الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
28 - ذو الحجة - 1430 هـ
15 - 12 - 2009 مـ
12:27 صباحًا
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=507
____________
الردّ بالآيات المُحكَمات إلى العاديات
نظرةٌ عامةٌ إلى تاريخِ المذاهب والفرق الكلاميّة ..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، والصلاة والسلام على كافّة أنبياء الله ورُسله من أولهم إلى خاتمهم، ولا أُفرّق بين أحدٍ من رُسله، وأنا من المسلمين ..
ويا معشر الشّيعة والسُّنة وكافّة الفرق الإسلاميّة، إن كنتم تخافون الله فلا تستمرّ أحقادُكم بسبب اختلاف الأمم الأولى من قبلكم من الشّيعة والسُّنة، وقال الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
إذًا يا معشر الشّيعة والسُّنة فكّروا وذروا أحقاد الأمم الأولى واختلافاتهم، ولن يسألكم الله عن اختلافهم وما كسبوا بل سوف يسألهم هم، فذروهم لله فسيحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، فلا تحذوا حَذوهم بل فكّروا في إصلاح أمّتكم التي في جيلكم، فأنتم مسؤولون بين يديّ الله عن أمّتكم ولن يسأَلكم عن الأمم الأولى ولا عن تفرّقهم واختلافهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٣٤﴾} صدق الله العظيم.
وقال الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]. فذروا الماضي السحيق برمّته، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا، وفكّروا في إصلاح أمّتكم وجمع شمل أمّة الإسلام.
وأنا الإمام المهديّ المُنتظر الحقّ من ربّكم يا أمّة الإسلام، ووالله العظيم ربّي وربّكم ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم من يحيي العظام وهي رميمٌ أنِّي المهديّ المُنتظر الدّاعي إلى الصّراط المستقيم لم يصطفِني جبريلُ ولا ميكائيلُ ولا مالكٌ ولا كافةُ ملائكة السموات ولا الثمانيةُ حملة العرش العظيم، فلا ينبغي لهم جميعًا أن يصطفوا خليفة الله من دونه سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا، بل الله يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعٌ عليم، فاتَّقوا الله فلا ينبغي لكم أن تصطفوا المهديّ المنتظَر من دون الله بل الله وحده لا شريك له هو من يصطفي خليفتَه المهديّ المُنتظر من بين البشر في قدره المقدور في الكتاب المسطور، وأنتم الآن في عصر الحوار من قبل الظهور فاتَّبِعوا الذِّكر قبل أن يسبق الليل النّهار.
يا أولي الأبصار ذروا خلافاتكم وخلافات الأمم من قبلكم واسعوا لصلاح أمّتكم والتأليف بين قلوب المسلمين والنّصارى واليهود فنحن جميعًا آل إبراهيمَ في الكتاب أبو العرب والنّصارى واليهود، فنحن أهل بيتٍ واحدٍ في الدّم وإني المهديّ المُنتظر أَدعو آل إبراهيمَ جميعًا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينهم أن لا نعبد إلا الله، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
فلا نُعظّم أنبياءَ الله ورسله على الصالحين، وإنما أمَر اللهُ أنبياءَه ورسلَه أن يكونوا من المسلمين المُتنافسين في حبّ الله وقربه، واعلموا إنما هم عبيدٌ لله مثلكم لا يَفْرقون عليكم إلا بالتقوى بدرجة التنافس في حبّ الله وقربه.
ويا معشر البشر، فنحن جميعاً أمّةٌ واحدةٌ على رجلٍ واحدٍ وأنثى واحدةٍ فنحن جميعًا إخوةٌ في الدّم بين الأمم ولسنا إلا أمّةً واحدةً، ولله أممٌ كثيرةٌ يعبدون الله وحده لا شريك له: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
ويا معشر البشر، والله الذي لا إله غيره لو تعلمون كم تمقتُكم الأممُ الأخرى من غير البشر من الذين يعبدون الله وحده لا شريك له، وأضرب لكم على ذلك مثلًا إحدى الأمم المُحتقَرة في نظركم ولكنهم أعقل منكم، ويحتقرون البشر حين يرون بعضهم بعضًا وقد اتَّخذوا بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله أو عبدوا الشّمس أو القمر، فانظروا لاحتقار أحد علماء الأمم الذي احتقر كفار البشر الذين لا يعبدون الله الواحد القهّار، وقال هذا الطائر الكريم لأحد أنبياء البشر: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿٢٢﴾ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٢٤﴾ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥﴾ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النمل].
فبالله عليكم انظروا إلى قول هذا الطائر المُكرَّم المُحْتَقِر لكفار البشر الذين يعبدون الشّمس أو القمر من دون الله، فقال: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥﴾ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النمل].
وأنا المهديّ المُنتظر من شيعةِ هذا الطائر في العقيدة تجمعنا كلمةٌ سواءٌ بيننا أجمعين:
( لا إله إلا الله وحده لا شريك له فنحنُ له عابدون ولهُ ساجدون، فلا نشرك بربنا أحداً ).
وكذلك أنا المهديّ المُنتظر من شيعة الجنّ الذين قالوا:
{إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿٢﴾ وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣﴾ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿٤﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿٥﴾ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦﴾ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّـهُ أَحَدًا ﴿٧﴾ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴿١٠﴾ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴿١١﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّـهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا ﴿١٢﴾ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ ۖ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ﴿١٣﴾ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَـٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ﴿١٤﴾ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الجن].
وأنا المهديّ المنتظَر من شيعة الملائكة: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [غافر].
وأنا المهديّ المنتظَر العبد المطيع لله الواحد القهّار من شيعة السماوات والأرض التي أعلنت الولاء والطّاعة لله خالقها في محكم كتابه: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} صدق الله العظيم [فصلت:11].
وأنا المهديّ المنتظَر من شيعة عبيد الله أجمعين من جميع الأمم في السماوات من كافّة الأمم ما يَدبُّ أو يطير تجمعنا كلمةٌ سواءٌ بيننا أجمعين: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد سواه، إله واحد ونحن له مسلمون، ولنعيم رضوان نفسه عابدون، ونتنافس على حبّه وقربه، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿٩٥﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [مريم].
وابتعث اللهُ كافّةَ المرسلين إلى النّاس بكلمةٍ واحدةٍ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ليدعوهم لعبادته والتنافس في حبّه وقربه أيّهم أقرب، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وصدق قليلٌ من الأولين وكفر أكثر البشر: {وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].
وأمّا المؤمنون الذين استجابوا لدعوة الحقّ فهم قليلٌ وقالوا: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴿١٩٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ثمّ وصف الله لكم عبادتهم لربّهم وقال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:90].
وابتعث الله المهديّ المنتظَر في قدره المقدور ليخرج النّاس بالقرآن العظيم من الظلمات إلى النّور إلى صراط العزيز الحميد، وقال:
يا معشر البشر إني المهديّ المنتظَر أدعوكم إلى عبادة الله الواحد القهّار، واعلموا أن جميع مَن في السماوات والأرض يتنافسون على ربّهم أيّهم أقرب، فمن الذي نهاكم عن التنافس في حبّ الله وقربه؟ أفلا تعقلون؟! وقال الذين لا يؤمنون إلا وهم مشركون: "بل أنت كذّاب أشِر فهل تريدنا أن نُنافس أنبياءنا ورسلنا وهم المكرمون عند ربّ العالمين وشفعاؤنا يوم الدّين؟". ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: أقسم بربّ العالمين ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم، إنني سوف أنافس كافّة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأنافسهم أجمعين في حبّ الله وقربه، فأنا الإمام المهديّ لا أعبد ما تعبدون من الأنبياء والمرسلين بل أعبدُ الله ربّي وربّهم ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم، فلا فرق بيني وبينهم، ولا فرق بين النملة ورسول الله جبريلَ - عليه الصلاة والسلام - إلا بالتقوى في درجة التنافس في حبّ الله وقربه، ولا فرق بين المهديّ المُنتظر والبعوضة بين يدي الله ربّي وربّها نعبد إلهًا واحدًا ونحنُ له مسلمون ولهُ عابدون، ونتنافس على حبّه وقربه. فما خطبكم يا معشر البشر لا ترجون لله وقارًا وقد خلقكم أطوارًا؟ فمن الذي أفتاكم أن الأنبياء والمرسلين قد اصطفاهم الله له من دونكم؟ إذًا لماذا خلقكم سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا؟! فانظروا لردّ الله على اليهود والنّصارى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّـهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ} صدق الله العظيم [المائدة:18].
ويا أيها الناس، اعبدوا الله وحده لا شريك له فلا تُفَضِّلوا بعضكم بعضًا فتعتقدوا أنّ الله اصطفاهم كمجموعةٍ من بينكم؛ بل اصطفاهم ليكونوا رُسلَ الله إليكم أن تعبدوا الله وحده لا شريك له، واتّخذَهم شهداءَ عليكم بالتبليغ، فإنّهم قد بلّغوكم عن الهدف مِن خَلقكم أن تعبدوا الله وحده لا شريك له فتتنافسوا في حبّه وقربه؛ ولكنْ كفرَ بدعوتِهم أكثرُكم وقالوا: {وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].
وما آمن بدعوتهم إلا قليلٌ من البشر، وللأسف إنَّ أكثر الذين آمنوا لم يؤمنوا إلا وهم بربّهم مشركون بسبب المبالغة في أنبيائه ورسله، وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف].
لا قوّة إلا بالله العليّ العظيم، إنّا لله وإنّا إليه لراجعون، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ..
أخو البشر في الدّم من ذرية أبينا آدم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
______________