الإمام ناصر محمد اليماني
19 - 04 - 1436 هـ
08 - 02 - 2015 مـ
06:21 صباحاً
ـــــــــــــــــ
تعزية من الإمام المهديّ إلى شعب المملكة الأردنيّة الهاشميّة حكومةً وشعباً، وحكم نفي حدّ الحريق في دين الله الإسلام ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وجميع المؤمنين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين لا أفرّقُ بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، أمّا بعد..
فأولاً نرسل تعازينا إلى قبائل الكساسبة بالمملكة الأردنيّة الهاشميّة وإلى صاحب السمو الملكيّ الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وكذلك إلى كافة الأردنيّين حكومةً وشعباً بمصابهم في الطيّار معاذ الكساسبة الذي أعدمته داعش حرقاً حتى الموت، فأقاموا عليه حكماً قضائيّاً من عند أنفسهم ما أنزل الله به من سلطانٍ في محكم القرآن، وهم من يسمّون أنفسهم بالدولة الإسلاميّة!
ولا بدّ أنّه قد صدر في إحراق الطيار الأردني حكمٌ قضائيٌّ من الشيخ أبي بكر البغدادي زعيم داعش، وإنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أُدين بكلّ ما تعنيه الكلمة وأستنكر أيّما استنكارٍ هذه الجريمة النكراء التي آلمت قلوب البشر جميعاً وأدْمت قلب كلِّ إنسانٍ صاحب الضمير الحي.
وكما قلنا فلا بدّ أنّه قد صدر حكمٌ قضائيٌّ من الشيخ أبي بكرٍ البغدادي بإعدام الطيار الأردني حرقاً حتى الموت، والسؤال الذي يطرح نفسه مباشرةً إلى الشيخ أبي بكر البغدادي: فمن أين جئت بهذا الحكم بفتوى إحراق الطيار معاذ الكساسبة؟ وعليه وبناءً على قول الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:45].
وبما أنّك تدعو إلى خلافةٍ إسلاميّة، وبما أنّ الشيخ أبي بكر البغدادي وحزبه داعش يقاتلون لتحقيق خلافةٍ إسلاميّةٍ عادلةٍ حسب قولهم؛ فنطرح السؤال مرةً أخرى إلى الشيخ أبي بكر البغدادي: فهل ترى أنّك حكمت بما أنزل الله في شأن الأسير لديكم الطيار معاذ الكساسبة كونك حكمت عليه بإحراقه في النار حتى التفحم والموت حرقاً؟ وإنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أدعو الشيخ أبي بكر البغدادي إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم حتى نقيم عليه الحجّة بالحقِّ من محكم القرآن العظيم في شأن حكمه بحدّ الحريق حتى الموت للطيار الأسير. فهل جئت بهذا الحكم من خلال أحكام الله وحدوده أم من أحكام الطاغوت؟ وقال الله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:50].
ألا وإنّ مِنْ أحكام بعض طاغوت الجاهليّة هو حدّ الإحراق حتى الموت لمن آمن بالله وحده وسفّه آلهتهم، ولذلك قرّر قوم نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يعدموه حرقاً حتى الموت فأنقذه الله، وكذلك نجد نفس حكم الطاغوت يتمّ تطبيقه من الذي ادّعي الربوبيّة وأمر بحفر خندقٍ وأضرم فيه النار فمن ثم أمر بحكم الإعدام على من آمن بالله وحده حتى الموت. وقال الله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ( 1 ) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ( 2 ) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ( 3 ) قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ ( 4 ) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ( 5 ) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ( 6 ) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ( 7 ) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ( 8 )} صدق الله العظيم [البروج].
ونستنبط من ذلك أنّ الإعدام حرقاً حتى الموت هو من أحكام الطاغوت في حقّ البشر وليس حكمَ الله الواحد القهار وما أنزل الله بهذا الحكم من سلطانٍ في محكم القرآن فلم يقُله الله ولا رسوله.
فهل عندكم سلطانٌ بحكم الإحراق حتى الموت من قول الله ورسوله؟ فآتنا بحكم الله بحدّ الإحراق إن كنت من الصادقين؛ بغض النظر هل يستحق الطيار الموت أم لا يستحق؛ بل حجّتنا عليكم هو افتراء حدٍّ في الإسلام ما أنزل الله به من سلطانٍ وهو حدّ الإعدام بنار الحريق حتى الموت، فهذه جريمةٌ كبرى ونكراء في حقّ الإنسانيّة تخالف لحكم الله ورسوله في حكم الأسير!
كون حكم الله في شأن الأسير حكماً واحداً حتى ولو كان الأسير كافراً يحارب الله ورسوله وتمّ أسره في الحرب فحكَم الله في شأنه فلم يأمر بإحراقه حتى الموت؛ بل أَذِنَ الله للمؤمنين أخذ الفدية مقابل إطلاق سراحه، وإذا كان الأسير فقيراً وأهله فقراء فأمر الله بإطلاق سراحه بدون أي مقابل لوجه الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} صدق الله العظيم [محمد:4].
