أنصارهم الأولين فمن بعد موتهم تُبالغ فيهم الأجيال جيلاً بعد جيلٍ حتى يجعلوا لهم أصناماً تماثيلَ لصورهم، فيقولون: "هؤلاء شفعاؤنا عند الله"، فما بالكم بالوفد المكرمين!
    ***************************************
    اقتباس أخر فى أخر نفس البيان
    **************
    فاحذروا مكر الشياطين بالرّوحانيّة واعتصموا بالله أنّكم لن ترضوا حتى يرضى وأغلقوا باب الشياطين،فتمنّوا عدم تحقيق الكرامات في هذه الحياة الدنيا حتى لا تكونوا سبب فتنةٍ للقوم الظالمين في الأجيال القادمة إذا أردتم تحقيق رضوان الله في نفسه، أفلا تنظرون في الكتاب أنّ سبب الشرك لكثيرٍ من المؤمنين هي المبالغة في عباد الله المكرمين من قبلكم؟
    ****************************************************

    اقتباس المشاركة 218967 من موضوع عاجل إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار، فاحذروا الروحانيّة ذلك مكرٌ من مسوس الشياطين في قليل من الأنصار ابتلاهم الله بها قبل أن يكونوا من الأنصار..

    English فارسىEspañol Deutsh Italiano Melayu Türk Français

    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 05 - 1437 هـ
    07 - 03 - 2016 مـ
    10:47 صبـــاحاً
    ــــــــــــــــــــــــ



    عاجل إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار
    فاحذروا الرّوحانيّة ذلك مكرٌ من مسوس الشياطين في قليل من الأنصار ابتلاهم الله بها قبل أن يكونوا من الأنصار
    ..


    بِسْم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    تسجيل متابعةٍ وننتظر الردّ علينا من فضيلة الشيخ عمر البكري ليقرع الحجّة بالحجّة، فليعلم جميع المسلمين أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لا ينكر من أحاديث وروايات السُّنة النّبويّة إلا ما جاء فيها مخالفاً لحكم الله في محكم القرآن العظيم، فمن ثمّ يعلم جميع المسلمين أنّ ذلك الحديث جاءهم من عند غير الله ورسوله، كون قرآنه وسنّة بيانه جميعهم من عند الله، وما ينطق عن الهوى في دين الله محمدٌ عبده ورسوله صلى الله عليه وآله الطيّبين وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين.

    وَيَا حبيبي في الله عمر البكري، إنّما سنّة البيان النّبويّة تزيد القرآن توضيحاً للسائلين، وعلّمكم الله أنّ قرآنه وسنّة البيان في السُّنة النّبويّة الحقّ كلاهما من عند الله؛ نورٌ على نورٍ. وما جاءكم محمدٌ رسول الله بسنّة بيانه فحسب بل جاءكم بقرآنه وسنّة بيانه، ولذلك قال محمدٌ رسول الله:
    [ تركت فيكم ما إن تمسّكتم به فلن تضلّوا بعدي كتاب الله وسنتي ].

    ولم يأمركم محمدٌ رسول الله أن تتّبعوا سُنّة بيانه وتذروا قرآنه؛ بل أمركم محمدٌ رسول الله أن تتّبعوا قرآنه وسنّة بيانه كما أَمر اللهُ محمداً رسول الله أن يتّبع قرآنه وسنّة بيانه. ولذلك قال الله تعالى:
    {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    وكذلك المؤمنون أمرهم الله باتّباع محكم قرآنه وسنّة بيانه التي لا تأتي مخالفةً لمحكم قرآنه، وعلّمكم الله إنْ جاءكم حديثٌ في سنّة بيانه مخالفٌ لمحكم قرآنه فذلك حديثٌ مفترى على الله ورسوله، فهنا أمركم الله أن تعتصموا بمحكّم قرآنه وتنبذوا وراء ظهوركم ما جاء مخالفاً لمحكم قرآنه في أحاديث سنّة البيان، كون ذلك الحديث موضوعٌ مفترى على الله ورسوله جاءكم من عند غير الله ورسوله، فهل أنتم منتهون؟ وإن أبيتُم إلا أن تتّبعوا ما جاءكم مخالفاً لمحكم قرآنه فقد اعتصمتُم بحبل الشيطان وتركتم حبل الرحمن المحفوظ من التحريف.

    وإنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، أُشهد الله وكفى بالله شهيداً أنّي متّبعٌ لقرآنه وسنّة البيان الحقّ كون الذي جاء بالقرآن وسنّة البيان هو محمدٌ رسول الله، ولم يأتِكم بالسُّنة النّبويّة فحسب بل جاءكم بالقرآن والسُّنة النّبويّة الحقّ فخذوا بهما جميعاً واتّبعوا محكم قرآنه وسنّة بيانه. أفلا تذكّرون؟ وقال الله تعالى:
    {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم [الحشر:7].

    وزعم أهل السُّنة إنّما ذلك أمرٌ من الله باتّباع السُّنة النّبويّة التي جاء بها النبيّ، فمن ثمّ نقيم الحجّة عليهم بالحقّ ونقول: والقرآن مَنْ الذي جاءكم به إلا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ أفلا تعقلون؟ أم إنّكم تأخذون من القرآن ما جاء موافقاً لأحاديث السُّنة وما جاء مخالفاً لها في القرآن تتركوه! فهل تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعضٍ، أفلا تتقون؟

    وكذلك الشيعة يأخذون من القرآن ما جاء موافقاً لأحاديث أئمّة آل البيت وما خالفها من القرآن تركوه! ويتعجب الإمام المهديّ من علماء السُّنة والشيعة ونقول: فهل جعلتم الأحاديث والروايات هي المرجع للقرآن العظيم ومهيمنةً عليه؟ اذاً فقد فعلتم العكس تماماً فأضللتم أنفسكم وأضللتم أمّتكم. فكيف تزعمون أنّكم تتّبعون كتاب الله القرآن العظيم؟ بل نبذتم كتاب الله وراء ظهوركم ولم يبقَ من القرآن إلا رسمه بين أيديكم، وكذلك تفسّرون آيات القرآن من عند أنفسكم لتجعلوها موافقةً لأهوائكم، وكذلك الفِرَقُ الأخرى على شاكلتكم.

    ولكنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أخالفكم أجمعين بالحقّ فأتّبع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ جاعلاً محكم القرآن هو المهيّمن على السُّنة النّبويّة، وأيّما حديثٍ أو روايةٍ جاءت مخالفةً لما أنزل الله في محكم القرآن العظيم تركتُ ما يخالف لمحكم القرآن العظيم كوني علمت أنّ ما جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فإنّ ذلك الحديث في السُّنة حتماً قد جاءكم من عند غير الله ولم يقلْه محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وجميع المؤمنين وأُسلِّم تسليماً.

    ويا معشر علماء الشيعة والسُّنة، كيف إنّكم لتعلمون أنّ القرآن العظيم جعله الله المهيّمن على كتاب التوراة والإنجيل، وإنّ ما جاء مخالفاً فيهما لمحكم القرآن فذلك مفترى في التوراة والإنجيل، فكذلك جعل الله محكم القرآن العظيم هو المهيمن على أحاديث السُّنة النّبويّة وما جاء فيها مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فذلك حديثٌ مفترى على الله ورسوله في السُّنة النّبويّة، فوالله ثمّ والله ثمّ والله لستم على شيءٍ يا معشر المسلمين حتى تقيموا ما تنزّل عليكم في محكم القرآن العظيم.

    فها هو الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني جعلني الله المهيمن بالحقّ على كافة علماء المسلمين، وسرّ هيمنة الإمام المهديّ عليكم هو كوني أحاجّكم بالقرآن العظيم، ولذلك لا يجادلني عالِمٌ إلا غلبته بسلطان العلم المحكم في القرآن العظيم، كما نسفنا كثيراً مما أنتم عليه من أحكام وعقائد الضلال نسفاً فجعلنا الباطل كرمادٍ اشتدت به الريح في يومٍ عاصفٍ، ولم تنفعكم كتيباتكم في شيءٍ حتى رأيتم ناصر محمد اليماني متسلحاً بالقرآن العظيم، وجعل الله القرآن كالسيف البتّار في قلب ويمين الإمام المهديّ ناصر محمد لينسف به الأحكام الباطلة وعقائد الضلال نسفاً.. ولا أبالي! فهل من مبارزٍ آخر من علماء المسلمين إذا تولّى فضيلة الشيخ عمر البكري؟ ولم يعقّب! كونه لا قِبَلَ له بهزيمة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي زاده الله عليكم بالبيان الحقّ لعلم الكتاب، فلا يجادلني عالِمٌ من القرآن إلا غلبته بسلطان العلم الملجم حتى أجعله بين خيارين اثنين فإمّا تأخذه العزّة بالإثم ولا يتّبع الحقّ بعدما تبيّن له أنّه الحقّ، وإمّا أن يكون من المتّقين الحامدين الشاكرين إذْ قدّر الله وجوده في عصر بعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، أم تظنّون ناصر محمد اليماني من الروحانيّين الذين تتخبّطهم مسوس الشياطين يوسوسون لهم في صدورهم فمن ثم يقول: "حدّثني قلبي"؟ بل وسْوسَ له شيطانٌ رجيمٌ.

    وأنا المهديّ المنتظَر أعلن الكفر بالروحانيّة التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ في محكم القرآن؛ بل تلك مسوسُ الشياطين يكذّبون عليكم أنّهم من ملائكة الرحمن المقرّبين، فمنهم من يتمثل بين يديه ليعبدوهم من دون الله، ومنهم من يوسوس له مَسُّ الشيطان في قلبه فيقول: "حدثني قلبي"؛ بل حدّثه في قلبه مَسُّ شيطانٍ رجيمٍ ليعتقد أنّ ما يشعر به هي روح الله ألقاها الله في صدره؛ بل مَسُّ شيطانٍ رجيمٍ يريد أن يصدّهم عن الصراط المستقيم ويحسبون أنّهم مهتدون.


    وبالنسبة لناصر محمد اليماني فيُلهمني ربّي بسلطان علم الكتاب المنير، وإذا كان البيان إلهاماً من الشيطان فاحذروا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار، فأحذّركم تحذيراً كبيراً كون الإلهام من الربّ الى القلب إمّا أن يكون من الرحمن أو وسوسة شيطانٍ في الصدر كمثل الذين يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر، فهو إمّا يكون روحانيّاً من أصحاب مرض التّوحد الذين يعتزلون الناس فيجلسون لوحدهم وكذلك يُسَمَّون بالانطوائيّين أو كما يسمّونه بمرض التوحد، أي يجلسون لوحدهم في كثير من أوقاتهم و يعتمدون على الوسوسة بغير سلطان علمٍ من الله.

