بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله النعيم الأعظم بسم الله الكريم الأكرم بسم الله العليم الأعلم بسم الله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين من خليفته النبي أدم إلى خليفته النبي والرسول الخاتم وأسلم تسليما كثيرا وأصلي وأسلم على إمام الأنبياء وقائد الأتقياء الناصر لدين محمد الإمام والخليفة الخاتم الإمام ناصر محمد اليماني وأل بيته أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سلام الله عليك أيها الشيخ ابو يوسف ورحمة الله وبركاته وأهلاً ومرحباً بك حللت أهلاً ونزلت سهلاً ضيفاً عزيزاً مكرماً على خليفة الله وأنصاره السابقون فأهلاً ومرحباً بك ونشكرك على حسن تحاورك ونجلَّك ونحترمك كما أمر إمامنا وتلك هي أخلاقنا التي إلتصقت بنا بعد إن هدانا الله فأخرجنا من الظلام إلى النور على يد عبده وخليفته الإمام المهدي المنتظر الحق وسترانا كذلك ما دمنا أحياء إلا مع من يتبين لنا أنهم من شياطين الإنس ممن يصدون عن الحق صدودا ويا أيه الشيخ الكريم الجليل ابو يوسف قبل أن أوضح تساؤلك الأول بكلمة إنك لا تستطيع والثاني بأن إصرار الإمام ليس له حدود فإني سأوضح تساؤلك بإذن الله ذلك كما يلي
يا سيدي الكريم إنك لتعلم ظاهر الأمر وباطنه من القصد بقول الإمام بأن الله لا يستطيع أن يفتنه ثم إزداد إصرارك بشيئ أكبر وهو قول الإمام عليه الصلاة والسلام بأن إصراره ليس له حدود فهنا علتك الدهشة والغرابة كيف نعترض الرجل في أمرٍ كقوله لا يستطيع أن يفتنني ثم يزيد الطين بلة ويجعل إصراره بلا حدود؟؟
ويا أيها الشيخ الكريم إني سأجيبك بالحق والحق أحق أن يتبع وما بعد الحق إلا الضلال.
إن جملتي الإمام عليه الصلاة والسلام كلاهما متشابه بيَّن:
فإما إنك علمت باطنه لبينه لديك فأردت أن تحمل ظاهره لإيصال المعنى لمن لم يبين له الأمر بعد.
أو أنك لم تعلم باطنه قط وذلك لعدم وصولك لمطلق العلم بباطنه لأنك تظن ذلك شيئ جديدا لمن نعلمه من فقهائنا وعلمائنا ولم يصل إلينا من رسولنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أجيب فضيلة الشيخ ابو يوسف فأقول
أما قولي بأن جملتي الإمام فهما من المتشابه البيَّن فتفسير ذلك كما يلي:
1-قول المتشابه لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم ممن أتاهم الله العلم والإمام المهدي أتاه الله علم الكتاب كله فهو يعلم محكم الكتاب ومتشابهه مما علمه الله تعالى بوحي التفهيم من الرب إلى القلب مباشرة فهو يحيط ويعلم ما يقصد ونحن لا علم لنا بمتشابه الأيات والأقوال ولكننا نؤمن به كما نؤمن بمحكمه وذلك لأن الله أفتانا في محكم كتابه بقوله:{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7)} صدق الله العظيم [آل عمران].
ولكن فضيلة الشيخ سيقول بأن ذلك القول ينطبق على كتاب الله وليس على كلام إمامكم...!
ثم أجيب فضيلة الشيخ فأقول ألم تعلم بأن الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام لايفسر القرأن كما يفسره علمائنا ولا يقول على الله بالظن..!
إنه يأتي بتفسير القرأن من ذات القرأن ومن محكمه وليس من متشابه حتى يقيم الحجة على كافة البشر إن أعرضوا عن بيان القرأن الحق للذكر.
