أكثرت إيطاليا في الآونة الأخيرة عن إلزاميّة الخيار العسكري و التدخّل السريع في ليبيا بدعوى تنامي الخطر الإرهابي هناك و وقف نزيف تدفّق المهاجرين الغير الشرعيّين حفاظا على أمن سواحلها و أمنها الداخلي و أيضا مراعاة لمصالح الطاقة لديها و وضع يدها على النفط في ليبيا و بادرت إيطاليا بتولّي زمام هذا الموقف و تكون في واجهته مع حلفاءها التقليديين و بعض الدول من شمال إفريقيا
و الحقيقة هي ليست حربا على الإرهاب كما تزعم و لكن هي حرب عالمية على الإسلام و السيطرة على مصادر الطاقة و أصبح العالم العربي و الإسلامي رقعة صراعات و إعادة رسم حدود جديدة و إستعمار تحت ما يسمّى محاربة الإرهاب.
لقد صدق الإمام ناصر محمد اليماني فيما قال و ستصبح الدول العربية و الإسلامية ساحة حرب طائفية ضروس لا مخرج منها إلاّ العودة لكتاب الله تعالى فهو حبل الله المتين و السراج المنير و الصراط المستقيم.
و نسأل الله تعالى أن يجنّب ليبيا و كلّ العالم العربي و الإسلامي الفتن ما ظهر منها و بطن و أن يعيدهم لكتابه العزيز ردّا جميلا بحقّ لا إلاه إلّا هو و بحقّ عظيم رضوان نفسه و بحقّ رحمته التي كتب على نفسه و وعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.
و أذكّركم و نفسي بقوله تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.
روما - فرانس برس
أعربت إيطاليا عن قلقها حيال تنامي نفوذ الجهاديين في ليبيا مؤكدة استعدادها لمحاربة الإرهاب في إطار الأمم المتحدة، كما حضت أوروبا على جعل الأزمة الليبية أولوية.
وأكد رئيس مجلس الوزراء ماتيو رينزي لقناة تي جي-1 : "قلنا لأوروبا والمجتمع الدولي إنه يتعين علينا أن نستفيق لأن أمرا خطيرا جدا يحدث، ومن غير المنصف ترك تسوية كافة المشاكل لنا بذريعة أننا الأقرب".
وتابع قائلا إن "الأمر يتطلب بعثة أقوى من الأمم المتحدة وإيطاليا مستعدة في هذا الإطار للاضطلاع بدورها من أجل الدفاع عن مبدأ الحرية في منطقة المتوسط".
وفي مقابلة مع شبكة "سكاي تي جي24" اعتبر وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني الجمعة إنه "يتعين طرح مسألة القيام بالمزيد مع الأمم المتحدة بشأن ليبيا، إذا تعذر إيجاد وساطة بين المتحاربين".
وأضاف الوزير الإيطالي أن "إيطاليا على استعداد للقتال في إطار الشرعية الدولية".
وأوضح مصدر مقرب من الحكومة السبت أن "جنتيلوني كان يفكر في محاربة التهديد الإرهابي ولا يشير تحديدا إلى قوات عسكرية"، لكن إيطاليا ستكون في طليعة الدول التي ستشارك في عملية حفظ السلام بتفويض من الأمم المتحدة، على غرار تلك التي تقررت للبنان، في حال طلب منها ذلك.
وبحسب وسائل الإعلام الإيطالية فإن إذاعة تابعة لتنظيم "داعش" تبث من الموصل في العراق شنت هجوما مضادا على وزير الخارجية الإيطالي ووصفته بـ "وزير إيطاليا الصليبية".
وفي ديسمبر الماضي حذر جنتيلوني من أن إيطاليا لن توافق على أي تقسيم لليبيا "الواقعة على بعد مئتي ميل من سواحلها". وطالب بتنظيم طاولة مستديرة للقوى المعتدلة الأمر الذي يبدو أصعب من أي وقت مضى. كما عبر عن الاستعداد للمشاركة في أي عملية لحفظ السلام.
في المقابل، رأت الخبيرة في مجموعة الأزمات الدولية كلاوديا غازيني أن "عملية لحفظ السلام أمر صعب إن لم يكن هناك اتفاق سلام مسبق".
وأضافت في تصريح لصحيفة لا ريبوبليكا أن "الظروف العسكرية والسياسية والأمنية بائسة"، مشيرة إلى التشرذم البالغ للفرقاء الموجودة في ليبيا.
وتشهد ليبيا حالة من الفوضى مع حكومتين متخاصمتين، تشكلت إحداهما بدعم ائتلاف ميليشيات "فجر ليبيا" واستولت على العاصمة الصيف الماضي، والأخرى تحظى باعتراف المجتمع الدولي وتتخذ من شرق البلاد مقرا لها.
وحذر المسؤول الليبي الكبير عارف علي النايض مستشار رئيس الوزراء عبد الله الثني، من نشاط تنظيم داعش في سبع مدن ليبية.
وتشعر إيطاليا بالتهديد من أوجه عدة أولها تدفق مهاجرين إلى إيطاليا فارين من مختلف النزاعات تمهيدا للانتقال إلى أوروبا، بمعدل 400 مهاجر كل يوم خصوصا من أفريقيا، ويمر 80 في المئة منهم عبر الأراضي الليبية، فضلا عن حوادث غرق مأساوية قبالة سواحل صقلية في غياب آلية انقاذ أوروبية فعالة، ومصالح نفطية مهددة وغيرها.
وأكد جنتيلوني لسكاي تي جي24 "لا يمكن القبول بأن يكون هناك خطر إرهابي على مسافة بضع ساعات فقط من الإبحار من هنا".
كما ندد وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو الفانو بخطر قيام "خلافة إسلامية عند أبواب إيطاليا".
وقد علت بعض الأصوات في المعارضة اليمينية التي تتسم بكره الأجانب ورفض الهجرة السرية، لتذهب إلى حد المطالبة بإرسال وحدات عسكرية إلى جزيرة لامبيدوزا.
وأمام تنامي قوة الجهاديين طلب من المئة ايطالي الذين جاءوا للعمل في ليبيا مغادرة هذا البلد على وجه السرعة كما أفاد مصدر في الخارجية الإيطالية مضيفا أن هناك كثيرين بصدد المغادرة.