وإلى البيان الحق، وقال الله تعالى:
{ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا }
صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه فما المقصود بقول الله تعالى
{ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا }
؟ والجواب:
إنهُ وجه المرأة وكفيها وقدميها وذلك حجاب المرأة أمام الأقارب.
وأما الأجانب:
فقال الله تعالى:
{وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }
فما هو الخمار؟ والجواب: هو الذي يكون ملتصقاً بما تغطي به المرأة رأسها فإن شاءت أن تكشف عن وجهها فترفع الخمار إلى الأعلى فيكون مقلوب على الرأس، وأما إذا أرادت أن تحجب وجهها فسرعان ما تقوم بتنزيل الخمار ليضرب على الجيب فيحجب الوجه فتكون ملقاة أطرافه على الصدر، ومعلوم أن جيوب الثياب المعلومة دائماً تكون على الصدر. ولذلك قال الله تعالى:
{ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }
،
وتلك فتوى من الله بتغطية الوجه والعنق بالخمار حين رؤية الأجانب.
وكما قلنا أن الخمار هو قطعة تكون مربوطة بغطاء الرأس فإذا أرادت المرأة أن تكشف عن وجهها فسرعان ما ترفعه إلى الأعلى وإذا أرادت أن تُغطي وجهها وعنقها فسرعان ما تقوم بتنزيله ليضرب على صدرها فيغطي الوجه والعنق، فذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى
{ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }
، وإنما تفعل ذلك حين تخشى أن يرى وجهها الأجانب في الطريق أو في أي مكان، فمجرد ما تشعر بوجودهم فسرعان ما تقوم بضرب الخمار على الصدر فيُحجب فوراً الوجه والعنق والصدر حين تشعر بالأجانب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }
، وإنما تضرب بخمارها على وجهها وعنقها حين رؤية الأجانب فسرعان ما يغطي الخمار وجهها وعنقها فتضرب به على الصدر فوراً حين رؤية الأجانب، وأضرب لك على ذلك مثلاً في الرواية الحق عن عائشة عليها السلام في حجابها ونساء المؤمنين يوم حججن مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وقالت:
(( كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، وكنا إذا دنا منا الركبان سدلت إحدانا خمارها من على رأسها على وجهها، فإذا بعدوا كشفنا )).
وصدقت بفتواها مُطابقة لفتوى الله عن حجاب المرأة عن الأجانب.
وتستطيع المرأة أن تكشف الخمار وهي في الطريق العام إذا لم ترى في طريقها أجانب ولا تخشى أن يرى وجهها أحد الأجانب، ولكن حين تشعر بوجود الأجانب فسرعان ما تغطي وجهها بالخمار لأنه مربوط بغطاء الرأس وتستطيع تنزيله في خلال ثانية واحدة عن الأجانب، ويحل لها كشفه عن الأقارب. وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى:
{ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء }
صدق الله العظيم [النور:31]
وأما الشارع العام فأمرها الله أن ترتدي ثوب
الجلباب
الذي يغطي ثوب حجابها عن الأقارب وحليها، ولكنها إذا ضربت المرأة برجليها الأرض جرياً فسوف يسمع الأجانب صنين زينتها وهي حُليها المخفية وراء الخمار والجلباب، وفي ذلك فتنة للذين يتبعون الشهوات، وكذلك خطر عليها من اللصوص وقطاع الطرق. ولذلك قال الله تعالى:
{ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
صدق الله العظيم [النور:31]
فما هو الجلباب؟
والجواب: إنه الثوب الذي يغطي ثوبها أمام محارمها، والثوب أمام محارمها قد يكون ثوب سهرة جميل فهي تظهر من خلاله تفاصيل الجسم كمثل بروز النهود ودائرة الخصر ولا تكون الملابس جميلة إذا كانت واسعة، ولم يمنع الله أمته من أن تقوم بتفصيل الثوب المباشر على جسدها الذي يظهر خصرها وجمال جسدها الذي يليق أن يجعل مظهرها جميلاً أمام زوجها وكافة محارمها، ويأتي من بعد ذلك ثوب الجلباب الواسع وتستخدمه المرأة ليستر مفاتنها عن أبصار الأجانب فقط لأن الجلباب حجاب مفاتن جسدها عن أبصار الأجانب و جمال الوجه والحُلي،وليس الجلباب حجاب الأقارب بل حجاب الأجانب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
صدق الله العظيم [الأحزاب:59]
وتابع للجلباب غطاء الرأس الذي يتم فيه لصق طرف الخمار حتى تستطيع المرأة تنزيله ورفعه بسرعة إن خشيت أن يراها الأجانب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء }
صدق الله العظيم [النور:31]
وكما قلنا أن الجلباب هو الثوب الأكبر الواسع الذي يغطي ثوب المرأة أمام محارمها، وذلك لأن حجاب النساء نوعين من الثياب فأحدهما الجلباب والآخر تستخدمه أمام الأقارب لتغطية عورة الجسد من النظر إليه مباشرة، وذلك لأن الله لم يسمح لها أن يرى جسدها حتى أبوها أو أخوها وإنما يرون ما ظهر من زينتها فقط كمثل الوجه والكفين وبروز النهود ودائرة الخصر وحُليها ولا يحل لها أن يرى جسدها مباشرة إلا زوجها الذي أحل الله له الرفث إليها فهو لباس لها. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ }
صدق الله العظيم [187:البقرة]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهى الإقتباس,,,
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.