[ لمتابعة رابط المشـــاركة الأصلية للبيـــان ]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=174036
الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 04 - 1436 هـ
24 - 01 - 2015 مـ
07:32 صباحاً
ـــــــــــــــــ
مزيدٌ من البيان للسائلين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته..
وقال الله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}[الإسراء:44].
قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} [النور:41].
وقال الله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحديد:1].
قال الله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الجمعة:1].
صــــدق الله العظيــــــــــم
وما ينطق محمدٌ رسول الله عن الهوى في دين الله؛ بل يوحي الله إليه بالحقّ فهل من العقل والمنطق أن يخلق الله شيئاً ليعبده ويسبح له سبحانه فمن ثمّ يأمر الله بقتله عدواناً وظلماً وهو لا يُؤكل؟ سبحانه فأيّ ظلمٍ هذا؟ كون الحديث المفترى جاء بحكمٍ عامٍ بقتل الثعابين ومثل هذا الحديث كمثل حديث الأمر بقتل بما يسمونهن بالفواسق كما يلي:
غير أنّنا لا ننهى عن قتل الأفاعي التي تدخل بيوت الناس كونها تعدّت على الحقوق، وبالنسبة للفئران التي تزعمون أنّ الرسول أمركم بقتلها أينما وجدتموها فمن ثمّ نقيم عليكم الحجّة بالحقّ ونقول فلا تزر وازرةٌ وزر أخرى فهل تريد أن تحاسبَ كافة الفئران بسبب ذنب فأرٍ مكث في مخزن المواد الغذائية لديك وفقع الأكياس بأسنانه، فهل تأخذ بثأرك منه ومن كافة الفئران في البرّ والبحر؟ والله لا يحب المعتدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:190].
وذلك نظام العدل بشكلٍ عامٍ؛ حفظَ الله الحقوق وحرّمَ الله الاعتداء على الإنسان والحيوان وهو لم يعتدِ عليك ولم يؤذِك.
وبالنسبة للفئران فمن ثمّ نفتيك بالحقّ ونقول: فلتقتل ذلك الفأر الذي اقتحم دارك. وأمّا أن يأمركم النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بقتل كافة الفئران أينما وجدتموها وهي لم تضركم ولم تعتدِ عليك فهذا هو الظلم بعينه. وكذلك الغراب فما ذنبه حتى تعلنوا الحرب عليه فتجعلوه من الفاسقين؟ واللهِ ليحاجّكم الغراب بظلمه بين يدي الله ربّ العالمين!
وبالنسبة للثعابين فما تعدّى منها فدخل البيوت فلا نحرّم قتلها كون قتلها يعتبر دفاعاً عن النفس، وأما التي لا تعتدي على أحدٍ وتعشعش في أعشاشها بعيداً عن الناس وتُجَنِّبُ الناس شرّها فلا يجوز الاعتداء عليها بغير الحقّ إلا من اضطر دفاعاً عن نفسه فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه، ولكنّ الله لا يحبّ المعتدين على حقوق الغير ظلماً وعدواناً. فلا تجبرنا للخوض في رفع الظلم عن الحيوان من قبل الإنسان كوننا لا نزال نسعى بدعوة رفع الظلم عن الإنسان، وكلّ شيءٍ في قدره المقدور، وإلى الله ترجع الأمور.
ويا رجل، ألا تنظر إلى برهان الافتراء كونه ظنّ أنّ الحيّة هو اسمٌ للأفعى بسبب وصف عصا موسى عليه الصلاة والسلام أنها صارت حيّةً تتحرك بعد إذ كانت جماداً ميتاً؟ وغرّ المفترين ذكرُ حياة العصا في محكم القرآن فظنّوا أنّ ذلك هو اسمٌ للأفعى، ولكن الله يقصد أنّه نفخ روح الحياة في عصا موسى فصارت حيّةً تسعى، أي العصا صارت حيّةً أي تحمل روح الحياة. ولكن ماذا أصبحت بعدَ أن صارت حيّةً تسعى؟ والجواب: ثعبانٌ مبينٌ. فلا يجوز تحريف كلام الله عن مواضعه المقصودة.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
___________