    وينقسم أصحاب مرض الوسواس الخنّاس إلى أنواعٍ كثيرةٍ، فمنهم من يوسوس له الشيطان أن يقول على الله ما لا يعلم ليجعله يفسّر القرآن من عند نفسه، وأمّا الامام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم فيلهمني ربّي بسلطان العلم في محكم القرآن وأفصّل القرآن بالقرآن تفصيلاً، ولم أقل حدّثني قلبي معتمداً على ذلك وأريد الناس أن يصدقوني وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، كون وحي التفهيم إمّا أن يكون وحي تفهيمٍ مباشرٍ من الربّ إلى القلب مبرهَناً بسلطان العلم من الكتاب فيبيّن القرآن بالقرآن، أو يكون وسوسة شيطانٍ بكلامٍ ما أنزل الله به من سلطانٍ.

    ومنهم من يسمّون أنفسهم روحانيين فيقول أنّ روح المسيح عيسى ابن مريم تَنَزَّلت في جسده ليخاطب الناس عن طريقه، ومنهم من يقول تنزّلت روح محمدٍ رسول الله في جسده، فيقول: "وإنّ ذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص:85]"! ثم يقول: "إنّ روح محمدٍ رسول الله تنزّلت فيه ليخاطب الناس بلسانه".

    بل أمراض الوسواس الخناس كثيرةٌ، فمنهم من يوسوِس له مسّ الشيطان نحو أبرياء أنّهم يكيدون له كيداً من غير برهانٍ على ذلك بل افتراء عليهم بسبب وسوسة الشيطان، فاحذروا كيد مسوس الشياطين في صدور الناس خصوصاً في الدين ثمّ يسمّون أنفسهم أنهم روحانيين وذلك للتشويه بالربّانيين والتشويه بروح رضوان الله التي تتنزّل على قلوب قومٍ مؤمنين فيشعرون بالسكينة والطمأنينة في أوقات تذكيرهم بالحقّ من ربِّهم، ألا بذكر الله تطمئن القلوب.

    ولكن مسوس الشياطين يمكرون بالباطل حتى لا يميّز الناس بين الحقّ والباطل فيُضِلّون قوماً ويحسبون أنّهم مهتدون! أولئك الذين لا يعتمدون على سلطان العلم المفصّل من القرآن العظيم؛ بل قد يأخذ آيةً فيفسّرها من عند نفسه وهو مكرٌ من الشيطان ليقول على الله ما لا يعلم ليجعلها برهاناً لما يقوله، ويحسبون أنّهم مهتدون! ولكنّ الذين اتّبعوا أمر الشيطان الذي يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون فحتماً سيجدون آياتٍ كثيرةٍ محكماتٍ بيّناتٍ تُناقِض تفاسيرهم الشيطانيّة، ولكنّ بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً فيبصره كلّ من استخدم عقله فينير الله بالبيان الحقّ قلبه، ألا وإنّ مكر الشيطان وجنوده يستخدمون طرقاً كثيرةٍ بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ حتى يصدّوا الناس عن الحقّ من ربّهم فلا يكونوا شاكرين، فإذا لم يستطيعوا صدّ الناس بالتصديق بالقرآن فيتخذوا طريقةً أخرى فيجعلوا قوماً منهم يبالغون في الأنبياء وأئمة الكتاب والمقرّبين حتى يدعونهم من دون الله ليشفعوا لهم عند ربهم، فهنا يعيدهم الشياطين إلى الشرك بالله. وسبق تفصيل ذلك في بياناتٍ كثيرةٍ للراسخين في علم البيان الذين لا يشبعون من تدبر بيانات الإمام المهديّ للقرآن بالقرآن فيزيدهم إيماناً وتثبيتاً.

    ووصل عمر الدعوة المهديّة إلى بداية السّنة الثانية عشرة ولا يزال الإمام المهديّ هو المهيمن بسلطان العلم، وأفتي جميع المسلمين بالحقّ أنّه لا يدّعي شخصيّة المهديّ المنتظَر إلا من يتخبّطه شيطانٌ رجيمٌ إلا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم، فَلَو تتلون عليهم ساعةً من القرآن العظيم لعرفتُم في وجوههم المُنكر بسبب احتراقهم بنور القرآن العظيم حتى ولو لم ينطق منه مَسُّ الشيطان، ونعم يوجد من المؤمنين من يبتليه الله بمسّ شيطانٍ وشفاؤه في البيان الحقّ للقرآن العظيم كون الله يحرقه بنور البيان ويحرقه كذلك بذكر آياتٍ مباشرة تتلى عليه من القرآن.

    واحذّر الأنصار من مكر الشياطين خصوصاً من كان به من قبل أن يكون من الأنصار أن يخرجوه من النور إلى الظلمات بمكر الوسوسة في صدره وأذنيه أنّه صار عبداً روحانيّاً ربانيّاً، ويوسوسون له بأمورٍ كثيرةٍ كي يستدرجوه بطريقةٍ فيغروه بتلك الطرق حتى يخرجوه من النور إلى الظلمات. وربما يقول المسّ له: "آن الأوان أن يجعلك الله ملَكاً من البشر، ألا تذكر فتوى ناصر محمد اليماني بأنّ من أنصاره من سوف يكونون ملائكةً؟". فليستعِذ بالله من الشيطان الرجيم، فكلّ بدعةٍ لم يُفتِكم بها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني تعتبر ضلالة في الدعوة المهديّة.

    وبالنسبة للتكريم القادم لقومٍ من عبيد النعيم الأعظم فقدومه من بعد الظهور بزمنٍ، وأرجو من الله أن لا يحقِّق ذلك التكريم حتى لا يدعونكم الظالمون لأنفسهم من دون الله من بعد موتكم، بل قولوا:
    "ربنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظالمين". كونهم سوف يبالغون فيكم بغير الحقّ من بعد موتكم وموت إمامكم، فاستعيذوا بالله من الكرامات في هذه الحياة الدنيا، فوالله ما سبب شرك الأمم إلا المبالغة في عُبَّاد الله المكرمين من الأنبياء والمُرسلين وأئمّة الكتاب والصالحين، وبسبب المبالغة فيهم بغير الحقّ وفي أنصارهم الأولين فمن بعد موتهم تُبالغ فيهم الأجيال جيلاً بعد جيلٍ حتى يجعلوا لهم أصناماً تماثيلَ لصورهم، فيقولون: "هؤلاء شفعاؤنا عند الله"، فما بالكم بالوفد المكرمين!

    وبالنسبة للوسوسة الرّوحانية فهي من الشياطين فاحذروهم! فاستعيذوا بالله من مكرهم ووسوستهم وتكليمهم في صدوركم أو آذانكم، وعلى كل حالٍ تلك حالاتٌ نادرةٌ قد تحدث لواحدٍ في المائة من الأنصار وهم الذين كانوا مُبتلين بمسوسٍ من قبل أن يكونوا من الأنصار الحقّ، فتأذّت المسوسُ في أجسادهم وتعذّبت عذاباً عظيماً، ولكن قد يتخذوا مكراً عن طريق الوسوسة ليخرجوه من النور إلى الظلمات بوسواسٍ خنّاسٍ في الصدر أو الأذن، ويكذّبون عليهم أنّ من يكلمهم هم ملائكةٌ تُحدِّثهم، أو يقول المسُّ: "أنا روح نعيم رضوان الله أكلمك في صدرك وأذنك". فمن ثم نقول: سبحان الله العظيم! فليس أنّ الله يتنزّل في القلب، سبحان الله عمّا يشركون!

    وَيَا أحبتي في الله الذين ألقى الله في قلوبهم حقيقة النعيم الأعظم من نعيم الجنة أنّه نعيم رضوان الله على عباده، إنما ذلك حبّ الله لهم فيُلقي في قلوبهم حباً عظيماً لربّهم فهنا يشعرون أنّهم لن يرضوا بنعيم ملكوت جنّات النعيم حتى يرضى ربهم في نفسه، وصار يقيناً في قلوبهم بإصرارٍ إلى ما لا نهايةٍ بأنّه لن يرضى بملكوت جنّةٍ عرضها كعرض السموات والأرض حتى يكون ربّهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، وذلك بسبب أنّهم قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه فيجدون في أنفسهم أنّهم لن يرضوا بأيّ نعيمٍ ماديٍّ في الآخرة مهما كان ومهما يكون حتى يحقق الله لهم النعيم الأعظم بالنسبة لهم، فلن يرضوا حتى يرضى ربّهم أحبّ شيءٍ إلى أنفسهم.

    فاحذروا مكر الشياطين بالرّوحانيّة واعتصموا بالله أنّكم لن ترضوا حتى يرضى وأغلقوا باب الشياطين، فتمنّوا عدم تحقيق الكرامات في هذه الحياة الدنيا حتى لا تكونوا سبب فتنةٍ للقوم الظالمين في الأجيال القادمة إذا أردتم تحقيق رضوان الله في نفسه، أفلا تنظرون في الكتاب أنّ سبب الشرك لكثيرٍ من المؤمنين هي المبالغة في عباد الله المكرمين من قبلكم؟

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
    اخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    - - - تم التحديث - - -

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اقتباس من بيان أخر لإمامنا الحبيب الإمام المهدى ناصر محمد اليمانى
    *********************************************
    وأعوذُ بالله أن أقول ما ليس لي بحقٍّ والله خيرُ الشاهدين؛ بلْ أدعوكم إلى عدم تعظيمي ما دمت لستُ إلّا عبداً لله مثلكم، إذاً فليس لي حقّ في ربّي أكثر منكم ما دمنا عبيداً لله سواءً، فلا تكريم لعبدٍٍ على عبد إلّا بالتقوى، فاتقوا الله ولا تعبدوا سواه ولا تعظموا عبيده من دونه ولا تشركوا في عبادة ربّكم أحداً ولا تدعوا مع الله أحداً ومن ثم يجعلكم من عباده المُكرمين الذين أخلصوا عبادتهم لربّهم،
    ألا لله الدين الخالص وما يؤمن أكثركم بالله إلا وهم مشركون بسبب تعظيم رسلكم وأنبيائِكم وأهل الكرامات منكم، فهل بدل أن تفعلوا كفعلهم حتى يكرمكم الله كما كرمهم؟ ولكن للأسف بدلاً عن ذلك تدعونهم من دون الله لأنكم حصرتم التكريم عليهم من دونكم! فأشركتم بالله ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً يا معشر المُسلمين المُشركين بالله.

