بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وسلام على المرسلين ، وعلى خليفة الله وعبده وأنصاره الأخيار أجمعين .
السلام على صاحب علم الكتاب ورحمة الله وبركاته السلام على كافة الأنصار السابقين الأخيار .
أولاً : قبل التجديف في محيط بيانات صاحب علم الكتاب ، والناطق بالقول الصواب ، أقترح أن نعلم الآتي :-
أ- أن القارىء عندما يقرأ موضوع ما فإنه يتذكر 10%من المعلومات التي قرأها ، وتزداد هذه النسبة بزيادة عدد مرات القراءة للموضوع الواحد .
ب - أن مراحل إتقان القراءة وزيادة المعلومات يمر وفق هرمية معينة ، نبينها كالتالي :-
1- تذكر/ويكون بالقراءة الأولى وتكون العمليات العقلية المصاحبة لعملية القراءة ضعيفة جداً ، وتكاد تقتصر على التذكر الآلي دون فهم المعاني والأسباب .
2- الفهم أو الإستيعاب / ويعني تجاوز مرحلة التذكر ليصل القارىء إلى القدرة على فهم المدلولات والتفسير والتوضيح والتعليل وتحديد الأسباب .
3- التطبيق / وتعني القدرة للوصول إلى ترجمة ما تم قراءته وتطبيق المعلومات في الحياة العملية ،.
4- التحليل / وتعني القدرة على تحليل الموضوع إلى جزئياته المكونة له .
5- التركيب/ أي القدرة على تركيب الموضوع الذي تم تحليله ، وفي نسق جديد حسب الخلفية المعرفية للقارىء .
6- التقويم / ويعني القدرة على إضفاء قيمة على المعلومات التي تم تحصيلها وتثمين قيمتها العلمية ، والدفاع عنها ، والقدرة على الحكم على مضمونها .
ثانياً :- الطريقة العلمية والفكرية التي وفقها تم بناء بيانات الامام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني .
1-ةمن المعلوم أن أي موضوع تكون مكونات البنائية هي التعميمات والأحكام ، وتكون هذه التعميمات (دينية ، تاريخية ،اقتصادية ، سياسية ، ......إلخ)وهذه التعميمات بدورها تتكون من (حقائق ومسلمات ومفاهيم )وإذا لم يشمل التعميم هذه المكونات التي تكون وحداته البنائية فلا يمكن أن يكون التعميم صادقاً .
2- من المسلم به سافاً أن أعلى وأرقى وأصدق المصادر الذي نحصل منه على معلومات مطلقة اليقين يتحاكم إليه البشر هو كتاب الله المحفوظ من التحريف ، ثم يأتي بعده سنة الرسول (ص) الحق التي لاتخالف لمحكم كتاب الله .
3- وعند تطبيق كل ماسبق على بيانات النور نجد أن :-
أ- تعميمات صاحب علم الكتاب التي تمثل الوحدات البنائية لبيانات النور ، فنجد أنها يقينية لأنها :-
1- أنها تتكون من حقائق معرفية (طبيعية ، دينية ، غيبية ) وهذه الحقائق ذات يقين مطلق لأنها مستقاة من كتاب الله .
2- المسلمات التي تكون من ضمن المكونات وتسمى أحياناً (نواميس)،وهي مستقاة من كتاب الله سبحانه وتعالى علواً كبيرا ، وتمثل هذه المسلمات الأرضية التي يتم عليها بناء التعميمات المكونة في مجملها للبيانات ، ومن أمثال هذه النواميس أو المسلمات (أن الله لايمد أعداءه بآياته ومعجزاته ، الله سبحانه وتعالى هو من يصطفي الأنبياء والخلفاء في الأرض ) وهاتين المسلمتين لهن يقين مطلق لأنهن من كتاب الله ، وتوافق الفطرة السليمة والعقل الراجح ،مع العلم أن المسلمات لاجدل فيها ولانقاش .
3- المفاهيم (الدينية ، الغيبية ، الاقتصادية ، التاريخية ، ........إلخ ) والتي تعد من مكونات التعميمات ، والتعميمات وحدات بنائية لبيانات النور ، وكل هذه المكونات مطلقة اليقين لأن مصدرها ومعناها من كتاب الله المحفوظ من التحريف .
*وهذه الحقائق السابقة تدل بما لايدع مجالاً للشك أن بيانات النور بإلهام من مالك الملك الحكيم العليم ، ومن كذّب بها فقد كذب بكتاب الله وسنة رسوله الحق ، لأن هذه البيانات مبنية بإحكام ويقينية لأنها مستمدة لكل مقوماتها من اليقين المطلق (كتاب الله ) حتى على مستوى تعريف الكلمة من كتاب الله (تفسير القرآن بالقرآن).
*إما إذا تأملنا في علوم البشر وطريقة بناء مؤلفاتهم ، نجد أن المكونات البنائية لهذه العلوم لم ترق إلى اليقين المطلق لأنها مجرد اجتهادات بشرية ، فحقائقها غير مطلقة ، ومفاهيمها غير مطلقة اليقين ، ولاتحتوي على مفاهيم غيبية لأن مصدرها غير يقيني .
***فاحمدوا الله على الهداية وأن جعلنا من طلاب مدرسة النور ، ومنهجنا التعليمي هو (كتاب النور والبرهان المبين ) وغايتنا رضوان ربنا (نور السماوات والأرض ) ، والفترة الزمنية للدراسة حسب قدرة كل طال وحسب همته ، والشهادات التي نحصل عليها (زيادة النور في القلوب ) ، وشرط الانتقال من مرحلة إلى أخرى هي (تقوى العلم ) ، والمعلم في هذه المدرسة هو الذي جعل الله له نوراً يمشي به في الناس ، فتزودوا (نور على نور ) .
قال تعالى :
{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة282
صدق الله العظيم
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .