الإمام ناصر محمد اليماني
19 - 03 - 1430 هـ
16 - 03 - 2009 مـ
08:50 مساءً
ــــــــــــــــــــ
ميقات صلاة الفجر الصادق (الصلاة الوسطى) ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده؛ النَّبيّ الأميّ وآله والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
أختي الكريمة في دين الله، بالنسبة للجواب عن الفجر الصادق فهو ميقات أذان صلاة الفجر وهي الصلاة الوسطى والتي جعل الله ميقاتها معلوم عند ظهور الخط الأبيض الوسط بين الليل والنّهار، ولذلك تُسمّى بالوسطى لأنّ ميقاتها بالوسط في منتهى طرف الليل وقبل ظهور الضياء ولذلك تُسمّى بالوسطى، وهي الصلاة الوحيدة التي جعل الله ميقاتها معلوماً بدقّة في القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [البقرة:187].
فأمّا الخيط الأبيض فهو طرف النهار وظهور طرفه بالأُفق الشرقي، وأما الأسود فهو طرف الليل، فيتبين للناظر خيط الفجر واضحاً وجلياً بالأفق الشرقي فإذا هو خط وسط بين الليل والنهار وذلك ميقات صلاة الفجر، ولذلك تُسمّى بالصلاة الوسطى، ونظراً لأنّها في ميقات صعب قلَّ من يُحافظُ عليها، ولذلك جاء التنويه للحفاظ عليها في القرآن العظيم في قول الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ ﴿٢٣٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
فأمّا الصلوات فهي الصلاة الخمس؛ الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ثم جعل دعاء القنوت فيها إشارة للصلاة الوسطى بقوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ} صدق الله العظيم، وذلك تأكيداً لدعاء القنوت في الصلاة الوسطى وهي الفجر ثم بيّنها الله في موضع آخر بالاسم في قول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فأما قول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ} فدلوك الشمس هو دلوكها من الشرق لذلك يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر بسبب دلوك الشمس من ناحية الشرق وذلك ميقات أول الصلوات وهي الفجر، وأما قوله تعالى: {إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ} وهي بداية الظُلمة وتلك آخر الصلوات المفروضة وهي صلاة العشاء، ومن ثم نوَّه على الصلاة الوسطى بقول الله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم، فتلك هي الصلاة الوسطى وهي جهريّة، ولذلك قال: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم.
وأما بالنسبة لأسماء الله فهي مائة اسم، ورقم المائة هو اسم الله الأعظم ( النعيم الأعظم )، وذلك هو النعيم الذي عنه سوف يُسأل الذين ألهاهم عنه التكاثر في الحياة الدنيا ونسوا الهدف من خلقهم فيعبدون رضوان نفس ربّهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
أي ليعبدوا رضوان نفس ربّهم عليهم عبادة خالصة ابتغاء رضوانٍ من الله عليهم، ولا ولن يعلم بحقيقة ذلك إلا عباد الله المُخلصين له وحده لا شريك له؛ أولئك قدَروا ربّهم حقّ قدره، فلا يرون نعيماً أكبر من نعيم رضوان ربّهم عليهم في الدنيا وفي الآخرة تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
وانقضى الجواب لمحُبة الله ورسوله التي تبيّن لها حقيقة رضوان الله عليها، وأراها من الباحثين للحقّ، ولذلك بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور أتى بها إلى موقعنا لعله بواسطة أحد المهديّين إلى الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم أو عثرت عليه بقدرٍ من الله وليس صدفة وكان أمر الله قدراً مقدوراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
وأما (الباحث عن الحقّ) فلم يُصدِق الله ببحثه عن الحقّ ويحزنه من صدّق بالحقّ ويريد أن يصدَّ عنه صدوداً ونسي عهد الله الذي قطعه على نفسه، وأذكره بقول الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:34].
وقد أقسمتَ لنا أنّك لا تريد غير الحقّ وجعلت الله لعبده عليك كفيلاً تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّـهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّـهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا} صدق الله العظيم [النحل:91].
وكذلك قولك لمحبة الله ورسوله بغير الحقّ: "وأنت ازددت يقيناً من لا شيء"! ومن الذي ليس عنده شيء من العلم هل ناصر محمد اليماني أم الذي يٌسمّي نفسه بالباحث عن الحق؟ فتبيّن لنا أمرك وهدفك وإنّك لست من الذين يبحثون عن الحقّ بل من الذين يصدّون عنه صدوداً، وكذلك تفتري علينا أنّنا حذفنا نفي حدّ الرجم والله المستعان! وهذا رابطه منشور في الموقع منذ ليلة تنزيله بالموقع بالحقّ :
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?1261
وكذلك تجد نفي عذاب القبر في حفرة السوءة لا يزال منشوراً في بيان الموسوعة على هذا الرابط :
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?1523
وكذلك الفتوى الحقّ في حقيقة النسخ بالقرآن العظيم على هذا الرابط :
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?1534
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?4072
ويا من يُسمّي نفسه بالباحث عن الحقّ، لولا شكّي فيك من أوّل وهلة لما أخذنا منك ميثاقاً غليظاً، وقد تبيّن لي أمرك وأذكرك إنّك قد جعلت الله لنا عليك كفيلاً، فاحذر المسخ إن كنت تخاف الله، واعلم إنّ الله شديد العقاب فلا تصدّ عن الحقّ بالكتاب! ولا ولن يُصدق بالحقّ من الكتاب إلا الذين يعقلون من هذه الأمّة الذينَ تدبّروا البيان الحقّ وتفكّروا فيه فتبيّن لهم أنّه البيان الحقّ للكتاب لا شكّ ولا ريب؛ أولئك هم أولو الألباب الذين تدبّروا وتفكّروا في بيان آيات القرآن، تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].
إذاً لا ولن يُصدّق بالحقّ إلا الذين يعقلون، وأمّا الذين لا يعقلون فهم عن الحقّ معرضون، فانظر لقولهم: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الملك].
أخو المؤمنين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
__________________