الموضوع: الحكمة من خلق العبيد

النتائج 1 إلى 10 من 14
  1. افتراضي الحكمة من خلق العبيد



    يتبادر بذهني اخوتي في حب ربي وقربه ورضوان نفسه الحكمة من خلقنا هل من أجل الجنة ربي خلقنا ام هي جزاء لنا حسب ما تدبرت ايات الله في الكتاب احب ان اتعلم من صاحب علم الكتاب الشامل بيان هذه الآية قال تعالى: { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٥﴾ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧﴾ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴿٥٨﴾ } صدق الله العظيم [ الذاريات].

  2. افتراضي

    الله اعلم اخي نرجو الرد من اهل العلم من الانصار

  3. افتراضي

    اقتباس


    سؤال آخر، وما هو سر الحكمة من خلق الله لعباده هل لكي يدخلهم جنته أو يعذبهم بناره؟ والجواب من محكم الكتاب: قال الله تعالى:
    {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴿٥٦} [الذاريات

    اقتباس المشاركة 4681 من موضوع بيان الوسيلة ومزيدٌ من العلم لحقيقة اسم الله الأعظم ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    19 - شوال - 1430 هـ
    08 - 10 - 2009 مـ
    11:39 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=544
    ____________



    بيان الوسيلة ومزيدٌ من العلم لحقيقة اسم الله الأعظم ..


    بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وأفضلهم وأعلمهم وأحبّهم إلى الله وأقربهم محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - التوّابين المتطهّرين وسلّم تسليمًا، وبعد..

    يا محمود، بيني وبينك القرآن المجيد الذي جاء به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأدعو النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّي، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨} صدق الله العظيم [يوسف].

    وأمَر الله عبده ورسوله أن يجاهدهم بالبصيرة الحقّ إلى الهدى جهادًا كبيرًا، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢} صدق الله العظيم [الفرقان].

    والسّؤال الذي يطرح نفسه: ما هي البصيرة التي أمر الله محمدًا عبده ورسوله أن يُحاجِج بها الكفار؟
    والجواب من مُحكَم الكتاب: قال الله تعالى:
    {
    وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢} صدق الله العظيم [النمل].

    والسّؤال الآخر: وهل أمرهم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يجعلوا الوسيلة حصريًّا له من دونهم وحرَّم عليهم أن ينافسوه وجميع عباد الله المكرمين في حبّ الله وقربه؟
    والجواب: قال الله تعالى على لسان رسوله في القرآن المحفوظ من التحريف:
    {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [المائدة].

    والسّؤال: ما هو الهدف في القلب لابتغاء الوسيلة إلى الربّ؟ والجواب: ليتنافس العبيد إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب.

    مُقاطعة؛ فما هو سلطان العلم المُحكَم من الكتاب على هذه الفتوى الكبرى؟ والجواب: سلطان العلم من الكتاب لهذه الفتوى الكُبرى ( يتنافس العبيد إلى المعبود ) هي قول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    وما يرجو الأنبياء والمؤمنون برسل ربّهم المكرمين من التنافس على الربّ؟ والجواب من مُحكَم الكتاب: قال الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    والسؤال الآخر: وما هي رحمته التي يرجوها من ربّهم رسلُ الله ومن اتَّبعهم فآمن بدعوتهم؟
    والجواب من مُحكَم الكتاب: قال الله تعالى:
    {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ‎﴿٢٩﴾‏} صدق الله العظيم [الفتح].

    والسؤال: فهل رضي الله عنهم ورضوا عنه؟
    والجواب من مُحكَم الكتاب: قال الله تعالى:
    {
    وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٠٠} صدق الله العظيم [التوبة].

    وما هو هدف الأنبياء ومَن آمن بدعوتهم واتَّبعهم؟ (يعبدون رضوان الله، فما يرجون من ذلك؟)
    والجواب من مُحكَم الكتاب: قال الله تعالى:
    {
    تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا} صدق الله العظيم [الفتح:29].

    سؤال: وما هو فضل الله الذي عرَّفهم به؟
    والجواب من محكم الكتاب: قال الله تعالى:
    {
    وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴿٦} صدق الله العظيم [محمد].

    وما هو التعريف لجَنَّتِه في الكتاب؟
    والجواب من مُحكَم الكتاب: قال الله تعالى:
    {
    مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ۚ تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا ۖ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ ﴿٣٥} [الرعد].

    وقال تعالى:
    {
    مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴿١٥} [محمد].

    وقال تعالى:
    {
    وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٥} [البقرة].

    وقال تعالى:
    {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ﴿١٤﴾ وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا ﴿١٥﴾ قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ﴿١٦﴾ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا ﴿١٧﴾ عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا ﴿١٨﴾ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا ﴿١٩﴾ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴿٢٠} [الإنسان].

    وقال تعالى:
    {
    فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ﴿١٠لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ﴿١١فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ ﴿١٢فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ ﴿١٣وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ ﴿١٤وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ﴿١٥وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴿١٦} [الغاشية].

    وقال تعالى:
    {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ‎﴿٢٣﴾‏} [الحج].

    وقال تعالى:
    {
    عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ﴿٢١} [الإنسان].

    وقال تعالى:
    {
    مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ﴿٧٦} [الرحمن].

    وقال تعالى:
    {
    مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴿١٣} [الإنسان].

    وقال تعالى:
    {
    إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴿٥١فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿٥٢يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿٥٣كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ﴿٥٤يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ﴿٥٥} [الدخان].

    وقال تعالى:
    {
    يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ۖ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٧١} [الزخرف].

    وقال تعالى:
    {
    فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴿٥٦فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٥٧كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ﴿٥٨} [الرحمن].

    وقال تعالى:
    {
    فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ﴿٧٠فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٧١حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ﴿٧٢} [الرحمن].

    وقال تعالى:
    {
    فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٧} [السجدة].

    وقال تعالى:
    {
    لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [يونس].

    مهلاً مهلاً، وما هو الزائد على جنّات النّعيم؟
    والجواب من مُحكَم كتاب قال الله تعالى:
    {
    تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا} صدق الله العظيم [الفتح:29].

    إذًا النّعيم الذي يزيد على جنّة النّعيم هو نعيم رضوان الله عليهم، السائل يقول: مهلًا مهلًا، وكيف يكون نعيم رضوانه على عباده؟ فهل هو نعيمٌ روحيٌّ في قلوبهم أم نعيمٌ ماديٌّ؟
    والجواب من مُحكَم الكتاب: بل هو نعيم رضوان الربّ، رَوْحٌ يلقيها في القلب، وقال الله تعالى:
    {
    فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩} صدق الله العظيم [الواقعة].

    سؤال يطرح نفسه فهل نعيم الجنّة أكبر أم نعيم رضوان الله على عباده؟
    والجواب من مُحكَم الكتاب:
    {
    وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة].

    وعن النّعيم الأعظم سوف يُسألون لأنّ فيه سرّ الحكمة من خلقهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {
    أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨} [التكاثر].

    سؤالٌ آخر، وما هو سرّ الحكمة من خلق الله لعباده هل لكي يدخلهم جنتّه أو يعذِّبهم بناره؟ والجواب من مُحكَم الكتاب: قال الله تعالى:
    {
    وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} [الذاريات].

    {
    وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:36].

    {
    وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء:23].

    {
    وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} صدق الله العظيم [النساء:36].

    سؤالٌ هامٌ، قال الله تعالى:
    {
    اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا} صدق الله العظيم [الحديد:20].

    وقال الله تعالى:
    {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٩} [المنافقون].

    وقال الله تعالى:
    {
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿٥} صدق الله العظيم [فاطر].

    والسؤال هو: فإذا ألهتهم الحياة الدُّنيا عن الحكمة من خلقهم حتى قضى أجلهم، فماذا سوف يسألهم الله عنه يوم لقائه؟
    والجواب من مُحكَم الكتاب:
    {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨} [التكاثر].

    الآن تبيّن للنّاس الحكمة من خلقهم فيقتضي سرُّ الحكمة من خلقهم في النّعيم الذي ألهاهم عنه التّكاثرُ في الحياة الدُّنيا وزينتها، فعن النّعيم الذي ألهاهم عنه التّكاثرُ في الحياة الدُّنيا سوف يُسألون لأنّه الحكمة من خلقهم في هذه الحياة كما بيَّنتُ للناس من الكتاب، والسّؤال الهامّ: فهل نعيم رضوان الله هو حقًّا أكبر من جنّة النّعيم التي وعدهم بها؟
    والجواب من مُحكَم الكتاب: قال الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة].

    إذًا ذلك النّعيم الذي يزيد على نعيم الجنّة هو نعيم رضوان الرحمن، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [يونس].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [ق].

