بسم الله الرحمن الرحيم الخلاق العليم الواحد القهار الغني الحميد الحي القيوم العلي العظيم الكبير المتعال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما قيل عن امير المؤمنين عمر ابن الخطاب عليه الصلاة والسلام رده بالحق بقوله متئ إستعبدتم الناس وقد ولدنهم أمهاتهم احرارا ؟؟؟؟
فاقسم بالله العظيم البر الرحيم أني قد جئتكم وكوكب العذاب سقر في سباق لإنذركم به .
فاقسم بالله العظيم البر الرحيم أني قد جئتكم وكوكب العذاب سقر في سباق لإنذركم به .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علئ المرسلين والحمد لله رب العالمين.
- 1 -
الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
08 - صفر - 1446 هـ
12 - 08 - 2024 مـ
09:08 صباحًا
(بحسب التقويم الرسميّ لِأُمِّ القُرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=456899
__________
دَردَشَةٌ لِأحِبَّتي في الله الأنصَار السَّابِقين الأخيَار وكَافَّة المُؤمنِين والباحِثين عَن الحَقِّ في العالَمين، وتَحذيرٌ كَبيرٌ مِن الله العَليِّ القَدير ..
سلامُ الله عليكُم ورحمته وبركاته ونعيم رضوانه أحِبَّة قَلبي أحبَاب رَبّي الأنصار السَّابقين الأخيار مَعشَر قومٍ يُحبهم الله ويُحِبّونه، ويا هَلا وغَلا بالدَّردشة الخاصَّةِ العامَّة مع أحِبَّة قَلبي أصحاب صِراط النَّعيم الأعظَم إلى رَبِّهم؛ مَن اتخذوا عند الرَّحمن عَهْدًا أن لا يَرضوا يوم لقاء رَبِّهم حتى ترضى نفسه ويذهب حُزنه، فهؤلاء فهؤلاء فهؤلاء هُم قومٌ يُحِبّهم الله ويُحِبّونه وَعَد الله ببعثهم في هذه الأُمَّة؛ أبصَروا حقيقة اسم الله الأعظم فهَان في أعينهم ملكوت جنَّات النَّعيم، وأقولها بِكُلِّ اختصارٍ: إنَّهم لن يُرضيهم رَبُّهم بملكوت نعيم جنته مهمَا كان نعيم جنته مِن أكبر إلى أكبر إلى ما لا نهاية فلن يرضوا بنَعيم جنَّات النَّعيم، وأزَكّي شهادتي بالحق: أُقسِم بالله الواحِد القَهَّار الذي خَلَق الجان من مارجٍ من نارٍ وخلَق الإنسان من صَلصالٍ كالفخَّار، إنَّ درجة استحالة أن يُرضيهم الله بنعيم جنَّات النَّعيم كدرجة استحالة أن يكون مع الله إلهًا آخَرَ حتى ترضى نفسه ويذهب حزنه. فذلك هو النَّعيم الأعظم بالنسبة لهم، ومِن بعد ذلك يقبلوا ضيافة ربهم بمقاعدهم في جَنَّات النَّعيم، وأمَّا قَبْل أن يرضى الله في نفسه ويذهب حُزنه فهذا هو المستحيل بذاته كدرجة استحالة أن يكون مع الله إلهًا آخَرَ؛ سبحانه وتعالى عُلوًّا كبيرًا، أولئك أبصَروا حقيقة اسم الله الأعظم فوجدوه أنه حَقًّا - كَمَا وصفه الله في مُحكَم كتابه - هو النَّعيم الأعظم مِن نعيم جنته تصديقًا لفتوى الله في مُحكَم كتابه عن نعيم رضوان نفسه على عباده أنَّهم يَجدونه النَّعيم الأعظَم من نعيم جنته؛ ذلكم رضوان نفسه وذهاب حزنه تصديقًا لقول الله تعالى: {۞ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْا۟ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَٰنٌ مِّنَ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلْعِبَادِ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ].
ولَكِنَّ (رضوانًا مِن الله) لَه حقيقةٌ مَحسوسةٌ في قلوب عِباده؛ يجدونه حَقًّا النعيم الأعظم من نعيم جنات النعيم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّٰتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَٰنٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ التَّوۡبَةِ].
أولئك معشَر قَومٍ مِن أحباب الله في هذه الأُمَّةِ المَعدودة، فاعلموا عِلْم اليقين أن قضيتهم قضيةٌ ما تحَمَّلها مَلفٌ في الكتاب؛ بل أعظَم قارعة في الكِتاب حين بعث الله خليفته الإمام المهدي الخبير بحال الرَّحمن تصديقًا لقول الله تعالى: {ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ۚ ٱلرَّحْمَٰنُ فَسْـَٔلْ بِهِۦ خَبِيرًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الفُرۡقَانِ].
فهُنا حَتمًا كُلّ مَن يُحِبّ الله حَتمًا يودُّوا جميعًا أن يسألوا الخَبير بالرحمن عن حال الله الرَّحمن الرَّحيم، فقال لهم الخبير بحال الرَّحمن: إنَّ رَبّكم الله الودود ذا الرَّحمةِ متحسرٌ وحزينٌ في نفسه على كافة الأُمَم الضَّالين الذين أهلَكهم بعذابه بعد أن أقام عليهم الحُجَّة ببعث رسله إليهم ليعبدوا الله وحده لا شَريك له فَكذَّبوا رُسل رَبّهم بضلالٍ منهم وجَهالة بدعوة الحقّ مِن رَبّهم، حتى مَسّ الغلب قُلوب رُسله فدعوا الله عليهم فاستجاب الله لنُصرَةِ رسله فأهلكَهم واستخلَف رُسله والذين آمنوا في الأرض مِن بعدهم، وفَرِحوا بنصر الله؛ وَعْد الله لا يُخلِف الله وعده لرُسله والذين آمنوا واتَّبعوا دعوة الحَقّ مِن ربّهم؛ إنَّ الله لا يُخلِف الميعاد، ولكن ماذا جَرى يا أحباب الله بعد أن أهلَك الله الذين كفروا بِرُسل ربِّهم؟ فحتمًا بعد أن أهلكَهُم الله بعذابه تحسَّروا على ما فَرَطوا في جَنْب الله، وأخبركم الله عن حالهم وقال الله تعالى: {وَٱتَّبِعُوٓا۟ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَٰحَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِى جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الزُّمَرِ].
فهذا حال كافَّة الكَافرين الضَّالين الذين كَذَّبوا رُسُل الله رَبّ العالَمين فأهلكهم الله، فقال كُلٌّ مِنهم: {يَٰحَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِى جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ} صدق الله العظيم [سُورَةُ الزُّمَرِ: ٥٦].
والسؤال الذي يطرَح نفسه أوَّلًا للعَقْل والمَنطق: فبِما أنهم لَم يعودوا مُصِرِّين على كُفرهم بالله العظيم وعِصيانه غير أنَّهم يائسون مِن رحمة الله كونهم لَم يعرفوا الله في الدُّنيا، فكذلك لم يعرِفوه في الآخرة (أنه أرحم الراحمين) تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِى هَٰذِهِۦٓ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِى ٱلْـَٔاخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الإِسۡرَاءِ].
ولذلك فهُم مِن رَحمَة الله يائسون بِظَنِّهم أنها أُقيمَت الحُجَّة عليهم فاستيأسوا مِن رحمة الله وظَلموا أنفسهم فأهلكَهُم الله، وظَنّوا أن باب دعاء الله بِحَقّ رحمته التي كَتَب على نفسه أن يغفر لهُم ويرحمهم؛ فظنّوا أنَّهُ تَمّ إغلاقه بعد أن أهلكهم الله، ولذلك لم نجدهم سألوا الله بِحَقّ رحمته التي كتب على نفسه في الآخِرة، وقال الله تعالى: {قُل لِّمَن مَّا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الأَنۡعَامِ].
وربما يَود كُلُّ مَنْ يُحِبّون الله أن يقولوا: "يا ناصر محمد اليماني، قَد عَلِمنا بِحال الكافرين الضَّالين مِن بعد موتهم، فلا يهمنا حالهم، وما ظلمَهم الله ولكن أنفسهم يَظلِمون، ولكن ما يهمنا هو حال الله، وبما أنَّك الخبير بحال الرَّحمن فأخبِرنا عن حال الله الرَّحمن الرَّحيم". فَمِن ثمّ يَرُد الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: لماذا لا تسألون الله عَن حاله؟! فهو يَسمعكم ويراكم ويعلَم ما في أنفسكم فَاسألوه عن حاله فيُخبركم الله أرحم الراحمين مُباشرةً عن حاله، فتعالوا لنسأل الله جميعًا بلسانٍ واحدٍ ونقول: "كيف حالك يا الله أرحم الراحمين؟" ونترك الجواب من الله مُباشرةً قال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَٰحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَٰمِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا۟ بِهِۦ يَسْتَهْزِءُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا۟ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ ٱلْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ يس].
ألا والله الذي لا إله إلا هو إنَّ خَبَر حال الله في نفسه قارعةٌ بالنِّسبة لِكُلِّ إنسانٍ مؤمنٍ يُحِبّ الله ربّ العالَمين فحتمًا يقول: "أهذا حالك يا الله الرَّحمن الرَّحيم مُنذ أمَدٍ بَعيدٍ؛ مُنذ أول أُمَّةٍ أهلكتهم بسبب تكذيبهم برسول ربّهم فأصبحوا نادمين مُتحَسّرين على ما فرّطوا في جَنْب ربهم؟! فكيف نَرضى بنعيم جناتك؟! فوالله وتالله وبالله العظيم إنَّه انهار في نظرنا ملكوت جَنَّات النَّعيم التي عرضها كعَرض السَّماوات والأرض؛ بل أصبحت وكأنَّها خاويةٌ على عروشها! فكيف نرضَى بِها بَعْد أن عَلِمنا بِحالك في نفسك يا أرحم الرَّاحمين؟! والله المستعان، فكيف غفلنا عن حالك سُبحانك؟! ومِن الآن نقول: بِعِزّتك وجلالك لَن نرضى بِنَعيم جَنَّتك حتَى ترضى نفسك ويذهب حُزنك كيفَما فعلت فإنَّك على كُلِّ شَيءٍ قديرٍ، ما لَم تفعَل؛ فلماذا خلقتنا؟! فنحن الآن أبصرناك وعَرفناك ونَحن في الحياةِ الدُّنيا أنَّك أنت الله لا إلَه إلَّا أنت أرحَم الرَّاحمين، وما خلقتنا مِن أجل أن تُعَذِّب عبادك بنار الجَحيم، وما خلقت عِبادك مِن أجل الحُوْر العِيْن وجنَّات النَّعيم؛ بل خلقتنا لهدفٍ سامٍ وعَظيمٍ، فمُتعتنا أن نكون عبيدًا لله؛ نعبُد رضوان نفسك غايةً وليس وسيلةً لِتُزَوِّجنا بالحُوْر العَين في مَلَكوت جنَّات النعيم، فما الفائدة بعد أنّ علَّمنا الإنسان المَوعود بحال الله أرحم الراحمين؟! يا وَيلتاه! فكيف نرضى بِنعيم جَنَّات النَّعيم وأحَب شيءٍ إلى أنفُسنا (الله أرحَم الرَّاحمين) متحسرٌ وحزينٌ في نَفسه؟! فكأنَّما أحيانَا هذا البيان مِن بعد مَوتنا وبَصَّرنا بالله أرحَم الرَّاحمين ونَحن لا نزال بالحياةِ الدُّنيا فوجدنا الله الوَدود المُحِبّ لِمَن أحَبَّه؛ فله نُوَحِّد (لا إله إلا الله وَحدَه لا شَريك له) ولَهُ نَسجُد؛ لا نَعبُد إلا إياه وحده مُخلِصين له الدِّين إلى يوم الدِّين يوم يقوم الناس لِربّ العالَمين". فهذا هو الرَّد بالحَق لِكُلِّ إنسانٍ يُحب الله الودود المُحِبّ لِمَن أحَبَّه.
ويا معشَر الكافرين أصحاب الإنسانيَّة الرُّحماء الذين تَبكي قلوبهم لِما يَحدُث في غَزَّة فلسطين، جَعْلتكُم في وَجْه الله وجَميع المُسلِمين إنَّه على هداكم لقديرٌ. أيُّها الرُّحماء، اِرحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء، فلكَم أُحِب أصحاب صفات الرَّحمة الإنسانيَّة الجَميلة والنَّبيلة في العالَمين في بني الإنسان الرُّحماء.
ويا بَني إبراهيم بن آزر، إني أدعوكم إلى الصُّلح أجمَعين فأنتُم أبناء عَمّ، فيكفي سَفْك الدَّم والجرائم، ويا بنيامين نتن ياهو، نحن وأنتم آل إبراهيم بن آزر أبناء عَمّ وحَرْب آلاف السِّنين؛ عَيْب! ويا بنيامين أُقسِم بالله العظيم إنَّك مهزومٌ فاستَجِب لدعوة الحَكَم العَدْل بين بني إسماعيل وبني إسحاق وأنتم تعلمون أنَّكُم أنتم والعَرَب آل ابراهيم بن آزر أبناء عَمّ (لحم ودَم)، فرغم جرائم الحَرْب من بني إسرائيل (أكبر جرائم في تاريخ البَشَر)، ورغم أنَّ الضُّعفاء والمساكين الذين نزحوا في مُخَيَّماتٍ وبين القمامات، ورغم ذلك تلاحقونهم فتقتلونهم بالطيران عُدوانًا أثيمًا وظُلمًا عظيمًا ما سبقكم بمثله أحَدٌ من العالَمين؛ بل أعظم ظُلمًا وفسادًا كبيرًا في تاريخ البَشَر، ولم تَرحموهم أنتم ولا المُجرِمون أمثالكم في العالَمين من الذين يُناصِرونَكم على قتل الأطفال (أكبر جرائم حرب في تاريخ الإنسانية) قاسيةً قُلوبكم كالحجارةِ أو أشَدّ قسوةً، أفلا تَخشون بأس الله شَديد العقاب؟! أم أنَّكم تَحسَبون أن الله غافلٌ عَمَّا تعمَلون؟ سُبحانه! إنَّه يسمَع ويَرى ويعلم ما في أنفُسكم، فكيف تَأمنون مَكْر الله؟! والله سريعُ الحِساب وشَديد العِقْاب وإنَّما أملَىَ لَكُم مِن شَدّ أَزْر المُجرمين أمثالكم لتزدادوا إثمًا وليس لِيسارع لكُم بالنَّصر والخيرات وأنتم ظالِمون، ورغم أنَّ مَن قتلتموهم مِن الضُّعفاء والمَساكين استضافهم الله أرحم الراحمين شهداءً في جَنَّات النَّعيم سعداءً؛ كون الله أعَزّ النَّازِحين مِن بين القمامات فكتَب لَهُم الشهادة فأواهم في جَنَّات النَّعيم وأوَى قتلاكم في النَّار أجمَعين.
ويا بنيامين، إنِّي خليفةُ الله على العالَمين الإمام المهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ - والله على ما أقول شَهيدٌ ووَكيلٌ - آمُرَك أن تَجنَح للسّلم واستَجِب لدعوة الاحتكام بين بَني إسماعيل وبَني إسحاق، فقد جعلني الله خليفته على العالَم بأسرِه (على كافة بني الإنسان إخوَتي في الدَّم من حَواء وآدم) حَكمًا عَدلًا وذا قولٍ فصلٍ وما هو بالهَزْل، فلا فَرق لَدَيّ بَين يمانيّ وصينيّ؛ فكلٌّ له دينه، فلا إكراه في دِين الله الإسلام الرَّحمة للعالَمين الذي ساوَى في الحقوق ما بين المُسلِمين والكافِرين تصديقًا لقول الله تعالى: {فَلِذَٰلِكَ فَٱدْعُ ۖ وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ ۖ وَقُلْ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَٰبٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَآ أَعْمَٰلُنَا وَلَكُمْ أَعْمَٰلُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الشُّورَىٰ].
ويا معشَر الأنصار السَّابقين الأخيار، تَرجِموا هذا البيان بالعِبريَّة وأرسِلوه إلى مكتب الرَّئيس الإسرائيليّ (بنيامين نتن ياهو)، ولن يُخلِف الله وعده فأبشِروا بالفَتْح الأكبَر المَوعود في مُحكَم الكتاب.
وأُكَرِّر التَّرحيب بالدَّردَشة الخاصَّة على العامِّ كمَثَل دردَشة أصحاب بَيْعة الرّضوان تَحْت الشَّجرة، رغم أن الله لم يُحَقِّق لهُم عُمرة الفَتْح في ذلك العَام، فمن ثم حدثت دَردَشة بين مُحمدٍ رسول الله وصحابته المُكرمين مِن بعد بيعة الرّضوان تحت الشَّجرة بعد أن تَمّ عَقْد صُلح الحُديبية وغادر مِن عندهم الشَّيخ وقومه الذين عَقَدوا الصُّلح بين محمدٍ رسول الله وصحابته وأعدائهم (قريش)، وبِحَسب ما أملوه عليه قُريش فاعتبره محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلَّم - جُنوحًا للسّلم وإنَّما يُريدون (قريش) إبقاء ماء وجوههم حتى لا تقول العرب: "دخل محمدٌ المَطرود مِن قريته فعاد إلى مَكَّة عنوةً بالغَصب عن قريش مُعتمِرًا بالبيت العَتيق". وأرادوا أن يرجَع وصحابته إلى المدينة ويأتي هو وصحابته في خِلال العام الجَديد، ولَكِنَّها حدثت دردشةٌ خاصَِّةٌ بَيْن مُحمدٍ رسول الله وصحابته المُكرمين - صلوات الله عليه وعليهم أجمعين - بل حدثت الدَّردَشةُ المُضحِكة مِن بَعْد بيعة الرّضوان تحت الشَّجرة؛ فبعد أن غادَر مِن عندهم الذي عَقَد الصُّلح بشرط الرُّجوع عَن العُمرة في ذلك العام فَمِن ثم أدركوا (أصحاب بَيْعَة الرّضوان) أن محمدًا رسول الله تعَجَّل في تصديق الرؤيا وأنها ليست ذَلك العَام، فنظروا إلى مُحَمَّدٍ رسول الله فقالوا: "لماذا لم يُصدِقَك الله رؤياك بالحق في عُمْرَة بيت الله العَتيق؟" فقال محمدٌ رسول الله: "وهل قُلْت لَكُم أنَّها في عامكم هذا؟" فقالوا: "لو لم تَظُن أنَّها في عامِنا هذا لَما أخرجتنا؟" فتبَسَّم مُحَمدٌ رسول الله ضاحِكًا مِن قولهم كون صحابته أقاموا عليه الحُجَّة حين قال لهم: "وهل قُلت لَكُم أنَّها في عامِكم هذا؟" فقالوا إذًا لماذا أخرجتنا لو لم تَظُن أنَّها في عامِنا هذا؟" والمُهِم أنَّ مُحمدًا رسول الله تبَسَّم ضاحكًا مُقِرًّا مُعتَرِفًا أنَّه أخرجهم بسبب أنَّه ظَنَّ تَصديق الرُّؤيا في عامهم هذا، وكذلك خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أقول لأحبتي في الله: إنَّما الأمْر مِن الله إلى عَبده في الرُّؤيا الحَقّ هو ما كتبناه لَكُم أوَّل مَرةٍ كما يلي بين القَوسين:
(بايرفع الله الحرارة إلى 151 درجة) {وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِن كَانُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٣٣﴾} [سورة النحل].
انتهت الرُّؤيا الحَقّ.
وأما تَحديد عامَكم المُنصَرِم بخواتم شَهْر مُحرَّم الرَّابع فكَما يقول المثَل: "الغَلط في الحساب لَيْس عَيْبًا". غير أنه لا ينبغي للإمام المهدي ناصر محمد اليماني أن يُخطئ في مسائل الدين الفِقهيّة كمثل تحديد الأشهُر الحُرُم الأربعة أنَّهُنّ حَقًّا مُتتاليات وجعلهُنَّ الله الثُّلث الأخير للسَّنة القمريّة كما يلي: (شهر 9 - وشهر 10 - وشهر 11 - وشهر 12) أيْ: شَهْر شوال (أوَّل أشهُر الحَجّ الحُرُم) وشهر ذي القعدة (ثاني أشهُر الحَجّ الحُرُم) وشهر ذي الحِجَّة (ثالث أشهُر الحَجّ الحُرُم) وشهر مُحرم (رابع أشهر الحَجّ الحُرُم) الذي ينتهي برؤية هلال صَفَر الأصفار أوَّل السنة الهجريّة للعام القَمَريّ الجديد بحساب رؤية أهِلَّة المواقيت في الحِساب للناس كافَّة تصديقًا لقول تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا۟ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَٰتِلُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمْ كَآفَّةً ۚ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ التَّوۡبَةِ].
وأما الأربعة الحُرُم فهُنَّ التي تُختَم بِهِنّ السَّنة القمريَّة بِحَسب رؤية الأهِلة الشَّرعية بالعين المُجَرَّدة تصديقًا لقول الله تعالى: {۞ يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِىَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا۟ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا۟ ٱلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَٰبِهَا ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿١٨٩﴾ وَقَٰتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، كونه بَعْد انقضاء عام البَراءة انتهت المُهلَة للمُشرِكين مِن قُريش ومِن اليهود والنَّصارى أن يقرَبوا المَسجِد الحرام شاهِدين على أنفسهم بالكُفْر على ما أُنزِل على مُحَمَّدٍ رسول الله، فلم يعودوا أولياء بَيْت الله المُعظَّم وهُم شاهدون على أنفسهم بالكُفْر تصديقًا لقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا۟ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلْكُفْرِ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَٰلُهُمْ وَفِى ٱلنَّارِ هُمْ خَٰلِدُونَ ﴿١٧﴾ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْـَٔاخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا ٱللَّهَ ۖ فَعَسَىٰٓ أُو۟لَٰٓئِكَ أَن يَكُونُوا۟ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ ﴿١٨﴾ ۞ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ ٱلْحَآجِّ وَعِمَارَةَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْـَٔاخِرِ وَجَٰهَدَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴿١٩﴾} [سُورَةُ التَّوۡبَةِ].
ولذلك أعلَن الله البَراءة مِن المُشرِكين أن يقربوا المَسجد - الحرام عليهم البَقاء فيه - وهم شاهدون على أنفسهم بالكُفْر بما أُنزِل على مُحَمَّدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلَّم - وحتى ولو كانوا من قريش (أصحاب أُمّ القُرى)؛ فتبرَّأ الله منهم أن يَبقوا في مكَّة (المسجد الحرام) وأن يخرجوا ليسكنوا خارِج حُدود مَكَّة المُكرَّمة، ولذلك قال الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا۟ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦٓ إِن شَآءَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ التَّوۡبَةِ].
وتصديقًا لقول الله تعالى: {فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلْأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ فَٱقْتُلُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَٱحْصُرُوهُمْ وَٱقْعُدُوا۟ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا۟ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّوا۟ سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥﴾ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُۥ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ التَّوۡبَةِ].
ولا ينقضي العام القَمَريّ إلَّا بانسلاخ أشهر الحَجّ الأربعة الحُرُم المُتتاليات تصديقًا لقول الله تعالى: {ٱلشَّهْرُ ٱلْحَرَامُ بِٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْحُرُمَٰتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُوا۟ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ ﴿١٩٤﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ البَقَرَةِ].
وَربُّما يَودّ أحد السَّائلين أن يقول: وأي حُرماتٍ يقصد الله بقوله تعالى: {وَٱلْحُرُمَٰتُ قِصَاصٌ} صدق الله العظيم؟ فمن ثم يَرُدّ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ على السَّائلين وأقول: إنما الحُرُماتُ القِصاصُ المَقصودة في هذا الموضع هي: ما حَرَّم الله على الحُجَّاج مِن صَيْد البَرّ وأنتُم حُرُم، والقِصاص هو: بما يعادله مِن النَّعَم (الثَّمانية أزواج) تصديقًا لقول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقْتُلُوا۟ ٱلصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ وَمَن قَتَلَهُۥ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ ٱلنَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِۦ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيَۢا بَٰلِغَ ٱلْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّٰرَةٌ طَعَامُ مَسَٰكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِۦ ۗ عَفَا ٱللَّهُ عَمَّا سَلَفَ ۚ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ ٱللَّهُ مِنْهُ ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ ذُو ٱنتِقَامٍ ﴿٩٥﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ المَائـِدَةِ]، وأما قول الله تعالى: {فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُوا۟ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم، فيقصد: مَن اعتدى عليهم في الأشهُر الحُرُم أو في غير الأشهُر الحُرُم. ألا وإنَّ الأشهُر الحُرُم هي خواتم ثُلُث العام الواحِد (أربعة أشهُر) وهُنّ أشهُر الحَجّ المُتتاليات تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا۟ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَٰتِلُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمْ كَآفَّةً ۚ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ التَّوۡبَةِ]، وأما أنَّكم تجعلوا ثلاثة مُتتاليات فأصبح الرَّابع (شهر مُحرم) أوَّل السَّنة القَمريَّة الجَديدة! أفلا تتَّقون؟ بل هو الثَّاني عشر من أشهُر العام، وأشهُر العام الواحد (اثنا عَشر شهرًا منها أربعةٌ حُرُم)؛ هَكذا جعلهُنّ الله في حساب السِّنين في الكتاب مُنذ أن خَلَق الله السَّماوات والأرض؛ ليس لهُنّ عِلاقة بميلاد أحدٍ من عباده أو بتاريخ هجرته؛ بل مِن قَبل أن يخلق الله الملائكة والجِنّ والإنس تصديقًا لقول الله تعالى {إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا۟ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَٰتِلُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمْ كَآفَّةً ۚ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ التَّوۡبَةِ].
ألا وإنَّ شَهْر صَفَر الأصفار الجاري هو أَوَّل أشهُر العام القَمَريّ الجديد مُنذ أن خلق الله السماوات والأرض، فلكَم جادلت المُسلمين في هذا (أن يدخلوا البيوت من أبوابها بإتمام أشهُر الحَجّ الأربعة الحُرُم ثم يبدأوا العام القَمَريّ الجديد مِن شهر صَفر) فاستكبَروا استكبارًا، وجادلتهم أن يدخول البيوت من أبوابِها بِرُؤية هِلال الشهر بالعَيْن المُجَرَّدة، كون العَيْن المُجَرَّدة لن ترى هِلالًا في السَّماء إلَّا هلال الشَّهر (إنْ بدأ الشَّهر الجَديد)، وأما التلسكوبات والمراقب فإما أن يُشاهدوا هِلالًا آخَر مِن نهار أحد الكواكب كمثل هِلال كوكب الزُّهرة من بعد الغُروب، أو يشاهدوا الهِلال الوَليد مِن قبل استكماله هِلال الشَّهر الجَديد، ولكن العين المُجَرَّدة لن تُشاهد إلَّا هِلال القمَر كَما كان يُشاهده الذين مِن قبلكم؛ فلا يحتاج إلى تطوّر علميٍّ لرؤيته كونكم سوف تَدخلون الشَّهر قبل أوانه فيختَلّ الحِساب في الكِتاب كمثل الذي يأتي البيوت مِن ظُهورها تصديقًا لقول الله تعالى: {۞ يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِىَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا۟ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا۟ ٱلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَٰبِهَا ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿١٨٩﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ البَقَرَةِ].
فللأسَف! فبسبب استكبار المُستَكبِرين عن الاعتراف بالحَقّ رفَضوا أن يأتوا البيوت مِن أبوابها؛ لا في رُؤية هلال الشهر بالعَيْن المُجَرَّدة، ولا بإدخال السَّنة دُخولًا صحيحًا من رؤية هلال شَهْر صَفَر، فَمَن يُنجيكم مِن عذاب الله الواحِد القَهَّار مَع المُجرمين المُستَكبِرين؟! فأين المَفَرّ مِن حَرِّ وشَرِّ وشَرَرِ مُرور كَوكب سَقَر الآتي من جهة القُطْب الجنوبي؟! ورغم أنَّ الشَّمْس في القُطْب الشَّمالي فكذلك القُطْب الجَنوبي يُعاني من حَرّ كَوكَب سَقَر وفي شهر (يوليو وأغسطس) رغم أنَّه مِن المُفتَرَض أنَّه في فصل الشِّتاء القارِس بسبب غُروب الشَّمس عنه في الشَّمال الشَّرقيّ الصَّيفيّ، والسُّؤال الذي يطرح نفسه للعَقْل والمَنطِق: فما سَبَب حرارة الشِّتاء في القُطْب الجَنوبيّ؟ بل لِدرجةِ تأثيره على احترار صَيْف الشَّمْس! فَمُنذ متى يحتَرّ الصَّيف الشمسيّ بسبب حرارة الشتاء؟! بل سبب حرارة الشِّتاء الجاري في القُطْب الجنوبيّ هو بسبب حَرارة كَوكَب سَقَر الذي أُحَذِّركم مِن مُروره مِن جهة جنوب كَوكَب الأرض مُنذ ما يزيد على عشرين سنةٍ وشَهْر صَفَر الجاري إلى ما يشاء الله فتأتيكم بغتَةً فتَبهَتكم، فَهُنا مِحور التحدّي: (لا تأتيكم إلا بغتَةً فتَبهَتُكم) رغم أنَّها كَمثل حَجْم كوكب الأرض ألف مَرَّة، ورغم عِلمكم الواسع فلا تستطيعون رؤيتها إلَّا بغتةً حين تُشرِق فتحجب أُفُق جنوب كوكب الأرض رغم أنَّكم تشعرون بِحَرِّها قَبْل مُرورها، ولسوف تعلَمون إنَّا لصادِقون.
