لذا فمدلولات كلمات الله تتجاوز وتفوق احاطتنا المحدودة
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين
اعلم أخي الكريم العتيبي أنه لا نفاد لكلمات الله -ما نفدت كلمات الله - الآية
فكلمات الله أي كلامه النفسي الأزلي الذي لا يصور بحرف ولا يتصور فيه تقديم
ولا تأخير دال على مدلولات لا يحصيها ولا يحيط بها زمان ولا مكان ، ولا يحيط بها
عد ولا حساب ، فمدلولات كلماته غير محدودة دالة على مراداته ومجاري حكمته في
تصريف أمره ومقدوراته ومسموعاته ومبصراته وسعات رحمته وغفرانه ورضوانه
وغايات حكمته في خلقه وعلمه واحاطته وهيمنته البالغ أمره بحكمته ، لذا فمدلولات
كلمات الله تتجاوز احاطتنا المحدودة بكثير والآية لم تخرج مخرج المبالغة في الدلالة
على كثرة كلمات الله ، لذا فكل الغايات المرسومة بعلمه وحكمته هي غايات تهذيبية
لبلوغ الصلاح والخير الأزكى ، فمن الآيات ما تزكي نفوسنا وتوجهاتنا وتهذبها للأقوم
لخير مسعى للناس جميعا وتعرفنا قدره ولا تفيد أي نقص في حق الله
تعالى المنزه عن كل ما لا تبلغه مداركنا وانه لقول من رب رحيم لا يرضى لعباده الكفر بل
هو أرحم الراحمين الأرحم بهم ولا راحم لهم من دونه كما بين في آيات عزيز خطابه
فنعلم بذلك قدره في سعات رحمته بعباده وعظيم فضله ورضوانه
بل نتقرب بذلك اليه أكثر فهو ربنا الودود الرحيم بنا بعظيم وده ومحبته للمتقربين اليه والذين أحبوه حبا شديدا
فكان سعيهم المزكى هو رضاه في نفسه أوليس هذا أخي الكريم العتيبي هو الأسمى في العبور والوصول بأصدق
وسيلة لمن قدر الله حق قدره حتى أصبح عرفانه من طعم رضوانه بشديد محبته لمولاه .
