الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 02 - 1430 هـ
28 - 01 - 2009 مـ
11:42 مساءً
ـــــــــــــــــــ
سبيل النجاة هو اتِّباع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ..
أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱلله لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].
ويا نسيم وطريد هل تريدان الحقّ أم الباطل؟ فإن كنتم تريدان الحقّ فطهِّرا أنفسكما وأصدِقا الله يُصدِقكما، ولا يغيّر الله ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم، فإذا علم الله أنّ عبده سقيم يقول: "يا إلهي أرني الحقّ حقاً وارزقني اِتّباعه وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه"، فحقٌّ على الله لعبده إن كان صادقاً لا يريد غير الحقّ فهنا يتحقق وعد الله لمن يبحث عن الحقّ أن يهديه إلى الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱلله لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].
وسوف أفتيكم بالحقّ أنّ الله لا يهدي من يشاء هو سبحانه، ومن قال إنّ الله يهدي من يشاء هو ويضلّ من يشاء هو فقد وصفتم الله بأنّه ظالمٌ سُبحانه! ولا يظلمُ ربك أحداً. فتعالوا يا معشر الباحثين عن الحقّ لأعلّمكم طريق الهدى، وبما أني الإمام المهديّ علم الهُدى للأمم فإليكم الفتوى بأحكام الهُدى لمن أراد الهُدى فآتيكم بالأحكام الحقّ من مُحكم القرآن العظيم، وبرغم اختلاف علماء الأمّة فمنهم من يقول إنّ الإنسان مُسيّرٌ وليس مُخيراً فأخطأوا ووصفوا الله بالظلم للعباد فيسير هذا إلى الضلال ليجعله من أصحاب النار ويسير هذا للحقّ ليجعله من أصحاب الجنة وقالوا إنّ ذلك تصديقٌ لقول الله تعالى: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} صدق الله العظيم [النحل:93].
فأخطأوا بيان الآية بغير الحقّ وجعلوا الله ظالماً لعباده فيهدي من يشاء هو ويُضلّ من يشاء هو سُبحانه ولو صدقوا لكان الله ظالماً لعباده سبحانه وقال الله تعالى في مُحكم كتابه: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].
وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} صدق الله العظيم [يونس:44].
ويا نسيم، ويا علم الجهاد طريد، هل لو قلت يا معشر المُسلمين لقد كلّمني الله من وراء الحجاب تكليماً عِلماً وليس حُلماً أو أقول أُنزل إلي جبريل فكلّمني، فمن أين لي بالسُلطان على ذلك؟ فإن أتيتهم بكلامٍ غير الذي في مُحكم القرآن فقد أصبحتُ من الكاذبين وذلك لأنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هو خاتم الأنبياء والمُرسلين، إذاً لا وحيٌ جديدٌ في الدين من بعد كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وأنا على ذلك لمن الشاهدين حتى ولو كلمّني الله تكليماً أو أرسل إليّ جبريل فلا حجّة لي على الناس ولو كلمني الله تكليماً حتى أُحاجّهم من مُحكم القرآن العظيم، إذاً لماذا تشغلون أنفسكم بالوحي وطرق الوحي ما دام لا حجّة للإمام المهديّ على الناس بغير ما جاء به محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- كتاب الله وسنة رسوله؟ أفلا تتقون؟ أم تريدوني أن أفتري على الله بغير ما جاء به محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ بل أرى نسيم قد أفتى كغيره من عُلماء الضلال أنّ القرآن لا يعلمه إلا الله وهذا إفكٌ مُفترًى قاله الشيطان الرجيم على لسان أوليائه فاتّبعتم قول الباطل، وما هي الحكمة من إفك الشيطان وأوليائه؟ وذلك لأنهم لن يستطيعوا أن يُحرّفوا كلام الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف فقالوا ذلك حتى يقول المسلمون إذاً ليس لنا إلا اتِّباع السّنة وحسبنا ذلك وذلك لأنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله، وبما أن السُّنّة ليست محفوظةً من التحريف فعند ذلك يستطيع الشيطان الرجيم أن يضلّكم عن الصراط المُستقيم فصّدوا بأحاديث تُخالف لما أنزل الله في مُحكم القرآن العظيم.
ويا معشر علماء الأمّة وكافة الشعوب الإسلاميّة، إني أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن مُحمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- خاتم الأنبياء والمُرسلين وأشهدُ أن القرآن العظيم خاتم الكُتب كتاب الله الجامع حجّة الله على العالمين ولكن نبذه كثيرٌ من علماء الأمّة وراء ظهورهم بحجّة أنه لا يعلم تأويله إلا الله واكتفوا بأحاديث السُّنة والتي لم يعدهم الله بالحفظ من التحريف.
ويا معشر كُل من بلغ رُشده من أمّة الإسلام ذكرهم والأنثى، إنّ سُلطان علم الإمام المهديّ في مسائل العقيدة الحقّ سوف يفهمه جاهل الأمّة كما يفهم اسمه الذي سماه به أبوه، فما بالكم بعُلماء الأمّة؟ فإذا بيّنت لكم سُلطان الحجّة البالغة بالحقّ فلم يتّبع الحقّ عالمكم وجاهلكم فقد جعلتم لله عليكم سُلطاناً فيُعذبكم مع الكُفار بالقرآن العظيم عذاباً نُكراً ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً.
وسوف نجعل السائل (من باب التكريم) أبا ريم الكريم، والمُجيب المهديّ إلى الصراط المُستقيم الإمام ناصر مُحمد اليماني.
مُقدمة من أبا ريم:
من قبل الأسئلة يا ناصر مُحمد اليماني نحنُ قومٌ مؤمنون بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وبما أنّك تقول أنك المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين، وبما أننا نؤمن بأنّ خاتم الأنبياء والمُرسلين هو محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذاً لا حجّة لك علينا لَئِن خاطبتنا من غير ما جاء به خاتم الأنبياء والمُرسلين، وإن خاطبتنا بما جاءنا به نبيّ الناس أجمعين وهيّمنت علينا بسلطان العلم منه فعندها لا خَيار لنا إلا أن نُصدّقُ أنك الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين، فإن كذبنا بحُجتك الحقّ التي لا تقبل الجدل فقد كفرنا بما أُنزل على محمد خاتم الأنبياء والمُرسلين وأصبح مثلنا كمثل الكفار بما جاء به رسول الله إلى الناس كافة ومن ثم يُعذبنا الله مع الكفار بالقرآن العظيم، إذاً شرطنا عليك أن تُحاجنا بما نؤمن به أنّه من عند الله القرآن العظيم فإن لم تجد فحاجّنا بسنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك لنا شرط آخر أن تُجادلنا بآيات أمّ الكتاب البيّنة لعالمنا وجاهلنا وأن لا تُحاجنا بالآيات المُتشابهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلا الله حتى وإن قلت علّمني الله تأويل المُتشابه فلا حجّة لك علينا وذلك لأنّ الله لم يجعل المُتشابه من القرآن الحجّة علينا؛ بل نجد في القرآن أنّ الله نهانا عن اتباع ظاهر المُتشابه من القرآن ونردّ علمه لله الذي أحاط بكل شيء علماً، وحذرنا الله وأفتانا أنه لا يتّبع ظاهر الآيات المُتشابهات ويذر المُحكمات إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ. وأبو ريم سوف يسألك ويرجو منك إجابة من المُحكم الذي يفهمهُ العالِم والجاهل، وبما أنّ المُحكم هنّ آيات أمّ الكتاب ولذلك جعلها الله آيات بيّنات لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ لعالِم الأمّة وجاهلها ولذلك لن أقبل منك سُلطاناً من القرآن إلا من آياته المُحكمات البيّنات شرط أن لا تُأوِّلها أنت يا ناصر مُحمد اليماني، فاترك لنا تأويلها. فإذا كانت آيات مُحكماتٌ فسوف يفقهها عالِم الأمّة وجاهلها لأنها ليست بحاجة للبيان إذا كانت من الآيات المحكمات من أمّ الكتاب بالقرآن العظيم فلا نريد منك إرفاق بيان لها لأنها حتماً سوف تكون واضحةً بيّنةً لعالمنا وجاهلنا ولذلك لا نُريد منك بياناً لها يا ناصر محمد اليماني حتى إذا كذّبنا بها فقد كذبنا كلام الله مُباشرة.
وإليك سؤال حُسين (أبا ريم) نيابةً عن علماء الأمّة وكافة المُسلمين ذكرهم والأنثى، وأكرر شرطي عليك أن تأتينا بالآية المُحكمة فلا تبيّنها لنا شيئاً فكيف تبّين آية محكمة ظاهرها كباطنها من أمّ الكتاب يفقهها عالِم الأمّة وجاهلها لا يزيغ عنها إلا هالك.
سـؤال 1: هل القرآن حفظه الله من التحريف؟
جـواب 1: قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].
سـؤال 2: إذاً لا بدّ أنّ لله حكمة من حفظ القرآن من التحريف وبالعقل والمنطق أنّ الحكمة من ذلك هي ليكون حجّة الله على الناس وعنهُ مُؤكد سوف يُسألون إن أتيتنا بسلطانٍ واضحٍ كما سُلطان الحفظ.
جـواب 2: قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:44].
سـؤال 3: وهل السّنة محفوظةٌ من التحريف؟
جـواب 3: قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً} صدق الله العظيم [النساء:81].
سـؤال 4: نحن نعتقد ونعلم نحن عُلماء المُسلمين أنّ محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لا ينطقُ عن الهوى كما علمنا الله بمحكم القرآن العظيم؛ بمعنى أن أحاديث السُّنة النّبويّة جاءت من عند الله كما حديث القرآن، وبما أنّ الله جعل القرآن محفوظاً من التحريف فبالعقل والمنطق إذا جاء حديثٌ نبويٌّ مُخالفاً لإحدى الآيات المُحكمات في القرآن العظيم فلا بدّ أن هذا الحديث النّبويّ جاء من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم وأوليائه المُفترين وإنّما هذا بالعقل والمنطق فهل لديك سُلطانٌ بيّنٌ في القرآن يؤكد ما يقوله العقل والمنطق؟
جـواب 4: قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
سـؤال 5: إذاً حبل الله الذي أمرنا الله أن نعتصم به ونُنكر ما خالفه قد تبيّن لنا أنهُ مُحكم القرآن ما دام تبيّن لنا أنّه المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث ولكن هل توجد آيةٌ مُحكمةٌ تفيد أنّ حبل الله الذي أمرنا الله بالإعتصام به والكُفر بما خالفه هو القرآن العظيم وتفيد أن الذين اعتصموا به سيهديهم الله به صراطاً مُستقيماً؟
جـواب 5: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴿١٧٤﴾فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
سـؤال 6: وهل بعد هذا الحديث حديث هو أحق منه؟
جـواب 6: قال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم، [الجاثية:6].
سـؤال 7: وهل الله يهدي من يشاء الله أن يهديه ويضل من يشاء الله أن يضله؟
جـواب 7: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} صدق الله العظيم [يونس:44].
فكيف يهدي من يشاء هو سبحانه ويضلّ من يشاء هو سُبحانه! بل يهدي من يشاء الهدى من عباده ويضلّ من استحب العمى على الهدى ولم ينِب إلى ربه ليهديه إلى الحق، ذلك لأنّ الله يهدي إليه من يشاء الهدى أي يهدي إليه من يُريد الهدى أي يهدي إليه من ينيب إليه من عباده طالباً الهدى من ربه أما من استحب العمى على الهُدى فلن يهديه الله أبداً ولا يظلم ربك أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [فصلت:46].
{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [فصلت:17].
{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} [محمد:17].
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} [يونس:108].
{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [الصف:5].
{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} [النساء:115].
{قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ(28)} [الرعد].
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)} صدق الله العظيم [الزمر].
فانظروا يا من يختلفون على الهدى ما هي حجّة الله على عبده الذي لم يهدِه وهي لأنه لم يُنِبْ إلى ربه لكي يهديه، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)} صدق الله العظيم [الزمر].
ويا نسيم! اتّقِ الله واتبعني أهدك صراطاً مُستقيماً، وأنا الإمام المهديّ الحقّ من ربك لا أجادل بآيات القرآن في غير مواضعها في الحوار؛ بل أجادل بآيات الله في نفس وقلب موضوع الحوار، ولكنك تأتي بآياتٍ لا دخل لها بموضوع الحوار الحاضر ومن ثم تزعم أنك تُجادل بآيات القرآن وتتهمني أنّي لا أقيم الحجّة على الناس على حقّ دعوتي إلا بالقسم بربّي وتنكر سلطان العلم الواضح للجاهل والعالم، وتنصّب نفسك كما تقول مُدافعاً عن سنة محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن ثم أقول لك ولكنك تُدافع عن الأحاديث التي تُخالف لمُحكم القرآن العظيم ومن ثم ترى نفسك على الهُدى! كلا وربّ العالمين إنك لتُدافع عن أحاديث الشيطان الرجيم التي جاءت من عند غير الله وتحسب أنّك من المُهتدين وأنت من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً.
أخي الكريم، وها أنا أتيتك بآياتٍ ولم أبيّنها شيئاً لأنها من مُحكم القرآن العظيم حتى ننظر من الذي يُكذب بكلام الله؟ هل نسيم أم ناصر مُحمد اليماني الداعي إلى الصراط المُستقيم؟ وأُقسم بالله العلي العظيم لو اجتمع علماء الأمّة أولهم وآخرهم حيّهم وميتهم ليُفسروا هذه الآيات المُحكمات لما وجدوا لها أيّ تأويلٍ، وذلك لأن ظاهرها كباطنها من آيات الله المُحكمات الواضحات البينات لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ لأنه استحب العمى على الهُدى. ولا خيار لك يا نسيم ولم تعد لك الحجّة أنه لا يعلمُ تأويله إلا الله، فها نحن لم نأتِك إلا بآياته المحكمات البيّنات ولم أجادلك بالآيات التي لا يعلم بتأويلها إلا الله بل بالمحكم، ولا خيار لك إما شاكراً مُصدقاً بالحقّ وإما كافراً بمحكم القرآن العظيم، وإن كان لديك حديثاً هو أحقّ وأصدق وأقوم قيلاً فأتِ به إن كنت من الصادقين، وأقسم بربي لا تستطيع لأني الإمام المهديّ الحقّ من ربِّكم أقمتُ عليك الحجّة الداحضة وجعلتك بين خيارين إما شاكراً مؤمناً بمحكم القرآن العظيم وإما كفوراً يُنكر الحق المُبين.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو أبا ريم الكريم الداعي إلى الصراط المُستقيم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــ