- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
15 - 08 - 1433 هـ
05 - 07 - 2012 مـ
05:07 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=50237
ــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهديّ إلى (عبد الرحمن سعد) من الأنصار السابقين الأخيار بإذن الله العلي القدير..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد ٍرسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار وصحابته الأخيار والمهديّ المنتظَر وجميع الأنصار في عصر الحوار من قبل الظهور وجميع المسلمين إلى يوم الدين، أمّا بعد..
ويا عبد الرحمن سعد، رحّبَ بك الله وخليفته الحقّ، وأشهد لله أنك باحثٌ عن الحقّ ولا تريد غير الحقّ والحقّ أحقّ أن يتبع، ونِعْمَ الرجل، ويا حبيبي في الله، إنّ الذين هرعوا إلى بيت نبيّ الله لوط - عليه الصلاة والسلام - ليسوا اثنين أو ثلاثة حتى يزوّجهم بناته، ولكن هرع إلى داره أهل المدينة وهي من أكبر قرى قوم نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بمعنى: جميع أهل المدينة من الرجال، لكون خبر الضيوف أصحاب الجمال البديع قد انتشر لأنّهم رأوهم أثناء قدومهم قريتهم وأنّهم وفدوا عند نبيّ الله لوط، ولذلك انتشر الخبر وبشّر القوم بعضهم بعضاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٦٧﴾قَالَ إِنَّ هَـٰؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر].
والسؤال الذي يطرح نفسه، فهل بالعقل والمنطق يستطيع أن يزوّج بناته لأهل مدينة بأسرها؟ فلن يقبل ذلك العقل والمنطق أن يزوّج بناته لأهل المدينة من الرجال. ويا حبيبي في الله إنما أراد نبيّ الله لوط أن يستعطف قومه علّهم يرجعون عمّا يريدون أن يفعلوا بضيفه، ولذلك قال لهم نبيّ الله لوط: {هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الحجر:71].
فانظروا لقوله {إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ}. ولكن نبيّ الله لوط عليه الصلاة والسلام يعلم علم اليقين أن قومه لن يرغبوا في بناته ولا يريدونهن شيئاً، ويعلم علم اليقين أنهم لن يقبلوا العرض الذي عرضه عليهم، ولذلك قال له قومه: {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَالَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ} صدق الله العظيم [هود:79].
فانظر، إنّ قوم لوط ليعلمون أنّ لوطاً يعلم أنّهم لن يقبلوا ببناته بدلاً عن ضيفه، ولذلك قالوا: {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَالَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ} صدق الله العظيم. ومن ثم نستنبط أنّ نبيّ الله لوط -عليه الصلاة والسلام- قال ذلك القول وهو آمن على بناته أنّه لن يُصيبهن مكروهٌ من قومه لكونه يعلم أنّهم يأتون الفاحشة مع الرجال من دون النساء. وقال الله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (81)} صدق الله العظيم [الأعراف].
فانظر لقول نبيّ الله لوط عليه الصلاة والسلام {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء}، إذاً فهو يعلم علم اليقين أنهم لن يرضوا أن يأتوا الفاحشة مع بناته، وكذلك قومه يعلمون أن لوطاً يعلم أنهم لن يرضوا أن يأتوا الفاحشة مع بناته بدلاً عن ضيفه، ولذلك قالوا: {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَالَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ} صدق الله العظيم، إذاً فنبيّ الله لوط - عليه الصلاة والسلام - آمنٌ على بناته من قومه وإنما عرض عليهم بناته من باب الاستعطاف علَّ قومه يرحمونه فينصرفون عن ضيفه ولا يفضحونه، ولذلك قال: {قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ﴿٧٠﴾قَالَ هَـٰؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الحجر].
وقال ذلك لعلّه يرحمه أحدهم حين عرض عليهم بناته فلذة كبده وعرضه وشرفه؛ علّه يتأثر ويرحمه أحدهم فيقول: ذروا لوطاً وضيفه يا قوم، ولذلك قال: {قَالَ يَا قَوْمِ هَـٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴿٧٨﴾قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم، حتى إذا استيأس من رحمتهم: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)} صدق الله العظيم [هود:80].
ومن ثم اقتحموا بيت نبيّ الله لوط - عليه الصلاة والسلام - ولم يجدوا أحداً في مكان استقبال الضيوف، ومن ثم قاموا بتفتيش البيت حجرةً حجرةً حتى المطبخ فلم يجدوا الضيوف، وأما نبيّ الله لوط - عليه الصلاة والسلام - فكان واقفاً عند ضيفه فقد دخلوا عليهم ولم يرونهم وأخذته الدهشة كيف لم يرونهم! ومن ثمّ كلّمه ضيفه بالحقّ وأعلموه أنّهم رسل ربّه وأمروه ما يفعل هو وأهله وأنّ عليهم أن يَسْرُوا مع نبيّ الله إبراهيم وزوجته عليهم الصلاة والسلام بقِطَعٍ من الليل كون الله تعالى نجّى آل لوط وآل إبراهيم إلى مكة المكرمة بالمملكة العربيّة السعوديّة. وقال الله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:71].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