بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وكافة أنصار الحق في كل زمان ومكان إلى يوم الدين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
والسائل يسأل عن صحة الحديث النبوي عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
[من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر متفق عليه]
وبما أن ناصر محمد اليماني لا يعتمد على الاتفاق على الحديث ولا يبحث في صحة الرواة هل هم ثقات فمالي ومالهم وربهم أعلم بما في أنفسهم ولا أطعن في أيٍ من رواة الأحاديث النبوية، بل أقوم بمهمتي كما أمرني ربي أن اقوم بعرض الأحاديث المروية على محكم القرآن العظيم، وعلمني ربي أن ما كان فيها حديثاً مفترىً أني سوف أجده يأتي مخالفاً لآية محكمة في القرآن العظيم أو مخالفاً لعدة آيات، وأما الحق من الأحاديث فتأتي موافقة لما في محكم كتاب الله أو لا تخالفه.
وعليه فسوف نقوم بعرض هذا الحديث على الكتاب فهل نجد التسبيح هو من الاستغفار؟ ومن ثم نجد الحُكم الحق في محكم الكتاب أن التسبيح لله لهو من أعظم أنواع الاستغفار إذا رافقه الإقرار بالذنب وعدم الإصرار على الاستمرار. بل استطاع رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام أن يغير حكم الله في القدر المقدور في الكتاب أن يلبث في بطن الحوت إلى يوم البعث ويُعَمِّرَ، وكذلك يُعَمِّرُ الله سجنَة الحوتَ الذي يتجول به في باطن البحر في ظلمات بعضها فوق بعض. وقال الله تعالى: { وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾ } صدق الله العظيم [الأنبياء]
إذاً تبين لكم أنَّ الاستغفار مع نطق شهادة التوحيد الحق والتسبيح والإقرار بالذنب مع عدم الإصرار لهو من أعظم الاستغفار، وتُغَيِّرون بهذا الدعاء القدر المقدور في الكتاب المسطور كما غيَّره رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام حسب فتوى لكم في محكم كتابه: { فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾ } صدق الله العظيم [الأنبياء]
بل غير بهذا الدعاء القدر المقدور في الكتاب، كون الحكم عليه في الكتاب بالسجن المؤبد إلى يوم البعث، وحكم الله عليه بعدم الموت وعدم موت سجنة المتحرك (الحوت) إلى يوم البعث ولكنه بالتسبيح مع الاعتراف بالظلم وعدم الإصرار استطاع أن يغير القدر الحكم الذي قدر الله له في الكتاب في علم الغيب وإنما غيره بالدعاء. إن الله على كل شئ قدير. ولذلك قال الله تعالى: { وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٩﴾ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿١٤٠﴾ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴿١٤١﴾ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿١٤٢﴾ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ﴿١٤٥﴾ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ﴿١٤٦﴾ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿١٤٨﴾ } صدق الله العظيم [الصافات]
وبذلك التسبيح واعترافه بظلم نفسه غفر الله له وأعاد إليه مكانته وأتم به رسالته إلى قومة مرة أخرى:
{ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿١٤٨﴾ } صدق الله العظيم [الصافات]
وسبق تفصيل قصة نبي الله يونس من الكتاب وسبب إيمان قومه أجمعين وسبب كشف العذاب عنهم وفصلناها تفصيلاً..
ويا أحبتي في الله إياكم والطعن في أيٍ من الأحاديث النبوية حتى تعرضوه على محكم كتاب الله لكشف حقيقته هل هو حديث من عند الرحمن ورسوله، أم حديث من عند الشيطان عن طريق أولياءه؟ وقد علمكم الله أن الحديث النبوي المفترى عن النبي زورا وبهتاناً أنكم سوف تجدون بينه وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، كون الأحاديث النبوية الحق التي نطق بها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي كذلك من عند الرحمن كما القرآن من عند الرحمن. تصديقا لقول الله تعالى: { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾ } صدق الله العظيم [القيامة]
ومن خلال ذلك نعلم أن القرآن وأحاديث سنة البيان جميعهم من عند الرحمن وما ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، غير أن الله علمني أن الأحاديث النبوية لم يَعِدكم بحفظها من التحريف بل وعدكم بحفظ القرآن العظيم من التحريف، وأمركم أن تَعْرُضوا الأحاديث النبوية على آيات الكتاب المحكمات البينات، وأفتاكم الله أن الحديث النبوي إذا كان من عند غير الرحمن أي من عند الشيطان فسوف تجدون بينه وبين حديث القرآن المحفوظ في محكم القرآن اختلافا كثيراً، كون الحق والباطل نقيضان لا يتفقان. وذلك هو البيان لقول الله تعالى: { مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾ } صدق الله العظيم [النساء]
ولولا فضل الله عليكم ورحمته ببعث المهدي المنتظر لاتبعتم أمر الشيطان المخالف لمحكم القرآن إلا قليلاً. فاتقوا الله واكفروا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم في أحاديث السنة النبوية كونه حديث مفترى من عند غير الله ورسوله، فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ولا تتفرقوا، ولكنكم تفرقتكم فطائفة اعتصمت بمجمل القرآن بشكل عام واعرضت عن سنة البيان، وأخرى اعتصموا بسنة البيان الباطل منها والحق واعرضوا عن محكم القرآن. هيهات هيهات... بل الحق هو أن تعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله وإذا وجدتم ما يخالف لمحكم القرآن في السنة النبوية فلا تتفرقوا بل اعتصموا بحبل الله القرآن العظيم أصدق الحديث. كونه حديث محفوظ من التحريف والتزييف فذلك هو حبل الله الذي أمركم بالإعتصام به وعدم الاختلاف، وهو حبل الله الممدود للناس جميعاً من السماء إلى الأرض لمن أراد ان يعتصم بالله العظيم فعليه أن يعتصم بحبل الله القرآن العظيم ويكفر بما يخالف لمحكمه سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السنة النبوية. وقال الله تعالى: { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } صدق الله العظيم [آل عمران:103]
ومن ثم بيَّن الله لكم حبله الذي أمركم بالاعتصام به والكفر بما يخالف لمحكمه كونه البرهان المبين لمن يريد أن يعتصم بحبل الله القرآن العظيم. تصديقا لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾ } صدق الله العظيم [النساء]
ولربما يود أن يقاطعني أحد علماء القرآنيين فيقول: لماذا أمر الله جاء بالمفرد قال الله تعالى {وَاعْتَصَمُوا بِهِ} ولم يقل فاعتصموا بهما أليس هذا دليل على أن الله أمرنا فقط باتباع القرآن العظيم؟
ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إنك لمن الجاهلين يا من فرقتم بين الله ورسوله، بل أمركم الله أن تتبعوا كتاب الله وسنة رسوله الحق. وأما أنكم تجدون أمر الله في هذا الموضع جاء بالمفرد أن تعتصموا بالقرآن العظيم في قول الله تعالى { وَاعْتَصَمُوا بِهِ } فذلك عندما يأتي ما يخالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السنة النبوية فقد أمركم الله بترك ما يخالف لمحكم القرآن العظيم وراء ظهوركم وأن تعتصموا بما يخالف لهم في محكم القرآن، كون الأمر جاء إلى الناس بشكل عام سواء النصارى أو اليهود أو المسلمين أو غيرهم أمرهم جميعاً أن يعتصموا بحبله القرآن العظيم ويكفروا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم وذلك جاء الأمر بالاعتصام بحبل الله { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ } صدق الله العظيم
وهذا أمر الله إلى المسلمين ومن ثم كذلك أمر الله به الناس أجمعين أن يعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وأن يكفروا بما يخالف لمحكمه كونه البرهان الحق لمن يريد الحق. تصديقاً لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾ } صدق الله العظيم [النساء]
ولكن القرآنيين زعموا أن هذا الأمر من الله يقصد به اتباع القرآن العظيم فقط وترك السنة النبوية! وإنهم لخاطئون. بل يقصد أن نعتصم بمحكم القرآن العظيم حين تجدون ما يخالف لمحكمه في السنة النبوية أو في التوراة أو في الإنجيل. فاتقوا الله أحبتي علماء القرآنيين فأنكم تبينون القرآن العظيم بياناً خاطئاً بغير سلطان من عند الله آتاكم بل سلطانكم من عند أنفسكم. وكم الفرق عظيم بينكم وبين الإمام ناصر محمد اليماني ياقوم كوني لم أجدكم متبعين كتاب الله وسنة رسوله الحق جميعاً! فأما القرآنيين فنبذوا سنة البيان المحمدية وراء ظهورهم واتبعوا القرآن ففسَّروه على هواهم وحسبهم ذلك وضلوا عن الصراط المستقيم.
وأما الشيعة والسنة فهؤلاء نستطيع أن نقول عليهم أنهم كلهم سنيين، شيعة وسنة، كونهم معرضين عن كتاب الله القرآن العظيم واتبعوا الأحاديث والروايات وحسبهم الثقات، وكذلك ضلوا عن الصراط المستقيم إلا من رحم ربي منهم ومن الناس أجمعين فاتبع كتاب الله وسنة رسوله الحق ولا يفرق بين الله ورسله فلا ينبغي أن ينطق النبي بقول يخالف قول ربه أفلا تعقلون؟ وقال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴿١٥٠﴾ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿١٥١﴾ } صدق الله العظيم [النساء]
كون منطق أنبياء الله منطقاً واحداً موحداً يدعوا الناس إلى كلمة واحدة أن يعبدوا الله وحده لا شريك له فتلك هي دعوة رسل الله أجمعين. تصديقا لقول الله تعالى:
{ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } صدق الله العظيم [الأنبياء:25]
ولكن للإسف صار عمر دعوة المهدي إلى العالمين في العام السابع ولا يزالون معرضين عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم لتحقيق الهدف من تنزيل القرآن العظيم ألا وأن الهدف بالحق من تنزيل القرآن العظيم هو للفصل بين المختلفين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [النحل:64]
فاتقوا الله يا عباد الله.. وما كان للحق أن يتبع أهواءكم فيطيعكم باتباع ما يخالف لمحكم القرآن العظيم حتى لو كنتم الأكثرية على الباطل فليس الاتباع حسب الأكثرية كمثل الحديث المفترى الذي يقول عليك بالسواد الأعظم وقالوا إن ذلك من أمر النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: [إذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم]. ومن ثم يرد عليهم المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني: ولكن هذا برهان مخالف لأمر الله في محكم القرآن العظيم كون الله يفتي أن ليس الاتباع للحق أنه حسب الأكثرية بل حسب سلطان العلم البيِّن من رب العالمين. وقال الله تعالى: { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام]
إذاً الاتباع ليس حسب الأكثرية وإنما يريد أعداء الله أن يخالفوا لأمر الله في محكم كتابه فأمروا بإتباع الأكثرية، والله أمر بعدم اتباع الأكثرية بحجة كثرتهم فقد يكونون على باطل إذا كانت علومهم ظنية وليَست على بصيرة من ربهم. ولذلك قال الله تعالى: { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام]
بل هذا نظام الديمقرطية لديكم أن الاتباع حسب الأكثرية بالتصويت، ولكن لا ديمقراطية للعبيد بين يدي ربي المعبود فهم ليس بأحرار يفعلون ما يريدون، بل هناك دستور قرآني عظيم فرض الله عليهم الإلتزام به والكفر بما يخالف لمحكمه فذلكم القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين.. فاتقوا الله وأطيعونِ لنهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.
ولربما يود آخر أن يقاطعني فيقول: لا تجتمع أمتي على ضلالة. ومن ثم يرد عليهم الإمام المهدي وأقول: بل اجتمعتم على ضلالة فأشركتم بالله جميعاً وتركتم التنافس إلى الله لرسله وأولياءه من دون الصالحين منكم وانتظرتم لشفاعتهم بين يدي الله ونسيتم أن الله هو أرحم بكم من عبيده وهو أرحم الراحمين فكم أنذركم رسل الله من عقيدة الشفعاء من الأنبياء والأولياء بين يدي الله. وقال الله تعالى:
{ وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام]
وبرغم أن هذه الآية محكمة بينه من آيات أم الكتاب ولكنكم سوف تجدون الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون أنبياءَه وأولياءَه سوف يعرضون عنها وكأنهم لا يسمعونها. ألا والله إن ظاهرها كباطنها ويفقهها كل ذو لسان عربي مبين إلا الأعماء عن الحق. فما خطبكم تعرضون عن الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له وإلى التنافس في حب الله وقربه إن كنتم إياه تعبدون؟ فاتبعوني يحببكم الله.
وأشهد الله وكفى بالله شهيدا أني الإمام المهدي متبعٌ لكتاب الله وسنة رسوله ولا أفرق بين منطق الله ومنطق رسوله ولا أؤمن ببعض الكتاب وأعرض عن بعض كما تفعلون، وحسبي الله على الذين لا يريدون أن يهتدون. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين...
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