    فقد تبيّن أنّ المزيد هو ليس رؤية الله كما يقول على الله الذين لا يعلمون؛ بل النّعيم الزّائد هو نعيمٌ زائدٌ على جنّة النّعيم؛ بل هو أعظم وأكبر منها وهو نعيم رضوان الله.
    تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة].

    إذًا يا ناصر محمد اليمانيّ علِّمني ما هي الدّرجة العالية في الجنّة التي يرجو كلّ عبدٍ من عباد الله من الأنبياء والصّالحين الربّانيّين أن يكون هو؟
    والجواب من مُحكَم الكتاب:
    إنّ الجنّة التي وَعد الله بها المُتّقين هي غرفةٌ واحدةٌ عرضها السّماوات والأرض. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَعِبَادُ الرَّ‌حْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْ‌ضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿٦٣﴾ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَ‌بِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴿٦٤﴾ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَ‌بَّنَا اصْرِ‌فْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَ‌امًا ﴿٦٥﴾ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّ‌ا وَمُقَامًا ﴿٦٦﴾ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِ‌فُوا وَلَمْ يَقْتُرُ‌وا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا ﴿٦٧﴾ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ‌ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّ‌مَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿٦٨﴾ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴿٦٩﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورً‌ا رَّ‌حِيمًا ﴿٧٠﴾ وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّـهِ مَتَابًا ﴿٧١﴾ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ‌ وَإِذَا مَرُّ‌وا بِاللَّغْوِ مَرُّ‌وا كِرَ‌امًا ﴿٧٢﴾ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُ‌وا بِآيَاتِ رَ‌بِّهِمْ لَمْ يَخِرُّ‌وا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴿٧٣﴾ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَ‌بَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّ‌يَّاتِنَا قُرَّ‌ةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴿٧٤﴾ أُولَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْ‌فَةَ بِمَا صَبَرُ‌وا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴿٧٥﴾ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّ‌ا وَمُقَامًا ﴿٧٦﴾}
    صدق الله العظيم [الفرقان].

    إذاً الجنّة التي عرضها السّموات والأرض تتكوّن من غرفةٍ كبرى وداخلها غُرفٌ مبنيّةٌ من فوقها غُرفٌ، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    لَـٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ} صدق الله العظيم [الزمر:20].

    وأعلى غرفةٍ فيها مُلتَصِقة بعرش الرحمن ولا ينبغي إلّا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عباد الله سواءً يكون من عباد الله الصالحين أو من الأنبياء والمُرسَلين فأيّهم أقرب إلى الله يسكنها وعليها يتنافسون أيّهم أقرب إلى الله لكي يفوز بها، وكُلّ عبدٍ من عباد الرّحمن الربّانيّين يرجو أن يكون هو ذلك العبد، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    فابتغَوا إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب حتى يكون صاحب تلك الغرفة العالية في قمّة الجنّة؛ بل هي
    طيرمانة الجنّة التي عرضها السموات والأرض، فظنّ سليمانُ أنّ الوسيلة هي الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله في الأرض وإدخال النّاس في الإسلام طوعًا أو كرهًا وهم صاغرون، ولذلك قال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} صدق الله العظيم [ص:35].

    وحين علم أنّه يُعبَد غيرُ الله في سبإٍ كَتَب إليهم وقال:
    {
    إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١} صدق الله العظيم [النمل]، وحين أرسلت له ملكة سبإٍ بهديةٍ؛ أطنانًا من الذّهب الخالص قال: {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّـهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴿٣٦ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [النمل]، وأراد أن يقطع السّبيل على الآخرين من عباد الرحمن فيفوز هو بالدّرجة العالية الرّفيعة ولكن الله آتاه مُلكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده من أهل بيته، فملَكَ الجنَّ والطيرَ والريحَ فكيف يستطيعون أن يرثوها من بعده؟! فأمّا درجة الغرفة العالية في الجنّة فلم ينَلها هو وآتاه الله من غرف الأنبياء دونها ولم يُضِعِ اللهُ أجرَه ولكنّه لم يُدرك الوسيلةَ الحقّ.

    وهكذا يبحث عبادُ الله المُقرّبون عن الوسيلة الحقّ ليفوزوا بالدرجة العاليّة الرّفيعة في الجنّة كما عرّفناها لكم من مُحكَم الكتاب أنّها أعلى الغُرَف المبنيّة في جنّات النّعيم؛ بل هي طيرمانةٌ مبنيّةٌ في قمة جنّة النّعيم سقفها عرش الرحمن مباشرةً وليس بينها وبين ذات الرّحمن إلا الحجاب ولذلك يتنافس عليها كافّة عباد الله المقربين، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    إذًا يا أيها الإمام ناصر محمد اليمانيّ، فمن الذي فاز بها من عباد الله؟ ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ إلى النّعيم الأعظم ناصر محمد اليمانيّ وأقول: فاز بها في عِلم الكتاب الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ كما بشَّره بذلك محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حين قابله في الرّؤيا الحقّ، ثمّ بشّره محمدٌ رسول الله بها بإذن الله ثمّ أهداها لجدّه قُربةً إلى ربّه كوسيلةٍ إلى الرّحمن لتحقيق النّعيم الأعظم منها فيكون الله راضيًا في نفسه، وأعوذُ بالله أن أرضى بها وأنا أعلم ما يقوله الرّحمن في نفسه بسبب ظُلم عباده لأنفسهم:
    {
    يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    مهلًا مهلًا؛ ومتى يقول الله ذلك في نفسه؟ والجواب من محكم الكتاب: حين يهلكهم بسبب تكذيبهم لرسل ربّهم، وقال الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ‎﴿١٣﴾‏ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ‎﴿١٤﴾‏ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ‎﴿١٥﴾‏ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ‎﴿١٦﴾‏ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ‎﴿١٧﴾‏ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ‎﴿١٨﴾‏ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ‎﴿١٩﴾‏ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ‎﴿٢٠﴾‏ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ‎﴿٢١﴾‏ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ‎﴿٢٢﴾‏ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ‎﴿٢٣﴾‏ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ‎﴿٢٤﴾‏ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ‎﴿٢٥﴾‏ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ‎﴿٢٦﴾‏ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ‎﴿٢٧﴾‏ ۞ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ‎﴿٢٨﴾‏ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ‎﴿٢٩﴾‏ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].


    ولن يتحقق النّعيم الأعظم فيكون الله راضيًا في نفسه على عباده حتى يدخل النّاس في رحمته فيجعلهم أمّةً واحدةً، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨} صدق الله العظيم [المائدة].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩} صدق الله العظيم [هود].

    مهلًا مهلًا أيها الإمام ناصر محمد اليمانيّ فهل خلقهم الله للاختلاف؟ ألم يقل الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩} صدق الله العظيم [هود]؟
    الجواب من مُحكَم الكتاب: لم يخلقهم الله للاختلاف، وقال الله تعالى:
    {
    وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات].

    إذًا أيها الإمام فما يقصد بقوله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم [هود]؟
    والجواب من مُحكَم الكتاب:
    {
    فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٠} صدق الله العظيم [الأعراف].

    إذًا أيُّها الإمام فلماذا يقول الله تعالى:
    {
    إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:119]؟
    ذلك صاحب الهدف الأعظم عبد النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم الذي لم يتَّخذ النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر ( الدّرجة العاليّة الرّفيعة في جنّة النّعيم )؛ بل اتَّخذ الدّرجة العاليّة الرّفيعة في جنّة النّعيم وسيلةً لتحقيق النّعيم الأعظم فأنفقها لجدِّه قُربةً إلى ربّه لتحقيق النّعيم الأعظم منها وهو أن يكون الله راضيًا في نفسه، وكيف يكون راضيًا في نفسه؟ حتى يجعل النّاس كُلهم أجمعين أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم.

    مهلًا مهلًا أيُّها الإمام، وهل تقصد أن الله خلقهم من أجل المهديّ؟
    والجواب: أعوذُ بالله من غضب الله وما أنا إلا عبدٌ من عباد الله الصالحين؛ بل يقصد بقوله:
    {إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:119]، أيْ إنّ الله رحم الإمام المهديّ بتحقيق الهدف الذي خلقهم الله من أجله ليتحقّق نعيم الإمام المهديّ الأعظم من جنّات النّعيم وهو أن يكون الله راضيًا في نفسه، وكيف يكون راضيًا في نفسه؟ وذلك حتى يجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئًا.

    أفلا ترى يا محمود إنّك ظلمت الإمام المهديّ ظُلمًا عظيمًا؟ وها نحن قد أكرمناك بهذا البيان العظيم إن شئت الهدى مُحاولةً أخيرةً لإنقاذك إن لم تكن من شياطين البشر، وأقمنا عليك الحجّة بالحقّ وتثبيتًا للأنصار السّابقين الأخيار الذين زلزلتَهم يا محمود زِلزالًا شديدًا إلّا قليلًا منهم، وكيف لا يغضب الله عليك يا محمود والفتنة عن الحقّ لهي أشدُّ عند الله إثمًا مِن القتل في الكتاب أن تفتن المؤمنَ عن الحقّ يا محمود؟ فساعةً تخاطب بخطاب الأنثى! وساعةً بخطاب الذّكر! ولا يهمّني تكون ذكرًا أم أنثى؛ بل يهمّني أن تهتدي إلى صراطٍ مستقيم فتعبد الله وحده لا شريك له فلا تُفَضِّل الإمام المهديّ في حُبّ الله وقربه ولا أحدًا من أنبياء الله ورسله، فهل وجدت يا محمود أن أحدًا من الأنبياء الذي فضّل الله بعضهم على بعضٍ فهل وجدت الأدنى تفضيلًا قد فضَّل الذي فضَّلهم الله عليه أن يكون أقرب منه إلى ربّه؟ والجواب كلّا ثمّ كلّا؛ بل يتنافسون على ربّهم أيّهم أقرب، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولكن للأسف إنّ أكثر النّاس لا يؤمنون، وكذلك للأسف إنّ القليل الذين آمنوا لا يؤمن أكثرهم إلا وهم مشركون بربّهم عبادَه المقربين، وقال الله تعالى:
    {
    وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [يوسف].

    ويا معشر المسلمين والنّاس أجمعين، كيف يكون على الضّلال الإمامُ المهديّ الذي يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له؟ فهل إذا اتّبعتموني ترون إنّكم قد ضَلَلْتُم عن الصّراط المستقيم بعبادة الله وحده لا شريك له؟ أفلا تتّقون يا معشر المسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم؟ فهل أحاجِجكم إلا بالقرآن العربيّ المُبين لعالِمكم وجاهِلكم؟! ولكنّ مُشكلتكم هي أنّكم ترفضون أن تعبدوا الله وحده فتتنافسون على حُبّه وقربه كما أمركم الله في مُحكَم كتابه، في قول الله تعالى:
    {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [المائدة].

    بمعنى أن تبتغوا إلى ربّكم الوسيلة أيُّكم أحبّ وأقرب. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ألا والله لو يسأل الإمام المهديّ أكبر فطحولٍ من علماء النّصارى وأقول: فهل ترى أنّه يجوز لك أن تُنافِس رسول الله المسيح عيسى ابن مريم – صلى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلّم - في حُبّ الله وقربّه؟ لزأر في وجه المهديّ المنتظَر وقال: "كيف تُريدني أن أُنافس ولدَ الله في حُبّ الله وقربّه؟ بل ولدُ الله أولى بأبيه منّي! بل أنا أعبد المسيحَ عيسى ابن مريم قربةً إلى الله لأنه ولدُ الله ليقربني إلى ربّي". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: سبحان الله العظيم عمّا يشركون وتعالى علوًّا كبيرًا!

    وكذلك لو أسأل أكبر فطحولٍ من علماء أمّة الإسلام الأميّين التّابعين لجدي النّبيّ الأمّي محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: هل ترون أنّه ينبغي لكم أن تُنافسوا محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في حُبّ الله وقربه؟ كذلك سوف يزأر علينا بصوتٍ مرتفعٍ: "وكيف تُريدني أن أُنافس محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - خاتَم النّبيّين شفيعنا بين يدي الله يوم الدين؟ فاذهب أيها المجنون". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ: فهل تعبد الله أم تعبد محمدًا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ثمّ يردّ علينا: "بل أعبد الله وحده لا شريك له". ثمّ يسأله الإمام المهديّ مرةً أخرى ويقول: وهل تحبّ مُحمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أكثر أم الله؟ ثمّ يردّ علينا: "بل أحبّ الله أكثر من محمدٍ عبده ورسوله". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ: ألا والله لو كنت تحبّ الله أكثر من حبّك لمحمدٍ عبده ورسوله لأخذتك الغيرة على ربِّك من شدّة حبّك لربّك، ولنافست كافّة الأنبياء والمُرسَلين في حُبّ الله وقربه، ألا والله لو لم تزالوا على الهُدى لَما ابتعث الله الإمام المهديّ ليهديكم إلى صراط العزيز الحميد بالبيان الحقّ للقرآن المجيد.

    اللّهم قد بلّغت اللّهم فاشهد، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي


    أولئك لا ينالهم الفزع الأكبر يوم يلقي الله بالسؤال إلى الناس جميعا عن النعيم الذي يوجد فيه سر الحكمة من خلقهم

    اقتباس المشاركة 7270 من موضوع أولئك لا ينالهم الفزع الأكبر يوم يُلقي الله بالسؤال إلى الناس جميعاً عن النعيم الذي يوجد فيه سرّ الحكمة من خلقهم ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - 09 - 1431 هـ
    28 - 08 - 2010 مـ
    05:36 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=7269
    _______________


    أولئك لا ينالهم الفزع الأكبر يوم يُلقي الله بالسؤال إلى الناس جميعاً عن النعيم الذي يوجد فيه سرّ الحكمة من خلقهم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار للحقّ إلى يوم الدين..
    وروى عمر بن الخطاب عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم أنّه قال:
    [إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله عز وجل قالوا يا رسول الله من هم وما أعمالهم لعلنا نحبهم قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس].

    عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله الرحمن عليه وسلم:
    [إن من العباد عباداً يغبطهم الأنبياء والشهداء قال من هم يا رسول الله قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أموال ولا أنساب وجوههم نور يعني على منابر من نور لا يخافون إن خاف الناس ولا يحزنون إن حزن الناس].

    حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة، قالا: ثنا جرير، عن عمارة ابن القعقاع، عن أبى زرعة بن عمرو بن جرير، أن عمر بن الخطاب قال:
    قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم: [إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى]، قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم، قال: [هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس] صدق محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    أولئك لا ينالهم الفزع الأكبر يوم يُلقي الله بالسؤال إلى الناس جميعاً عن النعيم الذي يوجد فيه سرّ الحكمة من خلقهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨} صدق الله العظيم [التكاثر].

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴿٦} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ثم يلقي الله بالسؤال: فهل أبلغوكم برسالات ربّكم وقصّوا عليكم آياته؟ وقال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖوَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وأما السؤال الذي سوف يوجّههُ إلى المرسَلين فسوف يقول الله تعالى لرسله: وهل دعوتم الناس أن يعبدوا النّعيم الأعظم؟ وبما إنّ كافة الأنبياء والمرسَلين لا يعلمون ما يقصد الله
    (بالنّعيم الأعظم) بل حتى الملائكة المُقرّبين لا يعلمون ما يقصد الله بالنّعيم الأعظم! وهنا يحدث الفزع الأكبر لكافّة من كان في السماوات والأرض من الملائكة والجنّ والإنس إلا الذي دعا إلى عبادة النّعيم الأعظم برغم أنَّ الأنبياء والمرسَلين كذلك دعوا الناس إلى عبادة النّعيم الأعظم، وذلك لأنّ النّعيم الأعظم هو الله سبحانه وتعالى، غير أنَّ سبب فزعهم هو أنّهم لم يعلموا بالمقصود من سؤال الله إليهم هل دعوا الناس إلى عبادة النّعيم الأعظم لكونه لا يعلم بحقيقة اسم الله الأعظم جميعُ الأنبياء والمرسَلين ولذلك لن يحزنهم الفزع الأكبر الذي يشمل من كان في السماوات والأرض لكون الأنبياء دعوا الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له ولم يكونوا يعلمون أنَّ النّعيم الأعظم هو اسم من أسماءِ الله ربّ العالمين، ولذلك فنتيجة الفزع الأكبر هي إيجابيةٌ عليهم، ولذلك لن يحزنهم الفزع الأكبر.
    ولكن الذي يدعو الناس إلى عبادة النّعيم الأعظم هو الإمام المهديّ، ولذلك خلقهم إلى ما دعاهم إلى عبادته الإمام المهديّ ثم يحقّق الهدف من خلقهم فيهدي الله به مَن في الأرض جميعاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩} صدق الله العظيم [هود].

