[ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيـــان ]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=65122
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - ذو القعدة - 1433 هـ
12 - 10 - 2012 مـ
03:47 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــــ
الردّ الثالث من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى ضيف طاولة الحوار فضيلة الشيخ أحمد عمرو..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين من أوّلهم إلى خاتمهم جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليهم جميعاً وسلّموا تسليماً ولا تفرّقوا بين رسل الله وقولوا ما أمركم الله أن تقولوه في محكم كتابه {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ ربّهم لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)} [البقرة]، أما بعد ..
ويا عباد الله، إنّني الإمام المهديّ جعلني الله خليفةً في الأرض وجعلني للنّاس إماماً، وزادني عليكم بسطةً في العلم لأدعو المسلمين والنّصارى واليهود والنّاس أجمعين إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّي القرآن العظيم، وأشهد لله شهادة الحقّ اليقين بأنّه لا يجادل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أحدٌ من علماء الأمّة وعامّتهم من القرآن العظيم إلا وهيمن عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بسلطان العلم الملجم بالحقّ لمن كان يريد الحقَّ والحقُّ أحقّ أن يتّبع، وما بعد الحقّ إلا الضلال.
ويصلّي الإمام المهدي ناصر محمد اليماني على كافة المسلمين الأحياء والأموات أجمعين الليل والنّهار وأقول: اللهم صلِّ عليهم برحمتك وعفوك وعظيم غفرانك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، اللهم لا تجب دعاء عبدك عليهم لئن نفد صبري ولكن أجب دعائي لهم بالرحمة والهدى، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.
ألا والله لا تذهب نفسُ الإمام المهديّ حسرات على الذين لا يهتدون ولكنّي حزينٌ من حزن ربّي وتحسّره على النادمين الذين تحسّروا على أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم لكوني أجد حال الله المستوي على العرش العظيم متحسِّراً وحزيناً على النّادمين المعذَّبين الذين ظلموا أنفسهم.
ويا عباد الله.. ويا عباد الله، إن أراد الله أن يرحم من يشاء من المعذّبين في نار جهنّم فاعلموا أنّ الله على كل شيءٍ قدير وإنّه غفورٌ ودودٌ فعالٌ لما يريد. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم [هود].
ولربّما يودّ أحد عباد الله السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، يا من يزعم أنّه المهديّ المنتظَر ويُفتي بحقيقة البعث الأوّل بأنّها فرصةٌ من ربّ العالمين، فهل يوجد أملٌ أن يُخرج الله عبادَه المعذَّبين في نار جهنّم حتى الذين أهلكهم الله من اليهود من الذين صاروا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: سوف نترك الردّ على السائل مباشرة من ربّه من محكم كتابه: {ألَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السموات وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [المائدة:40].
{ عَسَى ربّكمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جهنّم لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً } صدق الله العظيم [الإسراء:8].
يا عباد الله، إنّ من أعظم الظلم لأنفسكم هو اليأس من رحمة الله، فلا تيأسوا من روح الله فتكونوا ظالمين لأنفسكم فلا تشملكم رحمة الله، وأشهد لله ربّ العالمين شهادةً أحاسب عليها بين يدي الله إن كنت من الكاذبين أنَّ معشر الشياطين من الجنّ والإنس لو أنّهم يتوبون إلى الله متاباً فيتّبعون سبيل الحقّ من ربّهم لوسِعتهم رحمة الله، ويشهد معي على ذلك ملائكة الرحمن المقربون الذين قالوا: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتّبعوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} صدق الله العظيم [غافر:7].
والسؤال الذي يطرح نفسه: أليس الشياطين شيء من خلق الله فكيف لا تسعهم رحمة الله لو تابوا وأنابوا واتّبعوا سبيل الحقّ من ربّهم ليغفر ذنوبهم الذي يغفر الذنوب جميعاً الذي وسع كل شيء رحمة وعلماً والله على كل شيء قدير؟ ومن يئس من رحمة الله وقنط من أن يغفر الله له فقد افترى على الله كذباً. ولم يقل الله للعبيد الذين أسرفوا على أنفسهم إنّه لن يقبل توبتهم ولن يغفر ذنوبهم حتى ولو تابوا من قبل موتهم، فقل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين! وأما برهان الإمام المهدي فنأتي به من فتوى الله ربّ العالمين الذي أعلن بالنداء العام إلى كافة عبيده أجمعين من الجنّ والإنس ومن كل جنس في السموات والأرض فأمرنا أن نعلن لهم ونقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
والسؤال الذي يطرح نفسه: أليس شياطين الجنّ والإنس من ضمن عبيد الله؟ ألا يشملهم نداء الله في محكم كتابه {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم؟
ولربّما يودّ فضيلة الشيخ أحمد عمرو أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني فهل تزعم أنّ إبليس وشياطين الجنّ والإنس لو ينيبون إلى ربّهم ليهدي قلوبهم فيتوبون إلى الله متاباً فهل تزعم بأنّ الله سيغفر لهم ويتقبل توبتهم بعد أن أحلّ الله عليهم لعنته ولعنة ملائكته والنّاس أجمعين خالدين فيها؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين". ومن ثم نقول: يا فضيلة الشيخ أحمد عمرو، لن يردّ على سؤالك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بل نترك الردّ عليك من الله مباشرة. قال الله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أوّلئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنّاس أَجْمَعِينَ (87) خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)} صدق الله العظيم [آل عمران].
وهذه الآية فتوى لكافة الشياطين الذين يعلمون الحقّ من ربّهم ثم لا يتّبعوه ويئسوا من رحمة الله فيحاربون الله ورسله بسبب يَأْسهم من رحمة الله، ولا ولن يهدي الله قلوبهم أبداً حتى يتوبوا إلى الله متاباً وينيبوا إلى ربّهم ليهدي قلوبهم ويغفر لهم ويرحمهم ثم يجدوا الله غفوراً رحيماً بعد أن حلّت عليهم لعنة الله وملائكته والنّاس أجمعين لكونهم شهدوا في أنفسهم أنّ الرسول حقٌّ فاظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر ليصدّوا عن الذّكر كونهم من شياطين البشر، ورغم ذلك لا ينبغي للمهديّ المنتظَر أن يفتيهم بأن يقنطوا من رحمة الله بل الله من يفتيهم بالحقّ أن لا يقنطوا من رحمته وحتى ولو شهدوا أنّ الرسول حقّ وكفروا به فليس ذلك حجّة لهم أن يستيئسوا من رحمة الله فيحاربوا الله ورسله والمهديّ المنتظَر ويصدّوا النّاس عن الأنبياء والمهديّ المنتظَر ليكون النّاس معهم سواء في نار جهنّم بسبب يَأْسهم من رحمة ربّهم، ولكنّي الإمام المهدي المبعوث برحمة الله التي وسعت كل شيء إلا من أبى أن يستجيب لداعي رحمة الله لعباد الله جميعاً فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً أعظم من كافة ذنوبه من قبل مهما كانت.
وربّما يودّ فضيلة الشيخ أحمد عمرو أن يقول: "يا ناصر محمد، كيف يغفر الله لقومٍ شهدوا أنّ الرسول حقٌّ وكفروا به ويسعون ليطفئوا نور الله ويحاربوا الله ورسوله، فكيف يقبل الله توبتهم لو تابوا وأنابوا إلى ربّهم؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي الداعي إلى رحمة الله التي وسعت كل شيء وأقول: كذلك سنترك الردّ عليك مباشرة من محكم الذّكر بأنّ الله سوف يغفر حتى لشياطين البشر لو تابوا وأنابوا، فتدبر وتفكّر في برهان قبول التوبة لشياطين الجنّ والإنس لو يتوبون إلى ربّهم برغم أن جريمتهم أنّهم شهدوا أنّ الرسول حقّ فكرهوا الحقّ من ربّهم وكفروا بعد إيمانهم وقال الله تعالى: {كيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كفروا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أوّلئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنّاس أَجْمَعِينَ (87) خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)} صدق الله العظيم [آل عمران].
وربّما يودّ فضيلة الدكتور أحمد عمرو المحترم أن يقول: "يا ناصر محمد لقد اطّلعت على بيانك لبرهان البعث الأوّل والثاني حسب زعمك لتفسير قول الله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} صدق الله العظيم [طه:55]، وتقول إنّما يقصد بالعودة هو البعث الأوّل في الحياة الدنيا فهاتِ برهانك المبين من ربّ العالمين على أنّه يقصد بالعودة أي البعث في الحياة الدنيا". ومن ثم يردّ على أحمد عمرو المهديُّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: سوف نترك الردّ عليك مباشرة من الله في محكم الذّكر على أنّه يقصد بالعودة أي الرجعة كونه لا جدال بين اثنين من الكافرين والمسلمين في أنَّ الإنسان يعود إلى تراب، فهم يعلمون أي الكفار والمؤمنون أنّ الإنسان يعود طيناً، ولذلك قالوا: من يحيي العظام وهي رميم؟ أي من يحيي العظام وهي طين، فلا داعي لفتوى الله بأنّه يجعل أجسادهم تراباً بل فتوى الله واضحة في محكم الكتاب بأنّه يقصد بالعودة أي الإحياء لأجسادهم من بعد أن كانوا عظاماً نخرةً.
وربما الدكتور أحمد عمرو يقول: "عجباً يا ناصر بالبرهان من محكم الذّكر أنّ الله يقصد بقوله تعالى: {وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ} أي البعث الأوّل". ومن ثم نقول قال الله تعالى: {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أوّل مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51)} صدق الله العظيم [الإسراء].
والإعادة في كافة الآيات أي الإعمار من جديد، ولذلك قالوا: {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أوّل مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51)} صدق الله العظيم.
وقد اقترب الوعد الحقّ يا فضيلة الشيخ أحمد عمرو، ولا تظنّ أنّ ناصر محمد اليماني يصول ويجول فقط ببيان هذه الآية بل إنّ كافة الآيات مترابطة وتأتي بالبرهان بأنّ الكافرين المكذّبين لهم حياتان وموتتان وبعثان. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
كون منهم من سوف يعذبه الله مرتين في الحياة البرزخيّة في الحياة الدنيا كون لهم حياتان وموتتان فيها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
كون الحياتين هي لمن يشاء الله من المكذبين ومنهم من سوف يعود إلى ما نُهوا عنه في الحياة الأولى برغم أنّهم تعذبوا من بعد موتتهم الأولى في النّار في الحياة البرزخية قبل نهاية الحياة الدنيا حتى إذا أعادهم الله فيها ليعملوا صالحاً عادوا لما نُهوا عنه حتى إذا أماتهم الله فأدخلهم النّار مرةً أخرى لقضاء عذاب البرزخ حتى يأتي البعث الثاني يوم يقوم النّاس لربّ العالمين فيبعثهم الله ليردّهم إلى عذاب غليظ بالروح والجسد معاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} صدق الله العظيم [التوبة:101].
فأما المرّة الأولى فبعد موتتهم الأولى فيدخلهم في النّار في الحياة البرزخيّة حتى يأتي قدر بعثهم الأوّل ومن ثم يعيدهم إلى الدنيا حتى إذا عادوا لما نُهوا عنه وجاء قدر موتهم ومن ثم يدخلهم الله النّار لقضاء حياتهم البرزخيّة الثانية فيها حتى يأتي قدر البعث الشامل يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، ثم يردّون إلى عذاب عظيم بالروح والجسد، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يردّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [التوبة:101].
وهنا تجد أنّ لهم حياتين وموتتين وبعثين يا دكتور عمرو، ولكنك تقول أن حسب فتوى ناصر محمد اليماني لبيان هذه الآية أنّ بعث الحياة صار ثلاثاً، ومن ثم نقول: يا رجل لا تقلُ علينا ما لم نقله بل كانوا في الحياة الدنيا فأماتهم الله فعذّبهم في الحياة البرزخيّة، ومن ثم أعادهم إلى الحياة الدنيا فعاد منهم إلى ما نُهوا عنه فأماتهم فعذّبهم المرّة الثانية في النّار في الحياة البرزخيّة، ومن ثم جاء قدر البعث الثاني يوم يقوم النّاس لربّ العالمين فبعثهم مع المبعوثين يوم الدين ليردّهم إلى عذاب عظيم بالروح والجسد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يردّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [التوبة:101].
ولربما فضيلة الدكتور أحمد عمرو يقول: "يا ناصر محمد اليماني، لماذا الآن تجادلني بالتي هي أحسن برغم أنّ سابق فتواك في أحمد عمرو كانت بأنّه من شياطين البشر؟". ومن ثم يردّ عليك المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: وذلك لكوني لا تأخذني العزّة بالإثم يا دكتور أحمد عمرو، فبما أنّك تقول يا ناصر تذكر وصية الله إلى موسى وأخاه هارون -عليهم الصلاة والسلام وآلهم- إذ قال لهم ربّهم: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)} صدق الله العظيم [طه]، فبرغم أن فرعون قال: {أَنَا ربّكمُ الْأَعْلَىٰ ﴿24﴾} [النازعات]، ورغم ذلك تجد الله يستوصي نبيّه موسى وأخيه هارون: {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} صدق الله العظيم، ومن ثم أخذ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بوصيّة فضيلة الشيخ أحمد عمرو فقلنا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