الموضوع: ذلكم هو الإمام المبين، وهو ذاته الكتاب المبين الكتاب الأمّ لدى ربّ العالمين..

النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. ذلكم هو الإمام المبين، وهو ذاته الكتاب المبين الكتاب الأمّ لدى ربّ العالمين..


    - 1 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 12 - 1431 هـ
    21 - 11 - 2010 مـ
    11:49 مســاءً
    ــــــــــــــــــــ


    ذلكم هو الإمام المبِين، وهو ذاته الكتاب المبِين الكتاب الأمّ لدى ربّ العالمين
    للمقارنة بين البيان الباطل المُفترى وبين بيان المهديّ المنتظَر للذِّكر..


    وما يلي اقتباسٌ من أحد كتب الشيعة :
    اقتباس المشاركة :
    وأما قوله تعالى: (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) فقد ورد فيها:
    في (معاني الأخبار32 - 33) للشيخ الصدوق:
    حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم - رحمه الله - قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (( اهدنا الصراط المستقيم )) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام ومعرفته, والدليل على أنه أمير المؤمنين عليه السلام قوله عز وجل: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) وهو أمير المؤمنين عليه السلام في أمّ الكتاب في قوله عز وجل: (( اهدنا الصراط المستقيم )).
    وفي كتاب (الغارات 2/894) لإبراهيم بن محمد الثقفي:
    ما رواه محمد بن العباس (ره) عن أحمد بن إدريس عن عبد الله بن محمد عن عيسى عن موسى بن القاسم عن محمد بن علي بن جعفر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال أبي عليه السلام وقد تلا هذه الآية (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
    وفي كتاب (شرح الأخبار 1/244) للقاضي النعمان:
    العلا, قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام عن قول الله تعالى: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )). قال: هو أمير المؤمنين علي (صلوات الله عليه) أوتي الحكمة وفصل الخطاب وورث علم الأولين وكان اسمه في الصحف الأولى وما أنزل الله تعالى كتابا على نبي مرسل إلا ذكر فيه اسم رسوله محمد صلى الله عليه وآله واسمه وأخذ العهد بالولاية له عليه السلام.
    وفي (المزار 218) للمشهدي:
    السلام على أمين الله في أرضه وخليفته في عباده, والحاكم بأمره، والقيم بدينه، والناطق بحكمته، والعامل بكتابه، أخي الرسول، وزوج البتول، وسيف الله المسلول، السلام على صاحب الدلالات والآيات الباهرات والمعجزات القاهرات، المنجي من الهلكات، الذي ذكره الله في محكم الآيات، فقال تعالى: (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )).
    وفي زيارة أخرى قال (ع): أيها النبأ العظيم السلام عليك يامن انزل الله فيه (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم ))...
    وفي دعاء يوم الغدير كما في (المزار 287): وأشهد أنه الإمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فانك قلت وقولك الحقّ (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )).
    وفي (بحار الأنوار23 م2109):
    كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام وقد سأله سائل عن قول الله عز وجل: (( وأنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) قال: هو أمير المؤمنين.
    كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن عبد الله بن محمد عن عيسى عن موسى بن القاسم عن محمد بن علي بن جعفر قال: سمعت الرضا عليه السلام وهو يقول: قال أبي (عليه السلام) وقد تلا هذه الآية: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام).
    ودمتم في رعاية الله))
    انتهى الاقتباس
    انتهى البيان الباطل.

    وما يلي بيان الإمام المهديّ المنتظَر بالحقِّ ناصر محمد اليماني :

    بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى خليفته في ناموس الكتاب من بعده الإمام عليّ عليه الصلاة والسلام وعلى حكّام المسلمين الصالحين أبي بكرٍ وعمرٍ وعثمانَ
    والصلاة والسلام على كافة الناصرين التابعين للحقِّ إلى يوم الدين..

    ويا معشر الشيعة والسُّنة، ما كان للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يتّبع أهواءكم ليرضيكم؛ بل الله أحقُّ بالرضا وإني لرضوان الرحمن لمن العابدين، وجعلني الله حكماً بينكم بالحقِّ فيما كنتم فيه تختلفون في الدين، وما على الإمام المهديّ إلا أن يستنبط لكم حُكم الله الحقّ من محكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [الشورى:10].

    {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50].

    {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44].

    {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [المائدة:48].

    {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥١} [النور].

    {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} [الأنعام:114].

    {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩} [المائدة].

    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦} [النمل].

    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وهذا أمر الله إليكم أنَّ ما اختلفتم فيه من شيءٍ في دينكم من أحاديث البيان في السُّنة النبويّة فقد أمركم الله بعرض الحديث النبويّ على آيات الكتاب المحكمات البيِّنات هُنّ أمّ الكتاب، فإذا جاء الحديث مخالِفاً لإحدى آيات الكتاب المحكمات فاعلموا أنه لم يقُله محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل من الأحاديث المُفتراة على رسول الله وصحابته الأبرار في سنة البيان، وما كان لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يُبيِّن آيةً في كتاب الله فتأتي مخالفةً لآيات الكتاب المحكمات، وبما أنَّ قرآنه وسنة بيانه من عند الله إذاً حديث البيان في السُّنة الذي يأتي مُخالِفاً لمحكم قرآنه فهو حديثٌ مفترى على النّبيّ جاءكم من عند غير الله ورسوله ومفترى على الرواة من صحابته الأبرار، فلا بدّ لكم أن تؤمنوا أنّ أحاديث سنة البيان هي كذلك من عند الله ولا ينطق عن الهوى بالظنِّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولذلك أفتاكم الله بالناموس لكشف الأحاديث المكذوبة عن النّبيّ فأمركم الله بأنّ الحديث النَّبويّ المُفترى على النّبيّ إذا كان من عند غير الله ورسوله فإنه حتماً يأتي مُخالِفاً لآيات الكتاب المحكمات هُنّ أمّ الكتاب تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢} صدق الله العظيم [النساء].

    وهذا حُكم الله بينكم في محكم كتابه تجدون أنَّه أمَرَكم بعرض أحاديث البيان في السُّنة النبويّة على محكم القرآن، وأفتاكم الله أنّ الأحاديث التي جاءتكم من عند غير الله ورسوله فإنّكم سوف تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً لكون الحقّ والباطل نقيضين لا يتفقان أبداً حتى يجتمع النور والظلمات، وهل قطُّ اجتمع النور بالظلمات؟ بل إذا أشرق النور فتذهب الظلمات في لمح البصر. وذلك لأنّ أحاديث البيان إنما تأتي لتزيد القرآن بياناً وتوضيحاً لعلماء الأمّة، ولا ينبغي لأحاديث البيان أن تأتي مُخالفةً لمحكم قرآنه، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [اعرضوا حديثي على القرآن فما وافق القرآن فأنا قلته وما خالف القرآن فليس مني].

    وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [إنها تكون بعدي رواةٌ يروون عني الحديث، فاعرضوا حديثَهم على القرآن، فما وافق القرآنَ فخذوا به، وما لم يوافق القرآنَ فلا تأخذوا به].

    وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [سيأتيكم عني أحاديث مختلفة؛ فما جاءكم موافِقاً لكتاب الله ولسنتي فهو مني، وما جاءكم مخالِفاً لكتاب الله ولسنتي فليس مني].
    صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    كون أحاديث البيان لا ينبغي لها أن تخالِف محكم القرآن بل تأتي لتزيد القرآن بياناً وتوضيحاً كما تبيَّن لكم حكم الله في الكتاب والسنة أنّ القرآن هو المرجع فيما اختلفتم فيه من أحاديث البيان، والشرط أن لا يأتي الحديث مخالِفاً لآيات الكتاب المحكمات كونه إما أن يوافِق محكم كتاب الله أو لا يخالفه، وأما ما جاء مخالِفاً لمحكم كتاب الله فكما تبيَّن لكم الفتوى في سنّة البيان الحقّ عن النبي:
    [وما خالف القرآنَ فليس مني]. صدق عليه الصلاة والسلام.

    وكذلك أحاديث سنّة البيان عن أئمّة آل البيت الحقّ الذين يُبيِّنون القرآن للناس بالحقّ فما ينبغي لهم أن يأتوا بالبيان المخالِف لقرآنه ولا لسنّة بيانه عن النبيّ عليه الصلاة والسلام، ولسوف نقوم بالتطبيق لأحد الروايات المُفتراة عن أئمّة آل البيت كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    [حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم - رحمه الله - قال: حدثنا أبي, عن جدي, عن حماد بن عيسى, عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (( اهدنا الصراط المستقيم )) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام ومعرفته, والدليل على أنه أمير المؤمنين عليه السلام قوله عز وجل: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) وهو أمير المؤمنين عليه السلام في أمّ الكتاب في قوله عز وجل: {اهدنَا الصِّراطَ المُسْتَقيمْ}.
    انتهى الاقتباس
    انتهى.
    وأنا الإمام المهدي أَشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّ هذا حديثٌ جاءكم من عند الشيطان الرجيم مُخالِفاً لمحكم القرآن العظيم كون محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يبعثه الله ليهدي الناس إلى صراط الإمام علي بن أبي طالب، فذلك شركٌ بالله ويريدُ الشيطان الرجيم أن يبالِغ الشيعةُ في أبتي الإمام عليّ عليه الصلاة والسلام حتى يُضِلّهم عن صراط العزيز الحميد وما ابتعث الله كافة أنبيائِه ورسله إلى العالمين إلا ليهدوا الناس إلى الصراط المستقيم، وقال الله تعالى:
    {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣} صدق الله العظيم [البقرة].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى من يُتَّخَذ الصراط المستقيم سبيلاً؟ والجواب تجدونه في مُحكم الكتاب لعالِمكم وجاهلكم في قول الله تعالى:
    {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٢صِرَاطِ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴿٥٣} [الشورى].

    {مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [هود:56].

    {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153].

    {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّـهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗوَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٠١} [آل عمران].

    {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥} [النساء].

    {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٦١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وتبيَّن لعالِمكم وجاهلكم أنّ الصراط المستقيم هو الصراط إلى الله العزيز الحميد، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٦} صدق الله العظيم [سبأ].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖفَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿١٩} صدق الله العظيم [المزمل].

    وإنّما محمدٌ رسول الله وكافة المرسلين من قَبله وكافة الأئمة المُصطفين جميعنا ابتعثنا الله لنهدي الناس إلى صراط العزيز الحميد وحده لا شريك له تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإنّما الصراط المستقيم هو إلى الله وحده وليس إلى أبتي الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، أفلا تتقون؟ فاتبعوني أهدكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚوَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٢صِرَاطِ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴿٥٣} صدق الله العظيم [الشورى].

    ومن ثم نأتي إلى البيان الباطل من وسوسة الشيطان الرجيم بقولهم في كتاب معاني الأخبار عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزّ وجل:
    اقتباس المشاركة :
    {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
    قال: هو أمير المؤمنين ومعرفته والدليل على أنه أمير المؤمنين قوله عز وجل: ((وأنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم)) وهو أمير المؤمنين (عليه السلام)
    انتهى الاقتباس
    انتهى.
    ومن ثم نترك الردّ مباشرةً من الله العزيز الحكيم لكون هذه الآية محكمةً من آيات أمّ الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم تفتيكم عن
    القرآن العظيم أنه منسوخٌ من اللوح المحفوظ عند ربّ العالمين تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٤} صدق الله العظيم [الزخرف].

    فهل هذه الآية تحتاج إلى بيانٍ؛ التي تفتيكم أنَّ القرآن موجودٌ في أمّ الكتاب؟ أيْ: موجودٌ في الكتاب الأصل؛ والكتاب الأصل هو عند الله، ويُسمَّى بالكتاب المكنون تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿٧٩﴾ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    فانظروا لفتوى الله عن القرآن العظيم أنّه تنزَّل من الكتاب المكنون تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿٧٧فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨} [الواقعة].
    {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ ﴿٢١فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [البروج].

    واللوح المحفوظ هو الكتاب المبين الذي كتب الله فيه كُلّ شيء؛ ما كان وما سيكون إلى يوم الدين وما قاله الأنبياء لقومهم من ربهم وما سوف يكون ردّهم على أنبياء الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ} صدق الله العظيم [يس:12].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الإخوان الشيعة فيقول: "أفلا ترى أنه يقصد الإمام عليّ بقول الله تعالى:
    {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ}؟ إذاً الإمام عليّ يعلم ما كان وما سيكون إلى يوم الدين". ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠} صدق الله العظيم [يونس].

    وكلمة
    { إِمَامٍ } في هذا الموضع من الآيات المتشابهات وكلمة التشابه هي في قول الله تعالى: {إِمَامٍ مُبِين} صدق الله العظيم، ولذلك فمنكم من يظنّ أنه الإمام علي بن أبي طالب، وآخرون يقولون بل ذلك هو الإمام المهديّ يحصي كل شيءٍ ويحيط بكل شيءٍ علماً! ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهدي وأقول: "ولكني أَشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أني الإمام المهديّ لا علم لي إلا بما علّمني ربي من بيان آيات الكتاب القرآن العظيم وعلّمني الله أنّ المقصود بكلمة {إِمَامٍ مُّبِينٍ} هو: الكتاب الحَكَم عند ربّ العالمين، ولذلك يُسمَّى (إمام مبين) كونه ينطق بالحقِّ من غير ظلمٍ تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَـٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴿٧١} [الإسراء].

    فما هو الإمام الذي يُدْعَون إليه الأمم؟ وتجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ۚكُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [الجاثية].

    أفلا تعلمون أن الكتاب كذلك يُسمَّى:
    (إمام)؟ كون الله أمر الناس باتِّباع كتابه، وقال الله تعالى: {وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ ﴿١٢} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وأمّا قول الله تعالى:
    {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين} صدق الله العظيم [يس]، فذلك الكتاب الحَكَم من ربّ العالمين ينطق بالحقِّ بين المختصمين ولذلك يُسمَّى إماماً، تصديقاً لقول الله تعالى: {هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [الجاثية].

    وذلك لأن الكتاب الذي أحصى الله فيه جميع أعمال خلقه في علم الغيب من قبل أن يخلقهم قد جعله الله الحَكَم بين المختلفين؛ فما خالفه فهو باطلٌ كون العصاة ينكرون أعمال السوء التي كتبها عليهم الملك عتيد وقال:
    {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بالحقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم، وذلك هو الإمام المبين وهو ذاته الكتاب المبين، الكتاب الأمّ لدى ربّ العالمين الذي أحصى الله فيه كُلّ شيءٍ؛ ما كان وما سيكون إلى يوم الدين ثم كتب ما كان وما سيكون من الأحداث الصُّغرى والكُبرى وتقدير الأرزاق لكلّ دابةٍ في الأرض سواءٌ تكون نملةً تدبّ - وكل ما يَدِبُّ على الأرض - أو إنساناً أو طائراً يطير بجناحيه؛ قدّر أرزاقهم جميعاً بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور من الحبوب وغيرها إلى يوم الدين تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٥٩} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ثم استنسخ فيه عِلم غيب أعمال عبيده أجمعين تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ﴿١٢} صدق الله العظيم [يس].

    وذلك لأنّ أصحاب النار جميعاً سوف يرفع كلّ واحدٍ منهم قضيةً على ما كتبه عليه الملك عتيد؛ فيُنكِرون جميعاً ما عملوه من السوء ويبدأون في الإنكار من بعد موتهم مباشرةً ويوم القيامة وقال الله تعالى:
    {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [النحل].

    والإنكار منهم حدث مباشرةً من بعد موتهم حين توفّاهم الملك عتيد ومساعده الملك رقيب فأنكروا جميع أعمال السوء التي كتبها عليهم الملك عتيد وقالوا:
    {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ} ومن ثم ردَّ عليهم الملك عتيد والشاهد على براءته من الإفك الملك رقيب ردّوا على المُنكِرين لأعمال السوء التي كتبها الملك عتيد وقالوا: {بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، بمعنى أنهم ردّوا الحُكم إلى علّام الغيوب الذي عَلِم المُستقدِمين من عباده وعَلِم المستأخِرين وعَلِم بما سوف يعملون في عِلْم الغيب من قبل أن يخلقهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ﴿٢٣وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴿٢٤} [الحجر].

    حتى إذا جاءوا ربَّهم يوم الدين وهم: السائق وخصمه والشاهد، فأما السائق فهو المَلَك عتيد يسوق خصمه الإنسان إلى الله ليحكم بينهما هل ظلم عتيدٌ الإنسانَ في شيءٍ وكَتَب عليه ما لم يفعل؟ وأمّا الشاهد فهو الملَك رقيب كونه كان حاضراً حين فَعَل الإنسانُ السوءَ غير أنه ليس مُكلَّفاً بكتابة أعمال السوء ولذلك أصبح دوره شاهداً بالحقّ. ولكنّ الإنسان من الذين ظلموا أنفسهم يُنكِر ما كتبه عليه الملك عتيد من السوء وكذلك يطعن في شهادة الشاهد الملك رقيب، ومن ثم يُخرِج الله الكتاب المُبين كتاب علم الغيب الذي يخصّه سبحانه وتعالى علواً كبيراً وقال الله تعالى:
    {هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [الجاثية].

    وبما أنَّ العبيد أصحاب أعمال السوء يعلمون أنَّ الملَك عتيد وشاهده رقيب لم يظلموهم شيئاً حتى إذا وضع الله كتابه تنزَّل من ذات العرش لكي تتمّ المُطابقة بين ما فيه من علم الغيب للأعمال وبين ما في كتاب الملك عتيد؛ وبما أن أصحاب أعمال السوء يعلمون أنَّ الحَفَظَة لم يظلموهم شيئاً ولذلك فهم مُشفِقون في أنفسهم ممّا فيه وقال الله تعالى:
    {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩} صدق الله العظيم [الكهف].

    وإنما قال المجرمون ذلك في أنفسهم ولم تنطق به ألسنتهم بل قالوا في أنفسهم:
    {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}، ولكنهم لم يجدوا غير الاستمرار في الإنكار أنهم لم يعملوا شيئاً من السوء فيحلفون بالله لله ظنّاً منهم أنَّ الذي كتب ذلك الكتاب المُبِين إنما هو ملكٌ آخر كمثل الملك عتيد فلم يعلموا أنَّ الذي كتب الكتاب المُبِين أنّه الله علام الغيوب الذي علِم بما سوف يفعلون من السوء من قبل أن يفعلوه، وبما أنّهم لا يعلمون أنّ الكتاب المبين يختصّ بالله طعنوا في صحته وحلفوا لله بالله. وقال الله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿١٨} صدق الله العظيم [المجادلة].

    ومن ثم يزداد غضب الله عليهم فيختِم على أفواههم لتتكلّم أيديهم وأرجلهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقال الله تعالى:
    {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٦٥} صدق الله العظيم [يس].

    ومن بعد أن تشهد عليهم أطرافهم فهُنا يئِسوا من أنهم يستطيعون الاستمرار في الإنكار ثم يُطلِق الله أفواههم لكي يُخاطبوا أيديهم وأرجلهم وجلودهم وقال الله تعالى:
    {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّـهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢١} صدق الله العظيم [فصلت].

    ومن ثم خاطبهم الله تعالى وقال علّام الغيوب:
    {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّـهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [فصلت].

    ومن ثم يَصدر الأمر من الله الواحد القهار إلى الملكين الموكلين بالإنسان من البداية إلى النهاية وهم رقيب وعتيد؛ ثم يقول الله للملك عتيد والملك رقيب:
    {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [ق].

    ولكن الشيطان لا يزال في جسد ذلك الإنسان، فهما روحان في جسدٍ واحدٍ فهم في العذاب مشتركون ففزع الشيطان قرين الإنسان حين سمع الرحمن أصدر الأمر إلى الملكين عتيد ورقيب:
    {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦} صدق الله العظيم، ومن ثم نطق الشيطان قرين ذلك الإنسان مُحاوِلاً تبرئة نفسه وقال الله تعالى: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿٣٣ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ﴿٣٤لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ ﴿٣٦إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [ق].


    ومن ثم يقول الإنسان لقرينه الشيطان الذي أضلّه عن الصراط المستقيم في الحياة الدنيا:
    {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} [الزخرف:38]، وذلك لأنه مسٌّ في جسده متلازمان فهم في العذاب مشتركون، ولا نقصد مسوس المرضى الذين يُمرِضهم الشياطينُ الذين ابتلاهم الله من المؤمنين فلا نقصد هذا النوع من المسّ؛ بل يقصد الله مسّ التقييض بسبب الغفلة، ولا نقصد به مسوس المرضى على الإطلاق من المؤمنين الذين تؤذيهم مسوس الشياطين؛ بل نقصد مسَّ تقييضٍ وهو الشيطان الذي يُقيِّضه الله للإنسان الذي يُعرِض عن ذِكره فيعيش في غفلةٍ عن ذكر ربه. وقال الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ولذلك قال الإنسان لقرينه الشيطان:
    {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}، وقال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [ق]، اللهم قد بيّنت اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    مُعلِّم البيان الحقّ للقرآن بالقرآن الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    _________________


  2. بيان حقيقة الكتاب المُبين الذي فيه مفاتيح الغيب ويخصّ علّام الغيوب ..


    - 2 -


    اقتباس المشاركة 7532 من موضوع بيان حقيقة الكتاب المُبين الذي فيه مفاتيح الغيب ويخصّ علّام الغيوب ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 09 - 1431 هـ
    04 - 09 - 2010 مـ
    11:54 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=7531
    ـــــــــــــــــــــ



    بيان حقيقة الكتاب المُبين الذي فيه مفاتيح الغيب ويخصّ علّام الغيوب ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين جدّي النبيّ الأميّ الأمين وآله الأطهار والسابقين الأنصار في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدّين..

    أحبتي في الله، إنّه يوجد كتابٌ يُسمَّى (الكتاب المبين) خلقه الله من بعد العرش العظيم؛ بل هو أوّل شيءٍ خلقه اللهُ والقلمَ من بعد عرشه العظيم، فأمر القلم أن يكتب فنطق القلم وقال: وما أكتب؟ قال: اكتب شيئاً ليس كمثله شيءٌ ولا قبله شيءٌ: ((اللَّـه النّعيم الأعظم))، ثمّ كتب الذي ما هو دون ذات الله سبحانه سدرة المُنتهى العرش العظيم، ثمّ كتب ما هو دون سدرة المُنتهى وهي جنّة المأوى عرضها كعرض السماوات والأرض، ثمّ الذي يليه ثمّ الذي يليه ثمّ كتب ما كان وما سيكون من الأحداث الصُغرى والكُبرى إلى يوم الدّين تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ثمّ استنسخ فيه علم غيب؛ أعمال عبيده أجمعين، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وذلك لأنّ أصحاب النّار جميعاً سيَرفعُ كُلُّ واحدٍ منهم قضيةً على ما كتبه عليه الملك عتيدٌ فيُنكرون جميعاً ما عملوه من السوء ويبدأون في الإنكار من بعد موتهم مباشرةً ويوم القيامة وقال الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    والإنكار منهم حدث مباشرةً من بعد موتهم حين توفاهم المَلَكُ عتيدٌ ومساعده المَلَكُ رقيبٌ فأنكروا جميع أعمال السوء التي كتبها عليهم الملك عتيدٌ وقالوا: {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ}. ومن ثمّ ردّ عليهم المَلَك عتيدٌ والشاهد على براءته من الإفك الملك رقيبٌ ردّوا على المُنكرين لأعمال السوء التي كتبها الملك عتيدٌ وقالوا: {بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم.

    بمعنى أنّهم ردُّوا الحُكم إلى علّام الغيوب الذي عَلِمَ المُستقدِمين من عباده وعَلِم المستأخِرين وعَلِم بما سوف يعملون في عِلم الغيب من قبل أن يخلقهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ﴿٢٣﴾ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    حتى إذا جاءوا ربَّهم يوم الدّين وهم السائق وخصمه والشاهد، فأمّا السائق فهو الملك عتيدٌ يسوق خصمه الإنسان إلى الله ليحكم بينهما هل ظلم عتيدٌ الإنسانَ في شيءٍ وكَتب عليه ما لم يفعل؟ وأمّا الشاهد فهو الملك رقيبٌ كونه كان حاضراً حين فَعَل الإنسانُ السوءَ غير أنّه ليس مُكلَّفاً بكتابة أعمال السوء ولذلك أصبح دوره شاهداً بالحقّ، ولكنّ الإنسان من الذين ظلموا أنفسهم ينكر ما كتبه عليه الملك عتيدٌ من السوء وكذلك يطعن في شهادة الشاهد الملك رقيب، ومن ثمّ يُخرج الله الكتاب المُبين كتاب عِلم الغيب الذي يخصه سبحانه وتعالى علواً كبيراً وقال الله تعالى: {هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].

    وبما أن العبيد أصحاب أعمال السوء يعلمون أنّ الملك عتيداً وشاهده رقيباً لم يظلموهم شيئاً حتى إذا وَضع اللهُ كتابَه تنزّل من ذات العرش لكي تتمّ المُطابقة بين ما فيه من علم الغيب للأعمال وبين ما في كتاب الملَك عتيد، وبما أنّ أصحاب أعمال السوء يعلمون أنّ الحفظة لم يظلموهم شيئاً ولذلك فهم مشفقون في أنفسهم مما فيه وقال الله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وإنّما قال المُجرمون ذلك في أنفسهم ولم تنطق به ألسنتهم بل قالوا في أنفسهم: {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}، ولكنهم لم يجدوا غير الاستمرار في الإنكار بأنّهم لم يعملوا شيئاً من السوء فيحلفون بالله للهِ ظناً منهم أنّ الذي كتب ذلك الكتاب المُبين إنّما هو مَلَكٌ آخرُ كمثل الملَك عتيد، فلم يعلموا أنّ الذي كتب الكتاب المُبين أنّه الله علّام الغيوب الذي علِم بما سوف يفعلون من السوء من قبل أن يفعلوه، وبما أنّهم لا يعلمون أنّ الكتاب المبين يخصّ الله فطعنوا في صحته وحلفوا لله بالله وقال الله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].

    ومن ثمّ يزداد غضب الله عليهم فيَختِم على أفواههم لتتكلَّم أيديهم وأرجلهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقال الله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [يس].

    ومن بعد أن تشهد عليهم أطرافهم فهُنا يئسوا أنّهم يستطيعون الاستمرار في الإنكار، ثمّ يُطلِق الله أفواههم لكي يُخاطبوا أيديهم وأرجلهم وجلودهم وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّـهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    ومن ثمّ خاطبهم الله تعالى وقال علّام الغيوب: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّـهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    ومن ثمّ يَصدر الأمر من الله الواحد القهّار إلى الملَكين الموكلين بالإنسان من البداية إلى النهاية وهم رقيبٌ وعتيدٌ، ثمّ يقول الله للملَك عتيدٍ والملَك رقيبٍ: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [ق].

    ولكن الشيطان لا يزال في جسد ذلك الإنسان فهما روحان في جسدٍ واحدٍ وهم في العذاب مشتركون، ففزع الشيطان قرين الإنسان حين سمع الرحمن أصدر الأمر إلى الملكين عتيد ورقيب: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ نطق الشيطان قرين ذلك الإنسان مُحاولاً تبرئة نفسه وقال الله تعالى: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿٣٣﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ ﴿٣٦﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [ق].

    ومن ثمّ يقول الإنسان لقرينه الشيطان الذي أضلَّه عن الصراط المستقيم في الحياة الدنيا: {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} صدق الله العظيم [الزخرف:38].

    وذلك لأنّه مسٌّ في جسده متلازمان فهما في العذاب مشتركان، ولا نقصد مسوس المرضى الذين يُمرِضهم الشياطين الذين ابتلاهم الله من المؤمنين فلا نقصد هذا النوع من المسّ؛ بل يقصد الله مسّ الإيقاض بسبب الغفلة، ولا نقصد به مسوس المرضى على الإطلاق من المؤمنين الذين تؤذيهم مسوس الشياطين بل نقصد مسّ إيقاض، وهو الشيطان الذي يقيّضه الله للإنسان الذي يُعرِض عن ذِكره فيعيش في غفلةٍ عن ذِكر ربّه وقال الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ولذلك قال الإنسان لقرينه الشيطان : {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}.

    وقال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [ق].

    اللهم قد بيَّنت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    مُعلِّم البيان الحقّ للقرآن بالقرآن؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس والبيان المفصل والشامل عن ملائكة الموت في الرابط التالي:
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=3854


    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    _________________



    قال الله تعالى: {هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم.

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.. قال الله تعالى: {وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّـهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [البقرة‏:‏284‏]‏.


    بمعنى أنّ رقيب وعتيد عن يمينِ وشمالِ الإنسان مكلَّفين بكتابة عمل الإنسان في كتبهم خيره وشره، فتكون كتبهم صورةً طبق الأصل لعملهم تصديقاً لقول الله تعالى:
    {هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩} [الجاثية].


    ولكنّ الملكين رقيب وعتيد لا يعلمان بما توسوس به نفس الإنسان ولذلك يتلقّيان الوحي من الله بنسخ ما في نفس الإنسان من خيره وشره تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴿١٦إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧} صدق الله العظيم [ق].


    والذي يتلقّاه المُتلقِّيان من الرحمن هو الوحي لنسخ ما في نفس الإنسان طِبق ما في نفسه، فيقومون بنسخ ما في نفسه صورةً طِبق الأصل سواءٌ سيغفر الله له أو سيحاسبه فلا بدّ من أن يستنسخ ما في أنفس عباده فيُعلِّم اللهُ به المُكلَّفين الملكين رقيب وعتيد فيتلقَّون ذلك من ربّهم ما وسوست به نفس الإنسان، فينسخون ما وسوست به نفسه في كتاب عتيد إذا كان وسوسةَ باطلٍ، فيُلقِي الشيطانُ في نفس الإنسان شكاً في الحقّ وإذا كان نبيّاً أو رسولاً فينسخ الله ما يُلقِي الشيطانُ فيوحي به إلى عتيد لكتابته ثم يُحكِم الله له آياته ويغفر له ذلك، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ} صدق الله العظيم [الحج:52].


    ومعنى النسخ هنا: بأنْ يوحي إلى الملك المُكلَّف بكتابة وسوسة الشك نسخةً طبق الأصل للحساب في الكتاب، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩} [الجاثية].


    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّـهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [البقرة‏:‏284‏]‏.

    فتبيَّن لنا إنما النسخ هو: وحيٌ من الله إلى ملائكته لكتابة ما في نفسه نسخةً طبق الأصل دون زيادةٍ أو نقصانٍ في الكتاب طبقاً لما في نفسه نسخةً طبق الأصل لما وسوست به له نفسه بالشكّ في الحقّ، ثم يُحكِم الله له آياته ويغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء.

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّـهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [البقرة‏:‏284‏]‏.

    {هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩}[الجاثية].
    فيجد كتابَه نسخةً كاملةً لعمله ونيّته وما وسوستْ به نفسه.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    _______________



    اقتباس المشاركة 3861 من موضوع رد صاحب علم الكتاب إلى حبيب الحبيب بالبيان الحقّ لا ريب فيه: { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَ‌قِيبٌ عَتِيدٌ } ..



    - 7 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 01 - 1429 هـ
    12 - 01 - 2008 مـ
    10:28 مـساءً
    ــــــــــــــــ


    حسبي الله ونعم الوكيل يا حبيب الحبيب..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، ثمّ أمّا بعد..
    يا حبيب الحبيب هل تريد الحقّ ولا غير الحقّ؟ فلا تقُل على الله بالتّأويل غير الحقّ بعلمٍ وسلطانٍ من محكم الكتاب المنير القرآن العظيم، وأمّا ما تزعم أنّه بُرهان لك من القرآن في قوله تعالى:
    {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} صدق الله العظيم [الطارق:٤].

    فأردّ عليك فأقول: تدبّر الآيات جيداً تجد فيها التهديد والوعيد من بعد القسم، لذلك ذكر طائر الإنسان الكافر في عنقه من بعد التذكير وهو الملك (عتيد) كاتب السيئات التي سوف يتمنّى الكافر يوم تُبلى السرائر فيَوَدّ الكافر بأنّ لو كان بينه وبين ما عمله من السوء أمداً بعيداً،
    {
    وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ﴿١٥﴾} [الإسراء]؛ لذلك تجد رسُل الله يقولون لقومهم الذين تطيّروا بهم: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ} صدق الله العظيم [يس:19].

    وهذه الآية تُخاطب الإنسان الكافر بالحقّ والمفسد في الأرض بأعمال السوء والموكل بحفظه (عتيد) في الكتاب، لذلك تجد الآية تتكلم عن (عتيد) فقط كاتب السوء للإنسان الكافر المنكر للبعث والحساب، لذلك تجد الآيات واضحة وجليّة تتكلم عن الإنسان المُنكر للحقّ، فتدبر الآيات جيداً تجدها تخاطب الإنسان الكافر المُنكر للحساب لذلك تجده يعمل السوء وهو غير مُبالٍ، ولذلك أقسم الله:
    {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ﴿١﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴿٢﴾ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴿٣﴾ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴿٤﴾ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴿٥﴾ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ﴿٦﴾ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴿٧﴾ إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴿٨﴾ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ﴿٩﴾ فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ﴿١٠﴾ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ﴿١١﴾ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴿١٢﴾ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ﴿١٣﴾ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ ﴿١٤﴾ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ﴿١٥﴾ وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴿١٦﴾ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الطارق].

    إذاً يا حبيب إن الآيات تُخاطب النّاس الكفار فيذكرهم بطائرهم الملك (عتيد) كاتب السوء بالحقّ. تصديقاً لقوله تعالى:
    {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:١٣].

    إذاً هذه الآيات لا تتكلم عن الملك (رقيب) والحسنات والجنان لذلك تجد الآية ذكرت الملك (عتيد) وحده دون ذكر الملك (رقيب) كاتب الحسنات التي تؤدي إلى الجنان، وأكرر فأقول إنّ الآيات تخاطب الإنسان الكافر بشكل عام بكفرهم وسوئِهم وكيدهم ضدّ الحقّ، لذلك قال تعالى:
    {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ﴿١٥﴾ وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴿١٦﴾ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الطارق].

    ولهذا السبب تمّ تخصيص المخاطب وهو مخاطبة الكفار والتهديد والوعيد لذلك تجد الآية تتكلم عن الملك (عتيد) طائرهم في عنقهم وهو الملك (عتيد) الذي أقسم الله على حقيقة تكليفه لكتابة السوء والكفر والمكر بغير الحقّ ضدّ الله ورسله.

    ويا حبيب، إني لك ناصحٌ أمينٌ أن لا تفسِّر الآيات الغير المحكمة الواضحة بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، أم إنك لا تعلم ما هو الظنّ؟ وهو أن تقرأ الآية الغير محكمة فتفسرها لوحدها وتريد أن تخرج بنتيجةٍ فلن تخرج إلا بنتيجةٍ ضالةٍ فيُناقض ظاهرها الآيات المحكمات الواضحات البيّنات في القرآن العظيم. وسوف تجد من الآيات المحكمات والتي تكلمت عن النّاس المؤمنين والكفار معاً فذكرت أعمال الخير والشر لذلك تجدها تكلمت عن الملكين (رقيب) و(عتيد). فتدبر جيداً قول الله تعالى:
    {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ﴿٩﴾ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴿١٠﴾ كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴿١١﴾ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴿١٢﴾ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿١٣﴾ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴿١٤﴾ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ﴿١٥﴾ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الإنفطار].

    وأظنّك تبتغي تأويل القرآن ولكن في قلبك زيغٌ عن الحقّ لذلك تجد نفسك تتبع المتشابه والذي لا يعلم بتأويله إلا الله والراسخون في العلم وتترك الآيات المحكمات الواضحات البيّنات فلا تتّبعها وتنبذها وراء ظهرك وتتّبع ما تشابه في ظاهره مع ما تنطق به عن الهوى بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولكنّي لا أنكر المتشابه بل إنّه من عند الله فأقول: كُلٌّ من عند ربنا المتشابه والمحكم ولكنّي لا أتّبع المتشابه مع قول الباطل في ظاهره؛ بل آتيك بالبيان الحقّ له وأفصّله من القرآن تفصيلاً، وأنفي تناقض القرآن في نظر الممترين فإنه لا يناقض بعضه بعضاً، ولكنهم لا يعلمون بتأويل المتشابه في القرآن فأضلَّهم المتشابهُ ضلالاً بعيداً فزادهم رجساً إلى رجسهم و ضلالاً إلى زيغهم عن القرآن المحكم الواضح والبيِّن والذي لا يُوافق هواهم.

    وإني أراك طلبت النصيحة من الإخوان ولم تطلب النصيحة شخصياً من المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني وهو لك ناصحٌ أمينٌ، وأقسم بالله العليّ العظيم أني أحبّ لك ما أحبّه لنفسي ولا أريد أن يضلّك المتشابه من القرآن ضلالاً بعيداً وإذا أردت نصيحتي فاستمسك بالآيات المحكمات الواضحات البيّنات في القرآن العظيم فلا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ في قلبه زيغُ فينبذهن وراء ظهره فيتبع المتشابه والذي يناقض المحكم في ظاهره، وللآية المتشابهة تأويل غير ظاهرها ولا يعلم بتأويلها إلا الله ويعلِّمه للراسخين في العلم.

    وأقسم بالله العليّ العظيم البر الرحيم أني لا أراك منهم يا حبيب الحبيب، وأعلم علم اليقين بأنّ لديك مسُّ شيطانٍ رجيمٍ يريد أن يضلّك عن الحقّ بعد إذ جاءك ويجعلك من الممترين ويوسوسُ لك بأنّك أنت المهديّ المنتظَر الحقّ ويجعلك تتّبع الآيات المتشابهة مع وسواسهِ الخنّاس في صدرك وأنّك على الحقّ وناصر اليماني على الباطل وأنك أنت المهديّ المنتظَر.

    وأعلم بأنّ في عصر الظهور يكثر المهديّون بغير الحقّ وذلك مكرٌ من الشياطين حتى لا يتبيّن للناس المهديّ المنتظَر الحقّ والذي يهدي بالحقّ إلى صراطٍ مستقيمٍ، ولم يدخل منهم الإنترنت العالمية إلا قليلٌ كمثل حبيب الحبيب وغيره كثيرين يوجدون في كُلّ محافظة في دول العالمين، وبعضهم ينبِّئ النّاس بأنّه المهديّ المنتظَر وآخرون لا يكشفون للنّاس ما بأنفسهم وينتظرون النّاس أن يقولوا له إنك أنت المهديّ المنتظَر، وهؤلاء يحاولون لفت النظر إليهم لعلّ بعض النّاس يقول لهم إنّك أنت المهديّ فيزداد ضلالاً إلى ضلاله ويضلّ كثيراً بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ منير.

    ولسوف أفتي جميع المسلمين في أمرهم وكيف لهم أن يميّزوا بين الحقّ والباطل فيعلمون أيَّ المُدّعين هو المهديّ المنتظَر الحقّ، فإلى جميع الباحثين عن الحقيقة الفتوى بالحقّ لمن يريد أن يتبع الحقّ ولا غير الحقّ فيستطيعون أن يعلموا المهديين الذين وسوست لهم الشياطين وأكثرهم لا يعلمون بأنه يوسوس له شيطانٌ رجيمٌ فهم يصدّونهم عن السبيل الحقّ ويحسبون أنهم مهتدون، ولكن الذي لا تأخذه العزّة بالإثم منهم فسوف ينطلق إلى شيخٍ يعالج بالقرآن ليتأكد هل يوسوس له شيطانٌ رجيمٌ وهو لا يعلم ويظنّ ذلك وحياً من الرحمن إلى القلب ولم يوحِ له الرحمن شيئاً؛ بل وسوسة شيطانٍ رجيمٍ يريد أن يصدّه عن الحقّ فيضلّه ويضلّ به العالمين، فتعالوا لأعلمكم يا معشر الباحثين عن الحقيقة كيف تعلمونهم فتعرفونهم وهو بما يلي:

    أولاً سوف تجدونهم يتّبعون المتشابه في القرآن العظيم ويذرون المحكم والواضح والبيّن من الآيات المحكمات الواضحات البيّنات والتي لا تحتاج لمفسِّر يفسِّرهنّ نظراً لوضوحهنّ باطناً وظاهراً، وأبشِّركم بأنّ الآيات المحكمات في كلّ موضوعٍ تجدونهنّ أكثر من الآيات المتشابهة في نفس الموضوع، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً كمثل ما يجادلني فيه حبيب الحبيب في أنه مكلف مع الإنسان ملكٌ واحدٌ وليس ملكان ومن ثم يأتي بسلطان كما وسوس له الشيطان حين طلبت من حبيب البرهان فجاءني بقوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} صدق الله العظيم، ولكنه لا يعلم تأويلها الحقّ مع أنها تتشابه مع ما وسوس له به الشيطان الرجيم ضدّ آيات الله المحكمات الواضحات البيّنات وكذلك لها علاقة بموضوع الحوار ولكنّي لا أنكرها بل أتيتكم ببيانها بالحقّ وأحسن تفسيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بالحقّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:٣٣].

    ومن ثم آتيكم بالآيات المحكمات اللاتي تؤكد أنهم ملكان اثنان وليس ملكاً واحداً، وقال الله تعالى:
    {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [ق]، وهذه من الآيات المحكمات الواضحات البيّنات أنهما ملكان اثنان وتقدم الآية عدة براهين أنهما اثنان والبراهين في نفس آية واحدة وهي:

    1 - { يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ }: فهذا لفظ مُثنى بلا شك أو ريب واضح ومحكم.
    2 - { عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ }: فكيف يكون واحدٌ عن اليمين وعن الشمال؟ فازدادت الآية تأكيداً على أنهما اثنان وليسا واحداً.
    3 - { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾ }: وهذه الآية تؤكد أنهم اثنان أحدهما اسمه (رقيب) والآخر (عتيد)، أحدهما يكتب القول والعمل الحسن والآخر يكتب القول والعمل السيئ.
    4 - { وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ }: كذلك تؤكد أن المكَلَفَين ملكان اثنان أحدهما سائق والآخر شهيد.
    5 - { أَلْقِيَا فِي جهنّم كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ }: كذلك نجد القول يخُاطب المُثنى وليس المفرد وتُؤكد أنّ المكلفين ملكان اثنان وليسا واحداً ولا ثلاثة.
    6 - { فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ }: وكذلك تؤكد هذه الآية أن المكلفين اثنان وليسا واحداً كما يقول حبيب، ولا أكثر من اثنين كما يقول علم الجهاد.

    وجميع تلك البراهين لهذا الموضوع استنبطناها ليس إلا من سورةٍ واحدةٍ من سورة [ق]، وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴿١٦﴾ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بالحقّ ذَٰلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴿١٩﴾ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ﴿٢٠﴾ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴿٢١﴾ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿٢٢﴾ وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتيدٌ ﴿٢٣﴾ أَلْقِيَا فِي جهنّم كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الجنّة لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴿٣٣﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [ق].

    من ثم ننتقل إلى البرهان في سورةٍ أخرى وهو قوله تعالى:
    {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ﴿١٠﴾ كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴿١١﴾ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الإنفطار]، وهذه الآية تنفي بأنّ الموكل ملَكٌ واحدٌ بل أكثر من واحدٍ وهم اثنان كما سبق البرهان على ذلك من آيات سورة [ق].

    وإلى برهانٍ آخر:
    {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يفرّطون} صدق الله العظيم [الأنعام:٦١]، وهذه آية محكمة تُبيِّن بأنّ الحفظة للأعمال هم أنفسهم رُسل الموت وأنّ الله أرسلهم ليكونوا مكلفين مع الإنسان من البداية حتى إذا جاءه قدر الموت ومن ثم يتوفونه ثم تبيّن أنهم لا يفرّطون بل يستمر التكليف حتى يُلقيا به في نار جهنّم أو يرافقونه إلى الجنّة. ولكنكم سوف تجدون آيةً أخرى متشابهة مع الباطل في ظاهرها فتجدون ظاهرها ينفي ملائكة الموت فتجعلهم ملكاً واحداً كمثال قول الله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} صدق الله العظيم [السجدة:١١]، ولكن إذا رجعت إلى المحكم سوف تجد أنّ ملائكة الموت أكثر من واحدٍ فإذاً ما المقصود بقوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}؟ فإذا رجعتم إلى المحكم فسوف تجدون بأنّ لكل إنسان ملكُ موتٍ، ومعنى ملك الموت أي القائد للإنسان الكافر من بعد الموت، لذلك تجدون الملك (عتيد) يسوق خصمه الإنسان الكافر سوقاً والملك (رقيب) يرافق الملك (عتيد) ولكن ليس له من الإمارة شيئاً بل بإمارة الملك (عتيد)، وأما إذا كان صالحاً فيكون بإمارة الملك (رقيب) وليس للملك (عتيد) من الإمارة بشيء، فيقومون جميعاً بمرافقة الإنسان الصالح إلى الجنّة ليريه الملك (رقيب) مقعده في الجنّة.

    ومن استمسك بهذه الآية في ظاهرها فسوف تضله عن الآيات المحكمات والتي تفتيه بأنّ لكلّ إنسانٍ ملك موتٍ يتوفاه ويساعده الملك الآخر في التّوفي فإذا كان المتوفى من أصحاب النّار فيتوفاه الملك (عتيد) ويتولى القيادة ويقوم الملك (رقيب) بالمساعدة والإمارة للملك (عتيد)، وكذلك يأتي معه شهيدٌ كما سبق تفصيل ذلك من الكتاب المُبين.

    ويا حبيب إني أراك تحاج بهذه الآية أيضاً في قوله تعالى:
    {وَتَرَىٰ كُلَّ أمّة جَاثِيَةً كُلُّ أمّة تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾ هَٰذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بالحقّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].

    ومن ثمّ نردّ عليكم فنقول: إنها تخاطب الكفار أصحاب السوء والمكلف بكتابة سوءهم الملك (عتيد) لذلك قال تعالى:
    {هَٰذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بالحقّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩﴾}
    صدق الله العظيم، ويقصد الكتاب الذي ينطق بالسيئات بالحقّ وهم له منكرون بقولهم "ما كنا نعمل من سوء"، وذلك كتاب الملك (عتيد)، فما خطبك لا تفقه القول الصواب من الكتاب وتريد أن تجعل القرآن متناقضاً حسب تأويلك يا حبيب؟ فهل تريد أن يكفر المسلمون بالقرآن فتُشكِّكهم فذلك ما يبغيه الشيطان الذي يوسوس لك في صدرك فلا تتّبعه واتّبعني أهدِك إلى صراط مُستقيم، واحذّر الشيطان الذي في نفسك وإن استمر في الوسوسة لك بغير الحقّ فسوف أدعو الله أن يجعل جسد وروح حبيب الحبيب ناراً وسعيراً كبيراً على الشيطان الرجيم الذي يعلم أنّي أنطق بالحقّ وأريد الحقّ وهو يريد الباطل ومن ثم أدعو ربّي أن يجعل بأسه على حبيب الحبيب برداً وسلاماً.

    فإن تحدّيتني يا أيها الشيطان الذي يوسوس لحبيب الحبيب فأقسم بالله العلي العظيم لأجعلنّ - بإذن الله - عليك حبيب كنزل من جهنّم، فكفّ عن الوسوسة له بغير الحقّ إنّي أحذّرك ولن أصيب حبيب الحبيب بسوءٍ إذا كان من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً، أما إذا كان من شياطين البشر فسوف يتعذب الاثنان بحول الله وقوته، ولن أؤذيهم بذاتي بل أؤذيهم بالدعاء باليقين فينصرني الله عليهم العزيز المقتدر فهم يعلمون أنهم لا يأمنون مكره وأنّ الله على كلّ شيء قدير. فهل فهمت الخبر أم تتحدى المهديّ المنتظَر وتريد أن تشكك في الذكر؟ وقبل أن أدعو سوف أوجه للأخ حبيب الحبيب نصيحة يستطيع أن يفعلها بشكل سري وهو أن يذهب إلى شيخ يعالج بالقرآن فيطلب منه أن يتلو عليه قدر ساعةٍ كاملةٍ من آيات الذكر الحكيم التي تحرق الشياطين حتى يتبيّن له الحقّ إن كان يريد الحقّ ومن ثم يأتي يشهد بالحقّ فلا تأخذه العزّة بالإثم ومن ثم يفوز فوزاً عظيماً ويهديه الله صراطاً مستقيماً، ويؤتيه من لدنه عزّاً كبيراً في الدنيا والآخرة، وإن أخذته العزّة بالإثم فحسبه جهنّم وبئس المصير.

    فكم كررت سلطان العلم في شأن (رقيب) و(عتيد) وفصّلته تفصيلاً وكأنّي لم أقل شيئاً فينبذ السلطان من القرآن المحكم ويعمد للمتشابه فيجعل القرآن متناقضاً حسب تأويله، وذلك لأنه يستمسك بالمتشابه ويترك المحكم الذي أجادله به ولم يطعن في القرآن المحكم بل ينبذه وراء ظهره وكأنّه لم يكن شيئاً مذكوراً ويذهب ليأتي بآيات متشابهة من القرآن لكي تكون ضدّ الآيات المحكمات التي أجادله بها، ولكني لست مثله بل آتيه بالمحكم ومن ثم أبيّن له تأويل القرآن المتشابه وأفصّله له تفصيلاً وأنفي افتراء التناقض للقرآن من مكر شياطين الجنّ والإنس، فانتهِ يا حبيب الحبيب وخذ بنصيحتي، ألا ترى بأنّك كثيراً من الأحيان إذا سمعت القرآن يُتلى يضيق صدرك يا حبيب الحبيب؟ وأرجو من الله أن يهديك صراطاً مستقيماً إن كنت تريد الحقّ.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


  3. الرد على أبي خالد: الله لم يفتِ نبيَّه في شأن أصحاب الكهف إلا عن ظاهر القصة..

    - 3 -

    اقتباس المشاركة 14754 من موضوع الرد على أبي خالد: الله لم يفتِ نبيَّه في شأن أصحاب الكهف إلا عن ظاهر القصة..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    30 - 05 - 1432 هـ
    04 - 05 - 2011 مـ
    06:09 صــباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    الرد على أبي خالد :
    الله لم يفتِ نبيَّه في شأن أصحاب الكهف إلا عن ظاهر القصة ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الطيبين وجميع المسلمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على جميع المسلمين الباحثين عن الحقّ من جميع المسلمين والناس أجمعين..

    ويا أيها الحسين بن عمر رئيس إدارة طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، إنّه لا يهمّني حبيبي في الله أكان أبو خالد علم الجهاد أم غيره من شياطين البشر أو المسيح الكذّاب الشيطان بنفسه؛ بل لا يهمّني على الإطلاق من يكون هذا أبو خالد المُعانِد بغير الحقّ بل يهمّني أن نقيم عليه الحجّة بسلطان العلم المُلجم من محكم القرآن العظيم شرطٌ علينا غير مكذوبٍ أن يكون سلطان العلم بيِّناً من محكم الكتاب يفقهه العالِم وعامة المسلمين، ولذلك نُصدِر الأمر إلى مدير طاولة الحوار الحسين بن عمر أن يرفع الحظر عن المدعو أبو خالد ولو أني أظنّه من الذين لا يهتدون، ولكن الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً فنحن في الحالتين فائزون بالحقِّ سواءٌ اهتدى أم كذّب وتولّى، فإنْ هداه الله إلى الحقّ فالحمد لله وإذا لم يهتدِ إلى الحقّ فيكون الحوار بيني وبينه معذرةً إلى ربّي وربّ الحسين بن عمر وربّ جميع الأنصار لله الواحد القهار وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّـهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٦٤} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وما أريده من حبيبي في الله الحسين بن عمر وكافة طاقم إدارة منتديات البشرى الإسلاميّة العالميّة للحوار هو أن يكظموا غيظهم عن الذين يريدون أن يطفئوا نور الله حتى نقيم عليهم الحجّة الداحضة، فإذا أقمنا عليهم الحجّة بالحقِّ فحتماً سيأخذهم الله بالعذاب البئيس تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّـهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٦٤فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٥} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٥} صدق الله العظيم [الأعراف]، وذلك بعد إقامة الحجّة عليهم من قِبَل الدعاة إلى الحقّ برغم أنّ حجّة القرآن العظيم قائمةٌ على الناس حتى من قبل أن يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وإنما نزيدهم تبياناً ونُذكِّرهم بالحقِّ من ربِّهم ولعلهم يتقون.

    ويا أيها الضيف أبا خالد كن من تكون، واعْلم أنّ السعي لفتنة الأنصار عن الحقّ جُرمُ ذلك في الكتاب أعظم من لو أنك قتلته برغم أنّ قتل النفس بغير الحقّ كأنما قتل الناس جميعاً، فما أعظم عذاب الله سيكون للذين يسعون إلى فتنة المؤمنين عن اتَّباع سبيل الحقّ والصدّ عن الحقّ وإطفاء نور الله ويأبى الله إلا أن يُتِمَّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره.

    ويا أبا خالد قد تكون منهم أو من غيرهم - الله أعلم - فلا يهمّني من تكون، وأَستغرب الجبنَ في كثيرٍ من الذين يدَّعون العلم ويحاورون الإمام ناصر محمد اليماني لماذا لا يُبرِزون أنفسهم بالصورة والاسم الحقّ في الموقع ليتبيَّن لنا شخصية الذي يدَّعي العلم، فلِمَ الخوف؟ فها هو الإمام ناصر محمد اليماني يظهر لكم بالاسم والصورة ولا أخاف في الله لومة لائم، ولكن لا مشكلة لدينا والمهم هو أن نقيم على من يحاورنا الحجّة بالحقّ.

    ويا أبا خالد إني أراك تقتص من بيان الإمام ناصر محمد اليماني كلماتٍ وتذر التّفصيل لكي تلبس على بعض الأنصار والباحثين عن الحقّ حتى تجعلهم يلتبس عليهم الأمر في شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولو أنّك تريد الحقّ إذاً لوجدناك تقتبس كامل الموضوع المفصَّل في ذات النقطة ومن ثمّ تردّ عليها بالبيان الأهدى سبيلاً والأصدق قيلاً.

    وأما قولك كيف أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لا يعلم عن قصة أصحاب الكهف وكيفيّة خلقهم حسب فتوى ناصر محمد اليماني فتقول:
    اقتباس المشاركة :
    وكيف يقول ذلك ناصر محمد اليماني عن النبيّ عليه الصلاة والسلام؟
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ أردُّ عليك بالحقِّ مباشرةً من ربّ العالمين الذي يقول لجدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18]. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لو اطَّلع محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - على النائمين في الكهف؛ لماذا سوف يُوَلِّي منهم فراراً ويمتلِئ منهم رعباً؟ فلا بدّ أن يكون هناك سببٌ لم يُعلِم الله به محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك سوف يتفاجأ بشيءٍ يراه لم يرَه في حياته، فمن الذي بيَّن لكم السرّ بالحقّ، أليس المهديّ المنتظَر؟ أنّ السبب هو أنهم من الأمم الأولى من الذين كانوا يتعمّرون آلاف السنين فليست أجسادهم كما هي أجسادنا، فتذكَّر أنّ زمن دعوة نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام في قومه من بدء الدعوة فقط حتى جاء موعد الطوفان وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٤} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    ولكن له عمر من قبل أن يبعثه الله رسولاً، وكذلك لم يُهلِكه الله بالطوفان عليه الصلاة والسلام؛ بل تعمَّر من بعد الطوفان، والسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق: فهل أجساد تلك الأمم الأولى كمثل أجساد البشر اليوم أم أن العقل يقول بما أن أعمارهم تُعدّ بآلاف السنين فلا بدّ أنّ أجسادهم كذلك مضاعفةٌ كما أعمارهم مضاعفةٌ على أعمار أُمم آخر الزمان؟ ولأنه يوجد في هذه الأمّة كثيرٌ من الذين عثروا على هياكلَ عظميّةٍ بشريّةٍ ضخمةٍ مصدِّقةٍ لبيان الإمام ناصر محمد اليماني عن أجساد الأمم الأولى لكونها ضخمةً جداً، وبما أنّ أصحاب الكهف هم من الأمم الأولى ولذلك أجسادهم ضخمةٌ ولذلك قال الله تعالى لنبيِّه:
    {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18].

    وهذا يدل أنّ الله لم يُفتِ نبيَّه في شأنهم عن كيفية خلقهم ولماذا هم من آيات الله عجباً ولا عن تفصيل قصتهم ولا عن ضخامة أجسادهم لحكمةٍ من الله، وبما أنّه لم يكن لديه العلم مسبقاً عن كيفية ضخامة أجسادهم ولذلك سوف يتفاجأ بما لم يُحِط به علماً من قبل، ولذلك لو اطَّلع عليهم حتماً سوف يُوَلِّي منهم فراراً ويَمْتَلئ منهم رعباً. ومن أصدق من الله قيلاً! ولذلك قال الله تعالى مخاطِباً نبيّه:
    {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أبو خالد ويقول: "يا ناصر محمد اليماني، فما يدريك أنَّ الله لم يُفصِّل لنبيِّه الفتوى في شأن أصحاب الكهف؟ ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: تعال لنطرح السؤال أولاً على العلم والمنطق: لماذا يخاطب الله نبيَّه بقوله:
    {لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم؟ ومن ثم ننظر لجواب العقل والمنطق أولاً فسوف يقول لا شكّ ولا ريب أن الله لم يُفتِ نبيَّه في شأن أصحاب الكهف إلا عن ظاهر القصة ولم يُفصِّل له قصتهم وخلقهم تفصيلاً، وبما أن محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يُحِطه الله عن ضخامة أجسادهم فحتماً لو اطَّلع عليهم سيُوَلِّي منهم فراراً ويَمْتَلئ منهم رعباً.

    ومن ثم تعال يا أبا خالد لننظر الفتوى في محكم الكتاب؛ هل تأتي مصدِّقةً للعقل والمنطق أنَّ الله لم يُفتِ رسوله في شأن أصحاب الكهف؟ ومن ثم نجد الجواب مطابِقاً للعقل والمنطق وقال الله تعالى:
    {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢} صدق الله العظيم [الكهف].

    فانظروا لقول الله تعالى
    {وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم؛ فهذا يعني أنّ الله لم يُفتِ رسوله في شأنهم ولو أفتاه الله في شأنهم إذاً فلماذا يستفتي في شأنهم أهل الكتاب؟ ولكن الله نهاه أن يسألهم الفتوى عن شأن أصحاب الكهف لكونه لم يأتِه إلا ظاهر القصة بغير تفصيلٍ عن قصتهم وشأنهم وأسمائهم وعددهم وكيفية خلقهم، ولكن الله نهى نبيّه أن يستفتي أهل الكتاب في أصحاب الكهف فلن يفتوه بالحقِّ كونهم لا يعلمون إلا رجماً بالغيب ولذلك قال الله تعالى: {فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:22].

    ولكنّ أبو خالد وأمثاله أقاموا الدنيا وأقعدوها: "كيف أنّ ناصر محمد اليماني يقول أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لا يعلم عن تفصيل أصحاب الكهف ولا عن كيفية خلق أجسادهم بينما ناصر محمد اليماني يُفصِّل لنا قصّتهم تفصيلاً؟ فهذا يعني أنّه يزعم أنه أعلم من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: ولذلك جعل الله الإمام المهديّ هو الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام لكونه أرفع درجةً في العلم من رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، ولذلك جعل الله من وزرائه أربعةً من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهم:
    {أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} [الكهف:9].

    ويا أبا خالد تلك من آيات الله سترونها بالحقِّ على الواقع الحقيقي قريباً بإذن الله وقال الله تعالى:
    {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ ۗ مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} صدق الله العظيم [الكهف:17].

    ويا من يسمِّي نفسه أبو خالد، كذلك نراك تحاججنا أننا نُكذِّب بفتن المسيح الكذاب ونقول نأتي بألف دليلٍ من الكتاب على بطلان ما تزعمون من فتن المسيح الكذاب، وتريد من ناصر محمد اليماني أن يأتي بألف دليلٍ من الكتاب، ما لم فهو كذاب! ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: لئِن رددتَ بالحقِّ على دليلٍ واحدٍ فقط يا أبا خالد فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني كذَّاباً لو أنك أقمت عليه الحجّة بالحقِّ ولو في دليلٍ واحدٍ فقط؛ أليس ذلك أهون عليك من ألف دليل؟ فاغلبني في دليلٍ واحدٍ من الألف الدليل وهو في قول الله تعالى:
    {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦} صدق الله العظيم [الواقعة].

    وبما أنّ أبا خالد وعلماء الأمّة وعامّتهم ليعلمون أنّ الله يتحدّث عن الروح من بعد خروجها من الجسد فيموت، ومن ثم يتحدّى الله الباطل أن يرجعها:
    {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧} صدق الله العظيم، فهل من العقل والمنطق أن يُصدِق الله دعوى المسيح الكذَّاب بمعجزة إرجاع الروح إلى الجسد من بعد الموت ولو لميِّتٍ واحدٍ فقط ولو مرةً واحدةً؟ فإذا أرجعنا الفتوى للعقل لما تقّبلها على الإطلاق عقلُ كلِّ إنسانٍ عاقلٍ فسوف يقول: "وكيف يُصدِق الله المسيح الكذاب بمعجزةٍ من عنده فيُناقِض تحدِّيه في الكتاب إلى الباطل من دونه: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧} صدق الله العظيم؟".

    أفلا ترى أن الذين يروون فتنة المسيح الكذاب بالرواية عن إحياء ميتٍ ويقولون أنه يُميته ثم يُحييه كما يفترون بالرواية التالية:
    اقتباس المشاركة :
    حدثنا يعقوب وهو بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال ثم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا قال يأتي وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر فيقولون لا قال فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن قال فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه.
    انتهى الاقتباس
    انتهى

    والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست هذه الرواية جاءت لِتكسر تحدِّي الله في محكم كتابه بإرجاع روح ميتٍ واحدٍ إلى الجسد؟ ويقول الله أنه لو صدق الباطل وأحيا الجسد برجوع الروح فيه فقد صدق وأثبت بالبرهان المبين أنه المحيي والمميت! وبما أنّ الله هو المحيي والمميت فكم ذَكَر الله ذلك كم مرة في الكتاب؟ وبما أنّ الله أفتى في محكم كتابه وقال:
    {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩} صدق الله العظيم [سبأ]. ولذلك تحدَّى الله الباطل من دونه أن يأتوا بهذه الآية على الواقع الحقيقي فيُحيوا جسد الميت برجوع الروح فيه: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧} صدق الله العظيم، فهل هذا التحدِّي يحتاج إلى تأويلٍ غير ما نراه؟ ولكنها آيةٌ محكمةٌ يعلمها العالِم وعامة المسلمين أنَّ الله يتكلم عن روح الميت من بعد خروجها فيتحدَّى الباطل بإرجاعها إلى الجسد.

    ويا معشر الأنصار، والله لَيحاول الشياطين عن طريق الذين استحوذوا عليهم أن يَصدُّوكم عن اتِّباع الإمام المهدي صدوداً كبيراً ولو أنكم أطعتموهم لَيردّونكم من بعد إيمانكم بالبيان الحقّ كافرين تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴿١٠٠} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولا أقول أنّ أبا خالد من شياطين البشر، ولكن طريقة تدليسه وتشكيكه في الحقّ ما عهدناها إلا منهم كونهم يُدلِّسون ويقومون باقتباس جزءٍ من الموضوع ويتركون باقي التفصيل في قلب وذات الموضوع حتى يرى القارئ أنهم يقتبسون من بيان ناصر محمد اليماني. ومن ثم نقول يا أبا خالد ما أشبه اقتباسكم من بيانات الإمام المهديّ للقرآن العظيم كمثل من يقتبس من القرآن العظيم ويقول قال الله تعالى:
    {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} صدق الله العظيم [الماعون:4]. ومن ثم يُعلِّق على ذلك ويقول: "أفلا ترون أنّ الصلاة بدعةٌ ما أنزل الله بها من سلطان! ألم يقُل الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} صدق الله العظيم؟" فأمّا البقر التي لا تتفكر فسوف يقولون: "صدق هذا الرجل، فقد اقتبس البرهان من القرآن أنّ الصلاة بدعةٌ ما أنزل الله بها من سلطان! فجاء بالبرهان المبين من القرآن وقال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ}". وكمثل هذا الاقتباس الباطل تجدون اقتباس الذين يَصدّون عن الحقّ صدوداً فيقتبس من بيان ناصر محمد اليماني الحقّ كلماتٍ فيترك التفصيل الباقي من البيان في ذات الموضوع حتى لا يتبيّن له أنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ! وللأسف إنّه يوجد بقرٌ من البشر لا تتفكر، فقد يشكّ في شأن ناصر محمد اليماني بعد أن كان من التابعين بسبب تدليس شياطين البشر الذين يصدّون عن البيان الحقّ للذِّكر، ومن زاغ عن الحقّ من بعد ما تبيَّن له أنه الحقّ أزاغ الله قلبه عن الحقّ حتى لو كان يؤمن من قبلُ أنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كمثل نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام وبعض الذين اتّبعوه تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ ۖ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٥} صدق الله العظيم [الصف].

    غير أني والحمدُ لله لا أعلم بأحد أنصاري زاغ عن الحقّ بعدما تبيَّن له أنّه الحقّ، وإنما ذلك موعظةٌ لهم من ربِّهم وما بعد الحقّ إلا الضلال، وإنما أعظكم بواحدةٍ وهو أن تتدبّروا، فهل بعد التدليس والصدّ عن البيان الحقّ للكتاب فهل تجدونهم يأتون بالبيان لِما أنكروه هو أحسن من بيان ناصر محمد اليماني وأصدق قيلاً وأهدى سبيلاً؟ والجواب: لن تجدوا لهم أيّ برهانٍ إلا اقتباس التدليس كمثل أن يقول:" إنَّ ناصر محمد اليماني يقول إنّه أعلم من محمدٍ رسول الله عن أصحاب الكهف" ومن ثم يأتي بذلك القول من البيان ولكنكم لا تجدون أنّه جاء بما يثبت زيادة علم الإمام المهدي عن أصحاب الكهف كيف أنّه فصَّل حقيقتهم تفصيلاً من القرآن العظيم، غير أنَّ الإمام المهدي لا يُنقِص من درجة جدّه العلميّة، وإنما عدم فتوى الله لنبيِّه عن أصحاب الكهف فيها حكمةٌ بالغةٌ حتى يكونوا من آيات التصديق لهذا البيان الحقّ لهذا القرآن العظيم على الواقع الحقيقي حين العثور عليهم،
    ولكن أكثركم للحقِّ كارهون إنّا لله وإنّا إليه لراجعون.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. الكتاب المبين الذي فيه علم الغيب ويخص علام الغيوب
    بواسطة ابو ناصر بدر محمد اليافعي في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-11-2015, 12:29 PM
  2. الكتاب المبين خلقه الله من بعد العرش العظيم..
    بواسطة بيان في المنتدى بيان المهدي الخبير بالرحمن إلى كافة الإنس والجان
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-03-2014, 01:05 AM
  3. بيان حقيقة الكتاب المُبين الذي فيه مفاتيح الغيب ويخصّ علّام الغيوب ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-09-2010, 12:37 PM
  4. ردّ الإمام إلى ( عبد المؤمن ) الأعمى عن البرهان المبين ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-08-2010, 08:40 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •