الإمام ناصر محمد اليماني
15 - 01 - 1437 هـ
28 - 10 - 2015 مـ
01:01 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
عــــــاجل ...
من الإمام المهديّ إلى كافة علماء اليمن على مختلف أشياعهم ومذاهبهم وفرقهم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله أجمعين من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد ..
من الإمام ناصر محمد اليماني إلى كافة علماء المسلمين في الشعب اليماني، اتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في الشعب اليماني الذي تشرذم إلى شيعٍ وأحزابٍ متناحرين يسفكون دماء بعضهم بعضاً وأنتم تشهدون، وكثر الفساد في الأرض والقتل وترمّلت النساء وتيتّم الأطفال وأنتم تعلمون، فما هو الحل لإنقاذ الشعب اليماني من شرّ فتنة التحزّب المذهبيّ والسياسيّ؟ وأتحداكم أن تجدوا غير حلٍّ واحدٍ لا ثاني له وهو أن يستجيب كافة علماء اليمن على مختلف مذاهبهم وكذلك كافة قادات الأحزاب إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم على أن نعتصم بحبل الله القرآن العظيم بفتوى تحريم تفرّق المسلمين إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، فهل السبب بأن الله أذاق بعضكم بأس بعض إلا لمخالفتكم لأمر الله في محكم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) ۞ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)} صدق الله العظيم [الروم].
فاتقوا الله وتذكّروا تحذير الله إلى المسلمين في محكم كتابه أن لا يتفرقوا ولا يختلفوا وذلكم التحذير إليكم من ربكم في محكم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:105].
وأمركم الله بالاعتصام بمحكم القرآن العظيم ليعصمكم من فتنة الاختلاف وقال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103]. أم إنّكم لا تعلمون ما هو حبل الله الذي أمركم بالاعتصام بمحكمه ونبذِ ما يخالف لمحكمه في جميع الكتب والسنن؟ كون ما خالف لمحكم القرآن العظيم فهو باطلٌ مفترى على الله ورسوله.
وربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "وهل توجد آيةٌ في محكم القرآن تبيّن الحبل الذي أمرنا الله أن نعتصم به فنترك ما يخالف لمحكمه؟". فمن ثم نترك الجواب من الربّ مباشرةً من محكم القرآن العظيم إلى الناس كافة، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وليس معنى ذلك أنّ الإمام ناصر محمد اليماني ينفي سنّة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما نفتي بالحقّ أنّ ما جاءكم مخالفاً في الأحاديث النّبويّة لمحكم القرآن العظيم فاعلموا أنّ ذلك حديث مفترًى في السُّنة النّبويّة جاءكم من عند غير الله ورسوله؛ بل جاء عن طريق الشيطان وأوليائه ليضلّوكم عمّا تنزّل إليكم من ربكم في محكم القرآن العظيم.
وربّما يودّ أصحاب الاعتصام بالأحاديث والروايات من دون القرآن من علماء السُّنة والشيعة أن يقولوا: "يا ناصر محمد اليماني ما هي فتواك في الأحاديث والروايات الواردة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سواء كانت عن طريق أئمة آل البيت أم عن طريق الصحابة بشكلٍ عامٍ؟". فمن ثمّ يردّ الإمام ناصر محمد اليماني على كافة علماء السُّنة والشيعة وكافة علماء مذاهب المسلمين وأقول: يا أحبتي في الله، إني أجد في محكم كتاب الله أنّ الأحاديث النّبويّة في دين الله التي نطق بها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءتكم من عند الله غير أنّ الله أفتاكم أنها ليست محفوظةً من التحريف والتزييف، وعلّمكم الله أنّ ما وجدتم فيها اختلافاً بينها وبين محكم القرآن العظيم فعلّمكم الله أنّ تلك أحاديثٌ جاءتكم من عند غير الله ورسوله ما دامت جاءت مخالفة لمحكم القرآن العظيم، وتجدون حكم الله المبين لعلماء الأمّة وعامة المسلمين في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وهذه فتوى من ربّ العالمين أنّ الأحاديث النّبويّة الحقّ هي من عند الله، وكذلك أفتاكم الله أنها غيرُ محفوظةٍ من التحريف والتزييف، وعلّمكم أنّ ما جاءكم مخالفٌ لمحكم القرآن العظيم فهو مفترى من عند غير الله ورسوله؛ بل هو من عند الشيطان وأوليائه الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر بالأحاديث المكذوبة لصدّكم عن اتّباع ذكركم القرآنَ العظيم الرحمةَ للعالمين.
وأشهد الله وكفى بالله شهيداً، أنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أدعو علماء المسلمين في اليمن خاصةً والأمّة العربيّة والإسلاميّة عامةً إلى دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وإذا لم نستطِع أن نحكم بينهم في كافة ما كانوا فيه يختلفون فلست الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد فكونوا على ذلك من الشاهدين، وذلك حتى يتمّ نفيُ تعدد الأحزاب المذهبيّة والسياسيّة في دين الله الإسلام فنجعلكم بإذن الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ معتصمين بكتاب الله القرآن العظيم وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم، نورٌ على نورٍ ودواءٌ لما في الصدور. فاتقوا الله يا معشر علماء المسلمين في اليمن خاصة والعالم عامة واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الله ربّ العالمين، وما على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لكم حكم الله فيما اختلفتم فيه في دينكم فنأتيكم بالحكم الملجم بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم شرط أن يفقه حكم الله المستنبط من محكم كتابه كافة علماء المسلمين وأمّتهم كونه سوف يفقهه فيفهمه كلُّ ذو لسانٍ عربيٍّ مبينٍ كون حكم الله الفصل بينكم سوف نأتيكم به من الآيات البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين لا يعرض عنها إلا الفاسقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)} صدق الله العظيم [البقرة].
فلا تكونوا كمثل المعرضين من أهل الكتاب من اليهود إذ دعاهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الاحتكام إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم لنفي التحريف والتزييف في التوراة والإنجيل من قبل شياطين البشر الذين يفترون على الله ورسله في التوراة والإنجيل. وقال الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [النمل].
وبما أنّ افتراء شياطين البشر دخل في التوراة والإنجيل ولذلك جعل الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف هو الحكم الفصل فيما كانوا فيه يختلفون في التوراة والإنجيل حتى يتمّ تطهيرهم من الافتراء من عند غير الله ورسله. وقال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُنَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَـابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَـابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَـابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:78].
وقال الله تعالى: {وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:79].
ولذلك جعل الله القرآن العظيم هو الحكم الفصل بينهم وجعل الحكم فيه هو المهيمن على التوراة والإنجيل وما خالف القرآن العظيم في التوراة والإنجيل فهو باطلٌ مفترًى. وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ} صدق الله العظيم [المائدة:48].
وهنا يصرخ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على كافة علماء المسلمين وأمّتهم وأقول لهم: فبالله عليكم كيف تعلمون أنّ الله جعل القرآن العظيم الحكم والمهيمن على التوراة والإنجيل وما خالف محكم القرآن في التوراة والإنجيل فهو باطلٌ مفترى! فإن كنتم مؤمنين بذلك فلماذا تأبَوْن أن يكون القرآن العظيم هو المهيمن على أحاديث السُّنة النّبويّة وما خالف في علم الحديث لمحكم القرآن العظيم فهو باطلٌ مفترى؟ فوالله ثم والله لن ينقذكم الله من شرّ الفتنة التي وقعتم فيها إلا أن تستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فإذا استجبتم نجوتم فتصبحوا بنعمة الله إخواناً متحابين في الله فلا طائفيّة ولا مذهبيّة ولا حزبيّة فتصبحوا بنعمة الله إخواناً. فهل ذلك خيرٌ لكم أم الخير ترونه في مخالفة أمر الله إليكم بتفرّقكم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون؟ وما هي النتيجة التي تحصدونها من ذلك؟ إنه فشلكم وذهاب ريحكم وسفك دمائكم وترمّل نسائكم وتيتّم أطفالكم فيذيق الله بعضكم بأس بعضٍ ولكم في الآخرة عذابٌ عظيمٌ وبالذات علماء المسلمين لئن أبوا إلا أن يقسّموا أمّتهم شيعاً وأحزاباً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. ألا تعلمون أنّ كثيراً من المسلمين من الذين لا يستخدمون عقولهم شيئاً لا يزالون منتظرين اتباع علماء المسلمين للإمام ناصر محمد اليماني والاعتراف بإمامته فمن ثم يؤمنون باتباع البيان الحقّ للقرآن العظيم؟ فمن ثمّ نردّ على أولئك من المسلمين الذين لا يتفكّرون ونقول: وهل تظنّ الذين اتبعوا رسل الله بادئ الأمر في كلّ زمانٍ ومكانٍ كانوا علماء أو انتظروا لزعمائهم حتى يؤمنوا؟ حاشا لله؛ بل استخدموا عقولهم واستمعوا إلى منطق الداعية من الله، فاستمعوا القول من ربهم فوجدوا منطقه قد قبلته عقولهم فصدقوا واتّبعوا، وأولئك الذين هداهم الله من الأمم في كلّ زمانٍ ومكانٍ سواء في عصر بعث الأنبياء أو المهديّ المنتظَر. تصديقاً لقول الله تعالى: { فَبَشِّرْ عِبَادِ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
وأما الذين يحكمون على الداعية من قبل أن يستمعوا إلى قوله والتدبر في منطق سلطان علمه فيقولون إن هو إلا على ضلالٍ مبينٍ فأولئك أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم عن الصراط المستقيم، كونه يجب عليهم الاستماع إلى قول ومنطق الداعية في دين الله من قبل الحكم عليه سواء يكون داعياً من الله بالحقّ أم مفترى على الله بغير الحقّ، فبعد الاستماع والتدبر والتفكّر في سلطان علم الداعية فإن قبلته عقولهم أنه من عند ربهم اتّبعوا الحقّ من ربهم وإن تبيّن لهم أنه مفتري على الله بما لم ينزّل الله به من سلطانٍ فهنا يذودون عن حياض دينهم بسلطان العلم الحقّ وينقذون المسلمين من الضالين المضلّين في كلّ زمانٍ ومكانٍ. ولكن للأسف فإنّ علماء المسلمين يتهربون من حوار كل مدّعٍ جديدٍ بحجّة عدم إشهاره حتى يظنّ أتباعه القليلون أنّ علماء المسلمين عجزوا عن الردّ عليه، فمن ثمّ يتزايد أتباعه يوماً بعد يومٍ، حتى ظهرت طوائف مرقت من الدين وأحلّت قتل المسلمين وقطع أعناقهم بالمناشير والشفرات وجرائم لم يشهد لها تاريخ الإسلام مثيلاً من قبل.
وأشهد الله وكفى بالله شهيداً أنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أدعو إلى الله على بصيرة جدّي محمدٍ رسول الله القرآن العظيم، ودخل عمر الدعوة المهديّة في بداية السّنة الثانية عشرة من السنين الهجرية ولا يزال علماء المسلمين معرضين عن الدعوة المهديّة العالميّة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لنفي المفترى في التوراة والإنجيل وأحاديث السُّنة النّبويّة، فكيف السبيل لإنقاذكم! فوالله الذي لا إله غيره لو لبثت فيكم ألف سنةٍ لما تزحزحت عن دعوتكم إلى الاحتكام إلى غير كتاب الله القرآن العظيم، وما عندي غير ذلك الحكم والمهيمن بالحقّ، وما جئتكم بوحي جديدٍ من ربّ العالمين؛ بل ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وجعل الله في اسمي خبري وراية أمري، ولذلك واطأ الاسم محمد في اسمي (ناصر محمد)، وجعل الله المواطأة للاسم محمد في اسمي في اسم أبي، كون الله لن يبعث الإمام المهديّ المنتظَر بدينٍ جديدٍ بل يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ؛ أي ناصراً لما جاءكم به محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وبرغم أنّ كافة علماء السُّنة والشيعة ليؤمنون بالحديث النّبويّ الحقّ عن اسم الإمام المهديّ عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: [يواطئ اسمه اسمي]، ولكنهم اختلفوا افتراءً من عند أنفسهم أنه يقصد (يطابق اسمه اسمي)، برغم أنهم ليعلمون سنةً وشيعةً أنّ المواطأة لغةً واصطلاحاً لا تعني المطابقة؛ بل التواطؤ هو التوافق بمعنى: إن الاسم (محمد) يأتي موافقاً في اسم الإمام المهديّ ناصر محمد.
