- 8 -
الإمام ناصر محمد اليماني
07 - 11 - 1430 هـ
26 - 10 - 2009 مـ
01:08 صباحاً
ـــــــــــــــ
{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
صدق الله العظيــــم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله التوّابين المُتطهّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامُ الله عليكم أخي مُشبب القحطاني، إنّي وجدتك تقول وما يلي اقتباس من قولك:
ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المُنتظَر وأقول لك: إنّ هذا الأمر عظيم، وسبقت فتوانا أنّ أيّ عالم يُريد حوارنا في بيان الصلوات فعليه أن يُنزل اسمه وصورته بجانب اسمه، وعلينا التأكّد من حقيقة اسمه وصورته حتى يتمّ الحوار مع شخصيّات معروفة لدى المجتمع حتى إذا ألجمناهم بالحقّ يزداد الذين آمنوا إيماناً ويصدّق الآخرون ويطهّر الله قلوب الذين لا يزالون في ريبهم يتردّدون، ولذلك لا أُريد الحوار مع شخصياتٍ مجهولةٍ. وهذا الشرط جعلناه حصريّاً فقط في بيان الصلاة نظراً لأهميته وخطورته ولكنّنا تكريماً لك هذه المرّة سوف نردّ عليك بالحقّ ونقول لك: أخي الكريم بارك الله فيك فإنّي أُذكِّرك باقتباسك:
فإنّي والله لا أجرؤ أن أقول على الله بالظن الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فكيف تجعل الصلاة ركعةً واحدةً تقرأ فيها الفاتحة مرتين؟ (إشلون يصير هذا يا مُشبب القحطاني)؟ ونِعْمَ الرجل لو كنت من الأنصار السابقين الأخيار فقد علّمناهم أن لا يقولوا على الله ما لا يعلمون، وأضفنا إنّ ذلك من الشيطان وليس من أمر الرحمن أن يقول المؤمن على الله ما لم يعلم.
ويا أخي الكريم، بالنسبة لاسم الله المذكور في بيوت الله هو (الله) الله أكبر عند الإحرام، الله أكبر عند الركوع، وفي جميع حركات الصلاة تذكرون (الله) ولم نقصد إنّك تذكر الله بجميع أسمائه الحُسنى بل ادعُ الله أو الرحمن فبأيّ اسمٍ لله فهو واحد لا إله سواه وله مائة اسمٍ وإنّما جعل عدد الركعات بعدد أسمائه الحُسنى لأنّها جميعاً له وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الجن].
فكم أدهشني قولك!
فكيف تقرأ الفاتحة مرتين في ركعةٍ واحدةٍ يا رجل؟ بل إننا أفتَينا بالحقّ بأنّ الفاتحة تُقرأ مرتين لأنّ لكُلّ صلاة ركعتين، ومن ثمّ أثبتنا أنّ القصر هو قصر الصلوات من ركعتين إلى ركعةٍ واحدةٍ، وأما صلاة السفر هي ذاتها سواء تضربون في الأرض في سبيل الله أو تمشون في مناكبها للبحث عن الرزق أو أيّ هدفٍ آخر فأحلّ الله لكم صلاة السفر وهي جمعاً صلاة العصر مع الظهر، و صلاة المغرب مع العشاء جمعاً، وحين يأتي الخوف من فتنة الذين كفروا أو حتى فتنة لصوص الطرقات وحتى لو كنت مسافراً فخشيت أن يفتك بك لصوص الطرقات فيحل لك القصر في صلاتك، كما يحل لك أن تصليها وأنت على خيلك، أو في راحلتك حتى يطمئن قلبك فتؤدّيها كما علمك الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿239﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. ولا يزال لدينا التفصيل الكثير والكثير في بيان الصلوات فلم نقُل بعد إلا بنسبة اثنين من عشرة أخي الكريم، واعلم إنّ صلاة الحضر لم نُفصِّلها بعد، وكأنّي أراك تُريد أن تقول بأنّا أفتينا في صلاة الحضر ولم نُفتِ بعد فيها ولم ندخل في التفصيل.
ويا أخي الكريم، إنّ ركن الصلاة لهو الركن الذي لم يُرفع عن الإنسان ما دامت الحياة تسري في جسده حتى تبلغ الحلقوم فيدخل في غيبوبة الموت، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿31﴾} صدق الله العظيم [مريم].
ولكنّ الله خفف في الصلوات ولم يتم قضاؤها إلى عدّةٍ من أيّام أُخر كمثل الصيام وهل تدري لماذا؟ وذلك لأنّ الصلاة هي الصلة بين العبد والربّ، ولكنّي أبشركم أنهّا أيسر مما أنتم عليه، فبسبب تصعيب الصلوات لا تجد المُصلين إلا قليلاً من أمّة مُحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ليس إلا بنسبة عشرة في المائة تقريباً وتسعين في المائة لا يصلون وهذه مصيبة كُبرى. ولكنّي أبشرهم أنّ الصلوات سوف تكون هيّنة بإذن الله فلا تعود كبيرة إلا على الذين هم للحقّ كارهون، ولكني لم آمر أنصاري بالتطبيق نظراً لأنّنا لم نستكمل بعد التفصيل فلا يزال الكثير ولا نزال ننتظر مُفتي الديار الإسلاميّة والمشايخ المشهورين، وأهم شيء هو الالتزام بالشرط وهو الإثبات لهوية الشخص الذي سوف يحاورنا فعليه أن يأتي باسمه الثلاثي وصورته الشخصيّة حتى يتبيّن لنا وللأنصار وللباحثين عن الحقّ من هذا الشخص الذي يحاور المهديّ المُنتظَر في شأن بيان الصلوات من أهم أركان دين الإسلام من بعد شهادة التوحيد ولذلك أعرنا بيان الصلاة أهمية كُبرى وبُشرى للمؤمنين إن شاء الله باليسر والفرج.
وبالنسبة للغيث المُبارك فله شرط في الكتاب وهي الاستقامة فهل ترى القُرى قد استقاموا على الطريقة الحقّ؟ فلا نزال نسعى لجمعهم فنقوّمهم من بعد اعوجاجهم فنجعلهم بإذن الله على صراطٍ مُستقيم، ومن ثمّ يفتح الله عليهم بركاتٍ من السماء والأرض فيأكلوا من بين أيديهم ومن تحت أرجلهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا ﴿16﴾} صدق الله العظيم [الجن].
فهل تعلم كيف هذا الماء الغدق؟ إنّه ماءٌ مباركٌ ينبت منه جنات من الفواكه أشكالاً وألواناً ومما يأكله الإنسان والحيوان. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿96﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
لدرجة إنّك لا تجد فسحة لأن تضع فيها رجلك لأنّ الأرض سوف تُخرج بركاتها لو استقام أهلُ القُرى جميعاً مع أنبيائهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ﴿66﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
ولذلك قال نبيّ الله نوح لقومه: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿10﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿11﴾ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴿12﴾} صدق الله العظيم [نوح].
ولكن هذه الآية لا تتحقّق باستقامة طائفةٍ واحدةٍ؛ بل لو استقاموا جميعاً على الصراط المُستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿96﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. وهذا ما سوف يتحقّق في زمن المهديّ المُنتظَر بإذن الله من بعد أن يجعل الناس بإذن ربهم أُمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وأما بالنسبة كيف تعلم إنّي المهديّ المُنتظَر فهذا يعود على البُرهان في بسطة العلم، فإن وجدت الإمام ناصر مُحمد اليماني حقاً قد زاده الله بسطةً في العلم فوجدته المُهيمن على كافة عُلماء المُسلمين واليهود والنصارى فذلك هو بُرهان الإمام المهديّ أن يُزيده الله بسطةً في العلم على كافة عُلماء الأمّة، وذلك لكي يستطيع أن يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيوحد صفهم ويهدهم إلى الصراط المُستقيم. وبالنسبة للذين يدّعون إنّهم المهديّ فلكل دعوى برهان؛ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم. وإنّما البُرهان بُرهان العلم، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
إذاً البُرهان هو العلم والسُلطان الحقّ، فمن كان مُفترياً على الله أنّه المهديّ المُنتظَر ولم يصطفِه الله فلن تجده مؤيّداً من الله بسُلطان العلم وسرعان ما يُهزم ويسقط في أوّل جولةٍ للحوار.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني.
_____________