الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله الأطهار وكافة المرسلين وعباده الصالحين
مرحبا بأخينا وحبيبنا العتيبي في منتدى البشرى ، فلقد عرفنا الامام ناصرا محمد اليماني عبدا صالحا يدعو الى الحق ويهدي الناس بالحكمة والكلمة الطيبة من بيان الذكر الحكيم وهو متبع وليس مبتدع يدعو الناس ببصيرة جده محمد صلى الله عليه وسلم حتى يجمع المسلمون كلمتهم وقلوبهم فيجمعوا أمرهم بالحق على فترة من الفتن والزلازل والله تعالى سيصلحه في ليلة أي سيعد له أمر الخلافة فتكون البيعة بظهوره ودعوته تختلف عن كل من ادعى المهدية فسرعان ما يتبين كذبهم ودجلهم أما الامام ناصر محمد بين لنا من بيان الذكر بالحق وبين صدقه ببراهين العلم ويدعو العالمين الى الاحتكام الى القرآن وسيزودك الأحباب الأنصار ببيانات الامام بالحق .
قال تعالى ( قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) الآية
وقال تعالى ( يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَئٍْ عَلِيمٌ ) الآية ،
فتأمل حبيبي في الله العتيبي يرحمكم الله الحكمة الالهية وأنوار الهداية الالهية التي تختلف كل الاختلاف عما عرفناه فالتوجهات الفكرية كيفما كان نبوغها لا تدرك مقدار هذه الحكمة البالغة لأن هذه الحكمة جليلة بقدرها يقذفها الله في قلوب تزكت وتطهرت فيغمرها اليقين فتستضيء بأنوار الحق وتتبع سبل سلامه الأطهر .
فسبحانك أنت الكريم ذو الغنى المحقق وأنت مبدع الموجودات ونورك الساطع فلق الظلمات وقدرتك القاهرة رفعت السموات وهذا فيض افضال جودك غمر المخلوقات وبجنات صفاتك أشرقت الأنوار في العالمين فيا غاية كل مأمول تعرفت لكل شيء بصفاتك وعرفتهم أنك وحدك المقصود دون سواك وعرفتهم قدرك وأنه لا ينال فضل الا بفضلك فتوسلنا بفضلك الى فضلك فدللتنا الى اسمك الطيب الطاهر المبارك الأحب اليك من جنات ذاتك وصفاتك .
سألناك يانور الكمال : رضا نفسك على عبادك الذين ظلموا أنفسهم ، سألناك بفضلك الأطهر مسبحين فلا يكون في وجودك الا ماسبق به علمك فيما سبق من التقدير والقضاء الحتم الذي لا راد لحكمك الا بما أردت في سابق علمك ، فنسألك اللطف في قضائك والعناية
والوصول حتى تشرق أنوار السعادة العظمى ورضوانك الأطهر ، فقوتك القاهرة خوفتنا من سطوة عدلك فعزمنا على طاعتك من حيث أنك آمر وعجزنا عن أداء حقها لأنك القوي القاهر ، فان قصرت همتنا عن قدرتك فعلا وجزما فما قصرت بفضلك واقتدارك محبة وعزما
فأصبح رضا نفسك غايتنا المأمولة التي تتحقق بها المفاوز بفضلك الأطهر تنافسا لجليل قدرك واذا أشرقت البشارات منعمة بنور ربها غمرنا الفرح والسرور .
فأنت سبحانك أطلقت سوابق الأرواح في ميادين الأزل وناديتها بأنوار الجمال فأجابتك بأنواع الكمال ملبية خاضعة سابحة بفضلك في بحار الذات متحققة بكمال غناك ، فيا أمنية الراغبين والمحبين والصادقين كيف تردنا خائبين وأنت الغني الكريم ذو الغنى المحقق وببهجة جنات ذاتك غمرتنا بأنوار قربك وشرفت من ابتغى وجهك الأعلى رضوانك وجودك الذي بسطت فوق كل جود فكم حير كمال قدسك من ذي لب في تيه الأفكار وانما الأشياء برحمتك يا أرحم الراحمين وطاعتهم وعملهم لا يكافئ ما وهبت من نعم فنسألك نظرة الحنان والعطف برضا نفسك واختم لنا بالسعادة ونور وجوهنا بنور صفاتك وأضحكنا وبشرنا واجعل يدك مبسوطة علينا ومن معنا برحمتك يا أرحم الراحمين
قال تعالى في محكم الذكر :
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وتأمل أخي الحبيب قوله تعالى ثانية لتعرف لما ذكرتك بهذه الآية الكريمة والتي تفيض حسنا وطهرا ولطفا ورحمة وقدسية واكرام :
قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ
واعلم يا أخي الحبيب العتيبي أن الامام ناصر محمد اليماني وأنصاره الكرام يحبون
الله ورسوله ولا يشركون بعبادة ربهم أحدا ، ولا يتخذون من دون الله أندادا وأقسموا على ذلك
حتى يلقوا الله تعالى وهو عليم بما في نياتهم ، جهادهم المبارك والمزكى اجماع أمر المسلمين
وقلوبهم وجمع كلمتهم والاحتكام الى كتاب الله تعالى ، غاياتهم المزكاة هي رضوانه تعالى
فهؤلاء الذين اختلفوا أتظنهم أخي الحبيب على حق وكل حزب بما لديهم
فرحون ينتظرون أن يأتيهم مهدي موافق لأهوائهم وذلك لأنهم لم يسترشدوا بفوائد
العزم نورا من الكتاب ، فما أكثر علماء الملالي والسلاطين وما أكثر من رضعوا من فهمهم
المقلد والله تعالى وهبهم عقولا ليتدبروا أنوار الحق نورا من الكتاب ، أفلا يسترشدوا بالحق
ويجمعوا كلمتهم باتباع أحسن ما أنزله الله نورا من الكتاب ويعقدوا عزمهم على الصدع
بكلمة الحق في وقت وظرف عصيب بفتنه التي تنخر جسم هذه الأمة المكرمة والمرحومة . .