في بعض الأحيان حين يسألك شخص ما عن شخص اخر يكون جوابك حسب النمط المعتاد ثلاث احتمالات او اكثر.
اولاً _ ان تقول أعرفه معرفة جيدة جداً حسب صلة القرابة والتواصل معهُ وأعرف ماذا يحب ويكره وكيف اتقرب منه او ابتعد عنه ومسأل تفصيلية كثيرة ولكن المهم انك تعرفه جيداً
ثانياً _ ان تقول عن هذا الشخص انك تعرفه معرفة سطحية و لا يوجد هناك رابط وثيق بينكم فلا تستطيع التواصل معه بإستمرار وأنما على طريق المصادفة فربما تلقي عليه السلام في الشارع او في اي مكان تراه لا اكثر من هذا
ثالثاً _ ان تقول على هذا الشخص اسمع بهِ ولكن لا أعرفه ولا أعرف شيء عنه فهو بمثابة غريب عني اعرفه من بعيد فقط فأنا اجهل كل شيء عنه ولا اعرف اي معلومة عنه سوى اسمه وشكله فقط فهو غريب عني
رابعا_ وهو الاحتمال الاضعف هو انك لم تسمع عنه ولم تراه اصلاَ
وألان بعد هذه المقدمة او الايجاز ماذا لو كان هذا "الشخص" أو " الشيء"
هو عبارة عن كتاب واي كتاب هو كتاب الله الكريم ( القرآن المجيد ). { ولله المثل ألاعلى}
وماذا لو سئلت نفسك ماذا تعرف عن هذا الكتاب الذي قال فيه رب العزة (وَلَقَدۡ آتَيۡنَاكَ سَبۡعًا مِّنَ الۡمَثَانِى وَالۡقُرۡآنَ الۡعَظِيمَ ) ما قدر معلوماتك عنه عن اي شيء يتحدث مدى التزامك بحديثه ونصوصه والآيات التي جاءت فيه .
والعجب العجاب أن الكثير من الناس لا تقرأ القرآن بحجة أنه كلام مبهم وغير مفهوم فهل من المعقول ان ينزل الله للناس عبارة عن طلاسم وكلام مبهم او غير مفهوم ثم يحاججهم به او يقاضيهم عليه فهل هذا من العدل لا لانه من غير المعقول ان تقاضي شخص بكلام لا يفهمه او لا يستطيع ان يفهمه [ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَأَنَّ اللّهَ لَيۡسَ بِظَلاَّمٍ لِّلۡعَبِيد]( الانفال51)
اذن العلة بالناس ما لا تريد ان تفهم او تفهم ولا تريد العمل بما قد فمهت والسبب انه لا يتماشى مع ما تره هي صحيح الم يقل مشركي قريش [ وَإِذَا تُتۡلَى عَلَيۡهِمۡ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرۡجُونَ لِقَآءنَا ائۡتِ بِقُرۡآنٍ غَيۡرِ هَذَا أَوۡ بَدِّلۡهُ قُلۡ مَا يَكُونُ لِى أَنۡ أُبَدِّلَهُ مِن تِلۡقَآءِ نَفۡسِى إِنۡ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَىَّ إِنِّىٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّى عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٍ ](يونس15) و التفسير لهذه الآية هنا .
وترى الناس يتبحرون في كل شيء في الشعر , القصة , الفن , التاريخ , الرياضة , حتى هنالك اشخاص عبارة عن موسوعات بشتى المجالات الا القرآن وحين تسأله يقول لك يقول العالم الفلاني ان القرآن كلام معجز لا يفهمه الا القليل من الناس والسبب ليس بكلام الله والسبب هو [أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الۡقُرۡآنَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَا ](محمد 24) اذاً السبب انه عدم التدبر او ان القلوب مقفله بسبب الشرك و المعاصي والذنوب .
فأنا ارد عليه وان كان هذا الكلام غير صحيح فأن الله لم يريد تعجيزنا بكلام لانفهم عبارته ولكن لماذا لا تكون انت من ضمن هولاء الناس القليلين .
{ولكن في حقيقة الامر هناك عداء قوي ومرض نفسي خطيرمخفي وغير ظاهر للعيان حتى ان صاحب هذا المرض لا يعلمه اتجاه كلام الله ولآن المنطق يقول انك اذا احببت شيء تأنس بقربه وتفرحه بلقائه ولا تمل ابد كلامه }
ولكن اذا كرهته فبالتأكيد يكون العكس اذاُ لا تراوغ و تضحك على حالك انت تكره القرآن اي انك تكرهه صاحب هذا الكلام والعياذ بالله واذا كرهته اين يكون مصيرك غداً
هل الى [جَنَّةٍ عَرۡضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِين ]( ال عمران133) ام أنك ستكونمن [ الَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِآيَاتِنَا وَاسۡتَكۡبَرُوا۟ عَنۡهَا أُوۡلَٰٓئِكَ أَصۡحَابُ النَّارِ هُمۡ فِيهَا خَالِدُونَ ] (ألاعراف36)
سؤال لايحتاج الى تفكير.
ولان هل تحب القرآن ؟
هل تحب قرائته وتدبر معانيه والعمل بحكامه؟
هل تحب سماعه والانصات اليه ؟
ام ماذا؟؟
هل انت حبيب للقرآن ؟؟
ام عدواً له ؟؟