    اقتباس المشاركة 4640 من موضوع الردّ على المُعرّف (آية في القُرآن): فهل ينفع الاستنكار يا من ولَّيتُم الأدبار، يا قادة الأقطار ومُفتي الديار؟


    الإمام ناصر محمد اليمانيّ
    25 - 07 - 1431 هـ
    07 - 07 - 2010 مـ
    03:41 مسـاءً
    ________



    الردّ على المعرّف (آية في القرآن) :
    فهل ينفع الاستنكار يا من ولَّيتُم الأدبار، يا قادة الأقطار ومفتي الديار ؟


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    ويا أيّها العالِم الذي سجّل لدينا بمعرّف (آية في القرآن) : {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ} صدق الله العظيم [آل عمران:7]، وقد علمنا ما تقصده بالضّبط! هو أنك تريدنا أن نتّبع السُّنة النَّبويّة وحسبنا ذلك ونترك القرآن جانباً بحُجّة أنّه لا يعلم تأويله إلّا الله، وقمتَ بقطع الآيات في ذات الموضوع في قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وبما أنّك لا تريد أن تتّبع إلّا السُّنة ولذلك قطعت من هذه الآيات التترى في ذات الموضوع جُزءًا من آيةٍ واحدةٍ وهي قول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ} صدق الله العظيم! أفلا تخاف الله وتتّقيه أيّها المسلم؟ فهذا هو افتراءٌ على الله أنّه قال أنّه ما يعلم بتأويل القرآن إلّا الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً وذلك لأنَّ اللهَ لم يقُل ذلك فكيف تقول على الله ما لم يقُل يا رجل؟ بلْ أفتاكم الله عن آيات كتابه القرآن العظيم أنَّ منها آياتٌ بيّناتٌ مُحكماتٌ هُنّ أُمّ الكتاب يعقِلُهُنَّ عالِمُ الأُمّة وجاهلُها ويدرك ما جاء فيهُنّ كُل ذو لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ، وجعلهنّ الله هُنّ أُمّ الكتاب تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم.

    وتلك آياتٌ مُحكماتٌ بيّنات لعالمِكم وجاهلِكم وهُنّ أغلب آيات القرآن العظيم لا يُعرِض عمّا جاء فيهنّ إلّا الفاسقون نظراً لأنهنّ بيِّنات لعالمِكم وجاهِلكم ظاهرهنّ كباطنهنّ لا يُعرض عمّا جاء فيهنّ إلّا الفاسقون تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثُمّ أفتاكم عن آياتٍ أُخرى مُتشابهات من القرآن يحملن من أسرار الكتاب ولا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله ويعلم بتأويلهن الراسخون في عِلم الكتاب ليجعلهنّ الله المُعجزة للأئمة المصطفين الأخيار في كُلّ عصر، ولم يجعلهنّ الله الحُجّة عليكم ولم يأمركم الله باتباع ظاهرهنّ؛ بلْ أمركم الله أن تردّوا علمهنّ لله العليم الحكيم حتى يبعث الله لكم إماماً كريماً يُفصّل لكم ما يشاء الله منه؛ بلْ أمركم الله أن تتّبعوا آيات الكتاب المُحكمات ولم يأمركم أن تتّبعوا المُتشابهات مع أحاديث الفتنة التي تأتي في السُّنة النَّبويّة مخالفة لآيات الكتاب المُحكمات من آيات أُمّ الكتاب إلّا أنّ من الأحاديث ما يأتي يتشابه مع ظاهر أحد الآيات المُتشابهات تماماً تجدونه يتشابه مع ظاهرها بالضبط.

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: أليست الآيات المُتشابهات لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله ويعلم بتأويلهن من يشاء من الراسخين في العلم؟ وهذا يعني أنّ تأويلهنّ غير ظاهرهنّ، ولكنّ حديث الفتنة الموضوع جاء مطابقاً لظاهرهنّ، ولكنّ الحديث المفترى جاء مخالفاً لآيات الكتاب المُحكمات غير أنّه جاء متشابهاً مع أحد الآيات المتشابهة في ظاهرهنّ مع حديث الفتنة الموضوع، وبما أنّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ في مُحكم القرآن ويريدون أن يتّبعوا السُّنة فقط اتَّبعوا الآيات المُتشابهات في ظاهرهنّ مع حديث الفتنة الذي يريد إثباته وإتّباعه لأنّه أصلاً لا يريد اتّباع القرآن؛ بلْ يتّبع السُّنة النَّبويّة فقط، وإنّما يتّبع من القرآن ما تشابه مع تلك الأحاديث وهي فتنةٌ موضوعةٌ ما دام جاء الحديث يخالف لأحد الآيات المُحكمات فهو حديث فتنة موضوع وتزعمون أنّه جاء تأويلٌ لتلك الآية التي لا تزال بحاجة للتأويل! ولكن لم يُأوِّلها شيئاً لأنّه جاء مُطابقاً لظاهرها ولكنّ ظاهرها غير باطنها! ولذلك لا يعلم بتأويلها إلّا الله وليس من يقرأها يستطيع فهمها وذلك لأنّ بيانها غير ظاهرها. ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم.

    ويا معشر علماء الشيعة والسُّنة الذين أضلّتهم الأحاديث والروايات ضلالاً كبيراً فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أُمّتهم، فإنّكم جميعاً تتّبعون السُّنة المُفتراة عن النَّبيّ وتحسبون أنّكم مهتدون! فكيف يهتدي إلى الحقّ من يتّبع حديثاً أو روايةً جاءت مخالفة لآيات الكتاب المُحكمات التي لا يكفر بها إلّا الفاسقون؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم.

    فتعالوا لنعلّمكم كيف تستطيعون أن تُفرّقوا بين الحديث الحق والحديث المُفترى؛ فإنّكم سوف تجدون من أحاديث الفتنة الموضوعة ما يأتي متشابهاً مع آيةٍ في القرآن، ولكن قد يكون هذا الحديث هو حقّاً جاء ليزيد آيةً في الكتاب بياناً وتوضيحاً، وقد يكون حديثَ فتنةٍ موضوعٍ، وتعالوا لنعلّمكم كيف تستطيعون أن تعلموا عِلم اليقين أنّه حديث حقّ أو حديث فتنةٍ موضوع، ولسوف نُفتيكم بالحقّ وإنّا لصادقون. فإذا جاء الحديث يُشابه أحد الآيات في القرآن العظيم غير أنّه جاء مُخالفاً لأحد الآيات المُحكمات في مُحكم القرآن العظيم فاعلموا أنّ ذلك الحديث حديث فتنةٍ موضوع من عند غير الله ورسوله لا شكّ ولا ريب، وذلك لأنّ الحديث الحقّ عن النَّبيّ إنّما يأتي ليزيد أحد آيات الكتاب بياناً وتوضيحاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44]. إذاً، الحديث الحقّ لن يأتي إلّا ليزيدَ القُرآنَ بياناً وتوضيحاً وليس ليُخالف مُحكمه البيّن، أفلا تعقلون؟

    ويا معشر علماء السُّنة والشيعة فإنّكم جميعاً تتّبعون السُّنةَ فقط وليس الفرق بينكم إلّا أنّ الشيعة لا يأخذون إلّا الأحاديث التي وردت عن طريق أئمّة آل البيت في معتقدهم، وأمّا السُّنة فيأخذون الأحاديث والروايات عن طريق الثقات من الصحابة بشكل عام.

    إذاً، جميع علماء الشيعة والسُّنة يتّبعون الأحاديث والروايات فقط بغضّ النظر هل تخالف لمُحكم القرآن! ولكن حين تأتي آيةٌ تتفق مع ما لديهم فسرعان ما تجدونهم يجاهدون بالقرآن مخالفيهم جهاداً كبيراً! ولكن حين تأتي آيةٌ مُحكمةٌ لعالِمِهم وجاهلِهم غير أنّها مخالفةٌ لأحد الأحاديث أو الروايات فتجدونهم يُعرِضون عن القرآن ويقولون: "لا يعلم تأويله إلّا الله" كما يقول أهل السُّنة والجماعة، وكذلك الشيعة حين تأتي آيةٌ مُخالفةٌ لحديثٍ أو روايةٍ فتجدونهم يُعرضون عن القرآن ويقولون: "إنَّ للقرآن أوجهاً مُتعددة"!

    وهيهات هيهات يا معشر الشيعة والسُّنة، لقد جعل الله الإمام المهديّ المنتظَر لكم بالمرصاد، وأقسمُ بالله العظيم قسماً مُقدماً من قبل الحوار أن لو يجمع الله كافة علماء الشيعة والسُّنة الأحياء منهم والأموات أجمعين في طاولة الحوار للمهديّ المُنتظر لأخرسنّ ألسنتهم بالحقّ من مُحكم كتاب الله وآتيهم بتأويل المُتشابه الذي يُحاجّوني به خيراً منهم وأحسنَ تفسيراً وتأويلاً وأهدى سبيلاً، حتى لا يجد الذين لا تأخذهم العزّة بالإثم منهم في صدورهم حرجاً ممّا قضيت بينهم بالحقّ ويسلّموا تسليماً، إلّا الفاسقون منهم الذين يعرضون عن آيات أمّ الكتاب المُحكمات فسبقت الفتوى من الله فيهم في مُحكم كتابه في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم.

    ويا معشر علماء السُّنة والشيعة وكافة الفرق الأُخرى الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون إنّي أُبشّركم بعذابٍ عظيمٍ، وذلك لأنّكم خالفتم أمر الله في مُحكم كتابه في قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وأرى كُلَّ طائفة مِنكم يزعمون أنّهم هُم على الحقّ وأنّهم هُم الطائفة الناجية وما دونهم هالكون! هيهات هيهات لِما تفترون، وتعالوا لنعلّمكم بالطائفة الناجية: هُم الذين لا يشركون بالله شيئاً من المسلمين تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وهؤلاء قد يُوجدون في كافة الفرق الإسلاميّة من المسلمين، وليس العلماء الذين يتّبعون الاتّباع الأعمى ويقولون على الله ما لا يعلمون فأولئك يحملون وزرَ فتواهم ووزرَ من اتّبع فتواهم من المسلمين الغير علماء تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وذلك لأنّ المسلم لم يأمره الله أن يُطالِب بالبُرهان للفتوى حين يسأل عالِماً معروفاً أنّه من علماء الدين؛ بلْ يسمع الفتوى ويذهب إلى حال سبيله، وإذا كانت الفتوى بغير علمٍ من الله فسوف يتحمّل وزرها العالِم المُفتي بغير علمٍ من الله والسائل منها بريءٌ، ولكن لو كانت فتوى حقّ فله أجرها وأجر من اتّبع فتواه إلى يوم الدين. ألا وإنّ مِنبر العالِم هو منِبرٌ عظيمٌ وقد أمر الله طالب العلم الذي ذهب ليطلب العلم لكي يرجع إلى قومه ليعلّمهم دينَهم ويضيء طريقهَم، وما كان لجميع المُسلمين أن ينفروا جميعاً لطلب العلم فيكونوا عُلماءَ جميعاً؛ بلْ فرقةٌ منهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴿١٢٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وهُم المُكرمون بين يدي ربّهم لئن اتَّبعوا شرط الله لطالب العلم وهو أن يستخدم عقله ويطلب العلم من أهله تصديقاً لقول الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [النحل:43].

