الموضوع: فكيف يسعد الحبيب بعد أن أُعلم أنَّ من يحبُّه متحسّرٌ وحزينٌ؟

النتائج 1 إلى 10 من 17
  1. افتراضي فكيف يسعد الحبيب بعد أن أُعلم أنَّ من يحبُّه متحسّرٌ وحزينٌ؟

    أقسم بالله العظيم المستوي على عرشه العظيم أنّ حال الرحمن المستوي على عرشه العظيم متحسّرٌ وحزينٌ على كافة عباده الذين كذّبوا برسل ربّهم من الكافرين الضالّين من الناس أجمعين، فما بالكم بحسرة الله على المؤمنين الغافلين؟
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 32231 من موضوع عاجل من الإمام المهديّ المنتظَر إلى قومٍ يحبهم الله ويحبونه في العالمين ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - صفر - 1433 هـ
    16 - 01 - 2012 مـ
    09:46 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشـاركة الأصليَّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=32232
    ـــــــــــــــــــ



    عاجل من الإمام المهديّ المنتظَر إلى قومٍ يحبهم الله ويحبونه في العالمين ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله والأطهار وجميع أنصار الله في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..
    سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبّتي الأنصار والباحثين عن الحقّ جميعاً، ويفتيكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أنّ كلمة ابن فلان لا تكون ضروريّة في الاسم إلا حين يأتي اسم الابن مكرراً، مثال:

    علي علي، أو محمد محمد، أو صالح صالح، أو سعيد سعيد، فهنا لا يصح نطق الاسم بهذا اللفظ، ولا يصح كتابته إلا بالفصل بين الاسمين المتكررين بكلمة (ابن) لكي تفصل بين الاسمين المتكررين وإلى النطق بالحقّ:
    1 - علي بن علي
    2 - محمد بن محمد
    3 - صالح بن صالح
    4 - سعيد بن سعيد


    وهكذا تجدون كلمة (ابن) تأتي حتمية عندما يتكرر لفظ الاسم في اسم الابن والأب سواء يتكرر الاسم في أوّله أو من بعد أوّله فلا بد من ذكر الابن. وعلى سبيل المثال: (محمد علي بن علي)، فتجدون الاسم الأول لا يشترط فيه ذكر كلمة ابن كون الاسم الأول والثاني غير مكررين بل (محمد علي)، ولكن حين جاء اسم الجدّ مكرراً مع اسم الأب فتجدوا ألسنتكم تنطقه بالحقّ (محمد علي بن علي).

    إذا كلمة (ابن) لم تكن شرطاً في اللغة العربيّة إلا حين يأتي اسمان تكرّرا مرّتين واحداً تلو الآخر سواء اسم الابن والأب أو اسم الجدّ والسيد، أو حتى يتكرر الاسم في النسب كامل مثال: صالح صالح صالح، فلن تجدوا ألسنتكم تنادي صاحب ذلك الاسم فتقولون: (يا صالح صالح صالح) بل تجدون ألسنتكم تقول: (يا صالح بن صالح). وهكذا حتى لو تكرر الاسم إلى الجدّ السابع وأكثر فأينما وجد أن الاسم تكرر ذكره تَتْرَى فلا بد من الفصل بينهم بكلمة (بن)، وأما حين يأتي اسم الابن غير مكرر في اسم الأب فبأي حقّ تجعلون كلمة (بن) تفصل بينهما ما دام لا يوجد تكرار اسم الابن مع اسم الأب؟ مثال:
    1 - ناصر محمد
    2 - علي صالح
    3 - محمد أحمد
    4 - عبد الله طاهر


    وكذلك جميع الأسماء التي لم يأتِ فيها اسمان مكرران تَتْرَى بشرط أن يكونا وراء بعضهما (فهد فهد، أو سلطان سلطان) فهنا يجب ذكر كلمة ابن فنقول: (فهد بن فهد) أو (سلطان بن سلطان).

    إذاً يا أحبتي في الله فلو كان اسم الإمام المهدي ((ناصر ناصر)) فهنا لا بدّ لكم من أن تذكروا كلمة ابن للفصل بين الاسمين اللذين تكرّرا، ولكن الله لم يجعل اسمي يتكرّر ذكره في اسم أبي حتى لا تكون ألسنتكم مجبرة على ذكر كلمة ابن للفصل بين الاسمين، ولذلك قدّر الله اسم المهديّ المنتظَر أن يكون:
    ((الإمام المهدي ناصر محمد))، وذلك لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر، ويا سبحان الله من الذين لا يريدون الحقّ فتجدونهم يحرفون في الاسم حتى لا يكون الحقّ بيِّنٌ، فتجدونهم يقولون أحياناً (محمد ناصر اليماني)، وأحياناً يقولون (ناصر بن محمد)، ألا والله إنّ الذين يقولون ذلك بتعمدِ الفصل بين الاسمين لِيُذْهَبَ بالصفة فإنّهم لا يريدون الحقّ ولن يهديهم الله إلى الحقّ حتى يسلِّموا للحقّ تسليماً، ومن ثمّ يقيم عليهم الإمام المهدي الحجّة بالحقّ فأجعلهم يقرُّون ويعترفون بالحقّ وهم صاغرون، ونقول: يا معشر كافة علماء المسلمين، أفتوني أحين يبعث الله المهديّ المنتظَر فهل يبعثه إليكم من الأنبياء والمرسَلين؟ ومعلومٌ جواب كافة علماء المسلمين فسوف ينطقون جميعاً بلسانٍ واحدٍ موحد بكلمة الحقّ فيقولون: "لا ينبغي أن نعتقد أنّ الله يبعث الإمام المهديّ المنتظَر نبيّاً أو رسولاً كوننا لو نعتقد بذلك إذاً لكفرنا بفتوى الله في محكم كتابه في قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب:40]"، ومن ثمّ تقولون: "إذاً يا أيّها السائل عن عقيدة المسلمين في بعث الإمام المهدي المنتظر، فاعلم أننا نؤمن ببعثه بالحقّ جميعاً وإن اختلفنا في الاسم ولكننا نتفق جميعاً في عقيدة بعث الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". انتهى جوابكم الموحد.

    ومن ثمّ نقول لكم وما تقصدون بهذا الاسم بقولكم أنكم تشهدون أنّ الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فهل تعتقدون أنّه رسولٌ جديدٌ من ربّ العالمين؟ ومعلوم جوابكم فسوف تقولون: "ما خطبك يا هذا لم تفهم المقصود؟ ألم نقل لك أننا لو نعتقد أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر رسولاً جديداً من بعد محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقد كفرنا بفتوى الله في محكم كتابه:
    {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب:40]. إذاً تبيّن لك الحقّ في العقيدة الحقّ أننا كافة علماء المسلمين برغم اختلافنا في الاسم للمهديّ المنتظَر ولكنّنا اتّفقنا أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بمعنى أنّ الله يبعثه ناصراً لمحمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيدعوننا إلى اتّباع ما تَنَزَّل على محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيحاجّنا بكتاب الله وسُنّة نبيّه فلا يأتي بوحيٍ جديدٍ بل يتبع البصيرة التي كان يحاجّ الناس بها جدّه محمد رسول الله بالقرآن العظيم".

    ومن ثمّ يقيم عليكم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحُجَّة وأقول: وأنا على ذلك لمن الشاهدين أنّ الله لن يبعث إليكم المهديّ المنتظَر نبيّاً ولا رسولاً بل يبعثه الله ناصرَ محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين، وأشهد أنّ الإمام المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وما بعد الحقّ إلا الضلال، فليس لجميع المسلمين إلا أن يشهدوا في عقيدة بعث الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كون الله لن يبعث المهديّ المنتظَر نبياً ولا رسولاً بل يبعثه الله ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فمن اعتقد بغير هذه العقيدة الحقّ فإنّي أشهد بالله أنّه قد كفر بما أنزل على محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في قول الله تعالى:
    {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب:40].

    فما بال هؤلاء القوم لا يكادون أن يفقهوا قولاً ولا يهتدوا سبيلاً؟

    ولربّما يودّ أحد علماء الشيعة أن يقاطعني فيقول: "بل نحن نعتقد ببعث الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري". أو يودّ أحد علماء السُّنة أن يقول: "بل نعتقد ببعث الإمام المهدي محمد بن عبد الله". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: ولماذا تعتقدون بهذين الاسمين المختلفين أحدهما محمد بن عبد الله والآخر محمد بن الحسن العسكري؟ فهل أخبركم محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أنّ اسم الإمام المهديّ المنتظَر محمد بن الحسن العسكري، أو أخبركم أنّ اسم الإمام المهدي محمد بن عبد الله؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. ومعلومٌ جواب الشيعة والسُّنة بلسانٍ واحدٍ سيقولون اسمه: "يا هذا فنحن شيعة وسُنة قد اتفقنا في الحديث الحقّ عن النبيّ بالنسبة للاسم، فقد أشار إليه النبيّ عليه الصلاة والسلام وأفتانا عن اسم المهديّ المنتظَر فقال عليه الصلاة والسلام:
    [ يواطئ اسمه اسمي ]. فهذا يعني أنّ اسم الإمام المهدي يأتي مطابقاً لاسم النبيّ (محمد)، ولذلك تجدنا شيعة وسُنة قد اتفقنا في اسم الإمام المهديّ المنتظَر (محمد)، وإنّما اختلفنا في اسم أبيه فمنّا من يعتقد أنّ اسم أبوه الحسن ومنا من يعتقد أنّ اسم أبوه عبد الله."

    ومن ثمّ يقيم عليكم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد الحجّة بالحقّ وأقول: إنّي أشهد الله وكافة عباد الله في الأرض والسماء وكفى بالله شهيداً لئن استطعتم كافة علماء الشيعة والسُّنة أن تثبتوا لغةً وشرعاً أنّ التواطؤ لغةً وشرعاً تعني التطابق فقد أصبح المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كذاباً أشِراً وليس المهدي المنتظر. ألا والله لا تستطيعون أن تثبتوا لغةً وشرعاً أنّ التواطؤ يُقصد به التطابق؛ بل التواطؤ لغةً وشرعاً يقصد بها التوافق، وتبين لكم الحقّ أنّ محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حين أفتاكم بالإشارة إلى ذكر الاسم محمد أنّه يأتي موافقاً في اسم الإمام المهدي ناصر محمد، وفي ذلك حكمةٌ بالغةٌ كون الإمام المهدي لن يبعثه الله نبياً ولا رسولاً بل يبعثه الله ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن أبَيتُم وكفرتم بقول محمدٍ رسول الله الحقّ في فتواه عن اسم الإمام المهدي أنّ اسم النبيّ يوافق فيه، ومن ثمّ تقولون كون التواطؤ للاسم محمد في اسم الإمام المهدي يقصد به التطابق، ومن ثمّ نقيم عليكم الحجّة بالحقّ ونقول: فما دمتم أصررتم أنّ التواطؤ يقصد به التطابق، فتعالوا لنختبر فتواكم وفتوى الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد، ونقول: فهل يصح لغةً وشرعاً أن نقول: (تطابق محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأبو بكر الصديق عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب)؟ ومعلوم جواب كافة علماء الشيعة والسُّنة فسوف يقولون: كلا لا يصح أن نقول:
    ( تطابق محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأبو بكر الصديق عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب )

    ومعلومٌ جواب كافة علماء الشيعة والسُّنة فسوف يقولون كلا لا يصح أن نقول؛ بل الصح هو أن نقول:
    ( تواطأ محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأبو بكر الصديق عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب )

    وكذلك يصح أن نقول:
    ( توافق محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأبو بكر الصديق عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب)

    ومن ثمّ نقول الآن حصحص الحقّ وتبيّن لكم أنّكم كنتم خاطئين في عقيدة اسم الإمام المهدي، وعلمتم أنّ محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يفتِكم أنّ الاسم محمدٌ يطابق اسم الإمام المهدي؛ بل أفتاكم بالحقّ وقال عليه الصلاة والسلام:
    [يواطئ اسمه اسمي]؛ بمعنى أنّ الاسم محمد يوافق في اسم الإمام المهدي (ناصر محمد)، وأقمنا عليكم الحجّة بكل المقاييس ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وما بعد الحقّ إلا الضلال، وبرغم أن الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في بسطة العلم.

    ألا والله الذي لا إله غيره لا يستطيع أن يهيمن كافة علماء الشيعة والسُّنة على الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد لئن قبلوا شرط الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد، ولربّما يودّ أن يقاطعني كافة علماء الشيعة والسُّنة وكافة علماء المذاهب الإسلاميّة بلسان واحدٍ ويقولون: "فما هو شرطك يا ناصر محمد؟"، ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: أُشهد الله وكفى بالله شهيداً أن ليس للإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد على كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود إلا شرط واحد لا غير، وهو أن يقبلوا الله سبحانه وتعالى هو الحَكَمُ فيما كانوا فيه يختلفون، وأنّ ليس على الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد إلا أن يستنبط لهم حكم الله بالحقّ فيما كانوا فيه يختلفون، وآتيهم بحكم الله من آيات تفصيل الكتاب في محكم القرآن العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بالحقّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وكذلك شرط علينا غير مكذوب أن نأتي بحكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فنأتيكم به من آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وعامة المسلمين كونّهن من آيات أمّ الكتاب البيّنات لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ، فأضرب عقيدتكم الباطلة ضرباً بسيف الذكر الحكيم، فأنسفها نسفاً كرماد اشتدت به الريح في يومٍ عاصفٍ، وأقول: يا معشر الشيعة والسُّنة لقد كفرتم بقول الله تعالى أنّ الله هو من يصطفي خليفته وأنْ ليس لكم من الأمر شيئاً، وكما خلق الله آدم واصطفاه خليفته في الأرض فكذلك خليفة الله الإمام المهدي يخلقه الله ويصطفيه، وليس لكم من الأمر شيء، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني علماء الشيعة فيقول: "فنحن لم نختَر الإمام محمد بن الحسن العسكري كون عقديتنا أنّ الإمام هو مصطفى من ربّ العالمين، وأن ليس لنا الخيرة في اختياره"، ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: إذاً فلماذا اصطفيتم لكم إماماً ما أنزل الله به من سلطان وسمّيتموه محمد بن الحسن العسكري؟ فأين بسطة العلم الذي آتاه الله في علم الكتاب؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، ولن تستطيعوا ما دامت السماوات والأرض ولو كان بعضكم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً.

    وأما علماء السُّنة وما أدراك ما علماء السُّنة فقد حرّموا على المهديّ المنتظَر إذا بعثه الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور أن يقول أيّها الناس إنّي الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم قد جعلني الله للناس إماماً وزادني على كافة علماء الأمّة بسطةً في علم الكتاب حتى أهدي العالمين بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، وإن غلبتموني ولو في مسألةٍ واحدةٍ من القرآن العظيم فلست الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد، ولكن للأسف ما كان قول كثير من علماء السُّنة إلا أن قالوا: "إنك كذاب أشِر ولست المهدي المنتظر بل لا ينبغي للمهديّ المنتظَر إذا حضر أن يقول لنا أنّه المهدي المنتظر بل نحن من سوف نعرّفه على نفسه ونقول له أنّه هو المهدي المنتظر، وحتى ولو أنكر فسوف نجبره على البيعة مُكرهاً وهو صاغرٌ". ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: وما يدريكم أنّ هذا الشخص هو المهديّ المنتظَر خليفة الله الذي جعله الله إمام الأنبياء والمرسَلين كما جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم؟

    ويا عجبي الشديد منكم يا معشر علماء السُّنة والجماعة! فكيف أنّكم تعتقدون أنّ الإمام المهديّ المنتظَر يبعثه الله خليفة للعالمين ويجعله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وآله وسلم - ومن ثم تهمّشوه إلى الحضيض فتقولون أنّكم من سوف تعرّفونه على شأنه فيكم وتختارونه وتجبرونه على البيعة وهو صاغرٌ! وتالله لا يقبل هذه العقيدة الباطلة أي إنسانٍ عاقلٍ، وأتحدّاكم بسلطان العلم الحقّ من الكتاب وأتحدّاكم بالعقل والمنطق إن كنتم تعقلون.

    وقد دخل عمر الدعوة المهديّة للإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بداية عامها الثامن لعام 1433 منذ بداية عام 1426 للهجرة عبر القلم الصامت في الإنترنت العالميّة حتى لا تستطيعون أن تقاطعوني بألسنتكم الحِداد، فليس لكم إلا أن تصمتوا وتتدبّروا بيان الإمام المهديّ المنتظَر للقرآن العظيم وتجدونه ينسف عقائدكم الباطلة نسفاً في كلّ ما وجدكم عليه من العقائد الباطلة.

    والسؤال الذي يطرح نفسه فهل استطاع كافة علمائِكم شيعةً وسُنةً وكافة علماء الفرق والمذاهب الإسلاميّة بكامل أطيافهم أن يدافعوا عن معتقداتهم الباطلة التي ينسفها الإمام المهدي نسفاً كرماد اشتدت بها الريح في يومٍ عاصفٍ؟ وجاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد عامة المسلمين فيقول: "ولماذا لم نجدهم مستطيعين أن يقفوا صفاً واحداً في وجه الإمام ناصر محمد اليماني للدفاع عن عقائدهم التي ينسفها الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: فهل لو اجتمع عشرون على فارسٍ على صهوة جواده وبيده السيف البتار ومن ثمّ يبارزونه بسيوفٍ من خيوط العنكبوت فهل تراهم سوف ينسفون سيفه البتار الحديدي نسفاً؟ فكذلك الإمام المهديّ المنتظَر جعل الله السيف الذي يجاهد به الكفار والمسلمين هو سيف الذكر الحكيم القرآن العظيم، معتصمٌ به وكافرٌ بما يخالف لمحكمه، ولسوف أجاهدهم به جهاداً كبيراً كما جاهد بالقرآن العظيم جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ألا والله الذي لا إله غيره لن أطيعكم ولسوف أجاهدكم بقرآن الله العظيم لا غيره جهاداً كبيراً، ألا والله الذي لا إله غيره لا تستطيعون أن تنتصروا على الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بسلطان العلم من القرآن العظيم ولو كان بعضكم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، فكم تستحقون عذاب الله يا معشر علماء الشيعة والسُّنة وكافة علماء المسلمين الذي فرّقوا دينهم شيعاً وكل حزب بما لديهم فرحون وكفرتم وأعرضتم عن أمر الله في محكم كتابه في القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حقّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٠٢﴾ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٤﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البيّنات وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿١٠٦﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّـهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿١٠٧﴾ تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ وَمَا اللَّـهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    أم إنّكم لا تعلمون ما يقصد الله تعالى بقوله:
    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم؟ فإن كنتم لا تعلمون الحبل الذي أمركم الله أن تعتصموا به وتكفروا بما خالف لمحكمه فاعلموا أنّ ذلك الحبل الذي أمركم الله بالاعتصام به هو حبل الله القرآن العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقد تبيّن لكم أنّ حبل الله الذي أمركم أن تعتصموا به هو القرآن العظيم لا شك ولا ريب، ولربّما يودّ أحد علماء القرآنيّين أن يقولوا: "فكذلك نحن اعتصمنا بالقرآن العظيم ونبذنا سُنة محمدٍ رسول الله وراء ظهرنا، فما هي فتواك فينا؟"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: لقد كفرتم بما أُنزل على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أفلا تعلمون أنّ قرآنه وبيانه في السُّنة النبويّة جميعاً من عند الله؟ أم إنّكم لا تعلمون بفتوى الله في محكم قرآنه أنّ قرآنه وبيانه من عند الله؟ وقال الله تعالى:
    {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴿١٧﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    ومن ثمّ علّمكم الله أنّه لم يحفظ سُنّة بيانه؛ بل حفظ من التحريف قرآنه فقط، ولذلك جعل الله محكم قرآنه البيّن هو المرجع فيما اختلفتم في سنة بيانه، وعلمكم الله أنّ ما وجدتم من أحاديث بيانه جاء مخالفاً لمحكم قرآنه فإنّ ذلك الحديث النبويّ في السُّنة النبويّة ليس من عند الله ورسوله ما دام جاء مخالفاً لمحكم قرآنه، كون الله أفتاكم بأعدائكم المندسّين بين صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من شياطين البشر من الذين جاءوا ليظهروا الإيمان ويبطنوا الكفر ليصدوا الناس عن اتّباع محكم قرآنه بأحاديث في سنّة بيانه تخالف لمحكم قرآنه جملةً وتفصيلاً، وبما أنّ القرآن وسُنة بيانه جميعهم من عند الله وبما أنّ قرآنه هو المحفوظ من التحريف، ولذلك جعل الله محكم القرآن هو المرجع لأحاديث سُنة البيان، وأفتاكم الله أنّ ما وجدتموه من أحاديث بيانه جاء مخالفاً لمحكم قرآنه فأمركم الله بالكفر بذلك الحديث الشيطاني، كونه من مكر الشيطان وأوليائه، جاءكم من عند غير الله. ومن ثمّ أمركم الله أن تعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وتكفروا بما يخالف لمحكم قرآنه في سُنة بيانه، كون ذلك حديث جاءكم من عند غير الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد عامة المسلمين فيقول: "يا ناصر محمد ومن هم أولئك الذين يقولون طاعة لله ولرسوله فيحضرون مجالس البيان الحقّ للقرآن على لسان نبيّه حتى إذا خرجوا يبيّتون غير الأحاديث التي يقولها عليه الصلاة والسلام؟"، ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: ألم يُفتِكم الله بأمرهم وجعل باسمهم سورة في القرآن العظيم وسماها سورة المنافقين؟ وقال الله تعالى:
    {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ولم يصدّوكم عن منهج سبيل الله بالسيف بل بالتحريف في سُنة البيان بما يخالف لمحكم القرآن، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكنّ علماء المسلمين وأمّتهم اليوم هم أشدّ كفراً بما أنزل الله في محكم القرآن العظيم إلا من رحم ربّي، ألا والله مهما جادلتهم بمحكم القرآن فسوف تجدون لمن في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ لن يتّبع محكم قرآنه بل سوف يتّبع الآيات المتشابهات التي لا تزال بحاجة للتأويل كون ظاهرهن غير باطنهن، ولسوف يوجّه إليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني هذا السؤال وهو: لماذا بعث الله محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالقرآن العظيم إلى الناس أجمعين؟ ولن أنتظر جوابكم على سؤالي فقد أجابني أنّه بعث محمداً عبده ورسوله بالقرآن العظيم لينذر به الناس الذين يعتقدون بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، فأمرهم الله بالكفر بأنه سوف يشفع لهم بين يديه وليٌّ أو نبيّ، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {
    اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤} صدق الله العظيم [السجدة].

    ولكن الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ سوف لن يتبعوا هذه الآيات المحكمات البيّنات التي تنفي تقدم العبيد المقربين للشفاعة بين يدي الربّ المعبود، وسوف لن يتبع هذه الآيات المحكمات البيان من آيات أمّ الكتاب بل سوف يذرهن وراء ظهره ويجادل الإمام المهدي بالآيات المتشابهات التي لا يزلن بحاجة لتأويل فيقول: بل قال الله تعالى:
    {
    إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثم نقول لكم ذلك هو التشابه للآيات في لفظ ذكر الشفاعة والمختلفات بين النفي والإثبات، فانظروا لقول الله تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة]، وهذه من الآيات المحكمات من آيات أمّ الكتاب ونظيرتها المتشابهة معها في اللفظ في ظاهرها مخالفة لها في التأويل؛ وهو قول الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٣} صدق الله العظيم [يونس].

    وحجّة الذين يتّبعون المتشابه من القرآن سوف يقولون فانظر يا ناصر محمد إلى قول الله تعالى:
    {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: وهل أفتاكم الله أنه سوف يأذن له بالشفاعة فيتقدم بين يدي ربّه فيسأل لعباده الشفاعة؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟ بل أذن الله لمن يشاء من عباده المقرّبين أن يخاطبوا ربّهم في تحقيق الشفاعة في نفس الربّ سبحانه كون لله الشفاعة جميعاً، فتشفع لهم رحمته من عذابه إن كانوا يؤمنون أنّ الله هو أرحم الراحمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤} صدق الله العظيم [الزمر].

    وإنّما يأذن لهم بالقول الصواب بين يدي الربّ سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فيحاجّون ربّهم في تحقيق النعيم الأعظم من جنته ليرضى، كون نعيم رضوان الله على عباده هو النعيم الأعظم من نعيم جنته، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة].

    فإذا تحقّق رضوان نفس الله على عباده تحققت الشفاعة في ذات الله، فتشفع لعباده رحمتُه من عذابه فيرضى، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥ وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [النجم].

    إذاً سرّ الشفاعة هو في نفس الله تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [النجم]. فإذا رضي الله في نفسه تحققت الشفاعة في ذات الله سبحانه، كون الذين أذن الله لهم بالخطاب يحاجّون ربّهم بالقول الصواب أن يحقق لهم النعيم الأعظم {وَيَرْضَى} صدق الله العظيم، كونهم يعبدون رضوان الله غايةً وليس وسيلةً، ولذلك خلقهم.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء المسلمين فيقول: "ومن هم هؤلاء القوم يا ناصر محمد اليماني؟"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: (قوم يحبّهم الله ويحبّونه) أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، أولئك الذين وعد الله بهم في محكم كتابه أن يأتي بهم حين يرتدّ المؤمنين عن دينهم فلم يبقَ من الإسلام إلا اسمه والقرآن إلا رسمه، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    وبما أنَّ الله هو أحبُّ إليهم من كلّ شيءٍ في الدنيا والآخرة فإنّي أقسمُ بالله العظيم لا يرضيهم الله بما تملكه يمينه سبحانه حتى يرضى، فكيف يستطيع أن يرضى الحبيب في نفسه وهو يعلم أنّ حبيبه الأحبَّ إلى نفسه من كل شيءٍ متحسّرٌ وحزينٌ؟ فما الفائدة من جنة النعيم والحور العين؟ ألا والله الذي لا إله غيره قوم يحبّهم الله ويحبّونه لهم أكرم عند الله من الأنبياء والشهداء، وإنه ليغبطهم الأنبياء والشهداء لقربهم ومكانتهم من ربّهم، ولم يفتِكم بذلك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بل أفتاكم بهذا التكريم خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ويشهد بهذا الحديث الحقّ سُنّة وشيعة عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال:
    [ يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا، واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله، فجثى رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله، انعتهم لنا جلهم لنا - يعني صفهم لنا شكلهم لنا، فسر وجه النّبيّ صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا يضع الله يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون].
    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني فيقول: "إن كان قدر بعث القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه قوم يحبهم ويحبونه في هذه الأمّة فصِفهم لنا إن كنت من الصادقين؟"، ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: أقسم بالله العظيم أن أصفهم لكم بالحقّ ولعنة الله على الكاذبين، وأقسم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لا يرضيهم الله بملكوت الدنيا والآخرة حتى يرضى، كونهم اتّخذوا رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لتحقيق جنّة النّعيم؛ بل يريدون النعيم الأعظم فيرضى ليرضوا في أنفسهم عن ربّهم، ولذلك خلقهم أن يعبدوا رضوان الله غاية فلن يرضوا حتى يرضى.

    ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني فيقول: "ولماذا لا يفزعون من نار جهنم يوم القيامة؟"، ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: اسمعوا لما سوف أقول لكم في قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه بأعجب الحديث قد سمعه البشر مزكّياً فتواي بالقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وربّ العرش العظيم الذي هو بما في أنفسهم عليم أنّ الله لو يؤتي أحدهم ملكوت الدنيا والآخرة ومن ثمّ يؤتيه الدرجة العاليّة الرفيعة في الجنّة ومن ثمّ يجعله أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى نفسه تعالى لما رضي أحدهم بذلك كله حتى يرضى ربّهم في نفسه!
    ولسوف كذلك أُسمعكم بكلام هو أعجب من ذلك، فلو أنّ الله يقول لهم: لئن أصرَرْتم على تحقيق رضوان الله في نفسه فألقوا بأنفسكم في نار جهنم إلى ما يشاء الله فأنقذكم منها ومن ثمّ يتحقق النّعيم الأعظم فيرضى ربّكم في نفسه على عباده. فما ظنّكم أنه سوف يكون ردّهم على ربّهم؟ وهنا المفاجأة الكبرى! أمّا الإنس والجنّ والملائكة أجمعين فسوف ينظرون إلى هؤلاء القوم أنّهم ردوا على ربّهم بالفعل، فانطلقوا نحو أبواب جهنم السبعة أيّهم يلقي بنفسه الأَوْل فيها ليتحقق رضوان الله في نفسه حتى تذهب حسرة الله في نفسه على عباده الضالين فيرضى! فإذا كان هذا هو حقيقة إصرارهم على تحقيق رضوان الله في نفسه أفلا ترون أنّهم حقاً سوف يكونون أكرم عباد الله في الكتاب على الإطلاق؟ فإن وُجدوا بينكم في هذه الأمّة فأولئك هم القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه أن يأتي بهم حين يرتدّ المؤمنون عن دينهم فلم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ بين أيديهم وهم عنه معرضون.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني علماء الشيعة والسُّنة وكافة علماء المسلمين يودّون أن يقاطعونني بلسان واحدٍ فيقولون: " إن كنت من الصادقين فحتماً سنجدهم في هذه الأمّة يردّون عليك بما في أنفسهم خصوصاً الذين يدخلون في الإنترنت فيعترفون بما في أنفسهم أنّك لمن الصادقين فيما أفتيت بما في أنفسهم، فإن وُجدوا حقاً ولو قليلاً منهم الآن فسنجدهم يردّون عليك، فهذا يعني أنّ القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه قد جاء قدرهم المقدور في الكتاب المسطور وأنّ البشر في عصر بعث المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، ولكن يا ناصر محمد اليماني يا من يزعم أنّه المهديّ المنتظَر كبيرهم الذي علّمهم سبيل النعيم الأعظم أفلا تفتينا عن سرّ إصرارهم على تحقيق رضوان الله في نفسه فلماذا لم يكتفوا أن يكون الله راضياً عنهم وحسبهم ذلك؟"، ومن ثمّ يردّ على السائلين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر علماء السُّنة والشيعة وكافة المذاهب الإسلاميّة، فهل ترون أنّه يحقّ للحبيب أن يسأل عن حال حبيبه؟ ومعلوم جواب كافة علماء الشيعة والسُّنة وكافة المذاهب الإسلاميّة فسوف يقولون: "فيا للعجب كذلك من سؤالك هذا يا ناصر محمد اليماني! فكيف لا يسأل الحبيب عن حال حبيبه هل هو سعيد ومسرور، كون السؤال عن الحال قد اتفق عليه البشر جميعاً، ولذلك تجد الصاحب أول ما يجدّ صاحبه يخاطبه فيقول له كيف حالك يا فلان؟ ويقصد هل هو مرتاحٌ ومبسوطٌ. فكيف إذاً يا ناصر محمد تسألنا فهل يسأل الحبيب عن حال حبيبه؟ ومن ثمّ يردّ عليك كافة علماء المسلمين أجمعين بلسان واحدٍ فيقولون: فإذا كان الصاحب أوّل ما يجد صاحبه أو شخصاً يعرفه تجده أوّل ما يسأله عن حاله بعد أن يلقي إليه تحية السلام، ومن ثمّ يقول له كيف حالك يا فلان؟ سواء قابله وجهاً لوجه أو كلمه عن طريق الهاتف، فالسؤال عن الحال لا خلاف فيه بين علماء المسلمين وأمّتهم أجمعين، فكيف تقول وهل يسأل الحبيب عن حال حبيبه؟ ومن ثم نقول لك يا ناصر محمد اليماني وكيف لا يسأل الحبيب عن حال حبيبه؟"! ومن ثم يقيم عليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني الحجّة بالحقّ وأقول: إذا فلماذا لا تسألوا عن حال أحبّ شيء إلى أنفسكم الرحمن الرحيم المستوي على عرشه العظيم فهل هو سعيدٌ أم متحسّرٌ وحزينٌ؟ ومن ثمّ يردّ علينا كافة علماء المسلمين وأمّتهم فيقولون: "وكيف لنا أن نعلم كيف حال الرحمن المستوي على عرشه العظيم فلن يفتينا عن حال الرحمن المستوي على عرشه إلا من كان بحاله خبيراً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فإن كنت أنت الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ فأخبرنا عن حال حبيبنا الرحمن المستوي على عرشه العظيم، فهل هو سعيدٌ أم حزينٌ؟ ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: أقسم بالله العظيم المستوي على عرشه العظيم أنّ حال الرحمن المستوي على عرشه العظيم متحسّرٌ وحزينٌ على كافة عباده الذين كذّبوا برسل ربّهم من الكافرين الضالّين من الناس أجمعين، فما بالكم بحسرة الله على المؤمنين الغافلين؟ وبما أنّ الله هو أرحم الراحمين لا شك ولا ريب فإنّه أرحم بعبيده من الأم بولدها، ولذلك تجدونه متحسراً على عباده الكافرين الذين كذبوا برسل ربّهم فدعوا عليهم فاستجاب الله لهم فأهلك عدوّهم، وزادت حسرة الله في نفسه على عباده فور ندمهم في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربّهم، كونهم ومباشرة من بعد أن يصيبهم العذاب يصيبهم الندم العظيم على ما فرّطوا في جنب الله، فيقول كلٌ من عباد الله الضالين:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الزمر].

    ومن ثم تأتي الحسرة في نفس الله على عباده الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم مهتدون، فيقول الرحمن في نفسه:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثمّ يتوقف علماء المسلمين وأمّتهم ممن أظهرهم الله على بياني هذا فيتوقّفون برهة للتفكّر والتدبّر مع أنفسِهم فيقول أحدهم: "وتالله لو أنّ ولدي عصاني مليون عامٍ لم يُطِع لي أمري ومن ثم أراه يصرخ في نار جهنم من عذاب الحريق لأجدنّ في نفسي حسرةً على ولدي لا يعلم مداها إلا أمّ ولدي التي ترى وليدها يصرخ في نار جهنم من شدّة عذاب الحريق حتى ولو عصاها مليون عامٍ كذلك ولم يطع لها أمراً"، ومن ثم يخرج علماء المسلمين وأمتهم بقول واحدٍ موحد فيقولون: "إذا كان هذا حال الأبوين فكيف بحال من هو أرحم منهم؛ الله أرحم الراحمين؟".

    وحتماً لا شك ولا ريب إنَّه متحسّرٌ وحزينٌ على عباده الذين كذبوا برسل ربّهم فأهلكهم وما ظلمهم الله وكانوا أنفسهم يظلمون، وبرغم ذلك نجد الله أرحم الراحمين متحسّراً عليهم وحزيناً حسب فتوى أخبار حال الرحمن في نفسه المستوي على عرشه العظيم أنه متحسّر وحزين على عباده الذين كذبوا برسل ربّهم فأهلكهم الله وأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب الله حتى إذا تحسّروا على ما فرّطوا في جنب الله فيقول كلٌّ منهم:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦}، ومن ثم تأتي الحسرة في نفس الله عليهم ويسكن غضبه من بعد الانتقام، ومن ثم يقول في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم، ومن ثمّ يحيي الله بهذا البيان الحقّ قلوبَ قومٍ يحبهّم الله ويحبّونه من علماء المسلمين وأمّتهم فيقول كلّ من كان الله هو أحبّ شيء إلى نفسه من ملكوت الدنيا والآخرة: "الآن حصحص الحقّ يا ناصر محمد اليماني، فمن بعد أن علمتُ بحال الله في نفسه أنّه متحسّرٌ وحزينٌ على كافة عباده الذين أهلكهم وكانوا من المعذّبين النادمين، فكيف أرضى بجنة النعيم والحور العين وأستمتع بنعيمها بعد أن علمت مدى حسرة الله وحزنه على عباده الضالين؟ هيهات هيهات وربّ الأرض والسموات لن أرضى حتى يكون الله راضياً في نفسه لا متحسّراً ولا حزيناً، فإن لم يرضَ الله في نفسه فلن يتحقّق لي النعيم الأعظم من جنته، وإن لم يتحقّق رضوان الله في نفسه فلماذا خلقنا الله؟ فهل خلقنا لنتّخذ رضوان نفسه وسيلةً فقط ليُدخلنا جنته ويقينا من ناره؟ فكيف نتّخذ النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النعيم الأصغر؛ جنة النعيم والحور العين؟ فكن شاهداً علي يا أيها الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أنّني لن أرضى بملكوت الله أجمعين حتى أعلم أنّ حبيبي الرحمن المستوي على عرشه لم يعد متحسِّراً ولا حزيناً، فكيف يسعد الحبيب بعد أن أُعلم أنَّ من يحبُّه متحسّرٌ وحزينٌ؟" ومن ثمّ ترون أعين قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه في هذه الأمّة تسيل أعينهم من الدمع ممّا عرفوا من الحقّ برغم ذنوبهم الكثيرة، ولكنّ الله يُحِب التوّابين ويحب المتطهِّرين.

    ويا معشر كافة الأنصار السابقين الأخيار إني آمركم بالأمر أن تبلِّغوا هذا البيان بشكل مركزٍ إلى كافّة علماء المسلمين وأمّتهم بكل حيلةٍ ووسيلةٍ ما استطعتم، فإنّه بيان الهدى يُحيي به اللهُ قلوبَ قومٍ يحبُّهم الله ويحبّونَه، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل وقد جعلناه بعنوان:
    (عاجل من الإمام المهديّ المنتظَر إلى قوم يحبّهم الله ويحبّونه في العالمين)


    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    اللهم لا تلهينا بأي شيئ غيرك ياااااااا أرحم وثبتنا على الهدى والتقوى والعبادة التي ترضاها لنفسك يااااااااا أرحم الراحمين.. وعجل بالنصر والتمكين والفتح المبين..
    عبدالنعيم الأعظم:
    سلمان سليم دحان السباعي

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة :
    أقسم بالله العظيم المستوي على عرشه العظيم أنّ حال الرحمن المستوي على عرشه العظيم متحسّرٌ وحزينٌ على كافة عباده الذين كذّبوا برسل ربّهم من الكافرين الضالّين من الناس أجمعين، فما بالكم بحسرة الله على المؤمنين الغافلين؟
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=414483


    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 01 - 1431 هـ
    22 – 12 - 2009 مـ
    10:55 مساءً
    ــــــــــــــــــــ

    اقتباس المشاركة :
    ويا معشر البشر الأنصار والمسلمين جميعاً، فلو يكرّمكم الله فيجعلكم ملائكةً فلا تهتموا بجنسكم ولا تتفاخروا بالملك، فلا يلهكم ملكوت الدنيا والآخرة مهما أكرمكم الله، إن اهتديتم فأكرمكم ربّكم فلا تعجبكم أنفسكم فيأخذكم الغرور بغير الحقّ.

    وأنا المهديّ المنتظَر، أقسمُ بالله الواحد القهار ما خلقكم الله من أجل التفاخر بالجمال والمال والملك وجنّات النّعيم؛ بل حرِّموا على أنفسكم جنّات النّعيم واتّبعوني لتحقيق النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم، ولكنّي سوف أفتي جميع الصالحين وأقول لهم: والله الذي لا إله غيره لن يُجيب دعوة المهديّ المنتظَر فيحرِّم على نفسه جنّة النّعيم حتى يكون اللهُ هو أحبّ إليه من جنّات النّعيم والحور العين ومن الدرجة العالية الرفيعة.

    ولكم الحقّ أن تُحاجوا ربّي وربّكم الله ربّ العالمين فتقولوا: "يا إله العالمين، قد علمنا أنّك أرحم بعبادك من عبيدك فنحن نؤمن أن الله الرحمن الرحيم أرحم الراحمين، وقد علّمنا عبدُك ما تقول حين تهلك عبادك الكافرين من الإنس ومن الجنّ ومن كلّ جنس، فإنّك تقول في نفسك: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس]، فيا ربّ إنّنا نحبّك أكثر من جنّتك وأكثر من كلّ شيء، فمهما كرّمتنا ومهما رفعت مقامنا وحتى لو جعلتنا ملائكة. تصديقاً لقولك الحقّ: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]، فنحن مُتنازلون عن التكريم إلى ملائكتك لأنّه لا فائدة فليس في ذلك نعيمنا، فنحن عبيد سواء من البشر أو من الملائكة أو من الجنّ فلا يهمّنا أن تكرّم جنسنا، فما الفائدة من التكريم وما الفائدة من الدنيا وما الفائدة من نعيم الآخرة مهما كان ومهما بلغ ومهما يكون؟ فكيف نكون فيه سعداء وقد علمنا مدى حسرتك في نفسك على عبادك الذين ظلموا أنفسهم، فكيف نهنأ بالنّعيم والحور العين وقصور جنّات النّعيم، كيف.. كيف.. كيف يا إله العالمين وأنت غير راضٍ في نفسك؟ بل مُتحسّر وحزين على عبادك الذين ظلموا أنفسهم.

    اللهم إنّنا عبادك من البشر قد اتّبعنا المهديّ المنتظَر وحرّمنا على أنفسنا جنّات النّعيم مهما بلغت ومهما تكون حتى تحقّق لنا النّعيم الأعظم منها فتكون أنت راضياً في نفسك لا مُتحسّراً ولا حزيناً، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ (( وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف]، ونحن على ذلك لمن الشاهدين. ولكننا أتباع المهديّ المنتظَر نشكو إليك ظُلمنا، فلِما خلقتنا يا إله العالمين ونحن نعلم بجوابك في كتاب الحقّ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ثم نشكو إليك ظُلمنا فقد حرمنا من نعيمنا الأعظم من كلّ شيء وهو أن تكون راضياً في نفسك لا مُتحسِّراً ولا حزيناً ولا غضبان، ولكنّه حال بيننا وبين تحقيق رضوان نفسك كافةُ عبادك الذين ظلموا أنفسهم، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].

    اللهم فاهدِ من في الأرض جميعاً مما يَدِبُّ أو يطير من كافة الأمم أحياءهم وأمواتهم، وليس رحمة مني بهم! كلا وربنا بل لأنّنا آمنّا أنّك حقاً أرحم بعبادك منّا، وإنّما نسألك هداهم لكي يتحقّق نعيمنا الذي فيه سرّ الحكمة من خلقنا، فنحن لا نعبد رضوانك كوسيلة لتدخلنا جنّتك بل آمنا بحقيقة اسمك الأعظم إنّه النّعيم وإنّه حقاً أعظم من نعيم جنّتك، فنحن نعبد رضوان نفسك غاية وليس وسيلة سبحانك، بل نريدك أن تكون راضٍ في نفسك، ولكنّ عبادك الذين ظلموا أنفسهم حالوا بيننا وبين تحقيق النّعيم الأعظم من جنّتك، ونحن نعبد رضوان نفسك حتى تكون أنت راضٍ في نفسك لا متحسّراً ولا حزيناً ولا غضباناً، فذلك منتهى هدفنا وغايتنا وكل مرادنا وكل غايتنا، اللهم إذا لم تُحقق لنا النّعيم الأعظم من جنّتك فلِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ اللهم إنّك حرّمت الظلم على نفسك ونشكو إليك ظُلمنا ممن ظلموا أنفسهم وأذهبوا نعيمنا من ذات نفسك ونحن لنعيم رضوانك عابدين ولذلك خلقتنا، اللهم ارفع بأسك ومقتك وغضبك عن عبادك ونحن نعلم أنّه لا ينبغي لنا أن نستغفر للكافرين رحمةً بهم وهم لا يزالون كافرين، ولكنّنا نشكو إليك ظلمنا، فإن دعَوْنا عليهم فأهلكتهم فقد علمنا ما سوف يقول من هو أرحم بهم من عباده: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس] .

    فلن نفرح بنصرك ربّي إن أهلكتهم، فما دمت سوف تتحسّر عليهم فإنّ فإنّ المهديّ المنتظَر وأتباعه الربّانيّون العابدون لنعيم رضوان نفس ربّهم يتضرّعون إليك أن لا تهلك أحداً من عبادك من الذين إن أهلكتهم تقول: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    فكلا يا إله العالمين، اللهم فانصرنا بآيةِ هدايةٍ وليس آية عذاب، اللهم أنّك تحول بين عبادك وبين قلوبهم اللهم فاهدِ قلوبهم إلى ما اهتدينا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين فتجعلهم لنعيم رضوانك عابدين حتى يستمتع بنعيم رضوانك عبادُك أجمعون فيتحقّق الهدف من خَلقِهم، فلِمَ خلقتهم؟ أمِنْ أجل أن تدخلهم جنّتك أم من أجل أن تُعذبهم بنارك؟ بل خلقت عبادك ليعبدوا نعيم رضوان نفسك فيستمتعون بحبّك ونعيم رضوان نفسك، اللهم فاجعل عبادك أمّةً واحدةً على صراط نعيم رضوانك وحبّك، فألف بين قلوبهم فيجتمعوا في حبّك ونعيم رضوان نفسك أمةً واحدة يعبدون ربّاً واحداً لا إله إلا هو ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم؛ الله ربّ العالمين ..
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=6419

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6419 من موضوع يا (من يخاف وعيد) أحبَّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعالٌ لما يريد ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 01 - 1431 هـ
    22 – 12 - 2009 مـ
    10:55 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    يا (من يخاف وعيد) أحبَّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعالٌ لما يريد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا (من يخاف وعيد)، أَحبّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعّال لما يُريد، اللهم اغفر لأنصاري جميعاً، واغفر لعبدك معهم، اللهم أحِبَّ أنصاري جميعاً واجعلهم ينافسون عبدك في حبّك وقربك، اللهم ارضَ عن أنصاري جميعاً وأكرمهم، اللهم أكرم من أكرم عبدك وأنت أكرم الأكرمين، اللهم احشرنا مع من أحببناه جميعاً من أجلك محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، اللهم اجعل له أرفع درجةٍ في جنّات النّعيم فإنّه أحبّ إلى أنفسنا من آبائنا وأمهاتنا ومن أنفسنا ومن النّاس أجمعين، اللهم واجعلنا له منافسين في حبّك وقربك لأنّك أحبّ إلى أنفسنا من عبدك محمد عليه الصلاة والسلام، اللهم إنّنا نستطيع أن نتنازل عن أعلى الدرجات المادية في جنّتك لمحمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - طمعاً في التنافس في الحبّ في ذات نفسك سبحانك، ومن لم يَغِرْ عليك من عبادك فلن يرقى إلى الحُبّ الأعظم حتى يشعر أنّه يغير على الودود من كافة الأنبياء والمرسَلين ومن المهديّ المنتظَر.

    اللهم ولا تجعل في قلوبنا غِلّاً ولا حقداً للذين آمنوا، اللهم ثبِّتنا على التنافس في حبّك وقربك، اللهم إنّنا نعلم أنّك لم تخلقنا من أجل التنافس على جنّتك؛ بل خلقت الجنّة من أجلنا وخلقتنا لنعبدك وحدك لا شريك لك لنتنافس في حبّك وقربك، اللهم إنّك قد علمتنا أنّه لا فرق عندك بين عبيدك؛ فجميعهم عبيد متنافسون في حُبِّ ربّهم المعبود، اللهم اصرف المُغالاة من قلوب العبيد للعبيد، اللهم إنّي أشهد أنّ سبب هلاك الأمم هي المغالاة في عبادك، فما أن يعلموا بتكريمك لأحد عبادك من الأنبياء والمرسَلين والصالحين إلا وتمسّحوا في قبره وتوسّلوا به إليك وسجدوا على ترابه لك فأشركوا في عبادتهم لربّهم، ولكن عبدك أفتاهم أنّك إلهٌ واحد للجميع ولعبيدك الحقّ جميعاً في التنافس في حبّك وقربك.

    اللهم إنّي وجدت علماء المسلمين قد وضعوا أنبياءك ورسلك خطاً أحمرَ بين العباد والمعبود وأفتوا المؤمنين أنّ الأنبياء أكرم عبادك وأنّه لا ينبغي للصالحين أن يكونوا أكرم منهم عندك أو أحبّ منهم إلى نفسك، وبسبب هذه العقيدة الباطلة استيأس التابعين من المنافسة في حبّك وقربك وجعلوك حصرياً للأنبياء والمرسَلين من دون الصالحين بحُجة أنّك اصطفيتهم لرسالتك، ولم يتذكّروا أنّك أمرت جبريل والملائكة أجمعين أن يسجدوا لبشرٍ خلقته من طينٍ برغم أنّ ملائكتك هم عبادك المُقربّون من قبل أن تخلق آدم عليه وعليهم الصلاة والسلام، أفلا يعلمون أنّك الغفور الودود فعّال لما تريد وإنّما فعلت ذلك بسبب أنّ ملائكتك ظنّوا في أنفسهم بغير الحقّ أنّهم أكرم عبادك نظراً لأنّهم ملائكتك المُقربّون المخلوقون من نورٍ، واعتقدوا إنّه لا ينبغي أن يكون من عبادك من هو أكرم منهم فمنهم حملة عرشك؟ ثم أراد ربّي أن يُعلِّمهم درساً في العقيدة، ثم خلقتَ آدم من طين حتى ينطقوا بما في أنفسهم مما أخفوا من الإعجاب بأنفسهم، ولذلك قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم [البقرة:30].

    ولكنّي المهديّ المنتظَر أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّها كادت أن تأخذهم العزّة بأنفسهم وليس لأنّهم يخشون أن يُفْسِدَ فيها أو يسفك الدماء؛ بل يقصدون أنّهم خيرٌ منه وأنّهم أولى بك من عبادك. ولذلك قالوا: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم. فأغواهم إعجابهم بأنفسهم حتى أخطأوا في حقّ ربّهم وكأنّهم أعلم من الله، ولكنّ الله أسرّ غضبه في نفسه ولم يبدهِ لهم حتى خلق آدم عليه الصلاة والسلام ثم زاده بسطةً في العلم عليهم، وقال لملائكته: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهنا أدركت الملائكة أن ربّهم لم يعد راضٍ عليهم وأنّهم لم يعودوا صادقين في نظر ربّهم وأنّهم تجاوزوا حدودهم في الخطاب مع ربّهم فيما لا يحقّ لهم فليس لهم من أمر الخلافة شيء؛ بل صاحب الملك والملكوت له الأمر وحده من قبل ومن بعد وليس لملائكته من الأمر شيء، وحين قال الله تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، ومن ثم تبين للملائكة جميعاً أن ربّهم غير راضٍ في نفسه عليهم فتابوا وأنابوا مُسبّحين ربّهم تائبين، فقالوا: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    برغم أنّه كان في أنفسهم ما في نفس إبليس وكانوا يرون أنّهم خيرُ خلق الله وأكرم عبيد الله فهم عباد الله المقربون فهم على مقربة من عرشه ومنهم حملة عرشه ولذلك ظنّوا أنّهم خير عباد الله وأكرمهم في كتابه، وكانوا يظنّون أنّه لا ينبغي أن يكون عبدٌ من جنسٍ آخر هو أكرم منهم، ألا والله إنّهم كادوا أن يزيغوا عن الصراط المستقيم لو أنّهم أصروا على ما كان في أنفسهم، ولكنّهم تابوا وأنابوا فخضعوا إلى قاموس العبيد فلا أفضلية بين العبيد في كتاب الله مهما كان خلقه أو جنسه أو حجمه إلا بالتقوى في كتاب ربّ العالمين، وأمّا إبليس فأخذته العزّة بالإثم وقال: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال: {لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} صدق الله العظيم [الحجر:33]. وبسبب إعجابه بنفسه وتكبره وغروره لعنه الله وأزاغ قلبه وأغواه عن الصراط المستقيم، ولا يظلم ربّك أحداً.

    ويا معشر البشر الأنصار والمسلمين جميعاً، فلو يكرّمكم الله فيجعلكم ملائكةً فلا تهتموا بجنسكم ولا تتفاخروا بالملك، فلا يلهكم ملكوت الدنيا والآخرة مهما أكرمكم الله، إن اهتديتم فأكرمكم ربّكم فلا تعجبكم أنفسكم فيأخذكم الغرور بغير الحقّ.

    وأنا المهديّ المنتظَر، أقسمُ بالله الواحد القهار ما خلقكم الله من أجل التفاخر بالجمال والمال والملك وجنّات النّعيم؛ بل حرِّموا على أنفسكم جنّات النّعيم واتّبعوني لتحقيق النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم، ولكنّي سوف أفتي جميع الصالحين وأقول لهم: والله الذي لا إله غيره لن يُجيب دعوة المهديّ المنتظَر فيحرِّم على نفسه جنّة النّعيم حتى يكون اللهُ هو أحبّ إليه من جنّات النّعيم والحور العين ومن الدرجة العالية الرفيعة.

    ولكم الحقّ أن تُحاجوا ربّي وربّكم الله ربّ العالمين فتقولوا: "يا إله العالمين، قد علمنا أنّك أرحم بعبادك من عبيدك فنحن نؤمن أن الله الرحمن الرحيم أرحم الراحمين، وقد علّمنا عبدُك ما تقول حين تهلك عبادك الكافرين من الإنس ومن الجنّ ومن كلّ جنس، فإنّك تقول في نفسك: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس]، فيا ربّ إنّنا نحبّك أكثر من جنّتك وأكثر من كلّ شيء، فمهما كرّمتنا ومهما رفعت مقامنا وحتى لو جعلتنا ملائكة. تصديقاً لقولك الحقّ: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]، فنحن مُتنازلون عن التكريم إلى ملائكتك لأنّه لا فائدة فليس في ذلك نعيمنا، فنحن عبيد سواء من البشر أو من الملائكة أو من الجنّ فلا يهمّنا أن تكرّم جنسنا، فما الفائدة من التكريم وما الفائدة من الدنيا وما الفائدة من نعيم الآخرة مهما كان ومهما بلغ ومهما يكون؟ فكيف نكون فيه سعداء وقد علمنا مدى حسرتك في نفسك على عبادك الذين ظلموا أنفسهم، فكيف نهنأ بالنّعيم والحور العين وقصور جنّات النّعيم، كيف.. كيف.. كيف يا إله العالمين وأنت غير راضٍ في نفسك؟ بل مُتحسّر وحزين على عبادك الذين ظلموا أنفسهم.

    اللهم إنّنا عبادك من البشر قد اتّبعنا المهديّ المنتظَر وحرّمنا على أنفسنا جنّات النّعيم مهما بلغت ومهما تكون حتى تحقّق لنا النّعيم الأعظم منها فتكون أنت راضياً في نفسك لا مُتحسّراً ولا حزيناً، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف]، ونحن على ذلك لمن الشاهدين. ولكننا أتباع المهديّ المنتظَر نشكو إليك ظُلمنا، فلِما خلقتنا يا إله العالمين ونحن نعلم بجوابك في كتاب الحقّ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ثم نشكو إليك ظُلمنا فقد حرمنا من نعيمنا الأعظم من كلّ شيء وهو أن تكون راضياً في نفسك لا مُتحسِّراً ولا حزيناً ولا غضبان، ولكنّه حال بيننا وبين تحقيق رضوان نفسك كافةُ عبادك الذين ظلموا أنفسهم، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].

    اللهم فاهدِ من في الأرض جميعاً مما يَدِبُّ أو يطير من كافة الأمم أحياءهم وأمواتهم، وليس رحمة مني بهم! كلا وربنا بل لأنّنا آمنّا أنّك حقاً أرحم بعبادك منّا، وإنّما نسألك هداهم لكي يتحقّق نعيمنا الذي فيه سرّ الحكمة من خلقنا، فنحن لا نعبد رضوانك كوسيلة لتدخلنا جنّتك بل آمنا بحقيقة اسمك الأعظم إنّه النّعيم وإنّه حقاً أعظم من نعيم جنّتك، فنحن نعبد رضوان نفسك غاية وليس وسيلة سبحانك، بل نريدك أن تكون راضٍ في نفسك، ولكنّ عبادك الذين ظلموا أنفسهم حالوا بيننا وبين تحقيق النّعيم الأعظم من جنّتك، ونحن نعبد رضوان نفسك حتى تكون أنت راضٍ في نفسك لا متحسّراً ولا حزيناً ولا غضباناً، فذلك منتهى هدفنا وغايتنا وكل مرادنا وكل غايتنا، اللهم إذا لم تُحقق لنا النّعيم الأعظم من جنّتك فلِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ اللهم إنّك حرّمت الظلم على نفسك ونشكو إليك ظُلمنا ممن ظلموا أنفسهم وأذهبوا نعيمنا من ذات نفسك ونحن لنعيم رضوانك عابدين ولذلك خلقتنا، اللهم ارفع بأسك ومقتك وغضبك عن عبادك ونحن نعلم أنّه لا ينبغي لنا أن نستغفر للكافرين رحمةً بهم وهم لا يزالون كافرين، ولكنّنا نشكو إليك ظلمنا، فإن دعَوْنا عليهم فأهلكتهم فقد علمنا ما سوف يقول من هو أرحم بهم من عباده: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس] .

    فلن نفرح بنصرك ربّي إن أهلكتهم، فما دمت سوف تتحسّر عليهم فإنّ المهديّ المنتظَر وأتباعه الربّانيّون العابدون لنعيم رضوان نفس ربّهم يتضرّعون إليك أن لا تهلك أحداً من عبادك من الذين إن أهلكتهم تقول: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    فكلا يا إله العالمين، اللهم فانصرنا بآيةِ هدايةٍ وليس آية عذاب، اللهم أنّك تحول بين عبادك وبين قلوبهم اللهم فاهدِ قلوبهم إلى ما اهتدينا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين فتجعلهم لنعيم رضوانك عابدين حتى يستمتع بنعيم رضوانك عبادُك أجمعون فيتحقّق الهدف من خَلقِهم، فلِمَ خلقتهم؟ أمِنْ أجل أن تدخلهم جنّتك أم من أجل أن تُعذبهم بنارك؟ بل خلقت عبادك ليعبدوا نعيم رضوان نفسك فيستمتعون بحبّك ونعيم رضوان نفسك، اللهم فاجعل عبادك أمّةً واحدةً على صراط نعيم رضوانك وحبّك، فألف بين قلوبهم فيجتمعوا في حبّك ونعيم رضوان نفسك أمةً واحدة يعبدون ربّاً واحداً لا إله إلا هو ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم؛ الله ربّ العالمين ..
    ________________
    انتهى ..

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا تدعوا على البشر مسلمهم والكافر إن كنتم تعبدون النّعيم الأعظم فاغفروا للناس يغفر الله لكم، واعفوا عنهم من أجل الله يعفُ الله عنهم من أجلكم فيهديهم فيتحقّق نعيمكم الأعظم.

    ويا معشر المسلمين والمسلمات يا إخواني وأخواتي، سألتكم بالله العظيم البرِّ الرحيم كيف تستطيعون أن تهنأوا بالنّعيم والحور العين وبالولدان المخلدين وقصور الجنان وحبيبكم الله ليس راضياً في نفسه بل مُتحسّرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فقد علّمناكم ما يقول في نفسه برغم إنّه لم يظلم عباده شيئاً ولكنّهم ظلموا أنفسهم وأعرضوا عن دعوة رسله ليغفر الله لهم - كما أنتم مُعرضون عن دعوة المهديّ المنتظَر - ثم يهلكهم الله بصيحةٍ واحدةٍ من عنده من السماء أو من الأرض فإذا هم خامدون، ثم انظروا ما يقول في نفسه وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذا يا أحبّاب الله يا من يحبّون الله أكثر من جنّته وأكثر من ملكه وملكوته وأكثر من نعيم الدنيا والآخرة، سألتكم بالله العظيم كيف تستطيعون أن تهنأوا بالنّعيم مهما بلغ ومها يكون في جنّات النّعيم وربّكم مُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ وهل تدرون لماذا ربّ العالمين يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾}؟ وذلك لأنّه حقاً أرحمُ الراحمين فلا يوجد من هو أرحم من الله بعباده وما ذهبت رحمة الله من نفسه حتى ولو لم يظلم عباده بل هم من ظلموا أنفسهم فكيف إنّه بعث عليهم رسله ليدعوهم إليه ليغفر لهم فأعرضوا عن غفران الله لهم ونعيم رضوانه! وما كان جوابهم جميعاً إلا أن قالوا: {وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].

    فيعرضون عن دعوة الغفران ونعيم الرضوان فيتأسف الله عليهم ثم يهلكهم ثم يتحسّر عليهم، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].

    ويا معشر الأنصار، إنّي أعلم حسرتكم على النّاس أو على أهلكم الذين لم يصدقوا بدعوة الحقّ من ربّهم، ولكن تذكّروا حسرة من هو أرحم بعباده منكم الله أرحم الراحمين، فأنيبوا إليه ليهدي عباده ولا تحصروا الرحمة على أهلّ بيوتكم فإن فعلتم فقد فتنتكم رحمتكم أنتم؛ بل تذكّروا من هو أرحم بعباده منكم وأنيبوا إليه ليهدي عباده جميعاً، وساعدوني في صلاح البشر ساعدكم الله، فلا تدعوا عليهم إن كنتم تريدون الله يكون راضياً في نفسه، فاعلموا إنّه لن يتحقّق ذلك حتى يدخل الأمم في رحمته جميعاً، ألا والله إنّ المهديّ المنتظَر لا يعتبر أُمَّه (وهي أمُّه) إلا جُزءاً من هدفه من أمَمٍ بأسرها، واعلموا أنّ الله على كل شيء قدير.

    وأما الذين يرون أنّ الأمر عادي بالنسبة لهم فأهم شيء لديهم هو أن يرضى الله عنهم ليدخلهم جنّته ويقيهم من ناره فلهم ذلك، ولكن سؤال المهديّ المنتظَر إليهم هو: فهل ترون أنّكم سوف تستمتعون بالنّعيم والقصور وربّكم المستوي على عرشه من فوقكم متحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فإذا كان جوابكم نعم، فأقول لكم: إذاً أنتم أصلاً تحبون أنفسكم، ولكن ربّي وعدني بقوم يحبهم ويحبونه.

    اللهم عجّل لعبدك بهم برحمتك يا أرحم الراحمين فمنهم من انضموا إلى الوفد المُكرم ومنهم من لم يعلم بوجود المهديّ المنتظَر بعد، فكم قلبُ إمامهم في اشتياقٍ للقائهم من بعد التّصديق عند البيت العتيق. اللهم إنّ عبدك المهديّ المنتظَر يدعوك بحق لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن لا تُجيب دعوة المهديّ المنتظَر على عبادك بالهلاك لو ينفذ صبري، وأن لا تجيب دعوة الوالدين على أولادهم، وأن لا تجيب دعوة أيّ إنسان على أخيه الإنسان؛ بل أجِب دعوتهم لهم بالرحمة والهدى، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين. اللهم إن عبد النّعيم الأعظم قد أحبّك أكثر من أي شيء ومن كل شيء مهما كان ومهما يكون حتى أصبح كل نعيم هو أن تكون راضياً في نفسك، ولن يتحقّق رضوان نفسك حتى تدخل عبادك جميعاً في رحمتك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
    خادم البشر؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني .
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    اللهم ثبتنا على العهد والوعد .. فإن الهدى هداك ومن لم تجعل له نورا فما له من نور ..

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عابدة لرضوان النعيم الأعظم
    أقسم بالله العظيم المستوي على عرشه العظيم أنّ حال الرحمن المستوي على عرشه العظيم متحسّرٌ وحزينٌ على كافة عباده الذين كذّبوا برسل ربّهم من الكافرين الضالّين من الناس أجمعين، فما بالكم بحسرة الله على المؤمنين الغافلين؟
    ======== اقتباس =========
    32231... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org../showthread.php?p=414483
    انتهى الاقتباس من عابدة لرضوان النعيم الأعظم
    فصلوات ربي وسلامه عليكِ ياحبيبه الرحمن على هذا التذكير العظيم فقد أسبقتيني في هذا التذكير فكنت أُريد أنا أن أذكر به أخواني الانصار ولاكنني تفاجئت منكم حينما سبقتونا اليه فصلوات ربي وسلامه عليكم فلكم نُحبكم في حب ربي الذي جمعنا وإياكم على التنافس في حبه وقربه وطامعين في تحقيق نعيم رضوانه في نفسه فصلوات ربي وسلامه عليكم وعلى آل بيتكم اجمعين

    وزادني الله واياكم من علمة وحبة وقربه ومغفرته ونعيم رضوانه اللهم ثبتني أناوجميع أخواني الانصار على صراط نعيم رضوانك وحبٌك يارب العالمين

    اللهم فاجعل عبادك أمّةً واحدةً على صراط نعيم رضوانك وحبّك، فألف بين قلوبهم فيجتمعوا في حبّك ونعيم رضوان نفسك أمةً واحدة يعبدون ربّاً واحداً لا إله إلا هو ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم؛ الله ربّ العالمين ..

  6. افتراضي

    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 05 - 1436 هـ
    02 - 03 - 2015 مـ
    08:36 صباحاً

    اقتباس المشاركة :
    ونعم.. و يا حبيبي في الله الضيف (مخلوق)، سبق القسم بالحقّ أنّه لا يفقه حقيقة ما جاء في هذا البيان إلا عبيد النّعيم الأعظم، ولا نعلم بما في نفسك يا (مخلوق) ولكني رأيتك اكتفيت بردّ السلام على الإمام فمن ثمّ التزمت الصمت وكأنك في دهشةٍ وذهولٍ فعساك قررت أن تعرف حقيقة هذا الأمر؛ أم ماذا أنت فاعلٌ؟ فلكم أنا في شوقٍ لسماع تعليقك حبيبي في الله حتى ولو كنت منكراً حقيقة النّعيم الأعظم. ولكني لا أراك مُنكراً ولا مُقرّاً ولكنك مستغربٌ هذا الكلام الكبير جداً جداً جداً! وكأنك تقول: "فهل هؤلاء المتفقين على حقيقة شيءٍ توحّد في قلوبهم فكأنهم ينطقون بلسانٍ واحدٍ وردّهم وإصرارهم واحدٌ؛ بل كأنهم روحٌ واحدةٌ تجزّأت في أجسادهم بأحاسيس واحدةٍ؛ فهل هم حقاً صادقون ولن يرضوا بملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم؟". فمن ثم يردّ عليك وعلى كافة السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي من خلق الله (مخلوق) المحترم، والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه بأنّ كل أتباع الأنبياء لو تراجع نبيّهم عن شيءٍ وأخبر صحابته أنّه تراجع في الفتوى الفلانيّة وأنّ عليهم أن يتراجعوا فيتبعوه فإنّ منهم من سوف يتراجع ويبقى مع النّبيّ وفي قلبه ما في قلبه وآخرون ينقلبون على أعقابهم ويقولون إنما أنت مفترٍ. وأما بالنسبة لقوم يحبّهم الله ويحبّونه أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور فلو يفتيهم إمامهم أنّه تراجع في فتوى حقيقة النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم وأنّ عليهم التراجع فيتخذوا رضوان الله وسيلةً لتحقيق نعيم الجنّة لقال عبيد النّعيم الأعظم: "والله لنتقبل منك أيّ تراجعٍ في أيّ شيءٍ فنتراجع معك ونتبعك ونطيع أمرك إلا في هذا الشيء الذي ليس كمثله شيء وهو فتواك عن حقيقة رضوان نفس الله على عباده أنّه النّعيم الأعظم من نعيم جنته، فهنا لا نستطيع التراجع؛ بل هذا هو المستحيل بذاته". وحتى ولو خاطبهم إمامهم وقال لهم: ولكنّي أنا من علّمتكم بيان النّعيم الأعظم من نعيم جنّات النّعيم. لقالوا:

    "مهلاً مهلاً يا إمامنا فنحن قلنا لو تراجعتَ عن أيّ فتوى مما أفتيتنا وعلّمتنا لتراجعنا معك واتّبعناك كونك من أفتيتنا، فإذا تراجعت في مسألةٍ تراجعنا إلا في بيانك لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة] فهذا البيان يختلف عن كافة البيانات كون البيانات الأخرى مبنيّة فقط على سلطان العلم من الله تأتينا به من محكم القرآن، وأما بيان حقيقة أنّ رضوان الله على عباده هو النّعيم الأكبر من نعيم جنته فهذا البيان وجدنا له حقيقةً كبرى في قلوبنا، والحقيقة كما بيّنها الله في محكم كتابه للناس أجمعين بأنّ رضوان الله على عباده هو النّعيم الأكبر من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق االله العظيم.

    فكيف يا إمامنا نتراجع معك لو تراجعتَ وقد وجدنا حقيقة بيان هذه الآية في قلوبنا؟ حتى إذا علمنا ببيان حقيقة النّعيم الأعظم أتانا اليقين لا شكّ ولا ريب أنّك أنت الإمام المهديّ، فقد علمنا الآن ونحن لا نزال في الحياة الدنيا أنّ رضوان الله نفس الله على عباده هو حقاً النّعيم الأكبر من جنته، ولذلك لن نرضى بملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض حتى يتحقق لنا النّعيم الأعظم رضوان نفس الرحمن ويذهب حزنه، فقد آتانا اليقين يا إمامنا وقدوتنا فالمعذرة فلو تراجعتَ فبعزّة الله لن نتراجع؛ بل سوف نقول لك:

    يا إمامنا، بعزّة الله وجلاله لو خاطبنا الرحمن الرحيم مِنْ على عرشه العظيم من عالي سماه سبحانه، فيقول لنا أفلا تتخذون رضوان ربّكم حبيب قلوبكم وسيلةً لأدخلكم جنّتي وأقيكم من ناري؟ لقلنا: وهل خلقتنا من أجل جنّات النّعيم والحور العين يا إله العالمين، أم خلقتنا كي تعذبنا في نار الجحيم، أم خلقتنا لهدفٍ محصورٍ في ذات نفسك لنبتغي رضوانك غايةً؛ فلك نعبد ولك نسجد لك وحدك لا شريك لك ثم لا نرضى حتى ترضى؟ فكيف نبدّل الحقّ بالضلال؟ هيهات هيهات لا تبديل لخلق الله، ولذلك خلقتنا".
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=178921

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 178921 من موضوع السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته أحِبَّتي الأنصار السابقين الأخيار ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 05 - 1436 هـ
    02 - 03 - 2015 مـ
    08:36 صباحاً
    ـــــــــــــــــ



    بيان السرّ وراء استمرار إصرار الأنصار على حقيقة النّعيم الأعظم، وما بدلوا تبديلاً ..


    اقتباس المشاركة : مخلوق
    وعليكم السلام ورحماته الله وبركاته
    انتهى الاقتباس من مخلوق

    ههههههههههههههههههههههههه بسم الله وبالله والصلاة والسلام على رسول الله، فوالله أنك أضحكتني يا أيها العضو (مخلوق) فكأنك في دهشةٍ مما قرأتَ من ردود الأنصار، وكما أنا في شوقٍ شديدٍ لقراءة تعليقات الأنصار فكذلك أحبّ أن أسمع تعليقك بين ردود الأنصار وحتى ولو كنتَ منكراً لحقيقة النّعيم الأعظم من جنات النّعيم، ولكن ما أرجوه منك حبيبي في الله أن تشرح لنا ذهولك واستغرابك عساك تقول: "فهل هؤلاء مجانين! فكيف لا يرضى كلٌّ منهم بملكوت جنّات النّعيم؛ بل حتى ولو جعله الله أحبّ عبدٍ والأقرب لذات العرش ومن ثمّ يؤيّده بأمر الكاف والنون فيقول للشيء كن فيكون، فكذلك لا يرضى كلٌّ منهم بهذا كلّه برغم أنّ الله قد رضي عليه، إن هذا لشيء عجاب!". فكأنّ لسان حال العضو (المخلوق) هكذا يقول، وحتماً يقول ذلك إذا لم يكن من عبيد النّعيم الأعظم.

    ونعم.. و يا حبيبي في الله الضيف (مخلوق)، سبق القسم بالحقّ أنّه لا يفقه حقيقة ما جاء في هذا البيان إلا عبيد النّعيم الأعظم، ولا نعلم بما في نفسك يا (مخلوق) ولكني رأيتك اكتفيت بردّ السلام على الإمام فمن ثمّ التزمت الصمت وكأنك في دهشةٍ وذهولٍ فعساك قررت أن تعرف حقيقة هذا الأمر؛ أم ماذا أنت فاعلٌ؟ فلكم أنا في شوقٍ لسماع تعليقك حبيبي في الله حتى ولو كنت منكراً حقيقة النّعيم الأعظم. ولكني لا أراك مُنكراً ولا مُقرّاً ولكنك مستغربٌ هذا الكلام الكبير جداً جداً جداً! وكأنك تقول: "فهل هؤلاء المتفقين على حقيقة شيءٍ توحّد في قلوبهم فكأنهم ينطقون بلسانٍ واحدٍ وردّهم وإصرارهم واحدٌ؛ بل كأنهم روحٌ واحدةٌ تجزّأت في أجسادهم بأحاسيس واحدةٍ؛ فهل هم حقاً صادقون ولن يرضوا بملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم؟". فمن ثم يردّ عليك وعلى كافة السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي من خلق الله (مخلوق) المحترم، والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه بأنّ كل أتباع الأنبياء لو تراجع نبيّهم عن شيءٍ وأخبر صحابته أنّه تراجع في الفتوى الفلانيّة وأنّ عليهم أن يتراجعوا فيتبعوه فإنّ منهم من سوف يتراجع ويبقى مع النّبيّ وفي قلبه ما في قلبه وآخرون ينقلبون على أعقابهم ويقولون إنما أنت مفترٍ. وأما بالنسبة لقوم يحبّهم الله ويحبّونه أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور فلو يفتيهم إمامهم أنّه تراجع في فتوى حقيقة النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم وأنّ عليهم التراجع فيتخذوا رضوان الله وسيلةً لتحقيق نعيم الجنّة لقال عبيد النّعيم الأعظم: "والله لنتقبل منك أيّ تراجعٍ في أيّ شيءٍ فنتراجع معك ونتبعك ونطيع أمرك إلا في هذا الشيء الذي ليس كمثله شيء وهو فتواك عن حقيقة رضوان نفس الله على عباده أنّه النّعيم الأعظم من نعيم جنته، فهنا لا نستطيع التراجع؛ بل هذا هو المستحيل بذاته". وحتى ولو خاطبهم إمامهم وقال لهم: ولكنّي أنا من علّمتكم بيان النّعيم الأعظم من نعيم جنّات النّعيم. لقالوا:

    "مهلاً مهلاً يا إمامنا فنحن قلنا لو تراجعتَ عن أيّ فتوى مما أفتيتنا وعلّمتنا لتراجعنا معك واتّبعناك كونك من أفتيتنا، فإذا تراجعت في مسألةٍ تراجعنا إلا في بيانك لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    فهذا البيان يختلف عن كافة البيانات كون البيانات الأخرى مبنيّة فقط على سلطان العلم من الله تأتينا به من محكم القرآن، وأما بيان حقيقة أنّ رضوان الله على عباده هو النّعيم الأكبر من نعيم جنته فهذا البيان وجدنا له حقيقةً كبرى في قلوبنا، والحقيقة كما بيّنها الله في محكم كتابه للناس أجمعين بأنّ رضوان الله على عباده هو النّعيم الأكبر من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق االله العظيم.

