الموضوع: اريد بيان الإمام ان في القرآن نبيان اسمها موسى

النتائج 1 إلى 10 من 14
  1. افتراضي اريد بيان الإمام ان في القرآن نبيان اسمها موسى

    السلام عليكم ورحمة الله.
    لقد قرأت مره بيانا للأمام وقد ذكر فيه انه مذكور في القرآن الكريم نبيان اسمهم موسى .موسى فرعون وموسى اخر .اريد البان لو تتكرمون.
    وشكرا

  2. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد

    لا يوجد بيان يذكر هذا الكلام الذي تقوله أخي الحبيب !؟

    وعنوان هذه المشاركة غير مقبول ؟ فكيف تنسب للإمام عليه السلام كلام لا يوجد عليه دليل ؟! ولهذا ، فلا أنسب من حذف هذه المشاركة ! وتنقيّح السؤال فيما بعد ، وبطريقة ليس فيها إدعاء على الإمام بشيء لم يذكره ولم يُفتي به ؟!
    خاصةً وأنت من الأنصار الأخيّار !
    وأتمنى تقبل النصيحة وشكراً
    والحمد لله رب العالمين

  3. افتراضي

    ========= إقتباس =========

    اقتباس المشاركة 46627 من موضوع المهدي المُنتظر يُبيّن للمُسلمين سرّ الأحرف في القُرآن العظيم..



    - 5 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    13 - جمادى الآخرة - 1428 هـ
    28 - 06 - 2007 مـ
    02:34 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــــ


    بيان عدد الأنبياء والرُّسل الذين ورد ذكرهم في القرآن ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسَلين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين
    وفي الأخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ثمّ أمّا بعد..

    يا معشر عُلماء الأمّة، لقد أمركم الله بالإيمان بجميع الأنبياء والمُرسَلين من أوّلهم آدم عليه الصلاة والسلام إلى مسك خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ذكر الله لكم في مُحكم آيات القُرآن العظيم ثمانية وعشرين منهم بالاسم بعدد الأحرف التي يتكون منها القُرآن العظيم؛ ثمانية وعشرين نبيّاً ورسولاً وهم:

    1- نبيّ الله آدم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٣٣﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} صدق الله العظيم [آل عمران:33-34].
    2 - نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام.
    3 - نبيّ الله إلياس عليه الصلاة والسلام.
    4 - نبيّ الله إدريس عليه الصلاة والسلام.
    5 - نبيّ الله اليسع عليه الصلاة والسلام.
    6 - نبيّ الله هود عليه الصلاة والسلام.
    7 - نبيّ الله صالح عليه الصلاة والسلام.
    8 - نبيّ الله أيوب عليه الصلاة والسلام.
    9 - نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
    10- نبيّ الله لوط عليه الصلاة والسلام.
    11- نبيّ الله إسماعيل عليه الصلاة والسلام.
    12- نبيّ الله إسحاق عليه الصلاة والسلام.
    13- نبيّ الله شُعيب عليه الصلاة والسلام.
    14- نبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام.
    15- نبيّ الله يعقوب عليه الصلاة والسلام.
    16- نبيّ الله يوسف عليه الصلاة والسلام.
    17- نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام.
    18- نبيّ الله هارون عليه الصلاة والسلام.
    19- نبيّ الله لُقمان عليه الصلاة والسلام.
    20- نبيّ الله عُزير عليه الصلاة والسلام.
    21- نبيّ الله ذو القرنين عليه الصلاة والسلام.
    22- نبيّ الله داوود عليه الصلاة والسلام.
    23- نبيّ الله سُليمان عليه الصلاة والسلام.
    24- نبيّ الله هارون بن عمران أخو مريم عليه الصلاة والسلام.
    25- نبيّ الله زكريا عليه الصلاة والسلام.
    26- نبيّ الله يحيى عليه الصلاة والسلام.
    27- نبي الله المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام.
    28- خاتم الأنبياء والمُرسَلين رسول الله إلى الإنس والجنّ أجمعين مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم.
    ـــــــــــــــــــــــ

    ولا ينبغي أن يكون عدد الرُسل والأنبياء المذكورين في القرآن العظيم بالاسم أن يتجاوز عددهم لعدد الأحرف المُكوّن منها جميع هذا القرآن العظيم، ويتكوّن القرآن العظيم من ثمانيةٍ وعشرين حرفاً وذلك لأنّه قرآنٌ عربيٌّ مُبينٌ، واللغة العربية تتكون من ثمانيةٍ وعشرين حرفاً ينطق بها اللسان العربي المُبين.

    وإليكم السور ذات الأحرف التي أقسم الله بها من باب التكريم وليس تكريماً للحرف؛ بل قَسَم بحرفٍ ينتمي لاسم نبيٍّ أو رسولٍ ولذلك يرمز له الله في القسم بأحد حروف اسم النبيّ المُقسم باسمه، ولم يكن هناك شرط بأن يكون الحرف الأول من الاسم؛ بل بأحد حروف الاسم الأول ولكنه لا يتجاوز الاسم الأول إلى الأب؛ بل أحد حروف الاسم الأول للنبيّ المُقسَم به على سبيل المثال:
    { كهيعص ﴿١﴾ } [مريم]:

    فأما الحرف
    ( ك ) فنجده رمزاً لاسم نبيّ الله زكريا.
    وأما
    ( ه ) فنجده رمزاً لنبيّ الله هارون بن عمران أخو مريم.
    وأما الحرف
    ( ي ) فنجده رمزاً لاسم يحيى.
    وأما
    ( ع ) فرمزٌ لاسم عيسى ابن مريم.
    وأما الحرف
    ( ص ) فرمز الصدّيقة مريم، ولم يأخذ رمزها من الاسم لأنها ليست نبيّة بل صدّيقة لذلك أخذ الرمز من اسم الصفة، وقال الله تعالى: {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} صدق الله العظيم [المائدة].

    وهذه السور ذات الأحرف التي يكمن فيها أسرار الأسماء التي علّمها الله لآدم عليه السلام، ومن ثمّ علّم آدم بها الملائكة، ومن ثم عَلِمَتْ ملائكة الرحمن بجميع أسماء خلفاء الله أجمعين، ولذلك قالوا لزكريا إن الله يُبشرك بغلامٍ اسمه يحيى، وكذلك قولهم لمريم:
    {يَا مَرْ‌يَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُ‌كِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْ‌يَمَ} صدق الله العظيم [آل عمران:45].

    وجميع هذه الرموز لأسماء خلفاء الله من الأنبياء والرسل والصالحين:


    1) الم ــ البقرة
    2) الم ــ آل عمران
    3) المص ــ الأعراف
    4) الرــ يونس
    5)
    الر ــ هود
    6) الرــ يوسف
    7) المر ــ الرعد
    8) الر ــ إبراهيم
    9) الر ــ الحجر
    10) كهيعص ــ مريم
    11) طه ــ طه
    12) طسم ــ الشعراء
    13) طس ــ النمل
    14) طسم ــ القصص
    15) الم ــ العنكبوت
    16) الم ــ الروم
    17) الم ــ لقمان
    18) الم ــ السجدة
    19) يس ــ يس
    20) ص ــ ص
    21) حم ــ غافر
    22) حم ــ فصلت
    23) حم عسق ــ الشورى
    24) حم ــ الزخرف
    25) حم ــ الدخان
    26) حم ــ الجاثية
    27) حم ــ الأحقاف
    28) ق ــ ق
    29) ن ــ القلم

    ـــــــــــــــــــــ

    فأمّا الثماني والعشرون سورةً فهي تخصّ أحرفها جميع الأنبياء والمرسَلين والذين ذكرهم القرآن بالاسم بلفظ القرآن العظيم، وجميعهم أعطاهم الله علماً من الكتاب، ولا أظنّكم يا معشر المُسلمين تنتظرون نبيّاً ولا رسولاً فقد علمتم بثمانيةٍ وعشرين نبيّاً ورسولاً قد مضوا وكان خاتمهم محمد صلّى الله عليه وآله وسلم، ولكنْ بقيت سورةٌ واحدةٌ ولا غير؛ بل هي آخر سورةٍ وُضِعت في القرآن من اللاتي يحملن الأحرف السريّة أولهم ( الم ) في سورة البقرة وآخرهم ( ن )، ويا معشر المُسلمين ما ظنّكم بهذا الحرف الزائد على الثمانية والعشرين نبيّاً ورسولاً والذي ذكر الله أسماءهم بنصّ القرآن الصريح؟

    ومنهم من يوجد له اسمان مذكوران في القرآن، فعلى سبيل المثال
    محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وكذلك أحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك رسول الله إلياس -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم تجدون له اسماً آخر في القرآن وهو ذو الكفل، ولماذا يُسمّى ذو الكُفل؟ وذلك لأنه تكفّل بتربية أخويه إدريس واليسع بعد أن صارا يتيمي الأبوين؛ وكذلك هما أبوا إلياس، وأولئك هم الأسباط الثلاثة المذكورين في القرآن ولم يكونوا هوداً أو نصارى، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولا علم لي إلا ما علّمني ربي بوحي التفهيم وليس بالتكليم، وإذا لم يكن لوحي التفهيم سلطانٌ بيّنٌ في القرآن العظيم فأحذّركم من ذلك فليس وحياً من الرحمن بل وسوسة شيطانٍ رجيمٍ الذي يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون. تصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولأنّه من أمر الشيطان الرجيم قولُ العالِمِ بما لا يعلم علم اليقين فمن أجل ذلك حُرِّم على المسلمين. تصديقا لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:33].

    فكيف تؤَوِّلون القرآن بالظنّ يا معشر المُسلمين وأنتم تعلمون بأنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً؟ وأنّ قول المُفتي بما لا يعلم هو من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن، فهل تزعمون بأنّ الاجتهاد هو أن تقول على الله ما لا تعلم؟
    فتعالوا لأعلمكم ما هو الاجتهاد؟ وهو أن تتمنى اتّباع الحقّ ثم تكون باحثاً عن الحقيقة، وهنا يأتي علم الله وهُداه. تصديقاً لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    فهل تعلمون بأنّ جميع الأنبياء والمُرسَلين جميعهم كانوا باحثين عن الحقيقةِ الحقّ فهداهم الله إليه فاصطفاهم وعلمهم؟ فانظروا إلى خليل الله إبراهيم بحث عن الحقيقة بعد عدم اقتناعه بعبادة الأصنام، فنظر إلى ملكوت السماء بنظرة الـتأمل فاختار كوكباً وقال: "هذا ربي فهو أسمى وأرفع من هذه الأصنام التي يصنعها البشر بأيديهم"، فلما أفل قال: "لا أحب الأفلين". ومن ثم رأى القمر بازغاً قال: "هذا ربي". ومن ثم تراجع لأنّه لم يقتنع في ذاته، ومن ثم رأى الشمس بنظرة التأمل وهو يراها يومياً وإنّما بنظرة التدّبر والتأمل فقال: "هذا ربي؛ هذا أكبر". ومن ثم لم يقتنع وصار عنده ألمٌ نفسيٌّ يريد أن يعبد الحقّ وقال: "إنّي سقيم". أي متألمٌ نفسياً لأنّه يخاف أن يعبد شيئاً لا يستحق العبادة وهو باطل، وقال الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وهُنا قرر إبراهيم بأن لا يسجد للشمس ولا للقمر بل يسجد لله الذي خلقهم وهو على ذلك من الشاهدين، ومن ثمّ اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وجعله نبيّاً ورسولاً ولكن بعد أن تحقّقت أمنية إبراهيم في وصوله إلى الحقيقة ألقى الشيطان في أمنيته شكّاً، وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة:260].

    ومن ثم أحكَم الله آياته لإبراهيم فضرب له مثلاً لقدرته وأمره أن يذبح أربعاً من الطيور فيجعل على كُلّ جبلٍ منهُنّ جزءاً، وأمَر الله إبراهيم أن يُناديهُنّ فإذا هنّ يأتينه سعياً بإذن الله، ويبدو بأنها من الطيور التي لا تطير كأمثال الدجاج وغيرها من الطيور التي يستطيع الإنسان الإمساك بها لأنّها تدبّ على الأرض ولا تطير بالسماء لذلك قال يأتينك سعياً.

    وكذلك نجد رسول الله موسى بعد أن كان مُجتهداً باحثاً عن الحقيقة في أحد المذاهب التابعة للبيّنات التي أنزلها الله على يوسف وكان ينتمي لأحد المذاهب فلما استنجد بموسى واحدٌ من أحد عُلماء مذهبه وكان يتعارك مع عالِمٍ آخر في طائفةٍ أخرى فقتله؛ فوكزه موسى بعصاه فقتله، ومن ثم في اليوم الآخر وإذا بالرجل الذي استصرخه يستنجد به على عالِمٍ آخر ولكن هذا العالِم وعظ موسى وقال له قولاً بليغاً:
    {أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ۖ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وهُنا استيقظ موسى من غفلته، وقال: "تالله إنّك لغويّ مبين"، وعلم أنّ المقتول ينتمي لآل فرعون وقد يقتلوه وخرج إلى ربّه مهاجراً ليهديه وقال:
    {فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٢١﴾} [الشعراء]، فانظروا إلى موسى بعد أن تحقّقت أمنيته وهداه الله إلى سبيل الحقّ فجعله نبيّاً ورسولاً ومن ثمّ ألقى الشيطان في أمنيته شكّاً وذلك عندما ألقى السحرة عصيّهم وحبالهم وخُيّل إلى موسى والناس الحاضرين بأنّها ثعابين تسعى، فأوجس في نفسه خيفةً موسى، ومن ثم أوحى الله إليه بوحي التفهيم واليقين بما أوتي وإنّما جاءوا بالباطل، ومن ثم قال: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّـهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [يونس]. ومن ثم ألقى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون، وهُنا أحكَم الله لموسى آياته وبيّن له الحقّ من الباطل بعد أن ألقى الشيطان في أمنيّته الشك.

    وكذلك محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان باحثاً عن الحقيقة، لذلك كان يخلو بنفسه في الغار في الجبل ويتدبّر ويتفكّر في خلق السموات والأرض ولم يكن مُقتنعاً بعبادة الأوثان ولا يدري هل يتّبع قومه أو النصارى أو اليهود؟ وأيّ الأديان حقٌّ ليتّبعه؟ لذلك قال الله تعالى:
    {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿٧﴾} [الضحى]. والضال هو الذي لا يعرف أيّ الطُرق تؤدي به إلى برّ الأمان، ومن ثم هداه الله إليه واصطفاه واستخلصه لنفسه وجعله خاتم الأنبياء والمُرسَلين، ولكنّهُ حين قال له قومه: "بل اعتراك أحد آلهتنا بسوءٍ". أي مسّه شيطان وأنّه هو الذي يكلّمه بهذا الكلام وليس ملاكاً، ومن ثم ردّ الله عليهم: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠﴾ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ولكن محمداً رسول الله كاد أن يدخل في عقله ما يقوله قومه؛ بل شكّ في قلبه وأوجس في نفسه خيفةً بأنّه قد يكون ما يقول قومه حقاً، ومن ثم جاء قوله تعالى:
    {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٥﴾ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٩٦﴾ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [يونس]. ولكنّ الله لم يُلجِئ نبيّه ليسأل اليهود أو النصارى هل ما أُنزل عليه حقّاً من عند الله؟ بل أحكَم الله آياته لنبيّه بدعوة من الثرى إلى سدرة المُنتهى ورأى من آيات ربه الكُبرى فأصبح من الموقنين.

    إذاً يا معشر المُسلمين، إنّ جميع الأنبياء كانوا مُجتهدين باحثين عن الحقيقة مُتمنّين اتّباعها حتى إذا تحقّقت أمنيّتهم ألقى الشيطان في أنفسهم الشك في أمرهم، ومن ثمّ يُحكِم الله آياته لهم فيوضّحها لهم ليكونوا من الموقنين، ولقد شكّ جميع الأنبياء والرُسل في أمرهم ثم يُحْكِمُ الله لهم آياته فيوضحها لهم حتى تطمئن قلوبهم أنّهم على الحقّ، وقال الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾ لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿٥٣﴾ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّـهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [الحج].

    إذاً يا معشر المُسلمين هذا هو الاجتهاد أن تكون باحثاً عن الحقيقة حتى تجدها بعلمٍ وسُلطانٍ مُبينٍ ومن ثم تدعو الناس على علمٍ وبصيرةٍ، ولكنّي يا معشر عُلماء الأمّة أراكم تفتون الناس بتأويل القرآن وأنتم لا تزالون مُجتهدين وتقولون: "لكلّ مُجتهدٍ نصيبٌ فإن أخطأ فله أجر وإن أصاب فلهُ أجران:، وذلك من الروايات اليهودية التي ما أنزل الله بها من سُلطان، وليس الحديث الحقّ أن تفتي ثم تقول: "والله أعلم قد يكون هذا صح وقد يكون خطأ فأنا مُجتهد"! بل الحديث:
    [ من قال لا أعلم فقد أفتى ] بمعنى أنّه حصل على أجر المُفتي إذا كان يهمه الأجر، أما إذا كان يريد أن يقول الناس له أنّه عالِم لا يُسأل عن مسألة إلا وأفتى بها، فهنا سوف يكون أول من يُلقى في النار من المُسلمين واحتمل وزره ووزر الذين أضلّهم بغير علمٍ ولا بصيرةٍ.

    وها أنا ذا اليماني المُنتظَر والذي هو نفسه المهديّ المُنتظَر أُعلن التحدّي من موقع البشرى وأُشهِد جميع الصالحين من عالِمٍ من نار أو عالم من نورٍ أو عالم من صلصالٍ كالفخار وكُلّ ما يَدِبُّ أو يطير من البعوضة وما فوقها بأنّي أتحدّى جميع عُلماء الديانات السماويّة من اليهوديّة والنصرانيّة والإسلاميّة تحدّياً عظيماً وليس تحدّي الغرور بل الثقة من التأويل الحقّ لهذا القرآن العظيم الذي يشمل جميع الرسالات السماويّة التي أنزلها الله على جميع الأنبياء المُرسَلين. تصديقاً لقوله تعالى:
    {هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

    فإن غلبتموني يا معشر علماء الأمّة بعلمٍ وسُلطانٍ فقد كفيتم الناس شرّي حتى لا أُضلّهم عن الحقّ، وإن غلبتكم بالعلم والسُلطان بالتأويل الحقّ من القرآن فقد كفيت المسلمين شرّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بظنّ الاجتهاد أو القياس، وحُرّم ذلك على عُلماء المُسلمين تأويل كلام الله بظنّ الاجتهاد والقياس الذي ما أنزل الله به من سُلطان إلا في حالةٍ واحدةٍ إذا أردت أن تعرف المعنى اللغوي لكلمةٍ في القُرآن فتنظرها في موضعٍ آخر واضحة وبيّنة ومن ثمّ تعلم المعنى اللغوي لهذه الكلمة كقوله:
    {أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا ﴿٦﴾} [البلد].

    وحتى تعرف معناها اللغوي تعود لقوله تعالى:
    {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن:19].

    فهنا تفهم بأن معنى لبداً أي جميعاً، وذلك لأنّ المشركين كادوا أن ينقضّوا على محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين قام يدعو ربه عند المشعر الحرام فكادوا أن يكونوا عليه لبداً أي جميعاً، إذا المعنى لقوله
    {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} أي أهلك ماله جميعاً لتجهيز جيش قريش ضدّ محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. لذلك قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:36].

    ويُسمح بالقياس للفهم اللغوي وليس الحُكم في مسألةٍ ما فهذا موضوعٌ وذلك موضوع آخر، فكيف تستنبط منه حُكماً وكُلّ آيةٍ في موضوعٍ آخر؟ فهذا غير صحيح، ألا تروني أستنبط لكم آيات قرآنية في نفس وقلب الموضوع فأفسّر القرآن بالقرآن فلا أنطق بحرفٍ من رأسي بل بالتأويل الحقّ لهذا القرآن العظيم يدركه أولو الألباب الذين لم يكونوا إمّعات إن أحسن الناس أحسنوا بعدهم وإن أساء الناس أساءوا بعدهم؟ بل سيدركه أهل اللبّ والفكر والعقل والمنطق؛ لا يقتنعون إلا بما اقتنعت به عقولهم وليس بما اقتنعت به عقول الناس؛ بل يستمعون القول بتدبّرٍ وتمعنٍ وتفكّرٍ ومن ثم يتخذون القرار الحقّ بالعقل والمنطق فيتّبعون أحسنه.

    فما بالكم يا معشر عُلماء الأمّة تقولون بأنّ معنى قوله:
    {يَا أُخْتَ هَارُونَ} [مريم:28]، بأنّه يقصد هارون أخو موسى؟ فأين مريم من موسى وبينهما مئات السنين؟! حتى جعلتم للذين يُجادلون بالباطل ليدحضوا به الحقّ جعلتم لهم عليكم سُلطاناً، فانظروا إلى ما يقولون: "كيف يخطأ القرآن بنسب مريم عليها السلام لهارون وبينهما مئات السنين؟". ومن ثم نرد عليهم ونثبت بأنّهُ نبيٌّ وقد مات من قبل ميلاد مريم ابنة عمران فأصبحت يتيمة الأبوين والأخ وكفلها زكريا بن يعقوب أخو عمران بن يعقوب، فما خطبكم يا معشر الذين لا يعلمون لا تجدون اسماً في القرآن إلا وزعمتم أنّه يقصد به اسم نبيّه هارون وبين ذلك الاسم ومريم مئات السنين إن لم تكن آلاف؟! وكذلك ظنّكم في قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء:163].

    فكيف تظنون بأنّهُ يقصد هارون أخو موسى فإذا ذكر موسى فهو يذكر هارون لأنّ رسالتهم واحدة فقد أُنزِلَت على موسى، وقال الله تعالى:
    { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ } صدق الله العظيم [الأنبياء:48].

    وهنا تعلمون بأنّه يقصد هارون أخو موسى، وأمّا في هذه الآية التالية في قوله تعالى:
    {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} صدق الله العظيم [النساء:163].

    فإنه يقصد هارون ابن عمران أخو مريم، وقبل تحريف الكُتب المُقدَّسة لم يكن على هارون غبار وأنّه نبيٌّ كريم ولا يحتاج إلى تعريف لذلك اكتفوا بذكر:
    {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾} [مريم]، فقد بيّنا لكم كذلك إثبات نبوّة هارون حتى في الأحرف السرية في أوائل سورة مريم: { كهيعص ﴿١﴾ }، ولا تزال لدينا أدلّة وبراهين على إثبات نبوّة هارون بن عمران بن يعقوب للمُمترين من الذين يُجادلون بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُنيرٍ؛ بل العجيب كُل العجب بأنّ بعض العُلماء يقول: "موسى بن عمران" ظناً منهُ حين قال يا أخت هارون وبما أنّ هارون أخو موسى إذاً موسى بن عمران، وهم من الذين يُجادلون بما لا يعلمون.

    وكذلك لدينا البراهين الكافية على نبوّة عزير، وكذلك عُزيرٌ حدث له ما حدث لجميع الأنبياء وهو أنّ الشيطان ألقى في أمنيته شكّاً حين مرَّ على القرية الخاوية على عروشها فقال في نفسه ما جاء في قوله تعالى:
    {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ اعلم أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [البقرة:259].

    وهُنا بيّن الله لعُزير آياته وحكمها بعد أن ألقى الشيطان في أمنيّته شكّاً، وهذا يحدث لجميع الأنبياء والرسل ومن ثم بعث الله إليه جبريل ليسأله: "كم لبثت؟". ومن ثم علّمه كم لبث وبيّن له قُدرة الله، إذاً عُزيرٌ كان نبيّاً ولكنه ليس ولد الله كما يزعم اليهود وهم يعلمون بأنّه ليس ولد الله بل يريد أن يعاندوهم النصارى فيقولون بل المسيح ابن الله، وذلك قولهم بأفواههم قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
    ولا تزال لدينا البراهين على إثبات نبوّة الثمانية والعشرين، فهل من مُمترٍ مُجادلٍ؟ فليتفضّل للحوار مشكوراً.

    أخو المُسلمين في الله؛ المهدي المنتظر الإمام ( ن ) ناصر محمد اليماني.
    _____________



    [ لمزيد من التفصيل الهامّ حول الفتوى المتعلقة باسم نبيّ الله الذي أماته مائة عام ثم بعثه، نرجو الدخول للرابط التالي ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?t=20545
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ورضوانه ...

    لقد تداخل عليك الامر حبيبي في الله ؛ ليس نبي الله موسى بل عمران عليه الصلاة والسلام

    فهناك ٢ عمران
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 122291 من موضوع [2] محاولة تدبر لآيات القرآن العظيم لمعرفة من هو ذو القرنين

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 01 - 1435 هـ
    05 - 11 - 2013 مـ
    06:46 صبـاحاً
    ـــــــــــــــــــــــ


    { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }
    وأعلمُ علماءِ الإنس والجنّ فضلُ الله عليكم ورحمته من كان معلِّمه الله العزيز الحكيم لنعلّمَكم ما لم تكونوا تعلمون وإنّا لصادقون ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم المكرمين وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
    الحمد لله على السلامة يا معشر المؤمنين والأنصار أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ويا أحبتي في حبّ ربي الأنصار المكرمين، لا تظنّوا إن لم يُنزِّل رشيد المغربي يوتيوب التحدي أننا لن نبيّن لكم شخصية ذي القرنين؛ بل سوف نبيّنه في قدره المقدور عمّا قريبٍ، وعلى كلٍّ لسوف نسهِّل عليكم البحث عن شخصية ذي القرنين، وأقول:
    إنّه من ذرية صادق الوعد نبيّ الله إسماعيل في قول الله تعالى:
    {{{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا }}} صدق الله العظيم [مريم:54].


    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "أيها الإمام العليم، وما يقصد الله بوصفه لنبيّ الله إسماعيل بالذات أنه صادق الوعد بين الأنبياء، أليس كلّ الأنبياء صادقين في وعودهم؟ فلماذا تفرّد نبيّ الله إسماعيل بهذا الوصف؟". ومن ثم يجيب على السائلين الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: كونه وعد أباه بالصبر على البلاء المبين الذي ابتلى الله به نبيّه إبراهيم وإسماعيل في قول الله تعالى:
    {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴿١٠٢﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    فذلكم وعد نبيّ الله إسماعيل لأبيه بالصبر على الذبح بشفرة السّكين:
    {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} صدق الله العظيم، فصدق في وعده لأبيه بالصبر وتسليم عنقه للذبح ولم يخلف وعده لأبيه؛ بل سلَّم إليه عنقه للذبح. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴿١٠٣﴾ وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿١٠٤﴾ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١٠٥﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ﴿١٠٦﴾ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴿١٠٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿١٠٨﴾ سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴿١٠٩﴾ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١١٠﴾ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿١١١﴾ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿١١٢﴾ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ ﴿١١٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    فانظروا لشهادة الله في محكم كتابه:
    {إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ﴿١٠٦﴾ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم، ذلكم نبيُّ الله إسماعيل صادق الوعد، فلم يخلف وعده لأبيه برغم أنّ في الأمر موتاً بشفرة السّكين، ولكنه أوفى بوعده لأبيه: {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ فداه ربُّه بذبحٍ عظيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ﴿١٠٦﴾ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴿١٠٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وقال الله تعالى:
    {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ ﴿١١٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وقال الله تعالى عن نبيِّه إبراهيم عليه الصلاة والسلام:
    {وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    ويقصد الله بقوله تعالى:
    {وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} أي الأنبياء الذين يؤتيهم الله الحكم والنّبوة، والأنبياء رسل الكتاب، ألا وإنّ نبيَّ الله ذا القرنين هو من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، ولا تعتمدوا على الأصفار بين القوسين إنّما ذلك مجرد رمزٍ فلا تتيهوا بسبب أربعة أصفارٍ، فوالله لم أحسبها حين كتبتها، وإنّما كانت مجرد فراغ أصفار بين قوسين لمجهولٍ ولا سلطان لكم على إمامكم كوني لم أفتِكم أنّ الأصفار بين القوسين تعني عدد أحرف اسم شخصٍ ما أحبتي في الله فلا تتّبعوا الظنّ من عند أنفسكم أنّ الإمام المهديّ يقصد بالأصفار عدد أحرف اسم شخصٍ، وعليه فهذا البيان جعلناه تيسيراً للباحثين عن الحقّ لعلهم يعلمون من ذات أنفسهم من هو ذو القرنين كوني أرى كثيراً من الباحثين تاهوا في ذرية نبيّ الله إسحاق وليس ذو القرنين من ذريّة نبيّ الله إسحاق عليه الصلاة والسلام؛ بل من ذريّة صادق الوعد نبيّ الله إسماعيل. وقال الله تعالى: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ ﴿١١٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات]، ويقصد أنّه بارك على نبيّ الله إسماعيل وإسحاق وبارك في ذرية إسماعيل وذريّة إسحاق.

    وكذلك يا أحبتي في الله أفتيكم بالحقّ أنّ ذا القرنين من ضمن الثمانية والعشرين المذكورين في البيان من قبل فلا تناقض لدينا في البيان، و
    نعوذ بالله أن نكون من الجاهلين من الذين يفتون النّاس بما لا يعلمون أنّه الحقّ من ربّهم؛ بل أنطق بالعلم بسلطانٍ ملجمٍ من محكم القرآن العظيم بإذن الله العزيز العليم، ولن نزيدكم إلا باسمه فقط في البيان المنتظَر ولكنه من ضمن العدد الثمانية والعشرين، ولا تثريب ولا حساب على الأنصار المكرمين في البحث في الكتاب عن شخصيّة ذي القرنين كون تلك البحوث للأنصار ليست فتوى منهم للعالمين؛ بل مجرد تدريبٍ في البحث عن الحقّ في الكتاب بين يدي الإمام المهديّ، فمن ورائهم إمامُهم ومعلمُهم الإمام المهديّ ربّان السفينة ولن يتركهم يغرقون بإذن الله فلا يُضِلّون أنفسَهم ولا يُضِلّون أمّتَهم، فنحن معهم بإذن الله نقوِّم اعوجاجَهم.

    ويا أحبتي في الله، تجادلوا من غير عصبيةٍ ولا غضبٍ؛ بل بكل هدوءٍ وسكينةٍ؛ بل سوف تستفيدون من بحثكم وتستفيدون من بحث بعضكم بعضاً، ومن ثمّ يُتمّ الله نورَكم ببيان الإمامِ المهديِّ فضلِ الله ورحمتِه عليكم فكونوا من الشاكرين، فبين أيديكم إمامٌ عليمٌ يهديكم اللهُ به إلى الصراط المستقيم، وسراجٌ منيرٌ للإنس والجِنَّة أجمعين، ورحمةٌ للعالمين إلا من أبى رحمةَ ربِّه، فالحكم لله وهو أسرع الحاسبين.

    ويا أحبتي في الله، إنّ كثيراً من الباحثين العلماء لم يأخذوا بَالَهم من تكرار الأسماء لأشخاصٍ متعددين في قصص القرآن العظيم، وإنّما نبيّ الله يحيى لم يجعل الله له من قبل سميّا في الكتاب، وأما آخرون فقد جعل الله لبعضٍ منهم سميّاً في الكتاب سواءً كان نبيّاً أو من أئمة الكتاب، وعلى سبيل المثال قول الله تعالى أنه اصطفى
    (آل عمران) فمن يقصد بـ (آل عمران)؟ فهل يقصد عمران ابنَ يعقوب أبا مريم وذريّته؟ والجواب: كلا وربي، وإنما عمران أبو مريم ليس إلا من ضمن آل عمران لأنّكم إن اعتقدتم أنّ آل عمران يُنسبون إلى عمران أبي مريم فإن فعلتم فقد أخرجتم نبيّ الله زكريا وابنه يحيى - عليهم الصلاة والسلام - من آل عمران. والسؤال الذي يطرح نفسه: فمن هو عمران المقصود؟ والجواب: إنّه رجل من الصالحين من أئمة الكتاب المكرمين، وهو جدُّ آل يعقوب، ولكنه أرفع درجة من ابنه الصالح يعقوب كون عمران من أئمة الكتاب المصطفين المكرمين من ذريّة إسرائيل، وقد علمتم من قبل أنّ نبي الله إسرائيل هو نفسه يعقوب بن إسحاق ومن ذرية إسرائيل الإمام عمران عليه الصلاة والسلام وهو من أئمة بني إسرائيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿٢٣﴾ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    ومن أئِمّة الكتاب المصطفين من ذريّة بني إسرائيل الإمام عمران عليه الصلاة والسلام، ولذلك نسب الله آل يعقوب إلى جدّهم الإمام عمران وآل يعقوب ذريته، ويُسمَّوْن في الكتاب آل عمران، وفي ذرية الإمام عمران أنبياء ومنهم زكريا بن يعقوب بن عمران وولده نبيّ الله يحيى بن زكريا بن يعقوب بن عمران، وكذلك هارون بن عمران بن يعقوب بن عمران، ومنهم المسيح عيسى ابن مريم بنت عمران بن يعقوب بن عمران، وإنما أردنا أن نضرب لكم على ذلك مثلاً وسبق بيان الإمام المهديّ بشيء من العلم في بيان هذه النقطة حول جدّ آل يعقوب بيانُ أحدِ الأنصار المكرمين ذلكم (أبو محمد الأنصاري العربي) ويوجد بين الأنصار من هو على شاكلته في بسطة العلم، وهم الآن في تنافسٍ شديدٍ للمزيد من بسطة العلم أيهم الأعلم بالكتاب، وفوق كل ذي علمٍ عليمٌ، فاستمروا ومن ورائكم أعلمكم وأعلم علماء الإنس والجِنَّة أجمعين صاحب الفتوى الحقّ من غير تكبرٍ ولا غرورٍ ذلكم صاحب علم الكتاب والقول الصواب الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    وقد وجدت أبا محمدٍ نبّهكم لهذه النقطة، ولكن عمران ليس هو ذو القرنين يا حبيبي في الله أبو محمد إن كنت تقصد ذلك، كون ذي القرنين ليس من ذريّة نبيّ الله إسحاق؛ بل من ذرية صادق الوعد نبيّ الله إسماعيل، ومن ذرية نبيّ الله إسماعيل العرب، وذو القرنين ومحمد رسول الله وأئمة الكتاب الأحد عشر المصطفون الأخيار من آل البيت وخاتمهم وخاتم خلفاء الله أجمعين الذي يفتخر به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنه من آل بيته فقال عليه الصلاة والسلام:
    [ منّا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه ] صدق عليه الصلاة والسلام.

    وذلكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذين تجهلون قدره ولا تحيطون بسرّه؛ إمام أئمة الكتاب بشكل عامٍ في الإنس والجنّ - صلّى الله عليهم جميعاً وأسلم تسليماً - ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=122309
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْ‌عَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَ‌اتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُ‌ونَ
    في تفسير هذه الايه يوجد اخر الصفحه رابط .لا يفتح عندي .
    هل احد الاخوه العاملين في الموقع يقدر يبعث هنا .
    وشكرا

  6. افتراضي

    اضافه الى ما ذكره حبيبنا عمر ابن الخطاب عن عمران عليهم الصلاة والسلام كذلك يوجد نبيان هارون فأحدهما هارون اخو مريم تصديقا لقول الله تعالى ((یَـٰۤأُخۡتَ هَـٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءࣲ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِیࣰّا)
    [سورة مريم 28]
    صدق الله العظيم

    وكذلك تجد نفس النبي في قول الله تعالى (۞ إِنَّاۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ كَمَاۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ نُوحࣲ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَعِیسَىٰ وَأَیُّوبَ وَیُونُسَ وَهَـٰرُونَ وَسُلَیۡمَـٰنَۚ وَءَاتَیۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورࣰا)
    [سورة النساء 163]
    صدق الله العظيم

    فهذا هارون بن عمران بن يعقوب بن عمران عليهم الصلاة والسلام وال عمران الجد المكرمين

    وكذلك هارون اخو موسى عليهم الصلاة والسلام وقال الله تعالى (فَأۡتِیَاهُ فَقُولَاۤ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِیۤ إِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ وَلَا تُعَذِّبۡهُمۡۖ قَدۡ جِئۡنَـٰكَ بِـَٔایَةࣲ مِّن رَّبِّكَۖ وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلۡهُدَىٰۤ)
    [سورة طه 47]
    صدق الله العظيم

    وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين

  7. افتراضي

    قال فما بَالُ الْقُرُونِ الأولى قال علمها عند رَبِّي.

  8. افتراضي

    اقتباس
    ولا تحيط التوراة بأنباء القرون الأولى، وقال فرعون لموسى: {قال فما بال القرون الأولى ﴿٥١﴾ قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ﴿٥٢﴾} [طه].

    اقتباس المشاركة 7061 من موضوع القرآن رسالةٌ شاملةٌ للثقلين ويحوي مفاتيح الغيب كلها من الأحداث العظمى الهامّة من البداية إلى النهاية ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 03 - 1426 هـ
    23 - 04 - 2005 مـ
    04:33 صباحاً
    ________



    القرآن رسالةٌ شاملةٌ للثقلين ويحوي مفاتيح الغيب كلها من الأحداث العظمى الهامّة من البداية إلى النهاية ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
    قال تعالى:
    {فَبَشِّرْ‌ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾}‏‏ صدق الله العظيم [الزمر].

    مهلاً مهلاً، وكان الإنسان عجولاً متسرعاً في الحكم وذلك صاحب النظرة القصيرة من دون تدبر بالعقل والمنطق، وأنا لا أُحاوركم بالطلاسم بل بالقرآن العظيم بالعلم والمنطق مستنبطاً الحقائق من هذا القرآن العظيم الذي اتخذوه مهجوراً، وهو كتالوج لصنع الله الذي أتقن كل شيء، وقال تعالى:
    {
    وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53/52].

    وقال تعالى:
    {
    وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴿١٢} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكن للأسف الشديد فإن كثيراً من المسلمين أصبح جُلّ اهتمامهم بالغُنَّة والقلقلة ومخارج نطق الحروف دون تدبّرٍ لنطق كلمات القرآن كالذي يَنْعِقُ بما لا يسمع، أو كالذي يحمل ما لا يفهم كمثل الحمار يحمل أسفاراً ولا يفهم ما يحمل على ظهره، والقرآن العظيم جعله الله الموسوعة العظمى فيه خبركم وخبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم، ولا تحيط التوراة بأنباء القرون الأولى، وقال فرعون لموسى:
    {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ ﴿٥١﴾ قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ﴿٥٢﴾} [طه].

    وقال تعالى في القرآن:
    {
    أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٤} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    إذاً القرآن هو الكتاب الجامع لجميع الكتب السماويّة التي أنزلها الله على الإنس والجنّ جعله الله كتاباً شاملاً، ورسوله شاملٌ للإنس والجنّ، فحين استمعت القرآن الجنُّ قالوا:
    {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿٢﴾} [الجن].

    إذاً القرآن رسالة شاملة للثقلين ويحوي مفاتِح الغيب كلها من الأحداث العظمى الهامة من البداية إلى النهاية، ولو أقول لكم كل ما عندي من العلم لضجَجْتم عليَّ ضجة رجلٍ واحد: "ما سمعنا بهذا من قبل إن هذا إلا اختلاق". ذلك لأن القرآن بدأ غريباً في تنزيله وسوف يعود غريباً في تأويله.

    إخواني الكرام لا أقول لكم أنّني نبيٌّ ولا رسولٌ ولكن الله زادني بسطةً في العلم وأعلم من الله ما لا تعلمون، ولسوف أجاهد الناس بهذا القرآن جهاداً كبيراً بالحوار بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي، ولا ينبغي لكم أن تصدقوني ما لم آتِكم بسلطانٍ مبينٍ من هذا القرآن العظيم، وليَ شرط أن نحتكم إلى هذا القرآن، ومن أحسن من الله حُكماً، ومن أصدق من الله قيلاً، ومن أصدق من الله حديثاً؟ بأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون؟ وقال تعالى:
    {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المرسلات].

    ولو أقول لكم بأنَّ المسلمين قد كفروا بهذا القرآن العظيم بسبب وقوعهم في فتنة المسيح الدجال إلا من رحم ربّي؛ بل للأسف الشديد بأنهم قد ضلّوا عن الآيات المحكمات التي جعلهن الله في القرآن آياتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ غنيات كل الغنى عن التأويل لا يزوغ عنهنّ إلا هالكٌ ويفهمهن كلُّ ذي لسانٍ عربي، وأقسم بالله العظيم بأن وضوحهنَّ كوضوح الشمس في كبد السماء بوقت الظهيرة، وقد يستغرب بعضكم قولي هذا؛ كيف يضلّ المسلمون عن الآيات المُحكمات التي جعل الله ظاهرهن كباطنهن للعالِم والجاهل لا يزيغ عنهن إلا هالك؟ ولكن هذه هي الحقيقة يا إخواني المسلمين لقد أوقعكم اليهود في فتنة المسيح الدجال فأصبحتم بعد إيمانكم كافرين إلا من رحم ربي، ولم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمهُ بين أيديكم.

    وأريد أن أُوجه سؤالاً لجميع من كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيدٌ: هل ترون بأنه إذا ورد إلينا حديثٌ متواترٌ عن جميع رواة الحديث غير أنه يختلف مع القرآن جملةً وتفصيلاً فهل ترون التصديق به واجباً رغم اختلافه مع جميع الآيات المحكمات الواضحات البيّنات في القرآن العربي المبين؟ وقد يقول أحد المُفعمين في علم الحديث: "إن هذا الحديث ورد عن أناس ثقاتٍ، فأنت تكذب بسُنّة رسول الله بل أنت قرآني". وأعوذ بالله أن أكون من الذين يفرّقون بين الله ورسوله؛ بل أكفر بأحاديث الطاغوت التي لم ينطق بها لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، فلا يستطيع الطاغوت وأولياؤه أن يحرّفوا فيه شيئاً؛ ذلك الذكر المحفوظ إلى يوم الدين، ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يأمر المسلمين بتصديق الحديث المروي مهما كان الرواة ثقات؛ بل ربط أحاديثه بالقرآن المحفوظ، وقال:
    [ما تشابه مع القرآن فهو مني] صدق رسول الله.

    لأنه لا ينبغي له أن يقول حديثاً مخالفاً لحديث الله، وللعلم إنّني لا أجادل إلا في الأحاديث التي تكفر بهذا القرآن جملةً وتفصيلاً، وما اتفق مع القرآن فقد علمت أنه عن رسول الله والإيمان به فرضٌ واجبٌ عليَّ وعلى كل مسلمٍ يؤمن بالله ورسوله، وأنا لا أنتمي إلى أي طائفةٍ مذهبيّةٍ من طوائف المسلمين أجمعين، وعمري ما تعلمت العلم عند أي واحدٍ منهم أبداً، ولكني مستمسكٌ بما استمسك به رسول الله ومن معه، ثم أنظر إلى الأحاديث عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولا أقول هذا حديث ضعيف ولا هذا حديث قويٌّ متواتر عن أناس ثقات فلا أُزكي على الله أحداً، وما يدريني بما كانوا يفعلون؟ بل ما اتّفق مع هذا القرآن العظيم فسوف آخذ به، ولو اتبع الحقّ أهواءهم لفسدت السماوات والأرض، ولو اتّبعتَ أكثر من في الأرض لأضلوك.

    ولا أقول رضي الله عن فلان، وما يدريني بما في نفس الله وأنّهُ رضي عن فلان؛ بل أقول الله يرضى عنه فتلك دعوة طيبة، أما أن أقول رضي الله عن فلان فهذا حُكم من غير سلطان بأن الله رضي عن فلان ولا ينبغي لي أن أقول على الله ما لا أعلم، وليس معنى ذلك أنّي أظنّ فيهم ظنَّ السوء بل أجتنب كثيراً من ظنِّ السوء فأظنّ بهم خيراً، أما أني أشهد بأن هذا من الصالحين الذين رضي الله عنهم وكأنّي أعلم بما في نفس الله فهذا مخالف لأمر الله في القرآن، فهل يدري بتقواهم غير خالقهم؟ فكيف أزكّي بالشهادة وأنا لا أعلم بما في نفس المخلوق ولا بما في نفس الخالق؟ وإنّما الأعمال بالنيات ولكلِّ امرئ ما نوى، وهل يدري بنوايا البشر غير خالقهم؟ وإذا بُعثر ما في القبور وحُصِّل ما في الصدور إنّ ربّهم بهم يومئذ لخبير، والله وحده العليم بتقوى العباد، فلا ينبغي للناس أن يزكّوا بعضهم بعضاً، وإن سُئِل عن تقوى فلان فليقل بما شهد عليه في ظاهر الأمر كشهادة النسوة ليوسف: حاشا لله ما شهدنا عليه من سوء، ولا ينبغي لشاهد أن يقول بعد ذلك: "غير أني سمعت الناس يقولون عنه السوء"! فهنا الكارثة إذا كان الشخص بريء ممّا قاله الناس عنه فقد شاركتُ في النشر والإعلان وأصبح لي نصيب من الإثم والذي تولّى كِبر الإفك له عذاب عظيم، ولولا أن الناس ينشرون ما سمعوا من القول لما استطاع أصحاب الزور والبهتان أن يؤذوا المؤمنين والمؤمنات، وقد يقول المسلم في عرض أخيه قولاً ويحسبه هيّناً وهو عند الله عظيم وقد هوى به في نار جهنم وهو لا يعلم بأنّ الله قد غضب عليه من بعد الرضى، فأضاع الإنسان مستقبله عند ربّه بسبب كلمةٍ عابرةٍ قالها في عرض أخيه المسلم فيقول: "أسمع الناس يقولون بأنّ فلاناً كذا وكذا والله لا شهدني وإنّما سمعتُ الناس يقولون ذلك"! فيزعم القائل بأنّه قد برِئت ذمّته بقوله " والله لا شهدني"! وهو قد شارك أصحاب الزور في النشر والإعلان وأصاب قسطاً من الإثم لا بأس به يهوي به في نار جهنم، أما المؤسِّس فله عذاب عظيم في الدرك الأسفل من النار، وقد يأتي المسلم بصلاةٍ وزكاةٍ وصيامٍ وجميع ما أمره الله غير أنهُ سمع قول سوء عن أحد يتكلم الآخرين به ويحسب أنهُ لم يرتكب إثماً وأنّ قوله هيِّنٌ وهو عند الله عظيم، إذ تقولون بألسنتكم ما ليس لكم به علم وتحسبوه هيِّناً وهو عند الله عظيم، لذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [فهل يهوي بالناس في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم].

    ولكني لا أقول رضي الله عن فلان فهنا خالفت أمر الله وزكّيته بالشهادة وكأنّي أعلم بما في نفس الشخص وبما في نفس الله أنهُ قد رضي عن فلان، وقال تعالى:
    {
    هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [النجم].

    ومعنى قوله: فلا تزكوا أنفسكم أي لا يزكي بعضكم بعضاً هو أعلم بمن اتّقى، ولو نظرنا إلى قول نوح حين قال له قومه:
    {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْ‌ذَلُونَ ﴿١١١﴾ قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١١٢﴾ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ ربّي لَوْ تَشْعُرُ‌ونَ ﴿١١٣﴾ وَمَا أَنَا بِطَارِ‌دِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١١٤﴾ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿١١٥﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    هذا قول نبيّ لم يُزكِّ صحابته قائلاً:
    {وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١١٢﴾ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَىٰ ربّي لَوْ تَشْعُرُ‌ونَ ﴿١١٣﴾}. رغم أنّه نبيٌّ وأتباعه يعيشون معه ورغم ذلك لم يزكِّهِم بل ردّ علمهم لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، إنّ ربّهم بهم يومئذٍ لخبير، ولكن مسلمي اليوم يزكّون أناساً لم يعيشوا معهم أو يعرفونهم؛ بل بينهم مئات السنين، وسوف يتمسك بالحديث الوارد عن أُناس ثقاتٍ كما يشهد بذلك ويجادلني به جدالاً كبيراً حتى لو استخرجت له ألف آية من القرآن تختلف مع هذا الحديث جملةً وتفصيلاً لأبى أن يعترف بأنّ هذا الحديث مفترًى على رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لأن رواته ثقات، سبحان الله! صدّقَ أحاديث الثقات وكذّب حديث الله! وأصدق الحديث حديث الله. ويا ليت أنه يقول بأني على خطأ في تأويل الآية وأن تأويلها ليس كما أزعمُ، فهو لن يستطيع لأنّي لم أجادله بالمتشابه بل بالمحكم الواضح والبيّن الذي لا يحتاج إلى تأويل بل حق واضح بيّن، وهل بعد الحقّ إلا الضلال؟

    وأرجو المعذرة لقد أطلت عليكم ولم أزل في المقدمة لأسباب فتنة المسيح الدجال التي وقع فيها المسلمون فَصَدَّقُوا أحاديث فتنة المسيح الدجال التي قلبت القرآن رأساً على عقب وأصبح المسلمون يرون الحقّ باطلاً والباطل حقاً، وأستطيع أن آتي بألف دليل من القرآن لأثبت أنّ أحاديث فتنة المسيح الدجال تختلف مع أحاديث الفتنة جملةً وتفصيلاً والفرق بينهما كالفرق بين النور والظلمات، وأي ظلمات!! بل كالفرق بين ضوء الشمس وهي في كبد السماء وظلمات في بحر لُجّي يغشاه موجٌ من فوقه موج من فوقه سحاب ظلماتٌ بعضها فوق بعض.

    وللعلم بأني لا أجادل بالقياس فأدخل شعبان في رمضان؛ بل بآيةٍ في نفس الموضوع من الآيات المُحكمات، وقبل الإبحار في فتنة المسيح الدجال سوف أوجّه سؤالاً لأهل العلم والمنطق: هل الله سبحانه وتعالى يؤيد بآياته المعجزة والبرهان لقدرته للشياطين وأوليائهم ألدّ أعدائه الذين يدعون الناس إلى الكفر بالله والشرك به ثم يؤيّدهم الله بمعجزات قدرته تصديقاً لدعوتهم ضدّ نفسه وضدّ كلمة التوحيد وفتنة من آمن بكلمة التوحيد؟ أم أنّ الله يرضى لعباده الكفر؟ أيّ إفكٍ على الله ورسوله صدَّق به المسلمون بأن الله يؤيد المسيح الدجال بملكوت السماوات والأرض فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت ثم يقطع الرجل إلى نصفين فيمر بين الفلقتين ثم يعيده إلى الحياة من بعد الموت
    {وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    وأنا على كامل الاستعداد أن أثبت بمليون دليل من القرآن أن الله لا يؤيّد معجزاته إلا لرسله وأنبيائه وأوليائه تصديقاً لدعوتهم للناس إلى كلمة التوحيد ومن كذّب الرسل من بعد أن أيّدهم الله بالمعجزات يعذبهم الله بعذاب لا يُعذب به أحداً من العالمين.

    بالله عليكم يا أهل العلم والمنطق لو كان الله يؤيّد الشياطين بالمعجزات حتى نصدق دعوتهم ثم يؤيد الأنبياء بالمعجزات حتى نصدق دعوتهم إذاً كيف يتبيّن للناس الحقّ من الضلال؟ فأي خزعبلات وأي افتراءٍ من تأليف اليهود صَدَّقَ به المسلمون؟ وأقسم بالله الذي لا إله إلا هو لو يقول أحد للحمار: "يا حمار هل تعلم بأن آخر الزمان يأتي عدو لله يقول أنه الله أو ابن الله ثم يؤيّده الله بالمعجزات حتى يصدّقه الناس لما يدعي به فتنة للناس"، لقال الحمار وهو حمار: "تالله لو يفعل الله ذلك فإنها لم تعد لله حجّة علينا إن صدقنا" ثم يقول الحمار: "إنّ الله ليس بمجنون! سبحانه أن يؤيّد بمعجزاته لتصديق دعوة الباطل وكذلك يؤيّد بها لتصديق دعوة الحق".

    فكم استخفت اليهود بعقولكم يا معشر المسلمين فقد وقعتم في فتنة المسيح الدجال حتى ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين.

    مهلاً مهلاً يا معشر المسلمين أين ذهبت أسماعكم وأبصاركم وأفئدتكم، فكيف تقفون ما ليس لكم به علم ولا يوجد له برهان واحد فقط في القرآن؟ بل حتى كلمة؛ لا بل حتى حرف واحد في القرآن العظيم، ألم ينهَكم الله أن تتبعوا ما خالف هذا القرآن؟ ألم يقل الله:
    {
    وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦} [الإسراء].

    فأين ذهبت أبصاركم حتى تصدقوا أحاديث تخالف لما أنزله الله في هذا القرآن جملةً وتفصيلاً حتى أصبحت عقيدة لدى المسلمين؟ بل أكثر شيء معروف لدى عالمهم وجاهلهم أخبار فتنة المسيح الدجال! ولو تسأل أحد رعاة الأغنام عن أركان الاسلام لقال لا أعلم كم عددها ثم تسأله عن فتنة المسيح الدجال لسردها واحدةً تلو الأخرى، ذلك بأن أحاديث الفتنة هي أكثر شهرة يرويها المسلمون كبيرهم وصغيرهم إلا من رحم ربّي حتى افتتن المسلمون عقائديّاً فأصبحت عقيدتهم مخالفة لهذا القرآن.

    فأنا أصرخ وأنادي يا معشر علماء المسلمين إني أرفع هذا القرآن العظيم على سنان رمحي داعيكم إلى الحوار بالعقل والمنطق عبر هذا المنتدى، فإن رأيتم بأني على ضلالٍ مبينٍ فأنقذوني وأفهموني ما أنزله الله في هذا القرآن ولا تحتقروا شأني أو تقولوا لديك أخطاء لغويّة فإني أعترف بأنكم أفصح مني لساناً وتجيدون الغنّة والقلقلة وذلك مبلغكم من العلم؛ بل أدعوكم إلى تلاوة هذا القرآن ليس ليكون لنا بكل حرفٍ حسنة فنمرّ على كلمات القرآن مرور الكرام فنهذي بما لا نفهم ونحفظ القرآن ولا نفهم ما نحفظ كالحمار يحمل أسفاراً غير أنه لا يفهم ما يحمل على ظهره، وليس هذا الاقتراح اقتراحي بل الله من أمركم بذلك فلا تكونوا من الذين قال الله عنهم:
    {أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿٢٤﴾ إِنَّ الَّذِينَ ارْ‌تَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِ‌هِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ۙ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [محمد].

    يا معشر المسلمين، إن من أحاديث الفتنة بأن الدجال يقطع رجلاً إلى نصفين ثم يمر بين الفلقتين ثم يعيده من بعد الموت إلى الحياة، فتعالوا ننظر هذه الحادثة هل يصدق بها القرآن أم ينكرها. وقال تعالى:
    {وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    وليس هذا إلا برهانٌ واحدٌ من القرآن يكذب بهذه الحادثة ولا أظنّ هذه الآية تحتاج إلى تأويل فظاهرها كباطنها ذلك بأن الله هو من يُبدئ الخلق ثم يعيده، ولو يستطيع الباطل أن يعيد الروح من بعد خروجها لما تحدى الله أهل الباطل من الكفار أن يعيدوا الروح إذا بلغت الحلقوم وقال تعالى:
    {أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِ‌زْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُ‌ونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَ‌بُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُ‌ونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    وكذَبَت اليهودُ والمسيحُ الدجال أن يعيد الروح من بعد خروجها؛ بل إحياء الموتى من حقائق قدرات الله التي أنزلها في هذا القرآن، فكيف يستطيع الدجال أن يأتي بحقائق الآيات التي أنزلها الله في الكتاب مع أن الدجال يدّعي الربوبية؟ ألم يقل الله أنهم لا يستطيعون أن يأتوا بحقيقةٍ واحدةٍ فقط من آيات هذا القرآن العظيم ولو اجتمعت شياطين الجنّ والإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً؟ بل لا يستطيعون أن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له.

    يا معشر المسلمين، أليس إنزال المطر من حقائق آيات الله في هذا القرآن؟ وقال تعالى:
    {أَفَرَ‌أَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَ‌بُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُ‌ونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الواقعة]، فكيف يُنزل الدجّال المطر مع أنه يدّعي الربوبية؟ أليست هذه الآية نزلت في القرآن الذي جعله الله حُجَّة علينا؟ يا معشر المسلمين أليس إنبات الشجر من آيات الله التي أنزلها في هذا القرآن؟ وقال تعالى: {أَفَرَ‌أَيْتُم مَّا تَحْرُ‌ثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَ‌عُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِ‌عُونَ ﴿٦٤﴾ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴿٦٥﴾ إِنَّا لَمُغْرَ‌مُونَ ﴿٦٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُ‌ومُونَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    لأنكم رميتم حبوبكم في الأرض فذهبت سُدًى ولم ينبت منها شيئاً، فكيف للدجال أن يقول يا أرض أنبتي فتنبت فوراً حتى تصير جنة خضراء مع أنه يدّعي الربوبية فيأتي بحقائق آيات الله في الكتاب على الواقع الحقيقي؟ بل أعطيتموه ملكوت السماوات والأرض فهل ساعد الله في خلق السماوات والأرض فأصبح له شِرْكٌ فيها حتى تطيعوا أمره؟ ولكن القرآن يتحدى في هذه المسألة. وقال تعالى:
    {
    قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [سبأ].

    هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه يا معشر المسلمين، لقد أضلّكم اليهود عن القرآن واتّبعتم أحاديث الباطل التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ في القرآن، فلم يبقَ من القرآن غير رسمه بين أيديكم، وللأسف الشديد بأنهم استطاعوا أن يضلّوكم عن الآيات المحكمات الواضحات البيّنات كما سردنا بعضاً منهن فلم نذكر إلا شيئاً يسيراً، والقرآن هو الحكم بيني وبينكم مَنْ منا على الهدى ومَنْ منا على ضلالٍ مبين، ولا أقول كل المسلمين على الباطل بل منهم طائفة على الهدى وهم الذين سوف يقولون صدقت، ولم آتِ بشيء من عندي فمن كذبني فقد كذّب بالقرآن، والقرآن رسالة تخصّ كلّ إنسانٍ، فمن منكم يا معشر شباب أمّة الإسلام يعترض على هذا الخطاب فعليه أن يأتي بالسلطان من القرآن، أمّا يقول عن زعطان وعن فلتان ليدحض به القرآن فقد كفر بالقرآن، وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  9. افتراضي

    اقتباس
    كون رجلا من بني إسرائيل وهو من ذرية الابن الأكبر من بني إسرائيل آمن بالقرآن العظيم قلبا وقالبا وهم يعلمون أنه من أحبارهم. وقال الله تعالى: {قل أرأيتم إن كان من عند اللـه وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن اللـه لا يهدي القوم الظالمين ﴿١٠﴾ وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هـذا إفك قديم ﴿١١﴾ ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهـذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وقالت شياطين البشر من ذرية التسعة للذين آمنوا من العرب - ويريدون أن يصدوا الذين آمنوا من العرب عن الإيمان بالقرآن واتباعه - بعد أن قال المؤمنون من العرب: "ألم يصدق به ويتبعه قسيسون ورهبان معترف بهم من علماء النصارى؟"، فردوا على المؤمنين العرب فقالوا: " لو كان خيرا ما سبقنا القسيسون ورهبان النصارى إليه". ولذلك قال الله تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هـذا إفك قديم ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وأما بعض الآيات التي لم تذكر في التوراة كونها من آيات صحف إبراهيم الجد ومن قبله ولم تذكر في التوراة ولذلك لم يجدوا برهانا لها في التوراة، ولذلك قال الله تعالى: {وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هـذا إفك قديم ﴿١١﴾} صدق الله العظيم، برغم أن القرآن ذكر كثيرا من آيات التوراة والإنجيل وكتاب البينات الذي تنزل على يوسف عليه الصلاة والسلام، وكذلك ذكر آيات قصص أمم من قبلهم ولم يذكرها الله في التوراة، وكذلك أمر الله عبده ورسوله محمدا رسول الله أن يدعو النصارى أصحاب الإنجيل وكذلك أصحاب التوراة من اليهود إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فأعرض الذين كرهوا الحق من ربهم وكرهوا رضوان الله ويريدون للناس الكفر بالحق من ربهم ولا يريدون للناس الإيمان بالحق من ربهم حتى يكونوا سواء معهم في نار جهنم. وقال الله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللـه ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ﴿٢٣﴾ ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    اقتباس المشاركة 279506 من موضوع الإمام المهديّ يُبشّر كافة الأحزاب المُعرضين عن الكتاب بعذاب مطرٍ من غير سحابٍ يأتيهم من الشمال الغربي ..





    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - جمادى الأولى - 1439 هـ
    18 - 01 - 2018 مـ
    10:45 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=279475
    __________


    الإمام المهديّ يُبشّر كافة الأحزاب المُعرضين عن الكتاب بعذاب مطرٍ من غير سحابٍ يأتيهم من الشمال الغربي ..

    بسم الله ربي وربكم والصلاة والسلام على النبيّ محمد رسول الله بالكتاب القرآن العظيم إلى الناس كافةً الذي فيه ذكركم وذكر من كان قبلكم ونبأكم ونبأ من كان قبلكم وخبر من بعدكم؛ وجعله الله حكماً فيما كنتم فيه تختلفون بالقول الفصل وما هو بالهزل حبل الله المتين القرآن المُبين رحمةً للعالمين؛ فيه كافة صحف البشر المرسلين بالذّكر من أوّلهم إلى خاتمهم صلوات ربّي عليهم وعلى من اتّبعهم بإحسانٍ في كُلّ زمانٍ ومكانٍ، فلكم دعاكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلى الاحتكام إلى الذكر القرآن العظيم الذي فيه ذكر ما جاء به خاتم الأنبياء محمد رسول الله إلى العالمين وذكر من كان قبله من رسل الله أجمعين جَمَعَ فيه كافة كُتب المرسلين مترجماً بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٤وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].


    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿١رَسُولٌ مِّنَ اللَّـهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً ﴿٢فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ﴿٣وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿٤وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴿٥} صدق الله العظيم [البينة].

    وبعث الله عبده خاتم الأنبياء والمرسلين يتلوه عليكم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ إرتجاليٍّاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَـٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣} صدق الله العظيم [النمل].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وهل تنزل القرآن في كتاب قرطاس جمع الله فيه كافة كُتب رسل الله أجمعين؟". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على كافة السائلين وأقول: كذلك حاجج الكفارُ رسولَ ربهم وقالوا لولا أنزل عليه كتابٌ في قرطاسٍ يتلوه على الناس وليس يتلوه إرتجاليّاً بلسانه، فرد الله عليهم بقوله تعالى:
    {وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ﴿٤فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٥أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴿٦وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].


    ولكن محمداً رسول الله أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب بل علّمه رسولُ الله جبريل فيتلو عليه آيات القرآن شيئاً فشيئاً، وكان يحفظ ما يتلوه عليه جبريل رسول ربه فيحفظه ويتلوه على الناس. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ﴿٣١وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖوَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴿٣٢وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣} صدق الله العظيم [الفرقان].


    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴿١٠٥وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا﴿١٠٦قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ﴿١٠٧وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ﴿١٠٨وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩ ﴿١٠٩} صدق الله العظيم [الإسراء].

    كون الذين آمنوا بالقرآن العظيم من النصارى يسمعون محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن فكأنه يتلو عليهم آيات التوراة والإنجيل وهم يعلمون أنه أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴿١٥٧قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥٨} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وكان الممترون يشككون النبيّ الأميّ في نبوّته ويقولون له: "نحن نعلم أنك لا تكذِب من قبل أن تتلو علينا هذا القرآن ولذلك وصفناك من قبل بالصادق الأمين، وأما الذي يعلّمك هذا القرآن إنما هو من الشياطين يتمثل لك رجلاً سويّاً فيتلون عليك هذا القرآن". فمن ثم ردّ الله عليهم بقوله تعالى:
    {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴿٢١٠وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٢١١إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴿٢١٢فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴿٢١٣} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وبما أنّ هذا القرآن يقصّ على أهل الكتاب أنباء ما كان لديهم في التوراة والإنجيل ولذلك أيقن الذين أوتوا الكتاب أنه الحقّ من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚلَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٥إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٩٦وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٩٧} صدق الله العظيم [يونس].

    ولكن الذين آمنوا به من النصارى في عصر التنزيل هم الذين لو علموا الحقّ منهم لاتّبعوه فحين سمعوا النبيّ الأميّ يتلوه عليهم وكأنه يتلو عليهم آياتٍ في التوراة والإنجيل برغم أنه أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب فأيقن من يريد اتّباع الحقّ منهم حين استمعوا لمحمدٍ رسول الله وهو يتلوه عليهم. وقال الله تعالى:
    {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿٨٢وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨٣وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴿٨٤فَأَثَابَهُمُ اللَّـهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٥وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿٨٦} صدق الله العظيم [المائدة].


    وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٥١الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣أُولَـٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٥٤} صدق الله العظيم [القصص].

    وأمّا شياطين البشر من اليهود الذين عرفوا أنّ محمداً رسول الله رسولٌ من ربّ العالمين بالقرآن العظيم كما يعرفون أبناءهم فأخذتهم العزّة بالإثم حسداً من عند أنفسهم لماذا لم يُرسل النبيّ من اليهود؟ وغضبوا من ربهم لماذا أرسله من العرب! فغضب الله عليهم ولعنهم فأزاغ قلوبهم عن اتّباعه كونهم تبيّن لهم أنه الحقّ من ربهم فأخذتهم العزةّ بالإثم عن اتّباع داعي الحقّ من ربهم فاتّبعوا الشيطان الرجيم فعبدوه من دون الله وليس بضلالٍ من أحبارهم؛ بل وهم يعلمون. وقيّضَ الله لهم شياطينَ من الجنّ ليؤزّوهم أزّاً ليكونوا يداً واحدةً للصدّ عن اتّباع هذا القرآن العظيم رسالة الحقّ للعالمين، فقال لهم الذين آمنوا من النصارى من القسّيسين والرهبان: "اتقوا الله واتّبعوا الحقّ فقد علمتم كما علمنا أنه الحقّ من ربّ العالمين، كونه يبيّن لكم آياتٍ في التوراة العبريّة وهي أعجميّةٌ ولكنكم ترونها جاءت في القرآن العظيم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ"، فقال الذين أعرضوا من شياطين البشر من اليهود: " إنّما يُعلّمه فلانٌ العبري آياتَ الصحف العبريّة"، فمن ثم ردّ الله عليهم بقوله تعالى:
    {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ﴿١٠٣إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّـهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٠٤إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿١٠٥} صدق الله العظيم [النحل].

    كون رجلاً من بني إسرائيل وهو من ذريّة الابن الأكبر من بني إسرائيل آمن بالقرآن العظيم قلباً وقالباً وهم يعلمون أنه من أحبارهم. وقال الله تعالى:
    {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ۚ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴿١١وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ ﴿١٢} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وقالت شياطين البشر من ذرّية التسعة للذين آمنوا من العرب - ويريدون أن يصدّوا الذين آمنوا من العرب عن الإيمان بالقرآن واتّباعه - بعد أن قال المؤمنون من العرب: "ألم يصدق به ويتّبعه قسّيسون ورهبان معترف بهم من علماء النصارى؟"، فردوا على المؤمنين العرب فقالوا: " لو كان خيراً ما سبقنا القسّيسون ورهبان النصارى إليه". ولذلك قال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ۚ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴿١١} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وأما بعض الآيات التي لم تُذكر في التوراة كونها من آيات صحف إبراهيم الجد ومن قبله ولم تُذكر في التوراة ولذلك لم يجدوا برهاناً لها في التوراة، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴿١١} صدق الله العظيم، برغم أنّ القرآن ذكر كثيراً من آيات التوراة والإنجيل وكتاب البيّنات الذي تنزل على يوسف عليه الصلاة والسلام، وكذلك ذكر آيات قصص أمم من قبلهم ولم يذكرها الله في التوراة، وكذلك أمر الله عبده ورسوله محمداً رسول الله أن يدعو النصارى أصحاب الإنجيل وكذلك أصحاب التوراة من اليهود إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فأعرض الذين كرهوا الحقّ من ربهم وكرهوا رضوان الله ويريدون للناس الكفر بالحقّ من ربهم ولا يريدون للناس الإيمان بالحقّ من ربهم حتى يكونوا سواءً معهم في نار جهنم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٤} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ونستنبط من ذلك أنهم يعلمون أنه الحقّ من ربهم فأعرضوا عنه فقالوا لبعضهم البعض:
    {قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٤} صدق الله العظيم، وهيهات هيهات ولكن شياطين البشر في جهنم خالدون فيها أحقاباً إلى ما يشاء الله وليس أياماً معدودات، وودّوا لو يكفر العربُ والنصارى والناسُ أجمعون كما كفروا ليكونون معهم سواءً في نار جهنم. وقال الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} صدق الله العظيم [النساء:89].


    وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، لماذا ذكر الله طائفتين أي فئتين من المنافقين في قول الله تعالى:
    {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّـهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّـهُ ۖ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿٨٨وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} صدق الله العظيم [النساء:88-89]؟". فمن ثمّ يرد الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على كافة السائلين في العالمين وأقول: فكلا الطائفتين من ذرّية التسعة من اليهود، وإنما طائفةٌ منهم اتَّبعوا النصارى ظاهر الأمر ليكونوا من النصارى وهم ليسوا من النصارى بل كفراً ونفاقاً يريدون أن يكونوا نصارى من أنصار رسول الله المسيح عيسى ابن مريم بعد أن ظنّوا أنه قد قتله شياطين البشر من ذرّية التسعة، وأرادت فئةٌ منهم أن يُظهروا أنهم غضبوا مما صنع اليهود فاتّبعوا النصارى ليصبحوا منهم ظاهر الأمر وهم يُبطنون الكفر والمكر لإضلال النصارى عن اتّباع عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه الصدّيقة القدّيسة وأسلّم تسليماً.

    وقام المنافقون من اليهود النصارى ظاهر الأمر وهم يُبطنون الكفر قاموا بتنفيذ خطّةٍ باتّفاقٍ مع الطاغوت من يعبدونه من دون الله الشيطان الرجيم، وهي أن يقولوا أن الله هو المسيح عيسى ابن مريم تمهيداً منهم لفتنة المسلمين من النصارى والمسلمين الأميين في آخر الزمان حين يخرج الطاغوت الشيطان الرجيم على الناس منتحلاً شخصيّة المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنه الله ربّ العالمين.

    وأما فئةٌ أخرى كذلك من اليهود اتّبعوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظاهر الأمر وهم يُبطنون الكفر، وإنما يريدون أن يصدّوا ذريّات المسلمين من الأميين والنصارى عن اتّباع دعوة عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم وعن دعوة النبيّ الأمي عبد الله ورسوله محمد رسول الله صلى الله عليهم وعلى كافة الرسل من ربهم وأسلّم تسليماً فرسل الله أجمعون جاءوا بدعوةٍ واحدةٍ موحدةٍ إلى الجنّ والإنس أن يعبدوا الله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ ﴿٥٤وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٥وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴿٥٨فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ ﴿٥٩فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴿٦٠} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ولكن الله قد فضح مكر الفئتين في القرآن العظيم:
    {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّـهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّـهُ ۖ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿٨٨وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} صدق الله العظيم [النساء:88-89].

    وتبيّن للمسلمين من النصارى والمسلمين الأميين أنها كانت بينهم فئتان منافقتان من شياطين البشر يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر لصدّ الناس عن عبادة الله وحده ويريدون الكفر بالله والشرك به ما لم ينزل به سلطاناً، وأما فئة المنافقين بين النصارى فقد فضحهم الله بكفرهم بقولهم إنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم، وآخرون يقولون بل ولد الله، وإنما يريدون إخراج النصارى من النور إلى الظلمات بالكفر بالله أو المبالغة في دين النصارى ليحققوا الشرك بالله. وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿٦٥وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ﴿٦٦ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٦٧قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٦٨إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٩لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ﴿٧٠وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِّنْهُمْ ۚ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿٧١لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴿٧٢لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٣أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّـهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚوَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٧٤مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٧٥قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّـهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٧٦قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿٧٧لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴿٧٨كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٧٩تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴿٨٠وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿٨١ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿٨٢وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴿٨٣وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فمن ثم قاموا بإخفاء كثيرٍ من صحف التوراة الحقّ وكتبوا صحفاً من عند أنفسهم ليكذّبوا على الله تعمداً منهم ويخفون الحقّ. وقال الله تعالى:
    {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٧١وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴿٧٢وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّـهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٧٣يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٧٤وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٥بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴿٧٦إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٧وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكن الطامة الكبرى أنّ المسلمين في عصر بعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فكأنهم اتّبعوا ملّة قومٍ كافرين بالقرآن العظيم من اليهود والنصارى! فمن يجير المسلمين والكافرين من عذاب كسف ريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ شديدة البرودة التي حذّرناهم منها من قبل زمنٍ؟ وإنها تأتيهم من الشمال الغربي أي عن الشمال عن النجم القطبي إلى جهة الغرب واسعة النطاق، فمن ينجيكم من عذاب مطرٍ بغير سحابٍ وكويكب العذاب الراجفة يا دونالد ترامب؟ ويا معشر المعرضين عن الكتاب من العجم والعرب إن عذاب الله اقترب بسبب إعراضكم عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتابه القرآن العظيم، وأشهد الله ربي وربكم أنه قد غضب لكتابه يا من تأمنون مكر غضبه وعذابه فمن ينقذكم من عذاب ربي وربكم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب؟ فاتقوا الله يا أولي الألباب.

    وبرغم أني لا أحدد اليوم الأول لعذاب الله ربي وربكم ولكن عذاب الله قريبٌ للذين يأمنون مكر الله وهو يعلم بما في أنفسهم أنهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره، واقتربت عليكم أيامٌ نحسات تصديقاً لآياتٍ بيّنات لا يكفر بها إلا المجرمون، ولم يحذّركم عبد الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بل الأمر من الله في محكم كتابه يحذّر المعرضين عن اتّباع كتابه وطاعة خليفته في الأرض الذي بعثه الله ناصراً لما تنزّل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع الرسل من ربهم لا نفرّق بين أحدٍ من رُسله ونحن له مسلمون.

    وأختم هذا البيان الحقّ للقرآن بالبشرى للمعرضين عن اتّباعه بقارعةٍ تتلوها قارعةٌ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ﴿١٣إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّـهَ ۖ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿١٤فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿١٥فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖوَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ ﴿١٦وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿١٧وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿١٨} صدق الله العظيم [فصلت].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا تحددوا يوم العذاب وحتى ولو كان سيحدث في الساعات القادمة، فنحذّركم تحديد يوم العذاب، وتذكّروا أمر الله في محكم كتابه أن لا تحددوا يوم عذابه في قول الله تعالى:
    {{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢٦ }} صدق الله العظيم [الملك].

    ونختم هذا البيان كذلك بقول الله تعالى:
    {{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣ }} صدق الله العظيم [النمل].

    وكذلك بقول الله تعالى:
    {{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٥٨فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ ﴿٥٩ }} صدق الله العظيم [الدخان].

    اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  10. افتراضي

    يقول ربنا سبحانه وتعالى {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا} صدق الله العظيم [الإسراء:53].

    وقال الله تعالى (وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ۝ وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ)
    [سورة الذاريات 55 - 56]
    صدق الله العظيم

    اقتباس المشاركة 149844 من موضوع الردّ الملجم بسلطان العلم على (الباحث عن البينة) الذي هو ذاته (الباحث عن الباطل)..

    - 13 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــة الأصليّة للبيــان ]
    https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=149829

    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - رمضان - 1435 هـ
    03 - 07 - 2014 مـ
    10:31 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ


    يا معشر الأنصار ارفقوا بأحمد جعفر ولا تقسوا عليه عسى أن يُنيب إلى ربّه فيهدي قلبه
    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وكافة أنصارهم السابقين من قبل التّمكين ومن بعد الفتح المبين إلى يوم الدين، السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار وتقبل الله صيامكم وصالح أعمالكم..

    ويا أحبتي في الله ارفقوا بأحمد جعفر من بعد ما تبيّن لنا أنّه هو لا شكّ ولا ريب، فارفقوا به بعد أن استزلَّه الشيطان فغوى، فلعلّه ينيب إلى ربّه فيهدي قلبه فيجعل بصره حديد بالبيان الحقّ للقرآن المجيد، وتذكروا قول الله تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (7)} صدق الله العظيم [الممتحنة].

    وكذلك يا أحبتي في الله ترفَّعوا عن الألفاظ البذيئة ولا تبادلوا الشتيمةَ بالشتيمة، ونَعمْ فإنَّ الإمام المهدي ناصر محمد يجد المعاندون أحياناً في ردي غلظةً بالحقّ، فإمّا أن تكون غلظتي على شيطانٍ من شياطين البشر وإمّا على مَنْ وضع نفسه في نفس أسلوبهم فلا يلومنَّ إلا نفسه إن كان ردي عليه غليظاً بالحقّ، ولكن تلك الحكمة لا ينبغي تطبيقها على كلّ من خالفنا الرأي وحتى وإن جاء يزبد ويربد علينا بغير الحقّ فلعلّ ذلك غيرةً منه على دينه لكونه يظنّ نفسه أنّه على الحقّ لا شكّ ولا ريب، فهنا يجب أن تطبقوا في شأنه أمر الله إلى الدعاة إلى سبيله في قول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [النحل:125].

    وحين تجادلون الناس بالحكمة والموعظة الحسنة فسوف تهدون قلوبَ قومٍ تخْلُوا قلوبُهم من الكبر والغرور أصحاب الأصل الطيب من الذين إذا أساءَ إليك فأحسنت إليه وعفوت عنه يخجل من نفسه تجاهك ويراك كبيراً ويرى نفسه حقيراً صغيراً تجاهك ثم يتحوّل إلى وليٍّ حميمٍ ويهديه الله إلى صراطٍ مستقيمٍ لكونه لم تأخذه العزّة بالإثم، وتلك حكمةٌ بالغةٌ تُستخدم في تشاجر المؤمنين فيما بينهم عند أيِّ مشكلةٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} صدق الله العظيم [الإسراء:53].

    فلو يطبق المؤمنون هذه الحكمة لما قتل المؤمنُ أخاه المؤمن في ساعة الغضب لكون من يغضب ولم يكظم غيظه فقد يقتل ولا يحسب عقباها في ساعة الغضب الشديد، فيندم على ما فعل ندماً عظيماً ويهلك نفسه بالقتل إذا لم يعفُ عنه أولياءُ الدّم ودفع الديَّة، وقد يوسوس له الشيطان أنّه سوف يصفه الآخرون بالجُبْن، وهيهات هيهات بل سوف يقولون ما أعقل هذا الرجل الذي تبيّن لنا أن عقله أكبر من عقل خصمه. وكذلك تلك الحكمة تستخدم في الدعوة إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)} صدق الله العظيم [فصلت].

    وبتلك الحكمة تستطيعون أن تميِّزوا الضّالين من شياطين البشر لكون الضالّين تستطيعون هدايتهم بهذه الحكمة، وأمّا شياطين البشر فحين تعفون عنهم يزدادون سوءاً وتكبراً وغروراً.

    وعلى كل حال إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يدعو كافة أنصاره في العالمين إلى أن يكونوا على خُلُقٍ عظيمٍ فيتميّزون بين الناس بخلقٍ عظيمٍ لكون ذلك يساعدهم في هداية الناس، وأن يتحرّوا الصدق حتى يكتبهم الله من الصادقين عند الله وعبادِه فيكون الناس معهم ويقتدوا بصدقهم وأخلاقهم.

    تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (121) ۞ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)} صدق الله العظيم [التوبة]. ولنا في محمدٍ رسول الله والذين معه قلباً وقالباً أسوةٌ حسنةٌ صلّى الله عليهم وآلهم وسلّم تسليماً.

    ويا أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، إذا أغاظكم الناس فتذكروا هدفكم السامي العظيم في نفس الله لكونكم تطمعون لتحقيق رضوان نفس الله، ولن يرضى الله في نفسه حتى يجعل عباده أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ إلا من أبى أن يتّبع الحقّ من ربّه بعد ما تبيّن له أنّه الحقّ من ربّه لا شك ولا ريب. فإن يروا سبيل الحقّ لا يتخذوه سبيلاً وإن يروا سبيل الغي والباطل يتخذوه سبيلاً، أولئك لا حسرة عليهم في نفس الله حتى يذوقوا وبال أمرهم إلى ما يشاء الله.

    ويا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، كلّ إنسانٍ يغضب وكذلك الإمام المهدي مثلكم يغضب، وأحياناً أسيطر على الغضب ولا يسيطر عليّ، وأحياناً لا أستطيع نظراً لشدّة الضغط النّفسي على الإمام المهديّ من كل جانبٍ وأكثره لا تحيطون به علماً. وعلى كل حالٍ أستوصيكم ونفسي بالصبر وضبط النفس وكظم الغيظ وخصوصاً في الدعوة إلى الله لكونكم سوف تجدون الجاهلين يسبُّون ويشتمون الإمام المهديّ بأقبح الألفاظ فيثير هذا في قلوبكم غضباً عظيماً عظيماً عظيماً وذلك من شدّة غيرتكم على الإمام المهديّ ناصر محمد وحبكم له، وأعلم أنّكم لا تغضبون على أنفسكم كما تغضبون على من سبَّ وشتم الإمام المهديّ ناصر محمد لكون الله قد جعله أحبَّ شخصٍ إلى أنفسكم في هذا العالم بأسره الذي تعيشون فيه، وذلك برهانٌ من الرحمن أنَّ الإمام المهدي ناصر محمد من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ومن أئمة الكتاب المكرمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا} صدق الله العظيم [مريم:96].

    ولكنّ هذا الحبّ العظيم يجعله الله فقط في قلوب الذين اتّبعوا وصدّقوا بالحقّ من ربّهم، ألا وإنّ الحبّ في القلب هو بيد الله وحده وليس بيد الإنسان أن يحبَّ من يشاء ويكره من يشاء؛ بل يجعله الله لمن يشاء في قلوب عباده! ألا وإن الحبّ هو درجاتٌ في القلوب وأعلى درجة في الحبّ في قلوب أنصار ناصر محمد هو حبّ الله ورسوله محمدٍ والإمام المهديّ ناصر محمد صلوات الله عليهم وجميع المؤمنين إلى يوم الدين.

    ونظراً للحبِّ العظيم في قلوبكم للإمام المهديّ ناصر محمد فإنّي أخشى أن يقتلَ أنصاريٌّ مؤمناً في ساعة الغضب من أجلي، ولكنّي أشهد الله عليكم وكفى بالله شهيداً أنّي قد عفوت مسبقاً عمّن ظلمني في هذه الحياة مهما سبّني أو شتمني، فتذكروا أنّ إمامكم قد عفا عن ظالميه مسبقاً فاكظموا غيظكم وقولوا لمن سبّني أو شتمني: "سامحك الله، فقد سامحك إمامنا من قبل أن تشتمه". وأبلغوه من الإمام ناصر محمد السلام، واهجروا من سبّكم وإمامكم هجراً جميلاً بالصبر الجميل دون أن تدعوا عليهم في ظَهر الغيب فتُجابوا فيُهلكه الله فمن ثم تزيدوا الحسرة في نفس الله بسبب أنّه أهلك عبداً ظالماً لنفسه إجابةً لدعائكم عليه، فلا تنسوا هدفكم العظيم، فوالله العظيم البَرِّ الرحيم إنّ هدفكم هو أعظم هدفٍ وأسمى هدف في الكتاب على الإطلاق لكونكم تتخذون رضوان الله غايةً.
    ويا سبحان الله العظيم! فما أسرع ترقية العبد إلى أعلى درجات المقرّبين في لحظة شعوره في نفسه أنّه لن يرضى بملكوت ربّه حتى يرضى! فهنا فكأنه أنفق ملكوت الله جميعاً فيتمّ ترقيته إلى أصحاب الدرجات العلى عند مليك مقتدر.

    ويا معشر المسلمين أقسم بالله العظيم: إنّ قوماً يحبّهم الله ويحبونه هم من هذه الأمّة، وقد جاء وعد الله في محكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)} صدق الله العظيم [المائدة].

    فوالله الذي لا إله غيره إنّ ذلك هو أعظم فضلٍ في الكتاب على الإطلاق؛ عظيمَ حبِّ الله لقومٍ يحبّهم ويحبّونه وعظيم حبّهم لربّهم، وفي ذلك سرُّ أنّهم لن يرضوا حتى يرضى ربَّهم حبيبَ قلوبهم، ونذكِّر ونفتيكم بالحقّ أنّ ذلك هو أعظمُ فضلٍ في الكتاب على الإطلاق. تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم، وما هو ذلك؟ وتجدون الجواب من الربّ مباشرة: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم.

    فلا يَفوتكم يا معشر المسلمين هذا التكريم العظيم، ولا تقولوا لأنصار الإمام المهديّ ما قاله الجاهلون لأنصار الرسل السابقين؛ قالوا أهؤلاء منّ عليهم الله من بيننا ونحن نعلم بما كانوا يفعلون من قبل؟ فيقول أحد الجاهلين: "يا فلان، فهل تذكر ماذا كنّا نفعل أنا وأنت؟ ألم نزنِ سوياً بالعاهرات ونسكر سوياً في الكازينوهات، فكيف يجعلك الله فجأةً من المقرّبين من ربّ العالمين؟ بل إنّك في ضلالٍ مبينٍ". ونترك الجواب من الربّ مباشرة. قال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولُوا أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ‎﴿٥٣﴾‏ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿٥٤﴾‏ وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ‎﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وهكذا يحتقر الكفار أنصار الرسل والإمام المهديّ بادئ الأمر. وقال المتكبرون لرسل ربّهم: {مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)} [هود].

    وعلى كل حال يا معشر الأنصار المكرّمين، لا يستهزئ بكم إلا معدوم البصيرة من كان في قلبه كبْرٌ وغرورٌ، وبالنسبة للأخ أحمد جعفر فربّه أعلم بما في قلبه فلئن تاب وأناب فسوف يجد له ربّاً غفوراً رحيماً، وكذلك سيجد الإمام المهديّ ذا قلبٍ رؤوفٍ رحيمٍ إلا أنْ أقبلَ نصرةَ أحمد جعفر فتعزُّ عليَّ نفسي أنْ أقبلها، فحتى لو تاب وأناب وهدى الله قلبه فكذلك سوف نردّها إليه فلينْفقها أينما يشاء في سبيل الله ولسوف نرسلها إليه، وأشهد الله والأنصار السابقين الأخيار أنّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني يطالب الأخ الكريم أحمد جعفر أن يرسل إلينا رقم حسابه أو باسم من نحوّلها تحويلاً عن طريق (ويسترن يونيون) إلى مصر، حتى يستطيع أن يتسلَّمها من أيّ محافظةٍ حتى لا يدلَّنا حتى على محافظته في مصر، فعن طريق (ويسترن يونيون) يستطيع أن يتسلّمها من أي محافظة في مصر، فليبعث إلينا على الخاص باسم من يريد أن نرسلها إليه، وليس شرط على أحمد جعفر أننا لن نرسلها له حتى يبعث إلينا باسمه الكامل كما في بطاقته الشخصية؛ بل فقط يفتينا برسالةٍ على الخاص باسم من نرسلها إليه؛ شخص يثق فيه.

    وقد وفَّى وكَفَّى الأنصاري (رضوان الله أكبر) وسوف يبعثها إلينا خلال يومنا هذا الخميس ويزيد فوقها عوضاً عنها برغم أنّي لم أدفع نصرة أحمد جعفر حتى يعوضني أنصاريّ عنها، وكذلك إحدى الأنصاريات بعثت إلينا بنصرة أحمد جعفر على رقم حسابي ولم أعلم إلا بإشعارها بأنها أرسلت نصرة أحمد جعفر وأرادت أن تكون نصرتها عوضاً لنصرة أحمد جعفر، وكذلك أنصاريٌّ من المكرمين ثالثٌ قال: سوف يرسل ألف وخمسمائة دولار يوم الجمعة التي تلي هذه الجمعة، فقلنا له لقد سبقك بالوعد بدفع نصرة أحمد جعفر الأنصاري (رضوان الله أكبر) فقال: بل سوف أرسلها إليك وأنت أرسلها لأحمد جعفر أو تبقيها لك لتكون عوضاً عنها. فقلت سبحان ربي!! فقد زاد الله المهديّ المنتظر رزقاً أضعافَ نصرتك يا أحمد جعفر بسبب طلبك إرجاع نصرتك إليك! وكذلك كثيرٌ من الأنصار فمنهم من اتصل بي ومنهم من راسلني على الخاص وكلّ منهم يلحُّ إلحاحاً ويصرُّ إصراراً أن يتحمل هو دفع نصرة أحمد جعفر فقلنا لهم جميعاً لقد سبق الوعد منى للأخ الأنصاري (رضوان الله أكبر) بقبول تكفّله بدفع نصرة أحمد جعفر لكونه أوّل من ردَّ عليه فأعلن التّكفّل بدفع نصرة أحمد جعفر على العام وعلى الخاص، وكذلك زادنا فوقها نصرةً من ذات نفسه، فشكراً لك يا دكتور أحمد جعفر فقد زدت مال المهديّ المنتظر ناصر محمد بأضعاف نصرتك، فشكراً لك مرةً أخرى.

    ولقد جعلنا وضع إرجاع النّصرة فقط لأحمد جعفر من بين الأنصار لكون النّصرة لم يتمّ دفعها قرضةً للإمام المهديّ ناصر محمد حتى يكون فرضاً عليه ردُّ الأمانة إلى أهلها؛ بل النّصرة هي قرضةٌ لله في سبيل الله، والمال مال الله ولستُ ملزماً بإرجاع نصرةَ من انقلب على وجهه. وسبق اختبار الأنصار من قبل ولم يتنازل أحدٌ منهم جميعاً أن نردَّ له نصرته على الإطلاق، وما زادهم إلا إيماناً وتثبيتاً. ويعلم الله يا أحمد جعفر أنّ الإمام المهدي ناصر محمد كان في أزمةٍ ماليةٍ من قبل بيانك بطلب إرجاع نصرتك، ولكن بسبب مكرك وبيانك بطلب إرجاع نصرتك فرَّجْتها علينا يا أحمد وقضيت حوائج إلزاميّة علينا! فشكراً لك للمرة الثالثة.

    اللهم عبدك يدعوك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقِّ عظيم رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقِّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن ترزق أنصاري جميعاً من كل بابٍ بغير حسابٍ إنك أنت العزيز الوهاب ترزق من تشاء بغير حسابٍ، اللهم وارفع درجاتهم ومقاماتهم عند مليكٍ مقتدرٍ، اللهم ووفقهم بكلِّ ما تحبه وترضاه لهم، اللهم واحفظهم وامنعهم واجعلهم بأعينك التي لا تنام، اللهم واشفِ مرضاهم وعافي مبتلاهم بكلماتك التامات، اللهم وارضَ عنهم وأرضهم بنعيم رضوانك فقد علمتَ بما في أنفسهم وعلَّمتَ عبدك أنّهم لن يرضوا بملكوتك ربّي حتى ترضى وجعلتَ ذلك آيةً في قلوب قومٍ يحبِّهم الله ويحبّونه فيجدون في أنفسهم أنّهم لن يرضوا بملكوت ربّهم حتى يرضى ربُّهم أحبّ شيءٍ إلى أنفسهم، اللهم أصدقهم واجعلهم صادقين؛ أولئك قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه إذا تفكَّروا في حسرة ربّهم في نفسه على النادمين على ما فرّطوا في جنبه تفيض أعينهم بالدمع، فمن ثمّ يقسم كلٌّ منهم بالله العظيم متخذاً عند الرحمن عهداً أنّه لا يرضى بملكوت ربّه حتى يرضى.

    ويا معشر المسلمين، فما أعظم وأكبر ملكوت الله أجمعين! ولكنّي أُقسم لكم بالله العظيم لا يعدل الملكوت كله عندهم مثقال ذرةٍ من رضوان ربّهم وهم على ذلك من الشاهدين وربّهم أعلم بما في قلوبهم، وإنّ الإمام المهديّ عبد النَّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني لم ينطق في شأنهم إلا بالحقّ، وقد رأيتُم قسمهم وعهدهم المغلظ في بيان شهداء النَّعيم الأعظم، وأولئك يحقُّ لهم الخطاب بين يدي الربّ لكونه ارتضى لهم بالقول الصواب لكونهم اتّخذوا عند الرحمن عهداً أن لا يرضوا حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم. ولا ننكر أنبياء الله وأتباعهم أنّهم يحبّون الله كِّحبّ قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه ولكنّ أنصار الإمام المهديّ علموا بحال ربّهم المستوي على العرش العظيم أنّه غاضبٌ على المعرضين ومتحسرٌ على المُهلكين النادمين على ما فرَّطوا في جنب ربّهم، فمن ثم صار نعيم الجنان العظيم في نظر الأنصار حقيراً وصغيراً؛ بل لا شيء في أعينهم ما دام ربّهم متحسراً وحزيناً.

    وربّما يودّ أحد السائلين من يزعم أنّه عالمٌ كبيرٌ أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، قف عند حدِّك ولا تصِف ربّك بما لا يليق به سبحانه، فكيف تصف الله أنه يتحسّر في نفسه على عباده النادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم؟". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على السائلين وأقول: بل وصفتُ لكم عظيم رحمة الله أرحم الراحمين والذين ظلموا أنفسهم يائسون من رحمة ربّهم ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين. وقد وصف لكم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- رحمة الله فقال محمد عليه الصلاة والسلام: [الله أرحم بعباده من الأمِّ بولدها]، وكذلك يصف نبيّ الله يعقوب ربّه أنّه أرحم بأولاده من أبيهم يعقوب: {قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ ۖ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)} صدق الله العظيم [يوسف].

    ويا معشر السائلين عن حال ربّهم المستوي على العرش العظيم تفكّروا بعقولكم تجبكم فتقول: "إذا كان الله هو حقاً أرحم الراحمين فحتماً ليس هيِّناً عنده ظلمُ عباده لأنفسهم، فلا بدّ أنّه متحسرٌ وحزينٌ عليهم خصوصاً إذا أصبحوا نادمين على ما فرَّطوا في جنب ربّهم بعد أن يهلكهم الله، فإذا كان الله هو حقاً أرحم الراحمين فلا بد أنّ حالَه في نفسه متحسرٌ وحزينٌ بسبب ظلم عباده لأنفسهم، فتعالوا لننظر حال الله أرحم الراحمين من بعد أن أهلك الظالمين أنفسهم فأصبحوا نادمين على ما فرَّطوا في جنب ربّهم، وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    ويا أحبتي المسلمين، إنّكم تجدون أنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يكاد أن يُذهب نفسه على الكافرين حسراتٍ برغم أنّهم لا يزالون مصرّين في عهده على الكفر بنُبوّته وبالرسالة التي يحملها إليهم، ورغم ذلك تجدون أنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كاد أن يذهب نفسه عليهم حسرات برغم أنهم لا يزالون مصرّين على كفرهم وعنادهم، وقال الله تعالى: {وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7) أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)} صدق الله العظيم [فاطر].

    فإذا كان هذا حال محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- متحسِّراً وحزيناً على الكافرين المُكذبين به برغم أنهم لا يزالون مصرّين على كفرهم وعنادهم وتكبرهم بغير الحقّ، فبرغم ذلك تجدونَ ذا القلبِ الرؤوف الرحيم يكاد أن يُذهب نفسه عليهم حسراتٍ، فإذا كان هذا حال الرسول فكيف بحال من هو أرحم بعباده من رسوله؛ اللهَ أرحم الراحمين؟ ولكنه متحسرٌ عليهم سبحانه بالحقّ لكونهم لم يعودوا مصرِّين على كفرهم وعنادهم؛ بل كلٌّ منهم يقول: {يَـحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِى جَنْبِ اللهِ وَإِن كُنْتُ لَمِنَ السَّـخِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:56]. فهنا تأتي الحسرة في نفس الله أرحم الراحمين ولذلك تجدونه متحسراً وحزيناً على كافة الأمم الذين أهلكهم وكانوا ظالمين لأنفسهم. وقال الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    وربّما يودّ أن يقول أحمد جعفر: "يا ناصر محمد، فإلى متى تتبجح بهذه الآية وبالنّعيمِ الأعظم؟". فمن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد ونقول: إنّك لا تعلم يا أحمد كم عظيم الشُّحنة النّورانية في هذه الآية! ولذلك تجدني أشحن بها قلوب الأنصار بين الحين والآخر، فأجعل قلوبهم ألين من الماء، وأرفعهم في لحظةٍ هي أقرب من لمح البصر إلى الدرجات العلى عند مليكٍ مقتدرٍ، فمن بعد تصديقه بهذه الآية مباشرةً يتمّ رفع درجة المصدِّق بالنّعيم الأعظم إلى أصحاب الدرجات العلى عند مليكٍ مقتدرٍ، ويحدث هذا والصدّيق بالحقّ لم يقُم من فوق مقعده أمام الكمبيوتر! وهل تدري لماذا يتمّ رفعهم إلى الدرجات العلى في لحظةٍ يا أحمد؟ وذلك لكون الله علم بما حدث في قلب عبده الذي صدّق بالحقّ فوجد في قلبه حدثاً عظيماً أنه لن يرضى بملكوت ربّه حتى يرضى، فكان ذلك عند الله وكأنّه أنفق ملكوت ربّه، ولذلك تمّ رفعهم إلى مستوى الدرجات العلى. وجميع الأنصار في تلك الدرجة سواء، فمن ثم يأتي فارق درجات العمل والإنفاق في سبيل ربّهم. فما أكرمهم عند الله! وما أعظم عند الله وصفك لهم بالغباء الخام! وعفى الله عنك.

    وأقسم لك بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميمٌ ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّ في أنصار المهديّ المنتظَر قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه لا يرضون بملكوت الجنّة التي عرضها السماوات والأرض حتى يرضى ربّهم لا متحسِّراً ولا حزيناً، فهم يعلمون بما في أنفسهم أنّ الإمام المهديّ لم يُقسم على ما في أنفسهم زوراً وبهتاناً؛ بل إنّه الحقّ الحقيق بمنتهى الصدق لا شك ولا ريب. صلّى الله عليهم وملائكته ورسله والمهديّ المنتظر وأسلِّم تسليماً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. رد الإمام المهدي من محكم القرآن على بيان مُحمد حسان
    بواسطة ابو محمد الكعبي في المنتدى تحذير النذير بالبيان الحق للذكر إلى كافة البشر أنهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكبرى
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-06-2018, 05:35 AM
  2. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-11-2014, 10:01 AM
  3. انظروا الي سنة الهية اسمها الامل ماهي نهاية الصبر عليها
    بواسطة البصيرة في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-02-2014, 08:31 AM
  4. بيان الإمام المهديّ إلى المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم، وفتوى خاصة بشأن خدمة بيان نون على هاتف الجوال ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-07-2012, 01:36 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-05-2012, 05:40 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •