الإمام ناصر محمد اليماني
07 - شعبان - 1441 هـ
31 - 03 - 2020 مـ
09:19 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
___________
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=325655
تذكيرٌ بحوارٍ قديمٍ منذ سنين بيني وبين أحد علماء السُّنّة وفيه إجابات شافية لكثيرٍ من السائلين الباحثين عن الحق في العالمين، ونأمر بتنزيلهِ في كافّة أقسام مُفتي الدّيار العربيّة والإسلاميّة..
اقتباس المشاركة 92870 من موضوع فتاوى الإمام ناصر محمد اليماني والردّ على أسئلة أهل السُنَّة ..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين:
السؤال الأول:
أخي الباحث عن الحقّ لقد صدقنا عهدك أنك لا تُريد غير الحقّ وإلى الجواب الحق حقيق لا أقول إلا الحق والحق أحق أن يُتبع وأفتيك بالحقّ في قولك لماذا لم يقل أحد عُلماء المذاهب الأربعة أنه الإمام المهديّ، وذلك لأنه لا يستطيع أن يثبت بالعلم والسُلطان أنّه الإمام المهديّ لأنّ لو كان أحدهم الإمام المهديّ الحقّ لاستطاع أن يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون ويأتي بحكمه من كتاب الله حتى لا يجدوا في صدورهم حرجٌ مما قضى بينهم بالحقّ فيسلموا تسليماً، ثمّ يوحّد المذاهب والفِرق فيجمعهم على منهاج النبوّة الحقّ كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال، وذلك لأنّ الإمام المهديّ قائد الأمّة وملِكَها إذا كان حقاً اصطفاه الله عليهم خليفةً وملِكاً وإماماً ليحكم بينهم بالعدل ويقول فصلاً وما هو بالهزل، لذلك فلا بدّ أن يؤيِّده الله ببرهان الاصطفاء له من ربّه وهو أن يزيده بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة كما اصطفى الله الملِك طالوت فجعله قائداً وملِكاً وإماماً لبني إسرائيل. وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزاده بسطةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:٢٤٧].
يا معشر علماء الأمّة وأتباعهم على مُختلف طوائفهم، لو لم تزالوا على الهُدى لما جاء قدري وعصر ظهوري، فهل تعلمون متى عصر بعث الإمام المهديّ؟ إنه يكون في أمّة آخر الزمان حين يصبح الإسلام ليس إلا جنسيةٌ ينتسبون إليها ولم يبقَ إلا الاسم فلا يسلم الناس من شرّ يده ولا من لسانه، والمُسلم من سلم الناس من شرّ يده وشرّ لسانه. ويظلم القوي منهم الضعيف فلا يبقى من الإسلام إلا اسم لهم ومن القرآن إلا رسمه بين أيديهم ويتخذونه مهجوراً بحجّة أنه لا يعلمُ تأويله إلا الله! وإنما يقصد المٌتشابه. ولكنهم معرضون عن آياته المحكمات الواضحات البيِّنات أمّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ فيتبع ظاهر المُتشابه إلا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ.
وأما السّنة المحمديّة فيرون السُنَّة بدعةً والبدعة سُنَّةً؛ أي أنّهم يرون الحقّ منها باطلاً والباطل الموضوع المخالف لمُحكم القرآن هو الحقّ! فيضِلّ عُلماؤهم عن الحقّ ثم يُضلّوا أمّتهم حتى إذا لم يبقَ من الإسلام إلا اسم لهم ولا يتعاملون به، ومن القرآن إلا رسمه محفوظٌ بين أيديهم ويتخذونه مهجوراً وإن درسوه فلا يتدبّروه فلا يهتمون إلا بدراسة منطق لفظه ومخارج حروفه في حلقاتهم ويذرون الأساس وهو التدبر في كلمات القرآن العظيم؛ حتى إذا خرج عُلماء المُسلمين عن الصراط المُستقيم وأخرجوا أمّتهم فلا يتعاملون بينهم بالدين، وأصبح الكفار أعدلَ منهم في تعاملهم وحتى نسيَ المُسلمون ما ذكِّروا به وضلَّ عُلماؤهم وأضلّوا أمّتهم في أمّة آخر الزمان التي تطلع الشمس من مغربها في عصرهم، ومن ثمّ يبعث الله إليهم الإمام المهديّ ليهديهم فيعيدهم إلى الصراط المُستقيم على منهاج النبوّة الأولى فيدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لمحكم القرآن العظيم، ومن ثم يعرض عنه عُلماؤهم ويأبون الاحتكام إلى مُحكم القرآن لأنه سوف يأتي مُخالفاً للباطل الذي هم به مُستمسكون من الأحاديث وروايات الفتنة الموضوعة المخالفة لمُحكم القرآن العظيم، وتلك الأحاديث والروايات جاءت من عند غير الله فيتّبعونها برغم علمهم أنّها مُخالفةٌ لمحكم القرآن؛ أولئك مُعرضون عن كتاب الله وكذلك أعرضوا عن سنّة رسوله الحقّ ويرون الحقّ منها باطلاً والباطل حقاً، أولئك أشرّ عُلماءٍ في أمّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من جميع المذاهب، ومثلهم كمثل عُلماء اليهود والنصارى استمسكوا بما جاء من عند غير الله من عند الطاغوت الشيطان الرجيم، ومنهم عُلماء اليوم وأمّتهم في آخر أمّة الإسلام في عصر الدعوة للحوار للمهديّ المنتظَر قُبيل طلوع الشمس من مغربها، وعُلماء هذه الأمّة وأتباعهم هم الذين قال عنهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سيأتي زمان علي أمتي يحبون خمسا وينسون خمسا، يحبون الدنيا وينسون الآخرة، ويحبون المال وينسون الحساب، ويحبون الخلق وينسون الخالق، ويحبون الذنوب وينسون التوبة، ويحبون القصور وينسون القبور. قالوا: وسيأتي هذا الزمان يا رسول الله؟ قال: بل سيأتي أعظمُ منه، قالوا: وما هو؟ قال: لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المُنكر. قالوا: وسيأتي هذا الزمان يا رسول الله على أمة محمد؟ قال: بل سيأتي أعظمُ منه. قالوا: وما هو؟ قال: يرون الحق باطلاً والباطل حقاً] صدق عليه الصلاة والسلام.
وقال عنهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا اسمه يسمون به، و هم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة، وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة، وإليهم تعود].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [يأتي على الناس زمان بطونهم آلهتهم ونساؤهم قبلتهم، ودنانيرهم دينهم، وشرفهم متاعهم، لا يبقى من الإيمان إلا اسمه، ومن الإسلام إلا رسمه، ولا من القرآن إلا درسه، مساجدهم معمورة، وقلوبهم خراب من الهدى، علماؤهم أشر خلق الله على وجه الأرض . حينئذ ابتلاهم الله بأربع خصال: جور من السلطان، وقحط من الزمان، وظلم من الولاة والحكام، فتعجب الصحابة وقالوا: يا رسول الله أيعبدون الأصنام؟ قال: نعم، كل درهم عندهم صنم].
وقال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم: [سيأتي على أمتي زمان تخبث فيه سرائرهم، و تحسن فيه علانيتهم، طمعاً في الدنيا، لا يريدون به ما عند الله عز وجل، يكون أمرهم رياء، لا يخالطه خوف، يعمهم الله منه بعقاب، فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم].
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: [يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، كأمثال الذئاب الضواري، سفّاكون للدماء، لا يتناهون عن منكر فعلوه، إن تابعتهم ارتابوك، وإن حدثتهم كذّبوك، وإِن تواريت عنهم اغتابوك، السُّنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سُنة، والحليم بينهم غادر، والغادر بينهم حليم، والمؤمن فيما بينهم مستضعف، والفاسق فيما بينهم مشرّف، صبيانهم عارم، ونساؤهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، الالتجاء إليهم خزي، والاعتزاز بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه، وينزّله في غير أوانه، يسلط عليهم شرارهم فيسومونهم سوء العذاب] صدق مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويا معشر علماء الأمّة، أقسمُ بالله الواحدُ القهار الذي يُدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار الذي خلق الجان من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار إنّني أنا الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم ابتعثني الله إليكم لأهديكم أنتم وعُلماءكم إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، حقيقٌ لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ، وآمركم بما أمركم الله به ورسوله وأنهاكم عمَّا نهاكم عنه الله ورسوله، ولم يبتعثني الله بدينٍ جديدٍ بل لأعيدكم إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ كما كانت الأمّة الأولى على منهاج النبوّة الحقّ، وبما أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربكم فلا ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم ولا يطلب رضوانكم ولا يخشاكم شيئاً، وأقول الحقّ من ربكم ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فيحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو خير الحاكمين فيظهرني الله عليه في ليلةٍ ببأسٍ شديدٍ من لدنه وهو من الصاغرين.
ويا معشر علماء الأمّة، إنّي أنا الإمام المهديّ لكم من بعد ضلالكم فلو لم تزالوا على الهُدى لما جاء قدر عصري وظهوري.
ويا معشر علماء الأمّة، وإني على إثبات أنكم لضالون مُضلّون لقديرٌ وعلى الهيمنة بالحقّ عليكم لجديرٌ وأتلقّى العلم من لدُنِ عليمٍ خبيرٍ، وأبدأ بالبرهان المُبين فآتيكم به من مُحكم القرآن العظيم، وأفتيكم أنّكم تركتم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وتمسّكتم بما خالف أمر الله في مُحكم القرآن العظيم واتَّبعتم أمر الشيطان وقلتم على الله ما لا تعلمون وأعرضتم عن أمر الرحمن أن لا تقولوا على الله ما لا تعلمون، وفتنتكم أحاديث من لدُن شيطانٍ رجيمٍ في الأحاديث التي جاءت من عند غير الله ورسوله؛ بل من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه الذي قال لكم اختلاف أمّتي رحمة! فأطعتم أمر الشيطان وعصيتم أمر الرحمن في مُحكم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [الشورى:١٣].
وكذلك نهاكم الله يا معشر علماء المُسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتفرقوا دينكم شيعاً، فتجدون أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الروم].
وكذلك أمر الله الصادر في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:١٣].
وكذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٥٩].
وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:١٠٣].
وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:٤٦].
ولكن عُلماء المُسلمين تفرّقوا ثمّ فشلوا ثمّ ذهبت ريحكم كما هو حالكم يا معشر المسلمين ومن ثم ذهب عزّكم إلى أعدائكم، فأصبحوا في عزّةٍ وشقاقٍ لدينكم بحجّة الإرهاب وأيَّدهم على ذلك قاداتكم فأصبح الذين كانوا يدعون إلى الحقّ من عُلمائكم مُستضعفين يخافون أن يتخطفهم الناس ولا ذنب لهم بسبب الذين يقتلون الناس بغير الحقّ ويزعمون أنّهم مُصلحون! ألا إنّهم هم المُفسدون ولكن لا يعلمون؛ العالمين، فابتعثني الله بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور لأحكم بينكم في جميع ما كُنتم فيه تختلفون في الدين بالحُكم الفصل وما هو بالهزل لجمع شملكم وتوحيد صفّكم ولجبر كسركم فصدقوا بالحقّ من ربّكم وكونوا من الشاكرين يا أمّة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وأُقسم لكم بربي وربكم الله الواحد القهار بأنّي أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم ولم يجعل الله حُجتي عليكم في القسَم ولا في الاسم بل جعل حُجّتي عليكم في العلم فزادني على جميع علماء الأمّة بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن العظيم لكي يجعلني قادراً على الحُكم بين عُلماء المُسلمين في جميع ما كانوا فيه يختلفون فأستنبط لهم الحُكم الحقّ من مُحكم القرآن العظيم حتى لا يجدوا في صدورهم حرجاً مما قضيت بينهم بالحقّ من ربهم فيُسلّموا تسليماً.
وأول شيء أبدأ الحُكم فيه بينهم بالحقّ هو في اختلافهم في السُّنة النّبويّة الحقّ فطائفةٌ تركت سُنّة محمدٍ رسول الله الحقّ واستمسكت بالقرآن وحده فضلّوا وأضاعوا فرضين من الصلوات عمود الدين، وأخرى تمسكت بسُنّة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتركت القرآن فضلّوا وأضلّتهم الأحاديث الموضوعة التي تختلف مع مُحكم القرآن العظيم، وأخرى يبحثون عن كتاب فاطمة الزهراء ويُبالغون في آل البيت بغير الحقّ، وأخرى يفترون على الله بالعلم اللدُنّي، وأخرى تتّبع البدع والمُحدثات بأعياد الميلاد والمُبالغة في عباد الله المُقرّبين وغلَّواً في دينهم بغير الحقّ، وجميعكم أُخرجتم من النور إلى الظُلمات إلا من اتَّبع الحقّ الذي يدعوكم إلى منهاج النبوّة الأولى (كتاب الله وُسنّة رسوله الحقّ)، ولا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض فلا يستمسك بالسُنّة وحدها ويتخذ القرآن مهجوراً ولا يستمسك بما جاء في القرآن ويترك السُّنة النّبويّة الحقّ ويكفر بما خالف من السّنة لمحكم القرآن فيذر الأحاديث التي تُخالف لمُحكم القرآن وراء ظهره فيعتصم بالقرآن والسّنة الحقّ التي لا تُخالف لمُحكم القرآن؛ أولئك كانوا على ما كان عليه مُحمد رسول الله والذين معه وكان منهجهم كتاب الله والسُّنة النّبويّة الحقّ، الذين أجابوا دعوة الحقّ منكم أولئك على منهاج النبوّة الأولى لا يفرّقون بين كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؛ ذلك لأنّ القرآن من عند الله والسُّنة النّبويّة الحقّ من عند الله تركهم فيكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلَّمكم أنهما لا يفترقان فيختلفان إلى يوم الدين، وما خالف لمُحكم القرآن من السُّنة النّبويّة فاعلموا أنّ ذلك الحديث جاء من عند غير الله لعلكم تتقون.
وأنا الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم أشهد أن لا إله إلا الله وأشهدُ أنّ محمداً رسول الله، وأشهدُ أنّ القرآن من عند الله وأشهد أنّ السُّنة النّبويّة الحقّ من عند الله كما القرآن من عند الله، وأشهدُ أنّ القُرآن محفوظٌ من التحريف ليجعله الله المرجع لما اختلف فيه عُلماء الحديث في السُّنة النّبويّة، وأشهد أنَّ الله لم يعِدُكم بحفظ السُّنة النّبويّة من التحريف ولذلك جعل الله مُحكم القرآن هو المرجع فيما اختلفتم فيه من علم الحديث في السُّنة النّبويّة، وأشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّه لا يجادلني عالِمٌ بالقرآن العظيم إلا أخرست لسانه بالحقّ فيُسلم تسليماً لأنه لن يستطيع أن يُنكر سُلطان علمي عليه بالحقّ من مُحكم القُرآن العظيم أو يأتي بالبيان للقرآن هو خيرٌ من تفسير ناصر محمد اليماني وأحسن تأويلاً إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين وإنا لصادقون، ولكُل دعوى بُرهان والكذب حباله قصيرة. وبما أنّ الله جعلني حَكَماً بين جميع عُلماء المُسلمين بالحقّ فحقيقٌ لا أقول على الله ورسوله إلا الحقّ وأفتي بالحقّ لمن أراد أن يتّبع الحق فليستمسك بمن يستمسك بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فيعتصم بنور القرآن والسُّنة النّبويّة الحقّ نور على نور وهُدًى للمؤمنين.
وبما أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم جعلني الله حكماً بينكم في جميع ما اختلف فيه عُلماء الدين فسوف أبدأ بالحُكم بينكم بالحقّ مُقدماً مُعلناً الفتوى بالحقّ بأنّ السُّنة النّبويّة الحقّ من عند الله كما القرآن من عند الله، وكذلك أفتي بالحقّ أنّ السُّنة النّبويّة لم يعدكم الله بحفظها من التحريف ولكنه وعدكم بحفظ القرآن العظيم من التحريف ليجعل آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم هُنَّ المرجع لما اختلفتم فيه من السُّنة النّبويّة، وبما أنّي أفتيتُ بأنّ السُّنة النّبويّة جاءت من عند الله كما جاء القرآن العظيم فقد وجب على الإمام ناصر محمد اليماني أن يُلجم بالبرهان المُبين من مُحكم القرآن العظيم أنّ السُّنة النّبويّة الحقّ جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم، وأعلن الفتوى بالحقّ عن الحديث الحقّ الذي جاء من عند الله على لسان رسوله، وقال عليه الصلاة والسلام وآله: [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولا حاجة لي بالبحث عن مصدر هذا الحديث ولا عن الثُّقات الوارد عنهم؛ بل آتيكم بسند هذا الحديث الحقّ مُباشرة من مُحكم القرآن العظيم. قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه]، وسند هذا الحديث الحقّ تجدونه في مُحكم القرآن العظيم، فإذا تدبرتم القُرآن كما أمركم ربكم فسوف تجدون سنده بالضبط في سورة النساء الآية رقم (81) و(82) وذلك في قول الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ومن ثم نستنبط لكم سند الحديث الحقّ من هذه الآيات فأجده في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً﴿٨١﴾} صدق الله العظيم.
ويا معشر هيئة كُبار العُلماء، إن ما جاء في سورة النساء في الآية (81) و(82) قد جعلهنَّ الله الأساس لدعوة المهديّ المنتظَر لعُلماء المُسلمين إلى طاولة الحوار العالميّة (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) لجميع علماء الأمّة الإسلاميّة، وكلا ولا ولن تستطيعوا إنكار ما جاء فيهنَّ أبداً إلا من كفر بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فيحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.
ويا معشر هيئة كُبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وجميع علماء الأمّة الإسلاميّة أُحذِّركم تفسير القُرآن بالرأي وبالظنّ الذي لا يُغُني من الحقّ شيئاً وبالاجتهاد من قبل الوصول إلى البُرهان المُبين بعلمٍ وسُلطانٍ مُنيرٍ لأنّ القرآن كلام الله ربّ العالمين.. ألا وإنّ تفسير القرآن هو المعنى المراد في نفس الله من كلامه وما يقصده بالضبط، فإذا قلتم على الله ما لا تعلمون بقول الظنّ والاجتهاد الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً فإن فعلتم ذلك فاعلموا بأنكم لم تطيعوا أمر الله ورسوله بل أطعتم أمر الشيطان الرجيم الذي يأمر بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون. وقال الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وأنتم تعلمون بأنَّ الله حرَّم على المؤمنين أن يقولوا على الله ما لا يعلمون، وذلك في مُحكم كتاب الله في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغير الحقّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:٣٣].
مع احترامي لعلماء الأمّة الذين لا يقولون على الله ما لا يعلمون ولكن للأسف فإنّ كثيراً من عُلماء المُسلمين يتبعوا ما ليس لهم به علم دون أن يستخدموا عقولهم؛ هل ذلك منطقيّ وهل أفئدتهم مُطمئنة لذلك؟ وعن ذلك سوف يُسألون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٣٦].
وبسبب اتِّباعكم لتفاسير الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من قبلكم ؛ أضلوكم حتى عن بعض مُحكم القرآن العظيم كمثال قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً} صدق الله العظيم [النساء: ٨٢].
وقال الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بأنّ الله يُخاطب الكُفار! أفلا يتدبرون القرآن، وأن لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً؟ ولكني أُحذّر المُفسرين فصل آيةٍ عن أخواتها وهُنَّ في نفس الموضوع لكي تكون يتيمةً فيؤولها على هواه كيف يشاء، وفإذا أردتم تدبر القرآن فلا تفصلوا الآية عن أخواتها بل تأخذوا جميع الآيات التترى واحدةً تلو الأخرى اللاتي في نفس الموضوع حتى لا يحرِّفون كلام الله عن مواضعه بالبيان الباطل حتى يتبيّن لكم الحقّ من الباطل وحرصاً منكم أن لا تقولوا على الله غير الحقّ، وإذا أخذنا الآيات اللاتي تتكلم عن موضوعٍ مُعينٍ فسوف نفهم المقصود في نفس الله من كلامه حتى لا نقول على الله غير الحقّ. وأضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
فإذا قام أحد المُفسرين بأخذ الآية رقم (82) قول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً} صدق الله العظيم، ثم فسَّرها وقال: "إن الله يُخاطب الكُفار أن يتدبروا القرآن وأن لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً". ومن اطَّلع على هذا التفسير فلن يشك مثقال ذرة أنه غير صحيح برغم أنه تمّ تحريف كلام الله عن موضعه المقصود، وذلك لأنّ الله لا يُخاطب الكفار في هذا الموضع بل يُخاطب عُلماء المُسلمين بأنهم إذا أرادوا أن يكشفوا الأحاديث النّبويّة التي من عند غير الله افتراءً على رسوله بأنّ عليهم أن يتدبروا القرآن ليقوموا بالمُطابقة للأحاديث الواردة مع مُحكم القرآن العظيم وعلَّمهم الله بأنّ ما كان من الأحاديث النّبويّة من عند غير الله فسوف يجدون بينهنّ وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، وهذا دليلٌ داحضٌ للجدل بأنّ السُّنة النّبويّة لا شك ولا ريب أنها حقاً جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عند الله، وإنما جعل مُحكم القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من الأحاديث النّبويّة وذلك لأنه محفوظ من التحريف، وأما السُنَّة فلم يعدكم الله بحفظها من التحريف فإن كنتم من أولي الألباب تدبروا الآيتين تجدوا ما جاء في بياني هذا هو الحقّ لا شك ولا ريب، فتدبروا يا أولي الألباب قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وفيهما يخبركم الله بأنها توجد طائفةٌ بين المؤمنين جاءت إلى محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعلنت الطاعة وقالت: "نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أنّ مُحمداً رسول الله" كذباً! وإنّما يريدون أن يكونوا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظاهر الأمر ليكونوا من رواة الحديث فيصدوا عن سبيل الله بأحاديث لم يقلها عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].
ومن ثم بيَّن الله لكم مكرهم والمقصود من قوله: {فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وعلَّمكم أنهم لم يصدّوا عن الحقّ بالسيف بل بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام في السُّنة النّبويّة. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كثيراً} صدق الله العظيم [النساء].
وجاء في هذا الموضع سنداً للحديث الحق في أول البيان: قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه]، وذلك لأنّ الله يُخاطب علماء الأمّة بأنّ الحديث المُفترى يتم إرجاعه للقرآن فإذا كان من عند غير الله فسوف يجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً، ولكني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم لا أنكر سُنّة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل آخذ بجميع ما ورد عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك لأني أعلم أنّ السُّنة النّبويّة جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده تعالى، وإنما أكفر بما خالف منها لمحكم القرآن العظيم لأنّي أعلم أنّه حديث مُفترى ما دام جاء مُخالفاً لمُحكم القرآن العظيم وليس معنى ذلك أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لم يأخذ إلا ما تطابق مع القرآن وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل آخذ بجميع الأحاديث النّبويّة حتى ولو لم يكن لها بُرهان في القرآن العظيم فأني آخذ بها، وإنما أكفر بما جاء مُخالفاً لمحكم القرآن العظيم لأني علمت أنه حديث مُفترى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويا هيئة كُبار عُلماء المسلمين بالمملكة العربيّة السعوديّة وكذلك جميع علماء الأمّة الإسلاميّة إنّي أدعوكم إلى الاحتكام إلى مُحكم القرآن العظيم فيما كنتم فيه تختلفون من أحاديث السّنة من أجل تصحيح أحاديث السّنة المحمديّة الحقّ وتصحيح عقائدكم ونفي كافة البدع والمُحدثات في الدين الإسلامي الحنيف فنوحّد صفّكم من بعد تفرقكم وفشلكم فتقوى شوكتكم من بعد أن ذهبت ريحكم نظراً لمُخالفة أمر الله الصادر في آيات القرآن المُحكمات ينهاكم ويحذِّركم بعدم الاختلاف والاحتكام إلى مُحكم القرآن فيما اختلفتم فيه من السّنة فما وجدتموه جاء مُخالفاً لمحكم القرآن العظيم فاعلموا أن هذا الحديث النّبويّ جاء من عند غير الله ورسوله؛ بل من عند الطاغوت الشيطان الرجيم وأوليائهم من شياطين الجنّ والإنس يوحون إليهم بالباطل ليُجادلوا به الحقّ ليخرجوكم عن الحقّ كما علمكم الله بذلك، وأما إذا لم يخالف الحديث المروي لمحكم القرآن العظيم فأرجعوا ذلك لعقولكم والحقّ منها تطمئن إليه قلوبكم وتقبله عقولكم كمثل حديث السواك ليس له بُرهان في القرآن ولكنه يقرّه العقل ويطمئن إليه القلب ذلك لأنّ الله أمركم باستخدام عقولكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٣٦].
وكذلك تجدون بيان ناصر محمد اليماني للقرآن مُطابقاً للبيان الحقّ لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السُّنة النّبويّة الحقّ الذي أفتاكم من قبل أن يأتيكم ناصر محمد اليماني بأنّ مُحكم القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من أحاديث السُّنة النّبويّة تصديقاً للأحاديث الحقّ في هذا الشأن عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [اعرضوا حديثي على الكتاب فما وافقه فهو مني وأنا قلته].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [وإنها ستفشى عني أحاديث فما أتاكم من حديثي فاقرؤوا كتاب الله واعتبروه فما وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ستكون عني رواة يروون الحديث فاعرضوه على القرآن فإن وافق القرآن فخذوها وإلا فدعوها].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [عليكم بكتاب الله وسترجعون إلى قوم يحبون الحديث عني ومن قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار فمن حفظ شيئاً فليحدث به].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [عليكم بكتاب الله فإنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عني فمن عقل شيئاً فليحدث به ومن افترى عليَّ فليتبوأ مقعداً وبيتاً من جهنم].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا إنها ستكون فتنة. قلت : ما المخرج يا رسول الله؟ قال: ( كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل، ليس بالهزل، من تركه من جبَّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضلَّه الله وهو حبل الله المتين . وهو الذكر الحكيم وهو الصراط لمستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الردّ، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إنا سمعنا قرآناً عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به}، من قال به صدق، ومن عمل به أُجِر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [يأتي على الناس زمان لا تطاق المعيشة فيهم إلا بالمعصية حتى يكذب الرجل ويحلف فإذا كان ذلك الزمان فعليكم بالهرب قيل يا رسول الله وإلى أين المهرب قال إلى الله وإلى كتابه وإلى سُنَّة نبيه الحق].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم، وما خالف تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض يسعون فيما يدرك بغير سعي من القدر والمقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [من اتَّبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة، وذلك أن الله يقول: {فَمَنْ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلّ ولا يَشْقَى}].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [يا حذيفة عليك بكتاب الله فتعلمه واتّبع ما فيه].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحد في تركه، فإن لم يكن في كتاب الله فسُنَّة مني ماضية].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ما هذه الكتب التي يبلغني أنكم تكتبونها، أكتاب مع كتاب الله؟ يوشك أن يغضب الله لكتابه].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [يا أيها الناس، ماهذا الكتاب الذي تكتبون: أكتاب مع كتاب الله؟ يوشك أن يغضب الله لكتابه قالوا يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات يومئذ؟ قال: من أراه الله به خيراً أبقى الله في قلبه لا إله إلا الله].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [لا تكتبوا عني إلا القرآن، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النار].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإني أخاف أن يخبروكم بالصدق فتكذبوهم أو يخبروكم بالكذب فتصدقوهم، عليكم بالقرآن فإن فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم].
قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، إما أن تصدقوا بباطل وتكذبوا بحق، وإلا لو كان موسى حيَّاً بين أظهركم ما حلَّ له إلا أن يتبعني]. صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويا معشر الباحثين عن الحقّ فهل وجدتم اختلاف شيء بين بيان محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين بيان الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني للقرآن من ذات القرآن؟ فلا حجّة لكم على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بعد إذا حاجَجْتكم بالبيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن ثم بالبيان الحقّ من عند الرحمن على لسان محمدٍ رسول الله في السّنة المُهداة فلم تجدوها تختلف مع بيان ناصر محمد اليماني للقرآن ومن حاجّني الآن بما خالف لمحكم كتاب الله وبما خالف لمحكم سنة البيان على لسان محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاشهدوا عليه بالكفر والإعراض عن كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وعصى الله ورسوله والمهديّ المنتظَر الحقّ من ربه سواء كان من أهل السُّنة أو من الشيعة أو من أي المذاهب والفرق وما بعد الحقّ إلا الضلال، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدً لله ربّ العالمين..
ونبدأ بالحوار في عقيدة بعث الإمام المهديّ الذي له تنتظرون، فهل أنتم من يصطفيه ويختاره ويبتعثه أم الله؟ وجعل الله المهديّ المنتظَر خليفة الله في الارض قائداً لكم للجهاد في سبيل الله، وإماماً هادياً إلى الصراط المُستقيم ويزيده الله بسطةً على كافة عُلمائكم بالحقّ، وأفتيكم بالحقّ والحقَّ أقول حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ:
إنّ اصطفاء خليفة الله لا ينبغي للإنس والجنّ والملائكة التدخل في شأنه أو المُعارضة فيه، وأمر اصطفاء خليفة الله في الأرض يختصّ به الله مالك الملك الذي يؤتي ملكه من يشاء فيزيد خليفته الذي اصطفاه عليكم بسطةً في العلم على كافة من استخلف عليهم ليجعل الله ذلك بُرهان الخلافة والإمامة والقيادة لعلكم تتقون فلنحتكم إلى الله في كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ إن كنتم مؤمنين.
وأنا الإمام المهديّ الحقّ من الرحمن أجادلكم أولاً من القرآن العظيم فإذا لم أجد ضالّتي فيه فمن ثمّ أذهب إلى السّنة المحمديّة صلى الله عليه وآله وسلم، فتعال لأعلِّمك ناموس اصطفاء الخليفة بأنّ شأنه يختصّ به الله وحده لا شريك له ولا يُشرك في حُكمه أحداً، وما ينبغي لعباده أن يصطفوا خليفة الله من دونه سُبحانه! وهو أعلمُ حيث يجعل رسالته وهو العزيز الحكيم، فإذا اصطفى الله خليفته من عباده أصدر الأمر إلى عباده أجمعين بطاعته. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:٣٠].
فانظر أيها الباحثُ عن الحقّ لردّ الله الواحدُ القهار على ملائكته المُقربين الذين أبدوا لهم رأياً آخر في اصطفاء خليفة الرحمن، فانظر إلى ردّ الله عليهم: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}، فإذا كان ملائكة الرحمن ينقصهم العلم الواسع في اصطفاء خليفة ربهم، فكيف يصطفون خليفة الله الشيعة الاثني عشر من دونه! فإذا كان لا يحقّ لملائكة الرحمن الرأي في اصطفاء خليفة ربّهم فكيف يحقّ لمن هم من دونهم، ومن ثم بيَّن الله لملائكته بُرهان الخلافة لمن اصطفاه الله أنه يزيده بسطةً في العلم عليهم. وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ويا معشر الشيعة الاثني عشر، هل أنتم أعلم أم الله الواحد القهار؟ أفلا ترون ردّ الله على ملائكته بالتكذيب أنّهم أعلمُ من ربِّهم ويرون من اصطفاه سوف يفسد في الأرض ويسفك الدماء وكأنهم أعلمُ من الله؟ ولذلك قال الله تعالى لهم: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} لأنهم ليسُوا أعلم من ربِّهم في اصطفاء الخليفة، ولذلك كان ردّاً عليهم قاسياً من الله: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، ومن ثمّ أدرك الملائكة أنّهم تجاوزوا حدودهم في شأن اصطفاء خليفة الله، وربّهم أعلمُ منهم ولذلك سبّحوا لربّهم من أن يكونوا أعلم منهُ سُبحانه، لذلك {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}، فتدبّر المقطع كاملاً تجد أنّ شأن اصطفاء الخليفة يختصّ به من يعلم الغيب في السماوات والأرض ويعلمُ ما تبدون وما كنتم تكتمون. وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ونستنبط من هذه الآيات أحكاماً عدةً في ناموس الخلافة في الكتاب كالتالي:
1- إنّ شأن اصطفاء خليفة الله يختصّ به مالك المُلك الذي يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعٌ عليم.
2- إن اصطفاء الخليفة لا يحقّ حتى لملائكة الرحمن المُقربين التدخل فيه، فليسوا هم أعلمُ من الله وهو أعلمُ حيث يجعلُ علم رسالته.
3- نجد أنّ الله علَّم ملائكته بالبرهان لمن اصطفاه الله خليفة أنه يزيده بسطةً في العلم على من استخلفه عليهم ليجعله مُعلماً لهم العلم، ولذلك قال الله تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} صدق الله العظيم.
فتبيَّن لنا أنّ آدم زاده الله بسطةً في العلم على الملائكة برغم أنّ الملائكة عُلماء، ولكنّ الله زاد آدم بسطةً في العلم عليهم ليجعل ذلك بُرهان الاصطفاء لكي تعلموا خليفة الله الذي اصطفى عليكم بأنّكم تجدوا أنّ الله قد زاده بسطةً في العلم عليكم، وشأن الخلافة كذلك لا يتدخل فيه أنبياء الله ورسله، فكذلك لا يحقّ لهم أن يصطفوا خليفة الله من بعدهم من دونه تعالى، فانظر لخليفة الله طالوت، فهل نبيُّهم هو من اصطفى طالوت عليهم قائداً وإماماً وملكاً؟ بل الله الذي اصطفاه وزاده بسطةً في العلم عليهم الذي يؤتي مُلكه من يشاء والله واسعٌ عليم. وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزاده بسطةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:٢٤٧].
ويا معشر الشيعة والسُّنة، قال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴿٣١﴾ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} صدق الله العظيم [الزخرف:31-32].
وكذلك أنتم يا معشر الشيعة والسُّنة ءأنتم من يُقسم رحمة الله فتصطفوا من تشاءون ونسيتم قول الله تعالى: {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزاده بسطةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، أفلا تتقون؟ فأما السُنَّة فحرَّموا على خليفة الله أن يُعرِّفهم بنفسه وقالوا إنّ المهديّ المنتظَر لا يعلمُ أنّه المهديّ المنتظَر وأنّهم هم من يعلمُ أنّهُ الإمام المهديّ المنتظَر فيُعرِّفونه على شأنه في المُسلمين أنّه الإمام المهديّ شرط أن يُنكر أنّه الإمام المهديّ مبعوثٌ من ربّ العالمين! ومن ثم يزدادون إصراراً على الباطل: "بل أنت الإمام المهديّ ولكنك لا تعلم أنك الإمام المهديّ"، فيجبرونه على البيعة كرهاً وهو من الصاغرين برغم أنّهم يعلمون أنّ الإمام المهديّ يبتعثه الله إليهم على اختلافٍ بين علماء الأمّة وتفرقةٍ ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيوحّد صفّهم ويلُم شملهم ويجبر كسرهم من بعد أن تفرقوا وفشلوا وذهبت ريحهم كما هو حال المُسلمين اليوم، وبرغم الأحاديث النّبويّة الحقّ التي تفتي أهل السُّنة أنَّ الله هو من يبعث الإمام المهديّ إليهم. وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [أبشّركم بالمهديّ يُبعث في أمّتي على اختلاف من الناس، وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صفاحاً]، وليس صِحاحاً كما يزعمون بل صِفاحاً أي يحثو جُنيهات الذهب للناس حثواً بصفحتي يداه كما يحثو أحدكم القمح حثواً بصفحتي يداه، فهل ترونه يعدّ كم حبةٍ في الحثوة الواحدة؟ صدق عليه الصلاة والسلام. ويحدث بعد أن يؤتيني الله المُلك بإذن الله مالك الملك الذي يؤتي مُلكه من يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب.
فكيف أنكم تعتقدون يا معشر السنة أنّ الله يبعث المهديّ في أمّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن ثم تُحرِّمون عليه أن يقول لكم يا أمّة مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم إني الإمام المهديّ ابتعثني الله إليكم لأحكم بينكم بالعدل وأقول فصل وما هو بالهزل فأطيعوا أمري وإن عصيتم أظهرني الله عليكم ببأسٍ شديدٍ من لدنه في ليلةٍ وأنتم صاغرين فتقولون ربنا اكشف عناّ العذاب إنَّا مؤمنون..
وأما الشيعة وما أدراك ما الشيعة! فقد ابتعثوا الإمام المهديّ قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور وآتوه الحُكم صبياً؛ ألا والله لا يأتيهم مهديّهم الذي له ينتظرون لو انتظروا له خمسين مليون سنة حتى يجعلوا الأحجار عنباً والماء ذهباً ذلك لأنه ما أنزل الله به من سُلطان لا في كتابٍ الله ولا سنّة رسوله الحقّ.
ويا معشر الشيعة الاثني عشر، إنّي أنا المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهّر من ذُرية الإمام الحُسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ولم تلدني أمي في يكلاء مسقط رأسها قبل قدري المقدور في الكتاب المسطور وكان أمر الله قدراً مقدوراً، وجئت على قدٍر يا موسى.
ويا معشر الشيعة الاثني عشر، لقد ظهر البدر وصار وسط السماء ولكنكم لا تُبصرون فكيف يُبصرُ البدر وسط السماء من كان في سردابٍ مُظلم؟ وكلا ولن تبصروا البدر حتى تكفروا بأسطورة سرداب سامراء، أما إذا أبيتم إلا المكوث في ُظلمات السرداب فلن تؤمنوا بصاحب علم الكتاب ولن تروا البدر حين يظهر في السماء، فكيف يرى البدر في السماء من كان في سردابٍ مُظلم حتى مجيء كوكب العذاب كوكب سقر ليلة يسبق الليل النهار لطلوع الشمس من مغربها ليلة النصر والظهور للمهديّ المنتظَر من الله الواحدُ القهار الذي ابتعثه بالحقّ، فإن أبيتم أظهرني الله عليكم في ليلةٍ واحدة وأنتم صاغرون ليلة النصر والظهور للمهديّ المنتظَر على كافة البشر ليلة مرور الكوكب العاشر سقر نار الله الكُبرى اللواحةُ للبشر من عصرٍ إلى آخر، وجئتكم أنا وكوكب النار على قدرٍ في الكتاب المُسطور فيأتيكم في موعده المُقرر في نهاية عصر الحوار من قبل الظهور حتى إذا كذَّبتم أظهرني الله به على كافة البشر في ليلةٍ يسبق الليل النهار، وقد أدركت الشمس القمر نذيراً للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم فيُصدّق بالبيان الحقّ للذِّكر أو يتأخر فيهلكه الله بكوكب النار سقر سنتها شهرٌ من شهور السنة الكونيّة، وطول السَّنة الكونيّة خمسين ألف سنةٍ بحساب أيامكم وسنينكم وساعاتكم ودقائقكم وثوانيكم بمعنى أنّ اثني عشر دورة فلكيّة لكوكب سقر يعدل خمسين ألف سنةٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾ مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ﴿٣﴾ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴿٤﴾ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴿٥﴾ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ﴿٦﴾ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴿٧﴾ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ﴿٨﴾ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴿٩﴾ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴿١٠﴾ يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ﴿١١﴾ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ﴿١٢﴾ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ﴿١٣﴾ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ ﴿١٤﴾ كَلَّا ۖ إِنَّهَا لَظَىٰ ﴿١٥﴾ نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ ﴿١٦﴾ تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ ﴿١٧﴾ وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [المعارج].
وأنتم تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ(2)}، وتجدون دعوتهم في قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:٣٢].
فلا تلمُني أخي الكريم على طول الإجابة للسؤال الأول وقل ربّ زدني علماً، فأجبناك وزدناك لعلك تخشى.
الجواب على سؤالك الثاني:
وأقسمُ بالله ربّ العالمين الذي أتمّ كُل شيءٍ خلقه ثم هدى أنّي اجتمعت بهم جميعاً في الرؤيا الحقّ التي تُخصني ليلة عرَّفني محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على شأني وأفتاني بالبرهان لي وللأمّة جميعاً بآية التصديق على الواقع الحقيقي أنه العلم فلا يجادلني عالِمٌ من القرآن إلا غلبته بالحقّ إن كان يريد الحقّ حتى لا يجدوا في صدرهم حرجاً مما قضيت بينهم بالحقّ ويُسلموا تسليماً، وإذا كان ناصر محمد اليماني هو الإمام المهديّ الحقّ الذي اصطفاه الله بالحقّ فلا بُد لمن ابتعثني بالحقّ أن يزيدني بسطةً في العلم بالحقّ على كافة علماء الأمّة جميعاً من المُسلمين والنصارى واليهود فجعلني الله مُهيمناً عليهم جميعاً بالبيان الحقّ للقرآن العظيم.
وقد رأيت أحدَ عشرَ إماماً ونحن في غرفةٍ واحدةٍ يتوسطها عمودٌ كأعمدة المساجد الإسمنتيّة، فأما عشرة من الأئمة فكانوا دائرة من حولي وأنا كنت في مركز الدائرة فنظرت إلى وجوههم فرأيتها تتلألأ نوراً ولكني لم أعرف أحداً منهم، ومن ثم سألتُهم وقلتُ: دُلّوني على الإمام علي بن أبي طالب، فاستأخر رجلٌ كان أمامي خطوةً للوراء ثم خطوةً إلى الجنب ثم أشار بيده إلى رجلٍ كان واقفاً خارج الدائرة، وقال لي ذلك الإمام علي بن أبي طالب، ومن ثم خرجتُ من الفتحة التي فتحها لي في الدائرة وانطلقتُ نحو الإمام علي بن أبي طالب وأمسكتُه بيديّ الاثنتين من يده اليسرى وقلت: له دُلّني على مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأخذني عدة خطوات إلى رجلٍ كان جالساً على الأرض ومتكئاً إلى العمود وسط الغرفة التي نحن فيها، فإذا هو محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثمّ جثمت بجانبه وجعلت وجهي في عنقه وقبّلت حبيبي في الله ما شاء الله عدد من القبلات، ومن ثم جلستُ بين يديه وهو من أفتاني بالحقّ في شأني.
ومن افترى على محمد رسول الله في الحُلم فكأنما افترى عليه في العلم فليتبوأ مقعداً في قعر نار جهنم حتى ولو كانت الرؤيا تخصُّ صاحبها، غير أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد علَّمكم بالبرهان أنّه لن يجادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبته بالحقّ، ومن ثم بقي معي؛ هل أنا الإمام المهديّ أم اليماني الذي يقوله الشيعة؟ ومن ثم أفتاني محمدٌ رسول الله عدة مرات وهو لوحده بأني الإمام المهديّ شاهد القرآن من عند الرحمن، ولا داعي لتفصيل الرؤيا لكم وبيني وبينكم هو كتاب الله وسنة رسوله، فلا وحيٌ جديد ولا دين جديد بل أدعوكم للرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ونفي الطائفيّة والمذهبيّة جميعاً فأجعلكم أمّةً واحدةً على منهاج النبوّة الأولى فأعيدكم إلى ما كان عليه مُحمد رسول الله والذين معه قلباً وقالباً وكانوا على نهج كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ومستمسكين بكتاب الله والسُّنة الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٤٠﴾ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ﴿٤١﴾ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ ﴿٤٢﴾ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].
وأما الأحاديث غير الحقّ التي يستفسر عنها الباحث عن الحقّ لدى أهل السُّنة فأجيبك بالحقّ، وأقول: عليكم أولاً أن تعترفوا بالحقّ في كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ بالفتوى الحق أنّ مُحكم القرآن هو المرجع لما اختلف فيه عُلماء الحديث، فإذا اتّفقنا صار الأمر والحُكم هيناً جداً وعلينا يسيراً بإذن الله، ومن ثم أستطيع أن أدافع عن سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنفي كافة البدع والمُحدثات اليهوديّة، ومن ثم أعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى.
و يا معشر السُّنة والشيعة المُختلفين أفتيكم بالحقّ أنكم على الباطل جميعاً، وجعل الله بينكم ما بين اليهود والنصارى من العدواة والبغضاء: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:١١٣].
وكذلك قالت الشيعة ليست أهل السُّنة على شيءٍ وكذلك قال أهل السُّنة ليست الشيعة على شيء، ألا وإن الشيعة والسُّنة هم المقصودون بقول الله تعالى: {كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:١١٣].
و يا معشر السُّنة والشيعة، ما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم ولا أهواء الفِرق الأخرى، وأقسمُ بالذي رفع السماء بلا عمد؛ الله الأحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد لو اجتمع كافة عُلماء المُسلمين واليهود والنصارى في طاولة الحوار العالميّة للاحتكام إلى القرآن العظيم في جميع ما كانوا فيه يختلفون لألجمتهم أجمعين بسُلطان العلم حتى لا يُعرض عن الحقّ إلا من علِم علْم اليقين أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً الإمام المهديّ الحقّ المبعوث من ربّ العالمين ثم يعرض عن الحقّ لأنهم للحقّ كارهون؛ أولئك من شياطين البشر ألدّ أعداء الله والمهديّ المنتظَر الداعي بالبيان الحقّ للذِّكر، وإنْ أخرسَ لساني أحدُ علماء الأمّة من القرآن، فقد أصبح ناصر محمد اليماني كذاباً أشراً وليس الإمام المهديّ المنتظَر؛ ألا والله الذي لا إله إلا هو ولا معبودَ سواه لولا أنّي رأيت حتى كلمة المنتظَر لما أضفتها حتى لا أقول على الله ما لم أعلم، ولكان قلت الإمام المهديّ وحسبي ذلك، ولكن الله أراني حتى كلمة المنتظَر (المهديّ المنتظَر)، ولكن الرؤيا تخصُّ صاحبها وما جئت أحاجكم بالرؤيا إذاً لفسدت الأرض من جرَّاء الرؤيا ومن كثرة الافتراء، ولا يُبنى على الرؤيا حُكمٌ شرعيٌّ للأّمّة وإنّما الرؤيا تخصُّ صاحبها وبيني وبينكم هو كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ إن كنتم مؤمنين، ولم يجعلني الله مُبتدعاً بل مُتبعاً لكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ الذي جاءكم به النبي الأميّ، ولذلك واطأ اسمه في اسم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وجعل الله موضع التواطؤ للاسم مُحمد في اسمي في اسم أبي وذلك لكي يجعل في اسمي خبري وراية أمري، ولو لم يفترِ الشيعة والسُّنة باسم المهديّ لكان المفترون قليلاً لشخصيّة المهديّ المنتظَر، ولكن بسبب استعجالكم على الاسم فتنتم قوماً كثيراً ففي كُل جيل تجدونهم عدداً كبيراً على مستوى العالمين بسبب وسوسة الشياطين لهم بغير الحقّ، حتى إذا جاءكم الإمام المهديّ الحقّ من ربكم فتقولوا هذا شيء تعوّدنا عليه، فاذهب لطبيب نفسي وتعالج فلديك مسّ شيطانٍ رجيمٍ، وبذلك المكر نجحت الشياطين في صدكم عن اتّباع الحقّ من ربّكم حتى يعذبكم عذاباً نكراً.
ويا قوم، إنما أعظكم بواحدةٍ وهي إن كان ناصر محمد اليماني مثله كمثل المهديين المُفترين الذين اعترتهم مسوس الشياطين فُسرعان ما يُلجم ناصرَ محمد اليماني أقل علماءُ الأمّة علماً فيحرقوا كرته في موقعه ويتبيّن للباحثين عن الحقّ أنه كذّابٌ أشِرٌ وليس المهديّ المنتظَر، أفلا تتقون أم إنكم قوم لا تفرقون بين الحمير والبعير؟
ويا معشر عُلماء المذاهب، لا يفتنكم الشيطان عن الحقّ من ربكم فتجعلوا لله عليكم سُلطاناً فيعذبكم بكوكب العذاب القادم، ولربما يأتي في حكمي لبعض المسائل بينكم فتجدوه مُصدقاً لهذه المسألة لدى أهل السُّنة كمثل حُكمي في الحديث الحق: [تركت فيكم ما إن تمستكم به فلن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي فإنهم لا يفترقان] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومعنى قوله لا يفترقان أي لا يختلفان وما خالفهم فهو باطل.
وإذا سخط علينا الشيعة نظراً لإنكار حديثهم: [كتاب الله وعترتي آل بيتي] وأبوا الاتّباع حتى أتّبعَ ما لديهم فقد نالوا بسخطٍ من الله وغضبٍ عليهم وأعدَّ لهم عذاباً مُهيناً، ولا ولن يتبع الحقُّ أهواءهم.
وكذلك أهل السُّنة حين يأتي حُكمٌ في مسألة العقيدة في رؤية الله وأحكم أنّ الحقّ مع الشيعة في عقيدة رؤية الله جهرةً، ومن ثم يسخط علينا أهل السُّنة ويأبوا اتِّباعي حتى أتبع أهواءهم! فقد نالوا بسخط من الله وغضب عليهم وأعدًّ لهم عذاباً مُهيناً.
ويا معشر الشيعة والسُّنة وكافة المذاهب والفرق والمختلفين، إنما جعلني الله حكماً بينكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون وآتيكم بالحكم الفصل بينكم من كتاب الله ثم من سنّة رسوله الحقّ فتجدون حكم الله في القرآن والسُّنة حكماً واحداً تلقَّاه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لدُن حكيمٍ عليمٍ، ولستُ أنتمي للشيعة الاثني عشر ولا لأهل السُّنة ولا لأيٍّ من المذاهب والفرق الذين فرّقوا دينهم شيعاً وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون.
وأما مذهب آبائي فأبي مذهبه شافعي سُنيّ، وأمّا والدتي فمذهبها زيدي، ولم أتّبع أبي ولم أتّبع والدتي، ولم أتّبع أحداً من علماء الأمّة جميعاً؛ بل اتَّبعت جدّي وحبيبي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} صدق الله العظيم [آل عمران:٣١].
وبما أنّ السّنة من عند الله كما القرآن من عند الله فلم أجد محمداً رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم كان مُستمسكاً بالسنة وحدها ويذر القرآن واتخذ القرآن مهجوراً لأنه يعلم أنّ القرآن حجّة الله عليه وعلى أمّته، وإذا استمسكوا بالسّنة وحدها فإنّهم سوف يستمسكوا بالحقّ والباطل المُفترى نظراً لأنّ السنة لم يعدكم الله بحفظها من التحريف، ولكن الذي يدافع عن السُّنة النّبويّة هو القرآن العظيم في آياته المُحكمات تجدون فيهنَّ الدفاع عن سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتنفي كُلّ بدعةٍ وتكشف كُلّ ضلالةٍ، وجعل الله مُحكم القرآن العظيم كالحارس الذي لا ينام ذلك لأنّ الآيات المُحكمات يحرسنَ السُّنة النّبويّة فيخبرنّكم إنّ ذلك الحديث الفلاني موضوعٌ مختلفٌ معناه جملةً وتفصيلاً، فيشهدن بالحقّ عليكم يوم الدين لئن اتَّخذتم محكم القرآن مهجوراً فلم تتدبروه كما أمركم الله بالتدبر في آياته وفي سنة نبيّه لتعلموا الباطل المدسوس في السُّنة النّبويّة؛ ذلك إن كنتم تؤمنون بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ.
أما إذا كنتم تريدون أن تستمسكوا بالسنة وحدها بغض النظر لما يخالف القرآن وتقولوا حسبنا السُّنة النّبويّة، فإذا جاءت آية موافقة لما لديكم في السنة فعند ذلك تحاجوا الناس بكتاب الله وسنة رسوله ولكن حين تأتي آية مُخالفة لما لديكم في السنة فعند ذلك تتخذونه وراء ظهوركم وتقولون لا يعلم تأويله إلا الله وحسبنا السنة المُهداة، فمن ذا الذي ينقذكم إذاً من عذاب الله يا معشر عُلماء السُنَّة لئن فعلتم وفرقتم بين كتاب الله وسنة رسوله؟ ألا والله الذي لا إله إلا هو لا ألومكم على تمسككم بأحاديث لا تُخالف لمحكم القرآن العظيم حتى ولو لم يوجد لها بُرهانٌ واحدٌ في القرآن فإني الإمام المهديّ آخذ بالحديث النّبويّ الذي يتفق مع القرآن أو لا يخالف القرآن في شيءٍ فآخذ به ولو لم يكن له بُرهانٌ واحدٌ في القرآن فليس شرطاً أن تتفق جميع الأحاديث النّبويّة الحقّ للقرآن العظيم؛ بل المهم أن لا تخالف لمحكم القرآن في شيء، وما خالف لمحكم القرآن فإني أفركه بنعل قدمي لأني أعلمُ علم اليقين أنه لم ينطق به الذي لا ينطق عن الهوى وأنها جاءت إلينا من عند غير الله أي من لدى شيطانٍ رجيمٍ.
و يا معشر السُّنة والشيعة هل تريدون الحقّ؟ فاعلموا أنّي لا ولن أسعى لرضوانكم أبداً بل أنطق بالحقّ ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ثم يحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو أسرعُ الحاسبين، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
ونأتي للجواب على السؤال الثالث:
لكُل حادثٍ حديث، فهل تريدني أبين أسرار حربي لأعدائي؟ وأكتفي بقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شيئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [النور:٥٥]، ثم نجعل الناس أمّةً واحدةً بإذن الله، ومن كفر بعد ذلك واتّبع المسيح الدجال {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
وأكبر حرب في تاريخ البشرية هي بقيادة المهديّ المنتظَر ومعه وزيره المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، وخصمنا هو المسيح الكذاب الذي يريد أن يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنه الله ربّ العالمين، وما كان لابن مريم أن يقول ذلك، ولذلك يُسمّى المسيح الكذاب؛ بل هو الطاغوت الشيطان الرجيم وقبيله من ذرّيات البشر من يأجوج ومأجوج، أباؤهم من شياطين البشر وأمهاتهم من إناث الشياطين، إنهم يرونكم من حيث لا ترونهم وهم في الأرض ذات المشرقين في الحياة الدُنيا وليس الآخرة، وكذلك لدينا سُفراؤه في ظاهر الحياة الدنُيا وأولياؤه المُخلصون من شياطين البشر من اليهود إلا من اتّبع الحقّ ولم تأخذه العزّة بالإثم وأراد أن يتّبع الحقّ فليعلم إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً ويقبل التوبة عن عباده، وإن أبوا رحمة الله فهي آخر فرصةً لهم ويمسخ الله من يشاء منهم إلى خنازير كما مسخ الذين من قبلهم إلى قردة. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ} صدق الله العظيم [المائدة:٦٠].
فأمّا المسخ إلى قردة فقد مضى وانقضى. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:١٦٦].
ومن ثمّ يذكر اليهود المُكذِّبين بالقرآن العظيم ما فعل بأصحابهم لذلك يُحذرهم. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:٦٥].
ومن ثم يحذّر الكفار بالقرآن وعدم اتِّباعه فصدر تحذير لطائفة من أهل الكتاب بالتهديد بالمسخ. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} صدق الله العظيم [النساء:٤٧].
ومن ثم نأتي للإجابة عن السؤال الرابع:
فلا يجوز التفريق بين أسماء الله ولا يوجد هناك اسم أعظم من اسم، وجميعها لواحدٍ أحد، وإنما يوصف الاسم الأعظم بالأعظم لأنه حقيقة رضوان نفسه تعالى على عباده فيجدون رضوان نفس الله نعيماً في أنفسهم طمأنينة وسكينة وراحة بال في قلوبهم انعكاساً لرضوان الله عليهم ومن علم بذلك سوف يشهد بالحقّ أنّ نعيم رضوان نفس الله على عبده نعيمٌ أكبر من نعيم الدُنيا والآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].
ويوجد اسم الله الأعظم في هذه الآية، وهو قول الله تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم؛ أي نعيمٌ أعظمُ من نعيم الجنة، ولذلك يُوصف بالأعظم؛ أي نعيمٌ نفسيٌّ أعظم من نعيم الجنة الماديّة، وتلك حقيقة اسم الله الأعظم وهو( النعيم الأعظم)؛ أي نعيمٌ أعظمُ من نعيم الجنة وليس أعظم من أسماء الله الأخرى، فلا فرق بين أسماء الله سبحانه وتعالى علوَّا كبيرا، وعن ذلك سوف تُسألون لأنه الهدف من خلقكم وألهاكم عنه التكاثر في الحياة الدنيا لتسألن يومئذ عن النعيم وهو الهدف من خلقكم لتعبدوا نعيم رضوانه عليكم سبحانه وتعالى علوَّا كبيراً.
ومن ثم نأتي للإجابة عن السؤال الخامس:
أقول لك اتقِ الله ولا تصدّ عن الحقّ وهل أتيتُكم بالبرهان من كتب علماء الفلك؛ بل كتاب الله الذي نزل قبل علمكم بأكثر من 1430 عاماً لكي أثبت حقيقة هذا القرآن للعالمين أنّ مُحمداً رسول الله تلقّاه من لدن حكيمٍ عليمٍ، ولذلك أحاجّهم بما أحاطهم الله من العلم لأنّ الله قد أنزل ذلك العلم في القرآن العظيم قبل أن يحيطوا بعلمه ليتبيّن لهم أنّه الحقّ بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي.
ونأتي للإجابة عن السؤال السادس:
اسمع أخي الكريم، اعلم أنّ الحوار للمهديّ المنتظَر يأتي من قبل الظهور، ومن بعد التصديق أظهر للمُبايعة لعلماء الأمّة عند البيت العتيق، ولا تزالون في عصر الحوار من قبل الظهور فلم نظهر بعدُ بل من بعد التصديق أظهر لكم عند البيت العتيق إن شاء الله.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