    ومِن أهل الذّكر الإمام ناصر محمد اليمانيّ، غير أنّ ناصر محمد اليمانيّ قد يكون من الذين يتَّبعون أمر الله فلا ينطق إلّا بالحقّ من الذين لا يقولون على الله ما لا يعلمون، وقد يكون من الذين اتّبعوا أمر الشيطان من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فيقول "فإن أخطأتُ فمن نفسي" فأضلّ نفسَه وأضلّ أُمّتَه نظراً لأنّه قال على الله ما لم يعلم.

    وبقي لديكم هو: كيف تعلمون أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو حقاً من أهل الذكر سراجٌ مُنيرٌ للأُمّة طريقها من بعد رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فلا ولن تستطيعوا أن تعلموا ذلك عِلم اليقين حتى يتفكّر طلاب العلم والباحثون عن الحقّ في سلطان عِلم ناصر محمد اليمانيّ تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثُمّ تتفكّرون في سلطان عِلم الإمام ناصر محمد اليمانيّ هل هو من عند الرحمن لا شك ولا ريب؟ وإذا كان من عند الرحمن فحتماً ستجدون عقولكم ترضخ للحقّ من ربّكم وتقبل به وذلك لأنّ الحقّ لا ينبغي له أن يُخالف العقل والمنطق الفكري للإنسان إذا استخدم عقله، وذلك هو شرط الرحمن لطُلّاب العلم الحقّ مصابيح المنابر للأُمّة الذين لا ولن يتّبعوا الاتّباع الأعمى حتى لا يضلّوا أنفسهم ويضلّوا أُمّتهم؛ بلْ يستخدموا عقولهم من قبل الاتّباع. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولذلك تجدون الإمام الحقّ من ربّكم يأمركم أن تستخدموا عقولكم من قبل أن تصدّقوا وتتّبعوا الإمام ناصر محمد اليمانيّ، وذلك لأنّ ناصر محمد اليمانيّ قد يكون المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم وقد يكون شيطاناً أشراً من الذين يُضلّون أنفسهم ويضلّون أُمّتهم، ولذلك يأمركم ناصر محمد اليمانيّ أن تنظروا إلى البيّنة التي يُحاجّكم بها من ربّه وسوف تجدون بصيرة ناصر محمد هي ذاتها بصيرة جدّه محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - القرآن العظيم لا شك ولا ريب تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الشيعة والسُّنة ويقول: "إنّما تلك الآية تخصُّ مُحمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي أمره الله أن يُجاهد الناس بالقرآن جهاداً كبيراً، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]". ومن ثُمّ يردّ عليه الإمام المُتّبِع ناصر مُحمد اليمانيّ وأقول: قال الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    فهل تنتظرون المهديّ المُنتظَر يأتي مُبتدعاً وليس مُتّبِعاً؟ أفلا تعقلون؟ وما دُمت مُتّبِعاً وناصراً محمداً - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فلا بدّ لي أن أُحاجّ الناس بالبصيرة التي أمر اللهُ رسولَه أن يُجاهدَ الناسَ بالقرآن جهاداً كبيراً حتى يعلموا أنّه الحقّ من ربّهم أو يحكم الله بينهم بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

    ويا أيّها الضيف الكريم، أهلاً وسهلاً بك في طاولة المهديّ المنتظَر العالميّة للحوار فنحن لا نحجُب من جاء يحاورنا بالحوار المحترم وليس بالسبِّ والشتم؛ بلْ بِسلطان العلم والقرآن هو الحكم، والحُكم الحقّ من الله لأنّ الله هو الحكم بين المختلفين، وإنّما نأتيهم بحُكم الله بينهم بالحقّ فيما كانوا فيه يختلفون، وليس مُحمدٌ رسولُ الله ولا ناصر مُحمدٍ هُما الحكم؛ بلْ الحكم هو الله، وإنّما نأتيكم بحُكم الله من مُحكم كتاب الله المُفصّل لعلكم تتّقون، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    أم إنّكم ترون ناصر مُحمد اليمانيّ يأتيكم بحكمٍ من رأسه من تلقاء نفسه حتى تقولوا اتَّقِ الله يا ناصر محمد اليمانيّ؟ ويا سبحان ربي! ولكن يشهد عليَّ الله والمُبصرون للحقّ من ربّهم أنّي آتيكم بحُكم الله بينكم أستنبطه لكم من مُحكم كتابه، أفلا تعقلون؟ فكيف أنّكم ترون الحقّ باطلاً والباطلَ حقاً! أفلا تتفكرون؟

    ومثل الإمام المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليمانيّ ومثلكم كمثل رجل في مركز حلقة من الرّجال وقال الرجل الذي في مركز الحلقة: أشهدُ أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، ومن ثُمّ ضجت عليه الحلقة وقالوا بلسانٍ واحدٍ: "اتَّقِ الله يا رجل أفلا تخاف الله؟ فكيف تفتري على الله؟ بلْ أنت من المُبطلين الجاهلين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون"! ومن ثُمّ يقوم الرجل من بينهم غضبانَ أسفاً ويقول لهم: لبئس التقوى تقواكم ولبئس الإيمان إيمانكم يا من ترون الحقّ باطلاً والباطلَ حقاً! أفلا تعقلون؟ فكيف أنّكم تعظون ناصر مُحمد اليمانيّ واحداً تلو الآخر وتقولون له: "اتَّقِ الله يا ناصر مُحمد اليمانيّ؛ بلْ أنت شيطان أشِر ولست المهديّ المُنتظَر؛ بلْ أنت مدسوسٌ من أمريكا وإسرائيل؛ بلْ أنت فتنةٌ للمؤمنين! ومن ثُمّ تُنادون أن أصرّوا على ما بين يديكم من الأحاديث والروايات، إنّ هذا لشيءٌ يُراد بدينكم". ومن ثُمّ يردّ عليكم الإمام المهدي ناصر مُحمد اليمانيّ وأقول لكم: ومنذ متى يا قوم تجدون شياطين البشر من اليهود يدعون إلى كلمة التوحيد ونفي الشرك بالله؟ كلا وربّي لَتجدونهم يتخذون من أشرك بالله خليلاً، وقال الله تعالى: {ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّـهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّـهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    ألا والله الذي لا إله غيره إنَّ دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ لهي الدّعوة الحقّ التي جاء بها كافة المسلمين من ربّ العالمين أن اعبدوا الله ربّي وربّكم وابتغوا إليه الوسيلة وتنافسوا في حبّ الله وقُربه وما أنا إلّا بشر مثلكم، ولي في ربّي من الحقّ ما لكم ولا فرق بيني وبينكم إلّا بالتقوى، فاتّقوا الله وتنافسوا مع العبيد إلى الربّ المعبود، وإنّما أنا عبد لله مثلكم ولستُ ولد الله سبحانه حتى لا يحقّ لكم أن تُنافسوني في حُب الله وقُربه، وإنّما لو كان لله ولدٌ سبحانه فقد أصبح الحقّ له كالحقّ الذي لأبيه. وقال الله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ﴿٨١﴾ سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وأعوذُ بالله أن أقول ما ليس ليّ بحقٍّ والله خيرُ الشاهدين؛ بلْ أدعوكم إلى عدم تعظيمي ما دمت لستُ إلّا عبداً لله مثلكم، إذاً فليس لي حقّ في ربّي أكثر منكم ما دمنا عبيداً لله سواءً، فلا تكريم لعبدٍ على عبد إلّا بالتّقوى، فاتّقوا الله ولا تعبدوا سواه ولا تعظّموا عبيده من دونه ولا تُشركوا في عبادة ربّكم أحداً ولا تدعوا مع الله أحداً ومن ثُمّ يجعلكم من عباده المُكرمين الذين أخلصوا عبادتهم لربّهم، ألا لله الدّين الخالص وما يؤمن أكثركم بالله إلّا وهم مشركون بسبب تعظيم رسلكم وأنبيائِكم وأهل الكرامات منكم، فهل بدل أن تفعلوا كفعلهم حتى يكرّمكم الله كما كرّمهم؟ ولكن للأسف بدلاً عن ذلك تدعونهم من دون الله لأنّكم حصرتم التكريم عليهم من دونكم! فأشركتم بالله ولن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً يا معشر المُسلمين المُشركين بالله.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد فطاحلة علماء المسلمين ويقول: "يا ناصر مُحمد اليمانيّ لربما إنّك نصرانيٌ أو يهوديٌ! فلماذا تقول إنّ المسلمين مشركون؟ بلْ المشركين هُم اليهود والنّصارى، أمّا نحن المسلمون فنحن لم نعظّم محمداً رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بلْ نؤمن إنّما هو عبد لله مثلنا". ومن ثُمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأقول: فهل تشهدون بأنّ الوسيلة إلى الله هي لجميع عباده أم إنّكم حصرتموها على محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من دون المُسلمين؟ ومعلوم وسوف تقولون: "بلْ الوسيلة هي لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقد أمرنا مُحمدٌ رسولُ الله في الحديث الحقّ أن نسأل الله له الوسيلة وذلك لأنّ الوسيلة هي أعلى درجة عند الله لا تنبغي إلّا لعبدٍ من عبيد الله ولذلك أمرنا محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن نسأل له الوسيلة". ومن ثُمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأقول لكم: تعالوا لنُحَكّم أولاً العقل والمنطق ومن ثُمّ ننظر حُكم العقل والمنطق، فهل من المعقول أن يأمركم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بغير ما أمره الله؟ وحتماً سوف تجدون ردّ الحُكم من عقولكم عليكم فتقول: "كلا، فليس من المنطق أن يأمر محمدٌ رسول الله أُمّته بغير ما أمره الله في مُحكم كتابه، فلا ينبغي له ولن يقبل هذا العقل والمنطق". ومن ثُمّ يردّ عليكم الإمام ناصر محمد اليمانيّ وأقول: فتعالوا لننظر سويّاً ما أمر الله به رسوله في مُحكم كتابه، فهل أمره أن يأمر أُمّته أن يحصروا له الوسيلة إلى الله من دونهم، وسوف نجد العكس للإدراج المُفترى المدسوس في الحديث الحقّ ونجد أنّ الله أمر رسوله أن ينادي في الذين آمنوا ويقول لهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    أفلا ترون ما أسهل أن تكشفوا الأحاديث المدسوسة أو الإدراج الزائد في الحديث الحقّ؟ وسوف تجدون الباطل على طول يأتي بينه وبين مُحكم الكتاب اختلافاً كثيراً؛ بلْ العكس تماماً، وذلك لأنّ الحقّ والباطل نقيضان مختلفان، فمن يجيركم من عذاب الله يا من اتّخذتموه مهجوراً بحُجّة أنّه لا يعلم بتأويله إلّا الله! ولم يقل الله ذلك أنّه لا يعلم بتأويل القرآن كُلّه سواه؛ بلْ على الله تفترون؛ بلْ قال الله إنَّ الآيات المُتشابهات فقط هي التي لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله ويُفهم ببيانهنّ لمن يشاء من عبيده، ولكنّ الآيات المُتشابهات ليست إلّا تقريباً عشرة في المائة؛ بلْ أغلب القرآن بنسبة تسعين في المائة آيات مُحكمات بيّنات هُنّ أم الكتاب تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    أفلا ترى أخي الكريم إنَّك لمن الخاطئين؟ فكُن من الشاكرين أن جعلك الله في أُمّة المهديّ المنتظَر، فكم تخيّلت الأُمم من قبلكم بعث الإمام المهدي وينتظرون بعثه العام تلوَ الآخر وكلّما انقضى عامٌ ظنّوا أنّ الله سوف يبعثه في العام الذي يليه، حتى جاء قدر بعث المهديّ المُنتظَر في هذه الأُمّة المعدودة لبعثه؛ الذين لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المُنكر وهم يعلمون كيف يصنع شياطين البشر من اليهود بإخوانهم حول المسجد الأقصى ولم تأخذهم حميّة الدين وأخوّة المؤمنين ولم يتداعوا لحماية إخوانهم من المُعتدين على حُرماتهم وهم ينظرون كيف أنّ اليهود يُخرجون إخوانهم من ديارهم ويستحلّون أعراضهم وينهبون أموالهم ويسحقون ديارهم ولم يحرّك ساكناً قادة المسلمين وعلماؤهم وكأنّ الأمر لا يعنيهم شيئاً! وجعلوا الجهاد في سبيل الله هو أن يقولوا: "نحن نستنكر ما يفعل العدو الصهيوني بإخواننا في فلسطين"! ومقتكم الله يا معشر الذين يقولون ما لا يفعلون وكبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، فهل ينفع الاستنكار يا من ولّيتم الأدبار يا قادة الأقطار ومُفتي الديار؟ لقد طمع اليهود الآن بهدم المسجد الأقصى لأنّهم علموا أن قادتكم جُبناء قد مسّهم الوهن وحبّ الدنيا والسلطان! فلا يهمّهم إلّا عروشهم، فإذا طمأنتهم أمريكا على عروشهم فاطمأنّت قلوبكم يا من رضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة واطمأننتم إليها من يجيركم من عذاب الله إذا لم تنفروا في سبيل الله للدفاع عن بيت الله المعظّم المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله للمؤمنين وللدفاع عن إخوانهم وديارهم وأرضهم وعرضهم وللدفاع عن المساجد لربهم! وقال الله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} صدق الله العظيم [الحج:40].

    أفلا تثقون في نصر الله لكم مهما كانت قوّة عدوّكم وعتاده وأسلحته؟ فتذكروا قول الله تعالى: {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّـهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    أم إنّ الذين لا يعلمون يظنّون أنّهم في مأمنٍ من الإمام ناصر محمد اليمانيّ كونه يدعو الناس لعدم الفساد في الأرض وعدم سفك دماء الناس بغير الحقّ فيظنّون أنّ الإمام ناصر مُحمد اليمانيّ سوف يظلّ دائماً رجل السلام في العالَم؟ وأقول نعم أنا رجل السلام في العالَم وأدعو إلى السلام بين كافة شعوب البشر إلى التعايش السلمي بين المسلم والكافر، ولكن الذي يأبى السلام ويريد الفساد في الأرض فيعتدي على المسلم أو الكافر فيسفك دماءهم بغير الحقّ، فأقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم ليجدنّ الإمام الطيب ناصر مُحمد اليمانيّ لهو أشدُّ بأساً وأشدُّ تنكيلاً من بين خلفاء الله الذين استخلفهم في الأرض جميعاً، وليجدنّ من الإمام ناصر محمد اليمانيّ ما لم يكن يحتسب، وذلك لأنّ قلبي حيٌّ وليس ميتاً، ولذلك هو من أشدّ البشر غيرةً على حُرمات الله ومن أشدّهم غضباً لله وذلك من عظيم حُبّي لربّي، فكيف لا يغضب الحبيب على حُرمات حبيبه على قدر حُبّه؟ ولكن حبّي لربّي لشديد وليس له حدود ولذلك ردّة الفعل ستكون شديدة وعنيفة، فإذا قام اليهود بهدم المسجد الأقصى وطيَّروا القُبّة في السماء إلى النهر ولم يُعلن الاعتراف قادة العرب والمسلمين بقيادتي لهم في سبيل الله، فإذا لم يفعلوا فلن أموت بغيظي ولسوف يعلمون من أضعف ناصراً وأقلّ عدداً.

    ويا أُمّة الإسلام استعدوا للجهاد ولسوف نقودكم لمنع الفساد في البلاد جميعاً لتكونوا خير أُمّةٍ أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله فترفعوا ظلم الإنسان عن الإنسان، فإن أبيتم فاعلموا أنّ الله ناصر عبده، فاتّقوا فتنةً لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أنّ الله لشديدُ العقاب..

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
    خليفة الله في الأرض الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ .
    __________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    بسم الله الرحمن الرحيم
    { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }
    اللهم إني أعوذ بك أن أرضى بشيء حتى ترضى

    وقال الله تعالى:{ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ
    وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
    صدق الله العظيم

    ____________


  7. افتراضي

    اقتباس أخر من أحد بيانات إمامنا الحبيب الإمام المهدى ناصر محمد اليمانى
    **********************************
    وأما وصفك لي أني المسيح الدجال فإني عبد الله وخليفته آتاني علم الكتاب فزادني بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة، وما كان لعبد أن يؤتيه الله علم الكتاب سواء كان نبياً أم إماماً ثم يقول للناس اتّخذوني إلهاً من دون الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً، تصديقاً لقول الله تعالى:{ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ }
    صدق الله العظيم [آل عمران:79]
    ولذلك تجد الإمام ناصر محمد اليماني يدعو المسلمين والنَّاس أجمعين أن يكونوا ربانيين فيعبدوا الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يُعبد فيبتغوا إليه الوسيلة فيعبدوا نعيم رضوان ربّهم عليهم فيتنافسوا على ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب فينهجوا نهج عباد الله المكرمين المقربين من ربّ العالمين الذين يتنافسون على ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب ثم يُكرمهم الله بما يشاء
    حتى إذا شهد النَّاس تكريم الله لهم في الدُّنيا بما يشاء من الكرامات وكان من المفروض أن يقتدوا بهم فينافسوهم على حبّ الله وقربه،
    ولكن للأسف أشركوا بالله وعبدوا عبادَ الله المقربين فعبدوهم ليشفعوا لهم عند ربّهم ودَعَوْهم من دون الله ليشفوا أمراضهم وكان ذلك شرك بالله أن يدعوا عبادَه المقربين من دون ربّهم برغم أنهم عباد أمثالهم، وقال الله تعالى:
    { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿56﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا ﴿57﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿58﴾ }
    صدق الله العظيم [الإسراء]
    ***********************************
    انتهى الاقتباس


    اقتباس المشاركة 5331 من موضوع ردّ الإمام المهديّ على أبي صالح المدني الذي شتمني بغير الحقّ ..

    - 1 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    10 - جمادي الآخرة - 1430 هـ
    03 - 06 - 2009 مـ
    09:46 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــــــ



    رَدّ الإمام المهديّ على أبي صالح المدني الذي شتمني بغير الحقّ ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين النبيّ الأميّ الأمين وآله الطيِّبين الطّاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، ثمّ أمّا بعد..

    أخي الكريم أبو صالح المدني، لقد اعتديت على المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وشتمتني بغير الحقّ فأثرت غيظي بهذا الافتراء ذي الإثم العظيم، ثم كظمت غيظي تِجاهك من أجل ربّي ليزيدَني ربّي بحُبّه وقُربه ونعيم رضوانَ نفسه وأحسنتُ إليك بالعفو فعفوت عنك قربة إلى الله. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:134].

    وأما بالنسبة لدخولي مكة والمدينة فقد حجَجْت مرَّتين واعتمرت عديد المرات والحمد لله في الأولى وفي الآخرة وهو العزيز الحميد، وما كنت المسيح الدجال! ذلك بُهتانٌ وزورٌ كبيرٌ.

    وأما وصفك لي أني المسيح الدجال فإني عَبْدُ الله وخليفته آتاني علم الكتاب فزادني بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة، وما كان لعبدٍ أن يؤتيه الله علم الكتاب سواء كان نبيًّا أم إمامًا ثم يقول للناس اتّخذوني إلهًا من دون الله سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولذلك تجد الإمام ناصر محمد اليمانيّ يدعو المسلمين والنَّاس أجمعين أن يكونوا ربَّانيين فيعبدوا الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يُعبَد فيبتغوا إليه الوسيلة فيعبدوا نعيم رضوان ربّهم عليهم فيتنافسوا على ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب فينهجوا نهج عباد الله المُكرمين المُقَرَّبين من ربّ العالمين الذين يتنافسون على ربّهم أيُّهم أحبّ وأقرب ثم يكرمهم الله بما يشاء حتى إذا شهِد النَّاس تكريم الله لهم في الدُّنيا بما يشاء مِن الكرامات وكان من المفروض أن يقتدوا بهم فينافسوهم على حبّ الله وقربه، ولكن للأسف أشركوا بالله وعبدوا عبادَ الله المقرّبين فعبدوهم ليشفعوا لهم عند ربّهم ودَعَوْهم مِن دون الله ليشفوا أمراضهم وكان ذلك شِركًا بالله أن يدعوا عبادَه المُقَرَّبين من دون ربّهم برغم أنهم عبادٌ أمثالهم، وقال الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    أولئك مؤمنون بربّهم ولكنهم أشركوا بالله عبادَه المُقَرَّبين فيَدعونَهم من دون الله ليشفَعوا لهم بين يديّ الله وقالوا: " إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زُلفًا فيشفعوا لنا بين يديه. " فضَلّ كثيرٌ من المؤمنين بربّهم بسبب شركهم بالله عبادَه المُقَرَّبين؛ فلا يؤمن أكثرهم إلا وهم بربّهم مشركون عبادَه المُقَرَّبين، وقال الله تعالى:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    ومن ثم سأل الله عباده المقرّبين وقال لهم يوم القيامة، وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وأما الإنس في الأرض ذات المشرقين الذين يعبدون شياطين الجنّ من دون الله بظنّهم أنهم ملائكة الرحمن، ولو كانوا ملائكة الرحمن المُقَرَّبين لَما دعوا النَّاس إلى عبادتهم من دون الله ثم سأل الله ملائكته يوم القيامة، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾ فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿٤٢﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَـٰذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَـٰذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى ۚ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٤٣﴾ وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِيرٍ ﴿٤٤﴾ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي ۖ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    وأولئك القوم الذين يعبدون الجنّ من دون الله ويظنونهم ملائكة الرحمن هم القوم الذي أخبركم الجنّ بهم في الأرض ذات المشرقين، وقالوا:
    {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦﴾ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّـهُ أَحَدًا ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    ومنهم ومنكم من يعبُد الشياطين وإناث الشياطين من دون الله وهم يعلمون، وقال الله تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا ﴿١١٧﴾ لَّعَنَهُ اللَّـهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿١١٨﴾ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا ﴿١١٩﴾ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿١٢٠﴾ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ﴿١٢١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    أولئك يصدُر الحكم عليهم من ربّهم وعلى أزواجهم إناث الشياطين والشياطين الذين يعوذون بهم فيعبدونهم من دون الله، وقال الله تعالى:
    {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    فأمّا
    {أَزْوَاجَهُمْ} فيقصد أزواجهم من إناث الشياطين اللاتي يستمتعون بهنّ وغيَّروا خلق الله ويعبدونهنّ من دون الله فأنجبن منهم فصائل من يأجوجَ ومأجوجَ، وقال الله تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا ﴿١١٧﴾ لَّعَنَهُ اللَّـهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿١١٨﴾ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا ﴿١١٩﴾ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿١٢٠﴾ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ﴿١٢١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكنهم يجامعون إناث الشياطين وهم يعلمون، وغيَّروا خلق الله فأنجبوا كثيرًا من الإنس أمهاتهم إناث الشياطين وآباؤهم من شياطين الإنس، ويوم يحشرهم الله جميعًا فيقول لهم:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    أولئك يحشرهم الله مع الشياطين وهم أولى بنار جهنّم صِلِيًّا لأنهم ليسوا بضالّين عن الحقّ بغير علمٍ؛ بل يعلمون الحقّ وهم للحقّ كارهون وينقُمون مِمَّن آمن بالله، وإن يروا سبيل الحقّ لا يتخذوه سبيلًا ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون، وقال الله تعالى:
    {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ﴿٦٨﴾ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَـٰنِ عِتِيًّا ﴿٦٩﴾ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    وإني الإمام المهديّ أدعو العباد جميعًا فوق الأرض وتحت الأرض إلى ترك عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد الذي خلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار، الله الواحد القهّار وحده لا شريك له، ومن أعرض عن دعوة الحقّ فحسبه جهنّم وساءَت مصيرًا.

    أفلا ترى أخي الكريم أنك افتريت علينا أعظم إثمٍ اُقْتُرِفَ في حقّ عبدٍ في تاريخ الكتاب؟ ولو أنك كَذَّبت بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ فوصفتَه بالجّنون لكان أهون عند الله مِن أن تصفني بالمسيح الكذّاب! ولكني عفوت عنك أخي الكريم أبا صالح المدني، وإن تحقق قولك يومًا ما فوجدت ناصر محمد اليمانيّ يَدَّعي الربوبيّة مِن دون الله ويأمركُم أن تعبدوه من دون الله فقد جعل الله لأبي صالح المدني سُلطانًا مُبينًا على الإمام ناصر محمد اليمانيّ، ومن ثم يحقّ لك أن تلعَن ناصر محمد اليمانيّ لعنًا كبيرًا، ولكنك افتريت علينا بغير الحقّ لأني لم أدعُ النَّاس إلى عبادتي وأعوذُ بالله فعفونا عنك من أجل الله لأني أريدُ إنقاذك مِن بأس الله وعذابه وليس هلاكَك، فتُبْ إلى الله متابًا وربّي أكرم من عبده فستجدْه ربًّا غفورًا رحيمًا.

    وكذلك أدعو الله أن يغفِر لجميع المُسلمين المُكَذِّبين بدعوة المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربّهم الإمام ناصر محمد اليمانيّ فإنهم لا يعلمون أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربِّهم عسى الله أن يهديهم إلى الصراط المستقيم، سبحان ربّك ربّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى المُرسَلين وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ العالمين..

    أخوك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    بسم الله الرحمن الرحيم
    { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }
    اللهم إني أعوذ بك أن أرضى بشيء حتى ترضى

    وقال الله تعالى:{ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ
    وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
    صدق الله العظيم

    ____________


  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة : مروان حسين
    الكرامات- هل هي كرامات ام من سحر التخييل ؟
    انتهى الاقتباس من مروان حسين
    إقتباس من احد بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

    إذاً فالصفة الملائكيّة لقدرة التمثل جعلها للملائكة الجنّ من النار وللملائكة من النور بشكل عام، والجنّ ينقسمون إلى صنفين بسبب قدرة التحوّل في خلقهم من الله الذي خلقهم.
    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحبتي الأنصار فيقول: "يا إمامي وهل من ذرية آدم من سوف يمنحهم الله صفة التحوّل من باب التكريم إلى ملائكةٍ من النور من الذين يجعلهم الله خلفاء لخليفة ربّهم على شعوب العالمين؟". ومن ثم نترك الرد عليه من الله مباشرة: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ}
    صدق الله العظيم [الزخرف:60].

    ومن ثم ننصحكم أحبتي في الله أن تدعوا الله أن لا يجعلكم ملائكة من البشر، حتى لا تكونوا سبب عودة الناس إلى الكفر بالمغالاة فيكم من بعد موتكم فيدعونكم من دون الله، فتنازلوا عن هذا
    التكريم العظيم لكم من ربكم من أجل تحقيق النعيم الأعظم من ذلك التكريم حتى لا تكونوا سبباً آخر في عودة الناس إلى الشرك بعد إذ هداهم الله جميعاً كونهم سوف يبالغون فيكم من بعد موتكم حتى يدعونكم من دون الله.

    البيان كاملا أسفله:

    اقتباس المشاركة 21577 من موضوع بيانٌ من الإمام المهدي المنتظر عن قدرات وصفات الجنِّ والملائكة، وعن فتنة المسيح الدجّال..

    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    12 - شوال - 1432 هـ
    10 - 09 - 2011 مـ
    10:58 صباحًا

    [ لمتابعة رابط مشاركة البيان الأصليّة ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=21559
    ــــــــــــــــــــ



    بيانٌ من الإمام المهدي المنتظر عن قدرات وصفات الجنّ والملائكة، وعن فتنة المسيح الدجّال ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي النبيّ الخاتم ورحمة الله وبركاته وعليه وعلى آله الأطهار وجميع أنصار الله في خلقه إلى يوم الدين..
    ويا حبيبي في الله أبو روان، لقد أفتاكم الرحمن في محكم القرآن أنّه خلق الجانّ من نار السَّموم، وقال سبحانه في محكم القرآن:
    {وَالْجَآنَّ خَلَقْناهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ} صدق الله العظيم [الحجر:27]. والسَّموم هي نار جهنم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ﴿٤١﴾ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    والجانّ الذي خلق الله أباهم من نارٍ وأكرم لمن يشاء منهم بصفاتٍ ملائكيّةٍ بقدرة التحوّل في خلقهم بالتشبّه بخلقٍ آخر فتنةً لهم أيشكرون أم يكفرون ويستكبرون ويغترّون بخلقهم؟ كمثل إبليس وذريّته يحملون صفاتاً من صفات الملائكة؛ أي يحمل من صفات الملائكة بقدرة التحوّل من خَلْقِ الجنّ إلى التمثّل بخَلْقٍ آخر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ﴿٣١} صدق الله العظيم [القصص].

    ويقصد الله تعالى بقوله:
    {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ} أي أنّها تحوّلت من عصا إلى ثعبانٍ، ونستنبط من ذلك صفة تَميَّز بها الجنّ بقدرة التحوّل من خلقهم فيتشبّهون بخلقٍ آخر، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ}صدق الله العظيم، ونستنبط من ذلك قدرة الجنّ على التحوّل بإذن الله من خلقهم فيتمثّلون بخلقٍ آخر، وكذلك الملائكة من النور ميّزهم الله كذلك بهذه الصفة وهي قدرة التمثّل، ولذلك قال الله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:17].

    وبعد أن خلق الله آدم وأمر الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا كلهم أجمعون، تصديقاً لقول لله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ‌ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾ قَالَ فَاخْرُ‌جْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَ‌جِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ ربّ فَأَنظِرْ‌نِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِ‌ينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    وهنا سؤالٌ يطرح نفسه: فبما أنَّ إبليس استثناه الله من الملائكة أنّه لم يكن من الساجدين بدليل قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴿٦١﴾ قَالَ أَرَ‌أَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّ‌مْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْ‌تَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّ‌يَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾ قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورً‌ا ﴿٦٣﴾ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَ‌جِلِكَ وَشَارِ‌كْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُ‌ورً‌ا ﴿٦٤﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَ‌بِّكَ وَكِيلًا ﴿٦٥﴾} [الإسراء].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ‌ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل إبليس من الملائكة الذين خلقهم الله من نور أم من ملائكة الجان من نارٍ؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} صدق الله العظيم [الكهف:50].

    وكذلك الجنّ ينقسمون إلى صنفين اثنين بسبب التحوّل في خلقهم بالتشبه إلى خلق آخر بقدرة الله في التحوّل في الخلق بالتشبّه بخلقٍ آخر بدليل قول الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا} صدق الله العظيم، وليس أنّ الجنّ ثعابين، وإنّما يقصد الله أنّ موسى رآها تحولت من عصا إلى ثعبانٍ مبينٍ؛ بمعنى فلما رأى العصا تحولت من عصا إلى خلق آخر ثعبان حيّ مبين كأنّها جانّ تملك قدرة التحوّل بالتشبّه بخلقٍ آخر، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَ‌آهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرً‌ا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ومن خلال ذلك نستنبط فتوى الله من صفات الجنّ في الخلق: أنّه منحهم قدرة التحوّل إلى خلقٍ آخر بمجرّد إرادتهم في أنفسهم أن يتمثّلوا بخلقٍ آخر فيتمثّلون بقدرةٍ من الله وليس من عند أنفسهم، ولكن ذلك يحدث فقط إن يشأ الله.

    والصفات الملائكيّة لقدرة التحوّل أكرم الله بها طرائق من عالم الجنّ وكذلك عالم الملائكة من نور، فأيّ ملَك يريد أن يظهر للناس فإنّه حتماً سوف يتمثّل لهم إلى رجلٍ من البشر، والله هو الذي جعل لهم قدرة الاستواء والتمثّل إلى خلقٍ آخر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَ‌جُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]، كمثل جبريل عليه الصلاة والسلام حين أرسله إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ ذُو مِرَّ‌ةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وإنّما الاستواء هو التمثل إلى رجل سويٍّ من البشر، فكذلك حين أرسل الله الرسول جبريل ومن معه من الملائكة إلى مريم ومن ثم تمثّل لها جبريل إلى رجل لكي تراه كونه من سوف يخاطبها، وقال الله تعالى:
    {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً} صدق الله العظيم [مريم:17].

    إذاً فالصفة الملائكيّة لقدرة التمثّل جعلها للملائكة الجنّ من النار وللملائكة من النور بشكل عام، والجنّ ينقسمون إلى صنفين بسبب قدرة التحوّل في خلقهم من الله الذي خلقهم.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد أحبّتي الأنصار فيقول: "يا إمامي وهل من ذريّة آدم من سوف يمنحهم الله صفة التحوّل من باب التكريم إلى ملائكةٍ من النور من الذين يجعلهم الله خلفاء لخليفة ربّهم على شعوب العالمين؟". ومن ثم نترك الرد عليه من الله مباشرة:
    {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ﴿٦٠} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ومن ثم ننصحكم أحبّتي في الله أن تدعوا الله أن لا يجعلكم ملائكة من البشر، حتى لا تكونوا سبب عودة الناس إلى الكفر بالمغالاة فيكم من بعد موتكم فيدعونكم من دون الله، فتنازلوا عن هذا التكريم العظيم لكم من ربّكم من أجل تحقيق النعيم الأعظم من ذلك التكريم حتى لا تكونوا سبباً آخر في عودة الناس إلى الشرك بعد إذ هداهم الله جميعاً كونهم سوف يبالغون فيكم من بعد موتكم حتى يدعونكم من دون الله.

    أفلا تعلمون أنّ أبويكم آدم وحواء لَيعلما بحدث التحوّل المنتظر من بشرٍ إلى ملائكةٍ ولذلك أوهمهما إبليس أنّه قد أكل هو وزوجته من الشجرة حتى صارا ملَكين؟ وأنّه إذا أراد أن يملك هو وزوجته قدرة التحوّل من بشر إلى ملكين فيكونا خالدين لا يموتان ما دامت الحياة الدنيا فعليهما أن يأكلا من هذه الشجرة؟ وأوهمهما أنّ الجنّ الملائكة إنّما أكلوا من هذه الشجرة فصار لديهم قدرة التحوّل من جنٍّ إلى ملائكة، ولذلك قال إبليس لآدم وزوجته:
    {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:20].

    فظنّ آدم وحواء أنّه سيكون السبب في الحدث المنتظر أن يجعل الله ملائكةً من البشر في الأرض يخلفون؛ ظنّوا أنّ السرّ هو في تلك الشجرة ولذلك نهاهم الله أن يأكلوا، وظنّوا أن سرّ التحويل إلى ملائكة هو في تلك الشجرة وأنّهما لو أكلا منها لصار لديهما قدرة التحوّل إلى ملائكة فيكونا كمثل إبليس وزوجته ملكَين. ويا سبحان الله العظيم! ولكن آدم وحواء عليهما الصلاة والسلام يجهلان حقيقة اسم الله الأعظم ولذلك أكلا من الشجرة حتى يكونا ملكين ويكونا من الخالدين في تلك الجنة ما دامت الحياة الدنيا فخسِرا النعيم الأعظم والنعيم الأصغر، وقال الله تعالى:
    {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَ‌بَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِ‌يَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَ‌بُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُ‌ورٍ‌ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَ‌ةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَ‌قِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَ‌بُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَ‌ةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٢﴾ قَالَا رَ‌بَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ‌ لَنَا وَتَرْ‌حَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُسْتَقَرٌّ‌ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَ‌جُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني حبيبي في الله إبراهيم فيقول: "فما يقصد الله بقوله:
    {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُسْتَقَرٌّ‌ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَ‌جُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم، فهل يمكن أن يكون الهبوط من الأرض إلى الأرض؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ونفتيه بالحقّ ونقول: إنّما الهبوط هو من الأرض إلى الأرض كمثل هبوط بني إسرائيل من الأرض إلى الأرض كونهم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:61].

    إذاً فالهبوط إنّما يقصد الله به الخروج من الذي هو خير إلى الذي هو أدنى، كمثل خروج آدم من جنّة الله في جوف الأرض إلى أرض الشقاء والتعب في طلب الرزق على سطح الأرض وقد كان في أرضٍ لا يجوع فيها ولا يظمأ ولا يعرى، وإنّما الهبوط هو الخروج من الذي هو خير إلى الذي هو أدنى، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴿١١٥﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴿١١٦﴾ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِ‌جَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَ‌ىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَ‌ةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَ‌قِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ رَ‌بَّهُ فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾ ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَ‌بُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ﴿١٢٢﴾ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ﴿١٢٣﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وتبيّن إنّما الهبوط مَجاز؛ وهو الخروج من الذي هو خير إلى الذي هو أدنى، فأخرج الله آدم وزوجته وذريّتهم في ظهره، وإنّما فتنهم الشيطان بالجنّة التي كانوا فيها وأوهمهم إنّما نهاهم الله عن تلكما الشجرة كون فيها سرّ البقاء في المُلك والخلد في الحياة فيما هم فيه إلى يوم القيامة، فلا يفتنكم الشيطان بتلك الجنة فتحرصون عليها كما حرص على البقاء فيها آدم وحواء، وإنّما تلك الجنة هي فتنة المسيح الكذاب كون قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب وفيها زخرف كبير، فلا يكذب عليكم! وتالله إنّ ملائكة الرحمن سوف يخرجونه منها مذءوماً مدحوراً، وأنّه لن يُصْدِقكم بما وعدكم بها كونه سوف يتمّ إخراجه منها مذءوماً مدحوراً بجنود الله من الملائكة الذين أمرهم بطرد المسيح الكذاب من الجنة التي وعد الله بها قوماً يحبهم ويحبونه أن يستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، فيورثهم أرضاً ودياراً لم تطأها قدم أحدٍ من المسلمين قط، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا}
    صدق الله العظيم [الأحزاب:27].

    فأمّا المقصود بقوله تعالى
    {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ} صدق الله العظيم، فيقصد بذلك محمداً رسول الله والمسلمين الذين معه أنّه أورثهم أرض شياطين البشر من اليهود الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض، وأما قول الله تعالى: {وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا} صدق الله العظيم؛ فيقصد بذلك الوعد قوماً آخرين من المسلمين وهو الإمام المهدي ومن صدّق دعوته واتّبعه من المسلمين، فوعدهم الله أن يورثهم أرضاً ودياراً وأموالَ عالمِ الشياطين من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ بأرض لم تطؤوها، وتسمى في الكتاب جنة بابل استولى عليها الشيطان الملك هاروت وقبيله ماروت وذريّتهم يأجوج ومأجوج بجنة بابل، وقد عمّروا قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب ليعطوها ويصرفوا لمن يكفر بالله ويتّبع الشيطان (المسيح الكذاب) ويصدّق أنّه الرب فيعطيه قصراً من الفضة وأبوابه من الذهب وزخرفاً ومعارج في القصور عليها يظهرون إلى أعلى القصر وزخرفاً كبيراً.

    وتلك هي فتنة المسيح الكذاب جنة بابل بالأرض ذات المشرقين، فلا يفتنكم الشيطان بتلك الجنة كما فتن أبويكم آدم وحواء بها، كونه أوهمهم أن لو يأكلون من الشجرة فسوف يكونون من الخالدين فيها، ولذلك أكلوا من الشجرة حرصاً منهم على البقاء فيها.

    فلا يفتنكم الشيطان بها أنّه سوف يورثكم إيّاها فإنّه لمن الكاذبين، فسوف يهزمه الجيش الملائكي من النور بقيادة وزير المهدي المنتظَر المَلَك جبريل عليه الصلاة والسلام، كون الله أمر الملك جبريل أن يتنزّل هو وجميع جند الله من الملائكة في السموات السبع ليكونوا ضمن جيش المهدي المنتظر، وأمرهم أن يطيعوا خليفة الله وعبده الإمام المهدي عبد النعيم الأعظم، ولسوف يقومون بمهمّتهم بطرد المسيح الكذاب الملك هاروت وقبيله ماروت وذريّتهم يأجوج ومأجوج من أرض بابل جنة الله في الأرض التي وضعها للأنام والراحة للجنّ والإنس، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالْأَرْ‌ضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّ‌يْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَ‌بِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].

    وبما أنّ الله وضعها للثّقلين من الجنّ والإنس ولذلك يخاطبهم بالمثنى:
    {وَالْأَرْ‌ضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّ‌يْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَ‌بِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم. وتلك هي جنة الفتنة، ولذلك قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَ‌جَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِ‌يَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَ‌اكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَ‌وْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وسؤالٌ يطرح نفسه: فبماذا سوف يفتنهم الشيطان حتى يكفروا بالله الحق فيصدِّقوا أنّه الله؟ والجواب عن فتنة المسيح الكذاب أنّها مُلكٌ ماديٌّ بجنة الفتنة وليس أنّ الله يمده بالمعجزات كما تزعمون، وقد أفتاكم الله في محكم الكتاب عن فتنة المسيح الكذاب في قول الله تعالى:
    {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أمّةً واحدةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ‌ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِ‌جَ عَلَيْهَا يَظْهَرُ‌ونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُ‌رً‌ا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُ‌فًا وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةُ عِندَ رَ‌بِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ويا أيّها السائل عن زوجة إبليس فإنّها خُلقت بكن فيكون، وذريّتهم والمَردَة جميعهم ذريّة إبليس أعداء لله ولكم، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ‌ رَ‌بِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّ‌يَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وجعلهم ملَكين، ولذلك أوهم الشيطان آدم وزوجته أنّهما إذا أرادا أن يكونا ملَكين مثلهم خالدين طيلة الحياة الدنيا فعليهم أن يأكلا من هذه الشجرة فيكونا ملَكين خالدين في هذا الملك الذي مكّنهم الله فيه، ولذلك قال لهم:
    {مَا نَهَاكُمَا رَ‌بُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فظنَّ آدم وزوجته أنّ الذين يحملون الصفات الملائكيّة من الجنّ أنّ سر تقلّبهم في الخلق إلى صفات ملائكيّة في خلقهم هو أكلهم من تلك الشجرة، ولذلك سمّاها الشيطان شجرة الخلد بمعنى أنّ من أكل منها صار ملَكاً كريماً مُخلّداً؛ بل هي الشجرة الملعونة في القرآن وتم اجتثاثها وزرعها في أصل الجحيم لتكون طعام الأثيم.

    ولا يزال لدينا الكثير من بسطة العلم ونعلم من الله ما لا تعلمون، ولكنّ الأمر سوف يكون غريباً على الذين لا يوقنون، ولذلك لا نزال نرفق بهم ونبيّن الكتاب شيئاً فشيئاً لنثبِّت به أفئدة قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه، ونزيدهم إيماناً بالبيان الحقّ للكتاب وذكرى لأولي الألباب لعلهم يتّقون.

    وختام بياني هذا، فلماذا لن يستطيع المسيح الكذاب أن يعطيَكم قصور الفضة ذات الأبواب من الذهب؟ وذلك لأنّ الله سوف يخرجه منها إليكم مذءوماً مدحوراً، كون الله يعلم أنّه لو يتركه فيها فسوف يفتن بها الناس فيجعلهم أمّةً واحدةً على الكفر، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أمّةً واحدةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ‌ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِ‌جَ عَلَيْهَا يَظْهَرُ‌ونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُ‌رً‌ا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُ‌فًا وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةُ عِندَ رَ‌بِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ولكنّ الله سوف يورثها للإمام المهدي المنتظر الذي يريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الإيمان يعبدون الله لا يشركون به شيئاً، حتى إذا أَزِفَ الرحيل إليها والوصول إلى أبوابها سوف نجد بشراً من الملائكة ينتظرون لطاعة خليفة الله وعبده الإمام المهدي كما أمرهم الله بطاعته بقيادة الملك جبريل عليه وعليهم الصلاة والسلام، وكذلك الصالحين من الجنّ ومعنا الصالحون من الإنس، وإلى الله تُرجع الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

    ويا أحباب الله لربما نُعْرِضُ عن بيان بعض الآيات كون في بيانها كشفُ أسرارٍ للأعداء من شياطين الجنّ والإنس، ولكنّكم تجبروني على ذلك بسبب إلحاحكم على إمامكم. فما أعرضنا عن بيانه من القرآن حين نُسألُ عنها فاعلموا أنّ ذلك ليس عجزاَ منّي عن بيانها، ولكنّي أرى في تأخير بيانها حكمةً فلا تغضبوا، وإن أجبرتموني أنتم والسائلون فسوف نبيّنها بالحقّ إن يشأ الله، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولكن أخشى من بيانها أن يسيئكم فيعظم بيانها ويكبر في نظركم وعلى عقولكم، فيقول الذين لا يعلمون: فكيف يكون جبريل وكافّة جند الله بالسموات العُلى فكيف يكونون من جنود المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني فيطيعون أمره؟ ومن ثمّ نردّ عليهم بالحقّ ونقول: ألم يأمرهم الله بسجود الطاعة من قبل لخليفته آدم عليه الصلاة والسلام، فلماذا ترَون ذلك كبيراً في حق الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني الذي يريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الهدى والإيمان؟ وخصمي المسيح الكذاب الشيطان هدفه عكس هدف المهدي المنتظر، كون الشيطان المسيح الكذاب يريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الكفر بالله، فذلك هدف الشيطان، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أمّةً واحدةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ‌ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِ‌جَ عَلَيْهَا يَظْهَرُ‌ونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُ‌رً‌ا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُ‌فًا وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةُ عِندَ رَ‌بِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    كونه يريد أن يُغضِب الله لأنّ الله لا يرضى لعباده الكفر، وقال الله تعالى:
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    ولذلك يريد الشيطان أن يُذهب رضوان الله في نفسه بتحقيق هدفه أن يجعل عباده أمّةً واحدةً على الكفر بالله، ولكنّ الإمام المهدي سَعيُهُ بعكس سعيّ الشيطان، ويريد أن يحقّق هداية الأمة جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراط مستقيم يعبدون الله وحده لا شريك له فيرضى، ولن يتحقّق رضوان الله في نفسه إلا أن يشكره عباده فيؤمنون به ويعبدوه وحده لا شريك له، تصديقاً لقول الله تعالى :
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    فكم تجهلون قدر المهدي المنتظر الذي لا تحيطون بسرّه وتعرضون عن أمره! وهل دعاكم إلى الكفر بالله؟ بل يدعوكم الليل والنهار إلى الشكر لله فتعبدون الله وحده لا شريك له حتى يرضى، ولذلك خلقكم لتتّبعوا رضوانه إن كنتم إيّاه تعبدون ولذلك خلقكم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ونهديكم بالبيان الحق للقرآن المجيد إلى اتَّباع رضوان الله إن كنتم إيّاه تعبدون، فاتَّبعوني أهدِكم بالقرآن المجيد إلى رضوان العزيز الحميد، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَدْ جَاءَكُمْ رَ‌سُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرً‌ا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ‌ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ‌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِ‌ضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِ‌جُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخو المؤمنين الذليل عليهم، العزيز على الكافرين الذين يريدون أن يطفِئوا نور الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  9. افتراضي سؤال عن الانسان

    السلام عليكم هل كلمة الانسان في القرآن الكريم من المتشابهات ؟

  10. افتراضي

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
    وتجد الاجابة عن سؤالك في البيان التالي ان شاء الله

    كود الاقتباس:

    اقتباس المشاركة 51443 من موضوع ردُّ الإمام الى أسد بني هاشم المحترم: الله أقسم لنبيّه بحرفٍ من حروف اسم الإنسان الذي سوف يعلّمه البيان الحقّ للقرآن ..


    - 2 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 06 - 1431 هـ
    23 - 05 - 2010 مـ
    07:35 مساءً
    ــــــــــــــــــ




    وتبيَّن لكم أنّ الوحي من الله بثلاث طرق..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا أسد بني هاشم الذي يُجادلني بالقرآن، إليك سؤال المهديّ المنتظَر، وبما أنّك تريدُ أن تجعل ذكر الإنسان في القرآن هو بشكل عام فهل يمكن أن يكون الله يقصد رسولَه في قول الله تعالى:
    {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} صدق الله العظيم [النحل:4].

    ونعلم جوابك أنّه يقصد فقط الكُفار بالحقّ. ونستنتج من ذلك: إنّ ذكر الإنسان يقصد به التخصيص وليس العموم، لأننا لو نطبقه على العموم لشمل هذا القول جميع الأنبياء والمُرسلين في قول الله تعالى:
    {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} صدق الله العظيم، إذاً يقصد الكافر فقط المنكر للحقّ من ربه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} صدق الله العظيم [يس:78].

    وكذلك قول الله تعالى:
    {خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]، فهو لا يقصد أنّه علم النّاس أجمعين البيان؛ بل يقصد إنساناً واحداً علّمه البيان الشامل للقرآن العظيم فيُعلمكم بالقلم ما لم تكونوا تعلمون، وذلك لأنه يخاطبكم بالقلم الصامت بالبيان الحقّ للقرآن في عصر الحوار من قبل الظهور إلى أجل مسمى. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْرَ‌أْ بِاسْمِ رَ‌بِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَ‌أْ وَرَ‌بُّكَ الْأَكْرَ‌مُ ﴿٣﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [العلق].

    فإذا أردت أن تطبق هذه الآية على الرسول عليه الصلاة والسلام؛ ولكنه أمّي ولم يعلّمه الله بالقلم؛ بل علّمه جبريل عليه الصلاة والسلام! إذاً فمن هو الإنسان المقصود بالضبط؟ وتجد رمز الجواب في قول الله تعالى:
    {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُ‌ونَ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    وهنا تجد أنّ الله أقسم لنبيِّه بحرفٍ من حروف اسم الإنسان الذي سوف يعلّمه البيان الحقّ للقرآن حتى يتبيّن للناس أجمعين أنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليس بمجنونٍ؛ بل جاء بالحقّ من ربّ العالمين، فيتمّ الله بالإنسان الذي علمه البيان الشامل للقرآن نوره ولو كره المُجرمون ظهوره.

    ويا رجل أفلا تعلم أن لكُلّ دعوى بُرهان والكذب حباله قصيرة؟ فإذا لم يكن ناصر محمد اليماني هو الإنسان المقصود الذي علمه الله البيان فلن يستطيع أن يهيمن عليكم بالبيان الحقّ للقرآن، أفلا تتقون؟ فلا تصدّ عن البيان الحقّ للقرآن الذي نُفصّله للناس تفصيلاً، ونُعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، فإذا لم يكن ناصر محمد اليماني هو الإمام المهديّ الإنسان الذي علمه الله البيان الحقّ للقرآن فلن تجده يهيمن بالبيان الحقّ للقرآن على من يحاجه بالقرآن، وإذا كان ناصر محمد اليماني هو الإنسان الذي علّمه الله البيان الحقّ للقرآن فلن تجد أحداً يجادلني من القرآن إلا هيمنتُ عليه بالبيان من ذات القرآن بخيرٍ من بيانه وأحسن تأويلاً، فلكلّ دعوى بُرهانٌ وسوف أضرب لك على ذلك مثلاً في بيان قول الله تعالى.
    اقتباس المشاركة :
    وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في التوبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏ {‏فتلقى آدم من ربه كلمات‏} قال‏:‏ أي رب ألم تخلقني بيدك‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ أي رب ألم تنفخ في من روحك‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال أي رب ألم تسبق إلي رحمتك قبل غضبك‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ أي رب أرأيت إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏
    انتهى الاقتباس
    انتهى تفسير القُرآن لأحد المفسرين.

    ولكنّي لا أعلم أنّ آدم تمَّ إرجاعه إلى الجنّة التي كان فيها؛ بل تاب الله عليه من النار، وإنّما يفسرون القرآن بروايةٍ مُفتراةٍ عن ابن عباس، وأُبْرِّئُ ابن عباس من رواية ذلك التفسير؛ بل هو مفترًى باسمه، وذلك لأنّ شياطين البشر يحاولون تحريف القرآن عن طريق رواياتٍ تخصُّ التّفسير حسب زعمهم، ولكني سوف آتيك بتأويل قول الله تعالى:
    {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

    وسوف تجد الكلمات المقصودة بالضبط هي في قول الله تعالى:
    {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    وأما كيف تلقّى هذه الكلمات؟ وسوف نفتيك بالحقّ أنه تلقاها بوحي التّفهيم إلى القلب ليقولا ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    فأما البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا} أي ما كان للإنسان أن يكلمه الرحمن جهرةً إلا وحياً، ويقصد وحي التّفهيم إلى القلب بالإلهام. مثال قول الله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:79]، وأما قول الله تعالى: {أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ} ويقصد بوحي التكليم من وراء حجاب، مثال قول الله تعالى: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:164].

    وأما البيان لقول الله تعالى:
    {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء} ويقصد جبريل المُرسل من ربّ العالمين إلى من يصطفي ويختار. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)} صدق الله العظيم [التكوير].

    وتبيّن لكم أن الوحي من الله بثلاث طرق وهي :

    1- وحي التفهيم مباشرة من الربّ إلى القلب.
    2- وحي التكليم من وراء حجاب.
    3- إرسال جبريل عليه الصلاة والسلام.

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء} صدق الله العظيم. ويا أسد بني هاشم، لقد كان ظني فيك خيراً بادئ الأمر ولكن! وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    أخو المؤمنين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    بيانات الإمام المهدي عن سر الأحرف المقطعة في أوائل سور القرآن الكريم:
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?1262

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •