الموضوع: تعزية الإمام المهدي إلى كافة الشعوب العربية والإسلامية وإلى كافة الأمة الإنسانية أجمعين

النتائج 51 إلى 60 من 60
  1. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وسلام علي المرسلين
    اخي الكريم السائل عن موقف الامام من مظاهرات البحرين فموقف الامام واضح وضوح الشمس فهو لايتعصب مع فرقة ضد الاخري و هو دائما مع الحق و قد اتيناك باقتباس من بيان الامام سابقا فارجوا ان تعيد قرائته واعلم يا اخي الكريم ان الامام لم يمكن الله له في الارض حاليا و هو لازال في مرحلة الدعوة فهو مسول عن الامور الذي مكنه الله فيها فارجوا ان لاتختلط عليك الامور واطمئن يا اخي الكريم ان الامام بعد الظهور والتمكين سوف يقيم العدل والقسط و يجري حدود الله حتي ولو كان القصاص علي اخيه من امه وابيه

    وبالنسبة للتعزية فقد اجاب الامام علي السوال الافتراضي عن هل يجوز التعزيه لال سعود وقد اجاب ولكن يبدوا ان اجابة الامام لم تقنعك ولذلك تكرر السوال و كان من الاجدر بك ان تقول انني غير مقتنع ببيان الامام بدلا من تكرار السوال

    اما بالنسبة لمن ياسالوا عن طريقة قتل المجرم السفاح القذافي رحمه الله فالاجدر بهم ان يسئلوا عن طريقة قتل الاف السجناء في سجن ابوسليم والاف الليبين طوال 42 عام و في حرب التحرير وعن مقتل ضيفه الذي غدر به موسي الصدر فكيف تناسيتم كل ذلك و تطبلون بسم العداله والاسلام وحقوق الانسان
    والشعب الليبي لم يكن يريد قتل هذا السفاح وابنائه قبل محاكمته ولكن شياطين البشر من اليهود والماسونيه العالميه اجبرتهم من خلال قرار المحكمة الدوليه بتسليم القذافي و ابنائه فلو لم يسلموه لادخلوا ليبيا في مواجهة مع مجلس الامن وما يسمونه بالشرعيه الدوليه وهل تتذكرون يوم تحرير طرابلس و نشر الخبر عن اعتقال سيف الاسلام فلم يتاخر رئيس المحكمة الدوليه بالمار بالمطالبه بتسليمه

    اما عن شخص القذافي فانه كان فيه شيطان له قرين ويصده عن الصراط المستقيم فماذا تتوقع من هذا القرين غير تدمير ليبيا والتنكيل بابنائها وهل تعرف طريقة اخري افضل من هذه الطريقة التي نفذها القذافي بمكر من الشياطين

    والحمدلله رب العالمين

  2. افتراضي

    امام هل يجوز مولاه الحاكمه اذعرف فسادهم

  3. Question

    أعيد صيغة سؤالي السابق

    هل يصح أن أستغفر لأبي لهب وأقرأ (تبت يدا ابي لهب وتبّ) في نفس الوقت؟

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم . الأخو , الأخوان الأحباب سألوا حبيبهم الامام , أيش دخلك أنت ؟؟ . اذا عندك سؤال فى الدعوة , تفضل به مشكورا , سيأتيك الرد بكل أدب واحترام . أما الآن , فأنت تريد تصطاد فى الماء العكر , فأخشى عليك من أن تسمع ما لا يرضيك .

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : الاخو
    أعيد صيغة سؤالي السابق

    هل يصح أن أستغفر لأبي لهب وأقرأ (تبت يدا ابي لهب وتبّ) في نفس الوقت؟
    انتهى الاقتباس من الاخو
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اهلا وسهلا ومرحبا باخي الاخو
    من حقك ان تسال وتنتظر الاجابه من الامام المهدي عليه السلام
    وانا اعتذر بالانابه عن ممن كلمك بطريقه جارحه ومن حقك ان تبحث وان تيكون هدفك الحق ورضوان الله عليك
    وليس من حق اي من الانصار يتطاول عليك او الاهانه لك انت عزيز بيننا واخ في الدين لانعلم نحن ممكن انت تصبح من المقربين للامام لانك طالب علم وطالب الحق
    والا لماذا تتعنى وتسال الا ان يكون هدفك الوصول للحقيقه
    مرة اخرى ااتمنى ان يتسع صدرك في انتظار الاجابه
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال الله تعالى :بسم الله الرحمن الرحيم
    ((‏{‏‏ فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ })) صدق الله العظيم

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عيسى يعقوب
    امام هل يجوز مولاه الحاكمه اذعرف فسادهم
    انتهى الاقتباس من عيسى يعقوب
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الاخ الحبيب عيسى يعقوب
    خيركم من بدا السلام
    وانا لست هنا لاعلمك كيف تبدا بطرح سؤالك
    ولكن كان من الاصح انك تبدا بالسلام
    وتسال بطريقه لائقه بك
    فيا حبيبي اصغ سؤالك جيدا ولاتنسى انك تخاطب خليفة الله في الارض ومن الواجب ان نحترم بعض
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال الله تعالى :بسم الله الرحمن الرحيم
    ((‏{‏‏ فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ })) صدق الله العظيم

  7. افتراضي

    [quote=الاخو;24416]أعيد صيغة سؤالي السابق

    هل يصح أن أستغفر لأبي لهب وأقرأ (تبت يدا ابي لهب وتبّ) في نفس الوقت؟[/
    quote]

    الرد باقتباس من بيان الامام ناصر محمد اليماني

    ولربما يود أن يذهب أحد السائلين إلى أحد من علماء الأمة فيقول: "يافضيلة الشيخ، إن المدعو ناصر محمد اليماني الذي يزعم أنه المهدي المنتظر نجده يستغفر لكافة أموات الكافرين من الجن والإنس، فهل ترى أنه يجوز له ذلك، فهو يحاج الناس من القرآن العظيم؟" ومن ثم يقول ذلك العالم: "بل سوف نقيم عليه الحجة من القرآن العظيم بآية محكمة بينه في قول الله تعالى:
    {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُ‌وا لِلْمُشْرِ‌كِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْ‌بَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١١٣﴾ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ‌ إِبْرَ‌اهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّـهِ تَبَرَّ‌أَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَ‌اهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴿١١٤﴾} صدق الله العظيم [التوبة]

    ومن ثم يزعم السائل أن هذا العالم قد أقام على الإمام ناصر محمد اليماني الحجة من كتاب الله القرآن العظيم، ومن ثم يتولى هذا السائل وهو كظيم.. حزين، كونه قد ظن بادئ الأمر أن ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر إلى أن سَمِع من العالم الإجابة من القرآن. ومن ثم يقول: "إذا ناصر محمد اليماني على ضلال، كونه يستغفر لأموات المسلمين والكافرين، و فضيلة الشيخ قد أقام عليه الحجة بآية محكمة في قول الله تعالى:
    {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُ‌وا لِلْمُشْرِ‌كِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْ‌بَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١١٣﴾ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ‌ إِبْرَ‌اهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّـهِ تَبَرَّ‌أَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَ‌اهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴿١١٤﴾} صدق الله العظيم [التوبة]

    ولربما يهجر السائل موقع المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني فيتولى عنه ولم يعقب. ومن ثم يرد على السائل والمسؤول المهدي المنتظر صاحب علم الكتاب بالقول الصواب ذكرى لأولي الألباب، وأقول: "يا أيها السائل والمسؤول، إنما نهى الله أنبياءه ورسله أن يستغفروا للكافرين ما داموا مصرين على كفرهم ومحاربتهم لدين ربهم، فلن يغفر الله لهم مهما استغفرتم لهم، كونهم لا يزالون مصرين على كفرهم إلا أن يقول أحدهم أعطني مهلة لأتفكر في دعوتك كمثل آزر أبا إبراهيم، وعده أبوه كَذِباً أن يتفكر في دعوته ليس إلا ليصرفه عنه، كونه أزعجه لكثرة ما توسل إليه من أجل أن يتبع الحق من ربه حرصاً على هدي أبيه رحمة به.
    وجثم رسول الله إبراهيم بين يدي أبيه يحاول هدايته وقال له أبوه: "اهجرني ملياً" وهدده وتوعده أبوه، ولكنه نظر إلى ابنه إبراهيم يبكي على أبيه حين أَبَى الهدى، فلما رآه أبوه يبكي ظنّ أن ابنه إبراهيم يحاول أن يستعطف أبيه ليهتدي إلى الحق، ومن ثم قال له أبوه: "اهجرني ملياً بعض الوقت، وسوف أتفكر في دعوتك، وأرد لك الجواب" ولكن ذلك ليس إلا ليصرفه عن احراجه وازعاجه له بالدعوة إلى الحق. وقال الله تعالى:
    {وَاذْكُرْ‌ فِي الْكِتَابِ إِبْرَ‌اهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ﴿٤١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ‌ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا ﴿٤٢﴾ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَ‌اطًا سَوِيًّا ﴿٤٣﴾ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّ‌حْمَـٰنِ عَصِيًّا ﴿٤٤﴾ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّ‌حْمَـٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴿٤٥﴾ قَالَ أَرَ‌اغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَ‌اهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْ‌جُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْ‌نِي مَلِيًّا ﴿٤٦﴾ قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ‌ لَكَ رَ‌بِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴿٤٧﴾}
    صدق الله العظيم [مريم]

    ولكن آزر لم يتفكر بشيء في دعوة ابنه إبراهيم، ورجع نبي الله إبراهيم لأبيه ليسمع منه الرد، وإذا هو لا يزال يتوعده ويتهدده فإن لم ينتهي عن ذكر آلتهم بالسوء ليرجمنّه، ومن ثم تبين لخليل الله إبراهيم أن أباه من أعداء الله من الذين يريدون أن يطفئوا نور الله ويمنعوا الدعوة إلى عبادة ربهم وحده لا شريك له، ومن ثم تبرأ خليل الله إبراهيم من أبيه آزر ومن كان على شاكلته من الذين يحاربون الله ويريدون أن يطفئوا نور الله، كون آزر والذين معه لم يكتفوا فقط بالكفر بدعوة رسول الله إبراهيم بل لا يزال يحذّر آزر ابنه إبراهيم لئن لم ينتهي عن الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك بأنه سوف يرجمه. وقال الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:114]

    كون نبي الله إبراهيم ليعلم أنه لا يجوز الاستغفار لكافر يصِرُّ على كفره وحربه لدعوة الحق من ربه. وقال الله تعالى:
    {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}
    صدق الله العظيم [الممتحنة:4]

    ولكنه يجوز الإستغفار للكفار في حالة واحدة وهو حين يكونون نادمين على كفرهم ومتحسرين على ما فرَّطوا في جَنْبِ ربهم فيقول أحدهم:
    {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر]

    ولربما يود أن يقاطعني أحد أحباب قلب المهدي المنتظر من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، فيقول: "يا إمامي المهدي إلى الحق، فهل استغفَرَ خليل الله إبراهيم لأبيه من بعد موته، كونه ليعلم أن أباه من بعد موته قد أصبح من النادمين لا شك ولا ريب، كون الله أهلكه وهو لا يزال على ضلال مبين؟"
    ومن ثم نرد عليه ونقول: اللهم نعم إني أجد ذلك في دعاء رسول الله إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً. تصديقاً لقول الله تعالى في دعاء خليله إبراهيم وهو يناجي ربه ويقول:
    {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ﴿٧٨﴾ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ﴿٧٩﴾ وَإِذَا مَرِ‌ضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴿٨٠﴾ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ﴿٨١﴾ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ‌ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴿٨٢﴾ رَ‌بِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴿٨٣﴾وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِ‌ينَ ﴿٨٤﴾ وَاجْعَلْنِي مِن وَرَ‌ثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ﴿٨٥﴾ وَاغْفِرْ‌ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٨٦﴾ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ﴿٨٧﴾ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]

    ومن ثم نستنبط الحكم بالحق أنه يجوز للمؤمن أن يستغفر لأبيه من بعد موته ولو كان أبوه من الكافرين، كونه بعد موته قد صار من النادمين المتحسرين على ما فرطوا في جنب ربهم، عسى الله أن يغفر لهم إن يشاء، إن ربي غفوراً رحيماً.