    ويا رجل، إنَّ الإمام المهديّ لا يقول في جدّه محمد رسول الله إلا خيراً، وأما بالنسبة لحقيقة اسم الله الأعظم فلم يُحِطْ به لا هو ولا كافة الأنبياء والمرسَلين ولذلك لم يُقدِّر اللهُ تحقيق الهدف من الخلق في عصرهم، ولن يستطيع من في السماوات والأرض أن يُعرّف لكم حقيقة اسم الله الأعظم لا من الملائكة والجنّ والإنس ولا كافة رسل الله من الجنّ والإنس لأنّهم لا يحيطون به علماً، وأما سبب فزعهم هو حين تلقّوا السؤال من ربّهم: هل دعوتم الناس إلى عبادة النّعيم الأعظم؟ فلم يدركوا بادئ الأمر أنّ ذلك هو اسم الله الأعظم الذي تكمن فيه الحكمة من خلق عبيد الله جميعاً وهو اسم من أسماء الله الحسنى، وإنّما يوصف بالأعظم لأنّه صفة رضوان الرحمن على عباده أنّه أكبر من نعيم الجنة، تصديقاً لقول الله
    تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} [التوبة].

    فاتَّقِ الله أخي الكريم ولا تسعى لفتنة الذين لم يعلموا بعد علم اليقين بحقيقة اسم الله الأعظم، وأمّا الذين علموا بحقيقة اسم الله الأعظم من أنصار المهديّ المنتظَر فتالله لا يستطيع فتنتهم مَن في السماء ومن في الأرض، وهل تدري لماذا؟ وذلك لأنّهم علِموا بهذه الحقيقة في أنفسهم وهي الآية الكُبرى لديهم التي جعلتهم يوقنون أنَّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر الذي يدعو إلى عبادة النّعيم الأعظم حتى يكون رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لأنّ في ذلك سرّ الحكمة من خلقهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات]، ولكن بسبب فتنة المبالغة في أنبياء الله ورسله لن تدركوا حقيقة اسم الله الأعظم.

    ولسوف أوجّه إليك سؤالي يا من تقول إنّي لم أعِ ما أقول، فهل ترى أنّه يحقّ لك أن تُنافس محمداً رسولَ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في حبّ الله وقربه؟ وننتظر منك الإجابة على هذا السؤال، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..

    وأما بالنسبة لاستغرابك من فتوى ناصر محمد اليماني أنّه سوف يدعو ثبوراً لو لم يحقّق الله له النّعيم الأعظم! ومن ثم جاء الردّ منك بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    راجعنا القرآن، فوجدنا الذي يدعو بالويل والثبور:
    {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12)}
    {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14)}
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وتالله لو لم يُحقّق الله لعبده النّعيم الأعظم فإنّني سوف أدعو ثبوراً أكثر منهم بجميع كلمات الحزن والأسى، ولن يرضيني ربّي بالحور العين وجنّات النعيم، ولن يرضيني ربّي بملكوته جميعاً مهما كان ومهما يكون، فلن أقبل به حتى يحقّق لي النّعيم الأعظم من نعيم جنته فيرضى في نفسه، فكيف تريدني أن أرضى بجنات النعيم وربّي حبيبي حزين ومتحسّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم! وقال الله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    ويا سبحان ربّي فلكم دعاء الثبور لدى الكفار والمهديّ المنتظَر مختلفان جداً! فأمّا الكفار فدعاؤهم بالثبور على أنفسهم وهو بسبب أنّهم ظلموا أنفسهم فأدخلهم الله النار، وأمّا المهديّ المنتظَر فهو لو يحرمه الله من تحقيق النّعيم الأعظم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه لا متحسّراً ولا حزيناً، ولذلك تجد العبد الذي أذِن الله له بالخطاب يحاجّ ربّه أن يرضى في نفسه فإذا رضي في نفسه فهذا يعني أنّها تحقّقت الشفاعة فتأتي من الله أرحم الراحمين فينادي عبده أن يدخل في عباده فيدخلون جنّته أجمعين. وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ﴿٢٨فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿٣٠} [الفجر].

    {حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [سبأ].

    ولن يُدخِل الله عبادَه جنَّتَه فتشفع لهم رحمتُه في نفسه من غضبه حتى يرضى في نفسه، ولذلك تجد العبد الذي أذِن اللهُ له بالخطاب وقال صواباً تجده يُحاجُّ ربَّه أنْ يحقق له النّعيم الأعظم من جنّته ويرضى في نفسه، فإذا تحقّق الرِّضا في نفسه تحقّقَت الشفاعة.
    وإنَّما الشفاعة أن تشفع رحمته في نفسه من غضبه فلم تتجاوز الشفاعة ذات الله سبحانه، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤} صدق الله العظيم [الزمر].

    وإنّما عبده الذي أَذِن الله له أن يُخاطب ربّه قال صواباً لأنّه لن يشفع لأحدٍ من عباده، لأنّ الله هو أرحم الراحمين، ولذلك أذِن الله له أن يحاجّ ربه في أن يرضى، فإذا تحقّق الرِّضا تحققت الشفاعة، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [النجم].

    ويا رجل، فبما أنَّ الإمام المهديّ سيدعو ثبوراً أكثر من ثبور الكافرين لو لم يرضَ الله في نفسه ولذلك سوف يهدي الله مَن في الأرض جميعاً رحمةً بعبده، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119].

    وفي ذلك سرّ الإمام المهديّ الذي يعبد رضوان الله غايةً وليس كوسيلةٍ هو ومن اتّبع دعوته قلباً وقالباً من الذين كانوا على شاكلته من الأنصار السابقين الأخيار من زمرته، وهم ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولكنّهم يغبطهم الأنبياء والشهداء على قربهم من ربَّهم وحبه لهم، أولئك أحباب الرحمن الذين وعد الله بهم في محكم القرآن، فكيف يرضون بجنّة النَّعيم قبل أن يتحقّق لهم النّعيم الأعظم منها، ولذلك رفعهم الله مكاناً عليّاً في الكتاب فهو أكرم منهم وأرحم. فكن منهم ونافسهم وإمامهم المهدي في حبّ الله وقربه، فلم آمرهم أن يبالغوا في شأني بغير الحقّ حتى ولو كنت خليفة الله في الأرض فإنّ لهم من الحقّ في ربِّهم ما للإمام المهديّ، ومن جعل من الأنصار الله الواحد القهار حصرياً للمهديّ المنتظَر من دونه فيعتقد أنه لا ينبغي له أن ينافس الإمام المهديّ في حبّ الله وقربه فقد أشرك بالله، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    وبالنسبة لسرِّ هُدى الله للأمّة جميعاً من أجل الإمام المهديّ فهو رحمة بالإمام المهديّ الذي سيدعو ثبوراً لو لم يحقّق الله له النّعيم الأعظم من جنّته، وذلك لأنّ الإمام المهديّ يعبد رضوان الله غايةً وليس كوسيلةٍ ليدخله جنته، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ وذلك حتى يدخل عباده في رحمته جميعاً رحمة بالإمام المهديّ الذي تستهزئ به ولا تحيط بسرّه وتجهل قدره! اللهم اغفر لهم فإنّهم لا يعلمون.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    لدي سؤال للامام ارجو منه الجواب عليه
    سلام الله عليكم ..
    اريد ان اسأل عن سجود التلاوه هل هو واجب! وكيف صفة سجود التلاوه؟ وماذا يقال فيه!!

  6. افتراضي

    والسؤال الذي يطرح نفسه فهل خلقهم الله للاختلاف؟ والجواب في الحكمة من خلقهم تجدونه في محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات

    اقتباس المشاركة 1457 من موضوع رَدُّ الإمامُ المهديّ إلى (المُوَحِّد) مَن يَزعُم أنّه مُجاهد ..

    - 6 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    22 - ربيع الأول - 1431 هـ
    08 - 03 - 2010 مـ
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
    ___________


    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيـــم ..


    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على جدّي خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطيّبين الطاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلام الله عليكم معشر الأنصار السَّابقين الأخيار، وسلام الله على المُوَحِّد وكافة الوافدين إلى طاولة الحوار الباحثين عن الحقّ وكُل مَن يريد الحقّ ولا غير الحقّ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ لله ربِّ العالمين..

    ويا أيّها المُوَحِّد فما يلي اقتباس من بيانك بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    أما من ناحية عبادتي في رضوان الله في نفسه فإني خالفتك والحقّ بل أعبد الله وحده لا شريك له ولا أعبد رضوان الله في نفسه وبريء كل البراءة من الكفر وإن هذا إلا بهتان عليه وما خلقنا الله لنعبد تحقيق رضوانه في نفسه ولكن نعبد الذي خلقنا ونحقق رضوانه بعد ما نحقق طاعته
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ بالحقّ وأقول لك: يا أيُّها المُوَحِّد، إنّ تحقيق رضوان الله عليك إذا تحقَّق فهذا يعني أنَّ الله راضٍ عليك ولكن لم يتحقق رضوان الله في نفسه، وذلك لأنّه لن يتحقق رضوان الله في نفسه حتى يجعل عباده أُمَّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ وليس ذلك على الله بعزيز؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [سورة هود: 118-119].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل خلقهم الله للاختلاف؟ والجواب في الحكمة من خلقهم تجدونه في محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الذاريات].

    إذًا فما الذي يعنيه رَبّ العالمين من قوله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [سورة هود: 118-119]؟

    فأولًا نأتي بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، وتجدون بيان ذلك الاختلاف في قول الله تعالى: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف]، وهذا يعني أنّه لم يتحقق الهدف مِن خلقهم جميعًا؛ بل لا يزالون مُختَلِفين؛ بل تحقق شطرٌ منه وهم الفريق الذي هدى الله في عصور بعث المُرسَلين ليهدوا النَّاس إلى صراط العزيز الحَميد.

    ومن ثم نأتي إلى قول الله تعالى: {إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم، وذلك هو العَبْد الذي رحمه الله فحَقَّق الهَدَف مِن خلقهم وأذهب اختلافهم في رَبّهم وجعل النَّاس بإذن الله أُمَّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ يعبدون الله لا يُشرِكون به شيئًا ولذلك خلقهم؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم.

    ويا أيُّها المُوَحِّد بارك الله فيك، فإنّكم لا تحيطون بشأن المهديّ المنتظَر الذي بَشَّرَ ببعثِه محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: [أبشركم بالمهدي، يبعث في أمّتي على اختلاف من النّاس فيملأ الأرض قسطًاً وعدلًا كما مُلِئت ظُلمًا وجورًا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يُقَسِّم المال صفاحًا] صدق عليه الصَّلاة والسَّلام.

    وهذه فتوى من محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن شأن المهديّ المنتظر الذي تجهلون قَدره ولا تحيطون بسرّه؛ يجعل الأُمَم أُمَّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فَيُحَقِّق الهدف مِن خلقهم بإذن الله، فيرضى عنه ساكن السماء والأرض ولكنّ أكثركم تجهلون.

    ويا أخي المُوحّد هلمَّ إلى تحقيق رضوان الله في نفسه، فإن قُلت: "كَلَّا بل لا يهمني إلا أن يرضى الله عنّي لكي يدخلني جنّته ويبعدني عن ناره وحسبي ذلك"، فمن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: فَلَك ذلك بإذن الله إنَّ الله لا يُخلِف الميعاد، ولكن للإمام المهديّ سؤال إلى أخيه المُوحّد وأقول: فهل تُحِبّ الله حُبًّا شديدًا؟ فإذا كان جواب الموحّد: "اللهم نعم إنّي أحبّ ربّي أكثر من كُلِّ شيءٍ في خلقه جميعًا". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: أيُّها المُوَحِّد فلنفرض أنَّ الله أدخلك الجنَّة ولم تجد فيها أبويك أو أولادك أو إخوتك ومن ثم اطّلعت على نار جهنّم ومن ثم رأيتهم فيها يصطرخون في سواء الجحيم - ولا قدّر الله ذلك - فتخيَّل كَم عظيم حسرتك على أبويك وأولادك وإخوتك ومن ثم تجده في نفسك عظيمًا، فإن قال الموحد: "بل سوف أدعو ربّي أن يغفر لهم ويرحمهم فيلحقهم بعبده وأشكو إلى ربّي عظيم حزني وحسرتي على أبوَيّ وأولادي وإخوتي علّه يرحمني فيخرجهم من ناره فيدخلهم جنته". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: ولكنّه لا يحقّ لك ذلك ولا ينبغي لك وهل تدري لماذا؟ وذلك لأنّك لم تعرف ربّك الذي هو أرحم بأبويك وأولادك وإخوتك من المُوحّد، ولكن الحقّ هو أن تقول: "يا رب لقد شَعَر عبدك بحسرةٍ عظيمةٍ أليمةٍ في نفسي على أبوَيّ وأولادي وإخوتي لو رأيتهم يصطرخون في نار الجحيم، فإذا كانت هذه هي حسرتي عليهم فكيف بحسرة من هو أرحم بعباده من عبده (الله أرحم الراحمين)!".

    ويا أيّها المُوحّد، عليك أن تعلم أنّ الله يتحسَّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم أعظَم من حسرتك على أولادك وأبويك وإخوتك لو أهلكهم الله بسبب ظُلمهم - ولا قَدَّر الله ذلك - ولك الحقّ أن تقول: "يا ناصر محمد اليماني هل عندك سلطان بهذا أم إنّك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟". ومن ثم يأتيك الإمام المهدي بالبرهان المُبيِن، فتدبّر بنفسك هذه الآيات البَيِّنات المُحكَمات، وقال الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سورة يس].

    ومن بعد التدبُّر والتفكّر سوف تجد الرجل الذي آمَن برسل ربّه جهرةً بين يدي قومه وقال: {إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾}، ومن ثمّ قام قومه بقتله فور ذلك: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم، وهنا تجد الرجل فرحًا مسرورًا بتكريم الله له وبما آتاه الله من فضله ولذلك قال: {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم، ومثله كمثل الشهداء فَرِحين بما آتاهم الله من فضله فأدخلهم جنته ووقاهم من ناره، وقال الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل الله فرحٌ مسرورٌ في نفس اللحظة التي أدخلَ الرجلَ قتيلَ قومِه جنّتَه؟ فإذا أنت تجد الرجل فرحًا مسرورًا وقال: {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم.

    وأكرر السؤال فهل ربّي فرحٌ مسرورٌ في نفس اللحظة؟ والجواب للأسف لم أجد ربّي فرحًا مسرورًا في نفس اللحظة التي كان الرجل فيها فرحًا مسرورًا، وقال الله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سورة يس].

    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

    وفي هذا الموضع يبكي أحباب الله من بعد البيان الحقّ فيجأرون إلى ربّهم ويقولون: "يا أرحم الراحمين، لقد علمنا بعظيم تحسّرك على عبادك الذين ظلموا أنفسهم برغم أنّك لم تظلمهم شيئًا، ولكن تحسّرك على عبادك هو بسبب صفة رحمتك في نفسك لأنّك أرحم الراحمين، فلا ينبغي أن يكون أحد عبيدك هو أرحم بعبادك منك لأنّك أنت الله أرحم الراحمين، ولكن عبادك ما قدروك حقّ قدرك وما عرفوك حق معرفتك". ومَن كان حبّه لله أشدّ من حبّه لجنّة النّعيم والحور العين فسوف يقول: "يا إلَه العالَمين، إنّي أحبّك أعظم من كل شيءٍ في خلقك مهما كان ومهما يكون، فكيف أكون سعيدًا في جنّة النّعيم وأستمتع بالحور العين وربّي حبيبي ليس بسعيدٍ في نفسه؛ بل ومتحسّرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟".

    ويا أحباب الله يا مَن يُحبّون الله حبًا شديدًا أكثر من جنّة النّعيم والحور العين سألتكم بالله العظيم: فهل بعد أن بَيَّن لكم عبد النَّعيم الأعظم البيان الحقّ عن أعظم أسرار الكتاب فكيف تستطيعون أن تعيشوا من أجل تحقيق الهدف بالفوز بالحور العين وجنّات النّعيم وما هي إلا مُلكٌ ماديٌّ؟! فكيف تستطيعون أن تستمتعوا بالنّعيم والحور العين وقد علمتم بتحسّر الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم إن كنتم تحبون الله أعظم من جنّته والحور العين؟ فكيف تستطيعون أن تسعدوا بذلك وتفرحوا وحبيبكم الله ليس بسعيدٍ بل غضبانٌ ومتحسّرٌ على عباده الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدُّنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صُنعاً؟! فما هو الحلّ يا أحباب الله؟ وتعالوا لأعلمكم بالحَلّ، وتجدون الحَلّ في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [سورة يونس:99]، وليس ذلك على الله بعزيز.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد أحباب الله فيقول: "ولكن تحسُّر الله على الأُمَم الذين أهلكهم وكانوا ظالمين بسبب تكذيبهم لرسل ربّهم؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [سورة يس]". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى: {عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء].

