الموضوع: بيان للتذكير: قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )) صدق الله العظيم

النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. افتراضي بيان للتذكير: قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )) صدق الله العظيم


    اقتباس المشاركة 51014 من موضوع ردّ الامام على السائل: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، وعلى هذه الكلمة في الذكر تأسست عقيدة الشيعة الاثني عشر..



    - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 11 - 1430 هـ
    03 - 11 - 2009 مـ
    10:08 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ



    ظُلم الإشراك غيرُ ظُلم الخطيئة لأنّ المؤمن مُعرضٌ للابتلاء فيظلم نفسه بظلم الخطيئة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا أيها الصافي، الحمدُ لله الذي لم يجعلني مثلكم أقول على الله ما لم أعلم، ولم أتّبع أمر الشيطان الذي أمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، كمثال تأويلك بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    والمعصية بحد ذاتها ظلم والله يقول في محكم كتابه الكريم: {اني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين}، فصريح الآية الكريمة أن الإمامة الإلهية لا ينالها ظالم، والمعصية ظلم، وهذا الفضل الكبير يستحقه فقط السابق بالخيرات كما في قوله تعالى:
    {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير} صدق الله العظيم
    انتهى الاقتباس
    وأراك قد أوّلت الآية بغير الحقّ كما تحب أن تشرك بالمُبالغة في رسل الله وأئمة الكتاب، فإنهم حسب فتواك إنهم لا يخطئون، سُبحان الله لا إله غيره المُتنزه عن الخطأ وحده لا شريك له!

    وأمّا حُجتك التي تُحاجني بها وهو قول الله تعالى:
    {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124]. فهذه الآية هي من أكبر الحُجج عليكم في مُحكم الذكر يا معشر الشيعة الاثني عشر، إذ كيف تصطفون الطفل محمد بن الحسن العسكري وأنتم لا تعلمون هل هو سابق بالخيرات أم مُقتصد أم ظالم لنفسه مبين؟ وذلك لأنّ سبب اعتقادكم بأنّ المهديّ المنتظَر هو محمد بن الحسن العسكري كونكم تعتقدون أنّ أباه الحسن العسكري إمامٌ، وبما أنّ محمداً بن الحسن هو ابنه فاصطفيتموه إماماً ونسيتم فتوى الله سُبحانه إلى خليفته ورسوله إبراهيم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124]. فما يُدريكم هل هو من الظالمين لأنفسهم أم من الذين لم يوفوا بعهد الله؟ فالعلم عند الله ولستم أنتم من يعلمون الغيب.

    وأما بالنسبة لبيانك لهذه الآية أنّ الله يقصد بقوله تعالى:
    {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، فقال الصافي إن الله يقصد بقوله: {قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} وأفتى الصافي أنه يقصد ظُلم الخطيئة، ولكني المهديّ المنتظَر الذي لا يقول على الله إلا الحقّ أفتي بالحقّ أنه يقصد أعظم الظلم في الكتاب وهو الشرك بالله، فأولئك الذين يعلم الله أنهم بربهم مُشركون فلم يطهرهم بسبب كبرهم حتى الموت حتى لا ينالوا عهده ورحمته وعفوه. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ} صدق الله العظيم [النساء:48].

    إذاً إنما يقصد الله بقوله تعالى:
    {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124] ؛ أي يقصد ظُلم الشرك وليس ظُلم الخطيئة، وسوف أفتي الشيعة وأهل السُّنة والجماعة كيف يعلمون الحقّ من الباطل، أي كيف تعلمون هل حقاً تنطقون على الله بتفسير كلامه في كتابه بالحقّ أم إنكم قلتم على الله ما لا تعلمون بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فعلى سبيل المثال فتوى الصافي إنه لا ينبغي للأنبياء أن يخطئوا أبداً وأتى لنا بالبرهان حسب ظنّه برد الله على إبراهيم: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124]. فظن الشيعة أنه يقصد: لا ينال عهدي الخطّائين. ولذلك اعتقدوا أنّ الأنبياء والأئمة معصومون عن الخطأ عصمةً مُطلقةً حتى الموت فضلّوا وأضلّوا، ولكنك يا أيها الصافي إذا أردت أن تقدم فتوى للناس فعليك أولاً أن تعلم بأنّ لك أجرها وأجر من تبعها إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين إذا كانت فتوى بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ من محكم كتاب ربّ العالمين، ولكن عليك أن تعلم إذا كانت فتواك بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً أي إنّها تحتمل الصح وتحتمل الخطأ، فأقسم بربي: لا ينبغي لعبدٍ في الملكوت كُله أن يصيب الحقّ وهو قد قال على الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً؛ بل أوقع نفسه في تجارةٍ خاسرةٍ بسبب فتواه بغير علمٍ من ربّه فوقع في تجارةٍ خاسرةٍ إلى يوم القيامة وخسارته مُستمرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:25].

    إذاً أمر الفتوى في تفسير كلام الله هو لَمِنْ أعظم الأجر أو من أكبر الوزر، فإذا كانت الفتوى بالحقّ بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ من كتاب الله ربّ العالمين فهي تجارةٌ رابحةٌ فله أجرها وأجر من تبع علمه من الأمم إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين، وإذا كانت فتوى بالظن الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً فسوف يحمل وزره ووزر المعين لفتواه إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين.

    ويا أخي الصافي ويا معشر المتقين الذين لا يريدون أن يقولوا على الله ما لا يعلمون، إذا كنتم لا تريدون أن تقولوا على الله إلا الحقّ فتبيّنوا من كتاب ربكم هل قلتم على الله الحقّ أم نطقتم بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟ ولسوف أفتى كافة طُلاب العلم بالحقّ وأفتيكم بالحقّ يا معشر الشيعة وهو أن ترجعوا إلى الآيات المُحكمات البينات هن أمّ الكتاب يفهمها ويعلمها كلُّ ذو لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ثم تنظرون هل تفسيركم لقول الله تعالى:
    {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، فاجروا التطبيق فهل لا يتصادم تفسيركم لها مع محكم كتاب الله، فعند ذلك قد علمتم إنكم لم تقولوا على الله إلا الحقّ، وذلك لأنها أصحبت آيةً محكمةً ظاهرها كباطنها إن لم تتصادم مع الآيات المحكمات، وإذا وجدتم إن تفسيركم لهذه الآية قد تناقض مع آيةٍ مُحكمةٍ في كتاب الله في فتوى العصمة عن الخطيئة فعند ذلك تعلمون أنكم قُلتم على الله غير الحقّ فتتوبون إلى الله متاباً.

    وسوف نقوم الآن بالكشف عن تفسير الأخ الصافي فنقوم بعرضه على الآيات المُحكمات فإذا لم تتعارض مع أيَّةِ آيةٍ محكمة في الكتاب فلا يحقّ للمهدي المنتظَر أن ينكر تفسير الصافي فيسلم تسليماً إن وجدنا الصافي نطق بالحقّ، وما يدرينا هل نطق بالحقّ أو بالباطل فلن نستطيع أن نعلم ذلك علم اليقين حتى نقوم بعرض تفسيره لهذه الآية على الآيات المُحكمات فإذا لم نجد إنه قد أخطأ نبيّ قط فعند ذلك علمنا أن قول الله تعالى:
    {وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} هو آية مُحكمة ظاهرها كباطنها، وأنه يقصد لا ينال عهدي من ظلم نفسه وأخطأ في حياته. إذاً لا بد أن يكون الرسل والأئمة معصومون عن الخطأ لأنّ هذه الآية أصبحت مُحكمةً وليست مُتشابهةً إذا وجدناها لم تصطدم مع آيةٍ محكمةٍ، ولكني أشهد لله إن فيها من التشابه في كلمةٍ واحدةٍ وبسبب ذلك التشابه وقع الشيعة في الخطأ، وسوف آتيكم بموضع التشابه بالضبط وهو في كلمة {الظَّالِمِينَ}، فظنّ الشيعة أنّ الله يقصد ظُلم الخطيئة، وسبب ضلالهم هو التشابه بين {الظَّالِمِينَ} المُشركين وبين الظالمين بذنوب الخطأ، فما دامت هذه الكلمة من المُتشابهات فما يدرينا أي الظالمين يقصد؟ فهل يقصد الذين ظلموا أنفسهم بالشرك ولا يغفر الله أن يشرك به، أم إنّه يقصد ظُلم الخطيئة وخيرُ الخطائين التوابون، فإذا كنتم تتقون الله أن تقولوا عليه ما لا تعلموا فارجعوا للآيات المحكمات فإذا وجدتم في موضعٍ آخر أنّ أحد الأنبياء أخطأ خطأً واضحاً وجلياً لا شك ولا ريب وشهد الله عليه بخطأه فعند ذلك تعلمون علم اليقين إنهُ لا يقصد ظلم الخطيئة بل ظُلم الشرك، وبما إنكم وجدتم أنّ رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام قتل وكذلك يونس أخطأ خطأً كبيراً فظنّ في ربه بغير الحقّ أن لن يقدر عليه وذلك من بعد أن أرسله إلى قومه وارتكب هذا الخطأ العظيم في حقّ ربه من بعد تكليفه بتبليغ رسالة ربه. وقال الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٩إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿١٤٠فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴿١٤١فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿١٤٢فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤} صدق الله العظيم [الصافات].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿١٤٢فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤} صدق الله العظيم، ومن ثم تتساءلون ماذا فعل رسول الله يونس حتى يستحق هذا الجزاء، والجزاء هو أن يطيل الله في عمر الحوت وعمر يونس عليه السلام في بطن الحوت إلى يوم البعث. وارجعوا للكتاب فيفتيكم عن خطئه في حق ربه سُبحانه: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وهذا الخطأ الكبير حدث من رسول الله يونس من بعد إرساله وتكليفه بالبلاغ لرسالة ربه إلى مائة ألف من قومه أو يزيدون، ومن ثمّ انظروا لاعتراف رسول الله يونس بظُلمه لنفسه
    {سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} فانظروا يا معشر الشيعة لقول رسول الله يونس {إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} ومن ثم ترجعون إلى قول الله تعالى: {وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، فوجدنا تفسيركم جاء مُتناقضاً مع آيةٍ محكمةٍ في الكتاب، ومن ثم نأتي لقصة رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام الذي أخطأ وقتل رجلاً بغير الحقّ فأخطأ وظلم نفسه وتاب إلى ربه وأناب، وقال: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم} صدق الله العظيم [القصص:16]. إذاً يا معشر الشيعة، قد وجدتم تفسيركم قد تناقض مع آياتٍ مُحكماتٍ فتبيّن لكم إنه لا يقصد ظلم الخطيئة بل ظُلم الإشراك بربّ العالمين.

    ومن ثم نأتي لخطأ محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين اتّخذ قراراً من ذات نفسه أن يكون كمثل الملوك الذين يكون لهم أسرى في الحروب ولم ينتظر للفتوى من ربه، فجاء جبريل عليه الصلاة والسلام بالفتوى الحقّ من ربه ويُعْلِمَ نبيه أنه أخطأ خطأً كبيراً. وقال الله تعالى:
    {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    سبحان الله! ويقول الله تعالى بأن لولا رحمته التي كتب على نفسه لما جاء جبريل عليه السلام بالرد بل لكان مسّهم من ربهم عذابٌ عظيمٌ، وقال:
    {لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وهنا تبيّن لكم خطأ محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم في اتخاذ القرار الخاطئ وحدث منه ذلك من بعد تكليفه بالرسالة فتاب وأناب وغفر الله له خطأ ظلمه وظلم صحابته لأنفسهم، إنّه هو الغفور الرحيم، وعليه فقد أصبحت الآية التي يحاجُّني بها الصافي من المُتشابهات ونقطة التشابه في كلمةٍ واحدةٍ في قول الله تعالى:
    {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، والتشابه حدث في كلمة وهي {الظَّالِمِينَ}، فظنّ الشيعة أنّه يقصد ظُلم الخطيئة ولكن الله يقصد ظُلم الإشراك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ} صدق الله العظيم [النساء:48].

    وأعلى درجات ظلم الإنسان لنفسه هو الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [لقمان:13].

    وظُلم الإشراك غير ظُلم الخطيئة وذلك لأنّ المؤمن مُعرضٌ للابتلاء فيخطئ ويظلم نفسه بظلم الخطيئة وليس بظلم الشرك لأنه سوف يكون داعية للناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له فلا ينبغي أن يكون الداعية مُشركاً لأنه سوف يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وظلم الإشراك غير ظُلم الخطيئة لأن ظلم الخطيئة قد يحدث حتى بعد تكليف الرسول برسالة ربه.

    أفلا ترون أنكم اتّبعتم المُتشابه والذي يتناقض مع الآيات المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب ولم يأمركم الله أن تتبعوا المُتشابه الذي لا يعلم بتأويله إلا الله وحده ويعلِّم به من يشاء من عباده؟ بل أمركم الله باتباع الآيات المُحكمات البينات هُنّ أمّ الكتاب فتهتدوا إلى صراط ٍ مستقيم، وذلك لأنكم إذا اتبعتم المُتشابه فإنكم سوف تجدون ظاهره مخالفاً لآيات الكتاب المحكمات ثم تزيغوا عن الحقّ فيضلكم المُتشابه ضلالاً بعيداً. وقال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    و يا أيها الصافي، إني الإمام المهديّ بعهد الله وافٍ لا أشرك به شيئاً، ولكنني كُنت كثير الخطايا والذنوب فأنبت إلى ربي فوجدت ربي غفوراً رحيماً، فاجتباني وهداني وعلمني البيان للقرآن مُحكمه ومُتشابهه، ألا والله الذي لا إله غيره لو اجتمع الأولون والآخرون الأحياء منهم والأموات أجمعين ليحاجّوا الإمام المهديّ بالقرآن العظيم لجعلني الله المُهيمن عليهم جميعاً بسُلطان العلم ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فهل أنتم مُهتدون؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو الشيعة وأهل السُّنة والجماعة؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين)

    وقال الله تعالى(وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾
    إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ
    ﴿١١﴾صدق الله العظيم


    أخي الكريم بل يقصد في هذا الموضع ظُلم الخطيئة ولذلك قال الله تعالى(إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١١﴾ صدق الله العظيم

    فانظر إلى قول الله تعالى(ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١١﴾ صدق الله العظيم

    ولا ينبغي للمُرسلين ابداً ان يقعوا في ظلم الإشراك من بعد الإصطفاء ولكنهم قد يقعوا في ظلم الخطيئة كما سبق ان فصلنا بيان في هذا الشان تفصيلاً كرداً على احد الشيعة الذين يعتقدون العصمة للأنبياء من الخطاء عصمة مُطلقة ولكننا نفينا ذلك بالحق واتينا بالسلطان المبين واثبتنا بالبرهان المبين أن الانبياء معصومين من ظلم الإشراك بالله ومن الإفتراء على الله ولكنهم ليس بمعصومين من ظُلم الخطيئة ولذلك ارجو منك أو من أحد الانصار ان ياتينا بالبيان الذين افتينا فيه بهذا الشأن وفصلناه تفصيلاً ليضع نسخة منه هنى وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين )

    اخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

  3. افتراضي


    اقتباس المشاركة 141012 من موضوع رسالة من سبيل الرشاد إلى ناصر محمد اليماني، وفتوى الإمام المهديّ عن نفي الشفاعة ورؤية الله وعن العصمة ..


    - 5 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - ذو القعدة - 1430 هـ
    06 - 11 - 2009 مـ
    12:41 صباحاً
    ــــــــــــــــ



    { وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أيها الصافي، إنّما المهديّ المنتظَر ينطق بالحقّ ويدافع عن الحقّ ولا غير الحقّ وإليك سؤالي هذا: فهل تعلم بياناً لهذه الآية التالية غير بيانها التي تنزَّلت به وهو قول الله تعالى:
    {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49]؟

    فأمّا المهديّ المُنتظَر فيقول: إن هذه آيةٌ مُحكمةٌ من آيات أمّ الكتاب تُنَزِّهِ اللهَ عن ظُلم أحدٍ من عبيده، ولكن الصافي يصف الله بالظلم لأنّه لا يرى من رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام أي خطأ! فإذا لم يخطئ رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام، فلماذا قال الله تعالى:
    {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمرسلينَ ﴿139﴾ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿140﴾ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴿141﴾ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿142﴾ فَلَوْلَا أنّه كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿143﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿144﴾} صدق الله العظيم [الصافات]؟

    فلماذا كان يستحق هذا السجن المؤبد أن يلبث في بطن الحوت في ظُلماتٍ بعضها فوق بعض فكان الحُكم عليه بالسجن المؤبد إلى يوم البعث؟ ولو كان طيلة حياته لكان الأمر أهون! بل سوف يطيل حياة رسوله يونس ويطيل حياة الحوت لكي يطول سجنه إلى يوم البعث، فأصبح لا بد من أن يكون رسول الله يونس قد ظُلم نفسه، أمّا إذا لم يخطئ حسب فتوى الصافي فقد أصبح الله هو الظالم سبحانه، وسوف أترك رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام يُردّ على الصافي فيُنزه ربّه وقال:
    {أَن لّا إِلَهَ إلا أَنتَ سبحانكَ إِنِّي كنت مِنَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:87].

    فلماذا يا قوم تبالغون في عباد الله بغير الحقّ، نزّهوا ربَّكم إنّه الوحيد الذي لا يخطئ، وأمّا عباده فهم خطّاءون وخير الخطّائين التوابون، وينالون عهد ربّهم من بعد ظلمهم لأنفسهم،
    ألا وإن عهد ربّهم هو رحمته التي كتب على نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ ربّكم عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أنّه مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيات وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ ربّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إلا لِلَّهِ يَقُصُّ الحقّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولكنّكم يا معشر الشيعة تريدون أن تُبالغوا في رسل الله وأئمة آل البيت بغير الحقّ بأنّهم معصومون عن الخطأ عصمةً مُطلقةً ولكنّهم معصومون من الافتراء على الله، وأمّا الخطأ فلم يعصمهم الله بالعصمة المُطلقة عن الخطأ سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! فهو الوحيد لا إله غيره المُنزَّه عن الخطأ، فما خطبكم تجعلون لله أنداداً أفلا تتقون؟

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي


    اقتباس المشاركة 4645 من موضوع البيانُ العاجِل إلى كُلّ ذي عَقلٍ يَتدَبَّر ويَتفَكّر فيَتّبِع البيان الحَقّ للذِّكر ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    15 - جمادى الآخر - 1431 هـ
    29 - 05 - 2010 مـ
    09:47 مساءً
    (بحسَبِ التّقويم الرّسمِي لأمّ القُرَى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=2787
    ــــــــــــــــــــ



    البيانُ العاجِل إلى كُلّ ذي عَقلٍ يَتدَبَّر ويَتفَكّر فيَتّبِع البيان الحَقّ للذِّكر ..


    بِسْم الله الرّحمن الرّحيم؛ والصّلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطّيِّبينَ الطّاهِرينَ والصّلاة والسّلامُ على كافّة الأنبياءِ والمُرسَلين ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين؛ ولا أُفرّقُ بين أحَدٍ مِن رُسلِه حَنيفًا مُسلِمًا وما أنا مِن المُشرِكين..

    ويا أُمّة الإسلام يا حُجّاجَ بيتِ الله الحَرام، سَلامُ الله عليكم ورَحمتُه وبركاتُه، لقد رأيتُ بعد صَلاةِ فَجرِ هذا اليوم المُنقَضِي محمدًا رَسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان واقِفًا وأنا كنتُ كذلك واقفًا مِن خَلفِه وبرغم أنّي لم أكن أرى وَجهَهُ لأنّني واقفٌ خَلفَه غير أنّي أعلمُ أنّي وَاقفٌ وراءَ جَدِّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان وُقوفُنا فوقَ جَبلِ عَرفاتٍ؛ وكان ينظرُ إلى الحُجّاج ومِن ثُمّ سَمِعتُه يقول:
    [ يا حَسرَةً على المُعرضين عن الدّعوة إلى اتّباع الحَقّ مِن ربّهم ].

    ومِن ثُمّ سَمِعتُه يَتلو قول الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَٰسِقُونَ ‎﴿١٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الحديد].

    وانتهَت الرُّؤيا بالحقّ، ألا وإنّ المَقصُودَ
    بالحُجّاج بمَعنى أنه يَتحسَّرُ على المسلمين لأنه لا يَحجُّ بيتَ الله إلّا مُسلمٌ ومَن أظلمُ مِمّن افتَرَى على الله كذِبًا، فاتَّقوا الله يا أولي الألباب فلا يَجتَمِعُ النُّور والظُّلماتُ؛ فكيفَ السّبيلُ لإنقَاذِكم؟


    ويا عُلماء الأُمّة الإسلاميّة أجمَعين على مُختَلَفِ مَذاهِبِهم وفِرَقِهم؛ إنّي الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليمانيّ جَعَلنِي الله مُتَّبِعًا لكافّةِ الأنبياءِ والمُرسَلين مِن أوّلهم إلى خاتمِهم جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولذلكَ أدعُوكم وطائِفتَيْ أهلِ الكتابِ والناس أجمَعين إلى كلمةِ التّوحيدِ سواءٍ بيننا وبين الناس أجمَعِين أن لا نَعبُدَ إلّا الله الذي لا إله غيرُه الذي خلقَنِي وخلقَكم ربّ كُلِّ شيءٍ ومَليكه وأدعو إليه على بَصيرةٍ مِن لدُنه (القرآن العظيم)، فلماذا لا تَستَجِيبُون لدَعوة الحَقّ إن كنتُم مُؤمِنين؟ فما هي حُجّتُكم على ناصر محمد اليمانيّ {قُلْ هَاتُوا۟ بُرْهَٰنَكُمْ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ‏} [سورة البقرة]؟

    فلكُلّ دَعوَى بُرهان، ولا يَنبغِي أن يكونَ بُرهانُ الدَّعوَةِ إلى الرّحمن إلّا مِن الرّحمن، فهل عندكم كتابٌ هو أهدَى مِن كتابِ الله القرآن العظيم فأتَّبِعهُ؛ فأْتوا بسُلطانِ العِلم مِنهُ إن كنتم صادِقين؟ وقال الله تعالى: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَٰنٌ مُّبِينٌ ‎﴿١٥٦﴾‏ فَأْتُوا۟ بِكِتَٰبِكُمْ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [سورة الصافات].

    وقال الله تعالى: {قُلْ أَرَءَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِى مَاذَا خَلَقُوا۟ مِنَ ٱلْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱئْتُونِى بِكِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَآ أَوْ أَثَٰرَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎﴿٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الأحقاف].

    فانظروا يا قَوم إلى بُرهانِ دَعوةِ الصِّدقِ تَجِدُوا أنّ البُرهانَ هو العِلمُ الحَقّ مِن ربّ العالَمين، ولذلك قال الله تعالى: {ٱئْتُونِى بِكِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَآ أَوْ أَثَٰرَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎} صدق الله العظيم.

    ولكنكم تُجادِلونَني برِواياتٍ مُفتَرَياتٍ تُخالفُ لآياتِ الكتابِ البيّناتِ لعالِمِكم وجاهِلكُم إن كنتُم تَعقِلون! وعلى سَبيل المِثال: حُجّتكم التي تُحاجُّونَ بها الإمام المهديّ خليفة الله المُصطفَى ناصر محمد اليمانيّ فتُنكِرونَ عليه قوله: يا أيّها الناس إنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله المُصطفَى مِن ربِّ العالَمين. ومِن ثُمّ قلتُم: "ألا إنّ قَولكَ هذا للناسِ أنّك المهديّ المنتظَر هو حُجّتُنا عليك، كَون المهديّ المنتظَر إذا حضَرَ لا يقولُ أنّه المهديّ المنتظَر؛ بل علماء الأُمّة يُعَرِّفونَه على شَخصِه فيَقولون له أنّه المهديّ المنتظَر حتى ولو أنكَر أجبَروهُ على البَيعَةِ كَرهًا"! ومِن ثُمّ يقولُ لكم ناصر محمد اليمانيّ: فما يُدريكُم أنّه المهديّ المنتظَر إذا كان هو لا يَعلمُ أنّه المهديّ المنتظَر فهل أنتم أعلمُ منه؟ فكيف يَزيدُكم الله بَسطةً في العِلم على الإمام المهديّ! إذًا فكيف يَستطيعُ أن يَحكُمَ بينكم مِن كتابِ الله فيما كنتم فيه تَختَلفُون؛ أفَلا تَعقِلون؟

    ويا أُمّة الإسلامِ؛ إنّي أَشهَدُ والله يَشهَدُ وكفَى بالله شَهيدًا أنّ الله لم يَجعَل لكم الخِيرة في اصطِفاءِ خَليفَتِه مِن دُونِه سُبحانَه وتعالى عمّا يُشرِكون؛ بل الذي خلقَنِي وخلقَكُم هو الذي يَختارُ خليفَتَه في قَدَرِهِ المَقدُور في الكتابِ المَسطُورِ تَصديقًا لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ‎﴿٦٨﴾‏} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    ويا أُمّة الإسلامِ؛ والله الذي لا إله غَيرُه لا أعلمُ لكم بِسَبِيلٍ للنّجاةِ إلّا أن تَعتَصِمُوا بحَبلِ الله القرآنِ العَظيم؛ فتَعتَصِمُوا بمُحكَم كتابِ الله وتَكفُروا بما خالَفَ لمُحكَم كتابِ الله سَوَاءً في التّوراةِ أو في الإنجيلِ أو في أحادِيث ورِواياتِ السُّنة النّبوِيّة، وذلكَ لأنّ الله لم يَعِدكم إلّا بحِفظِ كتابِ الله القرآن العظيم مِن التّحريفِ والتَّزيِيفِ إلى يومِ الدِّين ولذلكَ تَجِدونَه نُسخةً واحِدةً في العالَمين لم تَختَلِف فيه كلمةٌ واحدةٌ برغمِ أنّه عاصَرَ أعمارَ أُمَمٍ مِن البشَر ولا يزالُ مَحفوظًا مِن التّحريفِ تَصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ ‎﴿٩﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الحجر].

    ويا علماءَ المسلمين وأُمّتَهم؛ إنّ لكم الحَقّ أن لا تُصدِّقوا الإمامَ ناصِر محمد اليمانيّ حتى تَجِدوهُ هو حقًّ أعلمكم بكتابِ الله القرآن العظيم، ومِن ثُمّ لا تَجِدُوا أحدًا منكم يَستَطيع أن يأتِي بتَأويلِ القرآن كمِثلِ بيان الإمام ناصر محمد اليمانيّ، فإذا تبيَّنَ لكم أنّ بيانِي للقرآن هو حقًّا خَيرٌ مِنكُم وأحسَنُ تَفسِيرًا فقد تبيّنَ لكم أنّي حقًّا أعلمُكم بكتابِ الله القرآن العظيم.

    ولربّما يَوَدُّ أحدُ علماءِ الأُمّة أن يقول: "نعم إنّ لديكَ عِلمًا وافِرًا مِن كتابِ الله مِمّا عَلَّمكُم الله ولكن هذا لا يَعنِي أنكَ المهديّ المنتظَر". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليكم الإمام ناصر محمد اليمانيّ وأقول: ويا سُبحانَ ربّي! فكيفَ يُؤتِينِي اللهُ الحُكمَ والكتابَ ومِن ثُمّ أفتَري عليه ولم يَصطفِني المهديَّ المنتظَر ما لم يكن حقًّا اصطَفانِي عليكم وزادَني عليكم بسطةً في العِلم، أفلا تَعقِلون؟

    وإليكم سُؤال المهديّ المنتظَر: فهل لو أنّ الأنبياءَ افتَرَوْا على الله واتّبَعَهم الناسُ في دَعوَتِهم إلى عبادَة الله وهم ليسُوا بأنبياء ولم يُوحِ اللهُ إليهم شيئًا؛ فهل تَرَوْنَ أنّ الله سوفَ يُحاسِبُ أتباعَهم على اتّباعِهم وهم اسَتَجابوا لدَعوَة الحَقّ إلى عِبادَة الله وَحدَه لا شَريكَ له؟ حتى ولو كان الأنبياءُ مُفتَرينَ في الكتابِ المُنَزَّلِ عليهم لمَا حاسَبَ الله أتباعَهُم؛ بل سوفَ يُحاسِبُ مَن افتَرَى عليه وَحدَه تَصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُۥ فَعَلَىَّ إِجْرَامِى} صدق الله العظيم [سورة هود: 35].

    وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ إن يَكن مُفتَرِيًا وليسَ الإمام المهديّ المنتظَر فعَلَيَّ إجرَامِي، وأمّا أنتم فكيفَ يُحاسِبُكم الله لو استجَبتُم لدَعوَة الحَقّ إلى عِبادَةِ الله وَحدَه لا شَريكَ له وأتّبَعتُم آيات الكتابِ البَيِّناتِ لا يَكفرُ بها إلّا الفاسِقون؟ وذلك لأنّي أرَى الشياطين تُخوِّفكم في أنفُسِكم فتُوسْوِس لكم بغير الحَقّ فتقولون: "ماذا لو اتّبعنا الإمام ناصر محمد اليمانيّ وهو ليسَ المهديّ المنتظَر؟ إذًا فقد أضَلَّنا عن سوَاء السّبيل". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليكم الإمام المهديّ وعلى شياطينِكم مِن الجنّ والإنس: فهل مَن عبَدَ الله وَحدَه لا شريكَ له حتى جاءَ ربَّه بقلبٍ سليمٍ مِن الشِّركِ؛ فهل ترَونَه قد ضلّ عن سوَاء السّبيل؟ أفلا تتّقُون؟

    ويا علماءَ أُمّة الإسلام، إنّما أعِظُكُم بواحِدةٍ هو أن تقولوا: "يا ناصر محمد اليمانيّ نحن لن نُصَدّقَ أنّك حقًّا الإمام المهديّ حتى نَجِدكَ تَستَطيعُ أن تَحكُمَ بيننا فيما كُنّا نَختَلِفُ فيه مِن الدِّين فتأتينا بالحُكم المُقنِع لعُقولنا مِن مُحكَم كتابِ الله القرآن العظيم". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليكم ناصر محمد اليمانيّ وأقول: فذلك بيني وبينكم وما يَنبَغي لي أن أحكُمَ بينكم إلّا بما أرانِي الله في مُحكَم كتابِه تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُ} صدق الله العظيم [سورة النساء: 105].

    وقال الله تعالى: {وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِى ٱخْتَلَفُوا۟ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ‎﴿٦٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النحل].

    وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ} صدق الله العظيم [سورة المائدة: 48].

    ولرُبّما يَودُّ أحدُ فَطاحِلةِ علماء الأُمّة أن يُقاطِعَني فيقول: "مَهلًا مَهلًا إنّما ذلكَ القولُ مِن الله والأمرُ هو إلى رسوله وليسَ لك يا ناصر محمد اليمانيّ". ومِن ثُمّ يَردُّ عليه الإمام المهديّ وأقول: ولكنّي مُتّبعٌ ولستُ مُبتَدِعًا، وأعوذُ بالله أن أكون مِن الجاهلين فأَتّبع أهوَاءَكم؛ بل أدعوكم على بَصيرَةٍ مِن الله وهي ذاتها بَصيرَة محمدٍ رسول الله بالقرآن العظيم صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلكَ أُحاجّ الناس بما كان يُحاجّهم به خاتم الأنبياء محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - القرآن العظيم تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَٰذِهِۦ سَبِيلِىٓ أَدْعُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى} صدق الله العظيم [سورة يوسف: 108].

    إذًا بَصيرة القرآن هي لمحمدٍ رسول الله ولِمَن اتَّبعه، فلماذا اتّخَذتُم هذا القرآن مَهجُورًا؟ فمَن يُجيرُكم مِن الله؟ ولرُبّما يَودُّ عالِمٌ آخر أن يقول: "فهل أنت يا مَن تَزعمُ أنك المهديّ المنتظَر أعلمُ مِن محمدٍ رسول الله وصحابته الأخيار بهذا القرآن العظيم؟ فقد بيَّنه لنا محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن طريق السُّنة فيَكفينا اتّباع السُّنة وذلك لأنّ القرآن لا يَعلمُ تأويله إلّا الله تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:7].

    ومن ثُمّ يردُّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى: {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَٰنِۭ بِهَٰذَآ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ‎﴿٦٨﴾‏ قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ‎﴿٦٩﴾‏} صدق الله العظيم [سورة يونس].

    ولكنّي لم أجِد في كتابِ الله أنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلّا الله؛ بل قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلَّا ٱلْفَٰسِقُونَ ‎﴿٩٩﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وقال الله تعالى: {هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ مِنْهُ ءَايَٰتٌ مُّحْكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَآءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِۦ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِى ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ‎﴿٧﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    إذًا يا قوم إنّما يَقصِدُ الله بقوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُ}؛ ويَقصدُ المُتَشابه وليس آياتِ الكتابِ المُحكَماتِ البيّنات هُنّ أُمّ الكتاب لعالِمكم وجاهِلكم، فلمَ تُحرِّفون كلامَ الله عن مَواضِعه حتى تتّبعوا أهواءَكم أفلا تتّقون؟ فمَن يُجيرُكم مِن الله؟ أفَلا تعلمونَ أنَّما المُتشابه في القرآن قليلٌ بنسبة عشرةٍ في المائة تَقريبًا وتِسعينَ في المائة مِن آياتِ الكتابِ آياتٌ مُحكَماتٌ هُنّ أُمّ الكتاب جَعلهُنّ الله آياتٍ بيّناتٍ لعالِمكم وجاهلكم حتى لا تكونَ لكم الحُجّة على الله؛ بل وتُوجَدُ سورٌ جميعها مُحكَمٌ واضحٌ بيِّنٌ للعالِم والجاهل، أم أنّكم لا تَعلمونَ ما يَقصِدُ الله بقوله في سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ‎﴿١﴾‏ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ‎﴿٢﴾‏ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ‎﴿٣﴾‏ وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ‎﴿٤﴾‏} صدق الله العظيم.

    أم أنّكم لا تعلمون ما يقصِدُ الله بقوله تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُۥ خَٰشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَتِلْكَ ٱلْأَمْثَٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ‎﴿٢١﴾‏ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ هُوَ ٱلرَّحْمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ ‎﴿٢٢﴾‏ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ‎﴿٢٣﴾‏ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ‎﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [سورة الحشر].

    ويا علماء أُمّة الإسلام لِمَ تخدَعونَ أنفسَكم وأُمَّتكم؟ فإذا كان لا يعلمُ تأويله إلّا الله؛ فلِمَ تجرَّأتُم على تفسيرِ القرآن مُحكَمه ومُتشابهه وأنتم لا تُفرِّقونَ بين المُتشابه والمُحكَم؟ ولسوفَ أُفتيكم وأُمّة المسلمين عالِمهم وجاهلهم كيف تُميِّزون بين آياتِ الكتابِ المُحكَمات هُنّ أُمّ الكتاب والآيات المُتشابهات؛ ألا وإنّ الأمرَ يَسيرٌ جدًّا يُدرِكُه أولوا الألباب الذين يتدبّرون آياتِ الكتاب الذين يَتلونَه حقَّ تلاوتِه تصديقًا لقول الله تعالى: {ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَتْلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُو۟لَٰٓئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِۦ وَمَن يَكْفُرْ بِهِۦ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ ‎﴿١٢١﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولا يَقصِدُ حقَّ تِلاوَته بالغُنّة والقلقلة والتّجوِيد كما جَعلتُم جُلَّ اهتِمامِكُم في ذلك وذلك مَبلغُكم مِن العِلم! بل حقّ تِلاوَته أيْ: بالتَّدبُّر والتَّفكُّر في آياتِه تَصديقًا لقول الله تعالى: {كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓا۟ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ‎﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [سورة ص].

    وأمّا كيف تَستَطيعونَ أن تُميِّزوا بين آياتِ الكتابِ المُحكَماتِ مِن الآياتِ المُتشابِهات؛ فسَبقَ أن ضَربنا لكم على ذلك مَثلًا في قول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وكلمة التّشابُه هي في قول الله تعالى: {ٱلظَّٰلِمِينَ} فهل يَقصِدُ ظُلمَ الخطيئَة أم يَقصِدُ ظُلمَ الشِّركِ في القلبِ؟ فإذا كان يَقصِدُ ظُلمَ الخَطيئة فهذا يعني أنّ جميع الأنبياء والأئمّة مَعصومونَ مِن الخَطيئَة! ولكنّ الظنّ لا يُغني مِن الحَقّ شيئًا؛ فكيفَ لكم أن تَعلموا هل في هذه الآية تَشابُهٌ أم أنّها مُحكَمة؟ فالأمرُ يَسيرٌ عليكم لو كنتم تَعقِلون، فارجِعوا إلى قِصص الأنبياء والمُرسَلين وتدبَّروا هل قَطُّ وَجدتُم لأحَدِهم أخطاءً؟ فإذا لم تَجِدُوا أنّ أحدَهُم أخطأَ فقد تبيَّنَ لكم أنّ قول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾} صدق الله العظيم، خاليَة مِن كلماتِ التّشابُه.

    أمّا إذا وَجَدتُم أنّ المُرسَلين قد يَتعرّضُونَ لظُلم الخطيئَة فقد أصبحَت الآية فيها كلماتٌ مُتَشابِهة، وتعالوا للتّطبيقِ للتّصدِيق؛ فهل نَجِدُ أنّ الله يُفتِينا في آيةٍ أُخرَى أنّ المُرسَلين يتَعرّضُونَ لظُلم الخَطيئَة؟ وتَجِدونَ الفَتوَى في قولِ الله تعالى: {يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّى لَا يَخَافُ لَدَىَّ ٱلْمُرْسَلُونَ ‎﴿١٠﴾‏ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنَۢا بَعْدَ سُوٓءٍ فَإِنِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿١١﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النمل].

    إذًا يا قوم إنّ المُرسَلين مُعرَّضونَ لظُلم الخطيئة وربّي غَفورٌ رَحيمٌ لِمَن تابَ وأنابَ كما أخطأ نبيّ الله موسى فارتكبَ ظُلم الخطيئَة بقتلِ نفسٍ تَعصُّبًا مع الذي هو مِن شِيعتِه في ساعةِ غَضبٍ، ولَمّا أدركَ موسى أنّه ظَلمَ نفسَه بخطيئَة القَتلِ قال: {قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَٱغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُۥٓ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ‎﴿١٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    وذلك تَصديقًا لقول الله تعالى: {يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّى لَا يَخَافُ لَدَىَّ ٱلْمُرْسَلُونَ ‎﴿١٠﴾‏ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنَۢا بَعْدَ سُوٓءٍ فَإِنِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿١١﴾‏} صدق الله العظيم.

    ولو يتَدَبّر الباحثون عن الحَقّ كيف اختَلفَ علماءُ الشيعة وعلماءُ السُّنة في هذه المسألة فكُلٌّ منهم جاء ببُرهانه مِن القرآن، فأمّا الشيعة فقالوا أنّ الأنبياء والأئمة مَعصومُونَ مِن ظُلم الخَطيئَة وجاءُوا بالبُرهان على عقيدتهم مِن مُتَشابِه القرآن وقالوا: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وأمّا أهلُ السُّنة فاستَدَلّوا بقَتلِ موسى لنفسٍ فظلمَ نفسَه فتابَ وأنابَ وجاءُوا بالبُرهان مِن القرآن في قَولِ الله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَٱغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُۥٓ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ‎﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [سورة القصص].

    وعجَزَ أهلُ السُّنة في إقناعِ الشيعَة وعَجَز الشيعة في إقناعِ السُّنة! ولكنّ ناصر محمد اليمانيّ سوفَ يُلجمُ أَلْسِنَةَ الشيعة والسُّنة بالحقّ حتى لا يَجِدُوا إلّا أن يُسَلّموا تسليمًا لِما قَضيتُ بينهم بالحقّ أو يكفروا بالقرآن العظيم! وأمّا سِرُّ إلجامِي للشيعة، وذلك لأنّي أخَذتُ الآية التي يُحاجّونَ بها الناس وبيَّنتُ أنّ فيها مِن كلماتِ التّشابُه، وأنه يَقصِدُ ظُلمَ الشِّركِ ولا يَقصِدُ ظُلمَ الخطيئة وذلك لأنّ الشِّركَ ظُلمٌ عظيمٌ تصديقًا لقول الله تعالى: {ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَلَمْ يَلْبِسُوٓا۟ إِيمَٰنَهُم بِظُلْمٍ أُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ‎﴿٨٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة الأنعام]، أي: أنّ قلوبَهم سَليمةٌ مِن ظُلم الشِّركِ بالله تصديقًا لقول الله تعالى: {‏يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ‎﴿٨٨﴾‏ إِلَّا مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ‎﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الشعراء].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة لقمان: 13].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا ‎﴿١١٦﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    ولذلك لا يَنبغِي أن يكون الأنبياء والأئمة مِن المُشركين بالله؛ بل يُطهِّر الله قُلوبَهم مِن ذلك تَطهيرًا حتى يَدعُوا الناس إلى كلِمة التّوحيدِ فيُخرجُوا الناس مِن الظُلماتِ إلى النُّور. وتبيَّن لكم الآن البيان الحَقّ لقول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وتَبيَّنَ لكم أنه يَقصِد: ظُلم الشِّركِ وليس ظُلمَ الخَطيئَة.

    ويا معشَر الأنصار، أرجُو مِن الله أن لا تَمَلّوا كثرةَ التِّكرارِ والتّفصِيلِ المُستَمِرّ لعلّه يُحدِثُ لهم ذِكرًا وتَجِدونَني أُكرِّر هذه النقطة كون هذه العقيدَة هي السبب في مُبالغَة الشيعة في الأئِمّة أنهم مَعصُومُونَ مِن الخطأ ويُحاجّونَ الناسَ بقول الله تعالى: {وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٢٤﴾‏} صدق الله العظيم.

    ولكنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ؛ أَشهدُ لِله أنّي قد ارتَكبتُ ذُنوبًا كثيرةً ولا يُحِيطُ بها الناسُ عِلمًا، والحمدُ لله الذي هَداني حين وَجدَني تائبًا مُنيبًا فهَدانِي إلى ما يُحبُّه ويَرضَاه، والحمدُ لله ربّ العالَمين.

    ولرُبّما يَوَدُّ أحَدُ الأنصار أن يُقاطعَ المهديّ المنتظَر فيقول: "يا إمام ناصر لا تَجعَل للناس الحُجّة علينا فإنهم يُنكِرونَ أمرَك، وحين يَجدُونَ أنّكَ تقول: (أَشهَدُ لِله أنّي قد ارتَكبتُ ذُنوبًا كثيرةً ولا يُحيطُ بها الناسُ عِلمًا)، سوفَ يَزدادُونَ إنكارًا وسَيَقولونَ: أفَلَا تَرَونَ إمامَكم أنّه كان يَتّبِعُ الشَّهَواتِ؟! فكيف تُصدِّقونَه؟". ومِن ثُمّ يَرُدُّ عليه الإمام المهديّ الحَقّ وأقول: بل إنّي بقولي هذا قد أغلقتُ بابًا كبيرًا مِن أبوابِ الوَسواسِ الخنّاس في صُدورِ الناس حتى لا يَقولوا لأنصاري المُذنِبين: "كيف يقول ناصر محمد اليمانيّ أن أتْباعَهُ صَفْوَةُ البَشَريَّة وخير البَرِيّة وأنتم تَعلَمُونَ أنفسَكُم أنكم قد أذنَبتُم كثيرًا وناصر محمد اليمانيّ لا يعلمُ بِذُنوبِكُم، أفَلَا تَذكُرُ يا فلان ماذا فَعلتُ أنا وأنتَ في الجِنسِ اللطيفِ في الإجازة يوم سَافَرنا إلى الدّولةِ الفُلانيَّة؟ فكيف تكونُ مِن صَفوَةِ البَشَريّة وخيرِ البَريّة كونكَ مِن أتباعِ ناصر محمد اليمانيّ؟! فهذا يَدُلّ أنه لن يتّبِعَه إلّا الغاوُون"، ومِن ثُمّ يردُّ عليه الإمام ناصر محمد اليمانيّ الذي كان مِن المُذنِبينَ وأقول: بل نحن التَّوّابُونَ المُتَطهِّرون أحبابُ ربّ العالَمين تَصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ} صدق الله العظيم [سورة البقرة: 222].

    ولا حاجَةَ لنا برضوانِ العالَمين؛ بل نَعبُد نعيمَ رِضوانِ الله ربّ العالَمين فنحن له عابدُون وفي حُبّه وقُربِه مُتنافِسُون.

    وسَلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالَمين..
    أخوكُم المُذنبُ التّائِب المُنيبُ إلى ربّه ليَغفِرَ ذنبَه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي


    اقتباس المشاركة 51404 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..

    - 30 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - 11 - 1430 هـ
    25 - 10 - 2009 مـ
    05:34 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    ردّ المهديّ لبيان قوله تعالى: { أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ } صدق الله العظيم ..

    اقتباس المشاركة :
    امامنا الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ارجو من امامنا الحبيب تفسير هذة الاية الكريمة وهل كان يلقى الشيطان على قراة النبى فعلا بسم الله الرحمن الرحيم ..وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نبيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ صدق الله العظيم
    وجزاكم الله خيرا عنا يا امام
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ للهِ ربّ العالمين ..
    أخي كوراك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وسبقت من الفتوى بالبيان الحقّ لهذه الآية فأتينا بالبرهان من محكم القرآن ونقتبس لك الرد من بيان لنا من قبل بما يلي:

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار المؤمنين بالقرآن العظيم تدبّروا قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    وإلى البيان الحقّ، حقيق لا أقول على الله بالبيان غير الحقّ، فآتيكم بالبيان من ذات القرآن حتى يتبيَّن لكم أنّه الحقّ، وفي هذه الآية يُعلِّمكم الله أنّه لم يهدِ الأنبياء والمرسَلين حتى بحثوا عن الحقّ بالاجتهاد الفكري فتمنّوا أن يتّبعوا سبيل الحقّ ومن ثم هداهم الله إلى الحقّ واصطفاهم واستخلصهم لنفسه وبعثهم إلى الناس رسُلاً من ربّ العالمين، ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيّتهم شكّاً من بعد تحقيقها، ومن ثم يُحْكِم الله لهم آياته ويبيِّنها لهم، ومن ثم يطهِّر الله بآياته قلوبهم من الشك تطهيراً.

    فلنبدأ برسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وآله وسلّم؛ الباحثُ عن الحقّ الذي لم يقتنع بعبادة الأصنام ويرى أنّهم لا ينفعون ولا يضرون ومن ثم تفكَّر في خلق السماوات والأرض، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٧٤﴾ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا معشر أولي الألباب الذين يتدبّرون الكتاب، تدبّروا قول إبراهيم: {قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم؛ وذلك هو التمنّي لاتّباع الحقّ ولا يريد غير الحقّ وهذا هو البيان لشطر من الآية في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ} صدق الله العظيم [الحج:52]. ومن ثم يهديه الله الحقّ إلى الحقِّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    ومن ثم نأتي لبيان قوله تعالى: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}، وذلك يأتي من بعد أن يهديه الله إلى الحقّ ويستخلصه لنفسه ويبعثه إلى الناس رسولاً حتى إذا علم الله أنّ نبيّه صار يعتقد في نفسه أنّه لا ولن يشك في الحقّ الذي علّمه الله به أبداً ونسي أنّ قلبه بيد ربّه يَصرفه كيف يشاء ونسيَ أنّ الله يحول بين المرء وقلبه، وأراد الله أن يُعلّمهم درساً في العقيدة في علم الهدى، فمن ثم يُلقي الشيطان في نفسه شكّاً في الحقّ الذي قد صار يدعو الناس إليه، ومن ثم يُحكم الله له آياته فيبيّنها له فيعلم أنّه على الحقّ المبين ويُطهِّر الله قلبه من الشكّ تطهيراً.

    ونأتي الآن للبيان لقول الله تعالى: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} صدق الله العظيم؛ أي ألقى الشيطان في أمنيته شكّاً من بعد أن تحقّقت أمنيته وهداه الله إلى الحقّ، فنعود لقصة رسول الله إبراهيم، هل حدث له هذا من بعد أن اجتهد اجتهاداً فكريّاً وبحث عن الحقّ وهداه الله إليه واستخلصه لنفسه وجعله للناس إماماً ورسول الله إليهم وصار يدعوهم إلى الحقّ؟ ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيته الشك ومن ثم حكَّم الله له آياته وطهّر قلبه مما ألقاه الشيطان، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثم نأتي لرسول الله موسى عليه الصلاة والسلام؛ وكان باحثاً عن الحقّ ولا يريد غير الحقّ وكان ينتمي لطائفةٍ ممّن كانوا على دين رسول الله يوسف الذي بعثه الله بالبيّنات إلى آل فرعون ولكنّهم فرّقوا دينهم شيعاً واختلفوا في البيّنات، وكان نبيّ الله موسى ينتمي لأحد الطوائف وأرداه أحدهم فقتل نفساً بغير الحقّ، وقال الله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    ومن ثم كادت الحادثة أن تتكرّر اليوم الآخر، وقال الله تعالى: {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ۚ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ﴿١٨﴾ فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    ومن ثم فرَّ موسى وهو متألمٌ لِما حدث وقال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص:16]، ومن ثم قرّر أن يفرّ من آل فرعون وكذلك يعتزل شيعته الذين كانوا سبباً في قتله لنفس بغير الحقّ ويرى أنّه لمن الضالين ولم يهتدِ إلى الحقّ بعد، وقرّر الفرار من آل فرعون ويهاجر إلى ربّه ليهديه سبيل الحقّ، واصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً وقال له فرعون، قال الله تعالى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ﴿١٨﴾ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿١٩﴾ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٢٠﴾ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ومعنى قول موسى: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٢٠﴾ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّه كان من الضالين عن الطريق الحق؛ بمعنى أنّه كان يظنّ أنه على الحقّ وتبيَّن له أنه لا يزال ضالاً عن الحقّ وكان يظن أنّ هذه الطائفة على الحقّ، حتى إذا فرَّ وهاجر في سبيل الله اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً بعد رجوعه من مَدْيَن، وبعد أن اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً واعتقد موسى أنّه لا ولن يشك أبداً في الحقّ الذي هداه الله إليه وأيَّده بآيتين من عنده، واعتقد موسى أنّه لا يفتنه شيءٌ عن الحقّ الذي علِمه من ربِّه وأراد الله أن يُعلِّمه درساً في العقيدة في علم الهُدى، فألقى الشيطان في أمنيته شكّاً حين ألقى السحرة عصيّهم وحبالهم فخُيّل إليه من سحرهم أنّها تسعى وأوجس في نفسه خيفةً موسى، وتزلزلت العقيدة الحقّ في قلب موسى بعد أن هداه الله إليه ومن ثم حكّم الله له آياتِه وأوحى إليه أن أَلق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون، وأعاد الله اليقين إلى قلب موسى وحكم الله له آياته فتبيّن له أنّه على الحقّ المُبين، وقال الله تعالى: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ﴿٦٦﴾ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ﴿٦٧﴾ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [طه].

    والشكّ الذي ألقاه الشيطان في أمنية موسى من بعد أن هداه الله إلى الحقّ واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً، ومن بعد الدعوة ألقى الشيطان في أمنيته شكّاً ثم حكّم الله له آياته، وذلك قول الله تعالى: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ﴿٦٧﴾ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثم نأتي لنبي الله عُزير المؤمن مرَّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشها وألقى الشيطان في أمنيته شكّاً بعد إذ هداه الله إلى الحقّ وقال: كيف يبعث الله أهل هذه القرية من بعد موتهم؟ ومن ثم أماته الله هو وحماره مائة عامٍ ثم بعثه ليُحْكِم الله له آياته وأراه كيف يكون ذلك، فبعثه ومن ثم بعث حماره وهو ينظر إليه وقال انظر إلى العظام كيف ننشزها فلما تبيّن له ذلك قال عزير أعلم إنّ الله على كل شيءٍ قدير. وقال الله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّـهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٥٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثم نأتي إلى خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد رسول الله - صلّى الله عليه و آله وسلّم - بعد أن وجده الله ضالاً باحثاً عن الحقّ لا يعلم أيُّهُم على الحقّ فيتّبعه، هل قومه أم النصارى أم اليهود؟ وكان يعتزل الناس في الغار يتفكّر ويريد من الله أن يهديه إلى الحقّ ولم يكن على ضلالٍ لأنّه لم يعبد الأصنام ولم يعتنق النصرانيّة ولا اليهوديّة ولكنّه كان ضالاً عن الطريق الحقّ وهو لا يريد غير الحقّ ثم هداه الله إلى الحق، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿٧﴾} [الضحى]، واصطفاه الله وهداه إلى الحقّ وأوحى إليه بالحقِّ عن طريق جبريل عليه الصلاة والسلام وبعثه الله إلى الناس رسولاً وكان يدعوهم إلى الحقّ ولكنّه كان يعتقد أنّه لا يمكن أن يشكّ في الحقّ بعد إذ هداه الله إليه وأراد الله أن يُعلِّمه درساً في العقيدة في علم الهُدى.

    وقال له قومه إنّما اعتراك أحد آلهتنا بسوء بمسٍّ شيطانٍ وهو الذي يوحي إليك ذلك، فشكَّ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إن الذي يُكلمه لعله يكون من الشياطين ولم يُبدِ ذلك الشكّ لأحدٍ وهو أمّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، وذلك لأنّ قومه قالوا له: "إنّ الذي يُكلّمك شيطانٌ وليس ملَكاً" بسبب إعراضه عن آلهتهم ولذلك ردّ الله عليهم مع التحذير لنبيه بقوله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠﴾ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١﴾ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴿٢١٢﴾ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ولكنّ محمداً رسول الله أصبح مثله كمثل إبراهيم يُريد أن يطمئن قلبه، وقال تعالى: {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ولكنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يسأل الذين أوتوا الكتاب بل أناب إلى الله ويريد أن يعلم علم اليقين أنّه على الحقّ المُبين، ومن ثم أرسل الله له جبريل عليه الصلاة والسلام بدعوة له من ربِّه ليُريَه بعين اليقين النار ومن فيها من الذين كذبوا بالحقِّ من ربّهم من الأمم الأولى ويريَه الجنّة ومن فيها من المُتقين وأراه الله من آياته الكُبرى ليطمئن قلبه أنّه على الحقّ المبين، وقال الله تعالى: {لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    إذاً أحكَم الله آياته لنبيِّه وأراه من آيات ربّه الكُبرى ليلة الإسراء والمعراج إلى سدرة المُنتهى فطهَّر الله قلبه من الشكِّ تطهيراً، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    وسلامُ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العالمين ..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    _________________


    [ لمزيد من التفصيل الهامّ حول الفتوى المتعلقة باسم نبيّ الله الذي أماته مائة عام ثم بعثه، نرجو الدخول للرابط التالي ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=169088
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. [ فيديو ] من هو القرين في هذه الآية الكريمة: { قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِ‌ينٌ }؟
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-03-2018, 03:10 PM
  2. من هو القرين في هذه الآية الكريمة: { قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِ‌ينٌ }؟
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-07-2013, 10:42 AM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26-12-2011, 04:53 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-04-2010, 09:47 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-04-2010, 09:47 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •