الــديـنُ ديــنُ الـلــهِ حــقـــاً ظـــاهــرٌ
و الــحــكــمُ لـلــهِ الــعــزيـزِ الــقــاهـرِ
رَغِـمَــت أنــوف الـكـافـريـن بِــوَطــأةِ
الـطّـوفـانِ والسيلِ الـعـظـيـمِ الــهـادِرِ
لا لـم يـكـن لـلـمـشـركـيـن بـربــهــم
مــولـىً لــهــم أو مَـلـجـأً أو نـــاصـرِ
سبحان من قـصَفَ الـطـغـاةَ بـضـربــةٍ
سَحـقـت ثـمـوداً والـشـقـيّ الـعـاقـرِ
سبـحـان مـن فَـلـقَ البـحـارَ و ضـمّـهـا
سُحــقـا لـفـرعـون الـزمـانِ الـغـــابـرِ
و قَــصَـم إِرم ذات الــعـمـادِ و أهـلَـهـا
بـعـواصـفِ الـريحِ الـعـقـيـمِ الـصّرصَرِ
لـــم تُــغــنِ جــنـــاتٌ و لا أنــهــارُهـــا
عـــن كــافـــرٍ مُــتــعــالـيٍ مُــتَــكَــبّــرِ
يـا أيّــهــا الـطــاغــون فـي أرجــاءهـا
بـسَـفينِـكُم و غُـرورِكــم تـتَــجَــمْــهَــرِ
أنـتم حـصــيـداً خـامـــــديـن إذا أتـى
أمْـرٌ مـن الــرّحْــمـــان فَـــتْــحٌ أكــبــرِ
يـومٌ عــســيــرٌ بــالــعــذابِ مــســوّمٌ
والـطـيـرتـرمِــيـكــم بِــطــيــنٍ أصـفـرِ
و صـواعــقٍ تــتــرى و رعــدٍ قــاصـفٍ
والــنـازعـات بـهــولـهـا الـمــتــضـافـرِ
فالـتحرقوا و لـتـغـرقـوا و بـغـيـظـكم
مـوتـوا كـمــا مـات الــشـقــيّ الأبــتــرِ
والـعـاديــات إذا عَــدَت في صَـيـحَــةٍ
ضـبـحـاً و قــدحـاً نــارهـا تَــتَــفَــجّــرِ
فـأثَـرنَ نــقــعــا طولِــهـا وبِــعَــرضِــهـا
فـوسـطـن جـمـعـاً يـا لِـهـولِ الـمَـنـظـرِ
رجَـفــت لـهـا الـدّنْـيـا تُـزَلـزِلُ أرضَهـم
سـبــقـت لـهــم بــشـرى بـريـحٍ أصـفـرِ
والــذاريـات أتــت لــزرعِ صُــدورِهــم
كـيـدٌ مــتــيــنٌ قــاصـفٌ مـــتــحـــورِ
قَـصـفَ الــطـغــاةُ وسامَـهـا بـذنـوبِـهـا
ســـوء الـــعــذابِ لــعَـلّــهـا تَـــتَــذكّــرِ
و الــرادفــه تـأتـي و مــن أطـرافِــهــا
تـشــرق عـلـيــهــم نــارُهـا تـتَــسـعّــرِ
يـوم الـدخـان من الـسمـاءِ هـوى لهـم
ظـنّـوهُ غــيــثـاً عـارضـاً مُـسـتَــمـطَـرِ
شــاب الـولـيـدُ إذا غـدت بِـسَـعِـيـرِهـا
وحَسـيسِـهـا وشَـرَارِهــا الـمُــتَـحَــجّـرِ
والـجــاريـات لــربّــهــا فـي بــحــرِهــا
تــجــري بــأمــر الـلــهِ أو تَـــتَــفــجّــرِ
الأمـــر لــيــس لــكــافـــرٍ أو عـــاهـــرٍ
الأمــــرُ لــلــهِ الـــعـــزيــــزِ الأكــــبــــرِ
و الـوَعْــدُ وعْــدُ الـلـهِ نـصــراً أتـــيــاً
لـلـديـن نـصــراً والـخـلـيــفــةِ نــاصرِ
لَــمّــا رأوهُ زلــفــةً ســيــئـــت وجــوهُ
الــكـافــريـن بــغـــيــظِــهــا تَــتَــكَــدّرِ
وتَــجُــرّ أذيــالَ الـهــزيـمــةِ خَـلــفَــهـا
بـــيــن الــخــلائــقِ ذلــةً و تَـحَــسّــرِ
أيـن الــعــبــاد الــتـائـبــيــن لــربــهــم
أولــوا الـبــصـائــرِ حــكـمـةً و تَــدَبّــرِ
فــالــيــنـــظــروا آيــاتَـــهُ فـي أرضــهِ
وسَـمــائِــهِ و عـقــولــهـم تــتَـــفــكّــر
فالْيـخْـسـأ الـطـاغـوتُ ثــمّ جــنــوده
و الــمـكْــر مَــردودٌ عـلـيــهــم أكـــثـر
كـانــوا يـقــولـو طـاعـةٌ في قولــهــم
و قـلوبُــهــم قـد بـيّــتـت لـلْـمُــنْــكَـرِ
فالـتَـعْــرفـوا أنّ الــحـديـثَ لـهُ أثــر
في مُـحـكـمِ الـقرآنِ أصـدقُ مَــصـدَرِ
إن كـان حـقّــاً فـالـحــديـثَ مـطــابـق
و الحـقّ لا يـخــفـى لِــمَــن يَــتَــدَبّــرِ
أمّـا إذا كــان الـحــديــثُ مُـخــالِــفــاً
للـمـحْـكـمـاتِ فـلـيـس قــولا يُــؤثَــرِ
حتى و إن كـان الـحــديـثُ مـوَثّــقــاً
عـن عـن فــلانٍ قـــولَـهــم مُـتَــواتــرِ
هـذا كــتـابُ الـلــهِ حُــكــمٌ بــيــنـــنـا
حـاشـا الــنّـبـيّ مـحـمّــدٍ أن يَـفــتَــرِ
نورُ الكتـابِ أمَـامَـكُـم فالــتُــبْــصِروا
فــيـهِ هُــدىً لِـلــبــاحِـثِ الـمُــتَـفَــكّـرِ
سُبحـانَ من حَـفـظ الـكـتـابَ بـأَمْــرهِ
لـلــعــالــمــيــن مُــهـــيّــأً و مُــيَــسّــرِ
و صــلاةُ ربّــي دائــمـــاً و ســلامُـــهُ
يغـشى جـمـيـع الأنـبــيــاءِ و أكــثــرِ
(بحرالكامل)
#الشاعر_الأديب_عبدالرحيم_دحان_السباعي