    ولكن ياقوم إني أجد أن الله لن يجيب دعوتكم بالاستغفار لأصحاب النار، كما أجد أن الله لم يجب دعاء خليله إبراهيم بالاستغفار لأبيه، وسبب عدم الإجابة هو أن الله نظر إلى قلب خليله إبراهيم فإذا هو يريد أن يغفر الله لأبيه، وذلك من شدة الرحمة في قلب الابن نحو الأب المعذب، ولكن الإمام المهدي ليستغفر لأموات المسلمين والكافرين أجمعين وليس رحمة مني بهم أو من شدة حسرتي عليهم كما يتحسر خليل الله إبراهيم على أبيه، ولم يستغفر لسواه من الكافرين، وإنما دفعه لذلك من شدة الرحمة في قلبه بأبيه المعذب في نار الجحيم، كونه كان من الضالين، وظن أنه لربما سينفعه الاستغفار ولذلك يستغفر لأبيه، كونه كان من الضالين في حياته قبل مماته، برغم أنه ليعلم أنه لا يغني عن أبيه شيء من ربه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاغْفِرْ‌ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٨٦﴾ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ﴿٨٧﴾ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]

    ولكني لم أجد في محكم كتاب الله أن الله أجاب دعاء خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يغفر لأبيه، كما لم يجب دعاء نوح لابنه بالتبني، حين أراد أن يشفع لابنه من عذاب الله، وكان رد الله على رسوله نوح عليه الصلاة والسلام فيه شيء من القسوة. وقال الله تعالى:
    {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ‌ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَ رَ‌بِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ‌ لِي وَتَرْ‌حَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [هود]

    ولربما يود أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: "يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني، أفلا تفتينا ما هو الخطأ الذي ارتكبه رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام؟" ومن ثم نرد على السائلين بالحق، ونقول: "ألم تجدوا رسول الله إبراهيم كان يريد من ربه أن يغفر لأبيه الكافر وكذلك رسول الله نوح كان يريد من ربه أن يغفر لابنه الكافر، فأنستهم رحمتهم بأقربائهم وتحسرهم عليهم عن التفكر بحال من هو أشد حسرة عليهم منهم، الله أرحم الراحمين.
    ولذلك لم يجب الله دعاءهم أن يغفر لأقربائهم، ألا والله لو علموا بحسرة ربهم على عباده الظالمين لأنفسهم إذا لما حرصوا فقط على أن يغفر لأقربائهم برغم كفرهم، بل سوف يحرصون على أن يغفر الله لكافة الضالين من عبادة أجمعين.
    ويا عباد الله المسلمين، إني الإمام المهدي أفتيكم بالحق أن تستغفروا لأموات المسلمين والكفار الليل والنهار، كون الذي هو أرحم بهم منكم لهو أشد حسرة عليهم من حسرة نوح على ولده ومن حسرة إبراهيم على أبيه.. الله أرحم الراحمين.

    ولربما تود أن تقاطع المهدي المنتظر احدى أخواتي أمهات المؤمنين فتقول: "يا إمامي فهل الله سبحانه وتعالى متحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم من الأمم الأولى؟" ومن ثم يرد عليها المهدي المنتظر وأقول: فلو أن ابنك عصاك ألف سنة ومن ثم مات وهو على ذلك، فرأيتِه يصطرخ في نار جهنم من شدة حريق جهنم، فتصوري حسرتك يا أمة الله على ولدك، حتى ذا علمتي بحالك ومن ثم تقولين: يا رب إذا كان هذا هو حالي فكيف بحال من هو أشد حسرة مني على ولدي.. الله أرحم الراحمين؟ كون الله لا يزال متحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم وكفروا برسل ربهم في الأمم الأولى، فأهلكهم الله بسبب كفرهم من بعد دعاء أنبيائهم عليهم، فأجابهم تصديقاً لوعده لرسله بالحق، ولكن برغم أن الله لم يظلمهم شيء فلم يهنوا في نفس ربهم، بل ستجدونه في الكتاب أنه متحسر عليهم وحزين الليل والنهار بعد أن ذهب غيظ الله عليهم في نفسه من بعد الانتقام، حتى إذا ذاقوا وبال أمرهم وعلم الله بأنهم نادمون أشدّ الندم على مافرطوا في جنب ربهم، ومن ثم حلت الحسرة عليهم في نفس الله بسبب صفة الرحمة في نفسه أنه أرحم الراحمين.

    ولربما يود أن يقاطعني أحد الذين لم يقدّروا ربهم حق قدره ويقول: "يا ناصر محمد اليماني أعندك سلطان بهذا في محكم الكتاب أن الله يتحسر على عباده الكافرين برسل ربهم من بعد أن انتقم الله منهم فأصبحوا نادمين؟" ومن ثم نرد عليه بالحق وأقول: يا حبيبي في الله تعالى، أولا نطرح سؤالك هذا على العقل والمنطق، وننظر أولا جواب العقل والمنطق من قبل أن ننظر الجواب في محكم الكتاب، ومن ثم ننظر هل يتطابق فتوى العقل والمنطق مع فتوى الرحمن في محكم القرآن؟ وإليك أولا سؤالي بالحق فمن هو أرحم من جميع الرحماء في عبيد الله؟ ومعلوم جواب السائل المؤمن فسوف يقول: الله أرحم الراحمين فلا ينبغي أن يكون هناك شئ هو أرحم بعباده من الله أرحم الراحمين. ومن ثم نقول: إذا فلا بد أنه حزين ومتحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم بسبب صفته سبحانه في نفسه (أرحم الراحمين)، فهذا ما يقوله العقل والمنطق إذا كان الله هو حقاً أرحم الراحمين فلا بد من وجود الحسرة في نفس الله بسبب وجود صفة الرحمة في نفسه، فلا بد أن يكون حاله متحسراً وحزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم وكفروا برسل ربهم فدعوا عليهم فأجاب الله دعاء رسله والمؤمنين معهم فأهلك عدوهم وأورثهم الأرض من بعدهم.

    ولربما يود أن يقاطعني آخر فيقول: "يا ناصر محمد أجب على السائل بالحق من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب، فالسؤال واضح وفصيح، فهل الله سبحانه متحسر في نفسه على الذين أهلكهم الله وكانوا كافرين من الأمم الاولى؟" ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي وأقول: ألم تقتنع بإجابة العقل والمنطق فكذلك سوف تجد في محكم كتاب الله نفس فتوى العقل والمنطق أن الله متحسر على عباده الذين أهلكهم الله وكانوا كافرين. تصديقا لقول الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس]

    إذا يا أحبتي في الله، فما الفائدة من جنات النعيم والحور العين وقد علمتم بحال حبيبكم الله أرحم الراحمين أنه متحسر وحزين على عباده الذين أهلكهم وكانوا كافرين؟ ثم يقول في نفسه شيء لم تشعر به ملائكته المقربون عنده، يقول في نفسه:
    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس]

    وعليه يامعشر الأنصار فاستغفروا لكافة أموات المسلمين والأموات من الكافرين، ولا تستغفروا لأحياء الكافرين، كون الندم على مافرطوا في جنب ربهم لم يحدث بعد في قلوبهم، فكيف تستغفرون لهم وهم لا يزالون مصرين على كفرهم وعنادهم؟ ولكن يحق لكم أن تسألوا لهم الهدى من ربهم حتى يغفر لهم من بعد الهدى، وأما أن يغفر لهم وهم لا يزالون مصرين على ما يفعلون من حرب الله وأولياءه فلن يغفر الله لهم، فلن يغفر الله لمُصرٍ على ذنبه، وإنما يغفر الله لمن أصبح نادم على ما فعل.
    وعليه فإني الإمام المهدي أتوسل إلى ربي بحق لا إله إلا هو، وبحق رحمته التي كتب على نفسه، وبحق عظيم نعيم رضوان نفسه، أن يغفر لكافة أموات المسلمين وأموات الكافرين، إن ربي وسع كل شيء رحمة وعلماً، إنه هو الغفور الرحيم، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..


    أخو البشر في الدم من حواء وآدم المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني.

  8. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك اخي وحبيبي ابو محمد
    نعم كلام الامام عليه السلام واضح للجميع ومن بؤمن بالقرءان فالامام عليه السلام اعطاهم الدليل
    ولا يوجد مجال للشك في حجة البيان للناس
    قال الله تعالى :بسم الله الرحمن الرحيم
    ((‏{‏‏ فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ })) صدق الله العظيم

  9. rose

    سبحان الله من خلقك أيها الإنسان الإمام المهدي ؛
    ♥️ ناصر محمد اليماني ♥️
    وعلّمك البيان الحق للقرآن
    ياصاحب علم الكتاب والقول الصواب وفصل الخطاب
    ياهادينا إلى الصراط المستقيم ومهديّنا إلى النعيم الأعظم من نعيم الجنة
    ❤️ نعيم رضوان الله في نفسه على عباده ❤️
    الحمدلله على بعثك فينا يالخبير بالرحمن يافضل الله ورحمته
    واللهم آمين اللهم بحق لا إله إلا أنت وبحق نعيم رضوانك في نفسك على عبادك أجمعين ياأرحم الراحمين من وسعت رحمته كل شيء أسألك أن ترحم جميع أموات المسلمين وأموات الكافرين النادمين على مافرطوا في جنبك
    اللهم ياحبيبي يا أحب شيء إلى قلبي أن ترحمهم وتغفر لهم وتعفو عنهم وتتجاوز عنهم بحق رحمتك ياأرحم الراحمين يامن أرحم بهم من الأم بولدها
    ❤️سبحانك اللهم وبحمدك❤️
    عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
    لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضى
    وأعوذ بك أن أرضى قبل أن ترضى في نفسك على جميع عبادك يامن وعده الحق وهو أرحم الراحمين
    اللهم عجّل بالنصر والتمكين والفتح المبين لخليفتك على العالمين
    والشهيد على رسالة نبيك محمد والناصر لدينه ؛
    ❤️ناصر محمد اليماني❤️
    والسلام عليه وعلى أهل بيته الأطهار
    وأنصاره السابقين الأخيار قلباً وقالباً
    والسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين

  10. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 43194 من موضوع رحمة الله على أموات المسلمين، وكذلك نرجو من الله أن يرحم أموات الكافرين النادمين بعد أن ذاقوا العذاب الأليم ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 06 - 1433 هـ
    14 - 05- 2012 مـ
    04:00 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشـاركة الأصليَّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=43182
    ـــــــــــــــــــــــ



    رحمة الله على أموات المسلمين، وكذلك نرجو من الله أن يرحم أموات الكافرين النادمين بعد أن ذاقوا العذاب الأليم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار، وبعد..
    رجوتُ من أحبّ شيءٍ إلى نفسي ربّي حبيبي بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن يغفر ويرحم جميع أموات المسلمين ويُدخِلهم أجمعين برحمته في عباده الصالحين، وأن يرحم كافة الأموات الكافرين من الضالين النادمين وأن يخرجهم من نار الجحيم إلى جنّات النعيم، إنّ ربّي غفورٌ رحيمٌ ودودٌ فعالٌ لما يريد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ‌ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ‌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْ‌ضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَ‌بُّكَ إِنَّ رَ‌بَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِ‌يدُ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

    اللهم اغفر لجميع أموات المسلمين والنادمين من أموات الكافرين يا من وسعت كل شيء رحمةً وعلماً إنّ وعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    وربّما يودّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: "يا من يزعم أنّه المهدي المنتظَر يحاجّ الناس بمحكم الذكر، كيف تستغفر لأموات الكافرين؟ ألم يقل الله تعالى:
    {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُ‌وا لِلْمُشْرِ‌كِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْ‌بَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١١٣﴾ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ‌ إِبْرَ‌اهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّـهِ تَبَرَّ‌أَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَ‌اهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴿١١٤﴾} صدق الله العظيم [التوبة]".

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: نعم ما ينبغي للمؤمنين أن يستغفروا للكافرين وهم لا يزالون مصرّين على كفرهم بالحقِّ من ربّهم ومحاربة دين الله الحقّ، فأنّى يغفر الله لهم وهم لا يزالون مصرّين على الكفر بدين الله ويسعون ليطفئوا نور الله؟ وإنما استغفار خليل الله إبراهيم لأبيه بادئ الأمر حين وعده أن يفكّر في أمر دعوته؛ وإنّما وعده كذباً ليصرفه عنه كونه أحرجه بالدعوة إلى الله، ولكن حين تبيَّن له أنّه عدو لله تبَّرأ منه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} صدق الله العظيم [التوبة:114].

    ولكن خليل الله إبراهيم استغفر لأبيه من بعد موته كونه يعلم أنه قد صار من النادمين، واستغفر له كونه كان من الكافرين الضالين وليس من الشياطين. وقال الله تعالى:
    {رَ‌بِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴿٨٣﴾ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِ‌ينَ ﴿٨٤﴾ وَاجْعَلْنِي مِن وَرَ‌ثَةِ جَنَّةِ النّعيم ﴿٨٥﴾ وَاغْفِرْ‌ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٨٦﴾ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ﴿٨٧﴾ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور صفوة البشريّة وخير البريّة الذين لن يرضوا بالحور العين وجنات النّعيم حتى يتحقّق رضوان الله في نفسه، فلتبدأوا بالسعي لتحقيق النّعيم الأعظم من جنة النّعيم واستغفروا لكافة المسلمين الأحياء منهم والأموات أجمعين، واستغفروا للأموات الكافرين الضالّين فقط وليس أحياء الكافرين المصرّين على كفرهم ولا الأموات من شياطين البشر؛ بل النادمون الذين صاروا متحسِّرين على ما فرّطوا في جنب الله، وأما الشّياطين فليسوا بنادمين على ما فرّطوا في جنب الله؛ بل هم نادمون لو أنّهم أضلّوا عباد الله أجمعين عن الصراط المستقيم حتى يكونوا معهم سواء في نار جهنم. وقال الله تعالى:
    {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُ‌ونَ كَمَا كَفَرُ‌وا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} صدق الله العظيم [النساء:89].

