-1-
الإمام ناصر محمد اليماني
28 - 01 - 1429 هـ
05 - 02 - 2008 مـ
11:54 مساءً
ــــــــــــــــــ
ردود الإمام على نسيم وعلم الجهاد في عقيدة رؤية الله تعالى جهرةً
حسبي الله ونعم الوكيل..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، ثم أما بعد..
يا معشر عُلماء الأمّة ويا جميع الباحثين عن الحقيقة، وكان حقًا علينا الردُّ عليكم بالحقّ واحترامكم، وقد جعلني الله ذليلاً على المُسلمين عزيزاً على الكافرين وأقول الحقّ ولا أخاف في الله لومة لائم.
ويا علم الجهاد، إنّي أراك تقول إنّ (طالب العلم) على الحقّ في رؤية الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً. ويا علم الجهاد، اتّقِ الله ولا تقُل على الله غير الحقّ بعلمٍ وسلطانٍ منير، وإني أراك تتّبع الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً وتكتب كتابات طويلةٍ عريضةٍ كلها ( كلامٌ في كلامٍ = صفر)، فلا يستفيد منها الباحث عن الحقيقة شيئاً، وأهلاً وسهلاً بك على كُلِّ حال، والله هو العالم بمرادك ونيّتك، وأرجو من الله أن يريك الحقّ حقّاً ويرزقك اتّباعه والباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه، ولكنّ هُناك شرط لإجابة هذا الدعاء وجعل الله ذلك الشرط من الآيات المُحكمات وهو أن لا تريد غير الحقّ وتتألّم وتخشى أن تتّبع الباطل وأنت لا تعلم، ومن ثم تبحث عن الحقّ، فإذا نظر الله إلى قلبك ورأى أنّك باحثٌ عن الحقّ ولا تريد غير الحقّ ومن ثم يأتي تصديق الدُّعاء من الحقّ سُبحانه لأنّه الحقّ وما دونه الباطل، وذلك تصديقاً لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].
وياعلم الجهاد، ويا باحثاً عن الحقيقة ألا أدلّكم كيف تستطيعون أن تغلبوني إن كنتم على الحقّ وأنا على الباطل؟ وهو أن تأخذوا دليلي وسلطاني البيّن من القرآن العظيم ومن ثم تأتون له بتأويلٍ خير من تأويلي وأحسن تفسيراً، ولكن للأسف ولا كأن ناصر اليماني يُجادلُكم من القرآن شيئاً؛ بل أراكم تُعرضون عن الآيات المحكمات التي أجادلكم بها ومن ثم تعرضون عنها وكأنّها ليست من القرآن أو كأنّي أتيتُ بها من تلقاء نفسي، ما لكم كيف تحكمون ولقد جادلتكم بآيات الله المحكمات في نفي الرؤية لله جهرةً سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟ وقال الله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّـهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} صدق الله العظيم [النساء:153].
وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} صدق الله العظيم [الشورى:51].
فهل تعلمون المعنى لقول الله: {ما كان لبشر} إن ذلك نفيٌّ أزليٌّ أبديٌّ خالدٌ سرمديٌّ كمثل قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:64].
إذاً تلك صفات الربّ سبّحانه لا تتغير ولا تتبدل ولا تتحول ولا تنتهي؛ صفات الله المُطلقة الخالدة له سبحانه في الدُنيا وفي الآخرة، ولكن لربما الذين لا يعلمون يظنون بأن الملائكة يرون ربهم جهرةً وإنّما البشر لا يرون ربهم جهرةً، ولكن إذا رجعوا للقرآن العظيم فسوف يجدون بأنّ الله لا يكلم جميع خلقه إلا من وراء حجاب، وكذلك يجدون بأنّ أبصار جميع الخلائق لا تدرك الله جهرةً وهو يدركهم ويراهم أجمعين، فجميعكم أينما كنتم يسمعكم ويراكم وهو مستوٍ على عرشه، سبحانه وتعالى علواً كبيراً!
فتدبروا ما يلي من الآيات جيداً فستجدون بأنّ الله جعل عدم رؤيته سبحانه من صفاته العظمى؛ بل جعل ذلك من ضمن صفاته بأنه لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً وأنّه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار سبحانه. وقال الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} صدق الله العظيم [الأنعام].
ويا سُبحان الله! فكم هذه الآيات واضحةٌ وجليّةٌ للعالم والجاهل إلا من عُمِّيت عليه، أنلزمكموها وأنتم لها كارهون؟ أفلا ترون بأنّها من صفات الربّ الأزلية؟ {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي الخالق، {أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ} وهو الخالق لكُلِّ شيءٍ وهو بكل شيء عليم؟ ومن ثم يقول: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.
وتلك الصفات المستنبطة من الآيات والتي جاء ذكرهن تترى واحدةً تلو الأخرى فلماذا جعلتم إحداهن منتهيةً بنهاية الدنيا ومن ثم تتغير فتدركه الأبصار في الآخرة؟ وأعلم أنّ الممترين سوف يتّبعون المتشابه من القرآن مع أحاديث الفتنة، وصدق الله العظيم في قوله تعالى: {هوَ الَّذي أَنزلَ عليكَ الكتابَ منهُ آياتٌ محكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فأمَّا الَّذين في قُلُوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منهُ ابتِغَاءَ الفِتنَةِ وابتِغَاءَ تأويلِهِ وما يَعلَمُ تأويلَهُ إلاَّ الله والرَّاسِخونَ في العِلمِ يَقولونَ آمَنَّا به كُلٌّ من عند ربِّنا وما يَذَّكَّرُ إلاَّ أُولُوا الأَلبَابِ (7)} صدق الله العظيم [آل عمران].
فها أنا ذا أجادلكم بالمحكم الواضح والبيّن ثم لا يتّبعه الذين في قلوبهم زيغٌ عن الآيات المحكمات، فلا يتّبعهنّ لأنّه يريد برهان حديث الفتنة وليس له غير الآيات المتشابهة مع أحاديث الفتنة في ظاهرهنّ والتي لا يعلم بتأويلهنّ إلا الله؛ ويُلْهم تأويلهن للراسخين في العلم وأنا منهم، إذاً لن تستطيعوا أن تغلبوا الحقّ إذا كنتُ حقّاً منهم، فلا تُجادلوني بآيةٍ متشابهةٍ إلا أتيتُكم بتفسيرٍ خيراً من تفسيركم وأحسن تأويلاً، وذلك وعدٌ على إِمامِكم بإذن الله وعدٌ غير مكذوب.
اللهم عبدك يدعوك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك إن لم يكن ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر بأن تؤيّد عُلماء الأمّة وجميع الباحثين عن الحقيقة بعلمٍ وسلطانٍ فيُلجمونني بالحقِّ إلجاماً حتى لا أُضِلَّ الأمّة إن كنت على ضلالٍ كما يراني الذين لا يعلمون، وإن كان ناصر اليماني هو حقّاً المهديّ المنتظَر فزِده علماً إلى علمه وهُدًى إلى هُداه واجعل حجّته هي الدّاحضة للباطل والدامغة للبُدع والافتراء إنّك أنت السميع العليم.
اللهم إنك تشهد أنّي لم أقل أنّني المهديّ المنتظَر من ذات نفسي، وإن كنت تعلم أنّني ادّعيت أنّي المهديّ المنتظَر من ذات نفسي فإنّ عليَّ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أو على الذي يجادلُني وهو ثانيَ عِطْفِهِ ليصدّ عن سبيل الله كما أخبرتنا عنهم، في قولك الحقّ تباركت وتعاليت: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9)} صدق الله العظيم [الحج].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من آل البيت المُطهر الإمام الثاني عشر وليس من الشيعة الاثني عشر؛ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ
- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 07 - 1429 هـ
14 - 07 - 2008 مـ
12:37 مساءً
ـــــــــــــــــــ
إلى علم الشيطان الرجيم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي وحبيبي وقدوتي؛ أحبُّ الناس إلى قلبي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ولا أفرّق بين أحدٍ من رُسله، وأنا من المُسلمين، وبعد..
و يا علم الجهاد ضدّ الحقّ، إنّي أعلم ما ترُيد وما تنوي عليه وما هي غايتك ومُنتهى أملك، ولسوف أوجّه إليك سؤالاً أريدُ الإجابة عليه عاجلاً غير أجلٍ وهو: هل يُكلّم الله الناس جهرة في الدُنيا أو في الآخرة؟
أما بالنسبة لجدلك في الحساب من الكتاب، فأنا أعلم بالذي أنطقُ به. وقال الله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [السجدة].
وذلك ألف سنة من سنين الأرض المفروشة التي فيها المسيح الدجال، ويومه كسنة، وبما أنّ شهره ثلاثون سنة وسنته 360 سنة؛ إذاً:
360 ×1000 = 360000 ثلاثمائة وستون ألف سنة.
وذلك العُمر الكلي للبشرية منذ خروج آدم عليه الصلاة والسلام.
فأصبح الحساب موافقاً ليوم الله في الكتاب كــ {أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ}، ولكنّه ليس إلا سنةٌ واحدةٌ من سنين الله في الكتاب التي يومها كألف سنةٍ وشهرها ثلاثون ألف سنة والسنة 360000 ألف سنة ثلاثمائة وستون ألف سنة مما نعدّه نحن.
وذلك لأنّ السّنَة القدريّة كشهر من شهور الله في الكتاب، وهي تعدل ثلاثين ألف سنة، ذلك لأنّ اليوم القدري الواحد كألف شهرٍ من شهورنا، وكشهر واحد شمسي لحركة الشمس، وبما أن الشهر القدري الواحد كألف شهر من شهورنا إذاً الشهر القدري يعدل ثلاثين ألف شهر من شهورنا، وبما أنّ الثلاثين ألف شهرٍ بعد التحويل إلى سنين سوف تصبح (2500) ألفين وخمسمائة سنة وذلك ليس إلا شهراً قدريّاً واحداً، إذاً اثني عشر شهراً قدريّاً سنة قدريّة واحدة. وسوف تعدل بحساب أيامنا ثلاثين ألف سنة وذلك شهرٌ واحدٌ في حساب الله في الكتاب على حساب أيامه تعالى للحساب الشامل والذي يشمل الشهر القدري القمري والشهر القدري الشمسي والشهر القدري الأرضي. وسوف يتبيّن لك ذلك الحساب يوم طلوع الشمس من مغربها في عصري وعصرك وجيلي وجيلك ولعنة الله على الكاذبين.
