الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
28 - جمادى الأول - 1430 هـ
22 - 05 - 2009 مـ
12:56 صباحًا
( بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القُرَى )
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=1205
____________
الرَّدُّ مِن خليفة الله عبد النَّعيم الأعظم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني على أخي حيدَر ..
بِسْمِ الله الرّحمن الرّحيم، وسَلامٌ على المُرسَلين وآلِهم الطيّبين والتّابِعينَ للحقّ في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدِّين، وأدعو إلى الله على بَصيرةٍ مِن ربّي كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وأنا مِن المسلمين..
الرَّدّ مِن خليفة الله عبد النَّعيم الأعظم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني على أخي حيدر؛ سَلامُ الله عليه ورحمةٌ مِن لدُنه وبركاته، ويا أخي الكريم حيدر، أقسِمُ لكَ بالله الواحِد القهّار الذي خلقَ الجانّ مِن مارجٍ مِن نارٍ وخلقَ الإنسانَ مِن صَلصالٍ كالفخّار أنّني خليفة الله المهديّ المنتظَر الإمام الثّاني عشر مِن آل البيت المُطهر ولا يَنبغي لأُمّي أن تَلِدَني قبل قدَري المَقدورِ في الكتابِ المَسطور تَصديقًا لقول الله تعالى: {أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ ﴿٢٠﴾ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴿٢١﴾ إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ ﴿٢٢﴾ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سورة المُرسَلات].
ولا يَنبغِي للإنسان أن يَخرُجَ مِن صلبِ أبيه بقَطرةٍ مِن ماءٍ مَهينٍ إلى حرثِ أمِّه قبل مَجيءِ قدَرِهِ المَقدورِ في الكتابِ المَسْطور، فانظر لنبِيِّ الله وخليفته موسى عليه الصّلاة والسّلام تصديقًا لقول الله تعالى: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ ﴿٣٨﴾ أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ﴿٣٩﴾ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ ۖ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ۚ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ۚ فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَىٰ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [سورة طه].
أمّا أن يأتِي قدَرُ خليفة الله قبل قدَرهِ المَقدورِ في الكتابِ المَسْطورِ ومِن ثمّ يُؤَخَّرُ إلى عَصرِ الظّهور، فأقول سبحانَ الله العظيم! تصديقًا لقول الله تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا} صدق الله العظيم [سورة الأحزاب: 38].
ويا حيدر؛ إنّي الإمام المهديّ المنتظَر جِئتُكم على قدَرٍ أنا وكوكبُ سقر اللوَّاحةِ للبشَر مِن عَصرٍ إلى آخر لأُنذِرَ البشَر أنّهم دَخلوا في عَصرِ أشْراطِ السّاعةِ الكُبَرْ وأنّ الشمسَ أدرَكتِ القمر فيُولد الهلال مِن قبل الاقتِرانِ والشمس إلى الشّرقِ منه فيَتلوها القمر مِن بعدِ ميلادِه في أوّل الشهر، ولذلك يَجِدُ علماءُ الفلَك أنّ القمر سوفَ يَغرُبُ قبل غُروبِ الشمسِ برغمِ أنّه قد وُلدَ. ولو تسألُ أحد علماءِ الفلَك فتقول دُلّوني متى لحظة ميلاد الهلال فلَكيًّا؟ لقالوا جميعًا لكَ يا حيدر: "إنّ القمر يَجتمعُ بالشمس في المحاق في لحظة انعِدامِ الأهلّة على وَجهه فيكون وَجه القمر مُظلمًا كُليًّا ووَجهُ القمر المُظلم يكون مُواجِهًا للأرض". كما في هذه الصُّوَر أدناه تَجِدُها على الرّابط التّالي:
وها أنتَ رأيتَ وَجهَ القمر المُواجِه للأرض مُظلمًا كُليًّا فتَراهُ أسوَدَ ولا هلال فيه شيئًا، ولا يَستَغرِقُ هذا الكسُوف الكُلِّي إلّا دقيقةً بالكَثيرِ لأنّ القمر سوفَ يَميلُ عن وجهِ الشمس ليَبدأ الانفِصال عن الشمس شرقًا، ومِن بعد أن يَميلَ عن وَجهِها مُباشَرةً تبدأ مَنزِلة القمر فلكيًّا أي: تبدأ لحظة عمر هلال الشّهر الجديد فلَكيًّا ولكنّه لا يُرَى حتى يَبتَعِد بما لا يَقِلُّ عن اثنَتيْ عشرة ساعةً مِن عُمر الهلال، ولكن لحظة ميلادِه يقول الله تعالى أنّها مِن بعدِ المَيْلِ عن الشمس مُباشَرةً، ويُسمّى ذلك الوَضعُ للقمر بالمحاقِ المُظلم (بالاقتِران) لدَى علماء الفلَك.
وأمّا القرآن فيُسَمِّيه بالعرجون القَديمِ، فما هو العرجون القَديم؟ وهو:
وضعُ القمر بالفضاءِ قبل مَنازل أهلّة النُّور على وَجهِ القمر ليلةً تِلوَ الأخرى حتى يَعود إلى وَجه القمر كالعرجون القديم مِن قبل منازل الأهلّة فيَجتَمع بالشمس في المحاقِ المُظلم ويَنعدِم النّور بوَجهِ القمر ثمّ يَنفصِل عن الشمس شرقًا فتبدأ منازل الأهلّة وهكذا منذ أن خلقَ الله السّماوات والأرض؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿٣٩﴾ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [سورة يس].
فقد عَلِمتَ أخي حيدر البيان الحقّ، كيف تبدأ منازِل الأهلّة وأنّها تبدأ مِن بعدِ أن يَميلَ القمر عن الشمس شرقًا، وبالعِلم والمَنطِق أنّه دائمًا منذ أن خلقَ الله السّماوات والأرض فإنّ القمر مِن بعدِ الاقتِران كما شاهدت في الصورة يميل عنها شرقًا والشمس تَتلوهُ مِن ناحِيَة الغرب، وحتمًا لا شَكّ ولا رَيب سوف تغرُبُ الشمس ثمّ يَغرُب الهلال، وذلك لأنّ القمر انفَصلَ عن الشمس إلى جهة الشّرق فتَرونَه يَبتعِدُ إلى جهةِ الشّرق ليلةً تِلوَ الأخرى يَبتعِدُ شرقًا حتى ترَونه يَظهَرُ لكم بدرًا بوَقتِ المغرب مِن ناحِيَةِ الشّرق ثمّ يَتناقَصُ حتى يَعود إلى (العرجون القديم)، وهو وَضعُ القمر قبل منازِل الأهِلّة، ويُسمّيهِ علماء الفلَكِ (بالمَحاق): وهي نقطة انعِدامِ الأهلّة في اجتِماع الشمس بالقمر بالمحاق المُظلم، ومِن ثمّ يَنفصِلُ عن الشمس شرقًا لتبدأ منازِل الشّهر الجديدِ ليلةً تِلوَ الأخرى حتى يَعود إلى العرجونِ القديم، والعرجون القديم هو وَضعُ القمر القديم مِن قبل منازل الأهلّة. فأظنّ الآن تبيَّنَ لكَ البيان الحقّ على الوَاقِع الحقيقي لقول الله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم.
ونأتي لبيان قول الله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم.
وذلك لأنّ الشمس والقمر جميعهم يَجْرونَ مِن ناحيَةِ الغربِ إلى ناحيَةِ الشّرق، ولو لم يكن كذلك يا حيدر لما رأيتُم القمر ليلةً تِلوَ الأخرى يَبتعِدُ إلى ناحيَةِ الشّرقِ حتى يَكتَمل بَدره فيَظهر لكم مِن الشّرق بدرًا كامِلًا ليلة الخامس عشر مِن الشهر، ونفهمُ مِن ذلك أنّ القمر يَنفصِلُ عن الشمس شرقًا مِن لحظة ميلادِه، وبالعقل والمنطِق ما دامَ يَنفصِلُ عن الشمس شرقًا فلا يَنبغِي للشمس أن تُدركَ القمر مِن بعد ميلادِه فتتقدّمه إلى ناحية الشّرق والقمر يَتلوها مِن ناحيَةِ الغربِ أبدًا منذ أن خلقَ الله السّماواتِ والأرض تصديقًا لقول الله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم.
وذلك لأنّ البيان الحقّ لقول الله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ}، أي لا ينبغي لها أن تتقدّمَه فيَتلوها.
والبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ}، فلا يَنبغِي للّيلِ أن يَسبِقَ النهار فيَتقدّمه وذلك لأنّ النهار في الشّرق والليل يَطلبُه مِن ناحِيَةِ الغربِ، فأنتم تَعلمونَ أنّ النهار يأتيكُم مِن الشّرق واللّيل والنّهار يَتطارَدانِ إلى جهةِ الشرقِ. تصديقًا لقول الله تعالى: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} صدق الله العظيم [سورة الأعراف: 54].
أي يُولَجُ الليل في النهار مِن طرفِ الفجر، وترَى الخيط الأبيض مِن الخيط الأسوَد. والخيطُ الأبيضُ ذلك طَرفُ النهار، وأمّا الخيطُ الأسوَد فذلك طَرفُ الليل، وذلك ميقاتُ الصّلاة الوُسطَى وهي (الفجر)، وتُسمّى وُسطَى مِن ناحيَةٍ وَقتيّةٍ لأنّ مِيقاتها في الوَسَطِ بميقاتِ الخيطِ الأبيض (الشّرقُ طرفُ النّهار) وذلك ميقاتُ وَسَطٍ بين الليل والنهار ولذلك تُسمّى في الكتاب بالصّلاة الوُسطَى وهي في ميقاتٍ صَعبٍ، ولذلك جاء التّنويهُ عليها.
ولا نَخرُج عن الموضوع: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم، وقد علّمناكم البيان الحقّ لقوله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ}، أي لا يَنبغِي لها أن تتَقدّمه شرقًا والقمر يَجري وراءَها غربًا مِن بعد ميلادِه في أوّلِ الشهر لأنّكم عَلِمتُم أنّ القمر مِن اللحظة الأولى يَنفصِلُ عن الشمس شرقًا فيَتقدّمها.
وأما قول الله تعالى: {وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ}، أي ولا الليل يَنبَغي له أن يَسبِقَ النهار فيَتقدّمه {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم، نِظامٌ كونيٌّ دقِيقٌ لا يَختَلُّ شيئًا منذ أن خلقَ الله السّماوات والأرض: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم. وذلك حتى يدخُل البشر في عصرِ أشراطِ السّاعة الكُبرَى في عصرِ الحِوار مِن قبل الظّهور للمهديّ المنتظَر في قدَرِه المَقدورِ الذي يأتي بقدَرٍ لهذه الأحداث الكونيّة حتى يُحاجّ البشر فيُنذِرهم بها في عَصرِ الحِوار مِن قبل الظُّهورِ ومِن بعد التّصديقِ نَظهَر لهم عند البيتِ العتيقِ، ولا تزالونَ في عصرِ الحِوارِ مِن قبلِ الظُّهور.
وأُشهِدُ الله وكفَى بالله شهيدًا أنّ الشمس سوفَ تُدرِكُ القمر في هلال شعبان فيُولد الهلال مِن قبلِ الاقتِران فتكون الشمس إلى الشّرق منه وهو يَتلوها مِن ناحِيَة الغربِ ثمّ يَغربُ قبل غروبِ شمس الثلاثاء وهو في حالة إدراكٍ برغم أنّه قد تمّ ميلادُ هلال شعبان مِن قبل الكسوفِ الشّمسي المَعلوم والذي لن يُرَى في الجزيرة العربيّة، ثمّ يَجتمِع بالشمس وقد هو هلالٌ فجر الأربعاء ثمّ يَتجاوَزها شرقًا ثمّ يُشاهد هلال شعبان بعد غُروبِ شمس الأربعاء ليلة الخميس.
ولكنّ علماء الفلَكِ سوفَ يَستَحيلونَ رُؤية هلال رمضان لعام 1430 بعد غروبِ شمس الخميس فيَستحِيلونَه بكلّ المقايِيسِ العِلميّة، وعلى حسب عِلمهم بحَركةِ القمر وسُرعتِه فإنّه سوفَ يَغربُ قبل غروبِ شمس الخميس ليلة الجمعة المباركة، ولذلك سوفَ يقولون: "فكيف يُرَى هلال رمضان لعام 1430 بعدَ غُروبِ شمس الخميس 29 شعبان فتكون الجمعة غرَّة الصيام؟". فهذا يَستَحيل لدَى علماء الفلَك في البشر أجمعين حسب الرُّؤية الشّرعيّة لأنّه على حسب عِلمِهم الذي لا يَختَلفُ عليه اثنانِ مِن علماء الفلَك في العالَم أنّ القمر سيَغرُبُ قبل غروب شمس الخميس 29 شعبان، فيقولون: "وكيفَ يُرَى هلال رمضان ليلة الجمعة والقمر قد غربَ قبل غروبِ شمس الخميس ليلة الجمعة بسِتّ دقائق؟". فهذا يَستحيلُ بكُلّ المقاييس العلميّة المُتعارَفِ عليها فلكيًّا في العالَم بأسرِه ولا يَختلِفُ عليه اثنان في العالَم في نهاية شعبان 1430.
ولكنّ المهديّ المنتظَر برغم أنّه يُؤمِنُ بعُلوم الفلَكِ الفيزيائيّة لدَى علماء الفلَك ولكنّي أعلمُ مِن الله ما لا يَعلمون أنّ الشمس أدرَكت القمر في أوّلِ شهر شعبان فاجتَمعت به وقد هو هلال، ولكنّ مجلسَ القضاء الأعلى لن يُشاهِدَ هلال شعبان 1430 إلّا بعدَ غُروبِ شمس نهار الأربعاء ليلة الخميس برغم أنّ غرَّة شعبان الشّرعيّة وعلى حسب رُؤية الأهلّة هي يوم الأربعاء، ولكنّ الشمس أدرَكَتِ القمر في أوّل الشهر فاجتَمعَت به وقد هو هلالٌ ولذلك لن يَرَوهُ ليلة الأربعاء برغم أنّ الأربعاء هي الغرَّة الشّرعيّة حسب رُؤيَة الأهلّة، ولكنّهم لن يَرَوه بسببِ إدراكِ التَّقدُّم برغم أنّهم سوفَ يَرَونَ هلال شعبان مُنتفِخًا ليلة الخميس، وكذلك ليلة الجمعة فيَتبيّن لهم ليلة الجمعة أنّ هلال شعبان لا شكّ ولا ريب ابن ثلاثِ منازل، يُدرِكُ ذلك حتى راعِي الغنَم الذي لا يَقرأ ولا يَكتُب إذا نظرَ إلى هلال شعبان بعدَ غُروبِ شمس نهار الخميس ليلة الجمعة فينظر إلى هلال شعبان فيقول: "هذا هلال الليلة الثالثة يا مسلمين". فيُدرك ذلك أولو الألباب مِنكم أنّ غرَّة شعبان الشرعيّة حقًّا كانت في يوم الأربعاء فيَقولون: "عجيب! ولكنّه لم يُشاهِد هلال شعبان ليلة الأربعاء أي بشَر في العالَم، فماذا حدَث لكَ أيّها القمر المُنير؟ فهل أدرَكتْكَ الشمس حقًّا كما يقولُ ناصر محمد اليماني؟ ولكنّنا سننظُر آخِر شعبان في هلال رمضان 1430، هل يُرَى هلال رمضان بعد غروبِ شمس الخميس ليلة الجمعة كما يُعلِنُ بذلك ناصر محمد اليماني ويُخالِف لكافّة علماء الفلَكِ في البَشَريَّةِ جميعًا؟".
وربّما يَوَدُّ حبيبي في الله حيدر أن يُقاطِعَني فيقول: "وكيف عَلِمتَ أنّ هلال رمضان لا شكّ ولا رَيب سوفَ يُرَى بعدَ غروبِ شمس نهار الخميس ليلة الجمعة المُباركة برغم أنّ كافّة علماء الفلَك سوفَ يَستَحيلونَ ذلك؟". ومِن ثمّ أرُدّ على أخي حيدر: وذلك لأنّ الشمس سوفَ تُدرِكُ القمر في هلال رمضان 1430 فيُولد هلال رمضان يوم الأربعاء حسبَ أسرارِ أشراطِ السّاعة الكُبرى في الكتاب مِن قبلِ الاقتِران، ثمّ يغرُب قبلها وهي تتقدّمُه (هلال رمضان) أي تكون إلى الشّرق مِنه وهو يَتلوها لأنّ الشمس والقمر جميعهم يَجرِيانِ مِن الغربِ إلى الشرق ولكنّهما عندَ غُروبِ شمس نهار الأربعاء ليلة الخميس سوفَ يَغربُ القمر قبل غروبِ الشمس ثمّ تَغربُ الشمس مِن بعدِه، وذلك هو الإدراكُ المَعلوم في الكتاب وشَرطٌ مِن أشراطِ السّاعة الكُبرَى أن يَغرُب الهلال قبل غروبِ الشمس برغم ميلادِه ثمّ يَجتَمع بالشمس وقد هو هلالٌ في ظهيرة يوم الخميس ثمّ يَتجاوَزها شرقًا حتى إذا غربت شمس الخميس ليلة الجمعة فإذا بهلال رمضان أمامَ أعيُن المُرتَقبينَ مِن أهل مكة وما جاوَرها، ثمّ يُعلِنُ مَجلسُ القضاء الأعلى بالمملكة العربيّة السعوديّة واليمن أنّها ثَبتَت رؤية هلال رمضان بعد غُروب شمس نهار الخميس ليلة الجمعة وعليه فإنّ غرَّة الصيام هي يوم الجمعة المباركة، وتقبَّل الله صيام المسلمين وقِيَامهم.
ولكنّ علماء الفلَكِ إذا لم يُراقِبُوا هلال رمضان بعد غروب شمس نهار الخميس ليلة الجمعة فسوفَ تَحدُث ضجةٌ عالميّةٌ لدَى علماء الفلَك في العالَم العربيّ والإسلاميّ، كمثل كلّ مرّةٍ فيقولون: "كيف يُشاهد هلال المُستَحيل عِلميًّا؟ ألسنا نعلّمكم بالكسوف والخسوف بالسَّنة والشهر واليوم والساعة وبالدقيقة؛ بل بالثانية؟ ولذلك نعلم أنّ القمر غرُبَ قبل غُروب شمس نهار الخميس 29 شعبان، فكيف يُرى هلال رمضان بعد غروب شمس الخميس ليلة الجمعة والقمر قد غرب من قبل غروب الشمس؟ فهذا يَستحيل ولا ولن يقبَله عقل أيّ عالِم فلكيّ في العالم حسب الرُّؤية الشرعيّة". ويقولون: "ونحن نَعلمُ أنّ هلال رمضان لعام 1430 نعم سوف يولد في ظهيرة يوم الخميس ولكننا نعلم حسب حركة القمر أنه سوف يغرب قبل غروب شمس الخميس فكيف يُرَى هلال غرب قبل غروب الشمس؟ أفلا تعقِلون يا معشر مجلس القضاء الأعلى فكيف تقبَلون شهادة زورٍ وبُهتانٍ على القمر فلم يرَ شهداء الزُّور شيئًا". وحتمًا سوف يقول ذلك كافّة علماء الفلَك في العالَم العربيّ والإسلاميّ إلّا أن تُجبرَ المملكة العربيّة السعوديّة كافّة علماء الفلَك في المملكة العربيّة السعوديّة وخصوصًا جمعيّة الفلَك بالقطيف وكذلك الجمعيّة الفلَكيّة بجدّة فيقولون: "حتى لا تطعنوا في شُهداء الهلال تعالوا يا علماء الفلَك إلى جانب مجلس القضاء الأعلى لننظر هل يُشاهَدُ هلال المُستحيل علميًّا لديكم، فإن شَهِدنا به جميعًا وتيَقَّنّا مِن رُؤيتِه (مجلس القضاء الأعلى وعلماء الفلَك بالمملكة العربيّة السعوديّة) ومِن بعد الشّهادة لهلال المُستَحيل سَوِيًّا نُريدُ منكم يا معشَر علماء الفلَك تفسيرًا عِلميًّا، لماذا تمَّتْ رُؤية هلال شعبان بعد غُروبِ شمس نهار الخميس ليلة الجمعة المباركة؟". وعند ذلك لا ولن يَجِدَ علماء الفلَك لذلك الحدَث أيّ تَفسيرٍ عِلميّ إلّا أن يُؤمِنوا بالحقّ مِن ربّهم أنّها حقًّا أدرَكت الشمس القمر في غرَّة شعبان الشّرعيّة فوُلدَ الهلال مِن قبل الكسُوف فاجتَمعَت به الشمس وقد هو هلال. فما تريدون بعد أن يُؤيّدَني الله بآيةٍ كونيّةٍ، أفلا تتّقون؟ أم إنّكم لا تُريدون أن تُصَدّقوا بالحقّ مِن ربّكم حتى تَرَوْا العذاب الأليم. أفلا تتّقون؟
فكن يا حيدر شاهدًا بالحقّ على آية التّصديق للمهديّ المنتظَر فإنّي أراك سوف تكون من المُصدّقين بالحقّ من ربّك بإذن الله فكن من الشاكرين.
ويا حيدر، لا يَجتَمِعُ النّور والظّلمات، والعِلم نورٌ يَجعَلُ القلبَ بَصِيرًا، فهل تَجتَمِع النور والظلمات؟ فلا يَنبغِي لناصر محمد اليماني أن يقول أنّه المهديّ المنتظَر الإمام الثّاني عشَر ما لم يُعْلِمهُ الله بذلكَ وأعوذُ بالله أن أكونَ مِن الجاهِلين ومَن أظلَمُ مِمّن افتَرى على الله كذِبًا يا حيدر.
أقسمُ بالله العليّ العظيم الرّحمنِ على العَرشِ استَوَى الذي علَّمَني البيان الحقّ للقرآن وأنّ الشمس والقمر بِحُسبانٍ، أنّ الله جمَعنِي في غُرفةٍ واحدةٍ أنا وأحد عشَر إمامًا ومحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولو لم يكن محمد رسول الله معَهم لمَا صَدَّقتُهم يا حيدر، وذلك لأنّي أعرِفُ جدِّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - مِن قبل تِلكَ الرُّؤيا التي جمَعني الله بها أنا وأحد عشَر إمامًا عشرة مِن حَوْلِي والإمام علي بن أبي طالب كان واقِفًا خارج الدّائِرة في نفسِ الغُرفة، وأمّا محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فكان في نفسِ الغُرفَة مُتَّكِئًا بِظهرِه إلى عَمودٍ مُتوَسِّطَ الغُرفة، ونَظرتُ إلى وُجوهِ العشَرة الذين كانوا مُشكّلين دائرةً مِن حَوْلي ولم أعرِف أيًّا مِنهم إلّا أنّي رأيتُ النّورَ في وُجوهِهم، ومِن ثمّ سألتُهم وقلتُ لهم دُلّونِي على الإمام علِي بن أبي طالب، فتأخّرَ رجلٌ أمامَ وَجهي خُطوَةً إلى الوَراءِ ومِن ثمّ استَدارَ خُطوةً إلى الجَنبِ فأشارَ إلى رَجُلٍ أسمرَ طويلٍ واقِفًا خارِجَ الدّائرة على مَقرُبَةٍ منها وفي نفسِ الغُرفةِ، وقال لي ذلك الإمام علي بن أبي طالب. ومِن ثمّ انطلقتُ نحوه وأمسَكتُ يَدَهُ بيديّ الاثنَتَين وقلتُ له دُلّني على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فأخذَنِي عِدّة خُطوَاتٍ إلى عَمودٍ مُتَوسّطَ الغرفة فإذا أنا أرَى محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - مُتّكِئًا بظَهرِه على العَمودِ ومِن ثمّ جَلسْتُ بين يَديهِ وجَعلتُ وَجهي في عُنقِه عليه الصّلاة والسّلام وآله وقبّلتُه ما شاء الله، ومِن ثمّ أفتانِي في شأنِي، وقال:
[كان مِنّي حرثك وعليٌّ بذَرَكَ أهدَى الرايات رايتُك وأعظمُ الغايات غايتك وسوف يؤتيك الله عِلم الكتاب فلا يُجادلك أحدٌ مِن القرآن إلا غلبته].
وانتَهَتْ الرُّؤيا يا حيدر، وكان هذا عام 2003 ولا أكادُ أن أعلمَ شيئًا مِن العِلمِ إلّا قليلًا، غير أنّه أدهَشَنِي الأمرُ كثيرًا، كيف سيُعلّمني الله عِلمَ الكتابِ القرآن العظيم حتى لا يُجادِلنِي عالِمٌ مِن القرآن إلّا غَلبتُه؟ كيف.. كيف! وكذلك أريدُ أن أعلم لماذا سيُعلّمنِي الله عِلم الكتاب، فهل أنا المهديّ المنتظَر كما كنتُ أنتظرُ مِن قبل؟ ثمّ أدهَشَنِي، وما كان يُدرينِي مِن قبلُ أنّي المهديّ المنتظَر إنّ هذا لشَيءٌ عُجاب! وذلك لأنّي كنتُ أعلمُ مِن قبل أنّ الله سيَصْطَفيني المهديّ المنتظَر غير أنّي كنتُ أستَغربُ مِن ذلك الإحساس في نفسِي وأقول: أليسَ مِن المَفروضِ أن يكونَ المهديّ المنتظَر عالِمًا، وأنا لستُ عالمًا، وكيفَ سأكون المهديّ المنتظَر كيف؟ وهذا الإحساسُ في نفسي، وأنا لم أبلُغ الحُلم بعد ولا أزالُ صغيرًا! وكان تقريبًا عام 1983 ولكنّي تَركتُ الأمر لله، وأوّل ما أتاني هذا الإحساس هو بعد رُؤيا رأيتُها لأوَّلِ مرّة لجدِّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - تقريبًا عام 1982، فأتيتُ إلى فيلّا وكان في بابها اثنان يَلبَسونَ لِباسًا أبيض مَدَنيّ وعليهم سُيُوفُهم فسَلّمتُ عليهم وقلتُ لهم أريدُ أن أقابِلَ محمدًا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال لي أحدُهم انتظر، فدخَل إلى الفيلّا ولم يتأخّر؛ بل دَقائِق مَعدودَة فعادَ، وقال لي تفَضّل، ومِن ثمّ دَخلتُ الفيلّا فوَجدتُ بها محمدًا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وتقَدّمتُ منه حتى لم يبقَ بيني وبينه سِوى ثلاث خُطوَاتٍ تقريبًا ومِن ثمّ قلتُ له: السّلامُ عليكم، قال: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، وماذا تأكلون؟ فقلتُ له نأكلُ مِن هذا الدّجاج الذي عِندَ البكري، فقال لي: هذا حرَام.
....................................
انتَهت الرُّؤيا..
فأمّا البكري كان تاجرًا في قريَتِنا وكان يَبيعُ دَجاجًا فرنسيًّا بالمَرَقِ في عُلبٍ طويلةٍ، ومِن بعد الرُّؤيا تقريبًا عام نزَل تَحريمُ هذا الدّجاج مِن قِبَلِ حُكومتنا وأظنّها عَلِمَتْ مِن سِواها، وقالوا أنّه مُحرّمٌ لأنّه ثَبتَ أنه غير مَذبوحٍ حسبَ الشّريعة الإسلاميّة، ومِن ثمّ تذكَّرتُ الرُّؤيا الحقّ لمحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فعلِمتُ أنّي حقًّا رأيتُ محمدًا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولكنِّي حَزِنتُ كثيرًا لأنّي لم أُصافِحهُ ولم أُقبِّلهُ، وقلتُ لماذا وَقفتُ مِن دونه بثلاث خُطواتٍ؛ لماذا لم أتقدَّم إليه فأصافِحهُ وأُقبِّله، لماذا؟ وتَمنَّيتُ أن أراهُ، ولكن للأسَف مَكثتُ كثيرًا وأنا أتمنّى رُؤيتَه فلم أرَه منذ أن عَلِمتُ أنّه محمدٌ رسول الله مِن بعد تَحريمِ الدّجاج غير المَذبوح حسبَ الشّريعة الإسلاميّة إلى عام 2003 م عند بداية الغيبَة الكُبرَى عن أهلي وأصحابي لسببٍ لا أستَطيعُ أن أكرِّرَه نظرًا لأنّي ذَكرتُه مِن قبل، وعلى كلّ حالٍ نِمتُ تلكَ الليلة حزينًا بسبب أنّي قرَّرتُ أن أختَفي حتى يَنظُرَ الله في الأمر، وتنفَّلتُ ما شاءَ الله تِلكَ الليلة ونِمتُ فإذا أنا بغُرفةٍ أنا ومحمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأحد عشَر إمامًا مِن آل بيت محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حُفِظَتْ صُوَرُهم في ذاكِرتي ولكنّي لا أعلمُ أسماءَهم، وليس بالضّروري أن أعلمَ أسماءَهم، فلو وُجِدُوا بينكم لما وَسِعَهم إلّا أن يَتّبِعونِي وأنا أعلمهم بإذن الله، وسبَقَ وأن شَرحتُ لك ولغيرك تلكَ الرُّؤيا، ومِن ثمّ أفتاني محمدٌ رسول الله في رؤيا أخرَى وكرَّر أنّ الله سوفَ يُؤتينِي عِلم القرآن العظيم، وعرّفنِي بنفسي أنّي المهديّ المنتظَر، ولو لم يَقُل المنتظَر وقال المهديّ لمَا قلتُ لكم غير الإمام المهديّ وبما أنّه زادَني فتوَى بقوله المهديّ المنتظَر فقد عَلِمتُ أنّي المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشَر من آل البيت المُطهر.
وأُقسِمُ بالله العليّ العظيم أنّ يَقينِي بهذه الرُّؤيا كمِثل يَقينِي بالقرآن العظيم، ولكنّي أشهَدُ لله أنّها تَخُصُّنِي ولا يَنبَغِي لكم أن تُصَدِّقونِي بسبب الرُّؤيا لأنّها تَخُصُّ صاحِبَها ولا يُبْنَى عليها أحكامٌ شرعيّةٌ للأمّة أبَدًا. اللهم قد بلّغت، اللهم فاشْهَد..
ولكن يا قوم إذا كنتُ حقًّا تلقّيتُ الفتوَى مِن ربّي أنّي المهديّ المنتظَر وأنّ الله سَيُؤتينِي عِلم الكتاب القرآن العظيم فحقٌّ على الله أن يُصدِقَنِي الرُّؤيا بالحقّ فيَزيدني بعِلمِ البيان الحقّ للقرآن العظيم على كافّة عُلماءِ الأمّة جميعًا حتى لا يُحاجّنِي عالِمٌ مِن القرآن إلا غلبتُه بالحقّ حتى لا يَجدُوا في أنفسهم حَرَجًا مِن الحقّ فيُسَلّموا تَسليمًا، وذلك لأنّ الفتوَى جاءَت تُبشّرُني أنّ الله سَيُؤتينِي عِلم القرآن.
إذًا لا بُدَّ مِن البُرهانِ لهذه الرُّؤيا أن تَجِدوهُ على الوَاقِع الحقيقيّ، وأقسِمُ بربِّي ثقَةً بالحقّ لو اجتَمعَ عُلماءُ المسلمين الأوَّلينَ والآخرينَ الأحياءَ منهم والأموات أجمعين ويُحاوِروننِي مِن القرآن العظيم إلّا هيْمنتُ عليهم بسُلطانِ العِلم وألجَمتُهم بالحقّ إلجامًا حتى لا يَجِدُوا في صُدورِهم حرَجًا منه فيُسَلّموا تَسليمًا إلّا مَن أخذَتهُ العزّة بالإثم بعدما تبيّنَ له الحقّ مِن ربّه، فيَضُمُّه الله إلى شياطين البشَر وحَسبُه جهنّم وساءَت مَصِيرًا.
ويا حيدر مَعذرةً لإطالة رَدِّي عليك، ولكنّي يَشهَدُ الله أنّي فَرِحتُ بكَ وأشهدُ الله أنّي أراكَ مِن أولي الألباب، ولم أقصِد بذلك أن أُحرجَكَ أن تُصَدِّقَني، كلّا ثمّ كلّا يا حيدر، فهذا أمرٌ لا يَجوزُ الحَياءُ فيه والمُجامَلة بغير الحقّ؛ فتَدبّر بياني للقرآن تَجِدهُ الحقّ خيرًا وأحسَن تأويلًا مِن كافّة المُفسِّرينَ أجمعين، ولكلِّ دَعوَى بُرهان، ولا يَنبَغِي لكم يا حيدر أن تصْطَفوا الإمام المهديّ خليفة الله مِن دونِه أبَدًا إلّا أن تكونوا أعلَمَ مِن الله سُبحانه وتعالى عُلوًّا كبيرًا، وسبَقَتْ فتْوانا مِن قبل للسّائلة عن اصْطِفاءِ المهديّ المنتظَر فسَألتْنِي: كيف عَلِمتُ أنّي الإمام المهديّ؟ ولكنّ هذا يَخُصُّني كيف عَلِمتُ أنّي الإمام المهديّ لأنّ الرُّؤيا تَخُصُّ صاحِبَها، ولكنّي أخبَرتُها كيفَ تَعلمُ هي وجميع الباحثين عن الحقّ أنّي الإمام المهديّ، وكان هذا البيان التّالي رَدًّا عليها بالحقّ:
سُؤالٌ للمهديّ مِن المسلِمة / ما الذي يُؤَكِّدُ لنا أنّكَ الإمام المهديّ الحقّ؟
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
24 - جمادَى الأوّل - 1430 هـ
19 - 05 - 2009 مـ
09:54 مساءً
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القُرَى)
___________
سُؤالٌ للمهديّ مِن المُسلِمة:
ما الذي يُؤَكِّدُ لنا أنّكَ الإمام المهديّ الحقّ؟
بِسْمِ الله الرّحمن الرّحيمِ، والصّلاة والسّلام على خاتم الأنبياءِ والمُرسَلين وآله الطيّبين الطّاهِرين والتّابِعينَ للحقّ إلى يوم الدين..
وسُؤالك أختي الكريمة المسلِمة هو:
والإجابَةُ بالحقّ على هذا السُّؤال والذي يأتِي في فِكرِ كُلّ باحثٍ عن الحقّ ويُريد أن يَطمَئِنَّ قلبه أنّهُ الحقّ فيَتّبِعهُ بإذن الله.
أختي الكريمة والمُكرّمة وكافّة الباحثينَ عن الحقّ المُكرمين مِن أصحابِ الفِكرِ والعقلِ والمَنطِق، عليكم أوّلًّا أن تَبحثُوا في الكتابِ عن ناموسِ خليفة الله المُصْطفَى؛ فهل يَختَصُّ باصطِفائِه الملائكة المُقَرَّبون فيَصْطَفونَه مِن دونِ الله؟ ولكن لا بُدّ أن يَتوَفَّرَ فيهم شَرطٌ وهو عِلم الغيبِ حتى يَصطَفوا خليفة الله الذي لن يُفسِدَ في الأرضِ ولن يَسفِكَ الدِّماء، فانظر للأمر والحِوارِ بين الله وملائكته، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} صدق الله العظيم [سورة البقرة: 30].
ويا سُبحانَ الله! فإنّي أرَى الملائكة قد تَجاوَزوا في الردّ بغير الحقّ مع ربّهم وكأنّهم أعلمُ مِن الله! ولكنّ الله ردَّ عليهم بالحقّ، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم، إذًا شأنُ اصْطِفاءِ خليفة الله يَختَصُّ باختِيارِه مَن يَعلمُ غيبَ السّماواتِ والأرضِ ويَعلَم ما تُبدونَ وما كنتم تَكتُمون.
ومِن ثمّ أرادَ الله أن يُقيمَ الحُجّةَ بالحقّ على ملائكتِه فزادَ خليفتَه آدم عليه الصّلاة والسّلام الذي اصْطَفاهُ بسطةً في العِلم على ملائكتِه فعلّمَهُ بأسماءِ جميع خُلفاءِ الله في الكتابِ مِن أوّلِهم إلى خاتمهم، وكذلك أرادَ الله أن يُقيمَ الحُجّة على ملائكتِه بأنّهم ليسُوا بأعلمَ مِن ربِّهم ليَعلمُوا أنّهم تَجاوَزوا في رَدّهِم على ربّهم بغير الحقّ، ولم تَعلم الملائكة أنّهم تَجاوزوا الحدّ في الردّ على ربِّهم إلّا حين أقامَ عليهم الحُجّة وقال لهم: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].
وعَلِموا أنّهم تَجاوَزوا الحدّ في الرَّدّ على ربهم مِن خِلال قول الله تعالى: {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، فإذا لم يَعلَموا حتى بأسماءِ خُلفاء الله فكيف يَعلمونَ بما سوف يَفعَلون وأنّهم سَيُفسِدونَ في الأرضِ ويَسفِكونَ الدِّماء؟ فعَجزَت الملائكة أن يَرُدّوا الجوابَ إلى ربِّهم عن أسماءِ خُلَفاءِ الله في الكتابِ، وكذلك علِموا أنّهم قد تَجاوَزوا حُدودَهم مع ربّهم بالرَّدّ على ربّهم، وعَلِموا أنّه صارَ في نفسِ الله شيئًا منهم مِن خلال قول الله تعالى لملائكته: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.
ثمّ أدرَكَت الملائكة أنّ ربّهم في نفسِه شيءٌ منهم بسببِ تجاوُزِهم في الردّ بغير الحقّ وعلى الفَورِ أنابوا لربّهم مُسبّحينَ ومُقدّسينَ وتائِبينَ، وقالوا: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].
وبعد أن عَلّمَهم الله أنّ شأنَ اصْطِفاء خليفة الله مِن بين عبادِه أمرٌ يَختَصُّ به الله علاَّمُ الغيُوب، وكذلك أرادَ الله أن يُعلمهم ببُرهانِ خليفة الله المُصطَفَى أنهُ يَزيدُه بسطةً في العِلم عليهم، ولذلك قال الله تعالى: {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].
ومِن خِلالِ هذه الآياتِ المُحكَماتِ تَعلمُونَ أنّ اصطِفاءَ خليفة الله في الأرض شأنه يَختَصّ به الله وَحدَه عَلّامُ الغيُوب؛ ويَعلمُ مَن يَصطَفِي ويَختارُ مِن عبادِه على عِلمٍ منه في عِلمِ الغَيبِ أنّه لن يُفسِدَ في الأرض فيَظلِمَ ويَسفِكَ الدِّماء ما دامَ مُختارًا مِن قِبل الله عَلّام الغيُوب، ولم يُفسِد في الأرض آدم فيَظلِم ولم يَسفِك الدِّماء؛ بل ظلمَ نفسه أن أكلَ مِن الشّجرة التي نهاهُ الله عنها، وكذلك تَعلمونَ كيف تَعلمونَ خليفة الله المُصْطفَى فيكم وهو أن يَزيدَه الله بسطةً في العِلم على كافّة مَن استَخلفَهُ عليهم، فانظروا إلى الإمام طالوت الذي اصْطَفاهُ الله خليفةً مِن الصّالحين على بني إسرائيل، وقال لهم نبيهم: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا} صدق الله العظيم [سورة البقرة: 247].
فأدهَشَ بني إسرائيل كذلك هذا الاختِيار مِن الله لخليفَتِه طالوت عليهم وهو لم يُؤتَ سعَةً مِن المال ويَرَى الأغنياء أنّ أحدهم أحقّ بالمُلكِ منه على بني إسرائيل وذلك لأنّهم لا يَعلَمون - كمثل المُسلمين اليوم - ما هو بُرهانُ خليفة الله المُصطَفى أنّهُ يَزيده بسطةً في العِلم عليهم وكذلك لا يَعلمونَ أنّ شأن الاصطِفاءِ يَختَصُّ به الله وحدَه مالِكُ المُلكِ الذي يُؤتيهِ مَن يَشاءُ ولذلك ردَّ عليهم نبيُّهم مِمَّا علّمَه الله وقال لهم: لم أصْطَفِهِ أنا عليكم! فلا يَحِقّ لي؛ بل الله هو مَن اصْطفاهُ عليكم وزادَهُ بسطةً في العِلمِ والجِسْمِ، وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].
ومِن خِلالِ ذلكَ يَتبيّنُ للمُؤمنينَ بالقرآن العظيم (ناموس اصطِفاءِ خليفة الله في الأرضِ المهديّ المنتظَر) أنّ شأنَهُ يَختَصُّ به الله تعالى مِن دُونِ عبادِه مِن الملائكة والجنّ والإنسِ فيَبعثه الله إليهم في قَدَرِه المَقدُورِ في الكتابِ المَسطورِ في عَصرِ اقتِرابِ كوكبِ النار قُبَيلَ أنْ يَسبِق الليل النّهار ليُحاجّ الناس بالبيانِ الحقّ للقُرآنِ العظيم فيَزيده بسطةً في العِلم على كافّة علماءِ المسلمين والنّصارَى واليَهود فيُعلّمُكم ما لم تكونوا تعَلَمون ويُبيِّن لكم أسْرار الكتابِ بالقرآن العظيم ولم تُحيطوا بها عِلمًا ويَحكمُ بينكم فيما كنتُم فيه تختَلِفون، غير أنّني لا أستَطيع إقناعَ مَن كانوا يَكفُرونَ بالقرآن العظيم وذلك لأنّي أستَنبِط الحُكمَ الحقّ بينهم مِن مُحكَم كتابِ الله القرآن العظيم الذي جعله الله المَرجِع الحقّ لكافّة الذين فرّقوا دينهم شِيَعًا مِن المسلمين كما جعل الله القرآن العظيم هو المَرجِع الحقّ لكافّة الذين فرَّقوا دينهم شِيَعًا مِن أهل الكتاب مِن قبلهم تَصديقًا لقولِ الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل].
ولذلكَ أمَرَ الله نبيَّه محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يَدعُو الذينَ فرّقُوا دينَهم شِيَعًا مِن أهلِ الكتابِ أن يَدعُوهم إلى كتابِ الله القرآن العظيم ليَحكُمَ بينَهم فيما كانوا فيه يَختَلِفونَ مِن مُحكَم القرآنِ العظيمِ فيكون ذلك بُرهان نُبوَّتِه بالحقّ وحقيقة هذا القرآن العظيم أنّهُ حقًّا تَلقّاهُ مِن لَدُن حكيمٍ عَليمٍ ولكنّ فِرَق أهل النار المُعرضون عن الحقّ مِن ربّهم أعرَضوا عن دعوَةِ الاحتِكام إلى كتابِ الله القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمرآن].
وها هم المسلمون فرَّقُوا دينَهم شِيَعًا كما فعلَ أهلُ الكتابِ مِن قَبلهم، وها هو المهديّ المنتظَر قد ابتَعثَه الله ليَدعُوهم إلى كتابِ الله ليَحكُمَ بينهم فيما كانوا فيه يَختَلِفون فيَجعَل الله ذلك بُرهان الخِلافَة بالحقّ مِن ربِّه وآية الاصطِفاءِ عليهم فيَجدون أنّهُ حقًّا زادَ الله خليفَتَه المُصطَفى عليهم بسطةً في العِلمِ والجِسمِ، فلا يكون جِسمي مِن بعدِ مَوتِي جيفةً قَذِرةً ولا عِظامًا نَخِرةً، ولكنّ أكثَركم لا يَعلمُونَ كيف يَعلمُونَ المهديّ المنتظَر الحقّ مِن ربِّهم إذا حضَر في عَصرِه المُقدَّر، وتَجاوَزوا الحُدودَ في حقّ ربِّهم وقالوا أنّ الإمام المهديّ لا يقول أنّه الإمام المهديّ المنتظَر؛ بل البشَر هم الذين يَعلمُونَ أيُّهُم المهديّ المنتظَر مِن بينِهم فيَصطَفونه في وَقتِه المُقدَّر ويقولونَ له أنتَ المهديّ المنتظَر شَرطَ أن يُنكِرَ أنّه المهديّ المنتظَر ثم يُصِرُّونَ أنّه هو المهديّ المنتظَر! فأصبَحوا حسبَ فَتوَاهُم الباطِل أنّهم أعلمُ مِن المهديّ المنتظَر ومِن ربّ المهديّ المنتظَر، سُبحانَ الله ربّ المهديّ المنتظَر وتعالى عُلوًّا كبيرًا! وكأنّهم هم مَن يقسِمونَ رحمة ربِّهم سبحانه وتعالى عُلُوًّا كبيرًا! برغم أنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أفتاهُم بالحقِّ أنّ الله هو مَن يَبعَثُ المهديّ المنتظَر على اختِلافٍ في أُمّتِه ليَحكُمَ بينَهم بالحقّ، وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [أبشِّركُم بالمهديّ يُبعَثُ في أُمّتي على اختِلافٍ مِن الناس، فيَملأُ الأرضَ قِسطًا وعَدلًا، كما مُلِئَت ظُلمًا وجُورًا، يَرضَى عنه سَاكِنُ السّماءِ وساكِنُ الأرض، يقْسمُ المالَ صِفاحًا]. صدَقَ محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ولكنّ تَقسِيمَ المالِ صِفاحًا بِصَفحَتَيْ اليَدَينِ يَكونُ مِن بعدِ التّمكينِ في الأرضِ فيَحثُو لكم جُنيهاتِ الذَّهبِ حَثْوًا بِصَفحَتَيْ اليَدَينِ ومَكتوبٌ على الجُنيهاتِ (لا إله إلّا الله محمد رسول الله)، ومِن بعد التَّصْديقِ بالحقّ واستِقامَتِكم على الطَّريقةِ الحقّ يَفتَح الله عليكم برَكاتٍ مِن السّماءِ والأرضِ تَصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف].
ولكنّ المسلمينَ يُريدونَ أن يَفتَح الله عليهم بَركاتٍ مِن السماءِ والأرضِ وهم لا يَزالونَ على ضَلالِهم وإعراضِهم عن دعوةِ الحقّ مِن ربِّهم! وأرَى بَعضَهم يُحاجّنِي ويقول: "إنّك لستَ الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ ذلك لأنّ الله يَفتَحُ علينا برَكاتٍ مِنَ السّماء والأرضِ في عَصرِ المهديّ المنتظَر، وها أنتَ تقول أنّك المهديّ المنتظَر فلماذا لم يَفتَح الله علينا بَرَكاتٍ مِن السّماءِ والأرض؟"، ومِن ثمّ أرُدُّ عليهم بما رَدّ نَبيُّ الله نوحٍ بالحقّ: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿١٠﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿١١﴾ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴿١٢﴾ مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّـهِ وَقَارًا ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [سورة نوح].
ويا أمّة الإسلام إنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ أحاجُّكم بكتابِ الله وليسَ بمُتَشابِهه الذي لا يَعلمُ بتأويلِه إلّا الله، تالله إنّي أحاجُّكم بآياتِ أمّ الكتابِ المُحكَمات يَعلمُهنّ ويُبصِرُ ما جاءَ فيهِنّ عالِمُكم وجاهِلكم وكُلّ ذِي لسانٍ عَربيٍّ مِن الناس أجمَعين، ولا ولن يُصَدِّقَ ويَتّبِعَ الحقّ كُلّ مَن كان كافرًا بالقرآن العظيم الذي أنزَله الله على خاتمِ الأنبياءِ والمُرسَلين، ولذلك لن يُؤمِنَ الكفّار بآياتِ ربِّهم التي أحاجّهم بها مِن مُحكَم القرآن العظيم ولكنّ المسلم المؤمِن بالقرآن العظيم لا يَجِدُ في نفسِه حرَجًا مِن التَّصدِيقِ بالحقّ مِن ربِّهم فيُسَلّمَ للحقّ تسليمًا إن كان مِن المُسلمينَ المُؤمنينَ بالقرآن العظيم تصديقًا لقول الله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل].
وأمّا اليوم الذي يَحدُثُ خِلاله العذابُ فقد دخلَ يوم الجمعة ثمانية إبريل 2005 المُوافِق لَحظةَ ميلادِ هلال ربيع الأوَّل نِهايَة صفر الأصفار 1426 للهجرة وبقِيَ مِن تِلكَ اللّحظة تِسْع ساعاتٍ بالضَّبط والله على ما أقولُ شهيدٌ ووكيلٌ، وأقسمُ بالله العظيم أنّي كنتُ أنوي أن أظهَر صباحَ يوم الجمعة ثمانية إبريل في جامع الإيمان ونِمتُ ليلةَ الجمعة وأنا أنْوِي الظُّهور؛ ومِن ثمّ أتانِي الخبَرُ مِن ربّي نفس ليلة الجمعة أن لا أفعَل ذلك وأنّه بَقِيَ تِسْعُ ساعاتٍ، وكم أدهَشَتنِي تِلك التِّسعُ ساعاتٍ حتى زادَني ربّي عِلمًا فعَلِمتُها بأيِّ ساعاتِ أيَّ كوكب، وأعلمُ مِن الله ما لا يَعلمُون.
فلا تَهتمُّوا بمَوعِد العذابِ يا معشَر الباحثين عن الحقّ، ومثَلُ الذين يَنتظرونَ لِمَوعِد العذابِ كمثل الذين يقولونَ: "اللهم إن كان هذا هو الحقُّ مِن عِندِك فأمطِر علينا حِجارةً مِن السماء"؛ بل قولوا: "اللهم إن كان هذا هو الحقُّ مِن عندك فاجعَلنا مِن السّابِقينَ إلى الحقّ ومِن أوَّلِ التّابعينَ إنّك سَميعُ الدُّعاء برَحمَتِك يا أرحَم الرّاحمين، ربّنا لا عِلمَ لنا إلّا ما عَلّمتَنا إنّك أنتَ العَليمُ الحَكيم". وأصدِقوا الله يصدقكم.
وحقيقةً والله أنّي كنتُ أظنّ العذابَ هو يَوم الجمعة ثمانية إبريل 2005 لأنّي رأيتُ أن أقول هذا في المنام ولكنّي ظننتُه حسبَ يَومِنا؛ حتى زادَني الله علمًا فأوقَفنِي مِن الظُّهورِ عن طريق الرُّؤيا الحقّ ليلة الجمعة ثمانية إبريل والله على ما أقولُ شهيدٌ ووَكيل.
وسَلامٌ على المُرسَلين؛ والحمدُ لله ربِّ العالَمين..
أخو المسلمين المؤمنين بما أُنزِلَ على محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
________________