الموضوع: ظهور المهدي المنتظر للبشر جهرةً هو من بعد التصديق عند البيت العتيق

النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. افتراضي ظهور المهدي المنتظر للبشر جهرةً هو من بعد التصديق عند البيت العتيق


    اقتباس المشاركة 96199 من موضوع نِداءُ الإمامِ المَهديّ إلَى كافَّة المُسلِمين للبَيعْة للقِتالِ خِفَافًا وثِقَالًا ..





    -7-
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 -01 - 1431 هـ
    07 - 01 - 2010 مـ
    09:19 مساءً
    ــــــــــــــــــــ


    وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي خاتم الأنبيّاء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..

    أخي السائل، عليك أن تعلم أنّ ظهور المهديّ المنتظَر للبشر جهرةً هو من بعد التّصديق عند البيت العتيق للمُبايعة الجهريّة على الحقّ وما فعلتُ ذلك عن أمري، وبالنسبة للنّاس فإنّ الذي على الحقّ ويدعو إلى الحقّ كان حقاً على الله أن ينصره فيدافع عنهُ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يحبّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} صدق الله العظيم [الحج:38].

    ما لم يرجو المؤمن الشهادة في سبيل الله، ولكن الذين يريدون الشهادة في سبيل الله يحبّون الجنّة فهم لها مُستعجلون، أفلا يعلمون أنّ بقاءهم على قيد الحياة حتّى يُشاركوا في إعلاء كلمة الله وحتّى يتحقق الهدف فتكون كلمة الله هي العُليا هو خيرٌ لهم ولأمّتهم؟ وذلك لأنّ موتهم خسارة على الإسلام والمُسلمين؛ بل هو خيرٌ لهم من أن يتمنوا الشهادة من بادئ الأمر، وذلك لأنّ الهدف لم يتحقق حتّى إذا تحقق الهدف فصارت كلمة الحقّ هي العليا في العالمين ومن ثمّ يموتون على أسِّرَتهم، فإنّ هذا من فاز فوزاً عظيماً وسوف يدخله الله الجنّة فور موته فيجد أنّ أجره عند الله هو أعظم من الذي تمنّى الشهادة من بادئ الأمر قبل أن يتحقق في حياته إعلاء كلمة الله، أفلا يعلم أنّ أجره قد وقع على الله ما دام في سبيل الله فيدخله جنّته فور موته وليس شرطاً أن يقتل في سبيل الله. وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثمّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ} صدق الله العظيم [النساء:100].

    فما دامت هجرته إلى الله وحياته من أجل الله فلا ينبغي للمؤمن أن يحِبّ الحياة والبقاء فيها إلا من أجل الله وليس مفتوناً بحبّ الدّنيا، وكذلك أريدُ من كافّة أنصاري أن لا يتمنّوا الشهادة في سبيل الله إلا من بعد تحقيق الهدف فيهدي الله بهم البشر ويبلِّغون البيان الحقّ للذكر ويتمنّون أن يكونوا سبب الخير للبشر وليس سبب المصيبة لأنّ قتلهم مصيبةٌ على من قتلهم وسوف يدخله الله النّار فور موته ويدخل من قُتل منهم فور موته جنّته، ولكنّ الله لم يأمرنا بقتال النّاس حتّى يكونوا مؤمنين؛ بل
    نحن دُعاة مهديّون إلى الصراط المستقيم نطمح في تحقيق السلام العالمي بين شعوب البشر ورفع الظلم عن المُسلم والكافر ونتّبع ما أمرنا الله في مُحكم كتابه أن نبرّ الكافرين الذين لا يقاتلونا في ديننا ونقسط فيهم ونكرمهم ونحترمهم ونقول لهم قولاً كريماً ونُخالِقُهم بالأخلاق الحسنة فنُعامل الكافرين كما نُعامل إخواننا المؤمنين ثمّ ننال محبة الله إن فعلنا، إنّ الله لا يخلف الميعاد. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يحبّ الْمُقْسِطِينَ} صدق الله العظيم [الممتحنة:8]. فلم يأمرنا الله أن نُعلن العداء على الكافرين؛ بل أمرنا الله أن نبرّهم ونقسط إليهم إن أردْنا أن ننال حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه.

    فما بالكم يا معشر المؤمنين تتمنّون أن تُقاتلوا الكافرين حتّى يُحقِّق الله لكم ما ترجون، أفلا تجعلون نظرتكم كبيرة، فهل خلقكم الله من أجل الجنّة؟ وذلك مبلغُكم من العِلم التفكير في الجنّة والحور العين؛ بل قولوا: اللهم لا تبلونا بقتال النّاس برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إن هُداهم لهو أحبّ إلينا من أن نقتلهم أو يقتلونا، اللهم فحقِّق لنا هُدى النّاس وليس سفك دمائهم أو يسفكون دماءنا، وإن اعتدوا علينا وأجبرونا على قتالهم فحقق لنا ما وعدتنا وانصرنا عليهم نصراً عزيزاً مُقتدراً إنّك لا تخلف الميعاد.

    ولكنّكم للأسف يا معشر المؤمنين تتمنّون الشر للنّاس أن يقتلونكم لكي تدخلوا الجنّة فتسبّبتم في مصيبةٍ لهم فأدخلهم الله النّار وأدخلكم الجنة؛ بل هم في النّار سواء قتلتموهم أو قتلوكم! إذاً أنتم لا تفكرون إلا في الجنّة.

    ويا معشر المؤمنين، أفلا أدلّكم على نعيمٍ هو أعظمُ من جنّة النّعيم؟ وهو أن تسعوا إلى تحقيق نعيم رضوان نفس الله على عباده، أفلا تعلمون أنّهم حين يقتلونكم فيدخلكم الله جنّته فور قتلكم، ولكنّ والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه ما حقّقتُم السعادة في نفس ربِّكم وأنّكم جلبتم إلى نفس الله الحسرة على عباده الكافرين، وقد علمكم بذلك في محكم كتابه. وقال الله تعالى:
    {وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فانظروا يا أحباب قلبي المُسلمين وتدبّروا وتفكّروا كيف أنّ الله أدخل عبده المقتول في سبيله فور موته جنّته، وقال الرجل الذي قتله قومه لأنّه يدعوهم إلى اتّباع المُرسلين وعبادة الله وحده لا شريك له ثمّ قاموا بقتله:
    {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم، فانظروا لقول الرجل بعد أن أدخله الله جنّته فور قتله: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم، فسوف تجدون أنّ الرجل سعيدٌ جداً لأنّ الله أكرمه فنعَّمه فأدخله جنّته بغير حساب، ولكن هل كذلك ربّه سعيد في نفسه؟ كلا وربّي إنّ ربّي حزينٌ وليس سعيداً بسبب كفر عباده بالحقّ من ربّهم فيهلكهم فيدخلهم ناره من غير ظُلمٍ. وقال الله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا معشر المؤمنين يا من تحبون الله الحُبّ الأعظم من جنّته ومن الحور العين ومن كُلّ شيء فكيف تهنأون بالجنّة والحور العين وربّكم ليس سعيداً في نفسه؟ أفلا ترون ما يقول في نفسه من بعد أن يهلك عباده الكافرين بسبب الاعتداء عليكم فيدخلكم جنّته فإذا أنتم فرحين بما آتاكم الله من فضله وتستبشرون بالذين لم يلحقوا بكم من خلفكم أن لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون؛ ولكن الله حزينٌ في نفسه، فهل حقّقتم السعادة في نفس الله؟

    فوالله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه إن كنتم تريدون أن تحقِّقوا السعادة في نفس الله فلا تتمنّوا قتال الكافرين لتسفكوا دماءهم ويسفكوا دماءكم، وإن أُجبرتم فاثبتوا واعلموا أنّ الله ناصركم عليهم، إنّ الله لا يخلف الميعاد. ولكنّي أرى سفك الدماء هو أمنيتكم من أجل الجنّة، ولكنّكم حتّى ولو كنتم على الحقّ فلن تتحقّق السعادة في نفس حبيبكم الله ربّ العالمين حتّى تهدوا عباده فيدخلهم في رحمته معكم ومن ثمّ تتحقق السعادة في نفس الله، إن كُنتم تحبون الله فلا تتمنّوا أن يقتلكم الكافرين لتفوزوا بالشهادة ولا تتمنّوا قتل الكافرين فإنّ ذلك لا يجلب إلى نفس الله السعادة حتّى ولو كنتم على الحقّ.

    وما أريد قوله لكم هو أن لا تتمنّوا أن تقتلوا الكافرين ولا تتمنّوا أن يقتلوكم! فإن ابتُليتم فاثبتوا، ولكنّي أراكم تتمنّون ذلك وتعيشون من أجل ذلك فيريد أحدكم أن يُقتلَ في سبيل الله وسوف يحقِّق الله له ذلك وأصْدِقِ الله يصدقك؛ ولكن أفلا تسألون عن حال ربّكم سُبحانه فهل هو فرحٌ في نفسه بما حدث؟ كلا وربّي وقد أفتاكم الخبير بحال الرحمن من محكم القرآن وعلمتكم أنّه ليس فرحاً بذلك برغم أنه راضٍ عنكم، ولكنّه ليس فرحاً في نفسه بما حدث أن أهلك عباده الكافرين بسببكم وفاءً لما وعدكم إنّ الله لا يخلف الميعاد، فإذا تدبّرتم في هذه الآيات المُحكمات سوف تجدون أنّ ما أقوله لكم هو الحقّ وسوف تجدون حالكم بالضبط كحال ذلك الرجل الذي قتله قومه فأدخله الله جنّته فور قتله فجعله ملكاً كريماً من البشر؛ أحياءً عند ربّهم يُرزقون فرحين بما آتاهم من فضله كما تعلمون ذلك في محكم الكتاب، ولكنّكم لا تَسألون عن حال الله فهل هو كحالكم فرحٌ مسرورٌ أم أنه حزينٌ وغضبانٌ ومُتحسِّرٌ على عباده الكافرين الذي أهلكهم من شدة غيرته على عبده المؤمن حبيب الرحمن الذي قال لقومه:
    {قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فإذا تدبّرتم وتفكّرتم فسوف تجدون أنّ هذا الرجل فرحٌ مسرورٌ، وكذلك جميع الشهداء في سبيل الله فرحين. وقال الله تعالى:
    {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَ‌بِّهِمْ يُرْ‌زَقُونَ ﴿١٦٩فَرِ‌حِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُ‌ونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُ‌ونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ‌ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فهذا حالكم بعد أن يُدخلكم جنّته فيصدقكم ما وعدكم إنّ الله لا يخلف الميعاد، ولكن تعالوا لننظر حال الله في نفسه فهل نجده فرحاً مسروراً؟ وللأسف لم أجده في الكتاب فرحاً مسروراً بل مُتحسراً وحزيناً و يقول:
    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا أحباب الله، إنّ ربّي لن يكون سعيداً ومسروراً في نفسه حتّى يجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراط ٍمستقيم فيدخلهم في رحمته جميعاً ثمّ يكون ربّي فرحاً مسروراً في نفسه، وعليه فإنّي أشهدكم وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّي الإمام المهديّ قد حرّمت على نفسي جنّة ربّي حتّى يتحقق لي النّعيم الأعظم من جنّته وهو أن يكون من أحببت راضياً في نفسه وليس مُتحسراً على عباده، فكيف يتحقّق ذلك ما لم يهدِ الله بالمهديّ المنتظر أهل الأرض جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ؟ فيتحقق النّعيم الأعظم من جنّته أن يكون الله راضياً في نفسه وليس مُتحسراً على عباده الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صُنعاً فيهديهم الله بالمهديّ المنتظَر فيُحقِّق له هدفه الذي يحيى من أجل تحقيقه، وذلك هو سرّ المهديّ المنتظَر الذي يهدي الله من أجله أهل الأرض جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَلَوْ شَاء ربّك لآمَنَ مَن فِي الأرض كُلُّهُمْ جَمِيعاً } [يونس:99].
    { قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }
    [الأنعام:149].
    { وَلَوْ شَآءَ اللـه لَجَعَلَكُمْ أمّة واحدة }
    [المائدة:48].
    { وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }
    [النحل:9].
    { وَلَوْ شَآءَ اللـه لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى }
    [الأنعام:35].
    { وَلَوْ شِئْنَا لأَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا }
    [السجدة:13].
    { وَلَوْ أَنَّ قُرءَاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرض أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأْسِ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَن لَوْ يَشَآءُ اللـه لَهَدَى النّاس جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِن دَارِهِمْ حتّى يأتي وَعْدُ اللـه إِنَّ اللـه لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ }
    [الرعد:31] صدق الله العظيم.

    اللهم إنّي إليك أبتهل أن لا تهلكهم بقارعةٍ لكي تُظهر عبدك ولكن اهدِهم إلى الصراط المستقيم إنّك على كُلّ شيءٍ قديرٌ برحمتك يا أرحم الراحمين، وذلك ما أرجوه من ربّي إن ربّي سميع الدُعاء. فكونوا رحمةً للعالمين يا أنصار المهديّ المنتظر، واعلموا إنّما ابتعث الله جدّي مُحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- رحمةً للعالمين.

    ويا معشر المُسلمين، أقسمُ بالله العظيم الغفور الرحيم ذو العرش العظيم من يحيي العظام وهي رميم أنّي الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني، ولم يجعل الله حُجّتي عليكم في القَسم ولا في الاسم ولكن في العلم لعلكم تتقون. أفلا تعلمون أنّه يأتي للمُكرّمين من اسمين اثنين في الكتاب؟ فأنتم تعلمون أنّ نبيّ الله إسرائيل أنّه ذاته نبيّ الله يعقوب عليه الصلاة والسلام وآله المُكرمين والتابعين للحقّ من بني إسرائيل، وأنتم تعلمون أنّ نبيّ الله أحمد هو ذاته نبيّ الله مُحمد خاتم الأنبيّاء والمُرسلين صلّى الله عليه وعليهم أجمعين وعلى آلهم الطيّبين الطّاهرين وعلى التّابعين للحقّ إلى يوم الدين.

    أخوكم في الدّم من حواء وآدم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    قال الله تعالى :
    وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)
    صدق الله العظيم

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

    { وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف:21].

    وقال الله تعالى: { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً } [الطلاق:3].
    صــــدق الله العظيـــــم



  2. افتراضي

    اللهم اني اعوذ بك ان ارضى حتى ترضى ولو ادخلوا نفسي بجرم جهنما..


    اقتباس المشاركة 3903 من موضوع سؤال: متى يوم ظهور المهدي للعامة؟




    - 1 -

    الإمام ناصر محمد اليماني

    11 - 11 - 1430 هـ
    30 - 10 - 2009 مـ
    24 : 02 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــــ



    متى يوم ظهور المهدي للعامــة ؟


    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله التّوابين المُتطهِّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    أخي الخولاني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبالنسبة للعمر فأتممتُ الأربعين عاماً ليلة الجمعة غرّة رمضان 1430 للهجرة، وبالنسبة لقيام دولة الإمام المهديّ المنتظَر فلا نزال نحاجُّهم فندعوهم للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فإن استجابوا حكمنا بين عُلماء الأمّة في جميع ما كانوا فيه يختلفون حصريّاً من القرآن العظيم، وإذا استمر الإعراض من المُسلمين والناس أجمعين عن دعوة الناس إلى اتّباع ذِّكر الله للعالمين فسوف يأتي الفتح المُبين فيظهر الله عبده وخليفته المهديّ المنتظَر في ليلةٍ واحدةٍ وهم صاغرون، و ذلك يوم الفتح. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ(29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ (30)} صدق الله العظيم [السجدة].

    وتلك ليلة ينصر الله فيها المهديّ المنتظَر فيظهره الله على كافة البشر في ليلةٍ وهم صاغرون، فكم يؤسفني إذا أعرضوا عن الدعوة إلى اتّباع القرآن العظيم حتى يُظهرني الله في ليلةٍ على المُسلمين المُعرضين والناس أجمعين المُعرضين عن القرآن العظيم ذكراً للعالمين لمن شاء منهم أن يستقيم.

    ولربما الخولاني يودّ أن يسأل فيقول: "وهل آية العذاب سوف تشمل حتى قرى المُسلمين؟ فأفِتنا من القرآن العظيم". ثم نردّ عليه ونقول: قال الله تعالى:
    {وَإِن مِّن قَرْ‌يَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورً‌ا (58) وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْ‌سِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَ‌ةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْ‌سِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولربما الخولاني يقول: "وبماذا سوف يُعذِّبهم الله إن أعرضوا عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟". ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول قال الله تعالى:
    {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِ‌يكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ‌ وَلَا عَن ظُهُورِ‌هِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَ‌دَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ (40)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فركّز على القول الحقّ يا خولاني:
    {لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ‌ وَلَا عَن ظُهُورِ‌هِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَ‌دَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ (40)} صدق الله العظيم.

    ثم يستفتي الخولاني مرة أخرى فيقول: "وهل كوكب سقر هذا يظهر للبشر قبل قيام الساعة؟". ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: إنّ كوكب سقر مروره الأخير في عصر المهديّ المنتظَر بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور في عصر الحوار من قبل الظهور بعد تكرار الإدراك للشمس والقمر قبل أن يسبق الليل النهار بسبب مرور كوكب النار. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) كَلا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لإٍحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيراً لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)} صدق الله العظيم [المدثر].

    وهو ذاته الفتح المبين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)} صدق الله العظيم [السجدة].

    وهذا لئن أعرضوا عن الدعوة إلى اتّباع القرآن العظيم ليُعيدهم المهديّ المنتظَر على منهاج النبوة الأولى، ومضى علي خمس سنوات وأنا أدعو علماء الأمّة ومفتيي الديار الإسلاميّة إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم وقالوا: "حسبنا كُتيّباتنا عن سلفنا الصالح"! وهي كُتيباتٌ جاء فيها الكثير من عند غير الله بل من عند الشيطان الرجيم إبليس ليصدّهم عن القرآن العظيم، فاتَّبعوه وضلّ سعيُهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يُحسنون صنعاً.

    وقد تم تبليغ كافة مُفتيي الديار الإسلاميّة وكثير من علماء الأمّة، وقد زار موقعنا منهم كثيرون ولكنّهم للأسف لم يكذِّبوا ولم يوقنوا فلا يزالون في ريبهم يتردّدون حتى يروا العذاب الأليم، فكن من الشاهدين يا خولاني لئن أجابوا دعوة الاحتكام إلى القرآن فغلبوني من القرآن فقد أصبح ناصر محمد اليماني لمن الكاذبين، وإن هيمنتُ عليهم بالحجّة الحقّ فلكُل دعوى برهان.
    وما أمرتهم أن يصدقوني حتى يجدوا أنّي المُهيمن عليهم بسلطان العلم من محكم القرآن، ولكن للأسف إنّ كثيراً من علماء المُسلمين لو آتيه بألف آيةٍ مُحكمةٍ واضحةٍ بيّنةٍ لنفيِ حديثٍ مَرْوي عن السلف لاستمسك بالحديث وترك الألف آية البرهان من محكم القرآن وقال: "لا يعلم تأويله إلا الله"! برغم أنّي لا أحاجهم بالمُتشابه بل بالآيات المُحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب، ولا أحاجّهم بالمُتشابهات اللاتي لا تزلن بحاجة للتأويل، ولكن للأسف فإنّه لم يبقَ من القرآن إلا رسمه بين يدي المُسلمين وهم عنه معرضون، وإنّما يجعلوه للغنّة والقلقلة ومخارج الحروف والتجويد وهذا ما يرونه حقّاً عليهم تجاه كتاب الله، وأما الأخذ به فلا وألف لا؛ بل هم بما وجدوا عليه آباءهم فهم على آثارهم يهرعون، برغم أنّني لا أنكر سنّة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحق، وإنّما أنكر منها ما خالف لمحكم القرآن العظيم، ألا والله يا خولاني إنّ الإمام ناصر محمد اليماني لا يكذب إلا بما خالف لمحكم كتاب الله لأنّي أعلم أنّ الحديث المخالف لكتاب الله في السنة النبوية قد جاء من عند غير الله ورسوله بل من عند الطاغوت الشيطان الرجيم.

    ألا والله يا خولاني لا يستجيب لدعوة الحق إلا من فكّر من جديدٍ بالعقل الذي ميّز الله به الإنسان عن الحيوان، وأضرب لك على ذلك مثلاً:
    [قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال إني لأنذركموه وما من نبي إلا وقد أنذره قومه ولكني سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه، إنه أعور وإن الله ليس بأعور].

    ويا سُبحان الله! يا خولاني إن كنت من أولي الألباب فحكّم عقلك وسله يُجِبك وسوف يقول لك أنّ هذا الحديث كذبٌ، إنّما يريدون أن يعتقد المُسلمون أنّ الله إنسان، وإنّما الفرق بين الله والمسيح الدجال أنّ المسيح الدجال أعور والله ليس بأعور! ويا سبحان العظيم وتعالى علوَّاً كبيراً، وقال الله تعالى:
    {فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } صدق الله العظيم [الشورى:11].

    ولكنّهم يعلمون أنّ المسيح الدجال ليس بأعور وليس مكتوب على جبينه كافراً، وبهذا يفتتن المُسلمون بالدجال الذي سوف يظهر لهم فيدّعي الربوبية وهو الشيطان بذاته سبق تفصيل فتنته لقوم يعقلون.

    ثم نأتي لفتنٍ أخرى حسب زعمهم أنّه يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، وهي رواياتٌ موضوعةٌ مُفتراة، وكذلك قالوا في إحدى الروايات أنّهُ ينشر رجل بالمنشار فيشطره إلى نصفين ثم يمرّ بين الفلقتين ثم يُحييه فيعيد إليه روحه بإذن الله، ويا سُبحان الله العظيم! كيف يتحدَّى الله الباطل في محكم القرآن العظيم أن يعيدوا روح ميت إلى جسدها ثم يكسر الله تحدّيه بنفسه فيؤيّد الباطل المسيح الدجال بمعجزة الإحياء؟ سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، وقال الله تعالى مُتحدٍ للباطل وأهله جميعاً:
    {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْ‌آنٌ كَرِ‌يمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُ‌ونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّ‌بِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِ‌زْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُ‌ونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَ‌بُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُ‌ونَ (85) فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ (86) تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)} صدق الله العظيم [الواقعة].

    فانظر التحدّي المُحكم في مُحكمِ الكتاب للباطل وأهله جميعاً:
    {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُ‌ونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَ‌بُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُ‌ونَ (85) فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿86﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)} صدق الله العظيم. أليست هذه الآية محكمةً وتحدّياً واضحاً للباطل وأهله جميعاً: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ (86) تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)} صدق الله العظيم؟ بمعنى إن كنتم صادقين في دعوتكم لغير الله فما دونه باطل ولكن إن كنتم صادقين في عبادتكم لغير الله { فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ (86) تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)} صدق الله العظيم.

    حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله ونعم الوكيل.. فبئس العقيدة الباطلة المُخالفة لمحكم كتاب الله القرآن العظيم الذي اتّخذوه مهجوراً.

    ويا أمّة الإسلام عليكم بالعقل، ويا عُلماء أمّة الإسلام والله الذي لا إله غيره أنّ الله لم يأمركم بالاتّباع الأعمى لأيّ داعية من العالمين مهما كان ومهما تكن ثقتكم فيه، فلا وألف لا؛ بل أمركم الله باستخدام عقولكم من قبل الاتّباع، وقال الله تعالى:
    {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:36].

    ولكن الذين يتَّبعون الاتّباع الأعمى دون أن يستخدموا عقولهم التي أنعم بها على الإنسان فحتماً سوف يقولون:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:10].

    ألا والله لو تُرجعوا بيانات ناصر محمد اليماني وأحكامه من القرآن العظيم إلى عقولكم فإنّكم سوف تجدونها تُسلّم تسليماً للحق لأنّه يوافق العقل والمنطق إن كنتم تعقلون، وبيني وبين كافة المُسلمين واليهود والنصارى والناس أجمعين هو الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فإن أجابوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله فقد اهتدوا إلى صراط ٍ مستقيم ونجّاهم الله من العذاب الأليم، وإن أعرضوا فسوف أرتقب كما أمِرت في القرآن العظيم:
    {فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم [الدخان]. والحُكم لله وهو أسرع الحاسبين، ونحن الآن في توالي عام 1430 واقترب الوعد الحقّ وهم عن الحقّ مُعرضون.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    أخوك؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 384 من موضوع ظهور المهدي المنتظر للبشر جهرةً هو من بعد التصديق عند البيت العتيق.


    الإمام ناصر محمد اليماني
    07 - 01 - 2010 مـ
    09:19 مساءً
    ــــــــــــــــــــ

    ظهور المهدي المنتظر للبشر جهرةً هو من بعد التصديق عند البيت العتيق.


    وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ..


    اقتباس المشاركة :
    السلام على من اتبع الهدى , فأن كنت اماما مهديا بأمر الله سبحانه , ناصرا لرسول الله صلى الله عليه و سلم . فلن يستطيع احد قتلك الا بامر الله . هل هذا صحيح ؟ و ان لم يكن بمقدره احد ان يؤذيك , فلماذا لا تخرج الى الشوارع و البلدان , و الى الناس و الحكومات , تدعوهم الى الحق ان كنت على حق ؟ لماذا تجلس خلف حاسوبك انت ومن معك ان كنت لا تصاب بأذى الا بأمر الله سبحانه و تعالى ؟ ارجو من الاخوه الصبر معي , و ارجو من شيخكم ان يجيب جوابا مباشرا , دون الاطاله كي يبين الحق من الباطل , لاني قد رأيت انه في معظم اجاباتك انك تجيب باطاله كي تخلط الاوراق على السائل , اتمنى ان يكون عندكم الحق , و ان يهديكم الله . و السلام عليكم .
    انتهى الاقتباس


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي خاتم الأنبيّاء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..

    أخي السائل، عليك أن تعلم أنّ ظهور المهديّ المنتظر للبشر جهرةً هو من بعد التّصديق عند البيت العتيق للمُبايعة الجهريّة على الحقّ وما فعلت ذلك عن أمري، وبالنسبة للنّاس فإنّ الذي على الحقّ ويدعوا إلى الحقّ كان حقاً على الله أن ينصره فيدافع عنهُ، تصديقاً لقول الله تعالى:

    { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يحبّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ }
    صدق الله العظيم [الحج:38]

    مالم يرجو المؤمن الشهادة في سبيل الله؛ ولكن الذين يريدون الشهادة في سبيل الله يحبّون الجنّة فهم لها مُستعجلون، أفلا يعلمون أنّ بقاءهم على قيد الحياة حتّى يُشاركوا في إعلاء كلمة الله وحتّى يتحقق الهدف فتكون كلمة الله هي العُليا هو خيرٌ لهم ولأمّتهم؟ وذلك لأن موتهم خسارة على الإسلام والمُسلمين؛ بل هو خيرٌ لهم من أن يتمنوا الشهادة من بادئ الأمر، وذلك لأن الهدف لم يتحقق حتّى إذا تحقق الهدف فصارت كلمة الحقّ هي العليا في العالمين ومن ثمّ يموتون على أسرّتهم، فإنّ هذا من فاز فوزاً عظيماً وسوف يدخله الله الجنّة فور موته فيجد أن أجره عند الله هو أعظم من الذي تمنى الشهادة من بادئ الأمر قبل أن يتحقق في حياته إعلاء كلمة الله، أفلا يعلم أنّ أجره قد وقع على الله مادام في سبيل الله فيدخله جنّته فور موته وليس شرطاً أن يقتل في سبيل الله، وقال الله تعالى:
    { وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثمّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ } صدق الله العظيم [النساء:100]

    فما دامت هجرته إلى الله وحياته من أجل الله فلا ينبغي للمؤمن أن يحبّ الحياة والبقاء فيها إلا من أجل الله وليس مفتوناً بحبّ الدّنيا، وكذلك أريد من كافة أنصاري أن لا يتمنوا الشهادة في سبيل الله إلا من بعد تحقيق الهدف فيهدي الله بهم البشر ويبلّغون البيان الحقّ للذكر ويتمنون أن يكونوا سبب الخير للبشر وليس سبب المصيبة لأنّ قتلهم مصيبةٌ على من قتلهم وسوف يدخله الله النّار فور موته ويدخل من قُتل منهم فور موته جنّته، ولكنّ الله لم يأمرنا بقتال النّاس حتّى يكونوا مؤمنين؛ بل
    نحن دُعاة مهديّون إلى الصراط المستقيم نطمح في تحقيق السلام العالمي بين شعوب البشر ورفع الظلم عن المُسلم والكافر ونتبع ما أمرنا الله في مُحكم كتابه أن نبرّ الكافرين الذين لا يقاتلونا في ديننا ونقسط فيهم ونكرمهم ونحترمهم ونقول لهم قولاً كريماً ونُخالقهم الأخلاق الحسنة فنُعامل الكافرين كما نُعامل إخواننا المؤمنين ثمّ ننال محبة الله إن فعلنا، إن الله لا يخلف الميعاد، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يحبّ الْمُقْسِطِينَ }
    صدق الله العظيم [الممتحنة:8]

    فلم يأمرنا الله أن نُعلن العداء على الكافرين؛ بل أمرنا الله أن نبرّهم ونقسط إليهم إن أردنا أن ننال حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه.
    فما بالكم يا معشر المؤمنين تتمنون أن تُقاتلوا الكافرين حتّى يحقق الله لكم ما ترجون؟ أفلا تجعلون نظرتكم كبيرة؟ فهل خلقكم الله من أجل الجنّة ؟ وذلك مبلغكم من العلم التفكير في الجنّة والحور العين؛ بل قولوا: اللهم لا تبلونا بقتال النّاس برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إن هُداهم لهو أحبّ إلينا من أن نُقتلهم أو يقتلونا اللهم فحقق لنا هُدى النّاس وليس سفك دمائهم أو يسفكون دماءنا، وإن اعتدوا علينا وأجبرونا على قتالهم فحقق لنا ما وعدتنا وانصرنا عليهم نصراً عزيزاً مُقتدراً إنّك لا تخلف الميعاد.

    ولكنكم للأسف يا معشر المؤمنين تتمنون الشر للنّاس أن يقتلونكم لكي تدخلوا الجنّة فتسببتم في مصيبةٍ لهم فأدخلهم الله النّار وأدخلكم الجنة؛ بل هم في النّار سواء قتلتموهم أو قتلوكم! إذا أنتم لا تفكرون إلا في الجنّة.

    ويا معشر المؤمنين، أفلا أدلّكم على نعيمٍ هو أعظمُ من جنّة النّعيم؟ وهو أن تسعوا إلى تحقيق نعيم رضوان نفس الله على عباده، أفلا تعلمون أنّهم حين يقتلونكم فيدخلكم الله جنّته فور قتلكم ولكنّ والله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه ما حققتم السعادة في نفس ربّكم وأنكم جلبتم إلى نفس الله الحسرة على عباده الكافرين، وقد علمكم بذلك في محكم كتابه وقال الله تعالى:
    { وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾ } صدق الله العظيم [يس]

    فانظروا يا أحباب قلبي المُسلمين وتدبّروا وتفكّروا كيف أنّ الله أدخل عبده المقتول في سبيله فور موته جنّته وقال الرجل الذي قتله قومه لأنّه يدعوهم إلى اتّباع المُرسلين وعبادة الله وحده لا شريك له ثمّ قاموا بقتله:
    { وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾ } صدق الله العظيم

    فانظروا لقول الرجل بعد أن أدخله الله جنّته فور قتله:
    { قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾ } صدق الله العظيم،فسوف تجدون أنّ الرجل سعيدٌ جداً لأنّ الله أكرمه فنعمه فأدخله جنّته بغير حساب، ولكن هل كذلك ربه سعيد في نفسه؟ كلا وربّي أن ربّي حزين وليس سعيداً بسبب كفر عباده بالحقّ من ربّهم فيهلكهم فيدخلهم ناره من غير ظُلمٍ، وقال الله تعالى: { قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾ } صدق الله العظيم [يس]

    إذاً يا معشر المؤمنين يا من تحبون الله الحُبّ الأعظم من جنّته ومن الحور العين ومن كُل شيء فكيف تهنؤون بالجنّة والحور العين وربّكم ليس سعيداً في نفسه؟ أفلا ترون ما يقول في نفسه من بعد أن يهلك عباده الكافرين بسبب الاعتداء عليكم فيدخلكم جنّته فإذا أنتم فرحين بما أتاكم الله من فضله وتستبشرون بالذين لم يلحقوا بكم من خلفكم أن لا خوفاً عليكم ولا أنتم تحزنون؛ ولكن الله حزين في نفسه فهل حققتم السعادة في نفس الله؟

    فوالله الذي لا إله غيره ولا معبودٌ سواه إن كنتم تريدون أن تحققوا السعادة في نفس الله فلا تتمنوا قتال الكافرين لتسفكوا دماءهم ويسفكون دماءكم، وإن أُجبرتم فاثبتوا واعلموا أنّ الله ناصركم عليهم، إنّ الله لا يخلف الميعاد.
    ولكنّي أرى سفك الدماء هو أمنيتكم من أجل الجنّة، ولكنكم حتّى ولو كنتم على الحقّ فلن تتحقق السعادة في نفس حبيبكم الله ربّ العالمين حتّى تهدوا عباده فيدخلهم في رحمته معكم ومن ثمّ تتحقق السعادة في نفس الله، إن كُنتم تحبون الله فلا تتمنوا أن يقتلكم الكافرين لتفوزوا بالشهادة ولا تتمنوا قتل الكافرين فإنّ ذلك لا يجلب إلى نفس الله السعادة حتّى ولو كنتم على الحقّ، وما أريد قوله لكم هو أن لا تتمنوا أن تقتلوا الكافرين ولا تتمنوا أن يقتلوكم فإن ابتليتم فاثبتوا، ولكنّي أراكم تتمنون ذلك وتعيشون من أجل ذلك فيريد أحدكم أن يُقتل في سبيل الله وسوف يحقق الله له ذلك وأصْدِقِ الله يصدقك؛ ولكن أفلا تسألون عن حال ربّكم سُبحانه فهل هو فرحٌ في نفسه بما حدث؟ كلا وربّي وقد أفتاكم الخبير بحال الرحمن من محكم القرآن وعلمتكم أنّه ليس فرحاً بذلك برغم أنه راضٍ عنكم ولكنّه ليس فرحاً في نفسه بما حدث أن أهلك عباده الكافرين بسببكم وفاءاً لما وعدكم إن الله لا يخلف الميعاد، فإذا تدبّرتم في هذه الآيات المُحكمات سوف تجدون أن ما أقوله لكم هو الحقّ وسوف تجدون حالكم بالضبط كحال ذلك الرجل الذي قتله قومه فأدخله الله جنّته فور قتله فجعله ملكاً كريما من البشر أحياءً عند ربّهم يُرزقون فرحين بما أتاهم من فضله كما تعلمون ذلك في محكم الكتاب، ولكنكم لا تسألون عن حال الله فهل هو كحالكم فرحٌ مسرورٌ أم أنه حزينٌ وغضبانٌ ومُتحسرٌ على عباده الكافرين الذي أهلكهم من شدة غيرته على عبده المؤمن حبيب الرحمن الذي قال لقومه:
    { قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾ } صدق الله العظيم [يس]

    فإذا تدبرتم وتفكرتم فسوف تجدون أن هذا الرجل فرحٌ مسرورٌ وكذلك جميع الشهداء في سبيل الله فرحين. وقال الله تعالى:
    { لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَ‌بِّهِمْ يُرْ‌زَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِ‌حِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُ‌ونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُ‌ونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ‌ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾ } صدق الله العظيم [آل عمران]

    فهذا حالكم بعد أن يدخلكم جنّته فيصدقكم ما وعدكم إن الله لا يخلف الميعاد، ولكن تعالوا لننظر حال الله في نفسه فهل نجده فرحاً مسروراً؟ وللأسف لم أجده في الكتاب فرحاً مسروراً؛ بل مُتحسراً وحزيناً. و يقول:
    { يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾ } صدق الله العظيم [يس]

    إذاً يا أحباب الله، إن ربّي لن يكون سعيداً ومسروراً في نفسه حتّى يجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراط ٍمستقيم فيدخلهم في رحمته جميعاً ثمّ يكون ربّي فرحاً مسروراً في نفسه، وعليه فإنّي أشهدكم وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّي الإمام المهديّ قد حرّمت على نفسي جنّة ربّي حتّى يتحقق لي النّعيم الأعظم من جنّته وهو أن يكون من أحببت راضٍ في نفسه وليس مُتحسراً على عباده، فكيف يتحقق ذلك مالم يهدي الله بالمهديّ المنتظر أهل الأرض جميعاً فيجعلهم أمّة واحدة على صراطٍ مُستقيم؟ فيتحقق النّعيم الأعظم من جنّته أن يكون الله راضٍ في نفسه وليس مُتحسراً على عباده الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صُنعاً فيهديهم الله بالمهديّ المنتظر فيحقق له هدفه الذي يحيا من أجل تحقيقه، وذلك هو سرّ المهديّ المنتظر الذي يهدي الله من أجله أهل الأرض جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَلَوْ شَاء ربّك لآمَنَ مَن فِي الأرض كُلُّهُمْ جَمِيعاً } [يونس:99]
    { قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }
    [الأنعام:149]
    { وَلَوْ شَآءَ اللـه لَجَعَلَكُمْ أمّة واحدة }
    [المائدة:48]
    { وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }
    [النحل:9]
    { وَلَوْ شَآءَ اللـه لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى }
    [الأنعام:35]
    { وَلَوْ شِئْنَا لأَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا }
    [السجدة:13]
    { وَلَوْ أَنَّ قُرءَاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرض أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى؛ بل لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأْسِ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَن لَوْ يَشَآءُ اللـه لَهَدَى النّاس جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِن دَارِهِمْ حتّى يأتي وَعْدُ اللـه إِنَّ اللـه لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ }
    [الرعد:31]
    صدق الله العظيم

    اللهم إنّي إليك أبتهل أن لا تهلكهم بقارعة لكي تظهر عبدك ولكن اهدهم إلى الصراط المستقيم إنك على كُل شيئاً قدير برحمتك يا أرحم الراحمين وذلك ما أرجوه من ربّي إن ربّي سميع الدُعاء .

    فكونوا رحمةً للعالمين يا أنصار المهديّ المنتظر، واعلموا إنّما ابتعث الله جدّي مُحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رحمةً للعالمين .

    ويا معشر المُسلمين، أقسمُ بالله العظيم الغفور الرحيم ذو العرش العظيم من يحيي العظام وهي رميم أنّي الإمام المهديّ المنتظر خليفة الله ربّ العالمين عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني ولم يجعل الله حُجتي عليكم في القَسم ولا في الاسم ولكن في العلم لعلكم تتقون .أفلا تعلمون أنه يأتي للمُكرمين من اسمين اثنين في الكتاب فأنتم تعلمون أن نبيّ الله إسرائيل أنه ذاته نبيّ الله يعقوب عليه الصلاة والسلام وآله المُكرمين والتابعين للحقّ من بني إسرائيل، وأنتم تعلمون أن نبيّ الله أحمد هو ذاته نبيّ الله مُحمد خاتم الأنبيّاء والمُرسلين صلّى الله عليه وعليهم أجمعين وعلى آلهم الطيبين الطاهرين وعلى التابعين للحقّ إلى يوم الدين.

    أخوكم في الدّم من حواء وآدم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي ابو شداد

    لم أرى إجابة مباشرة على سؤال الرجل

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..[

    قال تعالى: {فَبَشِّرْ‌ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾}‏‏
    صدق الله العظيم [الزمر]

المواضيع المتشابهه
  1. [ فيديو ] أنقذوا أنفسكم بالتصديق لأظهر لكم عند البيت العتيق ..
    بواسطة وفاء عبد الله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-05-2018, 09:20 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-05-2015, 06:02 PM
  3. ظهور المهدي المنتظر للبشر جهرةً هو من بعد التصديق عند البيت العتيق.
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-01-2015, 12:34 PM
  4. تقبّل الله منك التصديق، واقترب الظهور عند البيت العتيق، فلا تقل وأشهد أنّك ناصرَ رسولِ الله ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-07-2010, 07:45 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •