https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=53341
الإمام ناصرمحمد اليماني
7 - 9 - 1433 هـ
26 - 7 - 2012 مـ
11:06 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
بيان الإمام المهديّ إلى المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم، وفتوى خاصة بشأن خدمة بيان نون على هاتف الجوال ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار، وجميع أنصار الله في كل زمانٍ ومكانٍ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أما بعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
ونحيطكم علماً إننا أَذِنّا لحبيب قلبي أحمد الوصابي بخدمة الجوال للبلاغ عن أي بيانٍ جديدٍ في طاولة الحوار العالميّة؛ مدرسة الإمام المهديّ الكبرى لكل البشر وطالبي الحوار والباحثين عن الحقّ جعلناها سواءً للمسلم والكافر للحوار أو لتعلّم العلم بالحقّ، وما نريد قوله في مقدمة هذا البيان هو التراجع عن الاستمرار في خدمة الجوال لأسباب عديدة كما يلي:
1- ليس من مصلحة الأنصار عدم زيارة منتديات البشرى الإسلاميّة إلا في حالة البلاغ ببيانٍ جديدٍ للإمام المهديّ كونها قد تمرّ أسابيع لا يكتب فيها الإمامُ المهديّ بياناً جديداً، وكذلك كثير من الأنصار قد يهجر موقع النور طيلة أسابيع بحجّة أنه لم يأتِه بلاغٌ في الجوال عن تنزيل بيانٍ جديدٍ أو ردٌ من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
والسؤال الذي يطرح نفسه؛ فماذا يحدث لمن يهجر بيانات النور لفترةٍ طويلةٍ؟ والجواب: فسوف يضعف نوره شيئاً فشيئاً، ومن ثم يشعر أنه لم يعُد اليقين كما كان من قبل ولا يعلم عن السبب. وسوف نفتيكم عن السبب، وذلك بسبب توقف الشحن النورانيّ للقلب فإن الذكرى تنفعُ المؤمنينَ، وحتى ولو كانوا مؤمنين من قبل فإن الذكرى تقوّي نورهم، وهجر البيان الحقّ للذكر يضعف نور القلب. وأضرب لكم على ذلك مثلاً وهي بطاريات هواتفكم فأنتم تقومون بشحنها بالكهرباء نصف ساعة في كل 24 ساعة وإن لم تفعلوا فسوف تضعف البطارية شيئاً فشيئاً حتى ينطفئ الهاتف، وكذلك قلوبكم تحتاج إلى شحنٍ مستمرٍ في قراءة البيان الحقّ للذكر ولو لم يكن هناك جديدٌ.
وربما يودّ أن يقاطعني أحد أحبتي الأنصار فيقول: "يا إمامي، ولكنَّني الحمد لله قرأت كافة بياناتِك للقرآن العظيم وهضمتُها جميعاً ولا أرى بالضرورةِ قراءتَها من جديد". ومن ثمّ يردّ على الأنصاري المهديّ المنتظَر وأقول: هيهات هيهات.. وتالله لو لم تستمر في تدبر البيانات الحقّ للذكر فإنه سوف يضعف نور قلبك شيئاً فشيئاً حتى ينطفئ النور.
ويا حبيبي في الله لو كانت نظريتُك حقاً إذا لما أمرنا الله أن نقرأَ القرآنَ غيرَ مرةٍ واحدةٍ، ولكنَّ اللهَ أمرَنا بقراءةِ القرآن وتدبُّره طيلةَ الحياةِ ما استطعنا، ولولا أنّ الله قدّرَ ظُروفَنا لأَمَرَنا بقراءةِ القرآنِ كاملاً في كلِّ ليلةٍ ولكنّ الله خفَّفَ عنّا بِرَحْمَتِه كونَ ذلِكَ سَوْفَ يَكونُ شاقّاً عَليَنَا لِكُثْرَةِ القرآن فلنْ نَسْتَطِعْ أن نُحصي قِراءَةَ القرآنِ كُلِّهِ في لَيْلَةٍ واحدةٍ، ومِنْ ثُمَّ خَفّفَ عَنّا بِرحَمَتِهِ فَنَقْرأُ ما تيسّرَ مِنَ القُرْآنِ. وقال الله تعالى: {وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)} صدق الله العظيم [المزمل].
فما هي الحكمة من تكرار قراءة القرآن بتدبرٍ واستحضار القلب؟ وذلك لكي تشحنوا قلوبكم بنور القرآن العظيم، وكذلك البيان الحقّ للقرآن العظيم فمَنْ طوَّل في هجره فسوف يضْعًفُ نورَهُ ويَخُفُّ يَقينهِ شيئاً فشيئاً حتى يَنْطَفِئ فينقلبُ على عَقِبَيْهِ، فالحذرُ الحذرُ ما اسْتطَعتُم فكلُّما وجدتم أنَّ لديكُم وقتَ فراغٍ فاهْرَعوا لموقع البشرى لِتَشحَنوا قُلوبَكم بنورِ البيان الحقّ للقرآنِ العظيمِ، فإن لم تَجِدوا بَياناً جَديداً للإمامِ المهديّ فاقرأوا ما تيَسّر من البياناتِ القديمةِ وسوف تجدون أنها تزيدكم نوراً فتخشع من كثيرٍ منها القلوبُ وتدمعُ الأعينُ ممّا عرَفتم من الحقّ.
2- إن وجودَكم وزيارتكم لموقع البشرى فيه فائدة كبرى للإمام المهديّ ولكم ولدعوة المهديّ العالميّة كونكم تعينون إمامكم على الردود على السائلين باقتباسكم الجواب للسائل فتأتون له باقتباس الجواب من بيان الإمام المهديّ مما يُوفِّرُ على الإمام المهديّ الوقت ويتسنى له الوقت أن يكتب لكم وللباحثين بياناً جديداً فيه مزيد من علم الكتاب، وكذلك يستفيد نواب الردود أثناء البحث في الموقع في بيانات الإمام المهديّ ليقتبسوا الإجابات للسائلين، فالنواب يستفيدون فائدة كبرى بالإلمام وبمزيد من الفهم وبسطة العلم على كافة الأنصار كمثل حبيب قلبي أبو محمد الكعبي ومن على شاكلته من الأنصار.
وتالله إني أستعجب منهم كيف استطاعوا ان يأتوا بالاقتباس بالرد على السائلين من بياناتٍ بعض منها لها سبع سنوات وست سنوات! فقلت: يا سبحان الله العليم الحكيم فكيف استطاع هؤلاء الأنصار أن يجدوا الردّ من بين آلاف البيانات! إنّ هذا لشيءٌ عُجابْ.
وتالله لولا إنّ ربي يُعلِّمني بالرَدِّ لما استطعتُ أن أجِدَ كثيراً من الردود لآتي للسائلين بها من بيانات منذ سنوات كتبتُها، ولكنّ العثورَ عليها أراهُ صَعباً جِداً بسببِ تشابُهِ البياناتِ وتِكرارَ بعضٍ منها بسبب الترابط بين آيات القرآن العظيم.
ولربما يوَدُّ حبيب قلبي أبو محمد الكعبي أن يقول: "يا إمامي فالأمر بسيطٌ، فسوف أُعلِّمُكَ كيفية الطريقة التي أُحضِرُ بها البيان المطلوب". ومن ثم أقول: يا حبيب قلبي وقلوب الأنصار، لا حاجة لي بذلك فما كتبته مخزون في ذاكرتي بفضلٍ من ربي، وإنما يكلِّفُني كتابتَه كرَدٍّ جديدٍ ليَزيدني ربي عِلْماً وحكماً، ورضي الله عنكم وأرضاكم وشكر الله سعيكم وجهودكم في نشر الدعوة والتبليغ. فمجموعة يردون في موقع البشرى وآخرين يقومون بنشر الدعوة والتبليغ بالبيان الحقّ للذكر بكافة مواقع البشر بمختلف لغات العالم ما استطعتم.
ويا أحبتي في الله أرجو أن تتحمل طائفة منكم مسؤولية التبليغ للعجم ولا تحصروا التبليغ على العرب والمسلمين فإن العجمَ هم أقربُ للتصديق والإيمان بالبيان الحقّ للقرآن العظيم لو فقهوه، وأما علماء المسلمين فإني أرى كثيراً منهم أشد كفراً بدعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وآخرين ممن أظهرهم الله على بيانات الهدى لم يكذِّبوها، ولكنهم لم يكونوا موقنين ولا يزالون مذبذبين فلا هم مع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولا هم ضدي! وأما أشد علماء الأمّة كفراً بدعوة الإمام ناصر محمد اليماني فهم الذين لم يطّلعوا على بيانات الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وإنما سمعوا بشخصٍ يقال إنه في الأنترنت العالميّة يقول إنه الإمام المهديّ واسمه ناصر محمد حتى إذا سمعوا بذكر اسمه استشاطوا غضباً على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ويقولون: "بل هذا رجل كذاب"، ولئن سألهم السائلون عن سبب الحكم عليه أنه كذّاب ولم يقرأوا بياناته بعد، ومن ثم يردون عليه من لم يجعلهم الله من أولي الألباب فيقولون: "كفى باسمه ناصر محمد برهاناً على أنه على باطل كذاب كون اسم الإمام المهديّ هومحمد بن عبد الله"، وآخرون يقولون: "بل اسمه محمد بن الحسن العسكري"، وآخرون: "بل اسمه أحمد الحسن اليماني"، وآخرون: "بل اسمه اللحيدي"، وآخرون: "بل اسمه ميرزا غلام". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ المنتظَر الحق من ربهم خليفته عليهم (ناصر محمد) وأقول: وتالله لو كنتم في عهد محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لكنتم من أشدّ الناس كفرا بمحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولم أظلمكم شيئاً بهذه الفتوى، وتعالوا لأعلمكم يا معشر علماء الأمّة الذين يحكمون على الداعيّة من قبل أن يستمعوا إلى قوله ومنطق علمه عن سبب كفركم بالحقّ من ربكم لو كنتم في عصر بعث جدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فبما إن لديكم من علوم أهل الكتاب فمجرد ما تسمعوا إنه يوجد رجل بعثه الله نبياً جديداً من بعد عيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام ويقول إنه يوحى إليه بكتابٍ جديدٍ اسمه القرآن العظيم فأوّل قولكم لمن يخبركم فسوف تقولون وما اسمه فسوف يخبركم المحدث ويقول اسمه (محمد بن عبد الله)، ومن ثم تستشيطون غضباً فتقولون: "بل هذا النبي كذابٌ أشِر وليس النبي الذي وعد الله به على لسان عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام". ومن ثم يقول لكم المحدثين: "ولكن ما هو برهانكم على إنه كذابٌ أشِر وليس نبيّاً جديداً وأنتم لم تتدبروا القرآن الذي جاء به وتتبينوا من سلطان علمه؟". ومن ثم يكون جوابُكم: "لا داعي لذلك فيكفي برهانٌ على أنَّه كذابٌ أشِر قول الله تعالى في كتاب الإنجيل: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6]، وهذا اسمه محمد فأين أحمد من محمد فلا تتَّبعوا هذا الرّجُلِ فإنه كذابٌ". ومن ثم تصُدون عن محمّدٍ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم أعظم من صدِّ الكافرين من أهل الكتاب عن الحقّ من ربِّهم. والسؤال الذي يطرح نفسه، فما هو سبب فتنتِكم حتى كفرتُم بالحقِّ من ربِّكم من قبل أن تستمعوا إلى سلطان العلم؟ والجواب إنَّ سبب فتنتِكم هو في الاسم، في قول الله تعالى: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6].
كونُكم لا تعلمون أن للأنبياء من اسمين اثنين في كتاب علمه تعالى كمثل نبيّ الله إسرائيل فهو ذاته نبيّ الله يعقوب، ولله حكمةٌ بالغة ٌفي ذلك لكي تعلموا أنّ الله جعل الحجّة في العلم ولم يجعلها في الاسم نظرا لتشابُه الأسماء بين البشر، وتالله إنَّ بعضاً منهم يتشابه اسمه مع شخص آخر إلى الاسم الرابع فتجد أنّ اسمه فلان بن فلان بن فلان بن فلان، على سبيل المثال (عبدالله علي عبد الله صالح) ولكني أعلم أنَّ هذا الشخص في قريتِنا وليس من أبناء الرئيس علي عبد الله صالح.
ويا قوم، لم يجعلِ اللهُ الحجّة في الاسم؛ بل في سلطان العلم برغم إن اسم النبي المبعوث من بعد عيسى عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى على لسان عيسى ابن مريم: {اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم، ولكن محمد رسول الله معروفٌ أنّ اسمه محمد منذ أن كان في المهد صبياً، ولم يجعل الله ذلك حجّة على جدي محمدٍ رسول الله لأهل الكتاب؛ بل أقام عليهم الحجّة بسلطان العلم، وكذلك هم يعلمون إن الحجّة ليست في الاسم؛ بل هي في العلم كونَ للأنبياءِ اثنين من الاسماء في كتاب علام الغيوب، وأما أنتم فلم يقُلِ الله و رسوله إن اسم الإمام المهديّ هو (محمد بن الحسن العسكري)، ولم يقل الله لرسوله إن اسم الإمام المهديّ محمد بن عبد الله؛ بل هي أسماء سمّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يذكر لكم محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أيَّاً من أسماء الإمام المهديّ غير اسم الصفة فقط (المهديّ المنتظَر)، ولكن الضالون من أسلافكم من قبلكم من الأمم القريبة من أجيالكم اصطفوا الإمام المهدي، وسميتم الإمام المهديّ وأبيه وجده من عند أنفسكم وأنتم اتبعتم آباءَكم اتباع الأعمى لمن يقوده في الطريق دونما أن تبصروا أو تتفكروا فيما وجدتم عليه آباءَكم، وكذلك اتبعتم كلَّ مفتَرٍ على الله ورسولِه واعتصمتم به، وقد فضحكم الإمام المهديّ الحقّ من ربكم، فإن معشر علماء هذه الأمّة لم يعودوا على كتاب الله القرآن العظيم ولا سنة نبيه الحقّ؛ بل معتصمون بكثيرٍ من أحاديث وروايات الشيطان الرجيم ويحسبون أنهم مهتدون وهم ليسوا على شيء، كونهم لم يُقيموا ما أنزل الله في القرآن العظيم إلا قليلاً مما وجدوه يتشابه مع ما لديهم من الأحاديث والروايات، ولكن حين يجدون آية محكمة بيِّنة جاءت مخالفَة لمعتقدِهم في الروايات والأحاديث فسرعان ما ينبذون كتابَ الله وراء ظهورِهم ويقولون لا يعلم تأويلَه إلا الله افتراءً على الله، ولم يقل الله تعالى إنه لا يعلم تأويلَ القرآن إلا الله بل المتشابه فقط.
وعلى كل حالٍ فكم استفزَزْت علماءَ المسلمين للحضور للحوار في طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر من قبل الظهور لنخرجهم من كهف الظلمات في قعر بحر لُجِّيٍ إلى النور فأبَوا الحضور، وقالوا: "وأيُّ مهديٍّ منتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور؟ بل المهديّ المنتظَر يظهر في المسجد الحرام فيبايعه الناس". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكنه قد ظهر لكم في المسجد الحرام مهديٌّ منتظَر زايد مهدي منتظَر، وبين الحين والآخر يظهر لكم مهديّ منتظَر جديد في المسجد الحرام فيقول لكم إنه المهديّ المنتظَر ويطلب البيعة ولم تصدقوهم وهل تدرون لماذا لم تصدِّقوهم؟ كونَهم لم يقيموا عليكم الحجّة بسلطان العلم بل هم مثلُكم تشابهت قلوبُهم مع قلوبِكم فقد زعموا ما زعمتم أنّ المهديّ المنتظَر يظهر في المسجد الحرام للبيعة مباشرة وعلى الناس أن يصدقوه وما يُدري الناس في المسجد الحرام إن هذا هو المهديّ المنتظَر ما لم يكن الحوار من قبل الظهور ومن بعد التصديق يظهر المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق.
ولربّما يود أن يقاطعني أحد علماء الشيعة الاثني عشر فيقول: "يا ناصر محمد نحن علماء الشيعة من سوف يُفتي الناس بالحقّ كيف يعلمون المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم إذا ظهر في البيت العتيق، وذلك لأنّ الله سوف يرسِل معه الملائكةَ مقترنين فيُنادي جبريل من فوق رأسه فيقول هذا خليفة الله الإمام المهديّ فبايِعوه". ومن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر على الشيعة الاثني عشر وأقول: ما أشبه قلوبكم بقلوب الكفار الذين قالوا: {فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ (56)} صدق الله العظيم [الزخرف].
أم إنكم لا تعلمون بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54)} صدق الله العظيم؟ ويقصد أن فِرعَونَ استخفَّ بعقول قومه الذين لا يتفكرون فأَقنعهم أنَّ موسى كذاب ولو كان مرسلاً من ربه لألقى عليه أسورة من ذهبٍ فأغناه أو أرسل معه ملائكة مقترنين به ليعرِّفوه للناس إنّه رسولٌ من ربّ العالمين، ومن ثم اقتنع قومُه أنه مجردُ ساحرٌ كذابٌ فأطاعوا فِرعَوْنَ فجعلهم الله مثلاً للذين لا يعقلون، وكذلك الشيعة يعتقدون أن المهديّ المنتظَر يظهر في المسجد الحرام وأن الله يرسل مع الإمام المهديّ جبريل عن يمينه وإسرافيل عن يساره فيقولون للناس هذا خليفة الله المهديّ فبايعوه ثم يبايعه الناس، وإنه لكاذب من يعتقد بذلك من الشيعة الاثني عشر.
وأما علماء أهل السّنة وما أدراك ما علماء أهل السّنة فيقولون: "بل نحن الذين نعرف الناس به فنقول للناس إن هذا هو الإمام المهديّ فبايعوه". ومن ثم يقول الإمام المهديّ فهل تعلمون الغيب يا أَشَرَّ الدواب؟ ولربّما يود أن يقاطعُني أحدُ علماءِ الشيعة أو السُنّة فيقول: "احترم نفسك يا ناصر محمد من التطاول على علماء الشيعة والسنة" ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ الحق من ربهم وأقول: لست من وصفتكم؛ بل الله في قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:22].
ولربما يود أن يقاطعني أحد علماء السنة والشيعة فيقول: "ومن قال لك إننا لا نعقل يا ناصر محمد؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وتالله لو كنتم تعقلون لما اتبعتم الروايات التي لا يقبلها عقل ولا منطق، فأما الشيعة فاعتقدوا بهذه الرواية المفتراة كما يلي:
ولرُبَما يَوَدُّ أن يقاطعَني أحدَ عامّة المسلمين فيقول: "يا ناصر محمد لقد تجنّيْتَ في حقِّ علماء المسلمين". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: قال الله تعالى: {إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم.
ألا واللهِ لو كانوا يعقِلون لاستجابوا لدعوةِ الاحتكامِ إلى كتابِ الله القرآنِ العظيمِ وأعلنوا الكفرَ بما يخالِف لمحكَم كتابِ الله القرآن العظيم سواءً يكونُ في التوراةِ أو في الإنجيلِ أو في السنَة النبويّة، وإن كانوا يرون أنَّ ناصرَ محمدٍ اليماني ضالٌ مضلٌ يُضِلُّ المسلمينَ فوجب عليهم الدفاع عن حياض الدين بكل ما أوتوا من سلطان العلم الحقّ في كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، ولكنها أوشكت السنة الثامنة أن تنقضي ولم يستجبْ لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لا علماء المسلمين ولا علماء النصارى ولا علماء اليهود كونهم على نهجٍ واحدٍ مخالفٍ لنهج كتاب الله القرآن العظيم، كلا لا وَزَرْ فأينَ الَمفَرْ يا مَعشرَ المُعرضين عن الذكر ليلةَ يسبِقُ اللّيلُ النهارَ ليلة ظهور المهديّ المنتظَر على كافة البشر وأنتم وهم صاغِرون مهطِعون، فتظل أعناقُكم لخليفةِ الله خاضعة، والأيامُ بيننا وإنّ لعنةَ الله على الكاذبين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
عدُوِّ أَعْدَاءِ الدِّيِنِ والمُسْلِمِيِنَ خَلِيِفَةُ اللهِ عَلَى العَالَمِيِنَ؛ الإِمامُ المهديّ نَاصِرَ مُحَمَّدٍ اليَمَانِي.
ــــــــــــــــــــــــ