اللهم حِقّ الحَقّ فأنت أعلم بِما يُوعون به أمرَك بطاعة خليفتك، سُبحانك ربّي إنَّك بالغ أمرك وماضٍ في حُكمك إنَّك سريعُ الحساب، فلم تنفع معهم مُناورة كَوكَب سَقَر باحترار أطراف الأرض المُتَجَمِّدة؛ بل قالوا: "حرارة شِتاء القُطْب الجنوبيّ تُهَدِّد العالَم". ثُم نقيم الحُجَّة على كُلِّ إنسانٍ يستخدم عقله ونقول: ومُنذ متَى يتأثر الصَّيف الشَّمسيّ لِنِصف الكُرَة الشَّماليّ بسبب حرارة الشِّتاء؟ أفلا تعقِلون؟! بل ذلكم بسبب حَرّ صَيْف سَقَر الآتي مِن جهة القُطْب الجَنوبيّ ليظهر به خليفة الله على العالَم بأسرِه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، فهل تستطيعون أن تَغلبوا الله صاحِب القرار والاختيار؟! سُبحان ربي يَخلق ما يشاء ويختَار، فأجيبوا على سؤال المُناورة قُبَيل الهجوم مِن أطراف الأرض المُتَجَمِّدة تصديقًا لقول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا۟ أَنَّا نَأْتِى ٱلْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِۦ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ ﴿٤١﴾ وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعًا ۖ يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ ۗ وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّٰرُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ ﴿٤٢﴾}صدق الله العظيم [سُورَةُ الرَّعۡدِ].
خليفةُ الله على العالَم بأسرِه؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
_______________
اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
- 1 -
الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
20 - صفر - 1446 هـ
24 - 08 - 2024 مـ
12:06 مساءً
(بحسب التقويم الرسميّ لأُمّ القُرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=457891
__________
تَلبيةُ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمَانيّ لِطَلَب الحِوار مع المُنكِر للقُرآن العَظيم الأستاذ علي البخيتي ..
بِسْم الله الواحِد القَهَّار الخالِق لِكُلِّ شَيءٍ وليس كمثله شيءٌ مِمَّا خَلَق، سُبحان الله العظيم الأحَد الفَرْد الصَّمَد؛ لم يَلِد ولم يُولَد ولم يَكُن له كُفوًا أحَد، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين بالقرآن العظيم مُحُمَّد رسول الله صَلَّى الله عليه وعلى مَن اتَّبع سبيله إلى الله مِن الناس كافَّة على بصيرةٍ من الله في الأوَّلين وفي الآخِرين وفي المَلَإِ الأعلى إلى يَوم الدِّين، ثُمّ أمَّا بَعد..
وانطلاقًا من القاعِدة الدَّعوية التي أنزلها الله على كافة المُرسَلين بالدعوة إلى سَبيل معرفة الله بالحِكمَة والموعِظَة الحَسَنة تصديقًا لقول الله تعالى: {ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ ﴿١٢٥﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ النَّحۡلِ].
وعليه: أُعلِن التَّرحيب الكبير بالأستاذ المُحتَرَم الباحث عن وجود الله (أخي في الدَّم من حواء وآدم) ذَلِكُم الأستاذ علي البخيتي الذي يدعو الإمام المهدي ناصر محمد اليماني للمُناظَرة الحُرَّة، ولكني أُشهِد الله شهادة الحَقّ اليَقين وأُشهِد كافة عُقول البَشَر أني أُعلِن بنتيجة الحوار مُسبقًا بالانتصار على العقل المنطقيّ لدى الأستاذ علي البخيتي؛ بل وأقيم الحُجَّة على عقل كُلِّ إنسانٍ يستخدم عقله في العالَمين كون دعوة كافة الأنبياء والمُرسَلين ودعوة الإمام المهدي دعوةً واحدةً أسَّسَها الله على استخدام العَقْل والمَنطِق، وهنا تَكمُن الحكمة عن الفرق بين الناس وأنعامهم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَآ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ كَٱلْأَنْعَٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْغَٰفِلُونَ ﴿١٧٩﴾ وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا۟ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىٓ أَسْمَٰٓئِهِۦ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴿١٨٠﴾ وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِۦ يَعْدِلُونَ ﴿١٨١﴾ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٨٢﴾ وَأُمْلِى لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ ﴿١٨٣﴾ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا۟ ۗ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿١٨٤﴾ أَوَلَمْ يَنظُرُوا۟ فِى مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَىْءٍ وَأَنْ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَىِّ حَدِيثِۭ بَعْدَهُۥ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٥﴾ مَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَا هَادِىَ لَهُۥ ۚ وَيَذَرُهُمْ فِى طُغْيَٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٨٦﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الأَعۡرَافِ].
ويا أخي الكريم الأستاذ المحترم علي البخيتي، فاسمح لي أن أُعلن بنتيجة الحوار مُسبَقًا: إنَّ عَقْل الأستاذ علي البخيتي وأي إنسانٍ يستخدم عقله فحتمًا يجد عقله يُعلن لصاحبه - رغم أنفه - فيقول له في نفسه: "إن الحَقّ مع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني لا شَكّ ولا رَيْب". ومنهم عقل علي البخيتي وعقل كُلّ إنسانٍ يستخدم عقله، وربما يود الباحث عن الله الأستاذ علي البخيتي أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد اليماني، ما يُدريك بالسِّرّ الخَفيّ في نفسي حتى تُعلِن به مُسبَقًا في عِلْم الغَيْب قبل بدء الحوار؟!" فمن ثم يرد الإمام المهديّ ناصِر مُحَمَّد اليماني وأقول: فليشهَد الثَّقلان - الإنْس والجان - أن هذا تَحدٍّ من الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ لِكُلِّ إنسانٍ يحترم فتوى عقله مِن بَعْد الحوار، كون العقل منطقيًّا لا يعمى عن التمييز بين دعوة الحق ودعوة الباطل وهو حُجَّة الله على عباده إذا لم يَتَّبِعوا دعوة الحق من الله إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن لا يدعو مع الله أحدًا تصديقًا لقول الله تعالى: {۞ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰٓ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الرَّعۡدِ].
كون العقل جَعله الله مَنطِقيًّا لا ينبغي له أن يَعمَى عن الحق إذا استشاره صاحبُه فعرَض عليه المسألة لِطَلَب الفتوى مِن عقله أن يُفتيه عن التمييز عَمَّا سَمع مِن سُلطان العِلْم، فإذا كان سُلطان العِلْم من الله سُبحانه وتعالى فيجد عقله يفتيه بالحق تصديقًا لقول الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى ٱلْأَبْصَٰرُ وَلَٰكِن تَعْمَى ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ} صدق الله العظيم [سُورَةُ الحَجِّ: ٤٦].
فَحَسب فتوى الله إنَّ أبصار العقول لا تَعمَى عن معرفة الحَقّ - خالِقها - إذا تم استخدام العقل بالاستحضار للعَقْل غير لاهٍ في التَّفكير في أي شيءٍ آخَر أثناء استماع الأُذُن لكلِمات المُتَكلِّم للتفَكُّر في سُلطان عِلمه، أو أثناء قراءة الكلام الصَّامت المكتوب عن طريق بَصَر القارِئ؛ فلا يقرأه مِن غَيْر تَدَبُّرٍ وعقله مشغولٌ بالتفَكُّر في شيءٍ آخَر غَيْر تَدَبُّر الكلمات المَقروءة أثناء القراءة، أو استماع القَوْل عن طريق الأُذُن مع استحضار العَقْل للقَول من أوّله حتى ينتهي المُتَكلِّم من غير مُقاطعةٍ، فإذا كان كلام الدَّاعي حقًّا كلامًا منطقيًّا فيجد المُستَمِع أن عقله أعلَن الاستسلام لِرَبّ العالَمين كونه أبصَر الحَقّ وصَدَّقه عقله المَنطقيّ؛ أولئك فقط الذين هَدَى الله من عباده في كُل زمانٍ ومكانٍ تصديقًا لِبُشرى الله في مُحكَم القرآن العظيم؛ يُبَشِّر أصحاب العقول مُسبَقًا الذين أنابوا إلى ربهم لِيَهدي قلوبهم
فبَشَّرَهم الله بالهُدَى الى صراطه المُستَقيم بشرط استخدام عقولهم لِكَي يهديهم الله إلى صراط الله العزيز الحميد، وقال الله تعالى: {وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُوا۟ ٱلطَّٰغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُۥٓ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُ ۖ وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمْ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ﴿١٨﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِى ٱلنَّارِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الزُّمَرِ].
إذًا يا أستاذ علي البخيتي، فعَدَم هِداية الأُمَم إلى مَعرِفة عَظَمَة خالقهم هو بسبب الاتِّباع الأعمى لِما وجدوا عليه آباءهم مُجَمِّدين عقولهم تمامًا حاكِمين على عقولهم بالحَظْر الكامِل عن التَفَكُّر فيما وجدوا عليه آباءهم، ولكن إذا كان آباؤهم على ضلالٍ مُبيْنٍ وبَعَث الله إليهم رَسولًا؛ فبِسَبب حَظْر العقول عن التفَكُّر في سلطان عِلْم الدَّاعية إلى الله بسبب الإصرار على ما وجدوا عليه آباءهم بِحُجَّة أن آباءهم أعلَم مِنهم رغم أنهم لو استفتوا عقولهم عمَّا وجدوا عليه آباءهم فلا ولن تقتنع عقولهم إذا كان آباؤهم على ضلالٍ مُبيْنٍ، فتعَالَ لننظُر في عِلْم الغَيْب عن النتيجة الوَخيمة للذين رَفضوا استخدام العَقل المنطقي؛ فبسبب عدم استخدام العَقْل فسوف نجد النتيجة كارثية! تصديقًا لقول الله تعالى: {وَقَالُوا۟ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِىٓ أَصْحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَٱعْتَرَفُوا۟ بِذَنۢبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ﴿١١﴾ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ المُلۡكِ].
إذًا تَبَيَّن لَكُم: ما الذَّنب - بالدرجة الأُولَى - الذي كان سبب دخولهم النَّار؟ والجواب: إنه بسبب عدم استخدام العَقْل، وكون العقل ليس له سلطانٌ على صاحبه ولكنه مُستشارٌ أمينٌ إذا استشاره صاحبه، فهو كمثل الصَّديق الصَّادق الوَفيّ لا يخدع صاحبه إذا أحضر عقله للإستشارة. وبما أننا نجد الله برَّأ العَقْل عن العَمى عن معرفة الله بكلمة (لا النَّافية)؛ فبرَّأ الله العقل عن العمَى تصديقًا لقول الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى ٱلْأَبْصَٰرُ وَلَٰكِن تَعْمَى ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ} صدق الله العظيم [سُورَةُ الحَجِّ: ٤٦].
كون العقل هو حُجَّة الله على عباده كونها مُجَهَّزةً للتمييز بين دعوة الحَقّ ودعوة الباطِل تصديقًا لقول الله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَٰهَآ إِبْرَٰهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِۦ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَٰتٍ مَّن نَّشَآءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الأَنۡعَامِ].
والسؤال الذي يطرح نفسه للعَقْل والمَنطِق: فما هي حُجَّة الله التي آتاها إبراهيم على قَومه؟ والجواب بالحق: هي حُجَّة العقل المنطقي. كَون رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام جعل عقول قومه أجمعين تَقِف إلى جانِب دعوة الحق من رَبِّهم وتشهَد على أصحابها، ولكنهم أسَرّوه في أنفسهم ولم يُبدوه لإبراهيم ولم يُبدوه لبعضهم بعضٌ رغم أنَّهم قالوا في أنفسهم أنَّهُم هم الظالمون وأنَّ الحق هو مع رسول الله إبراهيم تصديقًا لقول الله تعالى: {فَرَجَعُوٓا۟ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوٓا۟ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الأَنبِيَاءِ].
وذلك كون قَوم رسول الله إبراهيم لم يرجعوا لعقولهم بالتفَكُّر عمَّا وجدوا عليه آباءهم إلَّا بَعْد أن حطَّمها ولم يُصِبه مَسُّ سوءٍ من الشياطين كما كانوا يزعمون، كونهم كانوا يزعمون هم وآباؤهم أنَّ أصنامهم تمنعهم من مُسوس الشياطين ويعتقدون أن مَن يذكرها بسوءٍ يمسه شيطانٌ رجيم، ولذلك حَذَّروا رسول الله إبراهيم أن يعتريه أحد آلهتهم بسوءٍ، وقال الله تعالى: {وَحَآجَّهُۥ قَوْمُهُۥ ۚ قَالَ أَتُحَٰٓجُّوٓنِّى فِى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَىٰنِ ۚ وَلَآ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّى شَيْـًٔا ۗ وَسِعَ رَبِّى كُلَّ شَىْءٍ عِلْمًا ۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٨٠﴾ وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِۦ عَلَيْكُمْ سُلْطَٰنًا ۚ فَأَىُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِٱلْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨١﴾ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَلَمْ يَلْبِسُوٓا۟ إِيمَٰنَهُم بِظُلْمٍ أُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾ وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَٰهَآ إِبْرَٰهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِۦ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَٰتٍ مَّن نَّشَآءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الأَنۡعَامِ].
والسؤال الذي يطرح نفسه للعَقْل والمَنطِق: فما هي حُجَّة الله التي أقامها نبي الله ابراهيم على قومه؟ والجواب: إنها حُجَّة العَقْل والمَنطِق لإثبات باطل عقيدتهم بسبب الاتِّباع الأعمى لعقائد ما وجدوا عليه آباءهم (عبدة أصنامهم)، فَلِكثرة ما حَذَّروه مِن غَضَبِ أصنامهم فإنَّها - حَسب زعمهم - تضُرّ وتنفع وتمنع مُسوس الشياطين عنهم، فاضطر رسول الله إبراهيم إلى أن يُحَطِّم أصنامهم في الصعداء (قاعة مفتوحة على مَقربةٍ من قريتهم) مَكان مقام معبَد أصنامهم القائمة المُثَّبتة على الأرض، فأثناء تخويف رسول الله إبراهيم مِن أن تعتريه آلهتهم بسوء مَسّ شيطان كونه كَفَر بها ثُمَّ أقسَم رسول الله إبراهيم في نفسه لَيكيدَنَّ أصنامهم بعد أن يُوَلّوا عَنها مُدبِرين وهُم نائمون في بيوتهم، فسَرى إبراهيم آخِر الليل إلى معبدهم في الصعداء فجعلها جُذاذًا - بفأس القدوم الحديديّ الحاد - إلَّا كبيرهم لعلهم إليه يرجعون فيسألونه مَن فعل هذا بآلهتهم (إن كانوا ينطقون آلهتهم)، وكذلك في نَفْس رسول الله إبراهيم حكمةٌ أخرى: فَكبيرُ الأصنام هو أصلًا إلَه شيخ القبيلة في نظام المعابِد فَلَم يُحَطّمه حِكمَةً من رسول الله إبراهيم حتى يمسِك الشيخ أعصابه ليعطي فرصة التَّفاهم مع إبراهيم بسؤاله عن سبب ما فعله بآلهة قومه، حتى إذا جاؤوا لعبادتها ضُحى ليلة ما حَطَّمها رسول الله إبراهيم فوجدوها جُذاذًا إلَّا كبيرهم (إلَه كبير القَوم) قالوا: "مَن فعل هذا بآلهتنا؟! إنَّه مِن الظَّالمين"، فقالوا للشيخ: "سَمِعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم"، فأقسم الشيخ بالإلَه القائم الكبير غير المُحَطَّم لَيَرُدَّن اعتبار آلهة قومه أجمعين وقال للقوم: "فأتوا به على أعيُن الناس لعلَّهم يشهدون"، فتم إحضار إبراهيم إلى صعداء معابدهم وحَضَر قومه كُلّهم أجمعين فسَأل كبيرُ القوم إبراهيم، وقال الله تعالى: {۞ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَآ إِبْرَٰهِيمَ رُشْدَهُۥ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِۦ عَٰلِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِۦ مَا هَٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِىٓ أَنتُمْ لَهَا عَٰكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا۟ وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا لَهَا عَٰبِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُمْ فِى ضَلَٰلٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوٓا۟ أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ ٱللَّٰعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ٱلَّذِى فَطَرَهُنَّ وَأَنَا۠ عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ ﴿٥٦﴾ وَتَٱللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَٰمَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا۟ مُدْبِرِينَ ﴿٥٧﴾ فَجَعَلَهُمْ جُذَٰذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨﴾ قَالُوا۟ مَن فَعَلَ هَٰذَا بِـَٔالِهَتِنَآ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا۟ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُۥٓ إِبْرَٰهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا۟ فَأْتُوا۟ بِهِۦ عَلَىٰٓ أَعْيُنِ ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوٓا۟ ءَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِـَٔالِهَتِنَا يَٰٓإِبْرَٰهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُۥ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَسْـَٔلُوهُمْ إِن كَانُوا۟ يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوٓا۟ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوٓا۟ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الأَنبِيَاءِ].
فانظُر يا أيُّها الأستاذ علي البخيتي حقيقة فتوى الله عن العُقول إذا تم استخدامها: فحين رجعوا إلى أنفسهم وأطرقوا في التفكير في الرَّد هُمّ وشيخهم؛ إذ كيف كانوا يعتقدون أنَّ فقط مَن يذكُرها بسوءٍ تعتريه بمَسّ شيطان رجيم؟! كما كانوا يعتقدون هم وأباؤهم، ولكنه تبيَّن لهم زيف هذه العقيدة وبطلانها وأنه لم يمَسّ إبراهيم أي أذى بسبب تحطيمها؛ فتبيَّن عَكس ما كانوا يعتقدون وأنَّها آلهةٌ ما أنزل الله بها من سلطانٍ؛ بل الإله الحق هو إلَه السَّماوات والأرض (الله رَبّ العالَمين)؛ لا إله إلا هو ربّهم وربّ إبراهيم. فهذه الفتوى من عقولهم التي لا تعمى عن رؤية الحَقّ كونها لا تعمَى الأبصار عن معرفة الحَقّ إذا تم استخدامها، ولذلك قالوا في أنفسهم: "إنَّكم أنتم الظالمون، فكيف تعبدون آلهةً لا تضُرّ ولا تنفَع ولا تمنع مَسّ الشيطان؟!" كونها لم تُصِب إبراهيم بأذى، ولكنهم أسَرّوا في أنفسهم فتوى عقولهم أنَّهم هم الظالمون، وقال الله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَٰذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨﴾ قَالُوا۟ مَن فَعَلَ هَٰذَا بِـَٔالِهَتِنَآ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا۟ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُۥٓ إِبْرَٰهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا۟ فَأْتُوا۟ بِهِۦ عَلَىٰٓ أَعْيُنِ ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوٓا۟ ءَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِـَٔالِهَتِنَا يَٰٓإِبْرَٰهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُۥ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَسْـَٔلُوهُمْ إِن كَانُوا۟ يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوٓا۟ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوٓا۟ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا۟ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰٓؤُلَآءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْـًٔا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾ قَالُوا۟ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوٓا۟ ءَالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَٰعِلِينَ ﴿٦٨﴾ قُلْنَا يَٰنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الأَنبِيَاءِ].
فهنا يتوقّف العقل المُتَدَبِّر لِلتَفَكُّر فيقول لصاحبه: "مَهلًا مَهلًا؛ حَسْبُك، لقد حدثت آيةٌ كُبرى! كون النار التي أضرموها بأنفسهم بأيديهم جعلها الله بَردًا وسلامًا على إبراهيم، فلو كان الهُدَى بآيات المُعجِزات الخارِقة إذًا لاهتدوا قومه كُلُّهم أجمعون"، بل قالوا: "إن هذا لساحِرٌ عليمٌ كيف لم تضرّه النار؟" وقرروا إخراجه من قريتهم إلى مكانٍ ما خارج القرية، غير أنَّ مَن يقف في محل إبراهيم يستطيع رؤية قرية قومه، ولذلك قال ضيوف إبراهيم المُكرمون: "إنا مُهلِكو أهل هذه القرية".
فلا نُريد الخروج عن الموضوع ولكني خليفةُ الله (الإمام المهدي ناصر محمد اليماني) أُقسم برب العالَمين لأجعلَنّ عَقلك المنطقيّ يَقِف إلى صفّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني فيقول لك عقلك: "إنَّ الحق هو مع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني". فهذا ما سوف يُفتيك به عقلك كون عقلك منطقيًّا، وإنَّما تحتاج مَن يُقيم عليك الحُجّة بالعَقْل والمَنطِق، فما أبسط إقناعك بالحَقّ مِن رَبّك، وكذلك ما أبسَط إقناع كافة المُلحِدين بِرَبّ العالَمين، ولكن المُشكلة الكُبرى هي إقناع عُلماء المُسلمين وباباوات النَّصارى وأحبار اليهود كونهم جَمَّدوا عقولهم جانِبًا واتَّبعوا آباءهم الاتِّباع الأعمَى فأضلوا أنفسهم بسبب عدم استخدام العَقْل وأضلّوا أُمّتهم، وليس عُلماء المُسلِمين مِن عُلماء أهل الكتاب ببعيدٍ كونهم أجمعين أصحاب اتِّباعٍ أعمى لعُلماء الضَّلالة الذين يُفَسِّرون القرآن مِن عند أنفسهم أو يَتَّبعوا روايات تُخالِف مُحكَم آيات أُمّ الكِتاب في مُحكَم القُرآن العظيم.
وندعوك للحضور إلى قِسمك الذي كَرَّمناك به في واجهة موقعنا بِاسم: (قسم الباحث علي البخيتي)
https://nasser-alyamani.org./forumdisplay.php?f=195
وجعلناه قِسمًا مُخَصَّصًا لحوار على البخيتي يَكتب فيه ما يشاء مِن الطَّعن في كتاب الله القُرآن العظيم، ولسوف أُلجمك بسلطان العُلوم القُرآنية والفيزيائيَّة، فقد اقترب كوكب سَقَر الذي حذَّركم مِن مروره رَبّ العالمين في مُحكَم القرآن العظيم والنَّاس لا يزالون في الحياة الدُّنيا تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الأَنبِيَاءِ]، وأنتُم الآن تشعرون بِحَرِّها؛ آتيةً مِن جِهَة القُطْب الجَنوبيّ.
وإنّي خليفةُ الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أُنذِر العالَمين مُرور كوكب سَقَر مُنذ عشرين سنة وشهر صَفَر الجاري، واقترب أجَل المُكَذِّبين بالقُرآن العظيم (رسالة الله إلى العالَم بأسرِه) وقد أعطاهم مُهلةً أكثر من مُهلة قَوم رسول الله نوح، ويا علي لازم يَتَنَزَّل القُرآن العظيم الذي جعله الله رسالةً إلى الناس كافّة قَبْل عَصر بعث خليفة الله المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأُمَّته العالميَّة المَعدودة في الكتاب؛ أُمَّة عِلميّة علمانيّة مُلحدين بالله رَبّ العالَمين ومُنكِرين القُرآن العظيم الذي تنزَّل على مُحَمَّدٍ رسول الله النَّبي الأميّ، وبَشَّر العالَمين ببعث خليفة الله المهدي ناصِر مُحمد (الناصر للقُرآن العظيم الذي أرسَل به مُحمَّدًا رسول الله)، واعلَم يا علي البخيتي وكافة المُكَذِّبين بالقُرآن العظيم أنَّ بعث خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني هو بعث تَحدٍّ بالقُرآن العَظيم الذي تنزَّل على مُحَمَّدٍ النَّبيّ الأُمّيّ - صلى الله عليه ومَن تبعه واعتصم بالقُرآن العظيم رسالة الله إلى العالَمين - تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُۥ عِلْمُ ٱلْكِتَٰبِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الرَّعۡدِ].
وها أنا ذا صاحب عِلم الكتاب (القرآن العظيم) فتفضَّل للحوار في قِسمك المُخصَّص لك على مشهدٍ مِن الباحثين عن الحقّ في العالَمين ولك الحق أن تستعين بكلّ المُلحدين بالله العظيم؛ سُبحانه سُبحانه أن يكون موجودًا بذاته في أرضه وسماواته ولا في جَنَّته التي عرضها كعرض السَّماوات والأرض، كون الله أكبر مِن كُلّ شَيءٍ في ملكوته أجمَعين، ولا يحمل اللهَ سُبحانه مَلَكوتُه أجمعون؛ بل الأرض قبضته يوم القيامة والسَّماوات مطوياتٌ بيمينه؛ سُبحانه الأكبَر من كُلِّ شيءٍ وليس كمثله شيءٌ مِمَّا خلَق سُبحانه أو يشبهه أي شيءٍ في ملكوته أجمَعين، وعرشه هو حِجاب الذي يكلمكم من وراء حجابه؛ سدرة المُنتهى وهي تَحجب كافَّة المَلَكوت عن رؤية ذات الله العظيم المستوي على عرشه العظيم؛ سدرة المُنتهَى، فما وراءها هو الخالِق المُستَوي في سماء سِدرة المُنتهى، وما دونها هو مَلَكوت خَلْق الله أجمعين، وسِدرة المُنتهَى أكبَر شَيءٍ خلقه الله في الكتاب، ورغم أنَّ جنات النعيم الكُرويَّة عرضها كعَرْض السَّماوات والأرض إلى الأرض إلى نُقطة مَركز الكون، ورغم عَظمة غرفة جنَّات النَّعيم الكُروية فليست إلّا: عِنْد سدرة المنتهى، كون سِدرة المُنتهى للمعراج لعبيده هي أكبَر مِن الجَنَّة التي عرضها كَعرْض السَّماوات والأرض، وهي الفاصل بين الخَلْق والخالِق، وتحجب المَلَكوت كُلّه عن رُؤية الخالِق، واللهُ العظيم مُستَوٍ في سماء سِدرة المُنتهى وليس أنه جالسٌ على السِّدرة سُبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا أن يحمله شيءٌ من خلقه! بل مُستَوٍ في سماء عرشه العظيم لا يُكَلِّم عبيده مُواجهةً وهُم يرونه؛ سُبحانه! بل يُكلِّمهم من وراء سدرة المُنتهى كونه لا يتحمَّل رؤية ذات الله إلَّا شيءٌ مثله، وليس كمثله شيءٌ سُبحانه، ولا يعمَل بيده سُبحانه؛ بل يده أن يقول للشيء: "كُن" فَيَكون كما يشاء الله أن يَكون؛ سُبحان الله العظيم وهو العَليّ الكَبير، فما غَرّك بربك الكريم يا علي البخيتي؟ الذي خلقك فَسَوَّاك فعدَلَك، في أي صورةٍ ما شاء رَكَّبَك، أم أنَّك الذي خلقت نفسَك؟! ولكن الله يقول أن لِكُلِّ فِعلٍ فاعلًا، ويقول الله أن ليس مِن العقل والمنطق أن عباده خُلِقوا من غير شيءٍ خلقهم! تصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُۥ ۚ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٣﴾ فَلْيَأْتُوا۟ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِۦٓ إِن كَانُوا۟ صَٰدِقِينَ ﴿٣٤﴾ أَمْ خُلِقُوا۟ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَٰلِقُونَ ﴿٣٥﴾ أَمْ خَلَقُوا۟ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ ﴿٣٦﴾ أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ ٱلْمُصَۣيْطِرُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الطُّورِ].
وإني أعِدُك يا علي البخيتي أن أُجادلك بآياتٍ مُحكَماتٍ هُنّ أُمّ الكِتاب، وأُبَيِّن القرآن المُتشابِه الذي كان سبب فتنتك وزيغ قلبك، كذلك نُفَصِّل الآيات المُتشابِهات تفصيلًا بآياتٍ مُبَيِّناتٍ لَهُنّ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ ءَايَٰتٍ مُّبَيِّنَٰتٍ وَمَثَلًا مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٣٤﴾ ۞ ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشْكَوٰةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ ٱلْمِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ ۖ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَٰرَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىٓءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِى ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُ ۚ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْأَمْثَٰلَ لِلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ النُّورِ].
وتصديقًا لقول الله تعالى: {لَّقَدْ أَنزَلْنَآ ءَايَٰتٍ مُّبَيِّنَٰتٍ ۚ وَٱللَّهُ يَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ النُّورِ].
وإنَّما يَهدي الله مَن يشاء مِن عباده أن يهتدي إلى الحَقّ؛ والله هو الحق. فمَن جاهَد باحثًا عن الحَقّ كان حَقًّا على الله الحق أن يهديه إلى سبيل ربّه الحَقّ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُۥٓ ۚ أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَٰفِرِينَ ﴿٦٨﴾ وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُوا۟ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [سورة العنكبوت].
فقد كَرّمناك بهذا القِسْم في واجهة موقعنا لكي تحضَر مَتى ما تُريد وتكتب ما تريد بكل رَوَاقة وراحة بالٍ من غير إزعاجٍ ولا تعكير مزاجٍ، أم أنَّك من هواة الاتِّجاه المُعاكِس؟! فلا يوجد لدينا اتجاهٌ معاكسٌ في عَصْر الحِوار مِن قَبْل الظُّهور؛ بل هذا الميدان وهذا الحصان يا علي البخيتي، ونمنع الأنصار بأي تعليقٍ بيني وبينك؛ بل فارسٌ لفارسٍ، وليس بسيف سَفك الدّم! أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل بسلطان العِلْم المُقنِع للعقل والمَنطِق من القرآن العظيم.
فتفضل للحوار مَشكورًا ولا تتراجَع عن حوار خليفة الله (الإمام المهديّ ناصِر محمد اليماني) فقد علمنا بطلبك لحوارنا فلبَّينا الطَّلب، وفتحنا لك قِسمًا خاصًّا؛ بالأستاذ المُحترم علي البخيتي حصريًّا:
https://nasser-alyamani.org./forumdisplay.php?f=195
وليس الأمر مُباراة كُرَة قَدَمٍ أغلبك أو تغلبني؛ فليس الحوار لَعِبًا ولَهوًا! بل نبأٌ عظيمٌ، فلا تأخذ أحدنا العِزَّة بالإثم حِين يتبيَّن له الحق من ربِّه.
ومُحَرَّمٌ على الأنصار أن يكونوا رُسُلًا بردود علي البخيتي؛ بل تنازَل واحضر بنفسك إلى طاولة الحوار العالميَّة للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في عَصْر الحِوار مِن قَبْل الظهور، ونُكرِّر التَّرحيب بالأستاذ الباحث عن الله العَليّ العظيم لِنَهديه إلى الصِّراط المُستَقيم إلى الله (رَبّي ورَبّك ورَبّ كُلّ شيءٍ في ملكوت الله أجمَعين).
وسلام على المُرسَلين والحمدُ لله رَبّ العالَمين..
خليفةُ الله وعَبده الإمام المهديّ؛ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ.
__________
اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..