    ولذلك سوف يبعث الله في عصر بعث المهديّ المنتظَر جميع الأُمَم الذين كَذَّبوا برسل ربّهم فأهلكهم الله وكانوا ظالمين حتى يجعل الله النَّاس أُمَّةً واحدةً يعبدون الله وحده لا شريك له؛ وليسوا خصمَين مُختَلفين في ربّهم كما في عصر بعث المُرسَلين من أوّلهم إلى خاتمهم، فلا يزالون مُختلفين (فريقًا هدى الله وفريقًا حقّ عليه الضلالة) إلَّا في عصر بعث المهديّ المنتظَر الذي سوف يجعل النَّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيرضى عنه ساكن السماء والأرض، وذلك هو شأن خليفة الله المنتظَر الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسرّه؛ يهدي به الله الأُمَم الأحياء منهم والأموات في بعثهم الأول، وينقذهم من فتنة الأحياء والأموات (المسيح الكذاب) الذي يريد أن يستغل البعث الأول فيخرج على النَّاس ويقول إنّهُ المسيح عيسى ابن مريم، ويقول إنّه الله ربّ العالَمين، ويقول للناس إنّ هذا هو يوم القيامة، ويقول إنّه الله رَبّ العالمين وأنّ لديه جَنَّة ونار، ومن ثم لن يستطيع أن يُكَذِّبه المُسلمون وذلك لأنّهم شاهدوا الأموات يخرجون من قبورهم إخراجًا وجاءهم على قدَر بعثهم الأول، وذلك لأنّ قدَر بعثهم مربوطٌ سرّه بهدم سدّ ذي القرنين وخروج يأجوج ومأجوج ومَلِكهم المَسيح الكذاب (الشَّيطان الرجيم)، وقال الله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء].

    وقال الله تعالى على لسان ذي القرنين: {قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾ الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ﴿١٠١﴾} صدق الله العظيم [سورة الكهف].

    وإنَّما جهنَّم سوف تُعرَض عليكم لأنّها سوف تَمُرّ بجانب أرضكم في يوم هدم سَدّ ذي القرنين وخروج يأجوج ومأجوج والبعث الأول - أشراطٌ تترى واحدةٌ تتلو الأُخرى - وخروج المسيح الكذاب مَلِك يأجوج ومأجوج، وهذا الرَّجُل سيقول إنّه المسيح عيسى، ويقول إنّه الله ربّ العالَمين ومن ثم لا يجد المُسلمون إلا أن يَتَّبعوا عقيدة النّصارى فيعترفوا أنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم، فيفتنهم المسيح الكذاب أجمعين إلَّا قليلًا، ولكنه المَسيح الكذاب ولن يقول أنّه المَسيح الكذَّاب؛ بل سوف يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم وهو ليس المسيح عيسى ابن مريم، وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يقول ما ليس له بحقٍّ بل هو كذابٌ وليس المسيح عيسى ابن مريم، بل هو الشيطان الرَّجيم انتحل شخصيّة المسيح عيسى ابن مريم ولذلك يُسمَّى المسيح الكذاب؛ بل هو الشيطان الرجيم. ولولا فضل الله عليكم ورحمته ببعث المهديّ المنتظَر ليُنقِذ المسلمين والنَّاس أجمعين مِن فتنة المسيح الكذاب الكُبرى؛ ولولا فضل الله عليكم ورحمته ببَعث المهديّ المنتظَر (الإنسان الذي علمه الله البيان الشَّامِل للقرآن ليستنبط لَكُم السلطان من مُحكَم القرآن) إذًا لاتّبعتم الشيطان يا معشر المُسلمين إلا قليلًا؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    ويا عُلَماء أُمَّة الإسلام وأتباعهم، والله الذي لا إله غيره لا أستطيع إنقاذكم من فتنة المسيح الكذاب حتى تُصَدِّقوا كلام الله رَبّ العالَمين المحفوظ من التحريف في القرآن العظيم وتُكَذِّبوا بما خالف لمُحكَم كلام الله رَبّ العالَمين، ولم يبعثني الله بكتابٍ جديدٍ بل أدعوكم إلى كتاب الله القرآن العظيم ومن ثم أُعَلِّمكم بِحُكْم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فأستنبط لكم حُكْم الله من مُحكَم القرآن العظيم، وإني أشهدُ لله شهادة الحَقّ اليقين أنَّكم لن تهتدوا أبدًا حتى تعتصموا بحَبْل الله القُرآن العظيم وتكفروا بما خالف لمُحكَم كتاب الله في السُّنة النَّبويّة، وذلك لأنّ الله أفتاكم أنّما أحاديث السُّنة النّبوية هي البيان الحَقّ لآيات في القرآن وعَلَّمَكم الله أنَّ القُرآن والبيان من عند الله، غير أنّ الله لم يعِدكم بحفظ البيان في السُّنة النَّبويَّة من التَّحريف والتزييف، وأفتاكم الله أنَّه تُوجَد طائفةٌ من المُؤمنين يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكُفْر والمَكْر ويقولون طاعةٌ لله ولرسوله ويحضرون مَجالِس البيان للسُّنَّة النّبويَّة ومن ثم يُبَيِّتون أحاديث غير التي يقولها عليه الصَّلاة والسَّلام، ولذلك أمركم الله أن تعرضوا أحاديث البيان على مُحكَم القرآن، وأفتاكم الله بالنَّاموس لكشف الأحاديث المكذوبة أو الإدراج الزائد وأنَّكم سوف تجدون بينها وبين مُحكَم القرآن اختلافًا كثيرًا، بل العكس تمامًا وذلك لأنَّها أحاديث مِن مَكر الشيطان على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفْر والمَكْر ليصدّوا عن اتّباع القرآن بأحاديث تُخالف آيات أُمّ الكتاب البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم؛ هنّ أمّ الكتاب ولذلك إذا عرضتموها على القرآن حتمًا تجدون بينها وبين مُحكَم القرآن اختلافًا كثيرًا وبل العكس تمامًا وذلك لأنّ الحقّ والباطل نقيضان مختلفان، ولذلك قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم.

    وتعالَوا لِنُطَبِّق أحَد الأحاديث الحقّ التي أُضيف فيها إدراج وسوف تجدون كلمات الحَقّ منها لا تُخالِف الكتاب وأمَّا الباطل المُدرَج فحتمًا تجدونه يتناقض مع آيات بَيِّنات في مُحكَم القُرآن، وتعالوا لنطبق أشهر الأحاديث النَّبوية وسوف نجعل الكلمات المُدرَجة باللون الأحمر: [سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العَبد، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة].

    فتعالوا لنعرض الحديث على مُحكَم كتاب الله وسوف نجد أنّ الله لم يأمر رسوله أن يأمر المؤمنين أن يذروا الوسيلة للأنبياء من دون الصالحين، وذلك لأنّ الوسيلة هي تنافس العبيد إلى الربّ المَعبود، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

    ونجد موضع الإدراج في حرفين في أول الحديث وهو (لي)، ولكنّ مُحمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ما كان له أن يأمرهم بغير ما أمره الله؛ بل قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [سلوا الله الوسيلة فإنها درجة في الجنَّة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العَبد] انتهى الحديث الحقّ ونسفنا الإدراج بالحقّ نَسفًا.

    صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم: [سلوا الله الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العَبد] صدق عليه الصَّلاة والسَّلام. وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثم نأتي للإدراج المفترى في آخر الحديث وهو قولهم بما يلي: [فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة]، وبما أنّ هذا باطلٌ مُفترًى مدرجٌ ولذلك حتمًا سوف تجدون بينه وبين مُحكَم القرآن العظيم اختلافًا كثيرًا؛ بل يُناقِضه تمامًا؛ بل أمر الله رسوله أن ينذرهم فيقول لهم: قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    فكيف يقول: [فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة] فيخالف أمر الله أن ينذرهم أن ليس لهم من دون الله وليٌّ ولا شفيعٌ لعلهم يتَّقون؟ أفلا تعقلون؟!

    وتبيَّن لَكُم أنّ الإدراج الزائد على الحقّ قد جاء مناقضًا لأمر الله إليكم في مُحكَم كتابه فأصبحتم من المُشركين وتركتم التنافس إلى الله رَبّ العالَمين، ولم تكونوا يا معشر المسلمين من ضمن العبيد المتنافسين إلى الربّ المعبود كما يفعل جميع عبيد الله الصالحين من الملائكة والجنّ والإنس، فجميع المهتدين من عبيد الله في السماوات والأرض من الملائكة والجنّ والإنس يتنافسون إلى الربّ المعبود فيبتغون إليه الوسيلة أيّهم أقرب، نظرًا لأنّ الله قد جعل صاحب تلك الدرجة عَبدًا مَجهولًا، وكُلّ عبدٍ يرجو أن يكون هو ذلك العبد، فلا ينبغي للعبيد أن يُفَضِّلوا بعضهم بعضًا في التنافس إلى الربّ المعبود، وتلك هي عبادة كافة الأنبياء والمُرسَلين ومَن تبِعهم ونهج نهجهم من الجِنّ والإنس، كما عرّف الله لكم كيفية عبادتهم لربّهم في مُحكَم كتاب الله في قول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [سورة الإسراء:57].

    ولكن بسبب الافتراء على مُحَمدٍ رسول الله من قِبَل شياطين البشر فقد أضَلّوا أُمَّته عن الصراط المُستقيم واتَّبعوا غير الذي قاله الله لهم ورسوله وذلك لأنّ أمر الله المُحكَم يعلمه عالِم الأُمَّة وجاهلها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

    ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [سلوا الله الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العَبد] صدق عليه الصَّلاة والسَّلام، وعلّمكم أنّ صاحبها مجهولٌ، ولم يُعلم به اللهُ رسلَه ولا جميع عبيده في سماواته وأرضه، والحكمة من ذلك لكي يتمّ تنافس جميع العبيد في السموات والأرض إلى الربّ المعبود فمن ثم لن تجدوا مُشرِكًا بالله لو تنافس العبيد إلى الربّ المعبود أيُّهم أقرب، ولكن بسبب الافتراء والتعظيم والمبالغة بغير الحقّ في أنبياء الله أشركوا بالله وضلّوا ضلالًا بعيدًا، أفلا تتفكّرون لماذا جعل الله صاحب الدرجة مجهولًا وهي أقرب درجة إلى الرَّحمن؟!

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحَد علماء الأُمَّة ويقول: "ولكن يا ناصر محمد اليمانيّ هل ممكن أن يفوز بها أحد عُلماء الأُمَّة أو أتباعهم من المُسلمين؟". ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ويقول: يا أخي الكريم، عليك أن تعلم أن ليس للإنسان إلَّا ما سعى في هذه الحياة وكُلّ امرئٍ بما كسب رهين، فإذا لم تَفُز بها فكذلك فزت فوزًا عظيمًا، وذلك لأنّكم تجاوزتم عن الإشراك بالله بسبب التنافس إلى الله وعدم تعظيم عباده من دونه فزحزحكم من ناره وأدخلكم جنّته، وتلك هي الثمرة من وراء هذه الحكمة العظيمة من رَبّ العالَمين أن جعل صاحب الدَّرجة العالية عَبدًا مجهولًا وذلك لكي يتمّ تنافس كافة العبيد في السماوات والأرض إلى الربّ المعبود، وليس مستحيلًا أن تفوز بها أيّها المُسلم فقد كان صحابة محمدٍ رسول الله ينافسون مُحمدًا رسول الله إلى ربّهم صلّى الله عليه وعليهم وسلّم تسليمًا.

    ولذلك قال الله تعالى لنبيّه الكريم أن يَصبِر نفسه مَعهم، وقال الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿٢٨﴾ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الكهف]، أولئك هم صحابة محمدٍ رسول الله الربَّانيّون - صلَّى الله عليه وعليهم وسلّم تسليمًا - الذين يتنافسون مع نبيّهم إلى ربّهم.

    ويا أُمَّة الإسلام، لقد سَكت الإمام المهديّ عن الباطل كثيرًا حتى ضاق بالحقّ صدري، وإنّما سكوتي خشية فتنة بعض أنصاري من الذين لم يستخلصهم الله لنفسه فَيُطَهِّرهم تطهيرًا وقلت أرفق بهم شيئًا فشيئًا حتى يدخل اليقين إلى قلوبهم، ولكنّي تلقيت من ربّي عِتابًا شديدًا بالرُّؤيا الحقّ: وقال مُحمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا أيها المهديّ المنتظر اتَّقِ الله ودافع عن سُنتي الحقّ بمحكم كتاب الله وتالله ما أمرهم محمد رسول الله بغير أمر الله إليهم في مُحكَم كتابه القرآن العظيم وكفى بالله شهيدًا بيني وبينهم والإمام المهديّ الذي يدعوهم إلى كتاب الله ليحكم بينهم بحُكم الله {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}].
    ______

    انتهت الرؤيا الحقّ.

    ولكنّي أشهدُ الله وكفى بالله شهيدًا أنّ الله لم يجعل برهان التّصديق رؤيا جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإنّما الشيطان لا يتمثَّل بمحمدٍ رسول الله في الرؤيا الصالحة، وكذلك فما يدريكم لعَلّ ناصر محمد اليمانيّ من المهديّين الذين اعترتهم مسوس الشياطين؟ وما يدريكم لعل ناصر محمد اليمانيّ من الكاذبين؟ فإيّاكم ثم إيّاكم من الثقة في النَّاس في أمر دين الله مهما كانت ثقتكم فيهم! فلا تُصَدِّقوهم حتى تجدوا أنّ الله أصدقه فزاده بسطةً في العِلم عليكم أجمعين فلا يُحاجّه أحدٌ من كتاب الله إلَّا هيمن عليكم بسلطان العِلم المُحكَم من ربّ العالَمين، فلا تتّبعوا ما ليس لكم به علمٌ من ربّ العالَمين إنّي لكم منه نذيرٌ مُبِيْنٌ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم.

    ويا معشر طُلاب العِلم، لقد أمركم الله أن تستخدموا عقولكم في التفَكُّر في سلطان عِلم العالِم من قبل الاتّباع فتتفكَّروا في سلطان عِلمه؛ هل هو الحقّ من ربّ العالمين ويقبله العقل والمنطق؟ فإذا كان من عند غير الله فلن يقبله العقل والمنطق لو كنتم تعقلون، وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء].

    وهل سبب ضلالكم عن الصراط المستقيم إلَّا الاتّباع الأعمى من غير تفكّرٍ ولا تدبّرٍ؟ بل تَتَّبِعون أحاديث تُخالف لمُحكَم كتاب الله وتزعمون أنّها عن أناسٍ ثقاتٍ! فهل ثقتكم فيهم أشدّ وأعظم من ثقتكم في حديث الله في مُحكَم كتابه المحفوظ من التحريف؟! غير أنّي لا أطعن في ثقة أيٍّ من صحابة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لأنّ شياطين البشر الذين افتروا عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لقادرون أن يسندوا الحديث المفترى للصحابيّ الجليل كما افتروه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك فلن أطعن في راوي الحديث بل أطعن في الحديث المفترى فأقذف عليه آيةً مُحكَمةً من كتاب الله فإذا هو زاهقٌ فيتبيَّن لَكُم أنّه حديثٌ مفترًى غير الذي يقوله محمدٌ رسول الله وصحابته المُكرمون صلّى الله عليهم وسلّم تسليمًا، ولذلك فإنّي الإمام المهديّ أحَُرِّم على أنصاري الطعن في راوي أيّ حديث نثبت أنّه مفترى عن النبيّ؛ بل افتراه شياطين البشر الذين يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكُفر عن رسول الله وصحابته (صلّى الله على جدّي وصحابته المُكرمين الذين معه قلبًا وقالبًا وسلّم تسليمًا)، وأمّا الشياطين الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكُفْر فإنّ الله كان بهم عليمًا ولا يعلمهم كثيرٌ من صحابة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنفال].

    وأما المقصودون في قول الله تعالى: {وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ} صدق الله العظيم، أولئك هم المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر لتحسبوهم منكم وما هم منكم؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    مِن الذين قال الله عنهم: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿١٦﴾ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّـهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ ﴿١٧﴾ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    مِن الذين قال الله عنهم: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [سورة المنافقون].

    وعَلَّمكم الله كيفية صَدّهم عن سبيل الله: وذلك بصدّهم عن اتِّباع القرآن العظيم فيحضرون مجالس البيان بالأحاديث النَّبوية ليُحَرِّفوا القرآن المحفوظ من التحريف عن طريق البيان في السُّنة النّبوية، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء]، وذلك لأنّ بيانه لا ينبغي أن يُخالِف لِمُحكَم قرآنه لو كنتم تَعقلون.

    ويا معشر علماء أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، إنَّما أُحاجّكم بما سوف يسألكم الله عليه لأنّه الحُجّة عليكم بالحقّ (القرآن العظيم). تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [سورة الزخرف]، وذلك لأنّه محفوظٌ من التحريف تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الحجر].

    ولا ولن يَتَّبِع الذِّكر إلا الذين يخشون ربّهم بالغيب فأبشّرهم بمغفرةٍ من ربّهم و أجرٍ كريمٍ؛ تصديقًا لقول تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [سورة يس].

    ويا أُمَّة الإسلام يا حجاج بيت الله الحرام، إنّ خلاصة دعوة المهديّ المنتظر هي خلاصة دعوة رُسل الله أجمعين؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء].

    فكيف يكون على ضلالٍ مَن يدعو العبيد من الجِنّ والإنس إلى التنافس إلى الربّ المعبود سبحانه عَمَّا يشركون وتعالى عُلوًّا كبيرًا؟! فلا تُبالغوا في الأنبياء والمهديّ المنتظر فإنَّما نحن عبيدٌ لله أمثالكم ولَكُم في ربّكم من الحقّ ما للأنبياء والمهديّ المنتظَر، فمن أراد أن يكون من المُكرمين فَليَكُن مِن المُتَّقين لرَبِّ العالَمين لا يشرك بالله شيئًا ويقول: "اللهم إنّي عبدك خلقتني لعبادتك، فإنّي أُشهِدك أنّي أنضمّ إلى التنافس مع العبيد إلى الربّ المعبود حتى تكون عبادتي لك رَبّي كمثل عبادة أوليائك الذين أفتيتنا عن عبادتهم في مُحكَم كتابك في قولك الحقّ: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [سورة الإسراء:57]، فكيف لا أكون منهم؟! فإذا لم أكُن منهم، فما بعد الحقّ إلَّا الضلال والشِّرك بالله؟ والعياذُ بالله من الشِّرك إنَّ الشرك لَظلمٌ عَظيم".

    اللهم قد بَلَّغتُ اللهم فاشهَد.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..

    الدَّاعي إلى الصِّراط المُستَقيم خليفة الله في الأرض عبد النَّعيم الأعظم؛ الإمام ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ.
    ________

    [لقراءة البيان من الموسوعة]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=4329
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    البيانات الاساسية لفهم الدعوة المهدية

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 328527 من موضوع البيانات الاساسية لفهم أسس دعوة الإمام المهدي للباحثين

    الفصل الثالث :

    سر الشفاعة - بيان الوسيلة و اسم الله الاعظم





    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=4356

    Kiswahili
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=285805

    في شأن التّوسل إلى الله بعبادهِ المقربين







    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=110809

    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=228567

    - 26 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    16 - 01 - 1431 هـ
    01 - 01 - 2010 مـ
    11:38 مساءً
    ــــــــــــــــــــ

    أخي السائل إنّ المشركين بالله ينقسمون إلى ثلاثة أقسام






    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=7561

    English
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=245699

    الإمام ناصرمحمد اليماني
    25 - 09 - 1431 هـ
    04 - 09 - 2010 مـ
    04:06 صباحاً
    ــــــــــــــــــ
    لن يعقل سرّ الشفاعة إلا الذي علّم النّاس بحقيقة اسم الله الأعظم..
    ومن هم أولو الألباب





    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=110817

    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=239268

    English
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=180958

    - 34 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - 04 - 1431هـ
    01 - 04 -2010 مـ
    11:21 مساءً
    ________

    { هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }
    صــــدق الله العظيـــــم





    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=20771

    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=231856

    English
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=220585
    - 1 -
    [ لمتابعة رابط المشاركــــــــة الأصليّة للبيان ]
    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 09 - 1432 هـ
    26 - 08 - 2011 مـ
    07:21 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ
    ردّ الإمام على ضياء في بيان "الوسيلة" وبيان معنى التنافس على حبّ الله




    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=7469

    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=228997

    English
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=34621

    الإمام ناصر محمد اليماني
    ــــــــــــــــــــ
    بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسنّة والجماعة، وليست الشفاعة كما تزعمون، سُبحان الله العظيم





    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=81115

    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=117249

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - ربيع الأول - 1434 هـ
    06 - 01 - 2013 مـ
    06:26 صــــباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ
    ردّ الإمام المهديّ إلى (أبو المهدي) الذي جاء يلهِنا عن أمرنا بلهو الحديث، فتعال لنعلِّمك علماً تخرج به العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد





    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=61877

    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=252473

    English
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=65222

    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 11 - 1433 هـ
    21 - 09 - 2012 مـ
    03:50 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركــة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=61847
    ــــــــــــــــــــ
    سؤالٌ و جوابٌ عن الشفاعة ردّاً على فضيلة الشيخ العقبي





    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=4681

    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=115341

    الإمام ناصر محمد اليمانيّ
    18 - 10 - 1430 هـ
    08 - 10 - 2009 مـ
    11:39 مساءً
    ــــــــــــــــــــــــ
    بيان الوسيلة ومزيدٌ من العلم لحقيقة اسم الله الأعظم


    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=7561

    English
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=245699


    الإمام ناصرمحمد اليماني
    25 - 09 - 1431 هـ
    04 - 09 - 2010 مـ
    04:06 صباحاً
    ــــــــــــــــــ

    لن يعقل سرّ الشفاعة إلا الذي علّم النّاس بحقيقة اسم الله الأعظم







    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=5501

    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=138664

    هذا البيان منقول من ردّ الإمام ناصر محمد اليماني على المحاور أبو حمزة بتاريخ:
    02 - 08 - 1431 هـ
    14 - 07 - 2010 مـ
    ـــــــــــــــــــــ


    بيان البشرى الكبرى للنّعيم الأعظم ومفاجأة الشفاعة







    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=7270

    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=184609


    English
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=201655

    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - 09 - 1431 هـ
    28 - 08 - 2010 مـ
    05:36 صباحاً
    ـــــــــــــــــ
    أولئك لا ينالهم الفزع الأكبر يوم يُلقي الله بالسؤال إلى الناس جميعاً عن النعيم الذي يوجد فيه سرّ الحكمة من خلقهم






    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=6502

    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=128392


    English
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=219618

    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 08 - 1431 هـ
    08 - 08 - 2010 مـ
    ــــــــــــــــــــــ
    سرّ النَّعيم الأعظم والسابقون السابقون





    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=40976

    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=233772


    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
    الإمام ناصر محمد اليماني
    30 - 05 - 1433 هـ
    22 - 04 - 2012 مـ
    05:44 صباحاً
    ـــــــــــــــــ
    يا أيّها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا أنّ لله عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النّبيّون والشهداءُ على منازلهم وقربهم من الله





    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=16251
    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=184360


    English
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=184080

    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 06 - 1432 هـ
    30 - 05 - 2011 مـ
    ــــــــــــــــــــــ


    {فَذَلِكُمُ اللّهُ ربّكم الحقّ فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}
    ألا والله لولا عبيد النعيم الأعظم ما أخرج الله من ناره أحداً..




    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=86814

    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=124091

    English
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=226849
    - 1 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    الإمام ناصر محمد اليماني
    10 - 04 - 1434 هـ
    20 - 02 - 2013 مـ
    03:39 صـباحاً
    ـــــــــــــــــــــ
    ردّ المهديّ المنتظَر إلى الدكتور أحمد عمرو الذي ينكر أنّ رضوان الله النّعيم الأكبر

    13 بیان




    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=148478

    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=149016

    English
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=148904

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــة الأصليّة للبيــان ]
    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - رمضان - 1435 هـ
    23 - 06 - 2014 مـ
    9:14 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ
    شهادة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بأنّ رضوان الله على عباده هو النّعيم الأعظم من نعيم جنته
    ولذلك لن أرضى حتى يرضى ربّي حبيب قلبي






    ۞منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=213492

    فارسى
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=213549


    English
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=213652



    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 03 - 1437 هـ
    04 - 01 - 2016 مـ
    07:25 صباحــاً
    ــــــــــــــــــــــ

    إنّما بعث الله الإمام المهديّ ليُعلّم الناس بحقيقة اسمه الأعظم ليقدروا ربّهم حقّ قدره فيعرفوه حقّ معرفته
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  8. افتراضي

    اللهم ارزقني الدرجة العالية الرفيعة

  9. افتراضي

    زادك النعيم الاعظم من حبه وقربه ورضوان نفسه يا حبيب النعيم الاعظم ابو محمد الكعبي أدركت بفضل الله الحكمة من خلقنا حتى نعبد رضوان الله في نفسه تكون غايتنا والجنة جزاء اللهم اشغلنا بما خلقتنا لأجله ولا تشغلنا بما خلقته لنا

  10. افتراضي

    اختي في الله الى الرحمن وفدا هي نتنافس عليها ونرى من يفوز بها التنافس مفتوح

المواضيع المتشابهه
  1. بيان المهدي المنتظر: إنّ دعاءَ العبيد من العبيد ليشفعوا لهم عند الربّ المعبود دعاءٌ في ضلالٍ مبين، فاحذروا وفرّوا إلى الله إني لكم منه نذيرٌ مبين
    بواسطة باوكى عبدالله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-09-2013, 06:23 PM
  2. من الآيات المحمكات في نفي شفاعة العبيد بين يدي الرب المعبود
    بواسطة يامن خضور أبو أسعد في المنتدى نفي شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الرب المعبود
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-09-2013, 06:10 PM
  3. تعرف على أمم العبيد الأحياء في الكتاب....و أول رقم في العدد في الوجود كله .
    بواسطة مفتاح الجزائر في المنتدى بيان المهدي الخبير بالرحمن إلى كافة الإنس والجان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-07-2013, 02:23 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-08-2012, 11:30 AM
  5. عدد العبيد في ملكوت الربّ المعبود..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 22-05-2011, 07:32 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •