بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى المهدي المنتظر وآل بيته الأبرار وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار إلى اليوم الآخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام على خليفة الله عبدالنعيم الأعظم الإمام الناصر لمحمد ناصر محمد اليماني المهدي المنتظر الحق وخليفة الله الأكبر ورحمة الله وبركاته السلام على إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:
متى سيسلم المسلمون سؤال صعب وسهل حيث من يرى ويسمع سيقول ومن متى كان المسلمون كافرون ولكنه لا يعلم بأننا أصبحنا مشركين بالله عباده المقربين نطلب شفاعتهم ورحمتهم بين يدي من هو أرحم الراحمين فكيف لكم يا معشر المسلمون أن تطلبون الرحمة من العباد وهم أقل رحمة من الله كيف بكم تطلبون شفاعتهم وهم لا يملكون لكم من الأمر شيئ أليس الله بأرحم الراحمين.
ومع ذلك تتوالى الأحدات وتهيج الفتن وتشتد ويعز الله أناس ويذل آخرين ويريدون إستعادة الخلافة الإسلامية ولكن انا لهم ذلك وهم ينتصرون لأنفسهم وأهواءهم فيخرج اهل السنة بمظاهرات لنصرة أهل السنة في إيران بحكم أنهم مستضعفين ويخرج أهل الشيعة لنصرة الشيعة في بقية البلدان ويا حيائكم من الله يا أهل الشيعة والسنة والجماعة ألستم كلكم مسلمون تعبدون رباً واحدا ألستم كلكم سنة كونكم أتبعتم أحاديث رسول الله الحق منها والباطل وتركتم كتاب الله وراء ظهوركم فلماذا لا تدعون الناس إلى الإسلام وترك التعددية المذهبية تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿33﴾}
[فصلت] صدق الله العظيم.
ثم يا أيها المسلمون الذين ابوا ان يسلموا لله ويؤمنوا بكتابه ويتبعوه ويذروا ما خالفه لن تستطيعوا أن تقيموا الخلافة الإسلامية على وجه الأرض وإن سعيتم لها ليلاً ونهار وإن سننتم القوانين ونظمتم التشريعات فوالله ما أنتم بقادرين لأن شرط الخلافة الإسلامية عند الله هو شرطاً واحداً محدداً فقط وهو قوله تعالى:
{يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ }
[النور:55] صدق الله العظيم.
وهذا النداء ليس للكافرين الذين يريدون الإسلام بل غنه لكم ايها المسلمون المؤمنون بهذا القرآن العظيم الذي تكتموه وراء ظهوركم وسعيتم إلى ما خالفه وانظروا إلى النداء في قول الله تعالى وهو يوجهه لكم:
{وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿55﴾}
[النور] صدق الله العظيم
وهنا ظهر لكم الشرط الإلهي الذي به تستطيعون أن تستعيدوا الخلافة الإسلامية التي وعدكم بها الله أرحم الراحمين وهنا تتجلى لكم الحقيقة بأنكم مسلمون لم تسلموا ولن تتحق لكم الخلافة الإسلامية حتى تسلموا وتحققوا الشرط وهو أن تعبدوا الله لا تشركون به شيئا.
ولكنكم ستتسائلون وتقولون وهل أكثرنا مؤمنين مشركين في هذا الزمن حتى ذهبت منا الخلافة الإسلامية ولن تعود إلا بتحقق شرطها وهو أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا ثم نترك لكم الجواب من الرب من محكم الكتاب قال تعالى:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿106﴾}
[يوسف] صدق الله العظيم
وسنعود نحن وإياكم إلى نفس السؤال فتقولون واين أشركنا بالله حتى أذهب الله منا الخلافة الإسلامية ثم تستطيعون أن تجيبوا انفسكم وتسألون أليس الله هو أرحم الراحمين وجميعكم يؤمنون بذلك؟ وهل يمكن أن يكون بين عباد الله ولو حتى عبداً واحداً يكون أرحم من الله ارحم الراحمين وحتماً ستجيبون كلا ثم كلا ثم كلا إن الله هو أرحم الراحمين ارحم بعباده من عباده أجمعين؟
ثم نترك لكم الجواب على أنفسكم يا ايها المسلمون ونقول ولماذا إذاً تطلبون الرحمة بين يدي الله ممن هم أقل رحمة منه من عباده وأنبيائه فتسعون لتطلبون شفاعتهم بين يدي ربكم الذي هو ارحم بكم من أنفسكن واباءكم وأمهاتكم وعباده أجمعين؟ لماذا تؤمنون بالحق والباطل معاً لماذا تؤمنون بأن الله هو ارحم الراحمين ثم تطلبون الرحمة ممن هم أدنى منه رحمه عباده المكرمون وهل تجتمع الظلمات والنور؟
ولذلك يا أيها المسلمون إنكم لستم مسلمون حتى تسلموا لله رب العالمين وتذرون شفاعة العباد بين يدي الرب المعبود كونه الله أرحم الراحمين وهنا أشركتم بالله عباده المقربون وهنا ما يؤمن اكثرهم بالله إلا وهم مشركون كون طلب الشفاعة من العباد بين يدي الرب المعبود شرك بالله تعالى ولذلك بين الله لكم ذلك في كتابه بآية محكمة واضحة بينة قال تعالى:
{وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}
[يونس:18] صدق الله العظيم.
وهنا تستعيدوا الخلافة الإسلامية التي وعدكم الله بها بعد ان تحققوا شرطها ان تعبدوا الله لا تشركون به شيئا فتذروا شفاعة العباد بين يدي الرب المعبود كون الله أرحم الراحمين ولا رحمان سواه والشفاعة لم تتجاوز ذاته سبحانه وتعالى والشفاعة لله جميعا لذلك قال تعالى:
{قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿44﴾}
[الزمر] صدق الله العظيم.
ويا أيها المسلمون أهل السنة والشيعة وجميع من في الأرض لقد أدركتم بعث المهدي المنتظر الناصر لدين محمد وسوف يطل عليكم الكوكب ذو الذنب فيجعل الله عالي الأرض كوكباً كان بسافلها ثم يمطر على جميع قرى البشر حجارة من الله فيهلك الله بها الكفار ويعذب المسلمون عذاباً شديدا تبلغ من هوله القلوب الحناجر فاتبعوا المهدي المنتظر صاحب أهدى الرايات وانظروا إلى ما هو موجوداً في كتبكم نقتبسه لكم كما يلي:
ومن خطبة لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام في المدينة جاء في آخرها
((لقد اجتمعتم على سلطان الداعي إلى الضلالة وأحييتم الباطل وخلفتم الحق وراء ظهوركم وقطعتم الأدنى من أهل بدر ووصلتم الأبعد من أبناء الحرب لرسول الله صلى الله عليه وآله ولعمري أن لو قد ذاب ما في أيديهم لدنا التمحيص للجزاء وقرب الوعد وانقضت المدة وبدا لكم النجم ذو الذنب من قبل المشرق ولاح لكم القمر المنير، فإذا كان ذلك فراجعوا التوبة واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول صلى الله عليه وآله فتداويتم من العمى والصم والبكم وكفيتم مئونة الطلب والتعسف ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق ولا يبعد الله إلا من أبى وظلم واعتسف وأخذ ما ليس له " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)) . (البحار:74/346).
وها قد أتاكم طالعكم الذي له تنتظرون وسيردكم إلى كتاب الله وسنة رسوله الحق ويعيدكم إلى عصر النبوة الأولى كما كان عليه رسول الله وصحابته عليهم الصلاة والسلام فلا تكونوا أول كافراً به وأسلموا معه لله تؤمنون لا تشركون به شيئاً وإن أبيتم إتباع الحق كما أبيتم من قبل أن تتبعوا كتاب الله وما زلتم على ذلك فلا تلومُنَّ إلا أنفسكم وعذاب الله على الأبواب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وستؤمنون في ليلة وانتم من الصاغرين اللهم اغفر لإخواننا المسلمون فإنهم لا يعلمون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.