الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 07 - 1432 هـ
06 - 06 - 2011 مـ
01:59 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصليّة للبيـــان ]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?t=3606
ــــــــــــــــــــ
فتوى الإمام المهديّ بشأن ما حدث في بيت الله المعظم بالقصر الرئاسي في صنعاء ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي وحبيب قلبي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار، أمّا بعد..
فنرجو من الله العليّ القدير البالغ أمره أن يعود الرئيس علي عبد الله صالح إلى اليمن خلال شهر ستة 2011 سالماً معافى من بعد الشفاء برحمةٍ من الله الذي نجّاه برحمته، وكذلك نرجو من الله العلي القدير أن ينهي أزمة اليمن خلال شهر ستة برحمته ولطفه كما يحبّ ويرضى وإلى الله ترجع الأمور.
ألا وإنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يفوِّض الأمر لله كما يحبّه ويرضى إنّ ربي على كلّ شيءٍ قديرٌ، وكذلك نرجو من الحيّ القيوم بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه أن يُري الرئيس علي عبد الله صالح الحقّ حقاً فيرزقه اتباعه ويغفر له ما سلف من ذنبه ويشرح صدره بنور البيان الحقّ للقرآن العظيم، إن ربّي سميع الدُعاء، وأن يُري جميع قادات المسلمين وشعوبهم الحقّ حقاً ويرزقهم اتّباعه وأن يغفر لجميع المسلمين ما سلف من ذنوبهم وأن لا يؤاخذهم بذنوبهم وأخطائهم وأن يغفر لهم إنه هو الغفور الرحيم، وأن يهدي الناس أجمعين بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، إنّ ربي على صراطٍ مستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
ونرجو من الله أن يستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)} صدق الله العظيم [المائدة].
أفلا يعلمون أنّ القرآن أكبر شاهد عليهم لئن ضلّوا عن الصراط المستقيم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:19].
فقد أمر الله المؤمنين به أن يتّبعوه ويكفروا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم، وجعل الله القرآن العظيم حجّة الله عليهم يوم القيامة لو لم يتّبعوه ويكفروا لما يخالف لمحكمه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ(157)} صدق الله العظيم [الأنعام].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ(3)} صدق الله العظيم [الأعراف].
وجعل الله محكم القرآن العظيم هو البرهان الحقّ لمن يريد أن يتبع الحقّ من ربه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الحقّ من ربكم فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} صدق الله العظيم [يونس:108].
ومن كفر بالقرآن العظيم أو أعرض عن اتّباعه واعتصم بما يخالف لمحكمه من الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً فالنار موعده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [هود:17].
كون القرآن جعله الله حجّته على رسوله وحجّته على العالمين أجمعين كون الله جعل فيه الحكم الحقّ فيما كانوا فيه يختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} صدق الله العظيم [الرعد:37].
فانظروا للتهديد والوعيد من الله إلى محمدٍ عبده ورسوله: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} صدق الله العظيم، كون الله جعل في محكم القرآن العظيم الحكم الحقّ فيما اختلفوا فيه في دينهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [النحل:64].
ولم يفتِكم الله أنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله جميعاً كونكم تعلمون إنما يقصد الآيات المتشابهات وهي بنسبة 10%؛ بل قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99]. ألا وإن الآيات البيّنات هُنّ آياتٌ محكماتٌ جعلهنّ الله آيات أمّ الكتاب وأساس الدين ومن ثم أمركم الله أن تتّبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات. ومن آياته البيّنات لعالمكم وعامة المسلمين أنّكم تجدون أنّ الله يُحذِّركم من التفرّق إلى شيعٍ وأحزابٍ في الدين في قوله تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البيّنات وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} صدق الله العظيم [آل عمران].
ولذلك تجدون الإمام المهديّ ناصر محمد لم يدعُ إلى فرقةٍ جديدةٍ في الدين ولم يسمِّ له مذهباً كون المذهبيّة هي السبب في تفرّقكم إلى أحزابٍ وشيعٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون، ولذلك نحرم المذهبيّة في دين الله وندعوكم جميعاً المُسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين إلى كلمةٍ سواء بين العالمين أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له وأن نؤمن بجميع أنبياء الله وكتبه ونتبعها جميعاً إلا ما وجدناه فيها مخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فهنا أمرنا الله جميعاً أن نعتصم بحبل الله القرآن العظيم وأن لا نتفرق في دين الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَٱعْتَصِمُوا۟ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا۟} صدق الله العظيم [آل عمران:103].
كون حبل الله المتين الذي أمركم بالاعتصام به هو القرآن العظيم البرهان للحقّ من ربكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)} صدق الله العظيم [النساء].
كوننا لا ننهى أهل الكتاب عن اتّباع التوراة والإنجيل وإنما ننهاهم عمّا وجدوه جاء مخالفاً فيها لمحكم القرآن العظيم، وكذلك ننهى المسلمين عن اتّباع ما جاء مخالفاً لمحكم القرآن في سُنّة البيان كونها ليست محفوظةً من التحريف والتزييف والإدراج الزائد ولذلك ندعو المسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين أن يتّبعوا القرآن العظيم لعلهم يرحمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:155].
ألا والله إنّ الإمام المهديّ لا يدعوهم إلا إلى ما دعاهم إليه أنبياؤه ورسله أن يعبدوا الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربهم القرآن العظيم رسالة الله الشاملة للإنس والجنّ أجمعين البصيرة الحقّ المحفوظة من التحريف حجّة الله عليهم بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)} صدق الله العظيم [النمل].
كونه الذكر المحفوظ من التحريف ومن أعرض عنه أو عن الدعوة إلى الاحتكام إليه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً (100)} صدق الله العظيم [طه].
كون من أكبر أنواع الظلم للنفس هو أن نذكِّركم بآيات الله في محكم كتابه ومن ثم لا تتّبعوها، فمن أعرض عن اتّباعها فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً ثم يجعل الله القرآن العظيم عليه عمًى فلا يستطيع أن يفقه حتى آيات الكتاب المحكمات البيّنات للعالِم وعامة المسلمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)} صدق الله العظيم [الكهف].
ويا عباد الله إنما نحدثكم بحديث الله فبأي حديثٍ بعده تؤمنون؟ وتذكّروا قول الله تعالى: {تَلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [الجاثية:6].
وقال الله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} صدق الله العظيم، ومن ثم نقول: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} [البقرة:156].
ويا أيها الناس اتّقوا الله! إنما أنتم إخوةٌ على أبوين فمن أحلّ لكم أن تقتلوا بعضكم بعضاً، فما أرخص النفس عند القاتلين وما أغلاها وأعظم قدرها عند الله إلا من أهان نفسه فتعدى حدود الله وظلم نفسه فقتل أخاه الإنسان! أفلا تعلمون أنّ سيئة القتل هي السيئة الوحيدة التي لم تكن بسيئةٍ مثلها في الكتاب؟ وقال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} صدق الله العظيم [غافر:40].
إلا سيئة قتل النفس بغير الحقّ فتجدون أنّ الله ضاعفها فجعلها كتعداد الناس أجمعين من آدم إلى آخر مولودٍ من ذريّة آدم. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} صدق الله العظيم [المائدة:32].
فلماذا قتل النفس على قلوبكم هيّنٌ؟ ولسوف أفتي القاتلين لماذا قتل النفس على قلوبهم هينٌ وذلك لأنهم لا يتّقون الله شديد العقاب، فمن يجرهم من عذاب الله إن كانوا صادقين؟ وكذلك يا معشر المؤمنين الذين يقتلون بعضهم بعضاً فهل تعلمون ما جزاء القاتلين للمؤمنين؟ أفلا تعلمون أنه لعن الله من قتل مؤمناً وغضب عليه وأعدّ له عذاباً عظيماً؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93)} صدق الله العظيم [النساء].
بل حتى بيت الله (المقدس) الذي من دخله كان آمناً ولو كان قاتلاً حتى يخرج منه نظراً لأنه دخل بيت الله المقدس، فكيف تعتدون على من كان في بيوت الله إلا الذين تبرأ الله منهم أن يدخلوا بيوته شاهدين على أنفسهم بالكفر، أفلا تنظرون في الكتاب أنّ الله حرّم في بيوته أن تمسّوا زوجاتكم حتى ولو كنتم مختبئين وراء الحجاب داخل المسجد برغم أنّ مجامعة زوجاتكم حلالٌ لكم من الله إلا داخل بيوته جعله عليكم محرماً، فانظروا إلى المعتكف في بيت الله ومن ثمّ جاءت إليه زوجته إلى مخدعه في المسجد فحرّم الله عليه ما أحلّه له؛ بمعنى أنّه محرّم عليه أن يجامع زوجته حتى ولو كانوا من وراء حجابٍ وهي حلاله ولكنها محرّمةٌ على زوجها في بيت الله المعظم نظراً لأنّ لبيت الله حرمة كبرى في الكتاب. وقال الله تعالى: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:187].
فما ظنّكم بالذين دمّروا بيت الله على رؤوس المصلّين بحجّة أنّهم يريدون قتل الرئيس علي عبد الله صالح وهو بين يدي ربّه في بيت الله المعظم! وتالله إنّ الذي فعل ذلك لمن الكافرين لعنهم الله وغضب عليهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً، فها هم لم ينجحوا واكتسبوا إثماً عظيماً، فمن يجرهم من عذاب الله وبأسه الشديد حتى ولو كان الرئيس علي عبد الله صالح يستحق القتل في نظرهم فما كان لهم أن يرتقبوا لقتله وهو في بيت الله المعظم وفي يوم الجمعة المباركة فذلك كفرٌ على كفرٍ.
ويا معشر المعارضة والشباب والحوثيين والقاعدة الذين فرحوا بذلك فرحاً كبيراً وذبحوا الولائم، فأين حرمة بيت الله في قلوبكم؟ ولم أرَكم تستنكرون محاولة قتل الرئيس علي عبد الله صالح في بيت الله المعظم وكأنّ حرمة بيت الله المعظم لا تعني لكم شيئاً! فهل أنتم مسلمون أم كافرون؟ ولا أبرئ علي عبد الله صالح من سفك الدماء والله أعلم به وبما يفعل وأنتم أعلم بما تفعلون ولكني أريد أن أذكِّركم بحرمة بيت الله المقدس في الكتاب الذي حرم الله عليكم فيه شيئاً أحلّه لكم في قول الله تعالى: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم، فما بالكم بمن يقتل ويسفك الدماء في بيوت الله فما جزاؤهم في الكتاب؟ أفلا يتقون؟ أم تريدون السعي إلى خراب بيوت الله؟ فتذكّروا قول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسمه وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:114].
فكيف ننتظر منكم الخير والحكم بما أنزل الله يا من فرحتم بما أغضب الله ويا من حاولتم قتل الرئيس علي عبد الله صالح في بيت الله المعظم ولم تتّقوا الله في حرمة بيته المعظم وقتل النفس بغير الحقّ أشدّ حرمةً من هدم الكعبة حجراً حجراً! وكذلك أنت يا علي عبد الله صالح فلا أبرئك من سفك الدماء حتى تثبت براءتك وتظهر لليمانيين أصحاب جريمة يوم الجمعة في حيّ الجامعة قبل عدة أشهرٍ، وأمّا الذين تسفك دماؤهم من المتظاهرين إذا تعدّوا حدود الله وأرادوا نهب ممتلكات المسلمين بالمؤسسات العامة فيجب منعهم بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ وتحاشي سفك دمائهم إلا أن يقاتلونكم ويريدون النهب والسلب فأولئك ليسوا بمتظاهرين سلميين؛ بل حكمهم حكم المفسدين في الأرض، ولكن للأسف يا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح فكذلك طاقم حكومتك مفسدون في الأرض فهم كذلك ينهبون مال المسلمين العام بخزينة الدولة ويسرقون من أموال الدولة بغير حساب وهي حقّ للشعب فلمَ تحمِي أموال المسلمين من الذين يسرقون بيت مال المُسلمين بحجّة المشاريع الوهميّة أو بحجّة عمل مشروعٍ ما؟ فإذا كانت تكلفته بعشرين مليون فيجعلون تكلفته بمائة مليون وتكلفته ليست إلا بخمس المبلغ! فكيف إذاً سوف تبني اقتصاد البلاد وتحسن معيشة العباد؟
بل الأعجب من ذلك ما تفعله وزارة الأشغال العامة والطرق فكيف أنهم يسفلتون أحد الشوارع وبعد عدة أشهر نجدهم يخربون إسفلت الشارع بحجّة إنشاء المجاري حتى إذا أعادوها وسفلتوا الشارع من جديدٍ وبعد عدّة أشهر نجدهم يخربوها من جديدٍ بحجّة عملٍ آخر في الشارع! أفلا يتقون الله في أموال المسلمين؟ أفلا يكونوا قادرين على إنشاء المجاري وغيرها والسفلتة معاً ليكون عملاً ناجحاً غير منقوصٍ؟ فلو أنّهم سفلتوا شارعاً جديداً بدلاً من تخريب ما أصلحوه من قبل ونحن نعلم ما يريدون إنّما يريدون أن يكون ذلك ذريعة للسلب والنهب للمال العام وذلك محرّم في كتاب الله! وللأسف إنّ فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ترك الحبل على الغارب وهو يعلم بما يصنعون كونه أصبح غير قادرٍ على منعهم لأنّ طاقم الحكومة قد أصبحوا جميعاً سارقي بيت المال العام، ومن ثم أقول يا فخامة الرئيس: "ألست أنت من انتقاهم من بين الشعب وكأنك تملك مجهراً مكبراً تستنبط من خلاله السارق من بين الشعب فتولّيهم على أموال المُسلمين! فما خطبك وماذا دهاك حتى تفعل ذلك؟ ولذلك فشلت سياستك فشلاً ذريعاً كونك لا تضع الرجل المناسب في المكان المناسب وذلك سبب رئيسي في فشل حكمك على اليمن كونك أسندت الأمر إلى غير أهل الأمانة والتقوى، فاتّق الله!
وما كان للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يجاملك في شيء لترضى عنه لكي تسلّمه القيادة! فالأمر لله من قبل ومن بعد، ولا أدري عن سرّ موعدك في آخر رؤيا رأيتها لك فلم تكلمني وإنما رأيتك أخذت قلماً من جيبك وكذلك أخذت ورقةً صغيرةً ومن ثم كتبت فيها عدّة كلمات ومن ثم أعطيتني تلك الورقة فقرأتها فوجدت أن الرئيس علي عبد الله صالح كتب لي فيها:
((أريد أن تقابلني في ثمانية وعشرين ستة))
انتهى.
وتالله لا أدري ما سرّ ذلك الموعد عند ربي ولا أدري هل هو شهر ستة 2011 أم في عامٍ آخر وإلى الله ترجع الأمور، وكذلك لا أدري فهل في ذلك التاريخ سوف تسلّم القيادة. ويا أحبتي في الله إن الإمام المهديّ لا يريد أن يؤسس دعوته على الرؤيا سواء تحقّقت أم يمحوها الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:39].
وإنما يتحقق ذلك لو كان علي عبد الله صالح من الشاكرين لو يكون أوّل من يسلم قيادة الخلافة الإسلاميّة إلى الإمام المهديّ فذلك تكريم له من الله لئن اتّبع الحقّ من ربِّه واستجاب لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، ولكن للأسف إن الرئيس علي عبد الله صالح لم يٌقِم للإمام المهديّ وزناً إلى حدّ الآن ولكني مجبرٌ على الوفاء بعهدي له في رؤيا أخرى بالحقّ وكنت حينها ألبس اللباس العسكري ورأيت علي عبد الله صالح يجمع أغراضه في شنطةٍ دبلوماسيّةٍ سوداء ومن ثم جعلها في يده الشمال ومن ثم صافحني بيده اليمنى فقال: (سلمتك القيادة وأنا وزوجتي في ذمتك)، ومن ثم طمأنته فقلت له: (لا تخف والله إني سوف أكون لك خيراً لك من ولدك) انتهى. ويا أحبتي في الله إن ذلك العهد بقدرٍ من الله، ووجب على الإمام المهديّ أن يفي بعهده بالوفاء للرئيس علي عبد الله صالح فالله أعلم به.
وأما في رؤيا أخرى فجاء إلى داري فقابلته في داري وأوّل ما واجهني قال لي في الرؤيا الحقّ ما يلي: (قرية فلان بن فلان قريتي) وذكر اسم جدّي فقلت له ما يلي: (أفلا ترى أنّ العرّافين لا يحذرون إلا من الصالحين، ألم يحذروا فرعون من موسى وهو رجل صالح ولا تجدهم يحذرون من الكافرين؟) ومن ثم قاطعني فقال: ((صدقت لأنهم أولياؤهم)). انتهت الرؤيا بالحقّ والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ.
ونُنوِّه أنّي لا أعلم عن سرّ 28 /6/ كوني لا أعلم المقصود من الرؤيا، وهل هي هذا العام؟ فالله أعلم ولكن الرؤيا نترك تصديقها على الله كما يحبّ ويرضى في قدرها المقدور وإلى الله تُرجع الأمور، والمهم أنّي مؤمن أنّي لم أفترِ على الله في هذه الرؤيا ما لم يرِني ربّي بل حوالي سبعاً من الرؤى للأخ الرئيس علي عبد الله صالح يقابلني فيمدّ يده اليمنى فيصافحني ويقول: ((سلمتك القيادة))، ولذلك لا نزال ننتظر من الرئيس علي عبد الله صالح خيراً ونظنّ فيه خيراً ونحن ننتظر جميعاً أن يصدقني الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي.
وأما الذين يريدون أن يحولوا بينه وبين الرجوع إلى اليمن فسوف أقول لهم إنّه بإذن الله سوف يرجع بإذن الله خلال شهر ستة، فهيا امنعوا قدر الله المقدور في الكتاب المسطور إن كنتم صادقين، وللأسف إنه لو كان يهمكم يا معشر المعارضة وأحزابهم أمن البلاد والعباد وعدم سفك دماء المسلمين اليمانيين لقلتم: يا معشر دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربيّة السعوديّة فبما أنّ الرئيس علي عبد الله صالح قال على مستوى الشاشة التلفزيونية ما يلي: (عهداً علي أني لن أترشح مرةً أخرى للرئاسة ولن أورث)؛ بمعنى أنّه عاهد الله أنّه لن يترشح ولن يورِّث الحكم لولده من بعده أو لأحدٍ من أهل بيته ثم تقولون يا معشر المعارضة: "فنحن سوف نصبر عليه حتى ينهي فترته الرئاسيّة حفاظاً على اليمن وأهل اليمن وعدم سفك دماء المسلمين اليمانيين بشرط أن يضمن على الوفاء بعهده أنّه لن يترشح ولن يُورِّث أمام كافة دول مجلس التعاون الخليجي جميعاً وعلى رأسهم المملكة العربيّة السعوديّة ومن ثم نصبر عليه حتى ينهي فترته الرئاسيّة فقد صبرنا عليه أكثر من ثلاثين عاماً فكيف لا نصبر عليه سنتين؟ بل سوف نصبر عليه من أجل حقن دماء المُسلمين".
فبالله عليكم أليس ذلك حلاً منطقياً يا معشر المعارضة وأحزابهم؟ أليس ذلك أهون من أن تُدخِلوا البلاد في حربٍ أهليّةٍ لا يُحمد عقباها؟ كون الحرب الأهليّة سوف تدمّر اليمن تدميراً وتُزهق أنفساً كثيرةً وتدمّر الاقتصاد الضعيف وينهار اليمن جميعه، أفلا تتقون يا معشر المعارضة! فإنْ قال الرئيس علي عبد الله صالح سوف أكمل فترة رئاستي فأذهب من السلطة فذلك حسب الاتفاق بينكم في الدستور أنّ من نجح في الانتخابات الرئاسيّة فحدّدْتم له زمناً معيناً حتى تأتي الانتخابات الرئاسيّة مرةً أخرى لترشيحه، ولكنّكم تريدون أن يذهب من السلطة قبل انتهاء فترته المتّفق عليها، ولسوف ننظر لهذا الاتفاق من ناحية شرعيّة في دين الله فلو أنّكم تداينتم بدينٍ إلى أجلٍ مسمّى كما أمركم الله في محكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ} صدق الله العظيم [البقرة:282].
فالسؤال الذي يطرح نفسه: فهل يحقّ لمن كان من أصحاب الدَّين أن يطالبوا الذي عليه الدَّين فيأمروه أن يؤدي الدّين الذي عليه من قبل انتهاء أجله المعلوم؟ والجواب: لا يجوز لصاحب الحقّ أن يحرج أخيه بتسليم حقّه حتى يأتي أجله المسمى، غير أنه يحقّ لمن عليه الحقّ أن يقوم بتسليم الحقّ الذي عليه من قبل أن يأتي أجله المسمى طوعاً إن يشأ، ولكنّ الذي له الحقّ لا يحقّ له أن يطالب بإرجاع الدين من قبل أن يأتي أجله المسمى، وكذلك اتفاقكم في انتخاب الرئيس كان الاتفاق بين الرئيس والمرؤوس أن ينتخبوه رئيساً لدولتهم ويحددوا بقاءه في السلطة إلى أجلٍ مسمًى فلا يمكث فيه من بعد ذلك إلا بترشيحٍ جديدٍ له أو يحلّ محلّه المرشح الجديد، والسؤال الذي يطرح نفسه مرةً أخرى: فهل يحقّ لكم شرعاً أن تقوموا بطرده قبل أن يأتي أجل الرئاسة المتفق عليها إلى خلال عام 2013م؟ فأي ديمقراطيّة هذه في نظركم؟ بل هذه ديمخراطيّة ما أنزل الله بها من سلطان وحتى ولو تبيّن للمرؤوسين أنّ من انتخبوه رئيساً لم يكن أهلاً لذلك فعليهم أن يتحملوا خطأهم كونهم من رشحوه لذلك المنصب ولذلك فليتحملوا خطأهم ويصبروا عليه حتى تنتهي فترته الرئاسيّة ومن ثمّ لا يرشحونه مرةً أخرى، فهذا ما يقوله العقل والمنطق.
وعليه فإن الإمام المهديّ ليحكم بينكم بالحقّ أنه لا يحقّ لكم طرد علي عبد الله صالح من السلطة من قبل أن تنتهي فترة رئاسته المتفق عليها في الدستور في عام 2006 إلى عام 2013 ولا أظنّه سوف يرشح نفسه مرةً أخرى برغم أنه يكذب من قبل إلا في هذه الفترةً وتالله إنّه لمن الصادقين كونه يرى لو أنه يترشح مرةً أخرى كونه سوف يحرق كرته ولذلك فضّل أن يذهب بماء وجهه ولكن بعد أن ينهي فترته الرئاسيّة حتى لا يكون الرئيس المخلوع، ولكنكم مصرّون على محاكمته وإذلاله هو وأسرته فجعلتموه بين أمرين أحلاهما مرّ؛ فإمّا أن يخضع لكم فيفعل كما فعل حسني مبارك ومن ثم تذلّوه كما ذلّه الشعب المصري، ولذلك فقد اعتبر بما حدث لحسني مبارك وزوجته وأولاده فقد اعتبر من فعل حسني فلم يشفع له ذلك لدى الشعب المصري وهاهم يذلّون حسني هو وزوجته وأولاده، وكذلك علي عبد الله صالح يرى أنه سوف يحدث له كما حدث لحسني مبارك وزوجته وأولاده لو أنه يسلّم إليكم القيادة من قبل أن تنتهي فترته الرئاسيّة، وبرغم أنّه لا يحبّ سفك الدماء ولكنّكم جعلتموه بين أمرين أحلاهما مرٌ ولذلك قرر إعلان الحرب وكما يقول المثل (عليَّ وعلى أعدائي).
فاتقوا الله يا معشر المعارضة، وتالله إنّ عقولكم تتّفق مع حكم الإمام ناصر محمد اليماني بالحقّ بينكم وإنّكم أنتم الخاطئون برغم أنّ الرئيس علي عبد الله صالح فاشلٌ في سياسته كرئيس دولة فلم يستطِع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولم يستطع أن يحكم بما أنزل الله ولكن ذلك ليس حجّةً لكم أن تُدِخلوا البلاد في حربٍ أهليّة لا يُحمد عقباها فتؤخروا اليمن خمسين عاماً للوراء وبعد خمسين عاماً يرجع وضع اليمن إلى ما هو عليه اليوم لولا بعث الإمام المهدي، أفلا تعقلون! أليس الصبر خيراً لكم أن يكمل فترته الرئاسيّة الحاليّة فتصبروا سنتين ثم يذهب من السلطة إلى غير رجعةٍ، أفلا تتقون؟ ولكن للأسف يا معشر آل الأحمر فأنتم تعتبرونها ومن معكم من المعارضة فرصة العمر للنيل من السلطة في ظلّ هذه الظروف الأمنيّة التي تمرّ بها المنطقة العربيّة، والمهم أن يرحل من السلطة علي عبد الله صالح وحتى ولو سال الدم إلى الركب فلا يهمكم ذلك كون من سوف تُسفك دماؤهم هم من الشباب الذين لا يعقلون وأنتم وأبناؤكم سالمون وهذه هي الحقيقة ولم نظلمكم شيئاً ولا ينبغي لي مجاملتكم ولا مجاملة الرئيس علي عبد الله صالح سواءً رضيتم أم غضبتم فلا يهم لدي رضوانكم ما دام في رضوانكم ما يسخط الله فسحقاً لرضوانكم ورضوان العالمين أجمعين! وإن أبيتم أن تحتكموا إلى القرآن العظيم وتسليم الخلافة فأشهدُ الله والناس أجمعين أنّي لن أسفك قطرة دمٍ واحدةٍ للوصول إلى الحكم بحجّة أنّي أحقّ به منكم وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين فلم يجعلني الله من الذين يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء للوصول إلى الحكم؛ بل سوف أنتظر لحكم الله بيني وبينكم بالحقّ ومن ثم يفتح الله بيننا بالحقّ وهو خير الفاتحين فيظهرني الله عليكم وعلى الناس أجمعين في ليلة وأنتم وهم صاغرون.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________