    فكيف يا إمامنا نتراجع معك لو تراجعتَ وقد وجدنا حقيقة بيان هذه الآية في قلوبنا؟ حتى إذا علمنا ببيان حقيقة النّعيم الأعظم أتانا اليقين لا شكّ ولا ريب أنّك أنت الإمام المهديّ، فقد علمنا الآن ونحن لا نزال في الحياة الدنيا أنّ رضوان الله نفس الله على عباده هو حقاً النّعيم الأكبر من جنته، ولذلك لن نرضى بملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض حتى يتحقق لنا النّعيم الأعظم رضوان نفس الرحمن ويذهب حزنه، فقد آتانا اليقين يا إمامنا وقدوتنا فالمعذرة فلو تراجعتَ فبعزّة الله لن نتراجع؛ بل سوف نقول لك:

    يا إمامنا، بعزّة الله وجلاله لو خاطبنا الرحمن الرحيم مِنْ على عرشه العظيم من عالي سماه سبحانه، فيقول لنا أفلا تتخذون رضوان ربّكم حبيب قلوبكم وسيلةً لأدخلكم جنّتي وأقيكم من ناري؟ لقلنا: وهل خلقتنا من أجل جنّات النّعيم والحور العين يا إله العالمين، أم خلقتنا كي تعذبنا في نار الجحيم، أم خلقتنا لهدفٍ محصورٍ في ذات نفسك لنبتغي رضوانك غايةً؛ فلك نعبد ولك نسجد لك وحدك لا شريك لك ثم لا نرضى حتى ترضى؟ فكيف نبدّل الحقّ بالضلال؟ هيهات هيهات لا تبديل لخلق الله، ولذلك خلقتنا".

    فهذا جوابهم إلى الله وخليفته وإلى كافة خلق الله أجمعين، فلا رجعة لا في حياتهم ولا من بعد موتهم، فلا رجعة عن هذا القرار، ويستمر الإصرار في حياتهم ومن بعد موتهم إلى يوم يقوم الناس لله الواحد القهار، ويستمرّ الإصرار إلى ما لا نهاية حتى يتحقق لهم النّعيم الأعظم من نعيم الجنة فيرضى.. وهل تدري لماذا هذا الإصرار الشديد إلى ما لا نهاية في قلوبهم حتى يتحقق رضوان نفس ربّهم؟ وأكرر السؤال وأقول: فهل تدري لماذا؟ فمن ثم نأتيك بالجواب من محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)} صدق الله العظيم [الروم].

    وفي ذلك سرّ إصرارهم كون في ذلك السرّ من خلق الله لهم فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله؛ أي لا تبديل للهدف الذي خلقهم من أجله ربّهم. ولذلك تجد قلوبهم لا تريد أن تهتدي إلى غير هذا ولا تريد قلوبهم أن تبدّل تبديلاً ولا ولن تجد أحداً منهم ردّ الجواب على سؤال الإمام المهديّ عمَّا سيفعل، وقال: "يا إمامي فسوف أنيب إلى ربّي ليهدي قلبي إلى اتّخاذ رضوان الله وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة حتى أكون سعيداً مسروراً كمثل الفرحين بجنّات النّعيم فأكون من الفرحين بما آتاهم الله من فضله". ونكرر ونقول فهل وجدت أحداً منهم قال ذلك بأنّه سوف ينيب إلى ربّه ليهدي قلبه إلى اتخاذ رضوان نفس الله وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة؟ ولا ولن يقول ذلك من عبيد النّعيم الأعظم أحدٌ؛ بل وجدتهم لم يبدِّلوا تبديلاً، وتلك فطرة الله التي فطر الناس عليها ويكمن فيها الهدف من خلقهم لا تبديل لخلق الله، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..

    فما رأيك فيهم يا حبيبي في الله (مخلوق)؟ أريد أن أتدبّر ردّك بكل حرفٍ وكلمةٍ تكتبها شمالك ويمنيك برغم أنّي لا أعرفك ولا أعلم من تكون، ولكن جوابك يهمني كثيراً وشكراً.. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.

    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    __________

    تسجيل متابعة ......

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    صدقتي وصدق الامام المهدي وصدق الله سبحانه وتعالى في محكم كتابة في قوله
    (یَـٰحَسۡرَةً عَلَى ٱلۡعِبَادِۚ مَا یَأۡتِیهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا۟ بِهِۦ یَسۡتَهۡزِءُونَ ۝ أَلَمۡ یَرَوۡا۟ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ أَنَّهُمۡ إِلَیۡهِمۡ لَا یَرۡجِعُونَ ۝ وَإِن كُلࣱّ لَّمَّا جَمِیعࣱ لَّدَیۡنَا مُحۡضَرُونَ)
    [سورة يس 30 - 32] صدق الله العظيم

    وهيهات هيهات ان نرضى بغير رضوان الله بديلا ومن اجل ذلك نعيش ونحيا وعلى ذلك نموت ونبعث حتى يرضى الله ولذلك خلقنا
    *سبحان الله وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله والله اكبر ولا إله إلا الله وأستغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته*

  8. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اقتباس من البيان بعنوان عاجل من الإمام المهديّ المنتظَر إلى قومٍ يحبهم الله ويحبونه في العالمين .
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - صفر - 1433 هـ
    16 - 01 - 2012 مـ
    09:46 صباحاً
    (( ولكنّ علماء المسلمين وأمّتهم اليوم هم أشدّ كفراً بما أنزل الله في محكم القرآن العظيم إلا من رحم ربّي، ألا والله مهما جادلتهم بمحكم القرآن فسوف تجدون لمن في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ لن يتّبع محكم قرآنه بل سوف يتّبع الآيات المتشابهات التي لا تزال بحاجة للتأويل كون ظاهرهن غير باطنهن، ولسوف يوجّه إليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني هذا السؤال وهو: لماذا بعث الله محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالقرآن العظيم إلى الناس أجمعين؟ ولن أنتظر جوابكم على سؤالي فقد أجابني أنّه بعث محمداً عبده ورسوله بالقرآن العظيم لينذر به الناس الذين يعتقدون بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، فأمرهم الله بالكفر بأنه سوف يشفع لهم بين يديه وليٌّ أو نبيّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    ولكن الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ سوف لن يتبعوا هذه الآيات المحكمات البيّنات التي تنفي تقدم العبيد المقربين للشفاعة بين يدي الربّ المعبود، وسوف لن يتبع هذه الآيات المحكمات البيان من آيات أمّ الكتاب بل سوف يذرهن وراء ظهره ويجادل الإمام المهدي بالآيات المتشابهات التي لا يزلن بحاجة لتأويل فيقول: بل قال الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثم نقول لكم ذلك هو التشابه للآيات في لفظ ذكر الشفاعة والمختلفات بين النفي والإثبات، فانظروا لقول الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة]، وهذه من الآيات المحكمات من آيات أمّ الكتاب ونظيرتها المتشابهة معها في اللفظ في ظاهرها مخالفة لها في التأويل؛ وهو قول الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وحجّة الذين يتّبعون المتشابه من القرآن سوف يقولون فانظر يا ناصر محمد إلى قول الله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: وهل أفتاكم الله أنه سوف يأذن له بالشفاعة فيتقدم بين يدي ربّه فيسأل لعباده الشفاعة؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟ بل أذن الله لمن يشاء من عباده المقرّبين أن يخاطبوا ربّهم في تحقيق الشفاعة في نفس الربّ سبحانه كون لله الشفاعة جميعاً، فتشفع لهم رحمته من عذابه إن كانوا يؤمنون أنّ الله هو أرحم الراحمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وإنّما يأذن لهم بالقول الصواب بين يدي الربّ سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فيحاجّون ربّهم في تحقيق النعيم الأعظم من جنته ليرضى، كون نعيم رضوان الله على عباده هو النعيم الأعظم من نعيم جنته، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    فإذا تحقّق رضوان نفس الله على عباده تحققت الشفاعة في ذات الله، فتشفع لعباده رحمتُه من عذابه فيرضى، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾ وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    إذاً سرّ الشفاعة هو في نفس الله تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [النجم]. فإذا رضي الله في نفسه تحققت الشفاعة في ذات الله سبحانه، كون الذين أذن الله لهم بالخطاب يحاجّون ربّهم بالقول الصواب أن يحقق لهم النعيم الأعظم {وَيَرْضَى} صدق الله العظيم، كونهم يعبدون رضوان الله غايةً وليس وسيلةً، ولذلك خلقهم.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء المسلمين فيقول: "ومن هم هؤلاء القوم يا ناصر محمد اليماني؟"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: (قوم يحبّهم الله ويحبّونه) أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، أولئك الذين وعد الله بهم في محكم كتابه أن يأتي بهم حين يرتدّ المؤمنين عن دينهم فلم يبقَ من الإسلام إلا اسمه والقرآن إلا رسمه، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    وبما أنَّ الله هو أحبُّ إليهم من كلّ شيءٍ في الدنيا والآخرة فإنّي أقسمُ بالله العظيم لا يرضيهم الله بما تملكه يمينه سبحانه حتى يرضى، فكيف يستطيع أن يرضى الحبيب في نفسه وهو يعلم أنّ حبيبه الأحبَّ إلى نفسه من كل شيءٍ متحسّرٌ وحزينٌ؟ فما الفائدة من جنة النعيم والحور العين؟ ألا والله الذي لا إله غيره قوم يحبّهم الله ويحبّونه لهم أكرم عند الله من الأنبياء والشهداء، وإنه ليغبطهم الأنبياء والشهداء لقربهم ومكانتهم من ربّهم، ولم يفتِكم بذلك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بل أفتاكم بهذا التكريم خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ويشهد بهذا الحديث الحقّ سُنّة وشيعة عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال:
    [ يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا، واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله، فجثى رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله، انعتهم لنا جلهم لنا - يعني صفهم لنا شكلهم لنا، فسر وجه النّبيّ صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا يضع الله يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون].
    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني فيقول: "إن كان قدر بعث القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه قوم يحبهم ويحبونه في هذه الأمّة فصِفهم لنا إن كنت من الصادقين؟"، ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: أقسم بالله العظيم أن أصفهم لكم بالحقّ ولعنة الله على الكاذبين، وأقسم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لا يرضيهم الله بملكوت الدنيا والآخرة حتى يرضى، كونهم اتّخذوا رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لتحقيق جنّة النّعيم؛ بل يريدون النعيم الأعظم فيرضى ليرضوا في أنفسهم عن ربّهم، ولذلك خلقهم أن يعبدوا رضوان الله غاية فلن يرضوا حتى يرضى.

    ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني فيقول: "ولماذا لا يفزعون من نار جهنم يوم القيامة؟"، ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: اسمعوا لما سوف أقول لكم في قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه بأعجب الحديث قد سمعه البشر مزكّياً فتواي بالقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وربّ العرش العظيم الذي هو بما في أنفسهم عليم أنّ الله لو يؤتي أحدهم ملكوت الدنيا والآخرة ومن ثمّ يؤتيه الدرجة العاليّة الرفيعة في الجنّة ومن ثمّ يجعله أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى نفسه تعالى لما رضي أحدهم بذلك كله حتى يرضى ربّهم في نفسه!
    ولسوف كذلك أُسمعكم بكلام هو أعجب من ذلك، فلو أنّ الله يقول لهم: لئن أصرَرْتم على تحقيق رضوان الله في نفسه فألقوا بأنفسكم في نار جهنم إلى ما يشاء الله فأنقذكم منها ومن ثمّ يتحقق النّعيم الأعظم فيرضى ربّكم في نفسه على عباده. فما ظنّكم أنه سوف يكون ردّهم على ربّهم؟ وهنا المفاجأة الكبرى! أمّا الإنس والجنّ والملائكة أجمعين فسوف ينظرون إلى هؤلاء القوم أنّهم ردوا على ربّهم بالفعل، فانطلقوا نحو أبواب جهنم السبعة أيّهم يلقي بنفسه الأَوْل فيها ليتحقق رضوان الله في نفسه حتى تذهب حسرة الله في نفسه على عباده الضالين فيرضى! فإذا كان هذا هو حقيقة إصرارهم على تحقيق رضوان الله في نفسه أفلا ترون أنّهم حقاً سوف يكونون أكرم عباد الله في الكتاب على الإطلاق؟ فإن وُجدوا بينكم في هذه الأمّة فأولئك هم القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه أن يأتي بهم حين يرتدّ المؤمنون عن دينهم فلم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ بين أيديهم وهم عنه معرضون.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني علماء الشيعة والسُّنة وكافة علماء المسلمين يودّون أن يقاطعونني بلسان واحدٍ فيقولون: " إن كنت من الصادقين فحتماً سنجدهم في هذه الأمّة يردّون عليك بما في أنفسهم خصوصاً الذين يدخلون في الإنترنت فيعترفون بما في أنفسهم أنّك لمن الصادقين فيما أفتيت بما في أنفسهم، فإن وُجدوا حقاً ولو قليلاً منهم الآن فسنجدهم يردّون عليك، فهذا يعني أنّ القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه قد جاء قدرهم المقدور في الكتاب المسطور وأنّ البشر في عصر بعث المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، ولكن يا ناصر محمد اليماني يا من يزعم أنّه المهديّ المنتظَر كبيرهم الذي علّمهم سبيل النعيم الأعظم أفلا تفتينا عن سرّ إصرارهم على تحقيق رضوان الله في نفسه فلماذا لم يكتفوا أن يكون الله راضياً عنهم وحسبهم ذلك؟"، ومن ثمّ يردّ على السائلين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر علماء السُّنة والشيعة وكافة المذاهب الإسلاميّة، فهل ترون أنّه يحقّ للحبيب أن يسأل عن حال حبيبه؟ ومعلوم جواب كافة علماء الشيعة والسُّنة وكافة المذاهب الإسلاميّة فسوف يقولون: "فيا للعجب كذلك من سؤالك هذا يا ناصر محمد اليماني! فكيف لا يسأل الحبيب عن حال حبيبه هل هو سعيد ومسرور، كون السؤال عن الحال قد اتفق عليه البشر جميعاً، ولذلك تجد الصاحب أول ما يجدّ صاحبه يخاطبه فيقول له كيف حالك يا فلان؟ ويقصد هل هو مرتاحٌ ومبسوطٌ. فكيف إذاً يا ناصر محمد تسألنا فهل يسأل الحبيب عن حال حبيبه؟ ومن ثمّ يردّ عليك كافة علماء المسلمين أجمعين بلسان واحدٍ فيقولون: فإذا كان الصاحب أوّل ما يجد صاحبه أو شخصاً يعرفه تجده أوّل ما يسأله عن حاله بعد أن يلقي إليه تحية السلام، ومن ثمّ يقول له كيف حالك يا فلان؟ سواء قابله وجهاً لوجه أو كلمه عن طريق الهاتف، فالسؤال عن الحال لا خلاف فيه بين علماء المسلمين وأمّتهم أجمعين، فكيف تقول وهل يسأل الحبيب عن حال حبيبه؟ ومن ثم نقول لك يا ناصر محمد اليماني وكيف لا يسأل الحبيب عن حال حبيبه؟"! ومن ثم يقيم عليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني الحجّة بالحقّ وأقول: إذا فلماذا لا تسألوا عن حال أحبّ شيء إلى أنفسكم الرحمن الرحيم المستوي على عرشه العظيم فهل هو سعيدٌ أم متحسّرٌ وحزينٌ؟ ومن ثمّ يردّ علينا كافة علماء المسلمين وأمّتهم فيقولون: "وكيف لنا أن نعلم كيف حال الرحمن المستوي على عرشه العظيم فلن يفتينا عن حال الرحمن المستوي على عرشه إلا من كان بحاله خبيراً، تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فإن كنت أنت الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ فأخبرنا عن حال حبيبنا الرحمن المستوي على عرشه العظيم، فهل هو سعيدٌ أم حزينٌ؟ ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: أقسم بالله العظيم المستوي على عرشه العظيم أنّ حال الرحمن المستوي على عرشه العظيم متحسّرٌ وحزينٌ على كافة عباده الذين كذّبوا برسل ربّهم من الكافرين الضالّين من الناس أجمعين، فما بالكم بحسرة الله على المؤمنين الغافلين؟ وبما أنّ الله هو أرحم الراحمين لا شك ولا ريب فإنّه أرحم بعبيده من الأم بولدها، ولذلك تجدونه متحسراً على عباده الكافرين الذين كذبوا برسل ربّهم فدعوا عليهم فاستجاب الله لهم فأهلك عدوّهم، وزادت حسرة الله في نفسه على عباده فور ندمهم في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربّهم، كونهم ومباشرة من بعد أن يصيبهم العذاب يصيبهم الندم العظيم على ما فرّطوا في جنب الله، فيقول كلٌ من عباد الله الضالين: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ومن ثم تأتي الحسرة في نفس الله على عباده الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم مهتدون، فيقول الرحمن في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثمّ يتوقف علماء المسلمين وأمّتهم ممن أظهرهم الله على بياني هذا فيتوقّفون برهة للتفكّر والتدبّر مع أنفسِهم فيقول أحدهم: "وتالله لو أنّ ولدي عصاني مليون عامٍ لم يُطِع لي أمري ومن ثم أراه يصرخ في نار جهنم من عذاب الحريق لأجدنّ في نفسي حسرةً على ولدي لا يعلم مداها إلا أمّ ولدي التي ترى وليدها يصرخ في نار جهنم من شدّة عذاب الحريق حتى ولو عصاها مليون عامٍ كذلك ولم يطع لها أمراً"، ومن ثم يخرج علماء المسلمين وأمتهم بقول واحدٍ موحد فيقولون: "إذا كان هذا حال الأبوين فكيف بحال من هو أرحم منهم؛ الله أرحم الراحمين؟".

    وحتماً لا شك ولا ريب إنَّه متحسّرٌ وحزينٌ على عباده الذين كذبوا برسل ربّهم فأهلكهم وما ظلمهم الله وكانوا أنفسهم يظلمون، وبرغم ذلك نجد الله أرحم الراحمين متحسّراً عليهم وحزيناً حسب فتوى أخبار حال الرحمن في نفسه المستوي على عرشه العظيم أنه متحسّر وحزين على عباده الذين كذبوا برسل ربّهم فأهلكهم الله وأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب الله حتى إذا تحسّروا على ما فرّطوا في جنب الله فيقول كلٌّ منهم: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾}، ومن ثم تأتي الحسرة في نفس الله عليهم ويسكن غضبه من بعد الانتقام، ومن ثم يقول في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم، ومن ثمّ يحيي الله بهذا البيان الحقّ قلوبَ قومٍ يحبهّم الله ويحبّونه من علماء المسلمين وأمّتهم فيقول كلّ من كان الله هو أحبّ شيء إلى نفسه من ملكوت الدنيا والآخرة: "الآن حصحص الحقّ يا ناصر محمد اليماني، فمن بعد أن علمتُ بحال الله في نفسه أنّه متحسّرٌ وحزينٌ على كافة عباده الذين أهلكهم وكانوا من المعذّبين النادمين، فكيف أرضى بجنة النعيم والحور العين وأستمتع بنعيمها بعد أن علمت مدى حسرة الله وحزنه على عباده الضالين؟ هيهات هيهات وربّ الأرض والسموات لن أرضى حتى يكون الله راضياً في نفسه لا متحسّراً ولا حزيناً، فإن لم يرضَ الله في نفسه فلن يتحقّق لي النعيم الأعظم من جنته، وإن لم يتحقّق رضوان الله في نفسه فلماذا خلقنا الله؟ فهل خلقنا لنتّخذ رضوان نفسه وسيلةً فقط ليُدخلنا جنته ويقينا من ناره؟ فكيف نتّخذ النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النعيم الأصغر؛ جنة النعيم والحور العين؟ فكن شاهداً علي يا أيها الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أنّني لن أرضى بملكوت الله أجمعين حتى أعلم أنّ حبيبي الرحمن المستوي على عرشه لم يعد متحسِّراً ولا حزيناً، فكيف يسعد الحبيب بعد أن أُعلم أنَّ من يحبُّه متحسّرٌ وحزينٌ؟" ومن ثمّ ترون أعين قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه في هذه الأمّة تسيل أعينهم من الدمع ممّا عرفوا من الحقّ برغم ذنوبهم الكثيرة، ولكنّ الله يُحِب التوّابين ويحب المتطهِّرين. ))

    الرابط: https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=414527

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة :
    فصلوات ربي وسلامه عليكِ ياحبيبه الرحمن على هذا التذكير العظيم فقد أسبقتيني في هذا التذكير فكنت أُريد أنا أن أذكر به أخواني الانصار ولاكنني تفاجئت منكم حينما سبقتونا اليه فصلوات ربي وسلامه عليكم فلكم نُحبكم في حب ربي الذي جمعنا وإياكم على التنافس في حبه وقربه وطامعين في تحقيق نعيم رضوانه في نفسه فصلوات ربي وسلامه عليكم وعلى آل بيتكم اجمعين

    وزادني الله واياكم من علمة وحبة وقربه ومغفرته ونعيم رضوانه اللهم ثبتني أناوجميع أخواني الانصار على صراط نعيم رضوانك وحبٌك يارب العالمين

    اللهم فاجعل عبادك أمّةً واحدةً على صراط نعيم رضوانك وحبّك، فألف بين قلوبهم فيجتمعوا في حبّك ونعيم رضوان نفسك أمةً واحدة يعبدون ربّاً واحداً لا إله إلا هو ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم؛ الله ربّ العالمين ..
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=414527
    وعليكم صلوات رب وسلامه يا حبيب الرحمن واخي في الله المكرم ماجد الاسدي واثبتنا الله وياكم وجميع اخوتي واخواتي الانصارالسابقين الاخيار وامامنا قرة اعيننا على صراطه المستقيم وعظيم نعيم رضوانه غاية اللهم امين ولكم بمثل ما دعوت يا حبيب الرحمن وجزاكم الله خير الجزاء من حبه وقربه ومعفرته ولجميع اخوتي واخواتي احباب الرحمن وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    ملاحظه للاداره منذ مدة واللون الازرق لا يظهر في مشاركاتي لا اعلم ما الذي يحصل كل الالوان تبقى الا اللون الازرق ولا اعلم ما هو السبب

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة :
    وعليكم صلوات رب وسلامه يا حبيب الرحمن واخي في الله المكرم ماجد الاسدي واثبتنا الله وياكم وجميع اخوتي واخواتي الانصارالسابقين الاخيار وامامنا قرة اعيننا على صراطه المستقيم وعظيم نعيم رضوانه غاية اللهم امين ولكم بمثل ما دعوت يا حبيب الرحمن وجزاكم الله خير الجزاء من حبه وقربه ومعفرته ولجميع اخوتي واخواتي احباب الرحمن وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=414739

    اللهم آمين يارب العلمين

المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 05-05-2023, 12:21 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-01-2018, 03:47 AM
  3. { أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النّاس وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا } صدق الله العظيــــم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-03-2010, 01:06 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-03-2010, 01:06 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •