06 - شوال - 1443 هـ
07 - 05 - 2022 مـ
07:31 صباحًا
(بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=381499
____________
بيانُ كلمةِ (آمِّين) في القرآنِ العظيمِ ..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على كافّة الأنبياء والمُرسَلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله ومن تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ثُمّ أمّا بعد..
قال الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ﴿٩٦﴾ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴿٩٧﴾} [آل عمران]، ففي هذه دعوة من الله للمؤمنين أن يحجّوا إلى بيت الله المُعَظَّم المسجد الحرام في مكة المكرمة، فعلى المقتدرين ماليًّا وجسديًّا أن يكونوا آمِّين أي مُجيبين دعوة الله لحج بيت الله المعظم المسجد الحرام، تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ۚ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
والبيان الحق لكلمة (آمِّين) أي: المُجيبون لدعوة الله لحج البيت لِمَن استطاع إليه سبيلًا. إذًا كلمة (آمين) لُغويًّا أي طلب الإجابة لدعوة الداعي، كون المحاور المَجهول أبو النور يُحاجِج الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ في الكلمة التي يقولها المُصَلّون وراء الإمام أثناء الدعاء في الصلاة على الميّت: "اللهم آمين"، وكذلك الذين يقولون وراء الإمام أثناء دعاء قنوت صلاة الفجر، فحين يقول إمامُ المُصَلِّين: "اللهم اغفر لجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات أجمعين" فمن ثمّ يقول المصلون: "اللهم آمين" أي اللهم أجِب، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴿١٨٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ويا أبا النور، لا حوار لمجهوليّ الهويّة مِن عُلماء الأمة، إنّما أجبرتني على إجابة سؤالك من القرآن العظيم حتى أُعَلِّمك المعنى لكلمة (آمِّين) أي: المُجيبون تلبيةً لدعوة ربّهم للحج لبيته. ولذلك يقول الحجاج: "لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك" كونهم حَجّوا آمِّين أي مُجيبين تلبيةً لدعوة ربهم لحج البيت لِمَن استطاع إليه سبيلًا.
فلا ينبغي للإمام المهدي ناصر محمد اليماني أن يُبَيِّن القرآن باللغة العبريّة بل أُبَيِّن القرآن بالقرآن فهو يُبيِّن نفسه من نفسه باللغة العربيّة، كون القرآن العظيم بلسان عربيّ مبينٍ، بل سوف نزيدك عِلمًا عن الحِكمة من كلمة (آمين) كونه يستطيع أن يقولها بعد داعي الدعاء الناسُ أجمعين بكلّ سهولة سواءً العَرَب أو العَجَم أو الأبْكَم الذي لا يستطيع الكلام إطلاقًا فإنّه كذلك يستطيع أن يقولها مع الجماعة وراء الإمام الداعي في دعاء قنوت صلاة الفجر.
وقد يستغرب أبو النور فيقول: "وكيف هذا؟! فهل جعلت كلمة (آمين) معجزة من ربّ العالمين حتى يستطيع أن ينطق بها الأبكَم؟ فكيف يستطيع الأبكَم أن يقولها (آمين) بعد دعاء الإمام مع أنه أبكَم؟ عجيبٌ قولك يا ناصر محمد اليماني!". فَمِن ثم يرد عليك الإمام المهديّ وأقول: يا أبا النور، هنا تقتضي الحكمة من كلمة (آمين) التي يقولها المصلون أثناء دعاء القنوت لصلاة الفجر كون كلمة (آمين) لا تحتاج لحركات نُطق اللسان بل تأتي من أسفل الحنجرة إلى الشفايف ورأس اللسان فقط إلى أعلى الحنك الأمامي، فحين تجد أبكَمًا فاطلب منه أن يقول كلمة (آمين) فحتمًا سوف تجده يقولها كونها كلمة سهلة على لسان الأبكَم، ويا رجل فهل تعلم اللغة التي فطر الله الناس عليها بادئ الأمر؟ ألا تعلم أنّها اللغة العربية؟ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿١٧٣﴾ وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿١٧٤﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
ويا أبا النور إن الطفل أول ما يبدأ النُطق بالكلام هو باسم (ماما، بابا) كونها مِن اللغة العربيّة (فِطرة الناس حين الخلق)، ولا يشترك لسان الإنسان في نداء والديه (ماما، بابا) وهُنَّ من كلمات اللغة العربيّة وذلك حتى يقولها بسهولة عند الطفولة (فطرة الطفل) فما يدريه بكلمات (ماما) (بابا)؟! وأمّا حين يكبر فينطق لسانه فيقول: "يا أبتي، يا أمي"، وأمّا الأبكَم فيستطيع أن ينادي أبويه (ماما، بابا)؛ فكذلك كلمة (آمين) جعلها الله من الكلمات السهلة لدرجة أنه ينطق بها الأبكَم مع الجماعة في الصلاة بعد دعاء الداعي في قنوت صلاة الفجر.
فهل فهمت الخبر يا من حضَر يتحدى المهدي المنتظر من مُحكَم الذِّكر؟
ويا أخي الكريم نصيحة لك: لا تتمنى أن تكون خليفة الله المهدي المنتظر، فما نالها ناصر محمد اليماني بالتّمني أن يكون هو خليفة الله المهدي؛ بل تمنَّى ناصر محمد اليماني أن يَتَّبِع الحق من ربّه كما يحب الله ويرضى، وبما أنه لا يوجد في زمانه مَن هو على الحق كونه لا يؤمن أكثرهم بالله إلَّا وهم مشركون ثم اصطفاه الله وهداه إلى الحق وعَلَّمه الكتاب والحكمة وجعله الله للناس إمامًا.
ويا أبا النور نصيحتي لك مِن وسوسة نفسك والشيطان أنّ لك شأن عظيم، فإنّما يريدك أن تُعَظِّم نفسك فتصاب بجنون العَظَمة، ولكن حين تتمنى أن تَتَّبِع الحقّ من ربك دونما طمَع في مكانة ومنصب دنيوي فلله الآخرة والأولى كون الحِكمة من خلقنا ليس من أجل ملكوت الحياة الدنيا ولا من أجل ملكوت الحياة الآخرة كون الجواب في مُحكَم الكتاب عن الحكمة: لماذا خلق الله العباد؟ وذلك لكي يكونوا عبيدًا لله فيعبدون رضوان نفس الله، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
ويا أبا النور إن خليفة الله المهديّ ناصر محمد اليمانيّ في زمن أُمَّةٍ يسترقون العلم وينسبونه إلى أنفسهم بسبب الرّياء أنه عالمٌ فُيحِبّون أن يُحمَدوا بما لم يفعلوا لوجه الله؛ بل رياء، فلولا أنَّ عِلم كتاب الله القرآن العظيم جعله الله برهان الإمامة والخلافة العالميّة لعلَّمتكم عن كل ما تسألون عنه في كتاب الله القرآن العظيم بما شاء الله.
ويا أخي الكريم إنك لفي خطرٍ عظيمٍ بسبب ظنّك أن لك شأن عظيم فذلك من عمل الشيطان يؤدي بالإنسان إلى أن يستحوذ عليه الشيطان فيؤدي به إلى الجنون، بل تَمنَّى رضوان الرحمن وحبّه وقربه ورضى نفسه، واتَّخِذ عند الله عهدًا أنك لن ترضى حتى يرضى، فلن تستطيع أن تفعل ذلك حتى يُحبّك الله، فاتبعوني يُحبِبكم الله ورسله، واعلم يا أبا النور أن الله لم يخلق الناس ليبحث عنهم - سبحانه - بل خلق الله عباده ليبحثوا عن الحق الذي خلقهم لعبادته (الله رب العالمين) فلا ولن يهدي الله إلى الحق إلّا الذين وجدهم الله يتمنّون أن يَتَّبِعوا سبيل الحق إلى ربهم، فالحقّ هو الله وكان على الله أن يهدي قلب كل من يتمنَّى أن يتَّبِع الحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ﴿٦٨﴾ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
فَكُن من الشاكرين وتَدبَّر البيان الحق للقرآن العظيم وسوف تجد بإذن الله ما كنت تتمنى أن تجده إن كنت باحثًا عن الحق فسوف يهدي الله قلبك أو يصرف الله قلبك من بعد ما تبيَّن لك أنه الحق من ربك، فاتَّبِع سبيل الحق الذي يُقنع عقلك ويطمئن إليه قلبك، وأما إن كنت من أصحاب طموح المكانة والرفعة من أصحاب الحياة الدنيا فحتمًا سوف تستكبر أو ترى أنك أولى أن يصطفيك الله خليفته المهدي المنتظر، فذلك ما أوقع الشيطان فيه كثيرًا من الضالين عبر قرون من الزمن كون المهدي المنتظر خليفة الله على العالم بأسره وَعْد الله في مُحكَم كتابه، ولا ينبغي للمهدي الحق أن يصطفي نفسه خليفة لله ما لم يصطفه الله، ولا ينبغي لعبيد الله أن يصطفوا خليفة الله من دونه - سبحان الله العظيم وتعالى علوًّا كبيرًا - فهو مَن يخلق ما يشاء ويختار ولا يُشرك في حكمه أحدًا، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٨﴾ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿٦٩﴾ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [القصص].
ويا حبيبي في الله أبا النور تواضع لله ودعك من الغرور فلسنا في مباراة كرة القدم تغلبني أو أغلبك فهذا دين الله فاحذَر أن تقول على الله ما لا تعلم؛ فإنك لن تُغوي نفسك فحسب بل تُغوي نفسك ومن اتَّبعك وتحمل وزرك ووزر من اتَّبعك بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، ولا تُأوِّل القرآن من رأسك وخذ بمحكمه الذي لن تجد له تأويلًا غير ظاهر الآية كباطنها فتلك من آيات أم الكتاب في أصول العقيدة.
ويا أبا النور خُذها نصيحة من رجل يعلم من الله ما لا تعلم: فلا تهتم بثناء الناس عليك بل اهتم بثناء الله عليك ورضوانه، فما أجمل أن يقول لك ربَّك نعم العبد فهنا يسقط كافة ثناء العبيد في الملكوت كله في نظر المُخلص لربه، فوالله لن يرى ثناء الملائكة والجن وكافة الإنس عليه يعدل شيئًا من رضوان الله، أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده، وكن من الربَّانيين المُخلصين لربهم ومن قوم يحبهم الله ويحبونه، ولا تفتخر أنَّك من أهل البيت فترى معدنك معدن ألماس ومعدن الناس النحاس فتهوي في نار جهنم فذلك تكبر وغرور يهوى بك في النار؛ بل عليك بِنَسَب التقوى إلى ربك، وتعرَّف على ربك واهتم بمعرفة سبيل الحق إلى ربك يهديك إلى سبيل الداعي إلى صراطٍ مستقيمٍ بسلطان العلم المُقنِع لعقلك وينير قلبك، فلا تكُن من الذين وقعوا في مصيدة طموح المهديّة فتضل وتشقى، فقد أوقع الشيطان كثيرًا تمنّوا أن يكونوا أنبياء من عند أنفسهم ولم يصطفهم الله حتى استحوذ عليهم الشيطان فجعلهم يزعمون أنهم أنبياء، وآخرين في طموح مكانة خليفة الله المهدي المنتظر فوسوس لهم الشيطان حتى أرداهم للجنون؛ بل تمنَّى أن تكون عبدًا لله مُخلصًا لله وحياتك مِن شان الله وعملك مِن شان الله حتى تلقى الله بقلب سليم من الشرك وذلك هو الفوز العظيم.
ويا رجل لقد ذكرتني بحوار مجهوليّ الهويّة وقد أعطيناهم مِن العلم ما شاء الله فلم يهتدوا إلَّا قليلًا منهم، بل اهتدوا بالحوار قومٌ آخرون كانوا حقًّا يبحثون عن سبيل الحق إلى ربهم فهدى الله قلوبهم وأتمم لهم نورهم، وكفى حوارًا لمجهوليّ الهوية فإذا لم يهتدوا بما قد كتبناه من العلم فلن يهتدوا إذًا أبدًا.
ودخلتم في عصر التحدِّيات الكبرى وأحداث تترى وجاء وعد الله فاغتنم الفرصة، فوالله إن موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ روضةٌ أعظم من رياض جنات النعيم لطلبة العلم الحق فحتمًا يجدون النعيم الأعظم من جنات النعيم، فلن يدرك ذلك سوى قوم يحبهم الله ويحبونه لا يرضيهم الله بجنته يوم لقاه حتى يرضى.
وسلامٌ على المُرسَلين والحمد لله رب العالمين..
خليفةُ الله وعبدُه الإمامُ المهدي ناصر محمد اليماني.
_______________