ولكنك ستسأل وتقول إنه لم يقل قرأنا....؟
فأقول لك بلا ذلك بيانه قرأنا فصبرك علي أيها الشيخ الجليل حتى أوضح النقطة الثانية.
2-أما المتشابه البيَّن فذلك يعني أن هذا القول كان من المتشابه ولكن بعد إن تمت معرفته فقد أصبح معلوم لدينا ولكن ممن لم يعرفونه فلن يبين لهم ذلك حتى يصِلوا إليه كما أوصلنا الله إليه بعد إن أنبْنا فهدانا للحق.
ويا أيها الشيخ الجليل إنك تريد أن يعترف الإمام بأنه أخطأ بقوله بأن الله لا يستطيع أن يفتنه فأقول لك إن الإمام لم يخطأ بذلك القول وإنما ذلك هو القول الصحيح بإذن الله تعالى.
وإن الفخ الذي يقصده الإمام عليه الصلاة والسلام لا يحتمل في كنفاته وطياته معنى الكذب فتفسيره ومعناه عقلاً ومنطقاً لا يعني بأنه كذب.
ولا يحمل ذلك القول شيئاً من الخداع من قبل صاحبه ولم يكن كذلك الفخ موضع للسخرية من أحد وإنما ذلك الفخ هو موضوع في مكانه فرضاً لأن بعدم وضع ذلك الفخ ينقص المعنى ولايصل بعدم وضعه معنى ما نريد إيصاله وما نسعى لتحقيقه إلى الهدف المنشود.
فلو لم يقل الإمام ذلك لما كان قوله صحيحاً فيصبح لدينا نحن أنصاره كلام متناقض ومثله كمثل الوسيلة التي هي أعلى منزلة في الجنة ولكنها لا ينبغي أن تكون إلا لعبد واحد فقال رسول الله (وأرجوا أن أكون أنا هو) فتلك المنزلة هي لعبد مجهول فجعلها الله كذلك حتى يتم التنافس بين العباد لإبتغاء الوسيلة إلى الله فيخرجون بذلك التنافس من دائرة الشرك فلا يفضلون أنبيائهم عليهم فيسألون لهم الوسيلة من دون أنفسهم والله لم يأمرنا بذلك.
ولكن مع أن تلك الوسيلة هي للعبد المجهول ليتم التنافس بين كافة العبيد للتقرب من الله إلا أن الإمام عليه الصلاة والسلام قد بشر بتلك المنزلة في الرؤيا الحق بأنها له...!
ولكن ما الذي حصل هو أن الإمام ناصرمحمد عليه الصلاة والسلام رفضها وأنفقها لحبيبيه وحبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد الله على ذلك فلو لم يحصل ذلك الأمر لكنا ظننا في إمامنا تناقضاً إذ كيف يحثنا على التنافس وأن الوسيلة للعبد المجهول ثم يفتينا بأنه بُشِّر بها فأصبحت الوسيلة فعلاً هي وسيلة لتحقيق غاية فَرَفْض الإمام لها دلَّ على أنها مجرد وسيلة لتحقيق غاية ولو قبلها لما أصبحت كذلك فزادنا ذلك حباً لله وتقرباً منه لأن الأمر أصبح حقيقياً ثم بُشِّر الإمام مرة أخرى بأن الوسيلة عادت للعبد المجهول.
ويا أيها الشيخ الجليل هذا شطراً لجواب تساؤلك الأول وهو لماذا لم يقبل الإمام عليه الصلاة والسلام باالوسيلة لأن ذلك كان إختباراً من الله له ليفتنه بأعلى درجة إلى الله ولكن الإمام أنفقها لرسول الله وحرم على نفسه الجنة ونعيمها وملكوت كل شيئ فحقق بذلك الرفض جزءاً من الهدف الذي يسعى إليه ونسعى نحن كذلك إليه.
