05 - 01 - 1433 هـ
30 - 11 - 2011 مـ
04:33 صباحاً
[ لمتابعة المشاركة الأصلية للبيان ]
https://nasser-alyamani.org./showthread.php?p=27249
ـــــــــــــــــــــ
( ردّ الإمام على أبي يوسف )
الردُّ بالحق، والحقُ أحقُّ أن يتبع ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار، وجميع أنصار الله الواحد القهار في كل عصر إلى اليوم الآخر..
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على كافة المسلمين والباحثين عن الحقّ أجمعين، وسلامُ الله على حبيبي في الله أبي يوسف، رحّبَ بك اللهُ وعبدُه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، ونأمر كافة الأنصار بالاحترام الكبير للباحثين عن الحقّ من الناس أجمعين أمثال أبي يوسف المحترم.
ويا أبا يوسف الله يرضى عنك ويُرضيك فكن شاهداً على قسمي هذا بالحقّ، وإنّي أُقسم بربّ العالمين الذي خلق الإنسان من طينٍ وأمر ملائكته المقرّبين بالسجود له أنّ ربّي لا يستطيع أن يرضيني بملكوته جميعاً في الدنيا والآخرة عن النعيم الأعظم وحتى وإنْ ضاعفه لعبده بعدد ملكوت الكون كلِّه إلى ما لا نهاية لَما زادني إلا إيماناً وتثبيتاً من ربّي على الإصرار على تحقيق النّعيم الأعظم من نعيم ملكوت ربّي مهما كان ومهما يكون، وحتى وإن زاد عبده فتنةً بأمر الكاف والنون فأقول للشيء كن فيكون بإذن الله - وذلك حتى أستغني عن تحقيق النعيم الأعظم - لما زادني بإذن الله فتنة ملك النعيم المادي إلا إيماناً وتثبيتاً على الإصرار على تحقيق النّعيم الأعظم من ملكوت ربّي جميعاً.
ويا حبيبي في الله أبا يوسف رضي الله عنك وأرضاك، إنّك تريدني أن أقول إنّي أخطأتُ بقولي إنّ الله لا يستطيع أن يفتِن عبدَه بالملكوت المادي! ومن ثم يردّ عليك الإمام المهدي وأقول: يا رجل فهل لو يتَّبع الإمام المهدي رضاك اذاً لأصبح النعيم المادي هو أعظم من النّعيم الأعظم رضوان الله في نفسه؟ ولربما أبو يوسف يودّ أن يقاطعني فيقول: "وإنّما أقصد يا ناصر محمد اليماني إنّ اللهَ على كلّ شيء قدير، فكيف تقول لا يستطيع ربّي؟ سبحانه وتعالى علواً كبيراً!". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: يا حبيبي في الله لقد سبقت الفتوى من الإمام المهديّ إلى الأنصار والباحثين عن الحقّ أنّ الإمام المهديّ يجعل في بعض البيانات كلمات فخٍ حتى يجدها أحد علماء الأمّة ويقول: ها هو قد وقع ناصر محمد اليماني في هذه المسألة، وسوف أقيم على ناصر محمد اليماني الحجّة فيها ومن ثم يتجرّأوا للحوار كمثل فضيلة الشيخ أبو يوسف المحترم، ومن ثم نترك له الحوار قليلاً مع الأنصار من باب الحكمة البالغة، وذلك كون الأنصار سوف يهبّون للدفاع عن الإمام المهدي أنّه على الحقّ، ومن ثم يُبحرون في تدبّر بيانات الإمام ناصر محمد اليماني باحثين فيها عن الإجابة على أحد السائلين أو الباحثين أو الممترين ومن ثم يأتون بالإجابة إنْ وجدوها، وإنْ لم يجِدوها فقد استفاد أنصاري بمراجعة البيانات فائدةً كبرى وأصبحوا مُلمّين أكثر فأكثر بسلطان العلم في البيان الحقّ للقرآن العظيم، وكل ذلك بسبب كثرة السائلين سواءً كانوا من الباحثين عن الحقّ أو من الذين يحاولون الصدَّ عن البيان الحقّ للقرآن العظيم، فأنصاري قد استفادوا علماً واسعاً من خلال مراجعتهم وبحثهم في بيانات الإمام المهديّ ليأتوا بالجواب للسائلين، وها هم قد أصبح منهم طائفة فطاحلةٌ في العلم رضي الله عنهم وأرضاهم، فنحن نراقبهم ونشاهد ما يفعلون، ونِعْمَ الرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأقسم بربّ العالمين أنّهم رحمةٌ للعالمين وهدفهم إنقاذك يا أبا يوسف وجميع المسلمين ومن كان يريد الحقّ من الناس أجمعين.
ويا أبا يوسف يا حبيبي في الله، وهل عندك شك أنّ ناصر محمد اليماني من الجاهلين أن يقول: لن تستطيع ربي أن تفتِّنني بملكوت الدنيا والآخرة! فظنّ أبو يوسف أنّ ناصر محمد اليماني يتحدّى قدرة ربّه؟ يا سبحان الله وتعالى علواً كبيراً عمَّا ظننتَ يا أبا يوسف! ألم نقل: حتى ولو ضاعف الله لعبده جنّات النعيم بعداد ذرات ملكوت الكون؟ فهذا يعني أنّ قدرة الله مطلقة بلا حدود أو قيود؟ ولكنّ إصراري على تحقيق النّعيم الأعظم هو كذلك بلا حدود، والله على ما أقول وكيل وشهيد، وأما قدرة ربّي على أن يُزيغ قلبي عن الحقّ فلا جدال في ذلك بين اثنين من المؤمنين أنّ الله يحول بين المرء وقلبه، سبحانه عمَّا يشركون وتعالى علُّوا كبيراً.
فكم بينَّتُ للأنصار في بيانات علم الهدى في الكتاب ذكرى لأولي الالباب، ألا والله لا أثق في نفسي شيئاً وأعلم علم اليقين أنّ الله يحول بين المرء وقلبه وأنّه يصرف قلوب عبادِه كيف يشاء بغير ظلمٍ، ولذلك لم أظن في ربّي أنّه سوف يزيغ قلبي عن الهدى بسبب أنَّ عبده مُصّر على تحقيق النعيم الأعظم، سبحانه وتعالى علواً كبيراً، ولا يظلم ربُّك أحداً يا أبا يوسف فكن من الشاكرين أنْ جعلك في عصر بعث الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، وكن من الشاكرين أن أعثرك الله على دعوة الإمام المهدي في عصر الحوار من قبل الظهور، ثم اتَّبع الحقّ من ربك وما بعد الحقّ إلا الضلال.
ويا حبيبي في الله، نحن قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه نسعى إلى تحقيق الهدى للعالمين لمن شاء منهم أن يستقيم ولا نُكرِه النّاس حتى يكونوا مؤمنين، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ونسعى إلى تحقيق السلام العالمي بين شعوب البشر وإلى التعايش السلمي بين المسلم والكافر.
ويا أخي الكريم، إن كنت تحبّ الله فاتّبعني بالمنافسة في حبّ الله وقربه يُحبِبك الله ويقرِّبك، ويا حبيبي في الله ليس الاتِّباع للأنبياء أنْ تعظِّموهم فتجعلوا التنافس في أقرب درجات حبّ الله وقربه للأنبياء من دون الصالحين بل اتِّباع الأنبياء هو أن تقتفي أثرهم وتنافسهم في أقرب درجة في حبّ الله وقربه عسى أن تكون ذلك العبد المجهول الذي ينال بأقرب درجة في حبّ الله وقربه.
ويا أبا يوسف حتى إذا فزتَ بالدرجة العالية الرفيعة في جنّة النعيم التي لا تنبغي إلا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عبيد الله، ومن ثم لا ترضى بها وأنفقتها لمن تشاء كوسيلة إلى ربّك لتحقيق النّعيم الأعظم منها ليرضى الله في نفسه فيُدخل عباده في رحمته كون الله أرحم منك بعباده فهو متحسّر في نفسه وحزين عليهم أعظم من حزن الأم على ولدها لو شاهَدَتْه يصطرخ في نار جهنم، وسبب تحسّر الله في نفسه على عباده الضالين ذلك بسبب صفة الرحمة في نفس الله لأنّها أشدّ وأعظم ممّا في قلوب عباده أجمعين، فلن تستطيع أن تجادلني لأنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين، فلا ينبغي أن يكون هناك عبدٌ هو أرحم من الله حتى يتقدّم للشفاعة بين يدي من هو أرحم بعباده، وإنّما الذين أذِنَ الله لهم بالخطاب كونه يعلم أنّ قولهم هو الصواب فلن يجادلوا الله في عباده ولا يتجرّأوا، تصديقا لقول الله تعالى: {وَاسْتَغْفِرِ اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿١٠٦﴾ وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴿١٠٧﴾ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّـهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّـهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴿١٠٨﴾ هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّـهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿١٠٩﴾ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّـهَ يَجِدِ اللَّـهَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿١١٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].
فلن يتجرَّأ بين يدي الله أحدٌ للشفاعة لعبيده بين يدي من هو أرحم منه بعبيده؛ الله أرحم الراحمين، وإنّما الذين أذِن الله لهم بالخطاب للربّ هم ليسوا من المتّقين من أصحاب الجنان الذين يسعون إلى تحقيق النعيم المادي في جنة النعيم؛ أولئك لا يملكون من الرحمن خطاباً يوم يقوم الناس لربّ العالمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ ربّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨﴾ ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الحقّ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا ﴿٣٩﴾ إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [النبأ].
ويا أخي الكريم، ثبّتك الله على الصراط المستقيم، وسألتك بالله العظيم هل تحبّ الله أشدّ من حبّك لكل شيء في الدنيا والآخرة؟ فإن قال حبيبي في الله أبو يوسف: "اللهم نعم، والله العليم بما في قلب عبده يا ناصر محمد، فلا داعي للقَسَم من أبي يوسف أنّ الله أحبُّ إلى قلبه من كل شيء في الدنيا والآخرة والله يعلم بما في نفس عبده". ومن ثم يرد عليك الإمام ناصر محمد وأقول: فهل ترى أنّك سوف تكون سعيداً في جنة النعيم وأحبّ شيء إلى نفسك لا يزال متحسّراً وحزيناً على عباده الضالين الذين أهلكهم الله وهم لا يزالون على ضلالهم؟ ولربما يود أبو يوسف أنْ يقول: "ومن قال لك أنّ الله متحسّرٌ وحزينً على عباده الضالين؟". ومن ثم يرد عليك ناصر محمد وأقول: يا أبا يوسف لو أنّ ابنك عصاك ألف عامٍ لم يُطِع لك أمراً ومن ثمّ أمر الله به أن يقذف في نار الجحيم ومن ثم اطَّلع أبو يوسف على أهل النار فشاهد ولده يصطرخ في نار الجحيم وهو يقول: يا ليتني لم أعصِ ربّي وأبي، فتصوّر كم مدى الحسرة والحزن في نفسك على ولدك يا أبا يوسف ولا قدَّر الله ذلك، إذاً فتصوّر عظيم حسرة الله أرحم الراحمين في نفسه وحزنه.
ويا حبيبي في الله أبا يوسف، إنّ التحسّر في نفس الله على عباده لا يحدث في نفسه وهم لا يزالون على إصرارهم على ضلالهم ويأبون أن يتّبعوا رسل ربّهم، كلا وإنّما يحدث التحسّر في نفس الربّ من بعد التحسّر في أنفس عباده على ما فرّطوا في جنب ربّهم حتى إذا جاءهم العذاب فيندموا ويقول كلٌّ منهم يا حسرةً على مافرّطت في جنب الله، وقال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
وهنا حين وقوع العذاب من الربّ ومن ثم يحدث النّدم في أنفس العبيد ومن ثم يأتي التحسّر في نفس الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس].
وسبب تحسّر الله عليهم كونهم قد أصبحوا نادمين ويقول أحدهم: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
إذاً يا حبيبي في الله أبا يوسف، فنحن قوم يحبّهم الله ويحبّونه نسعى لهدى العالمين بكل حيلةٍ ووسيلةٍ حتى يهديهم الله بسببنا فنحقّق الفرحة في نفس الله كون الله يفرح بتوبة عباده فرحاً عظيماً ويسرُّ في نفسه، ونحن قوم يحبّهم الله ويحبّونه نسعى إلى تحقيق رضوان الله في نفسه ونجد في الكتاب أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر لربهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7]
ويا رجل، فهل ترى أنّ الإمام المهدي ناصر محمد وأتباعه قد ضلّوا عن الصراط المستقيم كونهم يتّخذون تحقيق رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لتحقيق الجنة؟ مهما عرضت فلن تفتِنّا بإذن الله عن تحقيق النّعيم الأعظم منها، فيرضى الله في نفسه ويذهب تحسّره وحزنه بعد أن يدخل عباده في رحمته إلا شياطين الجنّ والإنس الذين يئِسوا من رحمة الله كما يئس الكفار من أصحاب القبور، ومن ثم يحاربون الله وأوليائِه وهم يعلمون أنّه الحقّ ولكنّهم للحق كارهون، إن يروا سبيل الرشد لا يتّخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذونه سبيلاً، ويريدون أن يطفئوا نور الله من بعد ما تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم، ولو أنّهم يتوبون إلى الله متاباً لتاب الله وغفر لهم، ولكنّهم ظلموا أنفسهم باليأس من رحمة الله أرحم الراحمين، وما ظلمهم الله ولكنّ أنفسهم يظلمون.
وعلى كل حال فإنّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني يرحب بفضيلة الشيخ أبي يوسف، وأهلاً وسهلاً ومرحباً بشخصكم الكريم في طاولة الحوار العالميّة للمهدي المنتظر من قبل الظهور موقع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني (منتديات البشرى الإسلامية). ويا أحبّتي الأنصار لا نزال نوصيكم بما أوصاكم الله به في محكم كتابه: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١٢٥﴾} صدق الله العظيم [النحل].
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
______________