الإمام ناصر محمد اليماني
03 - 07 - 1429 هـ
07 - 07 - 2008 مـ
07:11 مساءً
ـــــــــــــــــــــــ
بيان المهديّ إلى أبي عبد الله الباحث عن الحقّ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
ويا أخي الكريم أبو عبد الله وجميع الباحثين عن الحقّ، عليكم أن تعلموا علم اليقين بأنّهُ لن يصدّق بالمهديّ المنتظَر الحقّ إلا أولو الألباب المُتدبرين لآيات الكتاب القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].
ولربّما يودّ أبو عبد الله أن يُقاطعني فيقول: "ولكني لست عالماً حتى أعلم هل بيانك للقرآن هو الحقّ". ومن ثم يرُدُّ عليك المهديّ الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: إنّ أنصار محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الذين صدّقوه لم يكونوا عُلماء ولكنه تبيَّن لهم أنّه الحقّ من ربهم ولذلك صدقوه، ومن ثم يقول أبو عبد الله: "صدقت، ولكن لماذا صدّق القرآن صحابةُ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الحقّ برغم إنهم لم يكونوا عُلماء من قبل أن يأتيهم القرآن العظيم؟". ومن ثم أجيبك يا أبا عبد الله وأقول: لأنهم أولو الألباب أي أولو عقولٍ تُميّز بين الحقّ والباطل، فكّروا وقدّروا وقالوا: لا ينبغي أن يكون هذا القرآن إلا من لدن حكيم عليم، وعلموا أنّه الحقّ من ربِّهم وهم ليسوا بعلماء من قبل التصديق، ولكنهم من أولي الألباب. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].
فإن كنت من أولي الألباب فسوف تستخدم عقلك الذي أمدّك الله به لتفكر به هل هذا هو الحقّ أم إنه باطل، وحتماً سوف يأتيك عقلك بالجواب فيقول لك: "وكيف لا أصدق هذا الرجل وقد جاء بالبرهان لعلمه من آيات القرآن المحكمات البيِّنات للعالم والجاهل لا يزيغ عنهن إلا هالك مُكذب بالقرآن". ولكنك تريد مني الثناء على مصر كما تسمونها ( مصر أم الدُنيا )، وأفتيك في مصر أنّها أرضٌ مُباركةٌ خصبةٌ طيبةٌ للشجر والثمر. تصديقاً لقول الله تعالى: {اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ} صدق الله العظيم [البقره:61].
وهذه شهادة من الله لطيب أرض مصر للزراعة، وكذلك شهد الله في كتابه بأنه جعل أرض مصر مُباركة. وقال الله تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)} صدق الله العظيم [الأعراف].
بمعنى أنّ الله أورث موسى ومن معه مُلك مصر الذي كان يمتلكه فرعون. وقال الله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:51].
ومن ثمّ وصف الله كثرة جنات مصر وعيونها وزروعها التي أخرج فرعون منها، وقال الله عنها في محكم كتابه: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29)} صدق الله العظيم [الدخان].
ومن ثمّ شهد الله لمصر بالحضارة لا يفوقها في الحضارة إلا حضارة إرم ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد وتوجد في اليمن. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴿٦﴾إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴿٧﴾الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴿٨﴾وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿٩﴾وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الفجر].
ومعنى قول الله تعالى: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} ويقصد بذلك الأهرام لأنهنّ كالجبال الراسية على الأرض، وهنّ رمز الحضارة المصرية عبر التاريخ باقياتٌ راسياتٌ كالجبال ولذلك وصفهن الله بالأوتاد. وأنا أعلم إنك يا أبا عبد الله سوف توقن من هذا البيان عن أرض مصر وتوقن به لأنه وافق ما تحبّ ذكره، ولكن لماذا لا توقن بما سواه يا أبا عبد الله مع أني آتيكم بآيات واضحات بيِّنات كما هذه الآيات البيِّنات؟
وأما بالنسبة للدعاء فعليك أن تعلم بأنّ الله أرحم بك من ناصر محمد اليماني فربك هو أرحم الراحمين، فكن من الموقنين.
وأما بالنسبة لحفظ القرآن فأنصحك أن تفهمه أولاً ومن ثمّ يتيسر عليك حفظه ولن تنساه أبدا ما حييت لأنك فهمت ما حفظت.
وأما بالنسبة للرزق فاستغفر الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿١٠﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿١١﴾ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [نوح].
وكن من السابقين الأخيار بالتصديق من قبل الظهور عند البيت العتيق، فلا يستوون مثلاً الذين آمنوا وصدَّقوا في زمن الحوار من الذين آمنوا من بعد الظهور بآية العذاب الأليم.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوك في دين الله؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