ويا أيها الشيخ الكريم ابو يوسف هل تعلم كذلك لماذا يقول الإمام بأن الله لا يستطييع فتنته بأي عرض يعرضه من ملكوته؟
وذلك لأنه علم من الله وأعلمنا بأن عباد الله سوف يرضون بما سيأتيهم الله من فضله حتى حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم سيعطيه الله حتى يرضى تصديقاً لقول الله تعالى:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} صدق الله العظيم [الضحى].
ثم نأتي لما قلناه مسبقاً عن تفسير الإمام للقرأن بالقرأن في قوله إن الله لايستطيع أن يفتنه فذلك يفسره القرأن الكريم في قول الله تعالى:{أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} فكانت الفتنة الأولى بعرض الوسيلة إليه ولكنه رفضها وأنفقها فأصبحت الوسيلة غاية للتقرب إلى الله فكان ذلك الرفض لتلك الفتنة هو الهدف الذي ذَكَرَتْهُ الأية فلم يكن تحدياً لله ولكن الإمام عليه الصلاة والسلام علم من الله بأن قوماً يبتغون الوسيلة إلى الله لتحقيق غاية فرفضها لتتم بذلك عبادته.
وكذلك يقصد الإمام من أن الله لا يستطيع فتنته لأنه علم من الله بأن هناك شيئأً أعظم من الجنة سيناله عباداً من عباد الله فبذلك رفض العرض بفتنته من الله فلو لم يعلم من الله بأن هناك شيئاً هو أعظم من نعيم الجنة لما قال ذلك القول وتفسير ذلك ستجده في قول الله تعالى:{ وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].
ثم كذلك فإن الإمام عليه الصلاة والسلام لو لم يعلم بأن هناك من عباد الله من سيرفض نعيم الجنة وأنه هناك من عباد الله من لا يستطيع الله فتنته بأي شيئ ليحول دون وصوله للهدف الذي يسعى إليه لما قال ذلك القول.
أما عن كيف علم بأن هناك عبداً من عباد الله لايستطيع أن يفتنه الله فذلك ستجده في كتاب الله في قول الله تعالى:{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً (35) جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَاباً (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38)} صدق الله العظيم [النبأ].
وذلك العبد الذي لا يستطيع الله فتنته هوذلك العبد الذي سيأذن له الرحمن وهو العبد الذي سيقول القول الصواب أما كيفية العلم بأن العبد الذي سيقول الصواب هو ذلك الذي لا يستطيع الله فتنته وذلك لأن ذلك العبد هو قائد الوفد الذي سيحشرهم الله إليه وفداً مكرمين على منابر من نور فلن يكونوا من أصحاب الجنة ولا من أصحاب الجحيم بل وفداً مكرمين عند الله تصديقاً لقول الله تعالى:{ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً (85)} صدق الله العظيم [مريم].
ولكن شيخنا الكريم سيتسائل ويقول لم تأتي بشيئ بأن ذلك العبد هوالعبد الذي لا يستطيع الله فتنته ولا يعني كونه قائد الوفد أنه هو ذلك العبد.
فأقول يا شيخنا الكريم ابو يوسف بما أنني أوصلتك إلى هنا فوصل العلم من بياني بأن هذا العبد هو من ستكون له الشفاعه ولكنها ليست الشفاعة التي تعتقدون.
فأجيب شيخنا الكريم فأقول إن الإمام المهدي عندما قال بأن الله لا يستطيع فتنته فقد صدق ورب الكعبة وقد أشهدك كذلك على قوله ونحن على ذلك من الشاهدين أتعلم لماذا لأن الإمام المهدي قد علم من الله ما لم نعلمه نحن ولا أنت ولكننا نعلم مما علمنا الإمام فعلم الإمام من ربه بأن هناك عبداً لا يستطيع الله فتنته أبدا أبدا وذلك العبد قد إتخذ على نفسه عهداً عند الله بأنه لن يرضى ولايستطيع أن يفتنته الله قال تعالى:{لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً (87)} صدق الله العظيم [مريم].
فذلك هوالعبد الذي أقصد وقد علمت مراده ومقصده وقد علم الله مراده ومقصده قبل أن نعلم وقبل أن يخلق كل شيئ فذلك هو صاحب الشفاعة الذي سيقول القول الصواب ولا ولن يستطع أحداً غيره لأنه قد إختصه الله بذلك فأعلمه بنعيمه الأعظم من كل شيئ فاتخذ عهداً عند الله وأشهدك وأشهدنا على ذلك فنحن عليه من الشاهدين.
ثم ستسأل أيها الشيخ لماذا لا يكون شخصاً غيره كحبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟
فأقول لك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أفتانا الله في محكم كتابه بأنه سيرضى تصديقاً لقول الله تعالى:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} صدق الله العظيم [الضحى].
لذلك فإن هذا العبد لن يرضى حتى يرضى فهو الذي سيقول الصواب وهو الذي سيأذن له الرحمن للخطاب وهو العبد الذي سيحاجج الله بنعيمه الأعظم ولن يسأل الله بأن يرحم عباده لأن الله أرحم الرحمين لذلك سيحاجج الله برضوان نفسه وكيف يرضى الله في نفسه إلا بعد أن تعم رحمته غضبه فيرضى فيدخل عباده في رحمته تصديقاً لقول الله تعالى:{وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)} صدق الله العظيم [النجم].
فلو لم يعلم الإمام من الله بأن عبداً سيكون ذلك شأنه فهل كان سيفتي بذلك القول لايستطيع الله أن يفتنني؟
سأقول لك لا ولكنه علم من الله ذلك فأعلمنا مما علمه الله فأصبح المتشابه في القرأن لدينا متشابه بيَّن لإحاطتنا به من صاحب علم الكتاب إلا ماصار مبهماً فنحن نؤمن به مهما كان ومهما يكون فلا يفتننا شيئاً بكلمة تحتمل باطنناً من الأمر لأننا قد علمنا منه ما هو أعظم من ذلك وهو تحسر الله في نفسه ونعيمه الأعظم ثم نأتي لشيئ مبهماً فنبحث عنه أو نتركه كما هو مع التصديق والإيمان به إلى حين بيانه.
ويا أيها الشيخ الجليل ابو يوسف لنزيد تأكيد قولنا فذلك العبد لاسيستطيع الله فتنته حتى بملكوت الدنيا والأخرة وسوف يعطيه الله ذلك لكنه لا يفتنه به لأن العبد الذي سيشفع وسيقول عند الله صوابا سيقول ذلك كله بعد أن يعرض الله له كل شيئ ليفتنه به وهل ستكون الشفاعة إلا بعد أن تعلم المنازل لإصحابها فلوعلم منزلته ورضى لما كان هو لأن الذي سيحاجج الله لن يرضى حتى (بكن) فهو الإنسان الذي سيعطيه الله ما تمنى قال تعالى:{أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25)} صدق الله العظيم
فبعد أن يعرض الله له الأخرة والأولى فيرفضه كونه العبد الذي إتخذ عند الرحمن عهد بأن الله لايستطيع فتنته سيكون هو صاحب الشفاعة لعلمه كيف تكون قال تعالى:{أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25) وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)} صدق الله العظيم [النجم].
ويا أيه الشيخ الجليل ابو يوسف أما قولك في ما نقتبسه من كلامك:
فالأمر كذلك بسيط وسهل فأنت تعلم بأن لله أسماء وصفات ولكن أسماء الله لاتجد لها سميا تصديقاً لقول الله تعالى:{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً (65)} صدق الله العظيم [مريم].
فهل رأيت شخصاً إسمه الرحمن أو الله أوالغفار.....؟ فتلك لا يشترك الله بها مع عباده.
لكن الله يشترك مع عباده في صفاته فاالله هو الرحمن وهو الرحيم كذلك أنت أيه الشيخ فإنك رحيم ترحم هذا وذاك وتشفق وإلا لكان الإنسان حجرا وكذلك الله غفور وأنت أيها الشيخ كذلك غفور لأنك تغفر عن من أساء إليك.
ولكن أيها الشيخ الجليل ابو يوسف إعلم بأن رحمة الله ليس لها حدود ومغفرة الله ليس لها حدود بل مطلقة أما نحن البشر فرحمتنا لها حدود ومغفرتنا لها حدود وبهذا حبيبي في الله عندما تقرأ قول الإمام في ما أقتبسه:
فذلك الإصرار من الإمام لا يساويه مع قدرة الله كما أفتيت بذلك لأن قدرة الله مطلقة ليس لها حدود وإصرار الإمام المهدي عليه السلام ليست مطلقة ولها حدود وهذا ما قاله الإمام وستجده في قوله وذلك هو الفخ أيها الشيخ الجليل وقعت فيه مرة أخرى لكنه ليس كذباً ولا خداعاً وإنما تشابه القول فيبين لمن يحيط به علما فهل فهمت وعلمت ذلك.
وكذلك أيها الشيخ الجليل فإن إصرار الإمام عليه الصلاة والسلام ليس له حدود لأن حدوده هي رضوان الله في نفسه فإذا رضي الله في نفسه فتعم رحمته غضبه فيدخل عباده في رحمته فهنا ينتهي إصرار الإمام عليه الصلاة والسلام فيصبح محدوداً أما قبل ذلك فإنه ليس له حدود لأن ذلك هدفه الذي يسعى إليه تصديقاً لقول الله تعالى:{وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)} صدق الله العظيم [النجم].
وذلك الرضوان هو الذي يقف عنده إصرار الإمام لأنه بذلك الرضى سيبلغ هدفه به فالله لا يظلم أحدا وما دام قد جعل رضوان نفسه أعظم من كل شيئ فنحن كذلك نعبد رضوان الله وذلك هدفنا فلن نرضى حتى يرضى ولن يخلفنا الله وعده وسيجزينا ما نسعى إليه تصديقاً لقول الله تعالى:{وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى (41)} صدق الله العظيم [النجم].
وننهي بذلك ما تسائلت عنه وأسأل الله أن يفقهني في الدين ويزيدني علما وحلما ولله الحمد والمنة وله الحمد في الأخرة والأولى وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.
أخوكم الفقير إلى الله الذليل عليكم حواري الأنصار
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين و يا ابا خالد قد عملت بنصيحتك واستخرت للمرة الرابعة وما زادني الا تشبثا بنعيمي السامي وهو رضوان ربي ولا اعبد الله لا اجل هدف مادي بل هدفي وغايتي رضوانه ان شاء الله يرميني بجهنم فكيف أهنأ بالجنان والحبيب غضبان اني استغرب يا اخي الم يصلك المعنى تراجع يا أخي وقم صلي ركعتين واستخر ربك بنية خالصة وناجي الرحمن وقل له يا ربي انه لا تستطيع ان تثنيني عن نعيمك الاعظم ورضوانك فا انا قد احسست به فكيف اتراجع عنه يااربي اني احببت قربك وحبك فلا يرضيني اي نعيم مادي مهما كان بقدر ما يرضيني رضوانك في نفسك فا سااثابر واكافح نفسي المادية الى ان اصل للرضاااك الاعظم فيكون ذلك كل نعيمي . اتمنى يا اخ ابو خالد ان اراك من الانصار السابقين الاخيار الذين يتسابقون في مرضاة الرب في نفسه دون مصلحة مادية . ولا تجعل شقوتك وعصبيتك تقهقرك وتجعلك ممكن يقنعون بالنعيم المادي وهم قد اطلعوا على مفهوم النعيم الاعظم فالله قد وعد المؤمنين بالجنان ووعدهم برضوان اعظم فما عليك سوى الاختيار .