ويا علم الجهاد، إنّي أقسم بربّ العالمين إنّك لتعبُد الشيطان الرجيم وهو الذي تُقابله جهرةً في العلم أو في الحُلم، و يا علم الجهاد إنّك لتُصدّق كُلّ من ادّعى الباطل وتتّخذه خليلاً لأنّك تعلم أنّه مُفْتَرٍ كذّابٌ وذلك لأنّك من شياطين البشر الذين قال الله عنهم: {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
ولأنّك تعلم بأنّ أحمد الحسن اليماني مُفترٍ كذّابٌ فاتخذتَه خليلاً، ولم يبعثه المهديّ المنتظَر من السرداب، وتعلم أنّه لا حقيقة لمحمد الحسن العسكري ذاك السراب الذي يجري وراءه بعض الشيعة الاثني عشر فيزعمون أنّه المهديّ المنتظَر، فينتظرون خروجه من السرداب الليل والنهار وطال الانتظار ولم يخرج من الغار، وسبق وأن أفتينا الشيعةَ الاثني عشر بأنّه ظهر القمر فليخرجوا من السرداب المُظلم، فكيف يشاهد البدر من كان في سردابٍ مُظلمٍ؟
وتتظاهر بأنّك تريد الحقّ ولا غير الحقّ وأنت من شياطين البشر؛ من الذين قال الله عنهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. والدليل على إنّك عدوٌ لله هو كتابك المزعوم الذي ما أنزل الله به من سُلطان.
ويا علم الجهاد، إنّك لتتّخذ من افترى على الله خليلاً كمثل أحمد الحسن اليماني، فأنت اتّخذته خليلاً لأنّك تعلم أنّ أحمد الحسن اليماني مُفترٍ كذابٌ، وقد منعك ابن عُمر المُشْرِف العام على مواقع المهديّ المنتظَر من الدخول لطاولة الحوار لأنك تضع لك خزعبلات وهزهزة كلام لا يفهم منه العُلماء شيئاً، فما بالك بمن دونهم؟
ويا علم الجهاد لقد أصدرتُ أمراً لمدير مواقعنا بالسماح لك بالحوار مرةً أخرى ولكن بشرط أن نحتكم إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ إن كنت من الصادقين، وإن أصرَرْت على كتابك الذي سلمك إيّاه الشيطان الرجيم فأقول: اذهب أنت وكتابك وربّك الذي تعبده من دون الله إلى الجحيم.
ولربما يستغرب الباحثون عن الحقّ قسوةَ ناصر محمد اليماني على علم الجهاد هذا! وأردُّ عليهم بالحقّ وأقول: إنّي أقسم بربِّ العالمين إنّه لا يُريد الحقّ، وإن يتبيّن له الحقّ فإنّه لا يتخذه سبيلاً لأنّه يعلم أنّه الحقّ. وإن يرى سبيل الباطل يتخذه سبيلاً لأنه يعلم أنه سبيل الباطل، ويتخذ من افترى على الله خليلاً. وإن كان يأتي ببعض الآيات من القرآن والتي لا دخل لها بموضوع الحوار وإنّما يأتي بها لكي يوهم الآخرين بأنّه يتكلم من القرآن وهو عدوٌ للقرآن ومن أنزل الله عليه القرآن ومن علّمه الله البيان. وأنا أعلم علم اليقين بأنّي ما ظلمته وهو كذلك يعلم بأنّي لم أظلمه شيئاً وإن لم يعترف بذلك.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ
-3-
الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 07 - 1429 هـ
14 - 07 - 2008 مـ
08:21 مساءً
ـــــــــــــــــــ
عاجل إلى علم الجهاد..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
ويا علم الجهاد، إنّك تقول بأنّ الله يُكلمك في الرؤيا، فهل رأيته جهرةً يُكلمك في الرؤيا؟ أجبني بالحقّ عاجلاً غير آجل.
ويا معشر الأنصار، إذا حضر الطهور بطل العفور والمهديّ المُنتظر كفيل بالحوار مع جميع عُلماء الأمّة على مُختلف مجالاتهم العلميّة، ولو لم أكن كفؤاً لذلك لما دعوتُهم إلى طاولة الحوار، وأنا أكفيكم بالحقّ في الحوار مع جميع عُلماء الأمّة، وأُخرس ألسنتهم بمنطق العلم والسُلطان من القرآن العظيم حتى أقيم عليهم الحجّة بإذن الله، وإذا كنت غائباً عن الموقع فاطلبوا منهم الانتظار حتى حضور المهديّ المُنتظَر وسوف يردّ عليكم بالحقّ.
ويا معشر الأنصار، لا تكونوا ساذجين، فإن رأيتم صاحبكم قد غُلب في طاولة الحوار فلا ينبغي لكم اتّباعي فأنا لست المهديّ المُنتظَر ما لم أغلب جميع عُلماء المُسلمين وجميع عُلماء الديانات السماويّة بالحقّ وبالعلم وبسلطانٍ من القرآن العظيم، إلا من كفر بالقرآن العظيم فسوف يحكم الله بيني وبينه بالحقّ، وهو أسرع الحاسبين، فذروا المهديّ المُنتظر للحوار مع ضيوف طاولة الحوار العالمية بموقع المهديّ المنتظر:
( موقع الإمام ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلامية )
ومهمتكم ليست إلا التبليغ بالبيان الحقّ للقرآن إلى جميع عُلماء الأمّة بكُلّ حيلةٍ ووسيلةٍ بكُل ما آتاكم الله من قدرة عن طريق البريد الالكتروني وعن طريق الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة، فتلك هي مهمّتكم يا أحباب قلب المهديّ المنتظر الأنصار السابقين الأخيار، وذروني للحوار مع الوافدين لطاولة الحوار حتى تزدادوا إيماناً وعلماً ما لم تكونوا تعلمون.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
حبيب الأنصار السابقين الأخيار من البشر المهديّ المنتظر الناصر لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ
- 4 -
الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 07 - 1429 هـ
14 - 07 - 2008 مـ
11:00 مساءً
ــــــــــــــــــ
{ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } يا علم الجهاد، لا تُخاطب حسين فتستغل طاعته لأمري ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد.. وياعلمالجهاد إنّ حسين لمن الأنصار السابقين الأخيار من شباب الأمّة وهو قادر لوحده أن يُلجمك بالحقّ إلجاماً ويوقفك عند حدك بعلم وسُلطان، ولكنّي كلّفتُه بمهمة النّشر هو وابن عمر وجميع الأنصار، أمّا الحوار فهو مهمة المهديّ المنتظر الداعي إلى طاولة الحوار، وكذلك لا أريد السُفهاء أن يشغلوهم عن البلاغ للأمّة، أولئك هم من وزرائي للتبليغ يا علمالجهاد، فلا ينبغي لك أن تشمت بحسين بقولك "ألم أقل لك أنّي لا أريد التكلم معك". بل هو كذلك أيضاً لا يُريدك ولا يُريد رؤيتك بل حتى لا يُريد رؤية كتابة يدك.
واعلم بأنّ غيرتي على أنصاري هي أعظم من غيرتي على نفسي، وذلك لأنّ غيرتَهم علي إمامهم الحقّ من ربِّهم أشدّ غيرة من تلك التي على آبائهم وأمهاتهم، فلا تذكرهم ولا تخاطبهم بعد اليوم، وبيني وبينك الحوار حصريّاً، فأجبني كيف يُكلِّمك اللهفي منامك حتى أُجيبك بالحقّ يا علم الجهاد، وأنا منتظر ردّك الآن وسوف أردُّ عليك من بعد ردّك هذا فوراً، وشكراً.
المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ
وە ئەی علم الجھاد، ئایا نابینی بەڕاستی اللە بەھەمان شێوە ھۆکاری قسە نەکردنەکەی بە دەنگ و ڕەنگەوە ڕوونکردۆتەوەو فەرموویەتی: {إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم.
بەو مانایەی بەرزو بڵندە لە مەزنی و گەورەییەکەی و لە زاتیدا جا ھیچ شتێک یەکسان نیە بە گەورەیی و مەزنیەکەی ئەو تا بەرگەی بینینەکەی بگرێت پاک و بێگەردی و پایەبەرزی و گەورەیی بۆی.
بەڵکو ھەتا تەنانەت مەنتقەکەشی بەتاڵە کە ڕاستەوخۆ خاوەن ژیری و ھۆشمەندەکان دەیزانن جا چۆن دەڵێن: [فيأتيهم الله في هيئة، فيقول: أنا ربكم. فيقولون:أنت ربنا، فيتبعونه...]؟
ھەروەکو بڵێی وێڵ و سەرگەردان بن و ونیان کردبێت تا بەدوای پەروەردگارەکەیاندا بگەڕێن! ئایا تێناگەن؟ وە ئایا خۆر یان مانگ دوو دوژمنن بۆ پەروەردگاری ھەموو جیھان تا بڵێن: [فيتبع من كان يعبد الشمسَ الشمسَ، ويتبع من كان يعبد القمرَ القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت]؟
- 5 -
الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 07 - 1429 هـ
14 - 07 - 2008 مـ
11:56 مساءً
ــــــــــــــــــــ
ذروا الحوار بين المهديّ المنتظَر وعلم الجهاد يا معشر الأنصار.. الإمام المهديّ المنتظَر ينفي رؤية الله جهرةً بالنفي المُطلق لا في الحُلم ولا في المنام ولا في العلم في الدُنيا ولا في الآخرة..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين وعلى التّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
ويا علم الجهاد، ليس سؤالي لك لكي تُعلّمني الفتوى في رؤية الله سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، وإنما كنت أريد الإجابة منك فتقول بأنك رأيت الله في المنام ثم ألجمك بالحقّ إلجاماً، وأنفي رؤية الله جهرةً بالنفي المُطلق لا في الحُلم ولا في المنام ولا في العلم في الدُنيا ولا في الآخرة، نظراً لأنه لا يتحمل رؤية عظمة ذات الله حتى الجبل العظيم، سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً يُدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار!
ويا علم الجهاد، إذا لم تتحمل الأوتاد رؤية ربّ العباد جهرةً فهل الأوتاد أعظم أم العباد؟ وقال موسى عليه الصلاة والسلام كما جاء الخبر في مُحكم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].
ويا علم الجهاد، إنّما يُريد الله أن يُبيِّن لموسى والأمّة لماذا لن يرى ذاتَ الله، وأراد الله أن يُبيّن له بالبرهان بالبيان الحقّ بالتطبيق للتصديق على الواقع الحقيقي ليعلم لماذا أجاب الله عليه بقوله تعالى {لَن تَرَانِي}، وذلك لأنّه لا يتحمل عظمة رؤية ذات الله أحدٌ من خلقه حتى الجبل العظيم الذي هو أكبر وأعظم وأقوى من خلق الإنسان؛ إلا إذا تحمّل الجبل رؤية عظمة ذات الله فإنه موسى سوف يرى ربه، وجعل الله رؤية موسى لربه متوقفة على تحمل رؤية الجبل لعظمة ذات الله. ولذلك قال الله تعالى: {قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.
فانظر يا علم الجهاد ما حدث لموسى وهو لم يرَ ربّه ولكنه صُعِق مما حدث للجبل، ومن ثم أدرك موسى بأنَّ رؤية الله جهرةً لا تنبغي لأحدٍ من عباد الله أجمعين، ولا ينبغي أن يُنافس عظمة ذات الله أحدٌ من خلقه، وأدرك ذلك موسى من بعد البيان الفعلي لسبب نفي الرؤية من الله بقوله لموسى: {لَن تَرَانِي}، ولكن الله بيّن لموسى لماذا لن يرى الله جهرةً بالبيان الحقّ على الواقع الحقيقي، ومن ثم أدرك موسى سبب نفي الرؤية لله جهرة بأنها العظمة لذات الله لا يتحمل رؤية ذات الله جهرةً حتى الجبل العظيم، وعلِم موسى سبب نفي الرؤية لله جهرةً بأنّه لا ينبغي لأحدٍ من عباد الله أجمعين، ولذلك قال موسى بعد أن أفاق ورأى الجبل قد صار دكاً فأدرك مدى عظمة ذات الله وأنّه لا ينبغي حتى التفكر في كيفية ذات الله، وأدرك موسى خطأه، ولذلك قال: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِين}.
ويا علم الجهاد، ليس حجب الرؤية قصراً على الإنسان فحسب بل على جميع عباد الله في السموات والأرض. وقال الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
ويا علم الجهاد، سوف ننتقل الآن إلى طُرق الوحي إلى العباد، وسوف نجد الله كذلك ينفي رؤيته جهرة سُبحانه. وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].
ولكن هل حجاب الرؤية مُقتصرٌ في الدُنيا؟ وأقول كلا وكذلك في الآخرة تستمر هذه الصفة لعظمة ذات الله، وحين يتكلم الله عن شيء فيقول: {وَمَا كَانَ} وهُنا الشيء الذي تكلم الله عنه لا تبديل لكلمات الله فيه أبداً، وما خالفه فهو باطلٌ. فأنظر إلى قول الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩﴾ وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
فهل ينبغي من بعد النّفي أن يأتي عبدٌ من عباد الله يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوّة أن يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله؟ إذاً يا علم الجهاد لا تبديل لكلمات الله في أم الكتاب. وكذلك انظر لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:64]، أي لا ينبغي له أن ينسى فلا تبديل.
وكذلك انظر لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} صدق الله العظيم [المؤمنون:91]، أي لا ينبغي أن يكون معه إله.
وكذلك انظر لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:143]، أي لا ينبغي أن يضيع إيمان عباده سُبحانه.
ولم أخرج عن الموضوع شيئاً بل أتيتُك بآياتٍ تتكلم عن ذات الله بكلمة النّفي المُطلق {وَمَا كَانَ}، فهل ترى بأنه مُمكن أن يكون الله نسياً في الدُّنيا أو في الآخرة -سُبحانه- فيبدل صفته في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} صدق الله العظيم؟ وكذلك هل يمكن أن يكون مع الله إله في الدُّنيا أو في الآخرة فيبدِّل كلمة التوحيد الُحكم في قوله تعالى {وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} صدق الله العظيم؟ وكذلك يا علم الجهاد صفة العظمة لذاته سُبحانه لا تبديل لهذه الصفة لا في الدُنيا ولا في الآخرة تصديقاً للنفي المُطلق {وَمَا كَانَ} تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].
ويا علم الجهاد، أفلا ترى بأنّ الله بيَّن كذلك السّبب لعدم التكليم جهرة وقال: {إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم، أي عَلِيٌّ في عظمته وذاته فلا يُساويه في العظمة شيء حتى يتحمّل رؤيته سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً.
وننتقل الآن لننظر الوضع في الآخرة في علم الغيب في القرآن العظيم لننظر هل بينه وبين خلقه حجاب يوم يُكلم الله الناس تكليماً ؟ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴿٢٦﴾ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
ويا علم الجهاد، فما هو الغَمام الذي قال الله عنه: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلاً}؟ وسوف تجد الجواب عن شأن هذا الغمام في الكتاب في نفس الموضوع في موضع آخر يُفتيك الله عن الغمام فيقول لك إنّه الحجاب بين الخالق والخلائق. وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ولكنّه نور وجهه تعالى يشرق من وراء الحجاب يُضيء أرض المحشر. وقال الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴿٦٨﴾ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بالحقّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
وهذا هو الحُكم الحقّ في الفتوى بنفي رؤية الله جهرةً في الدُنيا أو في الآخرة، وسوف نأتي الآن لتطبيق القاعدة والناموس لكشف الأحاديث المدسوسة في السُّنة النّبويّة، فما هي القاعدة القرآنيّة لكشف الأحاديث المدسوسة؟ إنه في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وبناء على القاعدة القرآنية لكشف الأحاديث المدسوسة في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم، فتعالوا يا علم الجهاد ويا معشر جميع عُلماء الأمّة من أجل التطبيق للتصديق في السُّنة المحمديّة فما وجدناه منها تطابق مع هذه الآيات المُحكمات البيّنات من أمّ الكتاب فأقسم بالله العلي العظيم قَسماً يُصدقه العلم والسُلطان من القرآن بأنّ ما تطابق من السُّنّة مع هذه الفتوى بالحقّ في عدم رؤية الله فإنّ ذلك الحديث نطق به من لا يُنطق عن الهوى جدّي وحبيبي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما خالف من الأحاديث هذه الفتوى فكذلك أقسم بالحقّ أنّه من عند غير الله مدسوس في السُّنة المحمديّة، فتعالوا سويّاً للتطبيق للتصديق في السُّنة المحمديّة، وقد أغنى الله المهديّ المنتظَر الحقّ عن البحث عن الرواة والثُّقات بل أسند الحديث الحقّ مباشرةً إلى القرآن العظيم، فأعلمُ هل هذا الحديث السُّنّي هو الحقّ من عند ربّ العالمين نطق به الذي لا ينطق عن الهوى؟ أم أنّه حديثٌ من عند غير الله؟
فحتماً بلا شكّ أو ريب كما أخبرنا الله سوف نجد بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً، ولا أقول بأنّ الاختلاف سوف يكون في آيات القرآن المُتشابهات التي لا يعلم تأويلهنّ إلا الله؛ بل الاختلاف بين الحديث المفترى وبين القرآن العظيم سوف يكون في آياته المحكمات البيّنات أمّ الكتاب، فتعالوا للتطبيق للتصديق للناموس لكشف الأحاديث المدسوسة في السُّنة النّبويّة، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة]. صدق عليه الصلاة والسلام، وصدق بما أنزل الله عليه في القرآن العظيم في شأن الفتوى في رؤية الله سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، ولكنّه يشرق نور وجهه تعالى من وراء حجاب التكليم كما شاهد ذلك محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في ليلة الإسراء والمعراج إلى ربه. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [رأيتُ نوراً] صدق عليه الصلاة والسلام؛ بمعنى أنّه رأى نور وجهه تعالى من وراء حجاب التكليم، وذلك الحجاب الدائم إذا تنزّل الله سُبحانه فيتنزّل الحجاب معه سُبحانه، وقال محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في شأن نفي رؤية الله جهرة قال: [يهبط وبينه وبين خلقه حجاب] صدق عليه الصلاة والسلام وعلى آله أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴿٢٦﴾} [الفرقان].
وكذلك تجدون البيان عن حقيقة الغمام أنّه حجاب الربّ سبحانه وتعالى علوِّاً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ومن بعد تطبيق القاعدة والناموس لإثبات ما تيسر من الأحاديث الحقّ في شأن رؤية الله فوجدناها تطابقت مع ما جاء في محكم القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً، وأمّا الآن فسوف نقوم بتطبيق الناموس لكشف الأحاديث المدسوسة وحتماً سوف نجدها سوف تختلف مع المحكم في القرآن، فنجدها جاءت مُخالفةً لكتاب الله وسنة رسوله بلا شكّ أو ريب، ويقولون أنّه قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
وهذا من الأحاديث التي لم يقُلها عليه الصلاة والسلام.
بل حتى منطق الباطل يعلمه أولو الألباب مباشرةً فكيف يقولون: [فيأتيهم الله في هيئة، فيقول: أنا ربكم. فيقولون:أنت ربنا، فيتبعونه...]؟ وكأنهم تائهون يبحثون عن ربّهم! أفلا تعقلون؟ وهل الشمس أو القمر عدوّان لربّ العالمين حتى يقولون: [فيتبع من كان يعبد الشمسَ الشمسَ، ويتبع من كان يعبد القمرَ القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت]؟ بل الشمس والقمر كل في فلكِهِ يَسْبَحون ويُسَبِّحون لله وله يسجدون. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} صدق الله العظيم [الحج:18]. فكيف يجعلون الشمس والقمر أعداءً لله فيقول لهم: من كان يعبد الشمس فليتّبع الشمس أي يكون من حزب الشمس ومن كان يعبد القمر فليتّبع القمر أي يكون من حزب القمر! فكيف ذلك يا أولي الألباب والشمس والقمر من حزب الله؟
أما قولهم: [ويتبع من كان يعبد الطواغيت] أي من حزب الطّواغيت، أفلا ترون أنّهم جعلوا الشمس والقمر من أعداء الله بقولهم مَنْ [فيتبع من كان يعبد الشمسَ الشمسَ، ويتبع من كان يعبد القمرَ القمرَ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت] ؟ وكذلك يا أولي الألباب كيف يتبع المنافقون ربّ العالمين وهم من أشدّ الخصام لربّ العالمين؟ وذلك لأنهم قالوا في الحديث المُفترى: [وتبقى هذه الأُمَّة فيها شافعوها أو منافقوها فيأتيهم الله في هيئة، فيقول: أنا ربكم. فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه..] فهل هذا الحديث يُصدِّقه عاقل ولو لم يعلم أنه يُخالف القرآن المحكم؟ بل يدرك أولو الألباب أن هذا بهتان وكذبٌ بغير الحق.
ويا علم الجهاد، عليك أن تعلم علم اليقين بأنّ الرؤيا تخصّ صاحبها ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌّ للأمّة. تصديقاً لحديث محمد رسول الله الحق. قال عليه الصلاة والسلام: [كفى بالمرء أن يوعظ في منامه].
وكذلك رؤياي لجدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أفتيتهم بالحقّ وقلت إنّ رؤيا جدّي تُخصني ولا أحاجُّكم بها، وإنّما أقول لكم بأنّ الله جعل آية لتصديق هذه الرؤيا بالحقّ وهي قول جدّي محمد رسول الله لي في الرؤيا: [وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته].
ومن ثم قلتُ لهم: فإن كنت حقّاً رأيتُ جدّي فلا بُدّ أن يُصدقني الله الرؤيا بالحقّ فتجدون بأنّه حقاً لا تُجادلون ناصر محمد اليماني من القرآن إلا غلبكم بعلمٍ وسلطانٍ، وهُنا جاء التصديق للرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي فهزمتُ المُمْترين بالقرآن العظيم وليس بحجّة الرؤيا، ولكنّك تريد أن يُصدّقك المهديّ المنتظَر بعقيدةِ أنّ الرؤيا يُبنى عليها حكمٌ شرعيٌّ للأمّة فتضرب ضربتك يا علم الجهاد! إذاً لفسدت الأرض لكثرة المُفترين في الرؤيا، فلا تكن من الجاهلين إنّي لك ناصحٌ أمينٌ وأدعوك إلى صراطٍ مُستقيمٍ. وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
اللهم عبدُك يسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك إن كنت تعلم في علم الجهاد خيراً أن تهديه قلباً وقالباً، فيكون من المُصدّقين قلباً وقالباً لا رياء ولا نفاق، إنّك أنت السميع العليم. تصديقاً لقولك ربّي في مُحكم كتابك: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:23].
فاتّقِ الله أخي الكريم إن كنتَ تخاف الله فاتَّبع الحقّ الذي ينطق بالحقّ وليس بالأحلام والأوهام بل بكتاب الله وسُنَّة رسوله، وتلك حُجّة الله علينا إن لم نأخذ بها أو حجّة لنا إن أخذنا بها فلا يعذبنا. تصديقاً لقول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
إذاً يا علم الجهاد إنّ الحُجّة علينا إذا خرجنا عمّا جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين، أو يكون الأخذ بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ حُجّةً لنا بين يدي رحمته فيدخلنا جنتّه ويَقِينا من عذابه.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الدَّاعي إلى الصراط المُستقيم؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ
جا ناصر محمد یەمانی درکی بەم حیکمەتە کرد لە دروستکردنی دروستکراوەکان و ئەو ئامانجەی ھێنایەجێ کە اللە لەپێناویدا دروستی کردووین لە زاتی نەفسی پەروەردگار، وە محمد پێغەمبەری اللە ش ڕاستی فەرمووە دروودو سڵاوی اللە لەسەر خۆی و کەس و کارەکەی: [الإيمان يمانٍ والحكمة يمانيّة] صدق عليه الصلاة والسلام.
- 6 -
الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 07 - 1429 هـ
15 - 07 - 2008 مـ
11:11 مساءً
ـــــــــــــــــــ
تأكيد المهديّ المنتظَر بأنّ أمر الرؤيا تخصّ صاحبَها، ولا يُبنى عليها حُكمٌ شرعيٌّ كمنهجٍ للأمّة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه أستعين، وأتلقى منه الوحي بالتفهيم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم المؤيد بالسلطان البيّن من نفس القرآن العظيم، وإذا لم يؤيّدني الله بالسلطان من القرآن المُخرس لألسنة المُمترين فقد تبيَّن أنّ ناصر محمد اليماني لا يتلقى وحي التفهيم من الرحمن الرحيم بل وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، وذلك لأنّ لكُلّ دعوى بُرهانٌ وجعل الله البُرهان لوحي التفهيم بأنْ أنطق بالبيان الحقّ للقرآن والسُّنة المحمديّة الحقّ، ثمّ أمّا بعد..
ويا علم الجهاد، إنّي أنا ناصر محمد اليماني حين أقول بأنّ الله يُعلّمني البيان الحقّ للقرآن بوحي التفهيم فإنّي أحذّر المُسلمين لكي يُصدِّقوني نظراً لقولي إنّي أتلقى البيان للقرآن بوحي التفهيم ما لم يجدوا التصديق بالحقّ آتيهم به من ذات القرآن، وذلك لأنّكم لا تنتظرون رسولاً جديداً يأتي بكتاب جديدٍ، ومن ادّعى كتاباً جديداً فسوف يكون له قول الله المُحكم لبالمرصاد في قوله المُحكم في القرآن العظيم: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].
فلا كتابٌ جديدٌ من بعد القرآن العظيم، فهل تريدني أُصدِّقك وأكذِّب كلام ربي؟ ومن أصدق من الله قيلاً؟ فلا أعترف بكتابٍ جديدٍ يأتي من بعد القرآن رسالةً من ربّ العالمين، سواء تلقّيتُه في العلم أو في الحُلم فأنّي أُشهد الله وملائكته والصالحين من عباده بأني أكفر بكتابك جملةً وتفصيلاً وأنّه لم يوحَ إليك من الله؛ بل وسوسة شيطان رجيم يُريد أن يضلّك عن القرآن العظيم فيُضل عن طريقك الأمّة إلى غير الصراط المُستقيم، وما تشعر به يا علم الجهاد ليس إلا وَسواساً خنّاساً، وتالله لولا أنّ الله أيّدني بُسلطان العلم من القرآن تصديقاً لوحي التفهيم لأصبح مثلي مثلك يا علم الجهاد ومثل جميع المهديّين الذين توسوس لهم الشيطان في صدورهم فتوحي لبعضهم بأنّه المهدي وأنّ الذي يُكلمه في صدره أنّه روح محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تنزّلت إلى جسده ومن ثم يقول وأنّ ذلك تصديق لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [القصص].
ولكن ليس كما يزعمون؛ بل قد مضى وانقضى وعاد محمد رسول الله إلى مكة يوم الفتح المُبين من بعد خروجه من مكة وذلك هو المَعًاد إلى مكة بالنصر المُبين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ﴿١﴾ لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٢﴾ وَيَنصُرَكَ اللَّـهُ نَصْرًا عَزِيزًا ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الفتح]؛ وذلك هو المَعَاد إلى مكة منتصراً بعد أن خرج منها خائفاً يترقب، فأصدَقَه الله بميعاد النصر المُبين في يوم فتح مكة.
أما أنت يا علم الجهاد فأنا أعلم ما تريد أن تقول، فأنت تريد أن تقول بأنك حلقة وصل بين الخلق والخالق، وإنّ الذي يوسوس لك في صدرك يقول لك بأنّه الله تنزَّل إلى قلبك، أو روح القدس تنزّل إلى قلبك، وأنت لا تؤمن بتكليم الصوت من وراء الحجاب، وتزعم إنّما الصوت يشعر به الإنسان إِلهاماً في القلب ولا تسمعه الأذن، وسوف أفتيك في ذلك بالحقّ، وعليك أن تعلم بأنّ مصيدة الشيطان هي في وحي التفهيم المُذكور في القرآن العظيم، ومن ثم يوسوس في الصدر بغير الحقّ فيجعل الإنسان يظن أنّه وحيٌ من ربّ العالمين، وكيف لكم أن تُفرِّقوا بين وحي التفهيم الُملقى إلى الصدور هل هو وحيٌ من الرحمن أم وسوسةٌ من الشيطان؟ فذلك يعتمد على سُلطان العلم من القرآن العظيم خاتم الكُتب السماوية إلى العالمين، أمّا إذا لم يؤيّده الله بالسُلطان المُبين بالعلم من القرآن العظيم فعليك أن تعلم أنت وغيرك بأنّ ذلك ليس وحياً من الرحمن بل وسوسةَ شيطان ما أنزل الله بها من سُلطان، وأما كيف يتبيّن لكم شأن ناصر محمد اليماني هل ما يتلقّاه بوحي التفهيم هو من الرحمن أم من الشيطان؟ فذلك يتوقف على الإلجام لجميع عُلماء الأمّة في طاولة الحوار، فإن ألجمهم ناصر محمد اليماني بسُلطان العلم من القرآن إلجاماً وأخرس ألسنتهم بالحقّ من ذات القرآن فلكل دعوى بُرهانٌ وقد أصدقه الله بالبرهان بسلطان العلم من القرآن فيتبين أنّ ناصر محمد اليماني حقاً يتلقى الوحي بالتفهيم من ربّ العالمين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم ليُبينه لقوم يعلمون وذلك في عصر العلم كما وعد الله بذلك في قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيات وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:105].
فمن هم القوم الذي وصفهم الله بالعلم حتى إذا جاء البيان للقرآن بالعلم والمنطق فيجدونه الحق من ربهم يصدقه العلم الذي أحاطوا به في مُختلف المجالات العلميّة وتجد القوم الذي يُبيِّن لهم القرآن بالعلم والمنطق حتى يتبيّن لهم أنّه الحق تجدهم في قول الله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [سبأ].
وذلك لأنّ ناصر محمد اليماني يُجادلهم بحقائق الآيات العلميّة في القرآن العظيم، فيجده العُلماء حقاً على الواقع الحقيقي إذا تمَّ التطبيق للبيان الحق للتصديق، ومن ثم يجدونه يُصدقه العلم والمنطق المُكتشف في القرن العشرين برغم أنّ القرآن تمّ تنزيله من قبل أن يكتشفوا ذلك بأكثر من ألف وأربعمائة سنة، ومن ثم يتبيّن لأهل العلم أنّه الحقّ.
تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
وسبقني في هذا المجال باحثون عن الحقّ ولكنهم أخطأوا وأصابوا كمثل الشيخ عبد المجيد الزنداني والذي قال: أنّ الأراضين السبع (طبقات الأرض) في باطنها. فأخطأ بذلك وعفى الله عنه إنّ ربّي غفورٌ رحيمٌ، ولكنّ ناصر محمد اليماني لا يُخطئ في حقائق البيان للآيات العلميّة في القرآن العظيم شيئاً، ولا أفصّل لهم البعض وأترك أخرى بل جميع الآيات العلميّة في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً، وعلى سبيل المثال فقد بيّنّا لهم حقيقة العدد الرقمي للأراضين السبع بأنّهن جميعاً من تحت أرضنا التي نعيش عليها، وأنّ هذه الأرض ذات الماء والشجر والبشر والمطر هي أمّ الكون والكوكب الرتق الذي انفتق منه السموات السبع وما بينها والأراضين السبع وما حولها، وبيّن لكم ناصر محمد اليماني بأنّ الأراضين السبع توجد جميعاً من بعد أرضنا في الفضاء السُفلي ولم آتِ بآياتٍ متشابهاتٍ في آيات التصديق بل مُحكمات بيّنات، مثال قول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم [الطلاق:12].
وهذه من الآيات المُحكمات الواضحات البيِّنات ويصدِّقهم العلم والمنطق على الواقع الحقيقي، وذلك لأنّ الله يقول فيها بأنّ السّماوات سبعٌ وكذلك الأرضين سبعٌ وأن القرآن يتنزّل على محمد رسول الله بينهن؛ بمعنى أنّ هذه الأرض التي نعيش عليها ليست من الأراضين السبع بل هي الكوكب الرتق الذي انفتقت منه السماوات والأرض، وأنّ أرضنا بين الأراضين السبع والسموات بمعنى أنّ الأراضين السبع من بعد أرضنا هذه التي نعيش عليها، وفي هذه الآية يكمن تصديق البشر أجمعين للمهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم [الطلاق:12].
ولربما يودُّ علم الجهاد أو غيره أن يُقاطعني فيقول: "ولكن البشر لم يُصدقوا بعد أنّك المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم، وقد بيّنت لهم هذه الآية كما تقول على الواقع الحقيقي" . ومن ثم أردّ عليه بالحقّ مُقسماً بربّ العالمين قسماً يُصدِّقه القرآن العظيم بالعلم والمنطق أنّ جميع البشر سوف يعلمون حقيقة قول ربي: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}، فيقولون: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان].
وذلك هو معنى قول ربي: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم؛ وذلك يوم مجيء كوكب العذاب أسفل الأراضين السبع فيجعله الله عالي الأرض الأمّ، فيُمطر علي المُكذّبين بالحقّ حجارة من سجيلٍ منضود مسوّمة عند ربِّك وما هي من الظالمين ببعيد، وفي ذلك اليوم يعلم جميع الذين أظهرهم الله على أمري أنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ وأنّ كوكب العذاب هذا هو كوكب سجيل أسفل الأراضين السبع كما بيّن لنا من القرآن العظيم وفصّله تفصيلا، ومن ثم يؤمن الناس بشأني وبالبيان الحقّ للقرآن العظيم، فينقادون لأمر الخلافة الراشدة للعالمين إلى صراطٍ مُستقيمٍ.
إنّي أعلم أنّ الذي يُكلّمك فيقول إنّه الله في العلم أو في الحُلم، أعلمُ أنّه ماردٌ شيطانٌ وليس الله، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، فلا تأخذك العزّة بالإثم إنّي لك لمن الناصحين.
وأما حُجّتك بأنّ الرؤيا يُبنى عليها حُكمٌ شرعيٌّ للأمّة، فإذاً عليك أن تذبح ولدك كما فعل نبيّ الله إبراهيم ثم انظر هل يفتديه الله بذبحٍ عظيمٍ كما أفتدى اسماعيل أم إنّ تلك الرؤيا تخصّ إبراهيم فحسب ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعيّ للأمّة؟ وحتى ولو رأيت بأنّك تذبح ولدك فلذّة كبدك فلا أظنّك تفعل ذلك كما فعل إبراهيم ويعلم بأنّ رؤياه أمرٌ يخصّه من ربّ العالمين وعليه فعَلَه.
وكما بيّنّا لك من قبل بأنّ الرؤيا تخصّ صاحبها فقط، وأقسم بربّ العالمين لو كان علماء الأمّة يبنون أحكاماً شرعيّةً جديدةً في الدين تطبيقاً لرؤى النّاس في كل عصر لاقترف المُفترون آلاف الشرائع ولفسدت الأرض من جرّاء الرؤيا الشيطانيّة، وأمّا إذا كانت من الرحمن فهي لصاحبها يا علم الجهاد، وأقسم بربّ العالمين لو اعترفُ لك بغير الحقّ وأقول أنّهُ يبنى على الرؤيا أحكامٌ شرعيّة في الدين لاتّخذتني خليلاً واعترفتَ بأنّي المهديّ المنتظَر ولقلتَ: إذاً عليك يا ناصر محمد اليماني أن تستقبل العلم منّي كما أمليك فتنشره للعالمين كما أرسلتَ إليّ من قبل عبر البريد الإلكتروني وقلتَ بأنّك سوف تُصدقني شرط أن أستقبل العلم الذي سوف تُعلّمني به لأنشره في دعوتي، فتضلّ النّاس عن طريقي ضلال بعيداً! ولن أركن إليك شيئاً بإذن الله ربّ العالمين، وسوف أجاهدُك بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ جهاداً كبيراً.
وبرغم أنّي تلقيت الفتوى في شأني في الرؤيا عن طريق جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فعلمت أنّ تلك فتوى تخصّني كما كنت أنتظر ذلك من ربي أن يُفتيني في شأني، وحتى بعد أن أفتاني لم يطمئن قلبي أنّ الذي أفتاني هو جدّي حتى رأيت التصديق للرؤيا بالبيّان للقرآن، فتيقّنت أنّ الذي أفتاني هو حقاً جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، رغم أنّي قد رأيت جدّي منذ زمنٍ بعيدٍ في الثمانينات، ورأيتُ تصديق الرؤيا على الواقع الحقّ من بعد عامٍ واحدٍ، ولكنّه لم يكفِني ذلك حين أفتاني في شأني من بعد عام 2000، وحين علمتُ من خلال الرؤيا بأنّ الله سوف يؤتيني علم البيان للقرآن حتى لا يُجادلُني أحدٌ من القرآن إلا غلبته فقلتُ: الحمد لله، فذلك هو البرهان الذي جعله الله بُرهان دعوتي بالحقّ، وذلك لأنّي كيف أكلِّم النّاس فأقول: يا أيّها النّاس إنّي أنا المهديّ المنتظَر ورأيتُ ذلك في المنام، فإنّهم سوف يضحكون عليّ، وكيف لي أن أُقنعُهم بالحقّ؟ وكيف لهم أن يعلموا أنّي لم أفترِ بغير الحقّ من ربي؟ ولذلك أقول لهم لا يكونوا ساذجين فيصدقوني لأنّي قلت لهم أنّه أخبرني بذلك محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في المنام، وعلّمتهم بأنّ الله لم يجعل الرؤيا هي الحجّة عليهم؛ بل تصديق الرؤيا بالحقّ، وأنّهم سيجدون بأنّ الإمام ناصر محمد اليماني حقاً لا يُجادله أحدٌ من القرآن إلا غلبهُ بالحقّ والسلطان المُقنع الذي لا يستطيعون أن يكذِّبوه نظراً لوضوحه الشديد، ولذلك لا تجد العُلماء يكذّبون بعلمي بل هم في حيرةٍ من أمري! فكيف يكذّبون علماً بيِّناً من القرآن العظيم؟ ويخافون أن يعترفوا أنّي المهديّ المنتظَر وأنا لست هو نظراً لفتنتهم بالاسم االمُفترى (محمد بن عبد الله)، وذلك لأنهم ينتظرون مهديّاً منتظراً بهذا الاسم، وكذلك الشيعة (محمد الحسن العسكري) وأصبح رضوان الشيعة والسُّنة غايةً لا تُدرك أبداً، ولا حاجة لي برضوانهم أجمعين، وإن استّمروا على حُجّة مُفتراةٍ بين أيديهم فإنّي لهم لبالمرصاد وسوف أجعلهم في موقفٍ محرجٍ وأقول: فلنفرض أنّه نزل في أحد الآيات المحكمات في القرآن العظيم بأنّ اسم المهديّ المنتظَر محمد ونظراً لأنّه جاء اسمك مُخالفاً لما تنزّل في الكتاب الذي بين أيدينا، لقلت لهم ما قاله جدّي محمد رسول الله للنصارى أنا محمد وأنا أحمد في الكتاب، ولم يجعل الله حُجّتي عليكم في الاسم بل في العلم، ثم أُخرس ألسنتهم بالحقّ برغم أنّ الله لم يُنزِّل من سُلطان بأنّ اسم المهديّ المنتظَر محمد؛ غير أنّي أعلم بأنّ للمهديّ المنتظَر ثلاثة أسماء وجميعهم جعلهم الله صفاتاً له وهي:
1 - المهدي: وذلك اسم يُصدّقه الله بالعلم على الواقع الحقّ فيهدي النّاس بالعلم إلى صراط العزيز الحميد.
2 - ناصر محمد: وكذلك هذا الاسم يجعله الله صفةً يصدقها المهديّ المنتظَر في دعوته بأنّ الله لم يجعله نبيّاً ولا رسولاً بل الناصر لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله سلم، برغم أنّ هذا الاسم ناصر محمد هو حقاً اسمي الذي سماني به أبتي منذ أن ولدتني أمي في عام 1389 للهجرة، ويكمن في ذلك حكمة التواطؤ لاسم جدّي عليه الصلاة والسلام محمد، وكان التواطؤ في اسمي في اسم أبي وذلك لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر للمهديّ المنتظَر، تصديقاً للحديث الحقّ: [يواطئ اسمه اسمي]، حكمة بالغة ولكنّ أكثركم لا يعلمون!
وأمّا اسمي رقم ثلاثة فهو:
3 - عبد النعيم الأعظم: وكذلك جعل الله هذا الاسم صفةً لسرّ عبادتي لربّي، وذلك لأنّي لا أعبد الله بغاية الدخول الجنّة، فهل خلقني الله لغاية الجنّة حتى أحقق هذا الهدف؟ بل خلق الله الجنّة من أجلنا وخلقنا من أجله تعالى. تصديقاً لقوله الحقّ: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٥﴾ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧﴾ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
إذاً، الله خلق الجنّة من أجلنا وخلقنا من أجله، فكيف نجعل الجنّة غايتنا وهي ليست الغاية من خلقنا؟ بل الغاية عبادة رضوان نفس الربّ سبحانه وتعالى علواً كبيراً.
وأقسم بربّ العالمين أنّ رضوان نفس الله لهو نعيمٌ أكبرُ وأعظمُ من نعيم الجنّة ومن حور العين لمن عرف حقيقة رضوان نفس الربّ. تصديقاً لقول الله: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
أفلا ترون بأنّ نعيم رضوان نفس الله هو حقاً نعيمٌ أعظمُ من الجنّة؟ وذلك هو حقيقة الاسم الأعظم لربّ العالمين، ولكنّ أكثركم يجهلون فيظنون أنّ لله اسماً أعظم من أسمائه الأخرى فألحدْتُم في أسماء الله، فلا فرق بين اسم النعيم الأعظم ولا اسم الله ولا اسم الرحمن فبأيِّهِم تدعون بلا تفريق.
وأمّا الذي فتن كثيراً منكم عن حقيقة اسم الله الأعظم فظنّ أنّ لله اسماً أعظم من اسمٍ نظراً لأنه يسمع أهلَ العلم يقولون (اسم الله الأعظم)، ولذلك ظنّ أنّ لله اسماً هو أكبر مما يعلم من أسماء الله الأخرى فألحد في أسماء الله، ويتمنّى لو يعلم هذا الاسم فيدعو الله فيجيبه، ونقول ويا سبحان الله! وهل الله لا يعترف باسمه الله وباسمه الرحمن! أفلا تعقلون؟ بل مثل الاسم الأعظم كمثل أي اسم من أسماء الله الحسنى، وإنّما يوصف بالأعظم أي إنّه نعيمٌ أعظم من نعيم الجنّة، وذلك هو الاسم الذي جعله الله حقيقة لرضوان نفسه على عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
بل ويكمن في هذا الاسم الحكمة من خلق العباد ليعبدوا حقيقة رضوان نفس ربهم فيعبدون الله بغاية الرضوان عليهم فيجدون ذلك هو حقاً نعيماً ليس كمثله نعيمٌ في الوجود كُلِّه، ولكنّه نعيمُ الريحان النفسي. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
فأما نعيمُ الرّوح والرّيحان النّفسي هو حقيقةٌ لرضوان نفس الله وحُبِّه للمُقربين من عباده، وأما جنّة النعيم فهي ماديّة يجدونها عند ربِّهم في دار القرار، وما الفائدة يا قوم من المُلك والإنسان صدرُه ضيّقٌ حرجٌ كأنّما يصّعد في السماء فيهرع للمُسكِّرات والشّهوات علّه يرتاح نفسيّاً؟ فلو يعلمون بأنّ النّعيم الأعظم يجدونه في رضوان نفس ربِّهم عليهم إذاً لاتّبعوا سبيل رضوانه، ولكن فتنهم الشيطان وأمرهم بالسوء والفحشاء والخمر والميسر وأنّ في ذلك سيجدون سعادتهم، وسرعان ما يضجرون من الخمور والمخدرات والشهوات، ومن ثم ينتحر بعضٌ منهم ثم يَهوون في نار جهنم وساءت مصيراً.
بل خلقَنا الله لنعبدَ رضوانه وليس رضوان الشيطان؛ بل رضوان الله هو النّعيم وهو الهدف الذي خُلِقنا من أجله وعنه سوف نُسألُ وعنه ألهتْكُم الحياة الدُنيا وزينتها فألهتْكُم عن الهدف الذي خلقكم الله من أجله وهو اتّباع سبيل رضوانه تعالى، وفي ذلك تجدون النّعيم الأعظم وعنه سوف تُسألون. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥﴾ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [التكاثر].
وذلك حقيقة اسم الله الأعظم جعله حقيقةً لرضوان نفسه، تعالى علواً كبيراً! فنكون لرضوانه عابدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
وناصر محمد اليماني أدرك الحكمة من الخلق وحقّق الهدف الذي خُلِقنا من أجله في ذات نفس الربّ، وصدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [الإيمان يمانٍ والحكمة يمانيّة] صدق عليه الصلاة والسلام.
ويقصد بذلك المهديّ المنتظَر الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد ولم يتّخذ رضوان نفس الله وسيلةً لتحقيق نعيم الجنّة، فكيف اتّخِذُ النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر وقد خلق الله الجنّة من أجل عباده وخلقنا من أجل هدفٍ في ذاته؛ لنعبد رضوان الله تعالى؟
وأنا الخبير بالرحمن، ويا علم الجهاد عليك أن تعلم بأنّ ناصر محمد اليماني الذي نزل فيه قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:59]، ولذلك جاء البيان في السُّنة النّبويّة الحقّ عن الخبير بالرحمن أنّه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: [الإيمان يمانٍ والحكمة يمانيّة] صدق عليه الصلاة والسلام. وفَرَجُ الله على الأمّة يأتي للركن اليماني من اليمن. تصديقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:[إني أرى نَفَسُ الله يأتي من اليمن] صدق عليه الصلاة والسلام؛ وذلك لأنّ النَّفس هو الفَرَجُ للأمّة وللمُظلومين في العالمين، وفضل الله ورحمته في القرآن العظيم هو الذي يُعلِّمكم بالبيان الحقّ للقرآن ويحذّركم من اتّباع المسيح الدجال، ويعلمكم بمكانه وجنّته، وهي لله وليست له، وأنّ المسيح الكذّاب هو الشيطان بذاته، والشيطان يريد أن يقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنّه الله، وما كان لابن مريم أن يقول ذلك، ولذلك يُسمّى المسيح الكذّاب وليس ابن مريم الذي لا يدّعي الربوبية، ولذلك الحكمة من تأخير المسيح عيسى ابن مريم وذلك لأنّ المسيح الدجال ينتحل شخصية ابن مريم فيدّعي الربوبية مُصدِّقاً لعقيدة النصارى ويجري التّمهيد لهذه الفتنة فمنذ أمدٍ بعيدٍ يَمكرُ.. ويمكرُ.. فنُبطِل مكرَه في عشيّةٍ وضحاها، ولولا أنّي أعلمتُكم بشأن المسيح الدجال ومكانه لفَتَنَكُم بظنِّكم أنّه ربّكم وأنّ الملكوت من تحت الثرى هي جنة المأوى، وأنّ الخبيثات في جنته هنّ الحور العين، ومن ثمّ تعبدون غير الحقّ يا معشر المسلمين.
وفي هذه الآيات بيّن الله لكم أموراً عدةً ذات أهميّة كُبرى لو كنتم تعلمون، وهي:
1 - إنّ هُناك طائفة من الذين يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله يُخادعون الله ورسوله والذين آمنوا، وإنّهم إذا خرجوا من عند محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يمكرون بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام لعلكم تعملون بمكرهم.
2 - ثم بيّن الله لكم بأنّ السُّنة المحمديّة قد جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم.
3 - ثم علّمكم بأنّ السّنة ليست محفوظةً من التحريف.
4 - ثم أمركم أن تجعلوا القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من الأحاديث النبويّة، وعلمكم أن ترجعوا للآيات المُحكمات في القرآن العظيم، فإذا كانت هذه الأحاديث من عند غير الله فإنّكم سوف تجدون بينها وبين آيات القرآن المحكمات في نفس الموضوع اختلافاً كثيراً.
5 - ثم علّمكم إنّ المُفترين على محمد رسول الله في السُّنة النّبويّة إنّما يُمهِّدون للتّصديق للشيطان وتكذيب المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم.
6 - ثم علمكم أنّ المسيح الدجال هو الشيطان وأنّ لولا فضل الله الشامل على جميع المُسلمين ببعث المهديّ المنتظَر فضل الله ورحمته لاتّبعتم الشيطان جميعاً يا معشر المُسلمين إلا قليلاً.
ويا علم الجهاد، سواء كنت شيطاناً أو ضالاً عن الحقّ بغير قصدٍ منك فاتَّبعِ الحقّ، وأقسم بالله ربّ العالمين إن لم تتّبع الحقّ إنّك لمِن الهالكين، فلا تأخذك العزّة بالإثم أخي الكريم، واتّبعني أهدك صِراطاً مُستقيماً.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
فَرَجُ الله على الأمّة، وفَضْلُ الله ورحمته للناس أجمعين إلا من أبى؛ المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض من آل البيت المُطهر الإمام الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم.
الخبير بالرحمن، المُدرك للحكمة من خلق الخلائق، الناطق بالبيان الحقّ للقرآن، العبد الصغير بين يدي ربه العليّ القدير ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ
وە لەسەرتە ئەمەش بزانی ئەی نەسیم و ئەوانەشی کە بەدوای ڕاستیدا دەگەڕێن بەوەی ئێمە چەند فەرموودەیەکی نەبەوی دەبینین کە ڕێک دەکەون لەگەڵ ئەوەی ھاتووە لە مەحکەمی کتێبەکەی اللە دەربارەی بینینی اللە پاک و بێگەردی و پایەبەرزی بۆی، جا وەرە بۆ بەڕاستدانانی جیێبەجێکردنەکە. جا با جێبەجێکردنەکە دەستپێبکەین بۆ بەڕاستدانانی سوننەتی حەق و ڕاست و دروستی محمد، جا محمد پێغەمبەری اللە فەرموویەتی دروودو سڵاوی اللە لەسەر خۆی و کەس و کارەکەی وەکو بەڕاستدانانێک بۆ ئایەتە مەحکەمەکان دەربارەی بینینەکەی اللە: [لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة]، صدق محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام.
ئەم فەرموودە حەق و ڕاست و دروستەش بەڕاستی ڕێکدەکەوێت لەگەڵ مەحکەمی قورئانی ڕوون و ئاشکرا جا پێغەمبەرە بەڕێزەکەی ڕاستی فەرمووە لەم فەرموودەیەی: [لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة].
وە بەھەمان شێوە محمد پێغەمبەری اللە دروودو سڵاوی اللە لەسەر خۆی و کەس و کارەکەی دەربارەی بینینی اللە فەرموویەتی: [يهبط وبينه وبين خلقه حجاب] صدق محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام.
جا بە اللە سوێندتان دەدەم ئەوانە چۆن شوێنی اللە دەکەون، وە بۆ پەرستنی کێ وە بۆ کوێ شوێنی دەکەون؟ جا ئایا اللە ی بەدیھێنەری ئاسمانەکان و زەویتان کردووە بە مرۆڤێک کە بڕوات و شوێنکەوتوەکانیشی لەدوایدا دەڕۆن، ئایا تێناگەن؟ وە سوێند بە اللە شوێنی کەس ناکەون تەنھا مەسیحی دەجال نەبێت لە دنیادا کە دەڵێت شوێنم بکەون تا بتانخەمە ناو بەھەشتەکەمەوە! بەڵکو ئەمە قسەیەکە کە دەڵێن ئەوان اللە دەبینن لەڕۆژی قیامەتدا پاشان بوختانکارەکە دەڵێت اللە خەڵکی کۆدەکاتەوە پاشان دەڵێت: [من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون]!
- 9 -
الإمام ناصر محمد اليماني
06 - 04 - 1430 هـ
01 - 04 - 2009 مـ
02:58 صباحاً
ــــــــــــــــــ
حسبي الله على الذين يصدّون عن الحقّ صدوداً ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين..
ويا علم الجهاد طريد وقبيله نسيم وأولياءهم أجمعين، سوف يستمر الحوار ولن أحجب عضوياتكم وأجتثكم من الموقع كشجرةٍ خبيثةٍ اُجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، فلا نزال تاركين هذه الشجرة الخبيثة في موقعنا غير أنّني أُفتيكم إمّا أن تكون الشجرة الخبيثة هي الطريد وأولياؤه أو تكون الشجرة الخبيثة هي ناصر محمد اليماني وأولياؤه، فلا بُدّ أن يكون أحدنا على الحقّ والآخر على الباطل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} صدق الله العظيم [سبأ:24].
بمعنى أنّه لا بُدّ أن يكون أحدنا على الحقّ والآخر على الباطل، وبما أنّي عفوت عنكم لمواصلة الحوار فأما أبناء النّاس منكم فسوف يجُدي العفو معهم ويؤثّر على قلوبهم فلا يعودون لأخطائهم الأولى بالسبِّ والشتم بغير الحقّ لأنّهم يرون أنّه (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وأمّا الشياطين من البشر فمهما عفوتَ عنهم فلن يزيدهم عفوك عنهم إلا تكبّراً وغروراً؛ أولئك هم شياطين البشر ألدُّ أعداء المهديّ المنتظَر. وبرغم ما حدث منهم هذا اليوم من التجاوزات والتّطاول على أنصاري بغير الحقّ والمُغالطة فسوف أكظمُ غيظي وأكتفي بحذف بياناتهم التي تُعبِّر عن مستوى أخلاقهم، ولم أحجبهم بعدُ لكي يستمر الحوار بشرط أن نتجادل بعلمٍ وسلطانٍ، وبعد أن نصل إلى مُنتهاه فإذا لم يُقنع أحدنا الآخر فسوف أدعو نفسي وأنصاري وكذلك علم الجهاد طريد وأنصاره ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الظالمين الذين يصدّون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً سواء كان علم الجهاد طريد وأولياؤه أو ناصر محمد اليماني وأولياؤه، ونترك الحُكم لله خير الحاكمين. ومن تهرّب من المُباهلة من بعد انتهاء الحوار فليعلم الجميع أنّه يعلمُ نفسه أنّه على باطلٍ، ويعلمُ نفسه أنّهُ يصدّ عن سبيل الله ويبتغيها عوجاً، ولذلك سوف يراوغ ويتهرب من المُباهلة لأنهُ يعلمُ أنّهُ يصدّ عن الحقّ بعدما تبيّن له أنّهُ الحقّ من ربّه، ولذلك لن يتقدم للمُباهلة سواء كان الإمام ناصر محمد اليماني وأولياؤه أو علم الجهاد وأولياؤه، والحُكم لله وهو أسرعُ الحاسبين.
وأما بالنسبة للذي لا يزال يُحاجّني في رؤية الله جهرةً ولم يكتفِ بصوت ربّه يُكلمه من وراء حجاب تكليماً يوم القيامة؛ بل ويُريد رؤية الله جهرة سُبحان الله وتعالى علوَّا كبيراً، ومن ثم يُرد عليه الإمام المهدي وأقول: يا نسيم هل مُمكن أن تأتينا بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:64]؟ فتدبر قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} فتجد أنّ هذه صفة تخصّ الله في ذاته أنّه لا ينسى وهي صفةٌ أزليّةٌ لذات الله سُبحانه ولذلك قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ}. وكذلك يا نسيم قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا} صدق الله العظيم [الشورى:51]، بمعنى أنّه وما كان لبشر أن يُكلِّمه الله جهرةً بل وحياً سواءً بوحي التفهيم أو بوحي التكليم من وراء حجاب، فيتبيّن لك أنّ العقيدة في رؤية الله قد أنزل الله حُكمها في مُحكم القرآن العظيم وأنّها صفةٌ من صفات ذات الربّ الأزليّة بديع السماوات والأرض، فانظر إلى صفات بديع السماوات والأرض في قول الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(103)} صدق الله العظيم [الأنعام].
فلماذا يا نسيم قمت بتحطيم حجاب الربّ لتزيل هذه الصفة الأزليّة من بين صفات الربّ سُبحانه وقلتَ: بل تدركه الأبصار يوم القيامة؟ وسبحانه عمّا تقول وتعالى علوّاً كبيراً، ألم يقل الله لك يا نسيم: {أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(103)} صدق الله العظيم [الأنعام]؟
وما دمتَ كسرت الحجاب واعتقدت أنّه تُدرِكُه الأبصار يوم القيامة جهرةً؛ إذاً جعلت له ولداً وجعلت له صاحبةً! أفلا تتَّقِ الله، وسبق وأن ذكّرتُك بقول الله تعالى: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} صدق الله العظيم [البقرة:108].
وهل تعلم ماذا سأل بنو إسرائيل موسى من قبل؟ {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:55]، فانظر لردّ الله عليهم: {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّهم سألوا شيئاً لا يحِقّ لهم ولا ينبغي لهم. وقال الله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} صدق الله العظيم [النساء:153].
ويا نسيم، ما ظنّك بمن خلق السماوات والأرض؟ أفلا تعلمُ أنَّ اللهَ أكبرُ كبيرٍ في الوجود؟ فلا يوجد هُناك شيء هو أكبر من الله، وأصغر شيء الذرة وأكبر شيء الشجرة، فهل تعلم ما هي الشجرة؟ إنّها سدرة المُنتهى حجاب الربّ سُبحانه عندها جنّة المأوى، بمعنى أنّ السدرة أعظمُ من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض، فكيف تكون الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض عند سدرة المُنتهى يا نسيم ما لم تكُن السدرة هي أعظمُ حجماً من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض؟ بل السدرة هي أقرب شيء من خلقه إلى وجهه سُبحانه ولذلك تُسمى سدرة المُنتهى أي مُنتهى المعراج، فهي الحدود بين العبيد والمعبود خالق الوجود فقد تجاوزت الحدود يا نسيم وتريدُ أن ترى الله جهرةً يوم القيامة فهل نسيم أعظمُ أم جبل الطور الذي ضربه الله لموسى مثلاً؟ وذلك لأنّ موسى لم يطلب من ربِّه رؤيتَه إلا محبةً منه لرؤيتِهِ وليس قلةَ إيمانٍ بربِّه! ولذلك أفتاه الله وقال له: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].
فهل تعلم لماذا قال موسى لمّا أفاق: {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} وذلك لأنهُ علم أنه تجاوز الحدود المسموحة كمثل قول الملائكة حين تجاوزوا الحدود مع ربهم بمعارضتهم في اصطفاء الخليفة وإبداء رأي آخر في نظرهم وكأنّهم أعلمُ من ربهم ولم يدركوا أنّهم حقاً تجاوزوا حدودهم إلا حين قال الله لهم: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وقد علم الملائكة أنهم تجاوزوا حدودهم من خلال قول الله لهم: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)} صدق الله العظيم، بمعنى أنّهم ليسوا بصادقين فيما قالوا وكأنّهم أعلمُ من ربِّهم، ومن ثم أدرك الملائكة أنّهم تجاوزوا حدودهم ولذلك قالوا مُباشرةً: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)} صدق الله العظيم، وكذلك موسى حين صُعق مما حدث في الجبل الذي تجلّى الله له فلم يحتمل رؤية الله وجعله دكَّاً وخرَّ موسى صعقاً فلما أفاق عَلِمَ موسى أنه تجاوز الحدود، ولذلك قال مباشرةً بعد أن أفاق: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم. فتدبّر وتفكّر في قول ربك المُحكم في القرآن العظيم: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم،[الأعراف:143].
بمعنى يا نسيم أنّه لا يرى اللهَ جهرةً (الكونُ وما فيه) سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً؛ بل يُكلمهم تكليماً من وراء الحجاب فيسمعون صوت ربّهم سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً. وكذلك يتنزّل الله وهو وراء حجابه الفاصل وذلك الغمام المذكور في القُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا} صدق الله العظيم [الفرقان:25].
فهل تعلمُ ماهو الغمام يا نسيم؟ إنه حجاب الربّ سُبحانه. وقال الله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ} صدق الله العظيم [البقرة:210].
وعليك أن تعلمَ يا نسيم والباحثين عن الحقّ أنّنا سنجد الأحاديث النّبويّة تتّفق مع ما جاء في مُحكم كتاب الله في شأن رؤية الله سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، فتعال للتصديق للتطبيق. فلنبدأ التطبيق للتصديق للسُنّة المحمديّة الحقّ، قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مصدِّقاً للآيات المحكمات في شأن الرؤية، قال: [لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة]، صدق محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا الحديث الحقّ قد اتّفق مع القرآن المحكم الواضح والبيِّن وصدق رسوله الكريم في قوله: [لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة].
وكذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شأن رؤية الله: [يهبط وبينه وبين خلقه حجاب] صدق محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام.
ولكنّنا نشاهد نوره سُبحانة يشعُّ من وراء حجاب الغمام فتُشرق الأرض بنور ربها. تصديقاً لقول الله تعالى في محكم كتابه: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠﴾} صدق الله العظيم، وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴿٦٨﴾وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بالحقّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
فأنصحك يا نسيم أن لا يكون في قلبك زيغٌ عن الحقّ في آيات أمِّ الكتاب فتتّبع المُتشابه في ظاهره مع أحاديث الفتنة كمثل حديث الفتنة الموضوع: [إنكم سترون ربكم يوم القيامة لا تُضامون في رؤيته]. ومن ثم يقولون لك فانظر لقول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾}، وهذه من الآيات المُتشابهات وظاهرها غير باطنها، فهو يقصد أنّها وجوهٌ مُنتظرةٌ لرحمته كمثال قول ملكة سبأ: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}؛ أي مُنتظِرة يا نسيم، وكذلك الوجوه النّاظرة لرحمة ربِّها وأخرى لا تنتظر لرحمة ربها بل ناظرة لعذابه وتظن أن يُفعل بها فاقِرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)} صدق الله العظيم [القيامة].
وكذلك انظروا إلى الأحاديث المُفتراة في شأن الرؤية وشرُّ البلية ما يُضحك! عن النبي وليس عنه شيئاً بل كذباً وافتراءً:
فبالله عليكم كيف يتّبعون الله، لعبادة منْ وإلى أينَ يتّبعونه؟ فهل جعلتُم اللهَ فاطرَ السماواتِ والأرضَ إنساناً يمشي وأتباعَه يمشون وراءه، أفلا تعقلون؟ وتالله لا يتّبعون إلا المسيح الدجال في الدُنيا يقول اتّبعوني لأدخلكم جنتي! بل كيف قولهم أنّهم يرون الله يوم القيامة ثم يقول المفتري أنّ الله يجمع الناس ثم يقول: [من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون]!
وهل يعرفون الله من قبل حتى إذا شاهدوا صورته فيعرفونه! أفلا تعقلون؟ فهل إلى هذا الحد لا تستخدمون عقولكم يا معشر المُصدِّقين لهذا الافتراء الذي يخالف كتاب الله وسنة رسوله جملةً وتفصيلاً؟ فهل تريد أن تُباهلَني يا نسيم على هذا الحديث المفترى فتنال لعنة الله بحقّ وحقيقة، ولكنّي والله العلي العظيم لا أريد الله أن يلعنك. فلا تفعل، وأقسم بالله العلي العظيم أنّك يا رجل تُجادل الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ، والعجيب في أمرك أنّك تقول أنّك تتّبع كتاب الله وسنّة رسوله، وها أنا ذا آتيك بالآيات المحكمات من كتاب الله فلا تتّبعهنّ ومن ثم أتيتُك بالأحاديث الحقّ، ولكن إذا كان في قلبك زيغٌ عن الحقّ فحتماً سوف تنبذ المُحكم وراء ظهرك وتتّبع المُتشابه مع أحاديث الفتنة الموضوعة ابتغاء الإثبات للحديث الموضوع وهو حديث فتنة موضوع وكذلك ابتغاء تأويل الآيات المُتشابهات التي لا تزال بحاجة إلى تأويل وتظنّ هذا الحديث الذي تشابه مع ظاهرها أنّه جاء تأويلاً لها برغم أنّه فسَّر الماءَ بالماء فهي مُتشابهة بمعنى أنَّ ظاهرها غير باطنها وتحتاج إلى تأويل ولا يعلم تأويلها إلا الله ويُعلِمُ من يشاء من عباده، فلماذا تعمَدون إلى المُتشابه فتجادلون به وتَذَرون المُحكم الواضح والبيِّن الذي يأتي في نفس وذات وقلب الموضوع بكُل وضوح فينفي عقيدة الرؤية نفياً مُطلقاً؛ لن تراني؟ {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].
و صدق الله العظيم فيمن يتّبعون أحاديث الفتنة المُتشابهة مع آياتٍ لا تزال بحاجة للتأويل ويذَرون الآيات المُحكمات في قلب وذات الموضع ولذلك لا تحتاج إلى تأويل. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].
ولكنّك يا نسيم للأسف من الذين لا يُميَّزون بين المُحكم والمُتشابه ويجعلون المُحكم مُتشابهاً والمُتشابه مُحكماً، فتعال لأعلَّمك أنّ الفرق عظيم في التوضيح، وذلك لأنّ الآيات المُحكمات تأتي واضحةً وجليةً في نفس الموضوع وسوف نضع لكم الآيات المُتشابهات والآيات المُحكمات في شأن رؤية الله وسوف تشهدون بأنفسكم الفرق، ونأتي للآيات المُحكمات فلا تجدوها تحتاج إلى تأويل:
1 - قال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].
وفي الآيتين المُحكمتين في قلب ونفس وذات الموضوع تجدون النّفيَ المُطلقَ لرؤية الله جهرةً وليس للإنسان فحسب بل تجدون في الآية الأخرى أنّه لا تدركه أبصار الملائكة والإنس والجنّ جميعاً مَنْ في السماء والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} صدق الله العظيم [الأنعام:103]. وهذه صفات الربّ الأزليّة ولا تبديل لصفاته سُبحانه وتعالى علوَّا كبيراً، وأما الآية التي أوردناها في الرّد السابق عليك فزادتك ضلالاً إلى ضلالك وهي قول الله تعالى: {كَلًّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} صدق الله العظيم [المطففين:15].
وهنا حجابُ معرفة الربّ بالبصيرة، ومن كان أعمى عن معرفة الله في الدُنيا فهو كذلك محجوبٌ عن معرفته يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72].
وذلك الحجاب بينهم وبين معرفة الحقّ والحقّ هو ربّهم إنّما هو على قلوبهم وليس على أعينهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا (47) انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48)} صدق الله العظيم [الإسراء].
فانظر يا نسيم إلى البيان الحقّ للحجاب: {جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخرةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا}، فهل معنى ذلك إنهم لا يشاهدون محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظراً للحجاب! بل لا يفقهون نور الحق الذي يخرج من فاهِ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك لن يعرفوا الحقّ، والحق هو الله وذلك الحجاب هو ذاته المقصود يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72].
فانظر إليهم في الكتاب تجدهم يوم القيامة يبحثون عن شفعائهم ليشفعوا لهم عند ربّهم. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿52﴾ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ(53)} صدق الله العظيم [الأعراف:52].
ألا والله لو كانوا يعرفون ربّهم الحقّ لما بحثوا عن الشفعاء بين يديه يوم القيامة، فانظر لرد الله عليهم: {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ} [القصص:64]، فترى الصّالحين المقرّبين الذين كانوا يدعونهم من دون الله كفروا بعبادتهم ودعائِهم من ربهم. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)} صدق الله العظيم [يونس:28].
إذاً، هؤلاء لا يزال الحِجاب بينهم وبين معرفة أنَّ الله هو الحقّ موجوداً على قلوبهم يوم القيامة ولذلك تجدونهم حتى يوم القيامة يدعون شركاءهم المقرّبين من ربِّهم من دون الله ليشفعوا لهم عنده؛ أولئك لا يزال الحجاب على قلوبهم يوم القيامة ولذلك لا يعرفون ربهم الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَلًّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} صدق الله العظيم [المطففين: 15].
فذرِ المُتشابه لأهل الذكر الراسخين في العلم الذي يعلِّمُهم الله به إذا جادلتموهم بالمُتشابه من القرآن، واستمسِك بالمُحكم الواضح والبيّن إنّي لك ناصح أمين.
يا نسيم، اتّبعني ولا تتّبع علمَ الجهاد (طريد) بل عَلَم الجهاد يعلمُ أنّ الله لا يُرى جهرةً لا في الدُنيا ولا في الآخرة ولكن للأسف عِلْمه كعِلم الشيطان الرجيم، والشيطان عالِمٌ ولكنّه استكبر عن الحقّ وأخذته العزّة بالإثم فلعنه الله بكفره، وكذلك علم الجهاد الطريد.
ولن يستطيع علم الجهاد ولا جميعُ عُلماء شياطين الجن والإنس الذين يرون سبيل الحق فلا يتّخذونه سبيلاً أن يُهيمنوا على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بسلطان العلم من القرآن العظيم، وسوف أُلجمهم بمُحكمه إلجاماً، فإن استمسكتم بالمُتشابه وأعرضتم عن المُحكم الواضح والبيّن ففي قلوبكم زيغٌ عن الحقّ، والحُكمُ لله وهو أسرع الحاسبين.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