الحمد لله رب العالمين.
وسلام على كافة المرسلين
وكذلك أيها الشيخ الجليل فإن إصرار الإمام عليه الصلاة والسلام ليس له حدود لأن حدوده هي رضوان الله في نفسه فإذا رضي الله في نفسه فتعم رحمته غضبه فيدخل عباده في رحمته فهنا ينتهي إصرار الإمام عليه الصلاة والسلام فيصبح محدوداً أما قبل ذلك فإنه ليس له حدود لأن ذلك هدفه الذي يسعى إليه تصديقاً لقول الله تعالى:{وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)} صدق الله العظيم [النجم].
وذلك الرضوان هو الذي يقف عنده إصرار الإمام لأنه بذلك الرضى سيبلغ هدفه به فالله لا يظلم أحدا وما دام قد جعل رضوان نفسه أعظم من كل شيئ فنحن كذلك نعبد رضوان الله وذلك هدفنا فلن نرضى حتى يرضى ولن يخلفنا الله وعده وسيجزينا ما نسعى إليه تصديقاً لقول الله تعالى:{وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى (41)} صدق الله العظيم [النجم].
وننهي بذلك ما تسائلت عنه وأسأل الله أن يفقهني في الدين ويزيدني علما وحلما ولله الحمد والمنة وله الحمد في الأخرة والأولى وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.
أخوكم الفقير إلى الله الذليل عليكم حواري الأنصار
لا فض فوك يا حبيب الأنصار وحواريهم المكرمين
علاء الدين نور الدين
فالله تعالى رزقك فهما حصيفا برحمته التي طلعت
بشائرها في هذه المكرمة ، وأقول لك أخي الحبيب
أني جلت في مختلف التفاسير والمعاجم والنظر في
أقوال العلماء حول مسألة الشفاعة لعلي أجد ما يطمئن
به قلبي وتهت فيها بسبب تناقضاتها وعصبياتها
المقيتة أما ممن خاضوا فيها بغير روية أو علم من
الكتاب فحدث ولا حرج وما اطمئن قلبي الا لمن رزقه
الله فهما وأجلى له تأويلا محكما ونطق صوابا الخبير
بالرحمن الامام ناصر محمد اليماني وتتبعت كلماته
بكل تدبر وتمعن فتأملوا معي يا أحبابي قول الامام
في هذا الأمر العظيم وعلى العلماء الربانيين النظر
في هذا الأمر العظيم مليا ويصدعوا بالحق ويزفوا
البشرى للمسلمين .
يا أمة الإسلام إن سر الشفاعة هي في حقيقة إسم الله الأعظم الذي لم يسبق ببيان احداً من عبيد الله في السماوات والأرض ولم يبينه لعبيد الله بالملكوت إلا خليفة الله عبد النعيم الأعظم الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ولم اقول لكم أن الشفاعة لي من دون الأنبياء بل ننفيها وإنما علمناكم بسرها كيف تكون وهو أن الإمام المهدي يُحاج ربه أن يُحقق له النعيم الأعظم من كافة ملكوت ربه في الدُنيا والأخرة ولم يرضى أبداً بملكوت ربه بل يطلب من ربه أن يحقق له النعيم الأعظم من ذلك وهو أن يكون الله راضي في نفسه وكيف يكون راضي في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته ويحقق لعبده الهدف الذي حرم على نفسه نعيم جنة ربه ويريد النعيم الأعظم منها ومن ثم تاتي الشفاعة من الله وذلك لأن الإمام المهدي أذن له الرحمن وقال صواباً ذلك لأن الله المُتحسر على عباده الذين ظلموا أنفسهم برغم أنهم لم يظلمهم شيئاً هو حقاً ارحم الراحمين وذلك هو الصواب يا أولوا الألباب ومن ثم تأتي الشفاعة من الله لعبيده فتشفع لهم رحمته التي كتب على نفسه فلن ينكر الله عبده أنه حقاً أرحم الراحمين ولذلك يتحسر على عباده الذين ظلموا انفسهم ومن ثم تاتي الشفاعة من الله وحده فيتفاجئ العبيد بعفو ربهم الشامل وقال الله تعالى:
(((لَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِر))صدق الله العظيم
وفي هذا الموضع يتبين لكم أن سر الشفاعة أختص بها عبد من عبيد الله تصديقاً لقول الله تعالى:
(لَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ )صدق الله العظيم
وذلك هو العبد الذي يُخاطب ربه بالصواب وهو الوحيد الذي اذن الله له أن يخاطب ربه في مسئلة الشفاعة تصديقاً لقول الله تعالى:
( إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا )صدق الله العظيم
فماهو الصواب في نظركم فهل هو أن يخاطب أحد أنبياء الله رب العالمين فيسئله الشفاعة لأمته فهل هو أرحم بهم من الله سُبحانه وتعالى علواً كبيراً أفلا تعقلون أم إن الصواب هي فتوى الإمام المهدي في سر الشفاعة الحق أنها لله جميعاً سبحانه وتعالى علوا كبيراً وإنما القول الصواب هو لأن الإمام المهدي خاطب ربه يسئله ان يحقق له النعيم الاعظم من ملكوت الدُنيا والآخرة برغم أن الله اتاه الدرجة العلية فرفضها ويريد تحقيق النعيم الأعظم والأكبر منها ان يكون الله راضي في نفسه لا مُتحسر ولا غضبان ومن ثم جاءت الشفاعة من الله برغم ان الإمام المهدي لم يسئل ربه الشفاعة شئ ولا ينبغي له وإنما خاطب ربه في تحقيق النعيم الأعظم من جنته وهو أن يكون راضي في نفسه وذلك هدف الإمام المهدي الذي يبتغيه في الدُنيا والآخرة أن يكون ربه الله حبيبه راضي في نفسه .
وأقول أن هذا أراه لهو الأقرب الى منطق الحق والصواب دون خوض في الآيات ولي أعناق الآيات لتستقيم مع
الأهواء والأحاديث المعلولة ومما لم ينزل الله به من برهان في آياته وكتابه الحق ، فمتى ستعرف الأمة امامها
المهدي الذي جاء رحمة للناس يعرفهم التأويل المحكم من شمولية عزيز خطاب مغمور بالعلم والرحمة و الحكمة
ليوحد قلوبهم بالحق
فمتى سيخشع قلبك يا شيخنا الجليل أبو يوسف وتعترف بالحق وتصدع به فهذا الأمر جاء عزيزا.
بعزة العزيز وهو جلي ، برهانه كالنهار فيه الرحمة ، وأنتم في شك منه مريب وندعو الله أن يطهر قلوبكم
فتطمئن نفوسكم بالحق فتصدعوا به للمسلمين