الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 12 - 1432 هـ
21 - 11 - 2011 مـ
05:45 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=26299
ـــــــــــــــــــ
[ من قال لا أعلم فقد أفتى ] هذا حديث حقّ وقول نبيٍّ كريم لا ينطق عن الهوى ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيّبين، ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين..
وأما الآن يا سقراط إن كنت تريد الصراط الحقّ فاتَّبع ما أمركم الله به من استخدام العقل والمنطق فيما وجدتم عليه أسلافكم، تصديقاً لقول الله تعالى:{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فهل يقبل عقل سقراط أنَّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: [إنّ من أخطأ بفتوى بغير الحقّ فإنّ له أجراً من الله]؟ حاشا لله؛ بل ذلك بهتانٌ على الله ورسوله، ويخالف كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ ويخالف العقل والمنطق، وأما سَنَد الحديث الحقّ: [من قال لا أعلم فقد أفتى]. فإنّ المفتي لا يتقاضى أجراً من السائل مقابل فتواه بل يريد الأجر من ربّه، فإذا كان هدف المفتي أن ينال أجر الفتوى الحقّ من ربّه ومن ثم اتّقى الله وجاء إليه سائلٌ في مسألةٍ لا يحيط بها المفتي علماً ومن ثم اتّقى الله هذا العالِم من أن يقول على الله غير الحقّ، فإذا قال هذا العالِم للسائل: "لا أعلم" فقد نال أجره كما لو أفتى كونه اتّقى الله ولم يقل على الله ورسوله غير الحقّ، فكيف لا يؤجره الله؟ فذلك ما يقصده الله ورسوله، وأما سند هذا الحديث فتجده في قول الله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
إذاً فمن قال لا أعلم فقد عصى أمر الشيطان واتّبع أمر الرحمن الذي حرَّم على عباده أن يقولوا عليه ما لم يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم، ومن كان لا يعلم جواب مسألةٍ ما في دين الله ولذلك قال لا أعلم فقد أطاع أمر الرحمن وعصى أمر الشيطان الذي يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
إذاً من أنكر هذا الحديث الحقّ الذي يأمركم أن لا تقولوا على الله ما لا تعلمون فمن أنكره فقد أنكر أمر الله في محكم كتابه أن لا تقولوا على الله ما لا تعلمون، وهذا الحديث الحقّ يُصدِّقه كتاب الله، ويصدِّقه العقل والمنطق، وليس قول رجلٍ حكيمٍ من المسلمين كما تزعم؛ بل قول نبيٍّ كريم لا ينطق عن الهوى، وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين.
ونِعمَ الرجال الذين يجادلون بالبيان الحقّ للإمام المهدي ويسندون ذلك إليه ليتحمّل مسؤوليّته بين يدي ربّه لو أفتى بما لم يقله الله ولا رسوله، وإنّي أرى البيان الحقّ للقرآن في يد حبيب قلبي أبي محمد الكعبي سيفاً بتّاراً، وكذلك أحبّتي الأنصار الذين يجادلون بالبيان الحقّ للذِّكر حجّة الله ورسوله والمهديّ المنتظَر وكافة الأنصار، وأشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّكم أقمتم الحجّة بالحقّ المبين على الباحث سقراط وفصّلتم له الحقّ تفصيلاً، وماذا يبغي من بعد الحق؟ فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ بوركتم وبارك الله فيكم لأمّتكم أيّها الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور.
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم في دين الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
_______________