    وإنما استغفر خليلُ الله إبراهيم لأبيه مرّتين، مرةً في حياته ولكنه تبيّن له أن لا يزال مُصِرَّاً على الكفر والعداوة لدين الله ومن ثمّ تبرَّأ منه، ومن ثمّ استغفرَ لأبيه من بعد موته كونه يعلم أنّه صار من النّادمين، وما كان استغفار خليل الله إبراهيم لأبيه من بعد موته إلا أنّه كان من
    (الكافرين الضالّين) وليس من الشياطين.

    فاستغفروا للأموات الكافرين الضالين النادمين كما استغفر خليل الله إبراهيم لأبيه مرةً أخرى من بعد موته كون أبيه كان من الضالين الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنّهم مهتدون، ولم يكن أبوه من المغضوب عليهم بل من الكافرين الضالين، ولذلك قال خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار:
    {رَ‌بِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴿٨٣﴾ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِ‌ينَ ﴿٨٤﴾ وَاجْعَلْنِي مِن وَرَ‌ثَةِ جَنَّةِ النّعيم ﴿٨٥﴾ وَاغْفِرْ‌ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٨٦﴾ وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ﴿٨٧﴾ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وتذكّروا يا معشر الأنصار إنَّ أرحمَ الراحمين متحسرٌ وحزينٌ على عباده الكافرين الضالّين ويحسبون أنّهم مهتدون وكفروا برسل ربِّهم ومن ثمّ أخذتهم الصيحة فأصبحوا من النّادمين، ومن ثمّ تحسّر الله في نفسه عليهم كونه أرحم الراحمين، وقال الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6763 من موضوع تقبل الله بيعتكم يا أحباب الرحمن الذين اتّبعوا البيان الحقّ للقرآن ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - 08 - 1431 هـ
    08 - 08 - 2010 مـ
    12:03 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=6464
    ___________



    تقبل الله بيعتكم يا أحباب الرحمن الذين اتّبعوا البيان الحقّ للقرآن ..

    بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العالمين..
    سلامُ الله عليكم أحبّتي المبايعين السابقين واللاحقين في عصر الحوار من قبل الظهور، أحيطكم علماً إنّما البيعة هي لله الذي هو معي ومعكم أينما كنتم ويد الله فوق أيدي المبايعين أينما كانوا في العالمين في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّـهَ يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّـهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٠} صدق الله العظيم [الفتح].

    فأوفوا بعهد الله يوفِ بعهدكم، فيدخلكم في رحمته التي كتب على نفسه، وأصدقوا الله يُصدِقكم وتعاملوا مع الله مباشرةً في أعمالكم الذي يعلم بما في أنفسكم ولا يهمّكم ثناء الناس، ولا تبالوا بذمّهم لكم ما دمتم على الصراط المستقيم، واعلموا أن لو يثني عليكم كافّة الملائكة والجنّ والإنس ولم يثنِ عليكم الله فلا ولن يغني عنكم ثناؤهم من الله شيئاً.

    وإيَّاكم والرّياء فإنّه الشرك الخفيّ يدبُّ كدبيب النمل، فهل يشعر أحدكم بدبيب نملةٍ لو تمرّ بجواره؟ وكذلك الشّرك الخفيّ يقع فيه العبد دون أن يعلم أنّه قد أشرك بالله. وأما كيف يعلم أنّه وقع في الشرك الخفي وذلك حين يهتم بثناء الناس ومديحهم له، فكم يقع فيه كثيرٌ من المؤمنين؛ بل تعاملوا مع الله في الظاهر وفي الباطن ولا تهتمّوا أن يحمدَكم عبيد الله شيئاً كونه لا يُسمِن ولا يُغني من جوعٍ ما لم يثنِ عليكم ربّكم الحقّ وترضى نفسه عليكم سبحانه وتعالى عمّا يشركون، وقال الله تعالى:
    {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨٨} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا معشر الأنصار، لقد أَيّد الله الإمام المهديّ بأعظم آيةٍ في الكتاب ألا وهي حقيقة اسم الله الأعظم في قلوب أنصار الإمام المهديّ المُخلصين منهم الربّانيين الذين علِموا حقيقة اسم الله الأعظم؛ أولئك سيعلمون علم اليقين أنّ ناصر محمد اليماني هو حقّاً المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب لكونهم أدركوا أنّ حُبّ الله وقربه ورضوان نفسه هو حقاً نعيمٌ أكبر من نعيم الجنّة مهما بلغت ومهما تكون أُولئك قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه حُبّاً شديداً.

    ألا والله الذي لا إله غيره لا يرضون بملكوت الله جميعاً في الدنيا والآخرة حتى يتحقّق رضوان الله في نفسه. وبما أنّ الله قد كتب على نفسه أن يرضي عباده الصالحين تصديقاً لوعده الحقّ في مُحكم كتابه:
    {رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} صدق الله العظيم [المائدة:119]، ولكن منهم من يقيه الله من عذابه فيدخله جنّته فإذا هو فرِحٌ مسرورٌ بما آتاه الله من فضله، ومنهم الذين يطمعون للشهادة في سبيل الله تجدونهم قد رضوا عن ربِّهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ‎﴿١٦٩﴾‏ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ‎﴿١٧٠﴾‏ ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ‎﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم[آل عمران].

    فتجدونهم قد رضوا في أنفسهم بما آتاهم الله من فضله، ولذلك وصف الله لكم حالهم وقال تعالى:
    {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم، وهذا دليل على أنّهم قد رضوا في أنفسهم فأصدقهم الله وعده الحقّ {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} صدق الله العظيم، وأولئك باعوا أنفسهم وأموالهم لربّهم مُقابل جنّته التي عرَّفها لهم في مُحكم كتابه وتسلّموا ثمن أموالهم وأنفسهم الجنة. تصديقاً لوعد الله بالحقّ في محكم كتابه: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ‎﴿١١١﴾‏} صدق الله العظيم [التوبة].

    وأما قومٌ آخرون فلن يرضيهم الله بجنّته شيئاً مهما عَظُمت ومهما كانت حتى يحقّق لهم النَّعيم الأعظم من جنته سبحانه، أولئك هم من أشدِّ العبيد حُبّاً لله، فأحبّهم الله بقدر حُبّهّم له، أولئك تنزّهت عبادتهم لربّهم عن الطمع في النَّعيم المادي، ولذلك لم تجدوا أنّ الله عرض جنّته مقابل الطلب، أولئك هم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه إن ارتدّ المؤمنون عن دينهم، وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ‎﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وبما أنّ الله كتب على نفسه رضوان عبيده الصالحين تصديقاً لوعده الحقّ في محكم كتابه:
    {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} صدق الله العظيم، فالسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يا تُرى سيرضون بجنات النَّعيم والحور العين وحبيبهم الرحمن ليس راضياً في نفسه بسبب ظلم عباده لأنفسهم وقد علموا أنّ الله هو أشدُّ حسرةً على عبيده الذين ظلموا أنفسهم وأعظم من حسرة الأم على ولدها؟ أولئك تأتي الملائكة فتُبشّرهم بجنة ربِّهم التي وعدهم بها ويريدون أن يسوقوهم إليها فإذا الملائكة ترى العجب في وجوههم قد علاها الحُزن العميق الصامت، فتقول لهم الملائكة: "بل لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون"، فيقولون: "ألا والله لو لم يحقّق الله لنا النَّعيم الأعظم فإنّ حزننا على النَّعيم الأعظم لهو أعظم من حزن الذين ظلموا أنفسهم"، فلم يدرك الملائكة قولهم وما يقصدون فلعلّهم يقصدون نعيم الجنة! ومن ثم يكرّر لهم الملائكة البشرى فيقولون: {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٣٠} صدق الله العظيم [فصلت].

    ولكن لا فائدة من بشرى الملائكة لهم بالفوز بنعيم جنّة ربِّهم، مما أدهش ملائكة الرحمن المقرّبين، وقالوا: "فما خطب هؤلاء القوم وما سبب حزنهم؟ فما بالهم لم يفرحوا بجنات النَّعيم كما فرح بها كثيرٌ من المؤمنين؟ وما هو النَّعيم الأعظم الذي يرجون من ربِّهم هو أعظم من جنّات النّعيم؟"، مما أدخل الملائكة في حيرة من أمرهم! فلا هم من الذين يُساقون إلى النار وأبوا أن يُساقوا إلى الجنة! ومن ثم تمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً من بين المُتّقين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَـٰنِ وَفْدًا ﴿٨٥} صدق الله العظيم [مريم].

    يتقدّمهم إمامهم حتى وقِّفوا بين يدي الرحمن، وتأجّل أمرهم إلى حين، واستمر الحساب بين الأمم وكُلّ نفسٍ تُجادل عن نفسها، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿١١١} صدق الله العظيم [النحل].

    وأما هؤلاء الوفد فكانوا صامتين بين يدي ربِّهم، ومن ثم يبحث المشركون عن شفعائهم الذين كانوا يعظِّمونهم في الدنيا، ويتركوا الله حصريّاً لهم من دونهم ويقولون إنّهم شُفعاؤهم عند ربِّهم، كما ينتظر المسلمون شفاعة محمدٍ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وكما ينتظر النّصارى شفاعة رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. ومن ثمّ يتم إحضار جميع الأنبياء والمرسَلين وأولياء الله المقرّبين الذين كان يُبالغ فيهم أتباعهم بغير الحقّ، ومن ثم حين يرونهم يعرفون أتباعهم الذين يبالغون فيهم بغير الحقّ:
    {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦} صدق الله العظيم [النحل].

    ومن ثم يقول لهم الله فادعوهم يستجيبوا لكم فيشفعوا لكم عند ربّكم إن كنتم صادقين؟ وقال الله تعالى:
    {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ﴿٦٤} صدق الله العظيم [القصص].

    ومن ثم يوجه الله السؤال إلى أوليائه الذين عظَّمهم أتباعهم بغير الحقّ، وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فأنكر أولياء الله أنّهم أمروهم بتعظيمهم بغير الحقّ، وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [يونس].

    وأما طوائف أخرى فألقوا باللوم على الأمم من قبلهم كونهم اتَّبَعُوهم الاتِّبَاع الأعمى وهم كانوا على ضلالٍ مبين، وقال الله تعالى:
    {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣} صدق الله العظيم [القصص].

    فأما المقصود بقولهم:
    {رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا} ويقصدون أمَّةً قبلهم وهم آباؤهم الذين وجدوهم يعبدون عباد الله الصالحين زلفاً إلى الله، فاتّبعوهم بالاتّباع الأعمى، ولذلك رفع القضية على آبائهم الأمّة التي كانوا قبلهم وقالوا: {رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا} أي هؤلاء هم الذين كانوا السبب في إغوائنا عن الحقّ، ومن ثم القول بالجواب بالاعتراف وقالوا: {أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا} أي أغويناهم كما غوينا فبالغنا في عبادك المُكرمين بغير الحقّ حتى دعوناهم من دونك، ومن ثم ألقى الجواب عبادُ لله المكرمون وقالوا: {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم.

    وأما طائفة أخرى فكانوا يعبدون الملائكة وهم ليسوا بملائكة بل من شياطين الجنّ وكانوا يقولون لهم أنّهم ملائكة الرحمن المقربون، فيأمرونهم بالسجود لهم قربةً إلى ربِّهم، ومن ثم يوجّه الله بالسؤال إلى ملائكته المقرّبين ويقول:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١} صدق الله العظيم [سبأ].

    وقال الله لهم: فادعوهم هل يستجيبون لكم فيشفعوا لكم عند ربِّكم؟ فَدَعَوهم ولم يستجيبوا لهم، ورأوا العذاب وتقطَّعت بهم الأسباب، وقال الله تعالى:
    {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ ۚ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ ﴿٦٤} صدق الله العظيم [القصص].

    فإذا بعبدٍ من عبيد الله يصرخُ شاكياً إلى ربِّهم ظُلم هؤلاء القوم الذين أشركوا بربِّهم أنّهم ظلموه، ومن ثم يزيدهم همّاً بغَمٍّ، وإنّما ذلك حتى يستيئِسوا من شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فينيبوا إلى ربِّهم بعد أن استيئسوا من رحمة عبيده، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ‎﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثمّ يتمّ عرض الرحمن على إمام القليل من الآخرين حتى يرضي عبده ومن كان على شاكلته، فتمّ عرض عليه الدرجة العالية الرفيعة في الجنّة فيأبى ومن ثمّ يزيده الله ويقول حتى ولو جعلتك خليفة ربّك على ملكوت كلّ شيء فيأبى، ثم يزيده الله بأمره كُن فيكون فيؤيّده بقدرته المطلقة بإذنه فيقول للشيء كُن فيكون فيأبى، ومن ثمّ تعمّ الدهشة جميع عباد الله الصالحين حتى ملائكة الرحمن المقربين ويقولون: "إذاً فما هو هذا النَّعيم الأعظم ممّا عرض الله عليه؟ فيا للعجب الشديد!" وأما الصالحون من الناس فظنّوا في ذلك العبد ظنّاً بغير الحقّ، وقالوا في أنفسهم: "فأيّ نعيمٍ هو أعظم مما عَرَضَ عليه ربّه؟ بل كأنّ هذا العبد يريد أن يكون هو الربّ! فما خطبه وماذا دهاه يرفض أن يكون خليفة الله على ملكوت الجنة التي عَرضها السموات والأرض، بل خليفة الله على ملكوت الله جميعاً، فأيّ نعيمٍ هو أعظم من ذلك الملكوت كلّه، فكيف يُسخّر الله له الوجود كُلّه فيأبى؟!".

    فتظهر الدهشة الشديدة على وجوههم من ذلك العبد حتى شاهد زمرته الدهشة قد ازدادت على وجوه الصالحين وعمّت الدهشة جميع الملائكة المُقرّبين، فإذا زمرة ذلك العبد يتبسّمون ضاحكين من دهشة عبيد الله الصالحين والمقرّبين كونهم يعلمون بحقيقة اسم الله الأعظم، هو أن يكون الله راضياً في نفسه؛ وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يدخل عباده في رحمته، فهم كذلك لديهم ما لدى إمامهم من الإصرار على تحقيق النَّعيم الأعظم من جنة النعيم. وإنّما يخاطب ذلك العبد ربّه باسمه واسمهم جميعاً كون هدفهم واحد لا ثاني له ولا ندّ له ولا يقبلون المساومة فيه شيئاً. وذلك العبد هو الوحيد الذي أذِن الله له أن يخاطبه في عباده كونه لن يشفع لهم عند ربِّهم فيزيدهم ضلالاً إلى ضلالهم؛ بل أذن الله له أن يخاطِب ربّه لكون الله يعلم أنّ عبده سيقول صواباً بينما جميع المُتّقين لا يملكون من الرحمن خطاباً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨} صدق الله العظيم [النبأ].


    وذلك هو العبد الذي أذِن له أن يخاطب ربّه في سرّ الشفاعة كونهُ لن يسأل من الله الشفاعة ولا ينبغي له؛ بل لله الشفاعة جميعاً، فليس العبد أرحم من الله أرحم الراحمين وإنّما يحاجّ ربّه في تحقيق النَّعيم الأعظم من جنّته ولن يتحقّق ذلك حتى يرضى في نفسه سبحانه. وذلك العبد الذي أذِن له الرحمن وقال صواباً هو العبد الوحيد الذي عَلِمَ بحقيقةِ اسم الله الأعظم، ومن ثم عَلَّمَ الناس به ومن ثم عَلِمَ بحقيقةِ اسم الله الأعظم من اتَّبَعَهُ من أنصاره قلباً وقالباً. وبما أنّه سوف يخاطب ربّه بحقيقة الاسم الأعظم لأنّ فيه سرّ الشفاعة ولذلك أذِن له الله أن يُخاطب ربّه، وقال الله تعالى:
    {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [سبأ].

    وقال أصحاب القلوب التي تَظُنّ أن يُفعَلَ بها فاقرة بعد أن سمعوا عفواً عنهم فذهب الفزع عن قلوبهم قالوا لزُمرةِ ذلك العبد:
    {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} ومن ثمّ ردُّوا عليهم زُمرة ذلك العبد: {قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم، وهُنا أدرك عبيد الله جميعاً حقيقة اسم الله الأعظم، وأدركوا سرّه المكنون في الكتاب، ومَنَّ الله به على قليلٍ من عبيدٍ يَحشُرهم الله على منابرٍ من نور يغبطهم الأنبياء والشهداء على ذلك المقام لهم بين يدي ربِّهم، أولئك هم الوفد المكرمون الذين يتمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَـٰنِ وَفْدًا ﴿٨٥} صدق الله العظيم [مريم].

    وذلك هو الوفد المُكرّم على رؤوس الخلائق، ولكلٍّ درجات ممّا عمِلوا، أولئك هم القوم الذين يغطبهم الأنبياء والشهداء، وهم ليسوا بأنبياء ولا يطمعون أن يكونوا من الشهداء كون هدفهم أسمى من أن يستشهدوا في سبيل الله؛ بل يريدون أن تستمر حياتهم حتى يتحقّق هدي البشر؛
    أولئك هم القوم أحباب الرحمن الذين وعد الله بهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ‎﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    أولئك هم القوم الذين يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجلسهم من ربِّهم، تصديقاً للحديث الحقّ عن محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - عن طريق الرواة الحقّ، وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    [‏إن من عباد الله عباداً يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله‏. قيل‏:‏ من هم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس]. صدق محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

    وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    [إن للمتحابين في الله تعالى عموداً من ياقوتة حمراء في رأس العمود سبعون ألف غرفة، يضيء حسنهم لأهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا، يقول بعضهم لبعض‏:‏ انطلقوا بنا حتى ننظر إلى المتحابين في الله، فإذا أشرفوا عليها أضاء حسنهم أهل الجنة كما تضيء الشمس لأهل الدنيا].

    أولئك هم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    فهل ترونه ذكر جنةً أو ناراً؟ وذلك لأنّ عبادتهم لربّهم هي أسمى العبادات في الكتاب، فَقَدَّرُوا ربِّهم حقّ قدره فلم يعبدوا الله خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته بل
    {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}. وبما أنهم أَحَبُّوا الله حُبّاً شديداً أعظم من كل شيءٍ في الوجود كُله فكيف سيرضون بأيّ شيء في الوجود ما لم يكن ربِّهم حبيبهم قد رضي في نفسه؟ ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه لو أنّ الله يخاطب أحد أنصار الإمام المهديّ ويقول له: يا عبد النَّعيم الأعظم لن يتحقّق رضوان ربك في نفسه حتى تفتدي عبيده فتُلقي بنفسك في نار جهنم! لقال:
    [ ألا بعزتك وجلالك ربّي ما كنت ألقي بنفسي في نار جهنم فداءً لولدي فلذة كبدي ولكنّك أحبّ إلى نفسي من نفسي ومن ولدي ومن كافة الأنبياء والمرسَلين ومن الحور الطين والحور العين، فإذا لن يتحقق نعيمي الأعظم من جنّتك حتى ألقي بنفسي في نار جهنم فإنّي أُشهدك ربّي وأُشهدُ كل عبد خلقته لعبادتك في السماوات والأرض وكفى بالله شهيداً أنّي لن أمشي إلى نار جهنم مشياً بل سوف أنطلق إليها مسرعاً ما دام في ذلك تحقيق نعيمي الأعظم فتكون أنت ربّي راضياً في نفسك لا متحسراً ولا غضباناً، وذلك لأنّي أحببتك ربّي ومتعتي وكل أمنيتي وكل نعيمي هو أن يكون حبيبي ربّي قد رضي في نفسه ولم يعد حزيناً ولا متحسّراً ولا غضباناً، ولذلك لن يكون عبدك راضياً في نفسه أبداً حتى تكون أنت ربّي راضياً في نفسك لا متحسّراً ولا حزيناً ولا غضباناً، وذلك لأنّي أعبدُ نعيم رضوانك ربّي، فإذا لم تحقّق لعبدك ذلك فلِمَ خلقتني يا إلهي؟ فإذا لم تحقّق لعبدك النَّعيم الأعظم فقد ظلمت عبدك يا إلهي ولكنّك قلت ربّي وقولك الحق: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].
    وذلك لأنّ عبدك لا يستطيع ولا يريد أن يستطيع أن يقتنع بجنّة النَّعيم والحور العين، فأفٍّ لجنّة النَّعيم إذا لم يتحقّق لعبدك النَّعيم الأعظم منها فلا حاجة لي بها شيئاً يا أرحم الراحمين. فكيف يكون على ضلالٍ من اتّخَذَ رضوان الله هو النَّعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة؟ وأَعلمُ أنّ في ذلك الحكمة من خلق عبدك وكافة عبيدك ولن أقبل بغير ذلك بديلاً واتَّخذتُ ذلك إليك ربّي سبيلاً]. انتهى.

    ويا قوم، أقسمُ بالله العظيم من يخلق العظام وهي رميم أنّني ما أخبرتُكم عن ذلك العبد الذي لو يخاطبه الله أن يلقي بنفسه في نار جهنّم فداءً حتى يتحقّق النَّعيم الأعظم لنطق ذلك العبد بما قاله الإمام المهديّ، وذلك لأنّي علمت من الله من قبل أنّه من الذين سوف يستخلصهم الله لنفسه، فمنهم ذلك الرجل أول من دفع الزكاة إلى المهديّ المنتظَر في كافة البشر. ومن ثم قال عنه محمد رسول الله:
    [ربح البيعة]. فصلّوا عليه وسلموا تسليماً، فلا تحرجوني مَنْ يكون ذلك العبد من الأنصار وحتماً ستعرفونه من بعد الفتح المبين وآل بيته المُكرمين؛ بل هو من آل بيت محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، بل هو من ذرية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب فإنّه ليعلمُ أنّ الإمام المهديّ نطق بما سوف ينطق به لسانه.

    ولربّما شياطين البشر يقولون: "ماله المهديّ المنتظَر يثني هذا الثناء على ذلك الرجل؟ هل لأنّه أوّل من دفع إليه الزكاة المفروضة في الكتاب؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: والله إنّه سوف يعلمُ إنّك لمن الكاذبين وأنّ ما ثناء ناصر محمد اليماني عليه نظراً لأنّه أوّل من قام بدفع فريضة الزكاة إلى المهديّ المنتظر بل ثنائي عليه بإذن الله بالحقّ، فما يُدريني بحقيقة عبادته لربّه الحقّ في نفسه ما لم يُفتِني بعبادته الذي يعلمُ خائنة الأعين وما تُخفي الصدور.

    فأيّ خسارةٍ يا قوم خسرها الذين أعرضوا عن اتّباع الإمام المهديّ المنتظَر عبد النَّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني؟ فأيّ خسارةٍ خسرها المُعرضون من أمّته ممّن أظهرهم الله على أمرنا في عصر الحوار من قبل الظهور؟ فأعرضوا عن تقديم البيعة والولاء والسمع والطاعة وشدّ الأزر لهذا الأمر الجّلَل العظيم وإظهاره للبشر؟ فأيّ خسارة خسروها؟ فما أعظم ندمهم.. فما أعظم ندمهم.. فما أعظم ندمهم!

    ويا قوم إنّما أعظُكم بواحدةٍ، فلِكَون هذا الكلام نبأً عظيماً، فإمّا أنَّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، وإمّا أنَّ ناصر محمد اليماني مجنونٌ. فإذا كان مجنوناً فهذا يعني أنّه قد فقد عقله ولذلك لن يستطيع أن يُقيم الحُجّة عليكم بل الحجّة ستكون لأولي الألباب. فإذا كان هو وأولياؤه من أولي الألباب فحتماً سيغلبكم ناصر محمد اليماني هو ومن اتَّبعه بآيات محكمات بيّناتٍ هُنَّ أُمّ الكتاب في القرآن العظيم.

    وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني عبد النَّعيم الأعظم.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. عاجل من الإمام المهدي إلى كافة وسائل الإعلام بنشر فتوى تحرّم ثورة الخراب العربي إلى كافة الشعوب العربيّة والإسلاميّة..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 27-09-2023, 05:00 PM
  2. عـــــــاجل: تحليلٌ سياسيٌّ خطيرٌ يتعلق بمصير كافة الشعوب العربيّة والإسلاميّة..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى عاجل من الإمام المهدي المنتظر إلى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وجميع عُلماء المُسلمين
    مشاركات: 131
    آخر مشاركة: 06-03-2021, 04:58 PM
  3. عاجل: تحليلٌ سياسيٌّ خطيرٌ يتعلق بمصير كافة الشعوب العربيّة والإسلاميّة..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 29-11-2016, 12:53 PM
  4. عاجل من الإمام المهدي إلى كافة وسائل الإعلام بنشر فتوى تحرّم ثورة الخراب العربي إلى كافة الشعوب العربيّة والإسلاميّة..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-10-2014, 10:30 AM
  5. تعزية الإمام المهدي إلى كافة الشعوب العربيّة والإسلاميّة وإلى كافة الأمّة الإنسانيّة أجمعين ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-10-2011, 07:57 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •