الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
15 - 07 - 1430 هـ
08 - 07 - 2009 مـ
07:10 مساءً
ــــــــــــــــــــــ



لم يأمرنا الله أن نُعلن العداء على الذين لم يُحاربوا دين الله من الكافرين..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

ويا ابن الناس، إن كنت بايعت الإمام المهديّ فليس لك الخيرة من الأمر، وتمشي الدعوة إلى الحقّ بأسلوب الحكمة والتبشير وليس التنفير. تنفيذا لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [النحل:125].

ولم يأمرنا الله أن نُعلن العداء على الذين لم يُحاربون دين الله من الكافرين من الذين لا يصدّوننا عن دين الحقّ، فأمرنا الله أن نحسنَ إليهم ونبرَّهم ونقُسِط إليهم فنُعاملهم مُعاملةً حسنةً طيبةً صادقةً، وبهذه المُعاملة الطيبة تكسب قلوبهم وتستطيع أن تهديهم إلى الصراط المُستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} صدق الله العظيم [الممتحنة:8].

ويا عجبي من أمرك أخي الكريم! فهل لم تعلم إلى حدّ الآن ما هو الحقّ وما هو الطاغوت حتى تسألني مزيداً من التوضيح؟ ويا أخي، إنَّ الحق هو أن تعبد الله وحده لا شريك له، فأمّا الطاغوت فهو الشيطان وأولياؤه الذين يدعون إلى الشرك بالله وعبادة ما دونه من الباطل الذي ما أنزل الله به من سُلطان، وأولياء الطاغوت من الكُفار هم الذين يُقاتلون المُسلمين في دينهم ويريدون أن يطفئوا نور الله، وأولئك أمرنا الله بقتالهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} صدق الله العظيم [النساء:76].

ولذلك لن تجد المهديّ المنتظَر آمراً أنصاري بالاعتداء لا على كافرٍ ولا على مُسلمٍ ما لم يمنع دعوة الحقّ إلى صراط العزيز الحميد، ودعوة المهديّ المنتظَر للعالمين ليست بالسيف ولا بالبندقية حتى يكونوا مُسلمين؛ بل على منهاج النّبوة الأولى فلا إكراه في الدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:256].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ(26)} صدق الله العظيم [الغاشية].

وتصديقاً لقوله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:45].

وتصديقاً لقوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى(9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى(12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا(13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى(14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى(15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)} صدق الله العظيم [الأعلى].

وتصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [المزمل:19].

فلا تُضِلُّك الأحاديث الموضوعة المشوّهة بالدين وبالمُسلمين فإنها تُخالف أمر الله في القرآن العظيم كمثال الحديث المُفترى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
اقتباس المشاركة :
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثنا سعيد بن المسيب إن أبا هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[أُمِرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله.] رواه عمر وابن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم. صحيح البخاري ج 3 ص 1077.
انتهى الاقتباس
فهذا حديث مُفترىً على محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم، ومُفترىً على أبي هُريرة، فلا أذكر صحابة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا بخير لأن المُفترين بالأحاديث الموضوعة إنما هم المُنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر كما بيّنا لكم من قبل وعرفناهم لكم في الكتاب لذلك من وجد حديثاً مُفترًى مُخالف لمُحكم القرآن العظيم عن رسول الله عن أحد صحابته فلا يشتم راوي الحديث لأنه بريء من روايته، وإنما افترى عليه المُنافقون من شياطين البشر من اليهود.

غير أنّ الله أمرني من بعد التمكين بإقامة حدود الله التي تمنع الإنسان عن ظُلم أخيه الإنسان، وأما عبادة الله فلا إكراه في الدين، أفرأيت لو أنّك أكرهت كافراً أن يُصلي فهل ترى أنّ الله سوف يتقبل صلاته ما لم يخشع لها قلبه وتخضع لها جوارحه فلا تكن من الجاهلين وادعُ إلى سبيل الله بالحكمة كما أمرك الله وبشِّر ولا تُنفّر عن دينك بأسلوبك الفظ مع الذين لم يهتدوا بعد إلى الحقّ وليس لك الخيرة من الأمر، فإن كنت من التابعين للحقّ فقل سمعنا وأطعنا، وحقيقة وإني أراك تكاد تزيغ عن الحقّ ونسأل الله لك التثبيت.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=45669