الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 03 - 1432 هـ
07 - 02 - 2011 م
02:26 AM
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
البراهين الثلاثة الواضحات في بيان خيانة زوجة نوح عليه السلام..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع الأنصار للحق إلى يوم الدين..
وسؤال أخي الكريم أبو بكر المغربي هو عن بيان قول الله تعالى:
{وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴿٥٨﴾وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ ۚ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ﴿٥٩﴾فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلَا تَقْرَبُونِ ﴿٦٠﴾قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [يوسف]
وموضع سؤالك هو بالضبط في قول الله تعالى {وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ}، فأولئك هم إخوته من أبيه, ومن ثم بيّن الله لكم أنه لا يزال ليوسف أخ له من أمه وأبيه، ولذلك قال يوسف عليه الصلاة والسلام: {وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ}، فقد بين الله لكم في ذات الموضع أنه تبقى له أخ من أبيه وأمه, وأما إخوته الذين دخلوا عليه هم إخوته من أبيه فقط وتبقى لهُ أخٌ عليه الصلاة والسلام من أمه وأبيه, وإن الفرق لعظيم بين هذه الآية وفتوى الله عن ذرية نبي الله نوح كون الله أفتى نبيه أن الذي أغرقه ليس من أهله أولياء دمه برغم أنه من أهله أي من أسرة نبي الله نوح كونه من رباه وتبناه غير أنه أصلاً ليس من ذريته عليه الصلاة والسلام وبين الله لكم في ثلاثة مواضع:
أولاً برهان الخيانة: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا} صدق الله العظيم [التحريم:10]
ثانـــياً : ومن ثم بين الله لكم برهاناً آخر أن بسبب ذلك العمل الغير صالح الذي فعلته امرأة نوح أنجبت لنبي الله نوح ولداً ليس من ذريته. ولذلك قال الله تعالى:
{يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود:46] واكتفى الله بالإشارة أنه ثمرة عمل غير صالح.
ثالــــثاً : ومن ثم بين الله لكم في موضع آخر أنه أنجى ذريته ولم يهلك منهم أحداً بقول الله تعالى:
{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} صدق الله العظيم [الصافات:77]
وهذه الآية من أشد الآيات إحكاماً ووضوحاً في هذا الموضوع تؤكد ما جاء في الآيات الآخرى أنه حقاً ليس من ذريته، فلا تتبعوا الظن أحبتي في الله, ألا وإن الظن هو الذي ينعدم له البرهان المبين فتتبينون القرآن حسب ظنكم أنه الحق ولكن الظن لا يغني من الحق شيئاً, وقد جادلنا أبو حمزة بعدة آيات تخبرنا بفتوى واحدة موحدة أن الذي أغرقه الله من أبناء نبي الله نوح ليس من ذريته, فقد كثر الجدال في هذا الموضوع الذي لا يفيدكم بشيء كونه مسألة خصوصية وليس فتوى في الدين بارك الله فيكم فلا يزال لدينا من العلم ما ينفعكم وينير به الله طريقكم إلى صراط العزيز الحميد, وبالنسبة لحظرك يا أبا بكر فليس لي دراية بذلك ولكنك أخي الكريم أحياناً توقع نفسك في الشبهات بغير قصد منك مما يثير غضب الحسين ابن عمر وجميع الأنصار ويتهموك بغير الحق أنك من أولياء أبي حمزة وأنت لست من أولياء أبي حمزة في شيء, بل من الأنصار السابقين الأخيار ولكنك لم تصل إلى اليقين التام كونك لم تعلم بعد بحقيقة اسم الله الأعظم فتدرك أنه حقاً نعيم أكبر من جنة النعيم وعلى كل حال سوف ننظر في أمرك ونأمر الحسين ابن عمر برفع الحظر عنك ويفوض أمرك إلى الله الذي يعلم بسرك وجهرك فلا يظن فيك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلا خيراً.