الإمام ناصر محمد اليماني
10 - 06 - 1433 هـ
02 - 05- 2012 مـ
05:18 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
المهديّ المنتظَر يختم بحجّة العقل والمنطق حواره مع الشيخ عمر في عقيدة عذاب القبر..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله في كلِّ زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر..
ويا عمر القرشي اتّقِ الله الواحد القهّار الذي حَبْسُهُ النار، ولا تُعرِض عن البيان الحقّ للذكر الذي يحاجك به المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، أفكلما أقمنا عليك الحجّة لا تعترف بالحقّ ولم تهتدِ إلى الصراط المستقيم؟ فلا تأخذك العزّة بالإثم عن الاعتراف بسلطان العلم الملجم للجاهل والعالم، وأراك تريد أن تبطل فتوانا عن براءة نبيّ الله داوود من الذين وصفوا أخلاقه بغير الحقّ كما يلي من تفاسير شياطين البشر:
وكذب أعداء الله وأعداء أنبيائِه من شياطين البشر من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر.
ويا أخي الكريم عمر القرشي، لا نزال نظنّ في شخصكم الكريم الظنّ الحسن إلى حين، ويا رجل إنّي أراك تريد أن تفتي أنّ الله لم يهبْ لداوود عليه الصلاة والسلام وريثَه سليمان عليه الصلاة والسلام إلا بعد قصة الخصمين الذي تفاجأ بهما داوود عليه الصلاة والسلام واقفين بين يديه في المحراب كونه كان في حالة سجودٍ على الأرض في الركعة الأخيرة في الصلاة فإذا بهما واقفين بين يديه، وبرغم أنّه أوجس منهما خيفةً ولكنه أكمل التشهد وأتمّها بالتسليم، فإذا بالرجلين واقفين بين يديه وأوجس منهما خيفةً كونهما لم يستأذنوه بالدخول، ولكن الملائكة لا تستأذن بالدخول إلى المحاريب على الأنبياء ما دام لا توجد لديه إحدى نسائه، وإنما تتنزّل بأمر الله بقدر مقدور. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:64].
وعلى سبيل المثال لو استأذن جبريل عليه الصلاة والسلام على الدخول إلى مريم من وراء الحجاب إذاً لما فزعت منه، ولكنها تفاجأت به بين يديها رجلاً سوياً، ومن ثمّ استعاذت بالله منه كونه أفزعها وجوده بين يديها فجأةً ولم تعرفه، وكذلك نبيّ الله داوود عليه الصلاة والسلام فزع من الخصمين الذين شاهدهما فجأةً واقفين بين يديه ولم يدخلا من الباب كونهما تسوّرا وتمثلا رجلين سويين بين يديه وهو كان في سجود الركعة الأخيرة من صلاته بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور، حتى إذا رفع رأسه ليجلس للتشهد الأخير فإذا هما قائمان رجلان سويّان بين يديه، فأوجس منهما خيفةً كونه شاهدهما فجأةً بين يديه، وذلك ما أفزع نبيّ الله داوود منهما خيفة، وحدث ذلك بعد خطأ نبيّ الله داوود في الحكم بادئ الأمر بين الخصمين المختصمين في الغنم في قول الله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴿78﴾ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:78-79].
وإنما ابتعث الله الملكين ليمثلا الخصمين، ولكني أرى عمر القرشي يقول أنّ سليمان لم يكن موجوداً حين حكم نبيّ الله داوود بين الخصمين الذين تسورا المحراب بدليل قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿17﴾ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ﴿18﴾ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ ﴿19﴾ وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ﴿20﴾ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴿21﴾ إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ ﴿22﴾ إِنَّ هَـٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ﴿23﴾ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ﴿24﴾ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ ﴿25﴾ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴿26﴾ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ﴿27﴾ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴿28﴾ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْألباب ﴿29﴾ وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [ص].
وحجّة عمر القرشي هي قول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} صدق الله العظيم. ومن ثمّ يرد عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وكافة النبيين عليهم الصلاة والسلام وأقول: ولكن يا عمر إنّ الخبر جاء في سياق قصة الخصمين الذين تسورا المحراب ولم يحدث الوهب من بعد ذلك، ولم يأتوا يبشروه بنبيّ الله سليمان كون الله قد وهبه لداود من قبل. بدليل قول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} صدق الله العظيم، ولكن عمر يقول بل حدث الوهب من بعد ذلك بدليل قول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} صدق الله العظيم. ومن ثمّ يرد المهديّ المنتظَر على عمر ونقول: أليس الوهب فعل ماضٍ يا عمر؟ وقال الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً} صدق الله العظيم [مريم:50]
وكذلك قول الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْألباب} صدق الله العظيم [ص:43].
والسؤال الذي يطرح نفسه فهل لم يهب الله لنبيّه أيوب زوجته إلا من بعد أن برئ؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب: {خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} صدق الله العظيم [ص:44].
كونه أقسم ليضرب زوجته على شيء (ما). وكذلك قول الله تعالى في قصة نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:27].
وإنما يتحدث الله عن وهبٍ قد مضى؛ فعل ماضٍ، وكذلك في قصة نبيّ الله داوود: {{{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}}} صدق الله العظيم. فلماذا تحرّف كلام الله عن مواضعه المقصودة يا عمر؟ أم إنك تريد أن تخرج ناصر محمد اليماني والأنصار عن الحوار في عقيدة عذاب القبر للكفار؟ وسبق أن أقمنا الحجّة عليك بالحقّ وما أسهل إقامة الحجّة عليك وعلى كافة أصحاب عقيدة عذاب القبر كون الكذب حباله قصيرة، فأنت تعلم لو ننبش قبورَ الكفارِ بالذكرِ والمؤمنين فلن نجد جنةً ولا ناراً يا عمر.
ولربما فضيلة الشيخ عمر: "يقول مهلاً مهلاً يا ناصر محمد يا من يزعم أنه المهديّ المنتظَر، إنما الروح تختفي عن الأبصار فالأموات يعذبون في النار أو ينعمون في جنة بالقبر ولكنها لا تدركهم الأبصار". ومن ثمّ يرد عليه المهديّ المنتظَر الحقّ من ربه وأقول: يا عمر فإن كانت الروح مخفيّةً عن أبصار الأحياء ولكن الجنة أو النار لم يخفيهما الله عن الأبصار كونهم شيء مرئيٌّ يا عمر، فلا تجعلوا للكفار حجّة عليكم فما أيسر إقامة الحجّة على المسلمين بسبب فرية عذاب القبر الذي ما أنزل الله بها من سلطان في محكم القرآن.
ولربما عمر يقول: "ولكن الله أفتانا في محكم القرآن عن قوم نوحٍ أنّهم يتعذبون في قبورهم. وقال الله تعالى: {مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ أَنصَارًا ﴿25﴾ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿26﴾ إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿27﴾} صدق الله العظيم [نوح].
وكذلك فرعون وقومه: {فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿45﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿46﴾} صدق الله العظيم [غافر].
ومن ثمّ يقول عمر: "أليس ذلك دليل على أنهم يعذبون في القبر؟" ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: بل يعذبون في النار يا عمر، فاتّقِ الله الواحد القهار، ولا تحرفوا كلام الله عن مواضعه الحقّ ولم يُقبر قوم نوح بل أُغرقوا جميعاً وصارت جثثهم طعاماً لحيتان البحار، وكذلك قوم فرعون لم يُقبروا بل أُغرقوا وصارت جثثهم طعاماً لأسماك البحر إلا جثة فرعون. تصديقاً لقول الله تعالى: {الْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً} صدق الله العظيم [يونس:92].
وكذلك فرعون لم يُقبر فيتعذب في قبره كون العذاب على النفس من دون الجسد يا عمر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:93].
ولذلك لم يُقبر الكفار من قوم نوح ولا الكفار بنبيّ الله موسى بل تمَّ إغراقهم: {فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا} صدق الله العظيم [نوح:25].
وسبق بيان موقعهم في النار في الفضاء الكوني في كوكب النار يا عمر. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾ إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿70﴾} صدق الله العظيم [ص].
ولربّما يودّ عمر أن يقول: "ومن أولئك القوم المختصمون؟". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: ذلكم الكفار في العذاب الآخر غير عذاب يوم الحساب في محكم الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿58﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿59﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿60﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿61﴾} صدق الله العظيم [ص].
ويا عمر تدبّر وتفكّر لعلك تبصر البيان الحقّ للذكر الذي يحاجكم به المهديّ المنتظَر ناصر محمد لعلك تبصر الحقّ من ربك. وقال الله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ﴿51﴾ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴿52﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿53﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ﴿54﴾ هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿55﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿56﴾ هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿57﴾ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿58﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿59﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿60﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿61﴾ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿64﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿65﴾ ربّ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿66﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿67﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿68﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [ص].
فانظر يا عمر التحويل في الذكر من ذكر عذاب يوم الحساب إلى العذاب الآخر قبل يوم الحساب. وقال الله تعالى: {هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿55﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿56﴾ هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿57﴾ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿58﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿59﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿60﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿61﴾ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿64﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿65﴾ ربّ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿66﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿67﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿68﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم.
وأما قول الله تعالى: {هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿55﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿56﴾ هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿57﴾} صدق الله العظيم، فهو يخص ذكر عذاب يوم الحساب. وأما العذاب الآخر قبل يوم الحساب فيخصّه ذكر قول الله تعالى: {وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿58﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿59﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿60﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿61﴾ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿64﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿65﴾ ربّ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿66﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿67﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿68﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴿69﴾} صدق الله العظيم.
فانظر يا عمر ردّ الأمم السابقة على ملائكة الرحمن حين أخبروهم بوصول وفدٍ جديد من الأمم الذين اتبعوهم وأرسل الله إليهم الرسل فكذبوهم فأهلكهم الله وأدخلهم النار فور موتهم، فقال خزنة جهنم للأمم السابقة: {هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ}، فردّت الأمم السابقة فقالت: {لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ}، ومن ثمّ ردَّ عليهم الضيوف الجدد: {قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ} صدق الله العظيم. ولكن يا عمر إنّ الضيوف الجدد لم يجدوا رجالاً قاموا بقتلهم بسبب أنهم صدّقوا أنبياء الله وسفّهوا آلهتهم ويحسبونهم من الأشرار كما تحسبون المهديّ المنتظَر والأنصار، ولكنهم لم يجدونهم أمامهم في النار فقالوا: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾} صدق الله العظيم، ولكن أين هم يا عمر؟ ولماذا لم يجدونهم في النار كونهم قتلوهم من قبل أن يهلكهم الله؟ فقد ماتوا من قبلهم ولم يجدهم في النار الكفارُ الذين قاموا بقتلهم بسبب اتباعهم للحقّ من ربّهم كونهم يحسبونهم من الأشرار، ولكنهم لم يجدونهم في النار! {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾}؟ ولكن أين أولئك الذين حسبوا أنهم من الأشرار برغم أنهم يتّبعون الحقّ من ربّهم وقاموا بقتلهم يا عمر؟ ونترك لكم الجواب من الربّ في محكم الكتاب ليخبركم أهم في القبور ينعّمون بين خيوط العنكبوت أم في عليين؟ وقال الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿169﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿170﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿171﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ويا معشر المسلمين، إنني الإمام المهديّ أقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّ أحاديث عذاب القبر من ضمن خطة إبليس الشيطان الرجيم علّمها لشياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، والحكمة من ذلك لتكون من ضمن أحاديث سنة بيان القرآن، وذلك حتى يسهل للكفار الحجّة على المؤمنين كون الكذب حباله قصيرة؛ بل الشيطان وأولياؤه المفترون يعلمون أنّ الكفار سوف ينبشون قبوراً لأموات المسلمين والكفار لينظروا الأمر أَصَدَقَ المسلمين في عقيدتهم أنّ القبر روضةٌ من رياض الجنّة على المؤمنين أو حفرةٌ من حفر النار على الكفّار؟ ومن ثمّ لا يجدون مما يعتقده المسلمون شيئاً، ومن ثمّ يكفرون بعقائد المسلمين من بعد الموت والبعث والجنة والنار بسبب أنهم لم يجدوا أنّ القبر روضةٌ من رياض الجنة على المؤمنين ولا حفرةٌ من حفر النار على الكافرين، ونجح الشيطانُ وأولياؤه من شياطين البشر عن الصدّ عن الإيمان بالله ورسله بسبب فرية عذاب القبر. أفلا تعقلون يا معشر المسلمين؟ إنما أمركم الله أن تحاجّوا البشر بالعقل والمنطق كما أمر الأنبياء والرسل أن يحاجّوا أقوامهم بالعقل والمنطق، ولذلك تجدون كل نبيٍّ في القصص يحاج قومه بالعقل، وإنما العقل هو الفهم، وعقلت بمعنى فهمت. ولذلك قال الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة:75].
أي من بعد ما فهموه، ومن لا يعقل لا يفهم شيء. وأمّا الفهم يأتي نتيجة التدبر والتفكر في الشيء، ومن لا يتفكر لن يفهم. ألا والله الذي لا إله غيره إنّه لن يفهم تفصيل البيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن للإمام المهديّ ولجدي من قبلي إلا الذين يعقلون. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الروم:28].
ولن يتبع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا الذين تفكّروا في سلطان علمه هل ينطق بالحقّ من محكم كتاب الله بعلم وسلطانٍ مبينٍ أم يهرف بما لا يعرف؟ أم يتخبطه مسُّ شيطانٍ رجيمٍ؟ أم من أصحاب الاجتهاد الذين تأسّس علمهم على حديثٍ من عند الشيطان: [كل مجتهد مصيب فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر]؟ أم أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر يتلو البيان الحقّ للذكر من ذات القرآن؟ ومن ثمّ ينظرون إلى جواب عقولهم على دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وحتماً سوف يكون جواب عقولهم كمثل جواب عقول قوم نبيّ الله إبراهيم على أنفسهم: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:64].
وكذلك أمَرَ الله جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يحاجَّ قومه بالعقل والمنطق. وقال الله تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [يونس:16].
{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنعام:32].
{لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء:10].
{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [القصص:60].
{وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا ءَايَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [العنكبوت:35].
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [يوسف:109].
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة:164].
{وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:12].
وإنّي الإمام المهديّ كذلك أشهد الله وكافة الأنصار السابقين الأخيار وكفى بالله شهيداً أنيّ أتحدى كلّ مسلمٍ وكافرٍ بحجّة العقل والمنطق فآتيهم بالحقّ من محكم كلام الله. ومن أصدق من الله قيلاً؟ وقال الله تعالى: {{{فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}}} صدق الله العظيم [المرسلات:50].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]