الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
(بحسب التقويم الرسمي لأم القرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=473728
نَحن نأتيكم بالبيان الحَقِّ للسَّائلين عَن آياتِ القُرآن العَظيم ..
ولو أنَّ هذا ليس وقت أسئلةٍ بل نشرٍ وتبليغ، ومنتظرون لِردِّ تحدِّي الإمام المهدي بالمَكر مِن شياطين البَشر بالمهدي المنتظر ناصر محمّد اليمانيّ لنَنظُر من أسرَع مَكرًا؛ هل الأعداء مِن شياطين البشر أم الله الواحدُ القّهار صاحب الاختيار لخليفته على العالَم بأسرِه؟ نِعْم المَولى ونِعْم النّصير، فَليموتوا (أعداء الله) بغيظهم كون الله بِالغ أمره ومُتِمّ نوره ومُظهِر خليفته ولو كَرِه المجرمون ظُهوره.
وعلى كل حالٍ، نحن نأتيكم بالبيان الحقّ للسَّائلين عن آياتٍ مِن القرآن العظيم بإذن الله رَبّ العالَمين عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ ﴿٤﴾ أَلَآ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا۟ مِنْهُ ۚ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ هُودٍ]
فَفي هذه الآية يتكلَّم الله سُبحانه عَن المَكْر في صُدور شياطين البشر للسَّعي لإطفاءِ نور الله؛ ويُسِرّون خططهم فيما بينهم، ويُخفون مكرهم في صُدورهم فيما بينهم، ويحاربون الله وجنوده وهُم يعلمون أنَّ الله هو الحقّ ولكنّهم للحقّ كارهون، ويَظنون في أنفسهم بأن لو كان الله يعلم الغَيْب لَما أرسل الملائكة الكَتَبة (رقيب وعتيد) لكتابة الأعمال، فذلك ظَنّهم الذي ظَنّوه بالله أرداهم وازدادوا في مَكرهم ولا يحيق المَكر السَّيِّئ إلَّا بأهله، والله يعلم ما يُسِرّون وما يُعلنون وما تُخفي صدورهم، ولكنّ ظنّهم الذي ظَنّوه في الله أرداهم بزعمهم أنَّ الله لا يعلم ما تُخفيه صدورهم وما يُسِرّون به بينهم، وناوون على الإنكار لِكُلِّ ما كتبه طائرهم (عتيد) - وكُلٌّ لديه عتيد طائر - فَيُنكرون ما كتبه عَتيد ويَطعنون في شهادة رقيب حتى بين يديّ الله الواحد القّهار، يُواصلون الإنكار ويَحلفون له كما يحلفون لَكُم ويظنّون أنه لا يعلم بما يعملون، ثم أنكروا حتى كتاب الله الخاصّ به سبحانه، ثم ختَم الله على أفواههم ليأتي لهم بشهداءٍ ضدّهم مِن ذاتِ أجسادهم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَآ أَبْصَٰرُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٢٢﴾ وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِى ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَىٰكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ ٱلْخَٰسِرِينَ ﴿٢٣﴾ فَإِن يَصْبِرُوا۟ فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ۖ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا۟ فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ ﴿٢٤﴾ ۞ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُوا۟ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ فِىٓ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ خَٰسِرِينَ ﴿٢٥﴾ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَا تَسْمَعُوا۟ لِهَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ وَٱلْغَوْا۟ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴿٢٦﴾ فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِى كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ ذَٰلِكَ جَزَآءُ أَعْدَآءِ ٱللَّهِ ٱلنَّارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا دَارُ ٱلْخُلْدِ ۖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿٢٨﴾ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلْأَسْفَلِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ فُصِّلَتۡ]
ونَعَم لا يَستخفون مِن الله فيعلم سِرّهم ونَجواهم ويعلم ما تُخفيه صُدورهم كَونهم لا يستترون منه سُبحانه، ويتلقَّى طائرهم المَلَك عتيد كتابة نوايا أعمالهم وما تُوسوس به صُدورهم، وأمَّا ما يلفظ من قول فيعلمُه الكِرام الكاتبون دونما وحي من الله، فهم لا يستترون عنهم إلَّا في حالةٍ واحدة وهي حين يستغشُون نساءهم اللاتي هُنّ زوجاتهم في خلوة الطّمث، فهنا أمر الله ملائكته (رقيب وعتيد) بالانصراف عنهم دونما النَّظر إلى الزوجين؛ وأقول: الزوجين (لِما يفعلون)؛ كونه وإنْ ذَكَر الله في هذا الموضع استغشاء الثياب فيقصد (بثيابهم) أنَّه لِباسهم أي: (أزواجهم) كونهن لأزاوجِهنّ لباسًا وأزواجهن لباسًا لهنّ تصديقًا لقول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَٱلْـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبْتَغُوا۟ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا۟ وَٱشْرَبُوا۟ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلْأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلْأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا۟ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَٰكِفُونَ فِى ٱلْمَسَٰجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٨٧﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ البَقَرَةِ]
ونستنبط من هذه الآيات البَيان الحقّ لـ: (يستغشون ثيابهم) أي: حين يَطمثون زوجاتهم يصرف الله عنهم الكَتبة الكرام البررة تصديقًا لقول الله تعالى: {أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} صدق الله العظيم، أي حين يتغشّون نساءَهم لتحمل حملًا خفيفًا حين الطَّمْث تصديقًا لقول الله تعالى: {۞ هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّىٰهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِۦ ۖ فَلَمَّآ أَثْقَلَت دَّعَوَا ٱللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ ءَاتَيْتَنَا صَٰلِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ﴿١٨٩﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الأَعۡرَافِ].
ولكن الزوجين لا يستخفون مِن الله سبحانه كونَه صاحب عملية الخَلق الخَفيف تصديقًا لقول الله تعالى: {لِّلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَٰثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ ﴿٤٩﴾ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَٰثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُۥ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الشُّورَىٰ].
فالأزواج لا يستخفون عن الله، وإنَّما يقصد أنّه لا يصرف ملائكته - الذين هُم مِن طرف الله - المُوَكَّلين بكتابة الأعمال إلَّا حين يتغشَّى الأزواج لِباسهم أي: نساءهم اللاتي هُنّ أزواجهم.
وكُلّ عامٍ وأنتم طيبون وعلى الحَقّ ثابتون إلى يوم الدِّين، وعَظّم الله أجر الصَّابرين مِن جرائم ما يفعله شياطين البشر المُفسدون في الأرض، وشهداءُ المُسلمين سعداء أحياء عند ربّهم يُرزَقون، وأُبَشِّر المُجرمين بهزيمتهم بحبلٍ من المؤمنين ما داموا مُلتزمين بأمرنا بمهاجمة الأعداء والنَّبذ إليهم بالضربات الاستباقيَّة؛ فَهنا يستيئس المُعتَدون من النَّصر كما يئس الكفار من أصحاب القبور، ثم يُغلَبون وهم صاغرون؛ سُنَّة الله في الذين خلوا ولن تجد لسنة الله تبديلًا، كون الله يُلقي الرُّعب في قلوب المعتدين والسَّكينة في قلوب المؤمنين، ونُبَشِّرهم كذلك بأمرٍ عظيمٍ من عند الله ربِّ العالَمين لإظهار خليفته الإمام المهدي ناصر محمّد اليمانيّ على العالَم بأسرِه ولو كره الكافرون الكارهون لِما أنزَل الله من الحقّ في القرآن العظيم فكرهوا رضوان الله فأحبَط أعمالهم، فليموتوا بغيظهم أجمعون ليجعل الله الخبيث بعضه على بعضٍ فيركمهم في نار جهنم (جنود إبليس أجمعين)، فلن يُعجِزوا الله في الأرض ولن يُعجزوه هَرَبًا.
وعيدٌ سعيد، ولا تحزنوا على الشُّهداء السُّعداء الأحياء عند ربهم يُرزَقون، فإنَّهم ليستبشرون حين وصول الشَّهيد منكم فيتباشَرون بالشُّهداء ويُرَحِبون بهم ترحيبًا كبيرًا وأنتم حزينون عليهم، ولكن لسان حالهم يقول كمثل لسانِ أحد الشهداء السُّعداء الذي قال: "يا ليت قومي يعلمون بِما غفَر لي رَبّي وجعلني من المُكرَمين".
فلا تتمنّوا الشهادة ولا تَحرصوا على الحَياة، وتَمنّوا من الله أن ينصُركم على أعدائه وأعدائكم، وفوّضوا الأمر لله لِما يُحبّه ويَرضاه، وسلامٌ على المُرسَلين والحَمد لله ربِّ العالمَين..
خليفةُ الله على العالَم بأسرِه الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ.
_____________