فهذا حكم الله على الجندي الكافر برغم أنّه يحارب الله ورسوله. وقال الله تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} صدق الله العظيم. فما بالك بالأسير المسلم يا أبا بكر؟ فلو أنّك أعدمته بحدّ السيف لكانت الجريمة أهون برغم أنّ قتل الجندي أسير الحرب محرّمٌ في محكم كتاب الله القرآن العظيم لأنّه عبدٌ مأمورٌ، ولكنّك أحرقت الأسير في النار حيّاً حتى الموت! ويا لها من جريمةٍ تُسَجَّلُ في تاريخ الجرائم الكبرى في تاريخ البشر يستنكرها المسلم والكافر.
وما نريده من الشيخ أبي بكر البغدادي أو أحد نوابه الحضور إلى موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ليقرع الحجّة بالحجّة؛ ما لم فهنا يتبيّن لكلّ مسلمٍ أنّكم لا تحكمون بما أنزل الله. وقال الله تعالى:
{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة: 49].
وقال الله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50].
وقال الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45].صـــــدق الله العظيـــــــــــم.
ونرجو من الله بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه تعالى أن يتغمّد الطيار معاذ الكساسبة برحمته ويغفر له ويدخله فسيح جناته وجميع أموات المسلمين، إنا لله وإنا إليه راجعون، وأن يحقّ الحقّ أينما يكون ويزهق الباطل أينما يكون، وأن يُحقِّق للمسلمين وكافة العالمين خلافةً إسلاميّةً عادلةً تحقق السلام العالميّ بين شعوب البشر وتحقق التعايش السلميّ بين المسلم والكافر فلا إكراه في دين الله، وما أرسل الله دين الإسلام إلا رحمةً للعالمين.
ألا والله لا تهدون البشر بحدّ السيف؛ بل بالدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة وحسن الأخلاق. تصديقاً لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)} صدق الله العظيم [النحل].
ونأمر من يستطيع من الأنصار بنشر هذا البيان وتبليغه إلى وسائل الإعلام العربيّة والإسلاميّة ما استطاعوا.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
الإمام ناصر محمد اليماني
13 - 10 - 1435 هـ
09 - 08 - 2014 مـ
09:56 صباحاً
ــــــــــــــــــ
من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى أئمة الكفر المفسدين في الأرض سفاكي الدماء أبي بكرٍ البغدادي وحزبه داعش..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وجميع المسلمين من سلم الناس من شرِّ أيديهم وألسنتهم إلا بالحقّ في كل زمانٍ ومكانٍ وأسلّمُ تسليماً، أمّا بعد..
أيا أبا بكر البغدادي، لقد صدر من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بيانٌ من قبل هذا يحمل كلمات الاحترام والدعوة بالمنطق الحسن إلى الحوار معكم من قبل الظهور، ولكنّك لم تبالِ بدعوتنا برغم أنّك اطّلعت عليها ولم تجِب دعوة الحوار لكونك ترى أنه لا قِبَل لك بحوار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بسلطان العلم لكونك تعلم أنّه حقاً لا إكراه في دين الإسلام، وتعلم أنك مخالفٌ لمحكم كتاب الله.
ووالله لا أراك وحزبَك إلا من ضمن شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر كي يشوِّهوا دين الإسلام الذي أنزله الله رحمةً للعالمين، وتريدون أن تُكَرِّهوا البشر جميعاً في دين الإسلام، ولكنَّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لكم لبالمرصاد فلسوف أبيّن للناس أنّكم قومٌ مجرمون سفّاكون لدماء المسلمين والكافرين الذين لا يعتدون على الدين، فها أنتم تقتلون أسرى المسلمين فتجعلونهم صفاً واحداً فتطلقون الرصاص في رؤوسهم وتقولون: اللهم تقبّل منّا! ويا سبحان الله، فكيف يتقبل الله سفك دماء المسلمين! ألا لعنة الله على المجرمين المفسدين في الأرض لعناً كبيراً.
وأقسم بربّي لئن مكّنَني الله في الأرض من قبل أن تتوب يا أبا بكر لأقيمنَّ عليك حدّ الله بالحقّ وأُقَطِعنَّ عنقك من غير ظلمٍ إلا أن تتوبّ في عصر الحوار من قبل الظهور، فكيف تصطفي نفسك خليفةً في الأرض فمن ثمّ تسفك دماء المسلمين والكافرين الذين لا يعتدون عليكم في الدين؟ فتعال لأقيمنَّ عليكم الحجّة من محكم الكتاب بأنّ الله حرَّم قتل أسرى الكافرين، فما بالك بقتل أسرى المسلمين؟
ويا أبا بكر البغدادي، لقد دعا محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- صحابته إلى الاجتماع للشورى في شأن أسرى معركة يوم الفرقان كما سمّاها الله في محكم القرآن، وتلك هي معركة بدرٍ الأولى بين الحقّ والباطل للتفريق بين الحقّ والباطل ليحيى من حيَّ عن بيِّنة ويهلك من هلك عن بيِّنة. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42)} صدق الله العظيم [الأنفال].
وبعد الانتصار الساحق على أئمة الكفر الطغاة من قريش فمن ثم دعا محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أعيان صحابته للخوض في شأن أسرى الكفار المعتدين على المسلمين ظلماً وعدواناً على المسلمين، فاتّفق محمد رسول الله وصحابته صلّى الله عليهم وأسلم تسليماً على أن يجعلوا الأسرى الذكور خدماً وحشماً للنّبي، وكان من المفروض أن ينتظروا حكم الله فيهم. فمن ثمّ تنزَّل جبريل على الفور مُرْسَلاً من ربّ العالمين بقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)} صدق الله العظيم [الأنفال].
ويا أمّة الإسلام، انظروا لما حصل في نفس الله من النّبي وصحابته بسبب الخوض في شأن الأسرى قبل أن تأتيهم الفتوى من ربّهم. وقال الله تعالى: {لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)} صدق الله العظيم. ولولا أن كتب الله على نفسه الرحمة للمؤمنين لمسَّهم فيما أفاضوا فيه عذابٌ عظيمٌ. ويا سبحان الله ما أرحم الله! وبرغم أنّهم لم يقرّروا قتل أسرى الكفار؛ بل فقط يجعلوهم خدماً وحشماً للنّبي وكبار الصحابة المقتدرين على صرف معيشتهم؛ ولكن ما كان للنّبي أن يكون له أسرى خدماً حتى يثخن في الأرض، فذلك ظلمٌ على الإنسان. فمن ثم انْظُروا لحكم الله المُنَزَّل في شأن الأسرى من الكافرين. وقال الله تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} صدق الله العظيم [محمد:4]؛ وهذا يعني أنّ الله سمح بإطلاق سراح الأسرى الكفار الأغنياء مقابل فدية، وأما الأسرى الكفّار الفقراء فأمر الله المؤمنين أن يمنُّوا عليهم فيطلقوا سراحهم لوجه الله ويقولوا لهم قولاً حسناً كريماً.
فانظروا يا أمّة الإسلام حكم الله الحقّ في أسرى الكفار برغم أنّهم أسرى كفارٌ معتدون على المسلمين ومعتدون على دينهم ورغم ذلك لم يأمر الله المؤمنين بقتل أسرى الكفار المعتدين، فكيف بحكم الله في أسرى المسلمين الذي يقوم أبو بكرٍ البغدادي وحزبه بقتلهم وهم أسارى؟ قاتله الله من مجرم حربٍ! ومن انضمَّ إلى حزب أبي بكرٍ البغدادي فإنّ عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لكون حزب داعشٍ هذا ليس إلا حزبٌ شيطاني لتشويه دين الله الإسلام دين الرحمة للعالمين، ألا لعنة الله على أبي بكر البغدادي لعناً كبيراً إذا لم يتُبْ إلى الله متاباً، أو لعنة الله على ناصر محمد اليماني إن لم يكن المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض بالحقّ.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، إنّي آمركم بالأمر بنشر هذا البيان بكل حيلةٍ ووسيلةٍ آمنةٍ حتى يعلم الناس قاصيهم ودانيهم أنّ الإسلام والمسلمين وأهل السُّنة والشيعة وجميع المذاهب الإسلاميّة بريئون مما يصنع أبو بكر البغدادي وحزبه داعش مجرمو الحرب السفاكين لدماء المسلمين والنّصارى والسفاكين لدماء الكافرين الذين لم يحاربوا المسلمين في دينهم لكونهم اتّبعوا سياسة اليهود لتشويه دين الإسلام، ومن والاهم فإنه منهم.
وأدعو كافة الأنظمة العربيّة وشعوبهم للوقوف صفاً واحداً ضدّ أبي بكرٍ البغدادي وحزبه، فلا تظنّوا فيهم خيراً يا معشر الشعوب العربيّة، فوالله إنّهم أجرم بكثير وبفارقٍ عظيمٍ من قادة الأنظمة العربيّة الغافلين الذين رضوا بالحياة الدنيا، ولكن قادة الأنظمة العربية أهون من داعش القوم المجرمين بكل ما تعنيه الكلمة من الإجرام، والأخطر من ذلك التشويه بدين الإسلام في نظر البشر.
فمن ذا الذي يعترض على بياني هذا عن الفتوى في شأن أبي بكرٍ البغدادي وحزبه بسلطان العلم المُلجم من غير ظلمٍ من محكم القرآن العظيم؟ وأقسم بربّي لا تستطيعون أن تهيمنوا على الإمام المهديّ بسلطان العلم ولو كان بعضكم لبعضٍ نصيراً وظهيراً، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم.
وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده؛ الرحمة للعالمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]