بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر ثم أما بعد:
السلام على قاضي محكمة العدل الإلاهية في الأرض خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:
الله أكبر ألا لعنة الله على الظالمين لعنا كبيرا أهلكت نفسك يا أحمد عمرو وأشهد لله الواحد القهار الذي يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار الذي وعد بالنار الكفار ووعد بالجنة الأبرار أن أحمد عمرو يصد عن دعوة الحق صدودا كبيرا وهو يعلم الحق ويعقله ولكن كبريائه وغروره أعمى بصره وبصيرته حتى صفد له شيطان فهو له قرين يصده عن الذكر وما زال يلبس الحق بالباطل وما زال يفتري على الله وعلى آيات الله ولكنه قد وقع عليك القول يا أحمد عمرو ووقع عليك من الله رجس وغضب والحكم لله في شأنك أن يمسخك إلى خنزير إن أردت أو حتى إلى بعير أو حمير وبئس المصير قتلك وأهلكك غرورك يا أحمد عمرو فأخرج الله ما كنت تخفيه في صدرك وبدت البغضاء والكراهية في قولك وما تخفيه أعظم وأقسم بالله لن نحزن عليك بل إني أقسم بربي الذي خلقني من ماء مهين فجعله نطفة في قرار معين إني أمقتك يا أحمد عمرو مقتا شديدا لا يعلمه إلا الله بسبب تحريفك لآيات الله وتكذيبك بها عيانا جهارا ليلا ونهار بكل حيلة ووسيلة ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
ومع ذلك فرحمة الله ستشملك سواء قامت المباهلة أو لا وسواء جعل خليفة الله لك بها مخرجا أو جعلها فيك مغلقة كما أشترطت أنت لتهلك نفسك فرحمة الله قائمة ما دام الله حي لا يموت فمن سألها عمته وأدخلته في رحمة الله سواء كان حيا أو ميتا في الدنيا أو في الآخرة فالجاء إلى ربك يا طبيب العنابر واسأله برحمته التي وسعت كل شيء ولا تيأس من رحمة الله اللهم إنك تشهد أن عبدك وخليفتك بشيرا برحمتك التي وسعت كل شيء ونحن على ذلك من الشاهدين ولكن أحمد عمرو ييأس عبادك من رحمتك ويحرف آيات الله ويبغاها عوجا لذلك نكرر عليه بأن دعوة الأقوام والأمم السابقة عندما كان يأتيهم العذاب فكانوا يعترفوا بظلمهم وما زالت تلك دعواهم في جميع الأمم من قبلهم ومن بعدهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ولكن لا ينفع الإيمان وقت نزول العذاب ولذلك سأل قوم يونس الله برحمته بسبب العبد الصالح فيهم الذي علمهم كيف ينجيهم الله فكشف الله عنهم عذابه حتى حين وذلك هو السر في كشف العذاب عن قوم يونس وأما شفاعة الرسو للمؤمين فإني أشهدك يارب العالمين أني كافر بشفاعة محمد رسول الله وكافر بشفاعة كافة العباد بين يدي الرب المعبود فليس لمحمد ولا لأحد من خلقه من الأمر شيء إن يعذبهم أو يغفرهم فإنهم عباده ولن يشفعوا لا لكافر ولا لمؤمن وقال تعالى:
{يا أيها الذين آمنو أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون}
صدق الله العظيم [البقرة:٢٥٤].
ولكن أحمد عمرو كافر بهذه الآية وبجميع الآيات المحكمات وحسبنا الله فيك يا أحمد عمرو أهلكتك شلة المنافقين الذين اتخذتهم أخلاء فصفد الله لك شيطانا فهو لك قرين يصدك عن ذكر الله كونك لم تأتي لتبحث عن الحق بل عن الباطل بحسب زعمك أنك أبطلت مذهب القردعية ويا حيائك من الله.
وكذلك باب الدعاء والتضرع إلى الله ما زال مفتوحا حتى بعد الموت في الآخرة وقد جاءك الدليل ولكن الله أعمى بصرك وبصيرتك عنه يا طبيب العنابر فانظر إلى الكفار أصحاب الأعراف حين سألوا الله ودعوه متضرعين فقالوا:{ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} فجاءهم الجواب والرد مباشرة من الرحمن الرحيم فقال:{ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} صدق الله العظيم.
واعلم يا طبيب العنابر أحمد عمرو أنه لا شرط لك علينا في المباهلة فخليفة الله وما يشاء كما علمه ربه في كتابه القرآن الكريم فيلعنك الله ويحكم فيك متى شاء وما زلت أذكرك يا عمرو بأن رحمة ربك ما زالت قائمة وباقية ما دام الله حيا لا يموت فمن سأله بها أجابه وأدخله في رحمته في أي زمان ومكان سواء في الدنيا أو في الآخرة سواء كان بشر أم جان سواء كان ضالا أو مغضوبا عليه أو مؤمنا أو كافر فرحمة الله لا تفرق بين العباد ولا بين أعمالهم اللهم اشهد إن عبدك وخليفتك قد بين وفصل رحمتك للناس تفصيلا مملا كافيا وافيا تاما غير منقوص ونحن عليه من الشاهدين وما زلنا عنه مبلغون كما علمنا فلا نستكين فكن علينا شاهدا يا أرحم الراحمين وكفى بالله شاها ووكيلا وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.