وما كان يغني عني الاسم لولا أنّ ربي زادني عليكم بسطةً في العلم فلا يجادلني عالِمٌ من القرآن إلا غلبته بسلطان العلم الملجم من محكم القرآن العظيم، فمن كذَّب جرَّبَ! فقد جعلنا لكافة علماء المسلمين وأمّتهم طاولة الحوار العالميّة موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلاميّة فما يضير أيّ عالِم أن يأتينا بصورته الحقّ واسمه الحقّ ويحاجج ناصر محمد اليماني بعلمٍ أهدى من علم ناصر محمد اليماني وأصدق قيلاً وأهدى سبيلاً أو يتبع داعي الحقّ ويدعو علماء المسلمين وأمّتهم إلى اتباعه؟ فإلى متى الانتظار يا معشر علماء المسلمين وأمّتكم تتناحر بين أيديكم وكلّ يوم والقتل بالمئات؟ ألا تخافون الله فلا أنتم أنقذتم أمّتكم ولا أنتم اعترفتم بشأن ناصر محمد اليماني أنّ الله جعله للناس إمامَ رحمةٍ للعالمين؟ أم ترون ناصر محمد اليماني ذا منطقٍ مجنونٍ أو على ضلالٍ مبينٍ؟ فأقيموا على ناصر محمد اليماني الحجّة بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم إن كنتم صادقين.
فكم نفينا من عقائد الباطل لديكم ونفينا عديداً من الأحكام المفتراة على الله ورسوله ونسفناها نسفاً من محكم القرآن العظيم مباشرةً بآياتٍ محكماتٍ بيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين، ولا يزال ناصر محمد اليماني هو المهيمن بسلطان العلم على كلّ من حاوره من علماء المسلمين وعامتهم والباحثين والمفكرين الإسلاميين، واتَّبَعَنا من شاء الله من العلماء والمفكرين والباحثين عن الحقّ وأنصارنا بفضل الله على مختلف المستويات العلميّة، والدعوة منتشرةٌ في العالمين ليلاً ونهاراً ينشرها الأنصار بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ ما استطاعوا. ألا وإنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره لنسعى إلى تحقيق السلام العالمي بين شعوب البشر وإلى تحقيق التعايش السلمي بين المسلم والكافر فلا إكراه في دين الله، وما علينا إلا البلاغ وعلى الله الحساب. فاتقوا الله يا أولي الألباب.
ويا معشر علماء المسلمين في الجمهوريّة اليمنيّة، فوالله الذي لا إله غيره لا إنقاذ لمصيبة الشعب اليماني إلا أن تعترفوا بداعي الحقّ من ربكم، وذلك فضلٌ من الله عليكم إذ بعث الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد بأرض اليمن. وإن أعرضتم فاعلموا أنّ الله عزيزٌ ذو انتقام، فها هو يذيق بعضكم بأس بعضٍ. وسبق أن حذرناكم من ذلك من قبل عددٍ من السنين أنكم إذا استَمْرَرْتم في الإعراض عن دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فإنّ الله سوف يذيق بعضكم بأس بعضٍ، كون ذلك من عذاب الله إذا استمرّ الإعراض والتعالي عن اتباع الحقّ من ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:65].
ويا معشر علماء اليمن إنّ بياني هذا موجّه إليكم تعقيباً خاصاً لعلماء اليمن والشعب اليماني لعلهم يتقون، فيكفي سفك دماءٍ وتخريب البلاد بأيديكم وأيدي دولٍ عربيّةٍ وإسلاميّةٍ، وليس لكم حلّ لما أنتم فيه من البلاء والمحن إلا الاستجابة لداعي الحقّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فماذا بعد الحقّ إلا الضلال؟ اللهم قد بلغت اللهم فاشهد..
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار بلّغوا بياني هذا إلى علماء اليمن بشكلٍّ عامٍ بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ لعلهم يتقون فيجمعون أمرهم بينهم فلا يكون أمرهم عليهم غمةً وظلمةً بل فتحاً مبيناً وراحةً لليمانيين وكافة المسلمين بنور الله الرحمة للعالمين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]