الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
13 - صفر - 1430 هـ
08 - 02 - 2009 مـ
06:10 مساءً
(بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=470
____________
تدبروا يا أولي الألباب تفسير هذه الآية بحديثٍ مُفترًى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} صدق الله العظيـــــم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾} صدق الله العظيم [طه].
فانظروا لبيانها بحديثٍ مُفترًى عن الله ورسوله وصحابته الأخيار، فلا أشتم أحدًا منهم، فكما افتُريَ عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كذلك افتُريَ على الرواة من صحابته الأخيار.
وقال البزار: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي: حدثنا محمد بن عمرو حدثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن النّبيّ في قول الله عز وجل: {فإن له معيشة ضنكا} قال [ المعيشة الضنك الذي قال الله إنه يسلط عليه تسعة وتسعون حية ينهشون لحمه حتى تقوم السّاعة ] وقال أيضا: حدثنا أبو زرعة حدثنا أبو الوليد حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النّبيّ {فإن له معيشة ضنكا} قال: [ عذاب القبر ] إسناد جيد.
وإليكم بيانها الحقّ في محكم القرآن لتعلموا أنَّ الحديث الذي وُضِعَ عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بيانًا لها هو كذبٌ وافتراءٌ، وإلى البيان الحقّ ليتبيّن لكم الحقّ من الباطل، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} صدق الله العظيم [طه:124].
فما هي المعيشةُ الضَّنك للمُعرض عن ذكر الله؟ وذلك لأنّ الله يجعل صدره ضيِّقًا حرجًا فلا يشعر بسكينةٍ وطمأنينةٍ في قلبه لأنه مُعرضٌ عن ذكر الله، ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب، ونظرًا لإعراضه عن ذكر الله يجعل الله صدره ضيِّقًا حرجًا وكأنّما يصَّعَّدُ في السماء فيقِلُّ عليه الأوكسجين وكأنه يشعر باختناقٍ في التّنفس نظرًا لأنّ الله جعل صدره ضيّقًا حرجًا، فيكون في ضيقٍ وضنكٍ في الحياة، تصديقًَا لقول الله تعالى: {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
إذًا، الحديث الذي زعم المفترون أنه بيانٌ لها قد تبيّن لمن يريد الحقّ أنه حديثٌ موضوعٌ، وكذلك كافّة الأحاديث عن فِرية عذاب القبر في حُفرة السّوءَة، برغم أننا لا نُنكر العذاب من بعد الموتِ مباشرةً، ولكنه في ذات النّار على الروح من دون الجسد، كما فصّلنا ذلك تفصيلًا من قبل في شأنِ بطلانِ العقيدة الباطلة في عذاب القبر.
وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العالمين ..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
______________